هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
2546 حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، وَأَفْهَمَنِي بَعْضَهُ أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا ، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ ، قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا ، وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ ، وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصًا ، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا ، خَرَجَ بِهَا مَعَهُ ، فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا ، فَخَرَجَ سَهْمِي ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الحِجَابُ ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ ، وَأُنْزَلُ فِيهِ ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ ، وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي ، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ ، فَرَجَعْتُ ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي ، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي ، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي ، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ ، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الهَوْدَجِ ، فَاحْتَمَلُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ ، فَبَعَثُوا الجَمَلَ وَسَارُوا ، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الجَيْشُ ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي ، فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ ، فَنِمْتُ وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الجَيْشِ ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي ، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ ، فَأَتَانِي وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الحِجَابِ ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ يَدَهَا ، فَرَكِبْتُهَا ، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الإِفْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ ، فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ ، وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي ، أَنِّي لاَ أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ، ثُمَّ يَقُولُ : كَيْفَ تِيكُمْ ، لاَ أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى نَقَهْتُ ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ مُتَبَرَّزُنَا لاَ نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا ، وَأَمْرُنَا أَمْرُ العَرَبِ الأُوَلِ فِي البَرِّيَّةِ أَوْ فِي التَّنَزُّهِ ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي ، فَعَثَرَتْ فِي مِرْطِهَا ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، فَقُلْتُ لَهَا : بِئْسَ مَا قُلْتِ ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا ، فَقَالَتْ : يَا هَنْتَاهْ ، أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَلَّمَ فَقَالَ : كَيْفَ تِيكُمْ ، فَقُلْتُ : ائْذَنْ لِي إِلَى أَبَوَيَّ ، قَالَتْ : وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا ، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي : مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ ؟ فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ ، إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا ، فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَلَقَدْ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِهَذَا ، قَالَتْ : فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ ، يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ ، فَأَمَّا أُسَامَةُ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الوُدِّ لَهُمْ ، فَقَالَ أُسَامَةُ : أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلاَ نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلَّا خَيْرًا ، وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ ، وَسَلِ الجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ ، فَقَالَ : يَا بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ ؟ ، فَقَالَتْ بَرِيرَةُ : لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ، إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا قَطُّ ، أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ ، تَنَامُ عَنِ العَجِينِ ، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا ، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا ، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا وَاللَّهِ أَعْذُرُكَ مِنْهُ إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا ، فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ - فَقَالَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ ، لاَ تَقْتُلُهُ ، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَقَالَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ ، فَثَارَ الحَيَّانِ الأَوْسُ ، وَالخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ ، فَنَزَلَ ، فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا ، وَسَكَتَ وَبَكَيْتُ يَوْمِي لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ ، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي ، قَالَتْ : فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي ، وَأَنَا أَبْكِي ، إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَأَذِنْتُ لَهَا ، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَلَسَ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ فِيَّ مَا قِيلَ قَبْلَهَا ، وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لاَ يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ ، قَالَتْ : فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً ، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ ، قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً ، وَقُلْتُ لِأَبِي : أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ لِأُمِّي : أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ ، لاَ أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ القُرْآنِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ ، وَوَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَبَرِيئَةٌ لاَ تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي ، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا ، إِلَّا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ، وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيًا ، وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالقُرْآنِ فِي أَمْرِي ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ ، فَوَاللَّهِ مَا رَامَ مَجْلِسَهُ وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ، حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا ، أَنْ قَالَ لِي : يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ ، فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي : قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : لاَ وَاللَّهِ ، لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ ، وَلاَ أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ } الآيَاتِ ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ : وَاللَّهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ مَا قَالَ لِعَائِشَةَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا } إِلَى قَوْلِهِ { غَفُورٌ رَحِيمٌ } فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي ، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي ، فَقَالَ : يَا زَيْنَبُ ، مَا عَلِمْتِ مَا رَأَيْتِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا خَيْرًا ، قَالَتْ : وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي ، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالوَرَعِ قَالَ : وَحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ ، قَالَ : وَحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَهُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  وهو سيد الخزرج ، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال : كذبت لعمر الله ، لا تقتله ، ولا تقدر على ذلك ، فقام أسيد بن حضير فقال : كذبت لعمر الله ، والله لنقتلنه ، فإنك منافق تجادل عن المنافقين ، فثار الحيان الأوس ، والخزرج حتى هموا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فنزل ، فخفضهم حتى سكتوا ، وسكت وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ، ولا أكتحل بنوم ، فأصبح عندي أبواي ، وقد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي ، قالت : فبينا هما جالسان عندي ، وأنا أبكي ، إذ استأذنت امرأة من الأنصار ، فأذنت لها ، فجلست تبكي معي ، فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها ، وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء ، قالت : فتشهد ثم قال : يا عائشة ، فإنه بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة ، فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب ، فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ، ثم تاب تاب الله عليه ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته ، قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة ، وقلت لأبي : أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ، قالت : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : وأنا جارية حديثة السن ، لا أقرأ كثيرا من القرآن ، فقلت : إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ، ووقر في أنفسكم وصدقتم به ، ولئن قلت لكم إني بريئة ، والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر ، والله يعلم أني بريئة لتصدقني ، والله ما أجد لي ولكم مثلا ، إلا أبا يوسف إذ قال : { فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون } ، ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله ، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله ، فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت ، حتى أنزل عليه الوحي ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء ، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات ، فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ، فكان أول كلمة تكلم بها ، أن قال لي : يا عائشة احمدي الله ، فقد برأك الله ، فقالت لي أمي : قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : لا والله ، لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله ، فأنزل الله تعالى : { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم } الآيات ، فلما أنزل الله هذا في براءتي ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه : والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة ، فأنزل الله تعالى : { ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا } إلى قوله { غفور رحيم } فقال أبو بكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري ، فقال : يا زينب ، ما علمت ما رأيت ، فقالت : يا رسول الله ، أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت عليها إلا خيرا ، قالت : وهي التي كانت تساميني ، فعصمها الله بالورع قال : وحدثنا فليح ، عن هشام بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة ، وعبد الله بن الزبير مثله ، قال : وحدثنا فليح ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، ويحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Aisha:

(the wife of the Prophet) Whenever Allah's Messenger (ﷺ) intended to go on a journey, he would draw lots amongst his wives and would take with him the one upon whom the lot fell. During a Ghazwa of his, he drew lots amongst us and the lot fell upon me, and I proceeded with him after Allah had decreed the use of the veil by women. I was carried in a Howdah (on the camel) and dismounted while still in it. When Allah's Messenger (ﷺ) was through with his Ghazwa and returned home, and we approached the city of Medina, Allah's Messenger (ﷺ) ordered us to proceed at night. When the order of setting off was given, I walked till I was past the army to answer the call of nature. After finishing I returned (to the camp) to depart (with the others) and suddenly realized that my necklace over my chest was missing. So, I returned to look for it and was delayed because of that. The people who used to carry me on the camel, came to my Howdah and put it on the back of the camel, thinking that I was in it, as, at that time, women were light in weight, and thin and lean, and did not use to eat much. So, those people did not feel the difference in the heaviness of the Howdah while lifting it, and they put it over the camel. At that time I was a young lady. They set the camel moving and proceeded on. I found my necklace after the army had gone, and came to their camp to find nobody. So, I went to the place where I used to stay, thinking that they would discover my absence and come back in my search. While in that state, I felt sleepy and slept. Safwan bin Mu'attal As-Sulami Adh-Dhakwani was behind the army and reached my abode in the morning. When he saw a sleeping person, he came to me, and he used to see me before veiling. So, I got up when I heard him saying, Inna lil-lah-wa inn a ilaihi rajiun (We are for Allah, and we will return to Him). He made his camel knell down. He got down from his camel, and put his leg on the front legs of the camel and then I rode and sat over it. Safwan set out walking, leading the camel by the rope till we reached the army who had halted to take rest at midday. Then whoever was meant for destruction, fell into destruction, (some people accused me falsely) and the leader of the false accusers was `Abdullah bin Ubai bin Salul. After that we returned to Medina, and I became ill for one month while the people were spreading the forged statements of the false accusers. I was feeling during my ailment as if I were not receiving the usual kindness from the Prophet (ﷺ) which I used to receive from him when I got sick. But he would come, greet and say, 'How is that (girl)?' I did not know anything of what was going on till I recovered from my ailment and went out with Um Mistah to the Manasi where we used to answer the call of nature, and we used not to go to answer the call of nature except from night to night and that was before we had lavatories near to our houses. And this habit of ours was similar to the habit of the old 'Arabs in the open country (or away from houses). So. I and Um Mistah bint Ruhm went out walking. Um Mistah stumbled because of her long dress and on that she said, 'Let Mistah be ruined.' I said, 'You are saying a bad word. Why are you abusing a man who took part in (the battle of) Badr?' She said, 'O Hanata (you there) didn't you hear what they said?' Then she told me the rumors of the false accusers. My sickness was aggravated, and when I returned home, Allah's Messenger (ﷺ) came to me, and after greeting he said, 'How is that (girl)?' I requested him to allow me to go to my parents. I wanted then to be sure of the news through them I Allah's