هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
209 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ ، قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا ، وَقَالَ الْآخَرَانِ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، مَوْلَى خَالِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ } ، قَالَ : دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُولُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا قَالَ : فَأَلْقَى اللَّهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ { رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ { وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا } قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
209 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، وإسحاق بن إبراهيم ، واللفظ لأبي بكر ، قال إسحاق : أخبرنا ، وقال الآخران : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن آدم بن سليمان ، مولى خالد ، قال : سمعت سعيد بن جبير ، يحدث عن ابن عباس ، قال : لما نزلت هذه الآية : { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } ، قال : دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قولوا : سمعنا وأطعنا وسلمنا قال : فألقى الله الإيمان في قلوبهم ، فأنزل الله تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } قال : قد فعلت { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } قال : قد فعلت { واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا } قال : قد فعلت
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

It is narrated on the authority of Ibn 'Abbas:

When this verse: Whether you disclose that which is in your mind or conceal it, Allah will call you to account according to it (ii 284), there entered in their minds something (of that fear) such as had never entered their hearts (before). The Apostle (ﷺ) observed: Say: We have heard and obeyed and submitted ourselves. He (the reporter) said: Allah instilled faith in their hearts and He revealed this verse: Allah burdens not a soul beyond its capacity. It gets every good that it earns and it suffers every ill that it earns. Our Lord, call us not to account if we forget or make a mistake. He the (Lord) said: I indeed did it. Our Lord! do not lay on us a burden as Thou didst lay on those before us. He (our Lord) said: I indeed did it. And pardon us, have mercy on us. Thou art our Protector (ii. 286). He said: I indeed did it.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية { { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } }[البقرة: 284] قال، دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا قال، فألقى الله الإيمان في قلوبهم.
فأنزل الله تعالى: { { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } } ( قال: قد فعلت) { { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } } ( قال: قد فعلت) { { واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا } } ( قال: قد فعلت)
[البقرة: 286] .



المعنى العام

لما نزل قوله تعالى: { { لله ما في السموات وما في الأرض } } امتلاكا حقيقيا وتصرفا كاملا، وامتلاك غيره امتلاك صوري مؤقت ( وإن تبدوا) وتظهروا وتعلنوا ( ما) يجول ( في أنفسكم) ودواخلكم ( أو تخفوه) وتضمروه ( يحاسبكم به الله) الذي لا تخفى عليه خافية ( فيغفر لمن يشاء) منكم بالفضل والرحمة ( ويعذب من يشاء) بالحق والعدل ( والله على كل شيء قدير) لا يحول دون غفرانه أو عقابه شيء.

لما نزلت هذه الآية عظم ذلك واشتد على الصحابة، إنها تنذر بالمحاسبة على ما في النفس، وعلى خطرات القلوب، وأنى لهم التحكم فيها؟ وكيف يستطيعون دفعها؟ لقد همهم الأمر وغمهم، وأزعجهم هذا الحكم وأقض مضاجعهم، وقالوا: لئن آخذنا الله بهذا لنهلكن، وذهب جماعة منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسلموا، ثم جثوا وبركوا على الركب، وسكنت أعضاؤهم، وخشعت أبصارهم، وقالوا: هلكنا يا رسول الله، قال: وما ذاك؟ قالوا: كلفنا الله بما نستطيع من صلاة وصيام وجهاد وصدقة ففعلنا، لكن قد أنزلت عليك آية لا نطيقها، ولم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأسلوب، وخشي أن يفتح عليهم باب الرضا ببعض الأحكام وعدم الرضا بالبعض الآخر، فأغلق الباب بحزم، وقال: أتريدون أن تقولوا كما قالت اليهود والنصارى، حين قالوا بشأن تكاليفهم: سمعنا وعصينا؟ لا تقولوا شق علينا كذا، ولكن قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.

فرجعوا يقرءون الآية ثم يقولون: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، وبعد فترة من الزمان، وبعد أن لانت ألسنتهم بالآية وانصاعت نفوسهم لها، واستسلموا لأمر ربهم فيها، نزل قوله تعالى تخفيفا عنهم: { { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت } } قال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته: { { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } } فاستجاب الله لهم وقال: قد فعلت قالوا: { { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } } قال الله: قد فعلت واستجبت.
قالوا: { { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } } قال: قد فعلت واستجبت، وأكرم الله هذه الأمة بما لم يكرم به من قبلها، وثبت إيمان الصحابة رضوان الله عليهم، وأحسن إليهم، وأثنى عليهم بقوله { { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله } } رضي الله عنهم ورضوا عنه وشملنا بعفوه وكرمه إنه سميع مجيب.

