هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1334 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ ، عَنْ هِشَامٍ ، ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ : أَيْنَ أَنَا اليَوْمَ ، أَيْنَ أَنَا غَدًا اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي ، قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَدُفِنَ فِي بَيْتِي
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1334 حدثنا إسماعيل ، حدثني سليمان ، عن هشام ، ح وحدثني محمد بن حرب ، حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكرياء ، عن هشام ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعذر في مرضه : أين أنا اليوم ، أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة ، فلما كان يومي ، قبضه الله بين سحري ونحري ودفن في بيتي
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  عن عَائِشَةَ ، قَالَتْ : إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ : أَيْنَ أَنَا اليَوْمَ ، أَيْنَ أَنَا غَدًا اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي ، قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَدُفِنَ فِي بَيْتِي .

Narrated `Aisha:

During his sickness, Allah's Messenger (ﷺ) was asking repeatedly, Where am I today? Where will I be tomorrow? And I was waiting for the day of my turn (impatiently). Then, when my turn came, Allah took his soul away (in my lap) between my chest and arms and he was buried in my house.

A'icha dit: «Pendant sa maladie, le Messager d'Allah () se demandait: Où suisje aujourd'hui? Où seraije demain? — II voulait dire par là qu'il aimerait être le plus vite possible chez A'icha. Et, le jour où il vint chez moi, Allah le rappela alors qu'il reposait la tête entre mon flanc et ma poitrine. Il fut enterré dans ma chambre.»

":"ہم سے اسماعیل بن ابی اویس نے بیان کیا ‘ کہا کہ مجھ سے سلیمان بن بلال نے بیان کیا اور ان سے ہشام بن عروہ نے ( دوسری سند ۔ امام بخاری نے کہا ) اور مجھ سے محمد بن حرب نے بیان کیا ‘ کہا ہم سے ابومروان یحیٰی بن ابی زکریا نے بیان کیا ، ان سے ہشام بن عروہ نے ، ان سے عروہ بن زبیر نے اور ان سے حضرت عائشہ رضی اللہ عنہا نے کہرسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم اپنے مرض الوفات میں گویا اجازت لینا چاہتے تھے ( دریافت فرماتے ) آج میری باری کن کے یہاں ہے ۔ کل کن کے یہاں ہو گی ؟ عائشہ رضی اللہ عنہا کی باری کے دن کے متعلق خیال فرماتے تھے کہ بہت دن بعد آئے گی ۔ چنانچہ جب میری باری آئی تو اللہ تعالیٰ نے آپ صلی اللہ علیہ وسلم کی روح اس حال میں قبض کی کہ آپ صلی اللہ علیہ وسلم میرے سینے سے ٹیک لگائے ہوئے تھے اور میرے ہی گھر میں آپ صلی اللہ علیہ وسلم دفن کئے گئے ۔

A'icha dit: «Pendant sa maladie, le Messager d'Allah () se demandait: Où suisje aujourd'hui? Où seraije demain? — II voulait dire par là qu'il aimerait être le plus vite possible chez A'icha. Et, le jour où il vint chez moi, Allah le rappela alors qu'il reposait la tête entre mon flanc et ma poitrine. Il fut enterré dans ma chambre.»

