:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 7208 قال : أخبرنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف قال : حدثني البريد الذي جاء برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير قال : لما وضعته بين يديه قال : ما حدثني كعب بشيء أصبته في سلطاني ، إلا قد رأيته غير هذا ، فإنه حدثني أنه يقتلني رجل من ثقيف فأراني الذي قتلته. قال محمد بن عمر : وكان مصعب بن الزبير هو الذي قتل المختار وبعث برأسه إلى عبد الله بن الزبير ، وتخلف على العراق ووجه إلى خرسان.رجع الحديث إلى الأول : ( قال : ولما بلغ يزيد بن معاوية وثوبُ أهل المدينة وإخراجهم عامله وأهل بيته عنها ، وجه إليهم مسلم بن عقبة المري ، وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة ، كانت به النّوطة ، فوجهه في جيش كثيف ، فكلمه عبد الله بن جعفر في أهل المدينة ، وقال : إنما تقتل بهم نفسك . فقال : أجل أقتل بهم نفسي ، وأشفي نفسي ، ولك عندي واحدة ، آمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة طريقا ، فإن هم تركوه ، ولم يعرضوا له ، ولم ينصبوا الحرب ، تركهم ، ومضى إلى ابن الزبير فقاتله ، وإن هم منعوه أن يدخلها ونصبوا له الحرب ، بدأ بهم ، فناجزهم القتال ، فإن ظفر بهم قتل من أشرف له ، وأنهبها ثلاثًا ثم مضى إلى عبد الله بن الزبير. فرأى عبد الله بن جعفر ، في هذا فرج كبير ، وكتب بذلك إليهم ، وأمرهم أن لا يعرضوا لجيشه إذا مر بهم ، حتى يمضي عنهم إلى حيث أرادوا . وأمر يزيد مسلم بن عقبة بذلك ، وقال : إن حدث بك حدث ، فحصين بن نمير على الناس ، فورد مسلم بن عقبة المدينة ، فمنعوه أن يدخلها ، ونصبوا له الحرب ، ونالوا من يزيد ، فأوقع بهم وأنهبها ثلاثا. ثم خرج يريد ابن الزبير ، وقال : اللهم إنه لم يكن قوم أحب إليّ أن أقاتلهم من قوم خلعوا أمير المؤمنين ، ونصبوا لنا الحرب ، اللهم فكما أقررت عيني من أهل المدينة ، فأبقني حتى تقر عيني من ابن الزبير ، ومضى فلما كان بالمشلل نزل به الموت ، فدعا حصين بن نمير فقال له : يابرذعة الحمار ، لولا عهد أمير المؤمنين إليّ فيك ما عهدت إليك ، اسمع عهدي ، لا تمكن قريشا من أذنك ، ولا تزدهم على ثلاث ؛ الوقاف ، ثم الثقاف ، ثم الانصراف . وأعلم الناس أن الحصين واليهم ، ومات مكانه ، فدفن على ظهر المشلل لسبع ليال بقين من المحرم سنة أربع وستين. ومضى حصين بن نمير في أصحابه حتى قدم مكة فنزل بالحجون إلى بئر ميمون وعسكر هناك . فحاصر ابن الزبير قبل سلخ المحرم بأربع ليال وصفر وشهر ربيع الأول ، فكان الحصر أربعة وستين يوما ، يتقاتلون فيها أشد القتال ، ونصب الحصين المنجنيق على ابن الزبير وأصحابه ورمى الكعبة ، ولقد قتل من الفريقين بشر كثير ، وأصاب المسور فلقة من حجر المنجنيق فمات ليلة جاء نعي يزيد بن معاوية ، وذلك لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين. فكلم حصين بن نمير ومن معه من أهل الشام عبد الله بن الزبير أن يدعهم يطوفوا بالبيت وينصرفوا عنه ، فشاور في ذلك أصحابه ثم أذن لهم فطافوا ، وكلم ابن الزبير الحصين بن نمير وقال له : قد مات يزيد وأنا أحق الناس بهذا الأمر ، لأن عثمان عهد