هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
2007 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ خَبَّابٍ ، قَالَ : كُنْتُ قَيْنًا فِي الجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ لِي عَلَى العَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ ، قَالَ : لاَ أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : لاَ أَكْفُرُ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ، ثُمَّ تُبْعَثَ ، قَالَ : دَعْنِي حَتَّى أَمُوتَ وَأُبْعَثَ ، فَسَأُوتَى مَالًا وَوَلَدًا فَأَقْضِيكَ ، فَنَزَلَتْ : { أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أَمُ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا }
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
2007 حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن خباب ، قال : كنت قينا في الجاهلية ، وكان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه ، قال : لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقلت : لا أكفر حتى يميتك الله ، ثم تبعث ، قال : دعني حتى أموت وأبعث ، فسأوتى مالا وولدا فأقضيك ، فنزلت : { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ، أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا }
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Khabbab:

I was a blacksmith in the Pre-Islamic period, and 'Asi bin Wail owed me some money, so I went to him to demand it. He said (to me), I will not pay you unless you disbelieve Muhammad. I said, I will not disbelieve till Allah kills you and then you get resurrected. He said, Leave me till I die and get resurrected, then I will be given wealth and children and I will pay you your debt. On that occasion it was revealed to the Prophet: 'Have you seen him who disbelieved in Our signs and says: Surely I will be given wealth and children? Has he known the unseen, or has he taken a covenant from the Beneficent (Allah)? (19.77- 78)

D'après Masrûq, Khabbâb dit: «Durant la période de l'Ignorance, j'étais artisan, et al'As ibn Wâ'il me devait une dette. Je vins lui demander mon dû mais il me dit: Je ne te le donnerai que si tu nies Muhammad. — Je ne [le] nierai, répondisje, que lorsque Allah te fera mourir puis te ressuscitera. — Eh bien! laissemoi jusqu'à ce que je sois mort puis ressuscité; à cette date j'aurai des biens et des enfants, je te payerai alors. Sur ce, fut révélé:

D'après Masrûq, Khabbâb dit: «Durant la période de l'Ignorance, j'étais artisan, et al'As ibn Wâ'il me devait une dette. Je vins lui demander mon dû mais il me dit: Je ne te le donnerai que si tu nies Muhammad. — Je ne [le] nierai, répondisje, que lorsque Allah te fera mourir puis te ressuscitera. — Eh bien! laissemoi jusqu'à ce que je sois mort puis ressuscité; à cette date j'aurai des biens et des enfants, je te payerai alors. Sur ce, fut révélé:

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب ذِكْرِ الْقَيْنِ وَالْحَدَّادِ
( باب ذكر القين) بفتح القاف وسكون التحتية ( والحداد) لما كان القين يطلق على العبد والحداد والجارية قينة مغنية أم لا، والماشطة عطف المؤلّف الحداد على القين عطف تفسير ليعلم أن مراده من

القين الحداد لا غيره، وفي النهاية لابن الأثير فإنه لقيوننا جمع قين وهو الحدّاد والصائغ انتهى.
لكن لم أر في الصحاح كالقاموس إطلاقه على الصائغ فالله أعلم.
نعم قال ابن دريد فيما نقلوه عنه: أصل القين الحدّاد ثم صار كل صائغ قينًا عند العرب، وسقط في بعض الأصول ذكر الحداد، وكذا سقط لفظ ذكر لابن عساكر.


[ قــ :2007 ... غــ : 2091 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: "كُنْتُ قَيْنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ.
قَالَ: لاَ أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْتُ: لاَ أَكْفُرُ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ثُمَّ تُبْعَثَ.
قَالَ: دَعْنِي حَتَّى أَمُوتَ وَأُبْعَثَ، فَسَأُوتَى مَالاً وَوَلَدًا فَأَقْضِيَكَ.
فَنَزَلَتْ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا.

     وَقَالَ  لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}.
[الحديث 2091 - أطرافه في: 2275، 2425، 4732، 4733، 4734، 4735] .