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1389] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ هِشَامٍ ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ: أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ، أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ.
فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَدُفِنَ فِي بَيْتِي".
وبالسند قال: ( حدّثنا إسماعيل) بن أبي أويس عبد الله ابن أخت الإمام مالك بن أنس، قال: ( حدّثني) بالإفراد ( سليمان) بن بلال ( عن هشام) هو ابن عروة ( ح) .
( وحدّثني) بالإفراد ( محمد بن حرب) النشائي، بالشين المعجمة، قال: ( حدّثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا) الغساني ( عن هشام عن) أبيه ( عروة) بن الزبير بن العوام ( عن عائشة) رضي الله عنها ( قالت) : ( إن كان رسول الله، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ليتعذر في مرضه) بالغين المهملة والذال المعجمة، أي: يطلب العذر فيما يحاوله من الانتقال إلى بيت عائشة، وعند القابسي: يتقدر، بالقاف والدال المهملة.
أي: يسأل عن قدر ما بقي إلى يومها، ليهوّن عليه بعض ما يجد، لأن المريض يجد عند بعض أهله ما لا يجده عند بعض من الأنس والسكون.
( أين أنا اليوم؟) أي: لمن النوبة ( أين أنا غدًا؟) أي: لمن النوبة غدًا، أي: أي امرأة أكون غدًا عندها ( استبطاء ليوم عائشة) اشتياقًا إليها وإلى يومها.
قالت عائشة: ( فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري) بفتح أولهما وسكون ثانيهما، تريد: بين جنبي وصدري، والسحر: الرئة، فأطلقت على الجنب مجازًا من باب تسمية المحل باسم الحال فيه، والنحر الصدر: ( ودفن في بيتي) وهذا هو المقصود من الحديث، وقولها: فلما كان يومي قبضه الله، تعني: لو روعي الحساب كانت وفاته واقعة في نوبتي المعهودة قبل الاذن.
1390 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِلاَلٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ.
لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ -أَوْ خُشِيَ- أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا".
وَعَنْ هِلاَلٍ قَالَ: كَنَّانِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُولَدْ لِي.
وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) المنقري، قال: ( حدّثنا أبو عوانة) بفتح العين الوضاح ( عن هلال) هو: ابن حميد الجهني، زاد أبو ذر، والوقت: هو الوزان ( عن عروة) بن الزبير بن العوام ( عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في مرضه الذي لم يقم منه) : ولابن عساكر: لم يقم فيه.
( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنببائهم مساجد) في بعض الطرق الاقتصار على لعن اليهود وحينئذ فقوله: قبور أنبيائهم مساجد واضح، فإن النصارى لا يقولون بنبوّة عيسى، بل البنوّة أو الإلهية، أو غير ذلك على اختلاف مللهم الباطلة، بل ولا يزعمون موته، حتى يكون له قبر، وعلى هذا فيشكل قوله اليهود والنصارى.
وتعقيبه بقوله: اتخذوا.
وأجيب: بأما أن يكون الضمير يعود على اليهود فقط، بدليل الرواية الأخرى، وأما بأن المراد من أمر بالإيمان بهم من الأنبياء السابقين: كنوح وإبراهيم.
قالت عائشة: ( لولا ذلك أبرز قبره) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول، وقبره بالرفع نائب الفاعل، ولأبي ذر: أبرز قبره بفتح الهمزة ( غير أنه خشي) عليه الصلاة والسلام ( -أو خشي-) بضم الخاء مبنيًّا للمفعول والفاعل الصحابة، أو عائشة ( أن يتخذ) بضم أوله وفتح ثالثه: قبره ( مسجدًا) .
( و) بالإسناد المذكور ( عن هلال) الوزان ( قال كناني عروة بن الزبير و) الحال أنه ( لم يولد لي) ولد لأن الغالب أن الإنسان لا يكنى إلا باسم أول أولاده، ونبه المؤلّف بذلك على لقي هلال لعروة، واختلف في كنية هلال والمشهور أبو عمرة.
1390 م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُسَنَّمًا.
وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر: حدّثني ( محمد بن مقاتل) المروزي، المجاور بمكة، قال ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك، قال: ( أخبرنا أبو بكر بن عياش) بالمثناة التحتة والشين المعجمة ( عن سفيان) بن دينار على الصحيح ( التمار) بالمثناة الفوقية، من كبار التابعين،لكنه لم يعرف له رواية عن صحابي.
( أنه حدثه أنه رأى قبر النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مسنمًا) بضم الميم وتشديد النون المفتوحة.
أي: مرتفعًا: زاد أبو نعيم في مستخرجه: وقبر أبي بكر، وعمر كذلك.
واستدلّ به على أن المستحب تسنيم القبور، وهو قول أبي حنيفة، ومالك، وأحمد، والمزني وكثير من الشافعية.
وقال أكثر الشافعية، ونص عليه الشافعي: التسطيح أفضل من التسنيم، لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سطح قبر إبراهيم، وفعله حجة لا فعل غيره، وقول سفيان التمار لا حجة فيه، كما قال البيهقي: لاحتمال أن قبره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقبري صاحبيه، لم تكن في الأزمنة الماضية مسلمة.
وقد روى أبو داود بإسناد صحيح، أن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: دخلت على عائشة فقلت لها: اكشفي لي عن قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصاحبيه.
فكشفت عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء، أي: لا مرتفعة كثيرًا، ولا لاصقة بالأرض.
كما بينه في آخر الحديث.
يقال لطئ بكسر الطاء، ولطأ بفتحها، أي: لصق.
ولا يؤثر في أفضلية التسطيح كونه صار شعارًا للروافض، لأن السنة لا تترك بموافقة أهل البدع فيها، ولا يخالف ذلك قول علي، رضي الله عنه: أمرني رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن لا أدع قبرًا مشرفًا إلا سويته، لأنه لم يرد تسويته بالأرض، وإنما أراد تسطيحه جمعًا بين الأخبار.
نقله في المجموع عن الأصحاب.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب مَا جَاءَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما { فَأَقْبَرَهُ} .
أَقْبَرْتُ الرَّجُلَ: إِذَا جَعَلْتَ لَهُ قَبْرًا.
وَقَبَرْتُهُ: دَفَنْتُهُ { كِفَاتًا} يَكُونُونَ فِيهَا أَحْيَاءً، وَيُدْفَنُونَ فِيهَا أَمْوَاتًا
(باب ما جاء في) صفة (قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) صفة قبر (أبي بكر) الصديق (و) صفة قبر (عمر) بن الخطاب (رضي الله عنهما)، من التسنيم، وغيره.