Messenger (ﷺ) allowed me, and I went to my parents and asked my mother, 'What are the people talking about?' She said, 'O my daughter! Don't worry much about this matter. By Allah, never is there a charming woman loved by her husband who has other wives, but the women would forge false news about her.' I said, 'Glorified be Allah! Are the people really taking of this matter?' That night I kept on weeping and could not sleep till morning. In the morning Allah's Messenger (ﷺ) called `Ali bin Abu Talib and Usama bin Zaid when he saw the Divine Inspiration delayed, to consul them about divorcing his wife (i.e. `Aisha). Usama bin Zaid said what he knew of the good reputation of his wives and added, 'O Allah's Messenger (ﷺ)! Keep you wife, for, by Allah, we know nothing about her but good.' `Ali bin Abu Talib said, 'O Allah's Messenger (ﷺ)! Allah has no imposed restrictions on you, and there are many women other than she, yet you may ask the woman-servant who will tell you the truth.' On that Allah's Messenger (ﷺ) called Buraira and said, 'O Burair. Did you ever see anything which roused your suspicions about her?' Buraira said, 'No, by Allah Who has sent you with the Truth, I have never seen in her anything faulty except that she is a girl of immature age, who sometimes sleeps and leaves the dough for the goats to eat.' On that day Allah's Messenger (ﷺ) ascended the pulpit and requested that somebody support him in punishing `Abdullah bin Ubai bin Salul. Allah's Apostle said, 'Who will support me to punish that person (`Abdullah bin Ubai bin Salul) who has hurt me by slandering the reputation of my family? By Allah, I know nothing about my family but good, and they have accused a person about whom I know nothing except good, and he never entered my house except in my company.' Sa`d bin Mu`adh got up and said, 'O Allah's Messenger (ﷺ)! by Allah, I will relieve you from him. If that man is from the tribe of the Aus, then we will chop his head off, and if he is from our brothers, the Khazraj, then order us, and we will fulfill your order.' On that Sa`d bin 'Ubada, the chief of the Khazraj and before this incident, he had been a pious man, got up, motivated by his zeal for his tribe and said, 'By Allah, you have told a lie; you cannot kill him, and you will never be able to kill him.' On that Usaid bin Al-Hadir got up and said (to Sa`d bin 'Ubada), 'By Allah! you are a liar. By Allah, we will kill him; and you are a hypocrite, defending the hypocrites.' On this the two tribes of Aus and Khazraj got excited and were about to fight each other, while Allah's Messenger (ﷺ) was standing on the pulpit. He got down and quieted them till they became silent and he kept quiet. On that day I kept on weeping so much so that neither did my tears stop, nor could I sleep. In the morning my parents were with me and I had wept for two nights and a day, till I thought my liver would burst from weeping. While they were sitting with me and I was weeping, an Ansari woman asked my permission to enter, and I allowed her to come in. She sat down and started weeping with me. While we were in this state, Allah's Messenger (ﷺ) came and sat down and he had never sat with me since the day they forged the accusation. No revelation regarding my case came to him for a month. He recited Tashah-hud (i.e. None has the right to be worshipped but Allah and Muhammad is His Apostle) and then said, 'O `Aisha! I have been informed such-and-such about you; if you are innocent, then Allah will soon reveal your innocence, and if you have committed a sin, then repent to Allah and ask Him to forgive you, for when a person confesses his sin and asks Allah for forgiveness, Allah accepts his repentance.' When Allah's Messenger (ﷺ) finished his speech my tears ceased completely and there remained not even a single drop of it. I requested my father to reply to Allah's Messenger (ﷺ) on my behalf. My father said, By Allah, I do not know what to say to Allah's Messenger (ﷺ).' I said to my mother, 'Talk to Allah's Messenger (ﷺ) on my behalf.' She said, 'By Allah, I do not know what to say to Allah's Apostle. I was a young girl and did not have much knowledge of the Qur'an. I said. 'I know, by Allah, that you have listened to what people are saying and that has been planted in your minds and you have taken it as a truth. Now, if I told you that I am innocent and Allah knows that I am innocent, you would not believe me and if I confessed to you falsely that I am guilty, and Allah knows that I am innocent you would believe me. By Allah, I don't compare my situation with you except to the situation of Joseph's father (i.e. Jacob) who said, 'So (for me) patience is most fitting against that which you assert and it is Allah (Alone) whose help can be sought.' Then I turned to the other side of my bed hoping that Allah would prove my innocence. By Allah I never thought that Allah would reveal Divine Inspiration in my case, as I considered myself too inferior to be talked of in the Holy Qur'an. I had hoped that Allah's Messenger (ﷺ) might have a dream in which Allah would prove my innocence. By Allah, Allah's Apostle had not got up and nobody had left the house before the Divine Inspiration came to Allah's Apostle. So, there overtook him the same state which used to overtake him, (when he used to have, on being inspired divinely). He was sweating so much so that the drops of the sweat were dropping like pearls though it was a (cold) wintry day. When that state of Allah's Messenger (ﷺ) was over, he was smiling and the first word he said, `Aisha! Thank Allah, for Allah has declared your innocence.' My mother told me to go to Allah's Messenger (ﷺ) . I replied, 'By Allah I will not go to him and will not thank but Allah.' So Allah revealed: Verily! They who spread the slander are a gang among you . . . (24.11) When Allah gave the declaration of my Innocence, Abu Bakr, who used to provide for Mistah bin Uthatha for he was his relative, said, 'By Allah, I will never provide Mistah with anything because of what he said about Aisha.' But Allah later revealed: -- And let not those who are good and wealthy among you swear not to help their kinsmen, those in need and those who left their homes in Allah's Cause. Let them forgive and overlook. Do you not wish that Allah should forgive you? Verily! Allah is Oft-forgiving, Most Merciful. (24.22) After that Abu Bakr said, 'Yes ! By Allah! I like that Allah should forgive me,' and resumed helping Mistah whom he used to help before. Allah's Messenger (ﷺ) also asked Zainab bint Jahsh (i.e. the Prophet's wife about me saying, 'What do you know and what did you see?' She replied, 'O Allah's Messenger (ﷺ)! I refrain to claim hearing or seeing what I have not heard or seen. By Allah, I know nothing except goodness about Aisha. Aisha further added Zainab was competing with me (in her beauty and the Prophet's love), yet Allah protected her (from being malicious), for she had piety.

