هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
2449 وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، ح وحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْح ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ ، هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَبِلَالٌ ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ ، فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ وَلَجَ ، فَلَقِيتُ بِلَالًا ، فَسَأَلْتُهُ : هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
2449 وحدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث ، ح وحدثنا ابن رمح ، أخبرنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، أنه قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت ، هو وأسامة بن زيد ، وبلال ، وعثمان بن طلحة ، فأغلقوا عليهم ، فلما فتحوا كنت في أول من ولج ، فلقيت بلالا ، فسألته : هل صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، صلى بين العمودين اليمانيين
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه.
أنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت.
هو وأسامة ابن زيد وبلال وعثمان بن طلحة.
فأغلقوا عليهم.
فلما فتحوا كنت في أول من ولج.
فلقيت بلالاً فسألته: هل صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
صلى بين العمودين اليمانيين.


المعنى العام

في السنة السابعة من الهجرة تمكن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرة القضاء حسب شروط صلح الحديبية، ولم يدخل الكعبة، لأن ذلك لم يكن من الشروط، ولأنها كان بداخلها أصنام وصور، لا يملك إزالتها، وعلى رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه إلى المدينة فتح مكة فأرسل عمر بن الخطاب إلى الكعبة، فأخرج الأصنام منها، ومحا ما أمكنه محوه من صور على حوائطها، ثم طلب من سادن الكعبة عثمان بن أبي طلحة مفتاح الكعبة، فأتاه به، ففتحها ودخلها هو وعثمان بن أبي طلحة وأسامة بن زيد وبلال، وأغلقوا عليهم الباب، فرأى على بعض حوائطها صورة لإبراهيم عليه السلام يضرب القداح ويستقسم بالأزلام، وصورة مريم وفي حجرها ابنها عيسى عليه السلام مرسومة على أحد الأعمدة، فأمر أسامة أن يأتيه بدلو من ماء، وأخذ يمحو هذه الصور، يبل الثوب ويضرب به الصور، ويقول: قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون، قاتلهم الله ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام.
ثم دعا بزعفران فلطخ به ما صعب محوه من صور، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في جوف الكعبة، وأخذ يتحرك في أركانها وهو يكبر الله ويسبحه ويحمده، ثم خرجوا.

وكان عبد الله بن عمر شديد العناية والحرص على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرع إلى بلال قبل أن يخرج من باب الكعبة يسأله: هل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ في الكعبة قال: نعم.
قال له: أين صلى؟ وفي أي مكان منها صلى؟ فأشار إلى الموضع الذي صلى فيه صلى الله عليه وسلم، فكان ابن عمر يحج كثيراً، وكان يدخل الكعبة كثيراً وكلما دخل صلى في المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المباحث العربية

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة) كان ذلك عام الفتح، كما في الرواية الثانية.

( هو وأسامة) هو ضمير الفصل، يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

( وعثمان بن طلحة الحجبي) قال النووي: هو بفتح الحاء والجيم، منسوب إلى حجابة الكعبة، وهي ولايتها وفتحها وإغلاقها وخدمتها، ويقال له ولأقاربه الحجبون والحجبة، وهو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري، أسلم مع خالد بن الوليد وعمرو بن العاص في هدنة الحديبية، وشهد فتح مكة، ودفع النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة إليه وإلى أبي شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وهو ابن عم عثمان هذا، لا ولده، وقال: خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، ثم نزل المدينة، فأقام بها إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تحول إلى مكة، فأقام بها حتى توفي، سنة اثنتين وأربعين، وقيل إنه استشهد يوم أجنادين -بفتح الدال وكسرها- وهي موضع بقرب بيت المقدس، كانت غزوته في أوائل خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم كل مأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي إلا سقاية الحاج وسدانة البيت.
قال القاضي عياض: قال العلماء: لا يجوز لأحد أن ينزعها منهم.
قال: وهي ولاية لهم عليها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتبقى دائمة لهم ولذرياتهم أبداً، ولا ينازعون فيها، ولا يشاركون ماداموا موجودين صالحين لذلك.