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد ( محمد بن بشار) بموحدة فمعجمة مشدّدة الملقب ببندار البصري قال: ( حدّثنا ابن أبي عدّيّ) بفتح العين وكسر الدال المهملتين آخره تحتية مشدّدة هو محمد بن أبي عدي واسمه إبراهيم ( عن شعبة) بن الحجاج ( عن سليمان) بن مهران الأعمش ( عن أبي الضحى) بضم الضاد المعجمة وفتح الحاء المهملة مسلم بن صبيح ( عن مسروق) هو ابن عبد الرحمن الأجدع ( عن خباب) بفتح المعجمة وتشديد الموحدة وبعد الألف موحدة أخرى ابن الأرتّ أنه ( قال: كنت قينًا) حدّادًا ( في الجاهلية وكان لي على العاصي بن وائل) بالهمزة السهمي هو والد عمرو بن العاصي الصحابي المشهور ( دين فأتيته أتقاضاه) أي فأتيت العاصي أطلب منه ديني، وبيّن في رواية بسورة مريم من التفسير أنه أجرة سيف عمله له ( قال: لا أعطيك) حقك ( حتى تكفر بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) قال خباب ( فقلت) له ( لا أكفر) بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( حتى يميتك الله ثم تبعث) زاد في رواية الترمذي قال: وإني لميت ثم مبعوث؟! فقلت: نعم.
واستشكل كون خباب علق الكفر ومن علق الكفر كفر.

وأجيب: بأن الكفر لا يتصور حينئذ يعد البعث لمعاينة الآيات الباهرة الملجئة إلى الإيمان إذ ذاك فكأنه قال: لا أكفر أبدًا أو أنه خاطب العاصي بما يعتقد من كونه لا يقرّ بالبعث فكأنه علق على محال.

( قال) العاصي ( دعني حتى أموت وأبعث) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول منصوب عطفًا على أموت ( فسأوتى) بضم الهمزة وفتح المثناة الفوقية ( مالاً وولدًا فأقضيك) بالنصب عند أبي ذر على الجواب، ولغيره: فأقضيك بالسكون ( فنزلت) هذه الآية ( {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأُوتين مالاً وولدًا) استعمل أرأيت بمعنى الإخبار والفاء على أصلها ( {أطلع الغيب}) أقد بلغ من شأنه إلى أن ارتقى إلى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار حتى ادّعى أن يؤتى في الآخرة مالاّ وولدًا ( {أم اتخذ عند الرحمن عهدًا}) [الآيتان: 77 و78] أم اتخذ من عالم الغيوب عهدًا بذلك فإنه لا يتوصل إلى

العلم به إلا بأحد هذين الطريقين، وقيل: العهد كلمة الشهادة والعمل الصالح فإن وعد الله بالثواب عليهما كالعهد عليه، وسقط لأبي ذر من قوله: {أطلع الغيب} إلى آخر الآية.

هذا الحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في المظالم والتفسير والإجارة، وأخرجه مسلم في ذكر المنافقين، والترمذي في التفسير وكذا النسائي.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابُُ ذِكْرِ الْقِينِ والحَدَّادِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا جَاءَ فِي ذكر الْقَيْن، بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَفِي آخِره نون..
     وَقَالَ  ابْن دُرَيْد: أصل الْقَيْن الْحداد، ثمَّ صَار لكل صائغ عِنْد الْعَرَب قينا..
     وَقَالَ  الزّجاج: الْقَيْن الَّذِي يصلح الأسنة، والقين أَيْضا: الْحداد.
قَوْله: ( والحداد) ، عطف على الْقَيْن، من عطف التَّفْسِير..
     وَقَالَ  بَعضهم: وَكَانَ البُخَارِيّ اعْتمد القَوْل الصائر إِلَى التغاير بَينهمَا وَلَيْسَ فِي الحَدِيث الَّذِي أوردهُ فِي الْبابُُ إلاَّ ذكر الْقَيْن، فَكَأَنَّهُ ألحق الْحداد بِهِ فِي التَّرْجَمَة لاشْتِرَاكهمَا فِي الحكم قلت: لَا يحْتَاج إِلَى هَذَا التَّكَلُّف الَّذِي لَا وَجه لَهُ، فَالْوَجْه مَا ذَكرْنَاهُ، لِأَن الْقَيْن يُطلق على معَان كَثِيرَة فيطلق على العَبْد: قين، وعَلى الْأمة: قينة، وَكَذَلِكَ يُطلق على الْجَارِيَة الْمُغنيَة وعَلى الماشطة قينة، فعطف الْحداد على الْقَيْن ليعلم أَن مُرَاده من الْقَيْن هُوَ الْحداد لَا غير، وَذَلِكَ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا اشكو بثي وحزني إِلَى الله} ( يُوسُف: 68) .
وَفِي الحَدِيث: ( ليليني مِنْكُم ذووا الأحلام وَالنَّهْي) ،.

