ذِكْرُ بَعْضِ مَنْ حَضَرَنَا ذِكْرُهُ مِمَّنْ فَعَلَ مِنْهُمْ ذَلِكَ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2569 حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : مَنْ كَسَبَ مَالًا حَرَامًا لَمْ تُطَيِّبْهُ الزَّكَاةُ ، وَمَنْ كَسَبَ مَالًا مِنْ طَيِّبٍ خَبَّثَ مَالَهُ مَنْعُ الزَّكَاةِ ، وَمَنْ كَثُرَ مَالُهُ كَثُرَ حِسَابُهُ ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2570 حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ، قَالَ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : مَا صَدَقْتُمْ أَنْفُسَكُمْ تُؤَمِّلُونَ مَا لَا تَبْلُغُونَ ، وَتَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ ، وَتَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ ، وَلِلْخَرَابِ تَبْنُونَ ، وَلِلْمَوْتِ تَلِدُونَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2571 حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : الدُّنْيَا هَيِّنَةٌ عَلَى اللَّهِ ، يُعْطِيَهَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2572 حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا يَرْفَعُ غَدَاءً لِعَشَاءٍ ، وَلَا عَشَاءً لِغَدَاءٍ ، وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ مَعَ كُلِّ يَوْمٍ رِزْقُهُ ، وَكَانَ يَلْبَسُ الشَّعْرَ ، وَيَأْكُلُ مِنَ الشَّجَرِ ، وَيَنَامُ حَيْثُ أَمْسَى

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2573 حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : قَدْ جَرَّبْنَا الْعَيْشَ كُلَّهُ لَيِّنَهُ وَشَدِيدَهُ ، فَوَجَدْنَاهُ يَكْفِي مِنْهُ أَدْنَاهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2574 وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : إِنَّ مَثَلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ : بَرٌّ تَقِيٌّ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، وَبَرٌّ تَقِيٌّ مَحْظُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَحْظُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ مَحْظُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا ، مَحْظُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2575 حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ الْإِنْسَانَ عَلَى دِينِهِ ، فَيَمْتِنِعُ مِنْهُ ، فَيَجْثُمُ لَهُ عِنْدَ الْمَالِ ، فَيَأْخُذُ بِعَقِبِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ لِخَالِهِ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ : يَا خَالِ ، أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ ، أَمْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا ؟ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : يُشْئِزُكَ : يُقْلِقُكَ وَيُزْعِجُكَ وَيُحَرِّكُكَ ، يُقَالُ مِنْهُ : أَشْأَزَ فُلَانًا هَذَا الْأَمْرُ : إِذَا أَقْلَقَهُ وَأَزْعَجَهُ وَحَرَّكَ مِنْهُ ، يُشْئِزُهُ إِشْآزًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ ، فِي صِفَةِ ثَوْرٍ أَوَى لَيْلًا إِلَى مَكَانٍ ثَرِيٍّ نَدِيٍّ فَأَزْعَجَهُ نَدَاهُ وَأَسْهَرَهُ وَأَقْلَقَهُ :
فَبَاتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ وَيُسْهِرُهُ
تَذَؤُّبُ الرِّيحِ وَالْوَسْوَاسُ وَالْهِضَبُ
وَأَمَّا قَوْلُ أُمِّ سَلَمَةَ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ ، فَإِنَّهَا تَعْنِي بِقَوْلِهَا : سَاهِمُ الْوَجْهِ ، مُتَغَيِّرُ الْوَجْهِ بِالضُّمُورِ ، وَأَصْلُ السَّهَامَةِ : الضُّمُورُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَخْطَلِ :
بِالْخَيْلِ سَاهِمَةَ الْوجُوهِ كَأَنَّمَا
خَالَطْنَ مِنْ عَمِلِ الْوَجِيفِ سُلَالَا
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ ، فِي صِفَةِ رَاكِبِ نَاقَةٍ ضَامِرَةٍ :
كَأَنَّهُ بَيْنَ شَرْخَيِ رَحْلِ سَاهِمَةٍ
حَرْفٍ ، إِذَا مَا اسْتَرَقَّ اللَّيْلُ مَأْمُومُ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : سَاهِمَةٍ : ضَامِرَةٍ ، يُقَالُ مِنْهُ : قَدْ سَهَمَ وَجْهُ فُلَانٍ ، فَهُوَ يَسْهُمُ سَهَامَةً وَسُهُومًا ، وَهُوَ مَسْهُومٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ :
تَرْمِي بِهِ الْقَفْرَ بَعْدَ الْقَفْرِ نَاجِيَةٌ
هَوْجَاءُ ، رَاكِبُهَا وَسْنَانُ مَسْهُومُ
وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَئُودًا ، فَإِنَّ الْعَقَبَةَ : هِيَ الْجَبَلُ ، وَإِنَّ الْكَئُودَ : الشَّاقَةُ عَلَى مَنْ صَعِدَهَا وَسَارَ فِيهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ : مَا تَكَاءَدَنِي شَيْءٌ مَا تَكَاءَدَتْنِي خُطْبَةُ الْحَاجَةِ ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ : مَا تَكَاءَدَنِي : مَا شَقَّ عَلَيَّ .