AzZuhry: 'Urwa ibn AzZubayr, Sa'îd ibn alMusayyab 'Alqama ibn Waqqâç alLaythy et 'Ubayd Allah ibn 'Abd Allah ibn 'Utba m'ont rapporté chacun une partie de la tradition rapportée par 'Aïcha. Quelquesuns d'entre eux avaient pu retenir cette tradition mieux que les autres. Cependant, le récit de chacun confirme ceux des autres. Quant à moi, j'ai pu retenir toutes leurs vesions. Tous ont affirmé que 'A'icha avait dit ceci: «Quand le Messager d'Allah () voulait entreprendre un déplacement, il tirait au sort parmi ses épouses pour savoir laquelle l'accompagnerait. Dans l'un de ces déplacements, le sort me désigna; d'où je partis avec lui. Cela se passait après la révélation du verset du hijâb. On me fit monter dans un palanquin qui me servait aussi lors des haltes. Nous marchâmes ainsi jusqu'à ce que le Messager d'Allah () eût terminé son expédition, puis nous rebroussâmes chemin. A proximité de Médine, le Prophète() donna l'ordre de reprendre la marche pendant la nuit. Je me levai et me rendis à l'écart de l'armée... Ayant satisfait mes besoins, je retournai vers ma monture; là, en portant la main à la poitrine, je me rendis compte que j'avais perdu mon collier; ses pierres étaient en 'adfâr(1). Je retournai sur mes pas à la recherche de mon collier et m'attardai à sa recherche. Les gens qui étaient chargés de ma monture soulevèrent le palanquin et le posèrent sur le chameau tout en croyant que j'étais dedans; à l'époque, les femmes mangeaient peu et n'avaient pas d'embonpoint. Donc, en soulevant le palanquin, on ne s'étonna pas de son poids; de plus j'étais toute jeune. On fit marcher le chameau et on se mit en route. Quant à moi, je trouvai le collier; mais l'armée était déjà partie. Je retournai au campement où il n'y avait plus personne. Je restai dans l'endroit où j'étais avec la conviction, qu'en remarquant ma disparition, on reviendrait m'y chercher. «Assise, je succombai au sommeil. Or, Safwân ibn alMu'attal le SulamiteDakwanite était resté en arrière de l'armée. A son arrivée à l'endroit où j'étais, et en apercevant la silhouette d'une personne endormie, il se dirigea vers moi...; il me voyait avant la révélation du verset du hijâb. [M'ayant reconnue], il prononça la formule d'istirjâ(1); d'ailleurs, c'est cela qui me réveilla... Il fît agenouiller sa monture et moi de l'enfourcher. Il conduisit alors l'animal, puis nous rejoignîmes l'armée; nous trouvâmes que les Musulmans avaient déjà installé le camp au début de la canicule. Il y eut qui coururent à leur perte [à cause des accusations qu'ils avaient proférées à mon encontre]; mais c'était 'Abd Allah qui déclencha contre moi [la campagne] calomnieuse. «Nous arrivâmes à Médine...Je tombai malade durant tout un mois. Les gens, quant à eux, parlaient du récit des calomniateurs. Pendant ma maladie, je ne remarquai pas du Prophète() la douceur qu'il avait l'habitude de me donner en pareil cas; en rentrant, il saluait et ne faisait que dire ceci: Comment elle va? Je ne me doutai de rien encore; mais une fois rétablie, je sortis en compagnie d'Um Mistah en direction d'alManâsi', l'endroit où nous allions satisfaire nos besoins. Nous n'y allions que pendant la nuit, et c'était avant l'époque où nous eûmes des latrines à proximité de nos demeures. Nous agissions de la même façon que les anciens Arabes: nous nous rendions loin des maisons [pour satisfaire nos besoins]. Etant donc avec Um Mistah bent Abu Ruhm, [je la vis] qui trébucha, prise dans ses jupes, et qui s'écria: Malheur à Mistah! — C'est mal, lui observaije, de dire pareille chose. Osestu injurier un homme qui a assisté à [la bataille de] Badr! — Comment! s'exclamatelle, n'astu pas entendu ce qu'ils avaient dit...? Ensuite, elle me tint au courant du récit des calomniateurs. A ses mots, je fus plus malade qu'auparavant. De retour chez moi, le Messager d'Allah rentra; il salua et dit: Comment vatelle? Et moi de lui demander: Me permetstu d'aller chez mes parents? En fait, je voulais vérifier la chose auprès d'eux. Le Prophète () m'accorda la permission et je me rendis aussitôt chez mes parents. Je dis alors à ma mère: Que disent les gens? — 0 ma fille, me réponditelle, ne t'inquiète pas. Par Allah! il est bien rare qu'une femme jolie, aimée par son mari et qui a des coépouses, ne soit victime des dires de cellesci. — 0 mon Allah! m'écriaije, les hommes osentils