     وَقَالَ ت النُّحَاة: هَذَا من عطف الشَّيْء على مرادفه.
والتقين التزين بأنواع الزِّينَة،.

     وَقَالَ ت أم أَيمن: أَنا قينت عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، أَي: زينها، والقين يجمع على أقيان وقيون، وقان يَقِين قيانةً: صَار قينا، وقان الحديدة قينا عَملهَا.
وقان الْإِنَاء قينا أصلحه.
وَفِي ( التَّلْوِيح) وَفِي بعض الْأُصُول لم يذكر الْحداد.



[ قــ :2007 ... غــ :2091 ]
- حدَّثنا محَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ قَالَ حدَّثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ عَن شعْبَةَ عنْ سُلَيْمَانَ عنْ أبي الصُّحَى عنْ مَسْرُوقٍ عنْ خَبَّابٍ قَالَ كُنْتُ قَيْنا فِي الجَاهِلِيَّةِ وكانِ لِي عَلى الْعَاصِ بنِ وائلٍ دَيْنُ فأتَيْتُهُ أتَقَاضاهُ قَالَ لَا أُعْطِيكَ حَتى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقُلْتُ لاَ أكْفُرُ حَتَّى يُمِيتَكَ الله ثُمَّ تُبْعَثَ قَالَ دعْنِي حَتَّى أمُوتَ وأُبْعَثَ فَسَأُوتِيَ مَالا ووَلَدا فأقْضِيَكَ فَنَزَلَتْ {أفَرَأيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا.

     وَقَالَ  لأَوتَيَنَّ مَالا ووَلدا أطَّلَعَ الْغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمانِ عَهْدا.
( مَرْيَم: 77) .
.


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( كنت قينا فِي الْجَاهِلِيَّة) .

ذكر رِجَاله وهم سَبْعَة: الأول: مُحَمَّد بن بشار، قد تكَرر ذكره.
الثَّانِي: ابْن أبي عدي، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الدَّال، وَهُوَ مُحَمَّد بن أبي عدي، واسْمه: إِبْرَاهِيم.
الثَّالِث: شُعْبَة بن الْحجَّاج.
الرَّابِع: سُلَيْمَان الْأَعْمَش.
الْخَامِس: أَبُو الضُّحَى، بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة: واسْمه مُسلم بن صبيح، وَقد مر غير مرّة.
السَّادِس: مَسْرُوق ابْن الأجدع.
والأجدع لقب عبد الرَّحْمَن أَبوهُ.
السَّابِع: خبابُ، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة الأولى: ابْن الْأَرَت، وَقد مر فِي الصَّلَاة.

ذكر لطائف إِسْنَاده فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين.
وَفِيه: العنعنة فِي خَمْسَة مَوَاضِع.
وَفِيه: أَن شَيْخه يلقب ببندار، ويكنى بِأبي بكر، وَهُوَ وَشَيْخه بصريان وَشعْبَة واسطي، سكن الْبَصْرَة والبقية كوفيون.

ذكر تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره: أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَظَالِم عَن إِسْحَاق، وَفِي التَّفْسِير عَن بشر بن خَالِد، وَفِيه أَيْضا: عَن الْحميدِي وَعَن مُحَمَّد بن كثير وَعَن يحيى بن وَكِيع وَفِي الْإِجَارَة عَن عَمْرو بن حَفْص.
وَأخرجه مُسلم فِي ذكر الْمُنَافِقين عَن أبي بكر وَأبي سعيد الْأَشَج وَعَن أبي كريب وَعَن ابْن نمير وَعَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعَن إِبْرَاهِيم بن أبي عمر بِهِ.
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن ابْن أبي عمر بِهِ، وَعَن هناد بن السّري.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن الْعَلَاء بِهِ.

ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: ( كنت قينا) أَي: حدادا.
قَوْله: ( على الْعَاصِ بن وَائِل) ، بِالْهَمْزَةِ بعد الْألف، وَذكر ابْن الْكَلْبِيّ عَن جمَاعَة فِي الْجَاهِلِيَّة أَنهم كَانُوا زنادقة، مِنْهُم الْعَاصِ بن وَائِل وَعقبَة بن أبي معيط والوليد بن الْمُغيرَة وَأبي بن خلف.
قَوْله: ( فَأَتَيْته أَتَقَاضَاهُ) ، أَي: فَأتيت الْعَاصِ أطلب مِنْهُ ديني، قَالَ مقَاتل: صاغ خبابُ للعاصي شَيْئا من الْحلِيّ، فَلَمَّا طلب مِنْهُ الْأجر قَالَ ألستم تَزْعُمُونَ أَن فِي الْجنَّة الْحَرِير وَالذَّهَب وَالْفِضَّة والولدان؟ قَالَ خبابُ: نعم.
قَالَ الْعَاصِ: فميعاد مَا بَيْننَا الْجنَّة..
     وَقَالَ  الواحدي: قَالَ الْكَلْبِيّ وَمُقَاتِل: كَانَ خبابُ قينا، وَكَانَ يعْمل للعاص بن وَائِل، وَكَانَ العَاصِي يُؤَخر حَقه، فَأَتَاهُ يتقاضاه، فَقَالَ: مَا عِنْدِي الْيَوْم مَا أقضيك، فَقَالَ خبابُ: لست بمفارقك حَتَّى تقضيني، فَقَالَ العَاصِي: يَا خبابُ مَالك؟ مَا كنت هَكَذَا؟ وَإِن كنت لحسن الطّلب {} قَالَ: ذَلِك إِذا كنت على دينك، وَأما الْيَوْم فَأَنا على الْإِسْلَام.
قَالَ: أفلستم تَزْعُمُونَ أَن فِي الْجنَّة ذَهَبا وَفِضة وَحَرِيرًا؟ قَالَ: بلَى.
قَالَ: فأخرني حَتَّى أقضيك فِي الْجنَّة، استهزاءً، فوَاللَّه إِن كَانَ مَا تَقول حَقًا إِنِّي لأَفْضَل فِيهَا نَصِيبا مِنْك، فَأنْزل الله تَعَالَى الْآيَة.
انْتهى.
قلت: الْآيَة هِيَ قَوْله تَعَالَى: {أَفَرَأَيْت الَّذِي كفر بِآيَاتِنَا} ( مَرْيَم: 77) .
قَوْله: ( فَقَالَ: لَا أُعْطِيك) أَي: فَقَالَ العَاصِي: لَا أُعْطِيك حَقك حَتَّى تكفر بِمُحَمد.
قَوْله: ( فَقلت: لَا أكفر حَتَّى يُمِيتك الله ثمَّ تبْعَث) ، وَفِي رِوَايَة مُسلم: ( فَقلت لَهُ: لن أكفر بِهِ حَتَّى تَمُوت ثمَّ تبْعَث) ، وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: ( فَقلت: لَا حَتَّى تَمُوت ثمَّ تبْعَث، قَالَ: وَإِنِّي لمَيت ثمَّ مَبْعُوث؟ فَقلت: نعم، فَقَالَ: إِن لي هُنَالك مَالا وَولدا فَأَقْضِيك) .
فَنزلت: {أَفَرَأَيْت الَّذِي كفر ... } ( مَرْيَم: 77) .
الْآيَة.
فَإِن قلت: من عين للكفر أَََجَلًا فَهُوَ كَافِر الْآن إِجْمَاعًا، فَكيف يصدر هَذَا عَن خبابُ وَدينه أصح وعقيدته أثبت وإيمانه أقوى وآكد؟ قلت: لم يرد بِهِ خبابُ هَذَا؟ وَإِنَّمَا أَرَادَ: لَا تُعْطِينِي حَتَّى تَمُوت وتبعث، أَو أَنَّك لَا تُعْطِينِي ذَلِك فِي الدُّنْيَا، فهنالك يُؤْخَذ قسرا مِنْك..
     وَقَالَ  أَبُو الْفرج: لما كَانَ اعْتِقَاد هَذَا الْمُخَاطب أَنه لايبعث خاطبه على اعْتِقَاده، فَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا أكفر أبدا.
وَقيل: أَرَادَ خبابُ أَنه إِذا بعث لَا يبْقى كفر، لِأَن الدَّار دَار الْآخِرَة.
قَوْله: ( حَتَّى أَمُوت) ، بِالنّصب، أَي: حَتَّى أَن أَمُوت.
قَوْله: ( وأبعث) عطف على عَلَيْهِ صِيغَة الْمَجْهُول.
قَوْله: ( فسأُوتي) على صِيغَة الْمَجْهُول.
قَوْله: ( فَنزلت: {أَفَرَأَيْت الَّذِي كفر بِآيَاتِنَا} ( مَرْيَم: 77) .
)
أَي: فَنزلت هَذِه الْآيَة.
وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {أَفَرَأَيْت الَّذِي ... } ( مَرْيَم: 77) .
الْآيَة.
قَوْله: {أَفَرَأَيْت} ( مَرْيَم: 77) .
لما كَانَت مُشَاهدَة الْأَشْيَاء ورؤيتها طَرِيقا إِلَى الْإِحَاطَة بهَا علما، وَإِلَى صِحَة الْخَبَر عَنْهَا، استعملوا أَرَأَيْت فِي معنى: أخبر، وَالْفَاء جَاءَت لإِفَادَة مَعْنَاهَا الَّذِي هُوَ التعقيب.
كَأَنَّهُ قَالَ: أخبر أَيْضا بِقصَّة هَذَا الْكَافِر، وَاذْكُر حَدِيثه عقب حَدِيث اولئك، وَالْفَاء بعد همزَة الِاسْتِفْهَام عاطفة على جملَة الَّذِي يَعْنِي الْعَاصِ بن وَائِل: {كفر بِآيَاتِنَا} ( مَرْيَم: 77) .
أَي: بِالْقُرْآنِ.
{وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ} ( مَرْيَم: 77) .
أَي: لَا أعطين {مَالا وَولدا} ( مَرْيَم: 77) .
يَعْنِي فِي الْجنَّة بعد الْبَعْث، وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ: ولد، بِضَم الْوَاو وَسُكُون اللَّام، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بفتحهما، وهما لُغَتَانِ كالعرب وَالْعرب، وَقيس تجْعَل الْوَلَد جمعا وَالْولد وَاحِدًا.
وَفِي ( ديوَان الْأَدَب) للفارابي فِي بابُُ فعل بِضَم الْفَاء وَسُكُون الْعين: الْوَلَد لُغَة فِي الْوَلَد، وَيكون وَاحِد وجمعا، وَذكره أَيْضا فِي بابُُ فعل بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الْعين، وَذكره أَيْضا فِي بابُُ فعل بِفَتْح الْفَاء وَالْعين: الْوَلَد.
وَفِي ( الْمُحكم) : الْوَلَد وَالْولد مَا ولد أَيَّامًا كَانَ، وَهُوَ يَقع على الْوَاحِد وَالْجمع وَالذكر وَالْأُنْثَى، وَقد يجوز أَن يكون الْوَلَد جمع ولد: كوثن ووثن.
وَالْولد كَالْوَلَدِ لَيْسَ بِجمع، وَالْولد أَيْضا الرَّهْط.
قَوْله: {أطلع الْجَبَل الْغَيْب} ( مَرْيَم: 77) .
عَن ابْن عَبَّاس: أنظر فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ؟ وَعَن مُجَاهِد: أعلم علم الْغَيْب حَتَّى يعلم أَفِي الْجنَّة هُوَ أَو لَا؟ من قَوْلهم: أطلع الْجَبَل؟ إِذا ارْتقى إِلَى علاهُ، وطلع الثَّنية.
قَوْله: {أم أَتَّخِذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا} ( مَرْيَم: 77) .
عَن ابْن عَبَّاس: أم قَالَ: لَا إِلَه إلاَّ الله، وَعَن قَتَادَة أم قدم عملا صَالحا، فَهُوَ يرجوه.