وَأَمَّا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِيٍّ الَّذِي رَأَى بِهِ جَهْدًا ، فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : الْخَمْصُ ، فَإِنَّ الْخَمْصَ : أَصْلُهُ اضْطِمَارُ الْبَطْنِ ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الْجُوعِ وَغَيْرِهِ .
فَأَمَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَإِنَّ مَعْنَاهُ الْجُوعُ ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا وُصِفَ بِاضْطِمَارِ الْبَطْنِ : رَجُلٌ خُمْصَانٌ ، وَلِلْمَرْأَةِ خُمْصَانَةٌ ، بِضَمِ الْخَاءِ فِيهِمَا ، وَقَدْ حُكِيَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَحْكِي عَنِ الْعَرَبِ سَمَاعًا مِنْهَا ، الْفَتْحَ فِي خَاءَيْهِمَا ، وَمِنِ الْخُمْصَانَةِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ فِي صِفَةِ الْمَرْأَةِ :
عَجْزَاءُ مَمْكُورَةٌ خُمْصَانَةٌ ، قَلِقٌ
عَنْهَا الْوِشَاحُ ، وَتَمَّ الْجِسْمُ وَالْقَصَبُ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : خُمْصَانَةٌ ضَامِرَةُ الْبَطْنِ وَأَمَّا قَوْلُ الْأَنْصَارِيِّ : فَاسْتَقَى كُلُّ دَلْو بِتَمْرَةٍ لَيْسَ فِيهَا خَدِرَةٌ : فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالْخَدِرَةِ ، الْفَاسِدَةَ الْمُتَغَيِّرَةَ الطَّعْمِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : تَارِزَةً فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالتَّارِزَةِ : الْحَشَفَةَ وَأَمَّا قَوْلُ كَعْبٍ : إِنَّ اللَّهِ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا زَوَى عَنْهُ الدُّنْيَا : فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ زَوَى عَنْهُ الدُّنْيَا : قَبَضَهَا عَنْهُ وَمَنَعَهَا إِيَّاهُ ، وَمِنْهُ الْخَبَرُ الْآخَرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : زُوِيَتْ لِي الْأَرْضُ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ : زُوِيَتْ لِي الْأَرْضُ ، جُمِعَتْ بِضَمِّ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَعْشَى بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ :
يَزِيدُ يَغُضُ الطَّرْفَ دُونِي كَأَنَّمَا
زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَلَيَّ الْمَحَاجِمُ

فَلَا يَنْبَسِطْ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْكَ مَا انْزَوَى
وَلَا تَلْقَنِي إِلَّا وَأَنْفُكَ رَاغِمُ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَلَيَّ الْمَحَاجِمُ : قُبِضَ وَجُمِعَ ، يُقَالُ مِنْهُ : زَوَى فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ مَعْرُوفَهُ ، فَهُوَ يَزْوِيهِ عَنْهُ زَيًّا وَزُوِيًّا وَزِيِيًّا وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي رِسْلِهَا وَنَجْدَتِهَا ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : أَعْطَى فِي رِسْلِهَا أَعْطَى مِنْ أَلْبَانِهَا فِي الْحِينِ الَّذِي يَكُونُ لَهَا لَبَنٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَنَجْدَتِهَا ، فَإِنَّ أَصْلَ النَّجْدَةِ : الشَّجَاعَةُ وَالشِّدَّةُ ، يُقَالُ مِنْهُ : رَجُلٌ نَجْدٌ ، بَيِّنُ النَّجْدَةِ ، مِنْ مَعْشَرِ أَنْجَادٍ ، إِذَا كَانَ شُجَاعًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَامِرِيِّ :
وَلَنْ يَعْدِمُوا فِي الْحَرْبِ لَيْثًا مُحَرَّبًا
وَذَا نَجْدَةٍ عِنْدَ الرَّزِيَّةِ بَاذِلَا
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : ذَا نَجْدَةٍ : ذَا بَأْسٍ وَشَجَاعَةٍ وَإِنَّمَا أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : وَنَجْدَتِهَا ، فِي حَالِ سِمَنِهَا ، وَوَقْتِ شِدَّةِ نَحْرِهَا عَلَى مَالِكِهَا وَأَمَّا النَّجَدُ ، بِفَتْحِ النُّونِ وَالْجِيمِ ، فَإِنَّهُ مَعْنًى غَيْرُ هَذَا ، وَهُوَ الْعَرَقُ ، يُقَالُ مِنْهُ : نَجَدُ الرَّجُلُ يَنْجُدُ نَجْدًا ، إِذَا عَرَقَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ نَابِغَةِ بَنِي ذُبْيَانَ :
يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ الْمَلَّاحُ مُعْتَصِمًا
بِالْخَيْزُرَانَةِ بَعْدَ الْأَيْنِ وَالنَّجَدِ
وَأَمَّا الْإِنْجَادُ فَإِنَّهُ مَعْنًى غَيْرُ هَذَيْنِ ، وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ لِمَعْنَيَيْنِ : أَحَدُهُمَا : إِنْجَادُ الْقَوْمِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَذَلِكَ إِعَانَةُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا عَلَى الْأَمْرِ يَنْزِلُ بِهِمْ ، يُقَالُ مِنْهُ : أَنْجَدْتُ الْقَوْمَ عَلَى عَدُوِّهِمْ ، فَأَنَا أُنْجِدُهُمْ إِنْجَادًا وَالثَّانِي : ارْتِفَاعُ الْمَرْءِ مِنْ غَوْرٍ إِلَى نَجْدٍ ، يُقَالُ مِنْهُ : قَدْ أَنْجَدَ الْقَوْمَ ، إِذَا أَتَوْا نَجْدًا ، فَهُمْ يَنْجِدُونَ إِنْجَادًا .
وَأَمَّا التَّنْجِيدُ ، فَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : نَجَّدَ فُلَانٌ بَيْتَهُ ، إِذَا زَيَّنَهُ بِالْفُرُشِ وَغَيْرِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ :
حَتَّى كَأَنَّ رِيَاضَ الْقُفِّ أَلْبَسَهَا
مِنْ وَشْيِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وَتَنْجِيدُ
وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا ، فَإِنَّ إِفْقَارَ الظَّهْرِ عَارِيَّتُهُ لِلرُّكُوبِ وَالْحَمْلِ عَلَيْهِ ، يُقَالُ مِنْهُ : أَفْقَرَ فُلَانٌ فُلَانًا ظَهْرَ بَعِيرِهِ ، فَهُوَ يُفْقِرُهُ إِيَّاهُ إِفْقَارًا ، وَالْإِفْقَارُ فِي الظَّهْرِ شَبِيهُ الْإِسْكَانِ فِي الدَّارِ وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا : أَعْطَى ذَوَاتَ اللَّبَنِ مِنْهَا لِتُشْرَبَ أَلْبَانُهَا ، يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ : مَنَحَ فُلَانٌ فُلَانًا نَاقَتَهُ ، إِذَا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا لِشُرْبِ لَبَنِهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالْمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ ، وَالْعَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى :
وَلَقَدْ أَمْنَحُ مَنْ عَادَيْتُهُ
كَلِمًا تَقْطَعُ مِنْ دَاءِ الْكَشَحْ
