هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1797 وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ سُمَيٍّ ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1797 وحدثني مالك ، عن سمي ، مولى أبي بكر ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه ، فليعجل إلى أهله
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ.

( ما يؤمر به من العمل في السفر)

( مالك عن أبي عبيد) بضم العين المذحجي ( مولى سليمان بن عبد الملك) بن مروان الأموي وحاجبه قيل اسمه عبد الملك وقيل حي أو حيي أو حوي ثقة مات بعد المائة ( عن خالد بن معدان) الكلاعي الحمصي أبي عبد الله ثقة عابد يرسل كثيرًا مات سنة ثلاث ومائة وقيل بعدها ( يرفعه) لفظة يستعملها المحدثون بدل قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله رفيق) أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر فيكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم قيل لا يجوز إطلاق الرفيق على الله تعالى اسمًا لأن أسماءه إنما تثبت بالتواتر ولم يستعمل هنا على قصد التسمية وإنما أخبر به عنه تمهيدًا للحكم الذي بعده لكن قال النووي الأصح جواز تسميته تعالى رفيقًا وغيره مما يثبت بخبر الواحد ( يحب الرفق) بالكسر لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بأيسر الوجوه وأحسنها أي يحب أن يرفق بعضكم ببعض وقال الباجي يريد ما يحاوله الإنسان من أمر دينه ودنياه وزعم أن المراد يحب أن يرفق بعباده لا يلائم قوله ( ويرضى به) يثيب فاعله ( ويعين عليه) بتسهيله على قاصده ( ما لا يعين) وفي رواية ويعطى عليه ما لا يعطى ( على العنف) بضم العين وسكون النون الشدة والمشقة نبه به على وطاءة الأخلاق وحسن المعاملة وكمال المجاملة وفيه إيذان بأن الرفق أنجح الأسباب وأنفعها بأسرها وهذا قد رواه مسلم عن عائشة مرفوعًا إن الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف ولا ما يعطى على ما سواه ورواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود من حديث عبد الله بن مغفل وابن ماجه عن أبي هريرة وأحمد عن علي والطبراني عن أبي أمامة والبزار عن أنس والرفق مطلوب مع العاقل وغيره كما قال ( فإذا ركبتم هذه الدواب العجم) بضم فسكون جمع عجماء وهي البهيمة سميت بذلك لأنها لا تتكلم ( فأنزلوها منازلها) جمع منزل وهي المواضع التي اعتيد النزول فيها أي أريحوها فيها لتقوى على السير وللدارقطني من حديث أبي هريرة فأعطوها حظها من المنازل ولا تكونوا عليها شياطين أي لا تركبوها ركوبهم ولا تستعملوها استعمالهم في عدم مراعاة الشفقة على خلق الله ( فإذا كانت الأرض) التي تسيرون فيها ( جدبة) بفتح الجيم وإسكان الدال المهملة ( فانجوا عليها) بنون وجيم أي اسرعوا والنجا بالمد والقصر السرعة أي اطلبوا النجا من تلك الأرض بسرعة السير عليها ما دامت ( بنقيها) بكسر النون وسكون القاف شحمها فإنكم إن أبطأتم عليها في أرض جدبة ضعفت وهزلت ( وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار) ببنائه للمفعول فيهما للعلم بالفاعل سبحانه شبه سهولة السير ليلاً بثوب مطوي يسهل حمله وللطبراني برجال ثقات عن عبد الله بن مغفل مرفوعًا إذا ركبتم هذه الدواب العجم فانجوا عليها فإذا كانت سنة