( فأغلقها عليه) ضمير الفاعل يحتمل أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في بعض الروايات عن ابن عمر قال: كان بنو أبي طلحة يزعمون أنه لا يستطيع أحد فتح الكعبة غيرهم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح، ففتحها بيده لكنها رواية ضعيفة، كما جاء في رواية أخرى فأغلقاها عليه والضمير لعثمان وبلال، وهي رواية ضعيفة أيضاً، رواها مالك في الموطأ، والظاهر أن ضمير الفاعل لعثمان بن طلحة، ففي الرواية الثانية فأمر بالباب فأغلق وفي الرواية الخامسة وأجاف عليهم عثمان بن طلحة الباب فالمباشر للغلق هو عثمان، لأنه من وظيفته، وأسند الفعل أجافوا عليهم الباب في الرواية الرابعة باعتبارهم راضيين به، وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بإغلاق الباب ليكون أسكن لقلبه، وأجمع لخشوعه ولئلا يجتمع الناس ويدخلوا ويزدحموا، فينالهم ضرر، ويتهوش عليه الحال بسبب لغطهم، وقد يقال: إنما أغلقه خشية أن يكثر الناس عليه، فيصلوا بصلاته، فليتزموها فيشق عليهم كما فعل في صلاة الليل حيث لم يخرج إليهم.

( ثم مكث فيها) في الرواية الثانية فلبثوا فيه ملياً والضمير في فيه للبيت وملياً أي زمناً طويلاً وفي الرواية الرابعة فأجافوا عليهم الباب طويلاً أي أغلقوه عليهم زمناً طويلاً.

( فسألت بلالاً حين خرج) في الرواية الثانية فبادرت الناس، فتلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً، وبلال على إثره، فقلت لبلال وفي الرواية الرابعة فكنت أول من دخل فلقيت بلالاً، فقلت وفي الرواية الخامسة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ورقيت الدرجة وكانت قدر ثلثي ذراع، فدخلت البيت، فقلت ومن مجموع الروايات يتبين أن عبد الله بن عمر حين فتح الباب رقى الدرجة التي تحت الباب، فدخل عقب خروج النبي صلى الله عليه وسلم، والتقى ببلال في الداخل قبل أن يخرج، فسأله فمعنى حين خرج حين قارب وباشر الخروج.

( ماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) أي في داخل الكعبة.
في الرواية الثانية فقلت لبلال: هل صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
قلت: أين؟ قال....
إلخ وهذه الرواية أوضح الروايات في سؤال ابن عمر لبلال، وقد ذكرت بعض الروايات بعضاً، وتركت بعضاًً، وكأنه استثبت أنه صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة، ثم سأل عن مكان صلاته فيها.

( بين العمودين تلقاء وجهه) أي في مقابل اتجاهه.
وكان سقف الكعبة آنذاك قائماً على ستة أعمدة في صفين، كل صف يعترض الباب ثلاثة أعمدة، فترك صلى الله عليه وسلم صف الأعمدة القريب من الباب، وفي الصف المقدم ترك عموداً عن يمينه وعمودين عن شماله، وفي مواجهة حائط الكعبة، وخلف ظهره باب الكعبة، وهذا معنى قوله في الرواية الأولى جعل عمودين عن يساره، وعموداً عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه وقوله في الرواية الثانية بين العمودين تلقاء وجهه وقوله في الرواية الرابعة بين العمودين المقدمين وقوله في الرواية السادسة والسابعة: بين العمودين اليمانيين بتخفيف الياء لأنهم جعلوا الألف بدل إحدى ياءى النسب، وجوز سيبويه التشديد.

قال النووي: هكذا هو في مسلم عمودين عن يساره وعموداً عن يمينه وفي رواية للبخاري عمودين عن يمينه وعموداً عن يساره وهكذا هو في الموطأ وفي سنن أبي داود وفي رواية للبخاري عموداًً عن يمينه وعموداً عن يساره.
اهـ

وقد روى البخاري أن عبد الله بن عمر كان إذا دخل الكعبة مشى قبل الوجه حين يدخل، ويجعل الباب قبل الظهر، يمشي حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قبل وجهه قريباً من ثلاثة أذرع، فيصلي، يتوخى المكان الذي أخبره بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فيه.

( على ناقة لأسامة بن زيد) كذا هو في الأصل، لكن روى البخاري في كتاب الجهاد أقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته وفي المغازي وهو مردف أسامة بن زيد على القصواء والقصواء اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

( فنزل بفناء الكعبة) بكسر الفاء وبالمد جانبها وحريمها والساحة التي أمامها وكان المسجد بدون حوائط، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد بناقته، فأناخها في المسجد.

( أو ليخرجن هذا السيف من صلبي) هددها بأن يقتل نفسه، وكان مسلماً، ولم يكن حرم قتل النفس أو لم يكن علم به، أو هو مجرد تهديد للتخويف.

( ولم يدخلها معهم أحد) في رواية النسائي أنه كان معهم الفضل بن عباس، وفي رواية لأحمد كذلك.

( فأخبرني بلال أو عثمان بن طلحة) هكذا على الشك، والمحفوظ أنه سأل بلالاً ويحتمل أنه سأل جماعتهم فأخبروه أو أخبره أحدهم ( بلال) ووافقه عثمان فعد مخبراً.