المباحث العربية

( قال: فاشتد ذلك) أعاد لفظة قال لطول الكلام، فإن أصله: لما نزلت اشتد ذلك، فلما طال حسن إعادة لفظ قال وقد جاء مثله في القرآن الكريم، في قوله تعالى: { { أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون } } [المؤمنون: 35] فأعاد أنكم.
والفاء في فاشتد عاطفة على محذوف، لأن جواب لما لا يلحقه الفاء، والتقدير: لما نزلت عقلنا معناها فاشتد ذلك.

( ثم بركوا على الركب) جلسة الخضوع والاستسلام والضراعة.

( أي رسول الله) أي بفتح فسكون حرف لنداء البعيد أو القريب أو المتوسط، على خلاف في ذلك.

( كلفنا من الأعمال ما نطيق) بضم النون من أطاق، وما موصول مفعول ثان لكلفنا، وعائد الصلة مفعول نطيق محذوف، والجار والمجرور المتقدم متعلق بنطيق، والتقدير: كلفنا ما نطيقه من الأعمال.

( الصلاة والصيام والجهاد والصدقة) بدل من الموصول، أو بيان له، والتقدير: كلفنا الصلاة والصيام والجهاد والصدقة فقمنا بما كلفنا.

( أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين) الاستفهام إنكاري توبيخي، أي لا ينبغي ولا يصح أن تريدوا ذلك، والمراد من الكتابين التوراة والإنجيل.

( غفرانك ربنا) قال الفراء: غفرانك مصدر وقع في موضع أمر فنصب، والمعنى مغفرتك أي فاغفر لنا، والطلب للدعاء، وربنا منادى بحذف حرف النداء.

( فلما اقترأها القوم) في القاموس: قرأ القرآن تلاه كاقترأه.
اهـ.

ومن المعلوم أن زيادة المبني تدل على زيادة المعنى.
أي قرأها القوم بمشقة وصعوبة.

( ذلت بها ألسنتهم) أي هانت ولانت بها ألسنتهم.

( فأنزل الله في إثرها) بكسر الهمزة مع إسكان الثاء، وبفتح الهمزة والثاء لغتان.
وضمير إثرها يعود إلى الآية التي اشتدت عليهم { { لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير } }

( فلما فعلوا ذلك) أي استجابوا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وقرءوا الآيتين.

{ { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } } أي إلا طاقتها، وقيل: إلا دون طاقتها، والوسع الطاقة والجهد.

{ { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } } أي إن جهلنا وفعلنا الخطأ عن اجتهاد.

{ { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } } إصرا ثقلا، وقيل: الإصر الأمر الغليظ الصعب، وقيل: شدة العمل وما غلظ على بني إسرائيل.
وتفسيره بالعهد تفسير باللازم، لأن الوفاء بالعهد شديد، والمراد بالذين من قبلنا بنو إسرائيل، وقد حرم عليهم الطيبات بظلمهم، قيل: وكانوا إذا أذنبوا بالليل وجدوا ذلك مكتوبا على أبوابهم.

{ { ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } } أي لا تثقلنا من العمل بما لا نطيق فتعذبنا.

{ { واعف عنا } } أي عن ذنوبنا، تقول: عفوت عن ذنبه إذا تركته ولم تعاقبه.

{ { واغفر لنا } } أي استر على ذنوبنا، ولا تفضحنا، والغفر: الستر.

{ { فانصرنا على القوم الكافرين } } أي أظهرنا عليهم في الحجة والحرب وإظهار الدين.

( دخل قلوبهم منها شيء) ليس المراد من الشيء الشك والارتياب، وإنما المراد منه ما فسر به في الرواية الأولى، أي دخل قلوبهم شيء من الحرج والمشقة والاستعظام.

( لم يدخل قلوبهم من شيء) فاعل يدخل ضمير يعود على شيء الأولى، والتقدير: لم يدخل قلوبهم مثله من شيء قبل هذا الشيء، وهذا استعظام لما دخل في قلوبهم.

فقه الحديث

ظاهر قوله في الرواية الأولى فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل { { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } } أن في الآيتين نسخا، وعليه أكثر المفسرين، لأن الراوي قد روى النسخ ونص عليه لفظا ومعنى، وطريق علم النسخ إنما هو بالخبر عنه، وبالتاريخ بأن يكون الناسخ متأخرا زمنا عن المنسوخ، وهما مجتمعان في هذه الآية، ومعنى هذا أن الآية الأولى أفادت مؤاخذة الله إياهم وتكليفهم بما لا يملك من الخواطر، وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان والسمع والطاعة، فلما فعلوا ذلك وألقى الله الإيمان في قلوبهم رفع الله الحرج عنهم ونسخ هذا التكليف، ورفع هذا الثابت المستقر.