parler ainsi! Je pleurai toute la nuit jusqu'au matin sans pouvoir goûter au sommeil. Au matin, le Messager d'Allah () manda 'Ali ibn Abu Tâlib et 'Usâma ibn Zayd; la Révélation tarda à venir. Le Prophète () voulait les consulter quant à ma séparation. Pour ce qui est de Usâma, il donna un conseil allant avec l'affection que le Prophète() me réservait; il dit: Elle est ton épouse, Messager d'Allah! et nous ne savons d'elle que du bien. «'Ali, quant à lui, dit: 0 Messager d'Allah ()! Allah ne t'a rien limité [en matière d'épouses]; et il y a beaucoup de femmes en dehors d'elle; de plus, tu peux interroger [sa] servante, elle te dira la vérité... «En effet, le Messager d'Allah () fit appeler Barîra et lui dit: 0 Barîra! astu vu d'elle un comportement qui puisse te donner des soupçons? Et Barîra de donner cette réponse: Non, j'en jure par Celui qui t'a envoyé avec la Vérité! et s'il faut vraiment lui reprocher quelque chose, il n'y a pas plus que ceci: à cause de son jeune âge, elle s'endort souvent en laissant les brebis de la maison manger de la pâte. C'est en ce jourlà que le Messager d'Allah () s'adressa aux [Musulmans] et demanda justice en ce qui concerne 'Abd Allah ibn Ubay ibn Salûl; il dit: Qui estce qui me fera justice d'un homme qui vient de nuire à mon épouse/mes épouses. Par Allah! je ne sais que du bien quant à mon épouse/mes épouses; de plus [ces calomniateurs] parlent d'un homme dont je ne sais également que du bien et qui n'entrait chez moi qu'en ma compagnie. Sur ce, Sa'd ibn Mu'âdh se leva et dit: 0 Messager d'Allah ()! C'est moi, j'en jure par Allah, qui vais te faire justice; s'il fait partie des Aws, nous lui couperons le cou; par contre, s'il est l'un de nos frères Khazraj, nous ferons de lui ce que tu nous ordonneras de faire. A ces mots, Sa'd ibn 'Ubâda, le seigneur des Khazraj, qui était jusque alors un homme vertueux, se leva et, poussé par le fanatisme, répliqua en ces termes: Tu mens, par Allah! tu ne le tueras pas, tu ne pourras pas. Et Usayd ibn alHudayr de se lever à son tour pour dire à Sa'd ibn 'Ubâda: C'est toi qui mens; par Allah, nous le tuerons sûrement...Tu n'es qu'un hypocrite qui prend la défense des Hypocrites. Les deux clans, les Aws et les Khazraj, irrités, furent sur le point d'en venir aux mains. Quant au Messager d'Allah (), il était sur le minbar; il descendit et se mit à les calmer si bien qu'ils se turent; luimême garda le silence. «Ce jourlà, je ne pus ni m'arrêter de pleurer ni dormir. Lorsque mon père et ma mère vinrent me voir j'avais déjà passé deux nuits et une journée à pleurer;d'ailleurs, je crus que les pleurs me briseraient le cœur. Pendant que j'étais ainsi en larmes, mon père et ma mère à mes côtés, une femme des Ansâr demanda à entrer chez moi. Je la fis entrer; elle s'assit et se mit à pleurer avec moi. Tandis que nous étions ainsi, le Messager d'Allah () entra et prit place; depuis le jour de ce qui se disait de moi il ne s'était jamais assis [près] de moi et un mois s'était écoulé sans qu'il eût reçu à mon sujet la moindre Révélation. «Il prononça la formule du tachahud puis dit: 0 'A'icha, il m'est parvenu sur ton compte telle et telle chose; si tu es innocente. Allah t'innocentera; si, au contraire, tu as commis quelque chose, demande pardon à Allah et reviens à Lui, car Allah revient à celui de ses adorateurs qui reconnaît son péché et se repent. A ces mots, mes larmes cessèrent tout à coup et je n'en sentis plus le moindre pleur... Je dis alors à mon père: Réponds à ma place au Messager d'Allah! — Par Allah! réponditil, je ne sais quoi dire au Messager d'Allah (). M'adressant à ma mère, je lui dis: Réponds à ma place au Messager d'Allah au sujet de ce qu'il vient de dire! — Par Allah! me ditelle, je ne sais quoi dire au Messager d'Allah (). «Et comme j'étais encore jeune, continua 'A'icha, et ne savant pas assez de Coran, je dis: Par Allah! je sais bien que vous avez entendu ce qui se dit entre les gens, au point où cela est resté bien gravé dans votre for intérieur et que vous l'avez cru; si je vous dis que je suis innocente, et Allah sait que je le suis, vous n'allez pas me croire; mais si je vous dis que je suis coupable, et Allah sait que je suis innocente, vous me croirez... Par Allah! je ne trouve comme semblance à mon cas et au vôtre que [l'histoire] du père de Joseph lorsqu'il avait dit: [...