( ركع في قبل البيت) بضم القاف والباء، ويجوز إسكانها.
قيل: معناه ما استقبلك منه، وقيل: مقابله، وفي رواية فصلى ركعتين في وجه الكعبة وهذا هو المراد بقبلها ومعناه عند بابها.

( هذه القبلة) قال الخطابي: معناه أن أمر القبلة قد استقر على استقبال هذا البيت فلا ينسخ بعد اليوم، فصلوا إليه أبداً، قال: ويحتمل أنه علمهم سنة موقف الإمام، وأنه يقف في وجهها دون أركانها وجوانبها، وإن كانت الصلاة في جميع جهاتها مجزئة.
قال النووي: ويحتمل معنى ثالثاً، وهو أن معناه هذه الكعبة هي المسجد الحرام الذي أمرتم باستقباله، لا كل الحرم، ولا مكة، ولا كل المسجد الذي حول الكعبة، بل هي الكعبة نفسها فقط.

( أدخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت في عمرته؟) المراد بها عمرة القضاء التي كانت سنة سبع من الهجرة، قبل فتح مكة.

فقه الحديث

أحاديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في رواياته السبع الأولى تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في جوف الكعبة، لكن الرواية الثامنة والتاسعة تنفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في داخل الكعبة، والعلماء على الأخذ بحديث عبد الله بن عمر، لأن الرواية التاسعة عن ابن عباس، ولم يكن معهم، ولم يسأل من كان معهم.

أما نفي أسامة فقد أجاب عنه العلماء بأنه يحتمل أن يكون أسامة قد غاب عن النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة بعد دخوله، فلم يشهد صلاته، ويدل عليه ما رواه ابن المنذر من حديث أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صوراً في الكعبة، قال: فكنت آتيه بماء في الدلو يضرب به الصور فقد أخبر أسامة أنه كان يخرج لنقل الماء، وكان ذلك كله يوم الفتح.

وقال ابن حبان: الأشبه عندي أن يحمل الخبران على دخولين متغايرين، أحدهما يوم الفتح، وصلى فيه والآخر في حجة الوداع ولم يصل فيه، وليس بين الخبرين تضاد.

قال الحافظ ابن حجر: وهذا جمع حسن، لكن تعقبه النووي بأنه لا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم دخل في يوم الفتح، لا في حجة الوداع، ويشهد له ما رواه الأزرقي في ( كتاب مكة) عن سفيان عن غير واحد من أهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم إنما دخل الكعبة مرة واحدة، عام الفتح، ثم حج فلم يدخلها قال الحافظ: وإذا كان الأمر كذلك فلا يمتنع أن يكون دخلها عام الفتح مرتين، وقد وقع عند الدارقطني من طريق ضعيفة ما يشهد لهذا الجمع.
وحمل بعضهم الصلاة المثبتة على اللغوية، والمنفية على الشرعية، وهذه طريقة من يكره الصلاة داخل الكعبة، فرضاً ونفلاً، ويؤيد هذا الجمع ما أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة عن ابن عباس حين قيل له: كيف أصلي في الكعبة؟ قال: كما تصلي في الجنازة، تسبح وتكبر ولا تركع ولا تسجد، ثم عند أركان البيت سبح وكبر وتضرع واستغفر، ولا تركع ولا تسجد.
قال الحافظ: وسنده صحيح.
وقال القرطبي: يمكن حمل الإثبات على التطوع والنفي على الفرض.
قال الحافظ: وهذه طريقة المشهور من مذهب مالك.
وقال النووي وغيره: يجمع بين إثبات بلال ونفي أسامة بأنهم لما دخلوا الكعبة اشتغلوا بالدعاء، فرأى أسامة النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فاشتغل أسامة بالدعاء في ناحية، والنبي صلى الله عليه وسلم في ناحية، ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم فرآه بلال لقربه منه، ولم يره أسامة لبعده عنه واشتغاله، ثم إنه بإغلاق الباب تكون الظلمة، مع احتمال أن يحجبه عنه بعض الأعمدة، فنفاها عملاً بظنه.

بقي الجمع بين نفي أسامة في روايتنا الثامنة وبين ما جاء من إثباته صلاة النبي صلى الله عليه وسلم داخل الكعبة، فقد وقع عند أبي عوانة عن ابن عمر أنه سأل بلالاً وأسامة بن زيد حين خرجا: أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالا على وجهته، وكذا أخرج البزار نحوه، وفي رواية لأحمد والطبراني عن ابن عمر قال: أخبرني أسامة أنه صلى فيه ههنا.