ذكر مَا يُسْتَفَاد مِنْهُ فِيهِ: أَن الْحداد لَا يضرّهُ مهنة صناعته إِذا كَانَ عدلا.
قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة:
( أَلا إِنَّمَا التَّقْوَى هُوَ الْعِزّ وَالْكَرم ... وحبك للدنيا هُوَ الذل والعدم)

( وَلَيْسَ على حر تَقِيّ نقيصة ... إِذا أسس التَّقْوَى وَإِن حاك أَو حجم)

وَفِيه: ( أَن الْكَلِمَة من الِاسْتِهْزَاء يتَكَلَّم بهَا الْمَرْء فَيكْتب لَهُ بهَا سخطَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) ، أَلا ترى وَعبد الله على استهزائه بقوله: {سنكتب مَا يَقُول ونمد لَهُ من الْعَذَاب مدا ونرثه مَا يَقُول ويأتينا فَردا} ( مَرْيَم: 97) .
يَعْنِي: من المَال وَالْولد، بعد إهلاكنا إِيَّاه ويأتينا فَردا، أَي: نبعثه وَحده تَكْذِيبًا لظَنّه.
وَفِيه: جَوَاز الإغلاط فِي اقْتِضَاء الدّين لمن خَالف الْحق وَظهر مِنْهُ الظُّلم والعدوان.