AzZuhry: 'Urwa ibn AzZubayr, Sa'îd ibn alMusayyab 'Alqama ibn Waqqâç alLaythy et 'Ubayd Allah ibn 'Abd Allah ibn 'Utba m'ont rapporté chacun une partie de la tradition rapportée par 'Aïcha. Quelquesuns d'entre eux avaient pu retenir cette tradition mieux que les autres. Cependant, le récit de chacun confirme ceux des autres. Quant à moi, j'ai pu retenir toutes leurs vesions. Tous ont affirmé que 'A'icha avait dit ceci: «Quand le Messager d'Allah () voulait entreprendre un déplacement, il tirait au sort parmi ses épouses pour savoir laquelle l'accompagnerait. Dans l'un de ces déplacements, le sort me désigna; d'où je partis avec lui. Cela se passait après la révélation du verset du hijâb. On me fit monter dans un palanquin qui me servait aussi lors des haltes. Nous marchâmes ainsi jusqu'à ce que le Messager d'Allah () eût terminé son expédition, puis nous rebroussâmes chemin. A proximité de Médine, le Prophète() donna l'ordre de reprendre la marche pendant la nuit. Je me levai et me rendis à l'écart de l'armée... Ayant satisfait mes besoins, je retournai vers ma monture; là, en portant la main à la poitrine, je me rendis compte que j'avais perdu mon collier; ses pierres étaient en 'adfâr(1). Je retournai sur mes pas à la recherche de mon collier et m'attardai à sa recherche. Les gens qui étaient chargés de ma monture soulevèrent le palanquin et le posèrent sur le chameau tout en croyant que j'étais dedans; à l'époque, les femmes mangeaient peu et n'avaient pas d'embonpoint. Donc, en soulevant le palanquin, on ne s'étonna pas de son poids; de plus j'étais toute jeune. On fit marcher le chameau et on se mit en route. Quant à moi, je trouvai le collier; mais l'armée était déjà partie. Je retournai au campement où il n'y avait plus personne. Je restai dans l'endroit où j'étais avec la conviction, qu'en remarquant ma disparition, on reviendrait m'y chercher. «Assise, je succombai au sommeil. Or, Safwân ibn alMu'attal le SulamiteDakwanite était resté en arrière de l'armée. A son arrivée à l'endroit où j'étais, et en apercevant la silhouette d'une personne endormie, il se dirigea vers moi...; il me voyait avant la révélation du verset du hijâb. [M'ayant reconnue], il prononça la formule d'istirjâ(1); d'ailleurs, c'est cela qui me réveilla... Il fît agenouiller sa monture et moi de l'enfourcher. Il conduisit alors l'animal, puis nous rejoignîmes l'armée; nous trouvâmes que les Musulmans avaient déjà installé le camp au début de la canicule. Il y eut qui coururent à leur perte [à cause des accusations qu'ils avaient proférées à mon encontre]; mais c'était 'Abd Allah qui déclencha contre moi [la campagne] calomnieuse. «Nous arrivâmes à Médine...Je tombai malade durant tout un mois. Les gens, quant à eux, parlaient du récit des calomniateurs. Pendant ma maladie, je ne remarquai pas du Prophète() la douceur qu'il avait l'habitude de me donner en pareil cas; en rentrant, il saluait et ne faisait que dire ceci: Comment elle va? Je ne me doutai de rien encore; mais une fois rétablie, je sortis en compagnie d'Um Mistah en direction d'alManâsi', l'endroit où nous allions satisfaire nos besoins. Nous n'y allions que pendant la nuit, et c'était avant l'époque où nous eûmes des latrines à proximité de nos demeures. Nous agissions de la même façon que les anciens Arabes: nous nous rendions loin des maisons [pour satisfaire nos besoins]. Etant donc avec Um Mistah bent Abu Ruhm, [je la vis] qui trébucha, prise dans ses jupes, et qui s'écria: Malheur à Mistah! — C'est mal, lui observaije, de dire pareille chose. Osestu injurier un homme qui a assisté à [la bataille de] Badr! — Comment! s'exclamatelle, n'astu pas entendu ce qu'ils avaient dit...? Ensuite, elle me tint au courant du récit des calomniateurs. A ses mots, je fus plus malade qu'auparavant. De retour chez moi, le Messager d'Allah rentra; il salua et dit: Comment vatelle? Et moi de lui demander: Me permetstu d'aller chez mes parents? En fait, je voulais vérifier la chose auprès d'eux. Le Prophète () m'accorda la permission et je me rendis aussitôt chez mes parents. Je dis alors à ma mère: Que disent les gens? — 0 ma fille, me réponditelle, ne t'inquiète pas. Par Allah! il est bien rare qu'une femme jolie, aimée par son mari et qui a des coépouses, ne soit victime des dires de cellesci. — 0 mon Allah! m'écriaije, les hommes osentils parler ainsi! Je pleurai toute la nuit jusqu'au matin sans pouvoir goûter au sommeil. Au matin, le Messager d'Allah () manda 'Ali ibn Abu Tâlib et 'Usâma ibn Zayd; la Révélation tarda à venir. Le Prophète () voulait les consulter quant à ma séparation. Pour ce qui est de Usâma, il donna un conseil allant avec l'affection que le Prophète() me réservait; il dit: Elle est ton épouse, Messager d'Allah! et nous ne savons d'elle que du bien. «'Ali, quant à lui, dit: 0 Messager d'Allah ()! Allah ne t'a rien limité [en matière d'épouses]; et il y a beaucoup de femmes en dehors d'elle; de plus, tu peux interroger [sa] servante, elle te dira la vérité... «En effet, le Messager d'Allah () fit appeler Barîra et lui dit: 0 Barîra! astu vu d'elle un comportement qui puisse te donner des soupçons? Et Barîra de donner cette réponse: Non, j'en jure par Celui qui t'a envoyé avec la Vérité! et s'il faut vraiment lui reprocher quelque chose, il n'y a pas plus que ceci: à cause de son jeune âge, elle s'endort souvent en laissant les brebis de la maison manger de la pâte. C'est en ce jourlà que le Messager d'Allah () s'adressa aux [Musulmans] et demanda justice en ce qui concerne 'Abd Allah ibn Ubay ibn Salûl; il dit: Qui estce qui me fera justice d'un homme qui vient de nuire à mon épouse/mes épouses. Par Allah! je ne sais que du bien quant à mon épouse/mes épouses; de plus [ces calomniateurs] parlent d'un homme dont je ne sais également que du bien et qui n'entrait chez moi qu'en ma compagnie. Sur ce, Sa'd ibn Mu'âdh se leva et dit: 0 Messager d'Allah ()! C'est moi, j'en jure par Allah, qui vais te faire justice; s'il fait partie des Aws, nous lui couperons le cou; par contre, s'il est l'un de nos frères Khazraj, nous ferons de lui ce que tu nous ordonneras de faire. A ces mots, Sa'd ibn 'Ubâda, le seigneur des Khazraj, qui était jusque alors un homme vertueux, se leva et, poussé par le fanatisme, répliqua en ces termes: Tu mens, par Allah! tu ne le tueras pas, tu ne pourras pas. Et Usayd ibn alHudayr de