فانجوا وعليكم بالدلجة فإنما يطويها الله أي لا يطوى الأرض للمسافر فيها ليلاً إلا الله إكرامًا للمسافر حيث أتى بهذا الأدب الشرعي ( وإياكم والتعريس) أي النزول آخر الليل لنحو نوم ( على الطريق) ولابن ماجه عن جابر على جواد الطريق والصلاة عليها بشد الدال جمع جادة أي معظم الطريق والمراد نفسها ( فإنها طريق الدواب ومأوى الحيات) وغيرها كما في رواية أخرى ومأوى الهوام بالليل أي محل ترددها بالليل لتأكل ما فيها من رمة وتلتقط ما يسقط من المارة من نحو مأكول زاد ابن ماجة وقضاء الحاجة عليها فإنها الملاعن وظاهر سياقه أنه حديث واحد مشتمل على ما ذكر وقال ابن عبد البر هذا الحديث مسند من وجوه كثيرة وهي أحاديث شتى محفوظة انتهى وفي مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة مرفوعًا إذا سافرتم في الخصب فاعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في الجدب فاسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيها وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل ( مالك عن سمي) بضم المهملة وفتح الميم وشد التحتية ( مولى أبي بكر) بن عبد الرحمن القرشي المخزومي قال ابن عبد البر انفرد به مالك عن سمي فلا يصح لغيره عنه وانفرد به سمي أيضًا فلا يحفظ عن غيره وليس له غير هذا الإسناد من وجه يصح وقال الحافظ كذا هو في الموطأ وصرح يحيى النيسابوري عن مالك بتحديث سمي له وشذ خالد بن مخلد فقال مالك عن سهيل بدل سمي أخرجه ابن عدي وذكر الدارقطني أن ابن الماجشون رواه عن مالك عن سهيل وأنه وهم فيه رواية عن ابن الماجشون وقد خالفه غيره عنه فقال عن سمي وهو المحفوظ عن مالك قاله ابن عدي والدارقطني وغيرهما ولم يروه عن سمي غير مالك قاله ابن عبد البر ثم أسند عن عبد الملك بن الماجشون قال قال مالك ما لأهل العراق يسألوني عن حديث السفر قطعة من العذاب فقيل له لم يروه عن سمي أحد غيرك فقال لو عرفت ما حدثت به وكان مالك ربما أرسله انتهى وفي التمهيد رواه ابن مهدي وبسر بن معمر عن مالك مرسلاً وهذا إنما هو من نشاط المحدث وكسله أحيانًا ينشط فيسند وأحيانًا يكسل فيرسل على حسب المذاكرة والحديث مسند صحيح ثابت احتاج الناس فيه إلى مالك انتهى ورواه عتيق بن يعقوب عن مالك عن أبي النضر أخرجه الدارقطني والطبراني ووهم فيه أيضًا على مالك ورواه رواد بن الجراح عن مالك عن ربيعة عن القاسم عن عائشة وعن سمي إلخ فزاد فيه إسنادًا آخر قال الدارقطني أخطأ فيه رواد قال ابن عبد البر وليس رواد ممن يحتج به ولا يعول عليه وأخرجه ابن عبد البر من طريق أبي مصعب عن عبد العزيز الدراوردي عن سهيل عن أبيه وهذا يدل على أن له في حديث سهيل أصلاً وأن سميًا لم ينفرد به ( عن أبي صالح) ذكوان الزيات ورواه أحمد عن سعيد المقبري وابن عدي عن جهمان كلاهما عن أبي هريرة فلم ينفرد به أبو صالح ( عن أبي هريرة) ولم ينفرد به أيضًا فرواه الدارقطني والحاكم بإسناد جيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بل في الباب عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد وجابر عند ابن عدي بأسانيد ضعيفة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السفر قطعة) أي جزء ( من العذاب) أي الألم الناشئ عن المشقة لما يحصل في الركوب والمشي من ترك المألوف كالحر