يُقَالُ مِنْهُ : مَنَحَهُ نَاقَتَهُ ، فَهُوَ يَمْنَحُهَا إِيَّاهُ مَنْحًا ، وَالْمَنِيحَةُ هِيَ النَّاقَةُ الْمَمْنُوحَةُ ، صُرِفَتْ مِنْ فَعُولَةٍ ، إِلَى فَعِيلَةٍ وَأَمَّا الْغَزِيرَةُ فَإِنَّهَا الْكَثِيرَةُ اللَّبَنِ مِنَ الْمَاشِيَةِ ، تُجْمَعُ غِزَارًا ، كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ :
لَنَا غَنْمٌ نَسُوقُهَا غِزَارٌ
كَأَنَّ قُرُونَ جِلَّتِهَا عِصِيُّ
يَعْنِي بِالْغِزَارِ : الْكَثِيرَةَ الْأَلْبَانِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَطْعِمِ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ، فَإِنَّ الْقَانِعَ الَّذِي يَقْنَعْ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْعَيْشِ ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ وَلَا يَطْلُبُ مِنْهُمْ مَا عِنْدَهُمْ ، تَجَمُّلًا وَتَعَفُّفًا ، مَعَ شِدَّةِ حَاجَتِهِ ، وَأَمَّا الْمُعْتَرُّ ، فَإِنَّهُ الَّذِي يَعْتَرُّ بِالَّذِي يَلْتَمِسُ مَا عِنْدَهُ وَيَطْلُبُ فَضْلَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ : { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ } قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَظُنُّ أَنَّ أَصْلَ ذَلِكَ مِنْ عِرَارِ ذُكُورِ النَّعَامِ ، وَذَلِكَ دُعَاؤُهَا بِأَصْوَاتِهَا إِنَاثَهَا ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ : فِي وَصْفِهِ دُعَاءَهَا إِنَاثَهَا :
يَدْعُو الْعِرَارُ بِهَا الزِّمَارَ كَمَا اشْتَكَى
أَلِمٌ تُجَاوِبُهُ النِّسَاءُ الْعُودُ
فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ أَصْلُهُ : فَالِاعْتِرَارُ : افْتِعَالٌ مِنْهُ ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ فِي فِعْلٍ مِنْهُ ، إِذَا كَانَ سَالِمًا بِغَيْرِ زِيَادَةٍ : عَرَّ ، وَفِي افْتَعَلَ ، اعْتَرَّ ، فَهُوَ يَعْتَرُّ اعْتِرَارًا ، وَأَنْ يَكُونَ الْمُعْتَرُّ ، هُوَ السَّائِلُ الَّذِي يَسْأَلُ مَنْ أَتَاهُ ، كَمَا يَدْعُو ذَكَرُ النَّعَامِ أُنْثَاهُ بِصَوْتِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ أَيْضًا مِنْ ذَلِكَ الْخَبَرُ الْمَرْوِيُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ تَسَوَّكَ ، وَأَنْ يَكُونَ تَعَارَّ تَفَاعَلَ مِنَ الْعِرَارِ وَالِاعْتِرَارِ وَهُوَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْكَلَامِ ، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ : دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَبَيْنَ يَدَيْهِ نِطَعٌ عَلَيْهِ الذَّهَبُ مَنْثُورٌ نَثْرَ الْحَثَى فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : نَثْرَ الْحَثَى نَثْرَ الْبَعْرِ وَالرَّوَثِ ، وَالْحَثَى هُوَ الْبَعْرُ ، وَالرَّوَثُ نَفْسُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
فَلَا خَسَا عَدِيدُهُ وَلَا زَكَا
كَمَا شِرَارُ الْبَقْلِ أَطْرَافُ السَّفَا

كَأَنَّهُ حَقِيبَةٌ مَلْأَى حَثَا
، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : السَّفَا شَوْكُ الْبُهْمَى إِذَا يَبَسَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،