إليّ في ذلك عهدا ، صلى به خلفي طلحة والزبير ، وعرفته أم المؤمنين ، فبايعني ، وادخل فيما دخل فيه الناس معي ، يكن لك ما لهم ، وعليك ما عليهم . قال له الحصين بن نمير : إني والله يا أبا بكر لا أتقرب إليك بغير ما في نفسي ، أقدم الشام فإن وجدتهم مجتمعين لك أطعْتُكَ ، وقاتلتُ من عصاك ، وإن وجدتهم مجتمعين على غيرك أطعته وقاتلتك ولكن سر أنت معي إلى الشام أملكك رقاب العرب . فقال ابن الزبير : أو أبعث رسولا . قال : تبًّا لك سائر اليوم ، إن رسولك لا يكون مثلك. وافترقا وأمن الناس ووضعت الحرب أوزارها ، وأقام أهل الشام أياما يبتاعون حوائجهم ، ويتجهزون ، ثم انصرفوا راجعين إلى الشام . فدعا ابن الزبير من يومئذ إلى نفسه ، فبايع الناس له على الخلافة ، وسُمي أمير المؤمنين ، وترك الشعار الذي كان عليه ، ويدعى به ، عائذ الله ، ولا حكم إلا لله ، قبل أن يموت مصعب بن عبد الرحمن بن عوف والمسور بن مخرمة . وفارقته الخوارج وتركوه ، وولى العمال ، فولّي المدينة : مصعب بن الزبير بن العوام فبايع له الناس ، وبعث الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة إلى البصرة فبايعوه ، وبعث عبد الله بن مطيع إلى الكوفة فبايعوه ، وبعث عبد الرحمن بن عتبة بن جَحدم الفهري إلى مصر أميرا فبايعوه ، وبعث واليه إلى اليمن فبايعوه ، وبعث واليه إلى خرسان فبايعوه ، وبعث الضحاك ابن قيس الفهري إلى الشام واليًا فبايع له عامة أهل الشام ، واستوسقت له البلاد كلها ، ما خلا طائفة من أهل الشام ، كان بها مروان بن الحكم وأهل بيته .
:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 7208 قال : أخبرنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف قال : حدثني البريد الذي جاء برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير قال : لما وضعته بين يديه قال : ما حدثني كعب بشيء أصبته في سلطاني ، إلا قد رأيته غير هذا ، فإنه حدثني أنه يقتلني رجل من ثقيف فأراني الذي قتلته. قال محمد بن عمر : وكان مصعب بن الزبير هو الذي قتل المختار وبعث برأسه إلى عبد الله بن الزبير ، وتخلف على العراق ووجه إلى خرسان.رجع الحديث إلى الأول : ( قال : ولما بلغ يزيد بن معاوية وثوب أهل المدينة وإخراجهم عامله وأهل بيته عنها ، وجه إليهم مسلم بن عقبة المري ، وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة ، كانت به النوطة ، فوجهه في جيش كثيف ، فكلمه عبد الله بن جعفر في أهل المدينة ، وقال : إنما تقتل بهم نفسك . فقال : أجل أقتل بهم نفسي ، وأشفي نفسي ، ولك عندي واحدة ، آمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة طريقا ، فإن هم تركوه ، ولم يعرضوا له ، ولم ينصبوا الحرب ، تركهم ، ومضى إلى ابن الزبير فقاتله ، وإن هم منعوه أن يدخلها ونصبوا له الحرب ، بدأ بهم ، فناجزهم القتال ، فإن ظفر بهم قتل من أشرف له ، وأنهبها ثلاثا ثم مضى إلى عبد الله بن الزبير. فرأى عبد الله بن جعفر ، في هذا فرج كبير ، وكتب بذلك إليهم ، وأمرهم أن لا يعرضوا لجيشه إذا مر بهم ، حتى يمضي عنهم إلى حيث أرادوا . وأمر يزيد مسلم بن عقبة بذلك ، وقال : إن حدث بك حدث ، فحصين بن نمير على