({ فأقبره} ) [عبس: 21] ولأبي ذر: قول الله عز وجل: { فأقبره} مبتدأ أو خبره ومراده قوله تعالى: { ثم أماته فأقبره} [عبس: 21] (أقبرت الرجل) من الثلاثي المزيد من باب الإفعال، زاد أبوا ذر، والوقت: أقبره (إذا جعلت له قبرًا، وقبرته) من الثلاثي المجرد (دفنته) تكرمة له وصيانة عن السباع.
وقوله تعالى: { ألم نجعل الأرض (كفاتًا)} [المرسلات: 25] أي: كافته اسم لما تضمه (يكونون فيها { أحياء} ويدفنون فيها { أمواتًا} [المرسلات: 26] .


[ قــ :1334 ... غــ : 1389 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ هِشَامٍ ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ: أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ، أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ.
فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَدُفِنَ فِي بَيْتِي".

وبالسند قال: (حدّثنا إسماعيل) بن أبي أويس عبد الله ابن أخت الإمام مالك بن أنس، قال: (حدّثني) بالإفراد (سليمان) بن بلال (عن هشام) هو ابن عروة (ح).

(وحدّثني) بالإفراد (محمد بن حرب) النشائي، بالشين المعجمة، قال: (حدّثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا) الغساني (عن هشام عن) أبيه (عروة) بن الزبير بن العوام (عن عائشة) رضي الله عنها (قالت):
(إن كان رسول الله، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ليتعذر في مرضه) بالغين المهملة والذال المعجمة، أي: يطلب العذر فيما يحاوله من الانتقال إلى بيت عائشة، وعند القابسي: يتقدر، بالقاف والدال المهملة.
أي: يسأل

عن قدر ما بقي إلى يومها، ليهوّن عليه بعض ما يجد، لأن المريض يجد عند بعض أهله ما لا يجده عند بعض من الأنس والسكون.

(أين أنا اليوم؟) أي: لمن النوبة (أين أنا غدًا؟) أي: لمن النوبة غدًا، أي: أي امرأة أكون غدًا عندها (استبطاء ليوم عائشة) اشتياقًا إليها وإلى يومها.