وأنكر بعضهم النسخ في الآية من وجهين:

الأول: أن الآية خبر، والنسخ لا يدخل في الأخبار.

الثاني: أن النسخ يصار إليه إذا تعذر الجمع وبناء الكلام بناء صحيحا، ولم يمكن رد إحدى الروايتين إلى الأخرى، مع أن الجمع غير متعذر، إذ قوله تعالى: { { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه } } عموم يصح أن يشتمل على ما يملك من الخواطر وما لا يملك، فخصص هذا العموم بالآية الثانية، وبما يملك من الخواطر، ويكون معناها: إن تبدوا ما في أنفسكم مما هو في وسعكم وتحت كسبكم أو تخفوه يحاسبكم به الله إلخ، ولكن لما كان اللفظ مما يمكن أن تدخل فيه الخواطر التي ليست في الوسع أشفق الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم فبين الله لهم ما أراد بالآية، وخصصها ونص على حكمه وأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، والخواطر ليست هي ولا دافعها في الوسع، بل هي أمر غالب، وليست مما يكتسب، فكان في هذا البيان فرجهم، وكشف كربهم، فتكون الآية الأولى محكمة مخصوصة.

ثم إنه يمكن أن تكون محكمة مخصوصة بيقين المسلمين ونفاق الكافرين.
فكأنه قال: إن تبدوا ما في أنفسكم من يقين أو نفاق يحاسبكم به الله.

ثم إنه يمكن أن تكون محكمة وعلى عمومها، وأن الله يحاسب عباده على ما عملوا وعلى ما أضمروا فيغفر للمؤمنين، ويأخذ أهل الكفر، فقد روي عن ابن عباس، قال: لم تنسخ، ولكن إذا جمع الله الخلائق يقول: إني أخبركم بما أكننتم في أنفسكم، فأما المؤمنون فيخبرهم ثم يغفر لهم، وأما أهل الشك والريب فيخبرهم بما أخفوا من التكذيب، فذلك قوله تعالى: { { فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } } [البقرة: 284] وهو أيضا قوله: { { ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم } } [البقرة: 225] فالمحاسبة وإن وقعت لكن لا تقع المؤاخذة.

ويقول هذا الفريق: إن المراد بقوله: نسخها الله أزال ما تضمنته من الشدة بالتخصيص أو بالبيان، وكثيرا ما يطلق المتقدمون عليهما لفظ النسخ.

وقد أجاب مدعو النسخ عن هذين الوجهين، فقالوا عن الأول:

إن الآية وإن كانت خبرا فإنه خبر عن تكليف ومؤاخذة بما تكن النفوس، والتعبد بما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يثبتوا عليه وأن يلتزموه وينتظروا لطف الله في الغفران، وأن يقولوا سمعنا وأطعنا، وهذه أقوال وأعمال اللسان والقلب، فينسخ ذلك عنهم برفع الحرج.

وعن الثاني: أن قولهم إن النسخ يصار إليه إذا تعذر البناء كلام صحيح، لكنه فيما لم يرد فيه النص بالنسخ، فإن ورد وقفنا عنده، نعم اختلف أصحاب الأصول في قول الصحابي رضي الله عنه: نسخ كذا بكذا، هل يكون حجة يثبت بها النسخ أو لا يثبت؟ لأنه قد يكون قوله هذا عن اجتهاده وتأويله، فلا يكون نسخا حتى ينقل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخيرا قال الواحدي: والمحققون يختارون أن الآية محكمة غير منسوخة.
والله أعلم.

هذا وقد أخذ بعضهم من الحديث جواز التكليف بما لا يطاق، محتجا باستعاذتهم منه، بقوله: { { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } } ولا يستعيذون إلا بما يجوز التكليف به.
ورد هذا القول بأن معنى ذلك ما لا نطيقه إلا بمشقة، أما قولهم: كلفنا ما نطيق وقد أنزلت عليك آية لا نطيقها، فمرادهم أيضا كلفنا ما نطيق بيسر، وقد أنزلت عليك آية لا نطيقها إلا بمشقة.
فلا حجة فيه على جواز التكليف بما لا يطاق.

[خاتمة] قال أبو إسحاق الزجاج: هذا الدعاء الذي في قوله تعالى: { { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } } إلى آخر سورة البقرة أخبر الله تعالى به النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وجعله في كتابه ليكون دعاء من يأتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، فهو من الدعاء الذي ينبغي أن يحفظ ويدعي به كثيرا.
اهـ.

وقد روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قيل: كفتاه من قيام تلك الليلة، وقيل: كفتاه المكروه فيها.
والله أعلم.

( ملحوظة) لشرح هذا الحديث صلة وثيقة بالحديث الآتي، فليراجع.