والبرد والخوف وخشونة العيش والفراق للأحباب سئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه لم كان السفر قطعة من العذاب فأجاب على الفور لأن فيه فراق الأحباب ( يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه) بنصب الثلاثة بنزع الخافض أو على أنه مفعول ثان ليمنع لأنه يطلب مفعولين كأعطى وفصله عما قبله استئنافًا كالجواب لمن قال لم كان ذلك فقال يمنع أي وجه التشبيه الاشتمال على المشقة وقد جاء التعليل في رواية سعيد المقبري ولفظه السفر قطعة من العذاب لأن الرجل يشغل فيه عن صلاته وصيامه فذكر الحديث والمراد منع الكمال لا الأصل وللطبراني بلفظ لا يهن أحدكم نومه ولا طعامه ولا شرابه ولابن عدي في حديث ابن عمر وإنه ليس له دواء إلا سرعة السير والمراد منعه مما ذكر في الوقت الذي يريده لاشتغاله بمسيره ( فإذا قضى أحدكم نهمته) بفتح النون وسكون الهاء قال ابن التين وضبطناه أيضًا بكسر النون أي حاجته بأن بلغ همته ( من وجهه) أي من مقصده ولابن عدي في حديث ابن عباس فإذا قضى أحدكم وطره من سفره وفي رواية رواد فإذا فرغ أحدكم من حاجته ( فليعجل) بضم التحتية وكسر الجيم مشددة الرجوع ( إلى أهله) فحذف المفعول وفي رواية عتيق فليعجل الرجوع إلى أهله وفي رواية أبي مصعب فليعجل الكرة إلى أهله وفي حديث عائشة فليعجل الرحلة إلى أهله فإنه أعظم لأجره قال ابن عبد البر زاد فيه بعض الضعفاء عن مالك وليتخذ لأهله هدية وإن لم يجد إلا حجرًا فليقله في مخلاته والحجارة يومئذ يضرب بها القداح يعني حجر الزناد قال وهي زيادة منكرة لا تصح وفي الحديث كراهة التغرب عن الأهل بلا حاجة وندب استعجال الرجوع لا سيما من يخشى عليهم الضيعة ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا وتحصيل الجماعات والقوة على العبادات قال ابن بطال ولا تعارض بين الحديث وحديث ابن عمر مرفوعًا سافروا تصحوا لأنه لا يلزم من الصحة بالسفر لما فيه من الرياضة أن لا يكون قطعة من العذاب لما فيه من المشقة فصار كالدواء المر المعقب للصحة وإن كان في تناوله كراهة واستنبط منه الخطابي تغريب الزاني لأنه قد أمر بتعذيبه والسفر من جملة العذاب ولا يخفى ما فيه وأخرجه البخاري في الحج عن القعنبي وفي الجهاد عن التنيسي وفي الأطعمة عن أبي نعيم الفضل بن دكين ومسلم في المغازي عن يحيى النيسابوري والقعنبي وإسماعيل بن أبي أويس وأبي مصعب الزبيري ومنصور بن أبي مزاحم وقتيبة بن سعيد الثمانية عن مالك به وورد على سؤال من الشام هل ورد السفر قطعة من سقر كما هو دارج على الألسنة وإذا قلتم لم يرد هل تجوز روايته بمعنى الحديث الصحيح السفر قطعة من العذاب فأجبت لم أقف على هذا اللفظ الدارج على الألسنة ولم يذكره الحافظان السخاوي والسيوطي في الأحاديث المشهورة على الألسنة مع ذكرهما الحديث الصحيح المذكور فلعل هذا اللفظ مما حدث بعدهما ولا تجوز روايته بمعنى الحديث الوارد إذ من شرط الرواية بالمعنى على قول الأكثر بجوازها أن يقطع بأنه أدى بمعنى اللفظ الوارد وقطعة من سقر لا يؤدي معنى قطعة من العذاب بمعنى التألم من المشقة لأن لفظ سقر كونه تشبيهًا بليغًا أو استعارة يقتضي قوة المشقة جدًا ففي التنزيل { { ولعذاب الآخرة أشق } } فلا يؤدي على طريق القطع معنى العذاب المحمول على مشقات الدنيا والله أعلم.