قالت عائشة: (فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري) بفتح أولهما وسكون ثانيهما، تريد: بين جنبي وصدري، والسحر: الرئة، فأطلقت على الجنب مجازًا من باب تسمية المحل باسم الحال فيه، والنحر الصدر: (ودفن في بيتي) وهذا هو المقصود من الحديث، وقولها: فلما كان يومي قبضه الله، تعني: لو روعي الحساب كانت وفاته واقعة في نوبتي المعهودة قبل الاذن.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابُُ مَا جاءَ فِي قَبْرِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبِي بَكْرٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا جَاءَ فِي صفة قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَصفَة قبر أبي بكر الصّديق وَعمر الْفَارُوق من كَون قبرهم فِي بَيت عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
وَكَونه مسنما أَو غير مسنم، وَكَونه بارزا أَو غير بارز، وَمن كَون أبي بكر وَعمر مَعَه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِيه فَضِيلَة عَظِيمَة لَهما فِيمَا لَا يشاركهما فِيهَا أحد، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا كَانَا وزيريه فِي حَال حَيَاته، وصارا ضجيعيه بعد مماته، وَهَذِه فَضِيلَة عَظِيمَة خصهما الله تَعَالَى بهَا، وكرامة حياهما بهَا لم تحصل لأحد: أَلا ترى وَصِيَّة عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، إِلَى ابْن الزبير، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: أَن لَا يدفنها مَعَهم خشيَة أَن تزكّى بذلك، وَهَذَا من تواضعها وإقرارها بِالْحَقِّ لأَهله، وإيثارها بِهِ على نَفسهَا، وَرَأَتْ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، أَهلا وَأَيْضًا لقرب طينتهما من طينته، فَفِي حَدِيث أبي سعيد، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: (مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَنَازَة عِنْد قبر، فَقَالَ: من هَذَا؟ فَقيل: فلَان الحبشي، فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا إلاه إلاَّ الله، سيق من أرضه وسمائه إِلَى تربته الَّتِي مِنْهَا خلق) .
قَالَ الْحَاكِم: صَحِيح الْإِسْنَاد، وَإِنَّمَا استأذنها عمر فِي ذَلِك وَرغب إِلَيْهَا فِيهِ لِأَن الْموضع كَانَ بَيتهَا، وَلها فِيهِ حق، وَلها أَن تُؤثر بِهِ نَفسهَا لذَلِك، فآثرت بِهِ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
وَقد كَانَت عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، رَأَتْ رُؤْيا دلتها على مَا فعلت حِين رَأَتْ ثَلَاثَة أقمار سقطن فِي حُجْرَتهَا، فقصتها على والدها لما توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدفن فِي بَيتهَا، فَقَالَ لَهَا أَبُو بكر: هَذَا أول أقمارك وَهُوَ خَيرهَا.

وَقَوْلُ الله {فأقبره}
قَول الله: مُبْتَدأ وَخَبره قَوْله: فأقبره، بالتأويل، يَعْنِي قَول الله مقول فِيهِ فأقبره يُشِير بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ أَمَاتَهُ فأقبره} (عبس: 12) .
وَذَلِكَ بعد أَن خلقه سويا ثمَّ أَمَاتَهُ، أَي: قبض روحه فأقبره أَي: جعله ذَا قبر يدْفن فِيهِ، وَقيل: جعل لَهُ من يقبره ويواريه وَلَا يلقى للسباع وَالطير، ليَكُون مكرما حَيا وَمَيتًا، وَلم يقل: قَبره، لِأَن فَاعل ذَلِك هُوَ الله تَعَالَى، أَي: صيره مقبورا فَلَيْسَ كَفعل الْآدَمِيّ، وَالْعرب تَقول: طردت فلَانا عني، وَالله أطرده أَي: جعله طريدا.

أقْبَرْتُ الرَّجُلَ إذَا جَعَلْتَ لَهُ قَبْرا وقَبَرْتُهُ دَفَنْتُهُ
أَشَارَ بِهَذَا إِلَى الْفرق فِي الْمَعْنى بَين: أقبرت، الَّذِي هُوَ من الثلاثي الْمَزِيد من بابُُ: الْأَفْعَال، وَبَين: قبرت، الَّذِي من الثلاثي الْمُجَرّد، وبيَّن أَن معنى: أقبرت، جعلت لَهُ قبرا، وَأَن معنى: قبرت فلَانا: دَفَنته.

