عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ ابْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَيُكْنَى أَبَا جَابِرٍ وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ
4590 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ ، أَتَيْتُهُ وَهُوَ مُسَجًّى فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ وَأُقَبَّلُهُ وَالنَّبِيُّ يَرَانِي فَلَمْ يَنْهَنِي.
4599 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي مَسْلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : دُفِنَ مَعَ أَبِي فِي قَبْرِهِ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ ، فَكَانَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَاجَةٌ ، فَأَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَحَوَّلْتُهُ ، فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ شَعَرَاتٍ كُنَّ فِي لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِي الأَرْضَ.
4592 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : أُصِيبَ أَبِي وَخَالِي يَوْمَ أُحُدٍ ، فَجَاءَتْ بِهِمَا أُمِّي قَدْ عَرَضَتْهُمَا عَلَى نَاقَةٍ ، أَوْ قَالَ عَلَى جَمَلٍ ، فَأَقْبَلَتْ بِهِمَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ادْفِنُوا الْقَتْلَى فِي مَصَارِعِهِمْ ، قَالَ : فَرُدَّا حَتَّى دُفِنَا فِي مَصَارِعِهِمَا.
4591 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي ، وَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَنْهَوْنَنِي وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يَنْهَانِي ، قَالَ : وَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِي عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُبَكِّيهِ أَوْ لاَ تُبَكِّيهِ ، مَا زَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ.
4595 قَالُوا : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ، قَتَلَهُ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ أَبُو أَبِي الأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ الْهَزِيمَةِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ادْفِنُوا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو وَعَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ لِمَا كَانَ بَيْنَهُمَا مِنَ الصَّفَاءِ ، وَقَالَ : ادْفِنُوا هَذَيْنِ الْمُتَحَابَّيْنِ فِي الدُّنْيَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَجُلاَّ أَحْمَرَ ، أَصْلَعَ ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رَجُلاَّ طَوِيلاَّ ، فَعُرِفَا فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ، وَكَانَ قَبْرُهُمَا مِمَّا يَلِي الْمَسِيلَ فَدَخَلَهُ السَّيْلُ فَحُفِرَ عَنْهُمَا وَعَلَيْهِمَا نَمِرَتانِ وَعَبْدُ اللهِ قَدْ أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي وَجْهِهِ فَيَدُهُ عَلَى جُرْحِهِ ، فَأُمِيطَتْ يَدَهُ عَنْ جُرْحِهِ فَانْبَعَثَ الدَّمُ ، فَرُدَّتْ يَدُهُ إِلَى مَكَانِهَا فَسَكَنَ الدَّمُ ، قَالَ جَابِرٌ : فَرَأَيْتُ أَبِي فِي حُفْرَتِهِ كَأَنَّهُ نَائِمٌ وَمَا تَغَيَّرَ مِنْ حَالِهِ قَلِيلٌ وَلاَ كَثِيرٌ ، فَقِيلَ لَهُ : فَرَأَيْتَ أَكْفَانَهُ ؟ قَالَ : إِنَّمَا كُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ خُمِرَ بِهَا وَجْهُهُ ، وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلُ ، فَوَجَدْنَا النَّمِرَةَ كَمَا هِيَ وَالْحَرْمَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ عَلَى هَيْئَتِهِ ، وَبَيْنَ ذَلِكَ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً ، فَشَاوَرَهُمْ جَابِرٌ فِي أَنْ يُطَيَّبَ بِمِسْكٍ فَأَبَى ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَالُوا : لاَ تُحْدِثُوا فِيْهِمْ شَيْئًا ، وَحُوِّلاَ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ إِلَى آخَرَ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقَنَاةَ كَانَتْ تَمُرُّ عَلَيْهِمَا ، وَأُخْرِجُوا رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ.
4598 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو هِلاَلٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ أَبُو مَسْلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لَهُ : إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ فِي أَوَّلِ مَنْ يُصَابُ غَدًا ، فَأَوْصِيكَ بِبَنَاتِ عَبْدِ اللهِ خَيْرًا ، فَأُصِيبَ ، فَجَعَلْنَا الاِثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ، فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ ، فَلَبِثْنَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ أَنَّ نَفْسِي لَمْ تَدَعْنِي حَتَّى أَدْفِنَهُ وَحْدَهُ ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ مِنَ الْقَبْرِ فَإِذَا الأَرْضُ لَمْ تَأْكُلْ شَيْئًا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاَّ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ.
4600 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ؛ أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقُلْتُ : إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا إِلاَّ مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ ، فَلاَ يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ سَنَتَيْنِ مَا عَلَيْهِ ، فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَيْلاَ يُفْحِشْ عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ ، قَالَ : فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ وَدَعَا ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : أَيْنَ غُرَمَاؤُهُ ؟ فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ ، وَبَقِيَ مِثْلُ الَّذِي أَعْطَاهُمْ.
4594 أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمَّا خَرَجَ لِدَفْنِ شُهَدَاءِ أُحُدٍ قَالَ : زَمِّلُوهُمْ بِجِرَاحِهِمْ ، فَإِنِّي أَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسِيلُ دَمًا ، اللَّوْنُ لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ . قَالَ جَابِرٌ : وَكُفِّنَ أَبِي فِي نَمِرَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَكَانَ يَقُولُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّ هَؤُلاَءِ كَانَ أَكْثَرَ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ ؟ ، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى الرَّجُلِ قَالَ : قَدِّمُوهُ فِي اللَّحْدِ قَبْلَ صَاحِبِهِ.