الناس ، فورد مسلم بن عقبة المدينة ، فمنعوه أن يدخلها ، ونصبوا له الحرب ، ونالوا من يزيد ، فأوقع بهم وأنهبها ثلاثا. ثم خرج يريد ابن الزبير ، وقال : اللهم إنه لم يكن قوم أحب إلي أن أقاتلهم من قوم خلعوا أمير المؤمنين ، ونصبوا لنا الحرب ، اللهم فكما أقررت عيني من أهل المدينة ، فأبقني حتى تقر عيني من ابن الزبير ، ومضى فلما كان بالمشلل نزل به الموت ، فدعا حصين بن نمير فقال له : يابرذعة الحمار ، لولا عهد أمير المؤمنين إلي فيك ما عهدت إليك ، اسمع عهدي ، لا تمكن قريشا من أذنك ، ولا تزدهم على ثلاث ؛ الوقاف ، ثم الثقاف ، ثم الانصراف . وأعلم الناس أن الحصين واليهم ، ومات مكانه ، فدفن على ظهر المشلل لسبع ليال بقين من المحرم سنة أربع وستين. ومضى حصين بن نمير في أصحابه حتى قدم مكة فنزل بالحجون إلى بئر ميمون وعسكر هناك . فحاصر ابن الزبير قبل سلخ المحرم بأربع ليال وصفر وشهر ربيع الأول ، فكان الحصر أربعة وستين يوما ، يتقاتلون فيها أشد القتال ، ونصب الحصين المنجنيق على ابن الزبير وأصحابه ورمى الكعبة ، ولقد قتل من الفريقين بشر كثير ، وأصاب المسور فلقة من حجر المنجنيق فمات ليلة جاء نعي يزيد بن معاوية ، وذلك لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين. فكلم حصين بن نمير ومن معه من أهل الشام عبد الله بن الزبير أن يدعهم يطوفوا بالبيت وينصرفوا عنه ، فشاور في ذلك أصحابه ثم أذن لهم فطافوا ، وكلم ابن الزبير الحصين بن نمير وقال له : قد مات يزيد وأنا أحق الناس بهذا الأمر ، لأن عثمان عهد إلي في ذلك عهدا ، صلى به خلفي طلحة والزبير ، وعرفته أم المؤمنين ، فبايعني ، وادخل فيما دخل فيه الناس معي ، يكن لك ما لهم ، وعليك ما عليهم . قال له الحصين بن نمير : إني والله يا أبا بكر لا أتقرب إليك بغير ما في نفسي ، أقدم الشام فإن وجدتهم مجتمعين لك أطعتك ، وقاتلت من عصاك ، وإن وجدتهم مجتمعين على غيرك أطعته وقاتلتك ولكن سر أنت معي إلى الشام أملكك رقاب العرب . فقال ابن الزبير : أو أبعث رسولا . قال : تبا لك سائر اليوم ، إن رسولك لا يكون مثلك. وافترقا وأمن الناس ووضعت الحرب أوزارها ، وأقام أهل الشام أياما يبتاعون حوائجهم ، ويتجهزون ، ثم انصرفوا راجعين إلى الشام . فدعا ابن الزبير من يومئذ إلى نفسه ، فبايع الناس له على الخلافة ، وسمي أمير المؤمنين ، وترك الشعار الذي كان عليه ، ويدعى به ، عائذ الله ، ولا حكم إلا لله ، قبل أن يموت مصعب بن عبد الرحمن بن عوف والمسور بن مخرمة . وفارقته الخوارج وتركوه ، وولى العمال ، فولي المدينة : مصعب بن الزبير بن العوام فبايع له الناس ، وبعث الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة إلى البصرة فبايعوه ، وبعث عبد الله بن مطيع إلى الكوفة فبايعوه ، وبعث عبد الرحمن بن عتبة بن جحدم الفهري إلى مصر أميرا فبايعوه ، وبعث واليه إلى اليمن فبايعوه ، وبعث واليه إلى خرسان فبايعوه ، وبعث الضحاك ابن قيس الفهري إلى الشام واليا فبايع له عامة أهل الشام ، واستوسقت له البلاد كلها ، ما خلا طائفة من أهل الشام ، كان بها مروان بن الحكم وأهل بيته .
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،