كِفَاتا يَكُونُونَ فِيهَا أحْيَاءً ويُدْفَنُونَ فِيهَا أمْوَاتا

أَشَارَ بِهِ إِلَى تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا} (المرسلات: 52) .
وَقَوله: كفاتا، كلمة من الْقُرْآن الْكَرِيم، وَقَوله: يكونُونَ فِيهَا تَفْسِيره.
وروى عبد بن حميد من طَرِيق مُجَاهِد، قَالَ فِي قَوْله: {ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا أَحيَاء وأمواتا} (المرسلات: 52) .
قَالَ يكونُونَ فِيهَا مَا أَرَادوا، ثمَّ يدفنون فِيهَا.
انْتهى.
والكفات من: كفت الشَّيْء أكفته إِذا جمعته وضممته.
قَالَه الزّجاج:.

     وَقَالَ  الْفراء: نكفتهم أَمْوَاتًا فِي بَطنهَا، أَي: نحفظهم ونحرزهم وَنصب الْأَحْيَاء والأموات بِوُقُوع الكفات عَلَيْهِ.
وَفِي (تَفْسِير الطَّبَرِيّ) : كفاتا وعَاء.
وَعَن ابْن عَبَّاس: كُنَّا، وَعَن مُجَاهِد: {ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا} (المرسلات: 52) .
قَالَ: نكفت أذاهم وَمَا يخرج مِنْهُم.
وَفِي (الْمُحكم) : كفته وكفته: قَبضه وضمه.
قَالَ: وَعِنْدِي أَن الكفات فِي الْآيَة الْكَرِيمَة مصدر من: كفت.

[ قــ :1334 ... غــ :1389 ]
- حدَّثنا إسْمَاعِيلُ قَالَ حدَّثني سُلَيْمَانُ عنْ هِشَامٍ ح وحدَّثني مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ قَالَ حدَّثنا أبُو مَرْوَانَ يَحْيى بنُ أبِي زَكَرِيَّاءَ عنْ هِشَامٍ عنْ عُرْوَةَ عنْ عَائِشَةَ قالَتْ إنْ كانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ أيْنَ أَنا اليَوْمَ أيْنَ أَنا غَدا اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عائِشَةَ فَلَمَّا كانَ يَوْمِي قَبَضَهُ الله بَيْنَ سَحْري ونَحْرِي وَدُفِنَ فِي بَيْتِي..
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دفن فِي بَيت عَائِشَة، وَفِيه قَبره، والترجمة فِي قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

ذكر رِجَاله: وهم سَبْعَة: الأول: إِسْمَاعِيل بن أبي أويس واسْمه عبد الله إِبْنِ أُخْت مَالك بن أنس، وَقد تقدم.
الثَّانِي: سُلَيْمَان بن بِلَال أَبُو أَيُّوب.
الثَّالِث: هِشَام بن عُرْوَة بن الزبير.
الرَّابِع: مُحَمَّد بن حَرْب ضد الصُّلْح أَبُو عبد الله النَّسَائِيّ، بِفَتْح النُّون وبالشين الْمُعْجَمَة، مَاتَ سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.
الْخَامِس: أَبُو مَرْوَان يحيى بن أبي زَكَرِيَّا الغساني، مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَة.
السَّادِس: عُرْوَة ابْن الزبير بن الْعَوام.
السَّابِع: أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.

ذكر لطائف إِسْنَاده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين وبصيغة الْإِفْرَاد فِي موضِعين.
وَفِيه: العنعنة فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع.
وَفِيه: أَن شَيْخه إِسْمَاعِيل وَسليمَان وَهِشَام وَعُرْوَة مدنيون وَمُحَمّد بن حَرْب شَيْخه واسطي وَيحيى بن أبي زَكَرِيَّا شَامي سكن وَاسِط.

ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (إِن كَانَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كلمة: إِن، هَذِه مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة، فَتدخل على الجملتين، فَإِن دخلت على الإسمية جَازَ إعمالها خلافًا للكوفيين.
وَحكى سِيبَوَيْهٍ: إِن عمرا لمنطلقٌ، وَإِن دخلت على الفعلية وَجب إهمالها، وَهَهُنَا دخلت على الفعلية، وَالْأَكْثَر كَون الْفِعْل مَاضِيا.
قَوْله: (ليتعذر) بِالْعينِ الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة أَي: يطْلب الْعذر، فِيمَا يحاوله من الِانْتِقَال إِلَى بَيت عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، وَيُمكن أَن يكون بِمَعْنى: يتعسر، أَي: يتعسر عَلَيْهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الصَّبْر.
وَعند ابْن التِّين فِي رِوَايَة أبي الْحسن: ليتقدر، بِالْقَافِ وَالدَّال الْمُهْملَة.
قَالَ الدَّاودِيّ: مَعْنَاهُ يسْأَل عَن قدر مَا بَقِي إِلَى يَوْمهَا ليهون عَلَيْهِ بعض مَا يجد، لِأَن الْمَرِيض يجد عِنْد بعض أَهله مَا لَا يجده عِنْد غَيره من الْأنس والسكون.
قَوْله: (أَيْن أَنا الْيَوْم) أَي: أَيْن أكون فِي هَذَا الْيَوْم، وَأَيْنَ أكون غَدا..
     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: يُرِيد بقوله: (أَيْن أَنا الْيَوْم) : لمن النّوبَة الْيَوْم؟ وَلمن النّوبَة غَدا؟ أَي: فِي حجرَة أَي امْرَأَة من النِّسَاء أكون غَدا؟ استبطاء ليَوْم عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، يستطيل الْيَوْم اشتياقا إِلَيْهَا وَإِلَى نوبتها.
قَوْله: (فَلَمَّا كَانَ يومي) أَي: فِي النّوبَة.
قَوْله: (بَين سحرِي وَنَحْرِي) السحر، بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْحَاء الْمُهْمَلَتَيْنِ: مَا التزق بالحلقوم والمريء من أَعلَى الْبَطن، وَالسحر، بِفتْحَتَيْنِ كَذَلِك وبضم السِّين كَذَلِك، وَالسحر أَيْضا: الرئة، وَالْجمع: سحور، ذكره ابْن سَيّده.
وَذكر ابْن عديس أَيْضا فِي الرئة: سحرًا، بِفتْحَتَيْنِ.
وَفِي (الصِّحَاح) السحر الرئة وَالْجمع أسحار، كبرد وأبراد..
     وَقَالَ  الْفراء: السحر أَكثر قَول الْعَرَب السحر والنحر، بالنُّون: الصَّدْر..
     وَقَالَ  ابْن قُتَيْبَة فِي كِتَابه (الْغَرِيب) : بَلغنِي عَن عمَارَة بن عقيل بن بِلَال بن جرير أَنه قَالَ: إِنَّمَا هُوَ شجري وَنَحْرِي، بالشين المنقوطة وَالْجِيم، فَسئلَ عَن ذَلِك فشبك بَين أَصَابِعه وقدمها من صَدره، كَأَنَّهُ يضم شَيْئا إِلَيْهِ، أَرَادَ أَنه قبض وَقد ضمته بِيَدَيْهَا إِلَى نحرها وصدرها، وَالشَّجر التشبيك.
وَفِي (الْمُخَصّص) : الشّجر طرفا اللحيين من أَسْفَل،.
وَقيل: هُوَ مُؤخر الْفَم، وَالْجمع أَشجَار وشجور.

وَيُسْتَفَاد من الحَدِيث فَضِيلَة عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، قَوْله: (وَدفن فِي بَيْتِي) نِسْبَة الْبَيْت إِلَيْهَا كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: (وَقرن فِي بيوتكن} (الْأَحْزَاب: 33) .
لِأَن الْبيُوت كَانَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.