هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
219 حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، ح ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
219 حدثني زهير بن حرب ، حدثنا جرير ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فسألوه : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به ، قال : وقد وجدتموه ؟ قالوا : نعم ، قال : ذاك صريح الإيمان ، وحدثنا محمد بن بشار ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، ح ، وحدثني محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد ، وأبو بكر بن إسحاق ، قالا : حدثنا أبو الجواب ، عن عمار بن رزيق ، كلاهما عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

It is narrated on the authority of Abu Huraira that some people from amongst the Companions of the Apostle (ﷺ) came to him and said:

Verily we perceive in our minds that which every one of us considers it too grave to express. He (the Holy Prophet) said: Do you really perceive it? They said: Yes. Upon this he remarked: That is the faith manifest.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به.
قال وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم.
قال: ذاك صريح الإيمان .

بهذا الحديث.



المعنى العام

لا يفتأ الشيطان يحارب المؤمن، يأتيه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، ليحول بينه وبين الجنة، ليخرجه من حزب الله إلى حزب إبليس وجنوده.

وللشيطان في هذه الحرب وسائله التي تختلف باختلاف عدوه، فمع ضعيف الإيمان يستعمل الإغواء في الشهوات، والترغيب في المعاصي والموبقات، والإبعاد عن الطاعات والتكاسل عن الواجبات حتى يصل به إلى سهولة الخلاعة من الدين، وزعزعة الإيمان واليقين.

أما المؤمن القوي الذي يئس الشيطان من جره إلى المعاصي، ومنعه من الطاعات فإنه يدخل عليه باسم التفكير في الخالق وصفاته وكماله وقدرته التي خلقت السماء والأرض والكائنات، ثم يقفز به إلى التساؤل عن الذي خلق الله، فيتعاظم هذا الهاجس في نفس المؤمن، ويكبر أمام عقيدته هذه الوسوسة، ويعجب كيف وصل به الشيطان إلى هذه النقطة؟ ويستحي أن ينطق أمام أحد بما يسول له الشيطان، أمام هذا سأل ناس من الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يجدون، فطمأنهم على إيمانهم، وأخبرهم أنه إذا وصل المؤمن إلى استعظام ما يوسوس به الشيطان فإنه يكون قد وصل إلى محض الإيمان، وصريح الإيمان، وخالص الإيمان، وعلى المؤمن أن يمسك حينئذ عن الاسترسال فيه، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

المباحث العربية

( إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به) ما نكرة موصوفة، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول يتعاظم وفي القاموس: تعاظم الرجل الأمر أي عظم عليه، وجملة إنا نجد مستأنفة استئنافا بيانيا، في جواب سؤال، تقديره: ماذا قالوا في سؤالهم؟ فقيل: إنا نجد في أحاديث النفس شيئا قبيحا يعظم علينا أن ننطق به لقبحه ونفورنا عنه.
فما حكمه؟

( وقد وجدتموه؟) الواو عاطفة على محذوف، والجملة استفهامية على تقدير حرف الاستفهام، أي أوقع هذا في نفوسكم وقد وجدتموه؟

( ذلك صريح الإيمان) المشار إليه هو اليقين والاطمئنان الذي منعهم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسهم، وهو الذي دفعهم إلى تعاظمه واستنكار النطق به، وصريح الإيمان من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي ذاك اليقين هو الإيمان الصريح الواضح الخالص من الشوائب، وفي القاموس: الصريح هو الخالص من كل شيء.

( سئل عن الوسوسة) الوسوسة: حديث النفس وحديث الشيطان بما لا نفع فيه ولا خير، وأل في الوسوسة للعهد، أي الوسوسة في الإيمان.

( تلك محض الإيمان) أي تلك الحالة التي تقف أمام الوسوسة هي الإيمان المحض الخالص، ففي القاموس: فضة محضة أي خالصة.

فقه الحديث

في مضمون روايات هذا الحديث أخرج أبو داود عن أبي هريرة قال: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا الشيء يعظم أن نتكلم به، ما نحب أن لنا الدنيا وأنا تكلمنا به ( أي لو أعطينا زينة الدنيا مقابل أن نتكلم به ما قبلنا وما تكلمنا) فقال: أوقد وجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان.

ولابن أبي شيبة من حديث ابن عباس جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحدث نفسي بالأمر، لأن أكون حممة ( بضم الحاء وفتح الميمين، أي نارا مستعرة) أحب إلي من أن أتكلم به.
قال: الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة.

وفي معناه وفقهه قال بعضهم: ليس المراد أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، بل هي من قبل الشيطان وكيده، وإنما صريح الإيمان هو العلم بقبح تلك الوساوس، وامتناع قبولها، ووجود النفرة عنها، كل ذلك دليل على خلوص الإيمان من الشوائب، فإن الكافر يصر على ما في قلبه من الكفر ولا ينفر عنه وإن ضعيف الإيمان يتشكك بمجرد الوسوسة ولا يتعاظم عليه أمرها، ولا يستنكر الكلام بها.
وكان هؤلاء السائلون من الصحابة على درجة كبيرة من اليقين الذي لا يتزعزع، والعقيدة الراسخة التي لا تؤثر فيها هواجس النفس والشيطان.

ولمعرفة هذه الوسوسة وطريقة الشيطان لزعزعة الإيمان، ووسيلة الوقاية والعلاج انظر شرح الحديث التالي.

والله أعلم