قال العيني: وجه الجمع بينهما أن أسامة حين أثبتها اعتمد في ذلك على غيره وحيث نفاها أراد ما في علمه، لكونه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم قال: ومما يرجح به إثبات صلاته صلى الله عليه وسلم في البيت على من نفاها كثرة الرواة لها، فالذين أثبتوها بلال وعمر بن الخطاب وعثمان بن طلحة وشيبة بن عثمان والذين نفوها أسامة والفضل بن عباس وعبد الله بن العباس.
أما الفضل فليس في الصحيح أنه دخل معهم، وأما ابن عباس فإنه أخبر عن أخيه الفضل، ولم يدخل مع النبي صلى الله عليه وسلم البيت ومن الأجوبة أن القاعدة تقديم المثبت على النافي.
اهـ

قال الحافظ ونرجح رواية بلال من جهة أنه لم يختلف عليه في الإثبات، واختلف على من نفى.

ويؤخذ من الأحاديث:

1- من الروايات السبع الأولى استحباب الصلاة في الكعبة.
قال الحافظ ابن حجر: وهو ظاهر في النفل، ويلتحق به الفرض، إذ لا فرق بينهما في مسألة الاستقبال للمقيم.
وهو قول الجمهور، وعن ابن عباس: لا تصح الصلاة داخلها مطلقاً، وعلله بأنه يلزم من ذلك استدبار بعضها، وقد ورد الأمر باستقبالها، فيحمل على استقبال جميعها.
وبه قال بعض المالكية والظاهرية والطبري.

وقال المازري: المشهور في المذاهب منع صلاة الفرض داخلها ووجوب الإعادة وأطلق الترمذي عن مالك جواز النوافل، وقيده بعض أصحابه بغير الرواتب وما تشرع فيه الجماعة، ويلحق بهذه المسألة الصلاة في الحجر.

وقال النووي: اختلف العلماء في الصلاة في الكعبة إذا صلى متوجهاً إلى جدار منها، أو إلى الباب وهو مردود، فقال الشافعي والثوري وأبو حنيفة وأحمد والجمهور: تصح فيها صلاة النفل وصلاة الفرض ثم أشار إلى المذاهب الأخرى بنحو السابق.

2- ورواية الصاحب عن الصاحب.

3- وسؤال المفضول مع وجود الأفضل، والاكتفاء به.

4- والحجة بخبر الواحد.

5- واختصاص السابق بالبقعة الفاضلة.

6- والسؤال عن العلم والحرص عليه.

7- وفضيلة ابن عمر لشدة حرصه على تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم ليعمل بها.

8- وفيها أن الفاضل من الصحابة كان يغيب عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المشاهد الفاضلة، ويحضره من هو دونه، فيطلع على ما لم يطلع عليه، لأن أبا بكر وعمر وغيرهما ممن هو أفضل من بلال ومن ذكر معه لم يشاركوهم في ذلك.

9- واستدل بها البخاري على أن الصلاة إلى المقام غير واجبة.

10- وعلى جواز الصلاة بين السواري في غير الجماعة.

11- وعلى مشروعية الأبواب والغلق للمساجد.

12- وأن السترة إنما تشرع حيث يخشى المرور، فإنه صلى الله عليه وسلم صلى بين العمودين، ولم يصل إلى أحدهما، قال الحافظ: والذي يظهر أنه ترك ذلك للاكتفاء بالقرب من الجدار.

13- ويستفاد منها أن قول العلماء: تحية المسجد الحرام الطواف مخصوص بغير داخل الكعبة، لكونه صلى الله عليه وسلم جاء فأناخ عند البيت، فدخله، فصلى فيه ركعتين، فكانت تلك الصلاة إما لكون الكعبة كالمسجد المستقل، أو هو تحية المسجد العام.

14- واستحباب دخول الكعبة، وقد روى ابن خزيمة والبيهقي من حديث ابن عباس مرفوعاً من دخل البيت دخل في حسنة وخرج مغفوراً له قال الحافظ: ومحل استحبابه ما لم يؤذ أحداً بدخوله.

وحكى القرطبي عن بعض العلماء أن دخول البيت من مناسك الحج، ورده بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دخله عام الفتح، ولم يكن حينئذ محرماً.

15- ومن الرواية الثامنة استحباب الدعاء في جميع نواحي الكعبة لمن دخلها.

16- ومن الرواية العاشرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة في عمرة القضاء.
قال الحافظ: قال العلماء سبب ترك دخوله ما كان في البيت من الأصنام والصور، ولم يكن المشركون يتركونه ليغيرها، فلما كان في الفتح أمر بإزالة الصور، ثم دخلها.

والله أعلم