se lever à son tour pour dire à Sa'd ibn 'Ubâda: C'est toi qui mens; par Allah, nous le tuerons sûrement...Tu n'es qu'un hypocrite qui prend la défense des Hypocrites. Les deux clans, les Aws et les Khazraj, irrités, furent sur le point d'en venir aux mains. Quant au Messager d'Allah (), il était sur le minbar; il descendit et se mit à les calmer si bien qu'ils se turent; luimême garda le silence. «Ce jourlà, je ne pus ni m'arrêter de pleurer ni dormir. Lorsque mon père et ma mère vinrent me voir j'avais déjà passé deux nuits et une journée à pleurer;d'ailleurs, je crus que les pleurs me briseraient le cœur. Pendant que j'étais ainsi en larmes, mon père et ma mère à mes côtés, une femme des Ansâr demanda à entrer chez moi. Je la fis entrer; elle s'assit et se mit à pleurer avec moi. Tandis que nous étions ainsi, le Messager d'Allah () entra et prit place; depuis le jour de ce qui se disait de moi il ne s'était jamais assis [près] de moi et un mois s'était écoulé sans qu'il eût reçu à mon sujet la moindre Révélation. «Il prononça la formule du tachahud puis dit: 0 'A'icha, il m'est parvenu sur ton compte telle et telle chose; si tu es innocente. Allah t'innocentera; si, au contraire, tu as commis quelque chose, demande pardon à Allah et reviens à Lui, car Allah revient à celui de ses adorateurs qui reconnaît son péché et se repent. A ces mots, mes larmes cessèrent tout à coup et je n'en sentis plus le moindre pleur... Je dis alors à mon père: Réponds à ma place au Messager d'Allah! — Par Allah! réponditil, je ne sais quoi dire au Messager d'Allah (). M'adressant à ma mère, je lui dis: Réponds à ma place au Messager d'Allah au sujet de ce qu'il vient de dire! — Par Allah! me ditelle, je ne sais quoi dire au Messager d'Allah (). «Et comme j'étais encore jeune, continua 'A'icha, et ne savant pas assez de Coran, je dis: Par Allah! je sais bien que vous avez entendu ce qui se dit entre les gens, au point où cela est resté bien gravé dans votre for intérieur et que vous l'avez cru; si je vous dis que je suis innocente, et Allah sait que je le suis, vous n'allez pas me croire; mais si je vous dis que je suis coupable, et Allah sait que je suis innocente, vous me croirez... Par Allah! je ne trouve comme semblance à mon cas et au vôtre que [l'histoire] du père de Joseph lorsqu'il avait dit: [...

شرح الحديث من إرشاد الساري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    باب تَعْدِيلِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا
( باب تعديل النساء بعضهن بعضًا) .


[ قــ :2546 ... غــ : 2661 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ -وَأَفْهَمَنِي بَعْضَهُ أَحْمَدُ- حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا -وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصًا- وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا.
زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ.
فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ فَخَرَجَ سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ.
فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَني فَيَرْجِعُونَ إِلَىَّ.
فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَاىَ فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ
مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ يَدَهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ.
وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الإِفْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا، والناس يُفِيضُونَ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ، وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لاَ أَرَى مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ: كَيْفَ تِيكُمْ؟ لاَ أَشْعُرُ بِشَىْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى نَقَهْتُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ مُتَبَرَّزُنَا، لاَ نَخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي الْبَرِّيَّةِ أَوْ فِي التَّنَزُّهِ.
فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي، فَعَثُرَتْ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْرًا؟ فَقَالَتْ: يَا هَنْتَاهْ أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا على مَرَضِي.
فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَلَّمَ فَقَالَ: كَيْفَ تِيكُمْ؟ فَقُلْتُ: ائْذَنْ لِي إِلَى أَبَوَىَّ -قَالَتْ وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا- فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَتَيْتُ أَبَوَىَّ, فَقُلْتُ لأُمِّي: مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلاَّ أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا.
فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَقَدْ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ.
ثُمَّ أَصْبَحْتُ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ لَهُمْ، فَقَالَ أُسَامَةُ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلاَّ خَيْرًا.
.
وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ.
فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَرِيرَةَ فَقَالَ: يَا بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟ فَقَالَتْ بَرِيرَةُ: لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا قط أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنِ الْعَجِينَ فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ.
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَىٍّ ابْنِ سَلُولَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ خَيْرًا، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ مَعِي.
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ.
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ -وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ- فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، والله لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ.
فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ فَقَالَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، وَاللَّهِ
لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ.
فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمِنْبَرِ.
فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ.
وَبَكَيْتُ يَوْمِي لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَاىَ وقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتي وَيَوْمًا حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي.
قَالَتْ: فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَلَسَ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ فِيَّ مَا قِيلَ قَبْلَهَا، وَقَدْ مَكُثَ شَهْرًا لاَ يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَىْءٌ.
قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، وَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَقُلْتُ لأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا قَالَ.
قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَتْ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ وَوَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، وَإِنْ.

قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ -وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي بَرِيئَةٌ- لاَ تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ -وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ- لَتُصَدِّقُنِّي.
وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً إِلاَّ أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ: { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} .
ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيًا، وَلأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ رُؤْيَا تُبَرِّئُنِي، فَوَاللَّهِ مَا رَامَ مَجْلِسَهُ وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحيُ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ لِي: يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ، فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ.
قَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَقُلْتُ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلاَ أَحْمَدُ إِلاَّ اللَّهَ.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآيَاتِ.
فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رضي الله عنه-وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ- وَاللَّهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ مَا قَالَ لِعَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: { وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ -إِلَى قَوْلِهِ- غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ، إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ.
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ: يَا زَيْنَبُ مَا عَلِمْتِ؟ مَا رَأَيْتِ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلاَّ خَيْرًا.
قَالَتْ: وَهْيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي، فَعَصَمَهَا اللَّهُ
بِالْوَرَعِ" قَالَ: وَحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَهُ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو الربيع سليمان بن داود) الزهراني العتكي بفتح العين المهملة والمثناة الفوقية بصري دخل بغداد ( وأفهمني بعضه) بعض معاني الحديث ومقاصد لفظه ( أحمد) مجردًا عن النسب ولم يبينه أبو علي الجياني وفي الأطراف لخلف أنه ابن يونس وجزم به الدمياطي، وكذا ثبت في حاشية الفرع كأصله ورقم عليه علامة ق.
وقال ابن حجر أنه رآه كذلك في نسخة الحافظ أبي الحسن اليونيني.
قلت: وكذا رأيته وقد أهمله في جميع الروايات التي وقعت له إلا هذه.
وقال ابن عساكر والمزي: إنه وهم، وفي طبقات القراء للذهبي أنه ابن النضر، وزعم ابن خلفون أنه ابن حنبل، وأحمد بن يونس هذا هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي المعروف بشيخ الإسلام، وهل أحمد المذكور هنا رفيق لأبي الربيع في الرواية عن فليح فيكون المؤلّف حمله عنهما معًا على الصفة المذكورة أو رفيق للمؤلّف في الرواية عن أبي الربيع؟ قال: ( حدّثنا فليح بن سليمان) الخزاعي أو الأسلمي أبو يحيى ( عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير) بن العوّام ( وسعيد بن المسيب) بفتح المثناة التحتية المشددة وكسرها ( وعلقمة بن وقاص الليثي) العتواري ( وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة) بن مسعود الأربعة ( عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين قال لها أهل الأفك) بكسر الهمزة أبلغ ما يكون من الافتراء والكذب ( ما قالوا فبرأها الله منه) .

( قال الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( وكلهم) أي عروة فمن بعده ( حدّثنا طائفة) قطعة ( من حديثها) وقد انتقد على الزهري روايته لهذا الحديث ملفقًا عن هؤلاء الأربعة وقالوا: كان ينبغي له أن يفرد حديث كل واحد عن الآخر حكاه عياض فيما ذكره في الفتح ( وبعضهم أوعى) أحفظ لأكثر هذا الحديث ( من بعض وأثبت له اقتصاصًا) أي سياقًا ( وقد وعيت) بفتح العين أي حفظت ( عن كل واحد منهم الحديث) أي بعض الحديث ( الذي حدّثني) به منه ( عن) حديث ( عائشة) فأطلق الكل على البعض فلا تنافي بين قوله: وكلهم حدّثني طائفة من الحديث، وبين قوله: وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث كما نبّه عليه الكرماني.
والحاصل أن جميع الحديث عن مجموعهم لا أن مجموعة عن كل واحد منهم ( وبعض حديثهم يصدق بعضًا زعموا أن عائشة) أي قالوا أنها ( قالت) :
( كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا أراد أن يخرج سفرًا) أي إلى سفر فهو نصب بنزع الخافض أو ضمن يخرج معنى ينشئ فالنصب على المفعولية ( أقرع بين أزواجه) تطييبًا لقلوبهن ( فأيتهنّ) بتاء التأنيث.

قال الزركشي فيما نقله عنه في المصابيح: ولم أره في النسخة التي وقفت عليها من التنقيح أنه الوجه، ويروى: فأيهنّ بدون تاء تأنيث، وتعقبه الدماميني فقال: دعواه أن الرواية الثانية ليست على الوجه خطأ إذ المنصوص أنه إذا أريد بأيّ المؤنث جاز إلحاق التاء به موصولاً كان أو استفهامًا أو غيرهما انتهى.

ولم أقف على الرواية الثانية هنا.
نعم هي في تفسير سورة النور لغير أبي ذر والمعنى فأيّ أزواجه ( خرج سهمها خرج بها معه) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي أخرج بزيادة همزة قال: في الفتح والأوّل هو الصواب، ولعل ذا الهمزة أخرج بضم الهمزة مبنيًا للمفعول ( فأقرع) عليه الصلاة والسلام ( بيننا في غزاة غزاها) هي غزوة بني المصطلق من خزاعة ( فخرج سهمي) فيه إشعار بأنها كانت في تلك الغزاة وحدها، ويؤيده ما في رواية ابن إسحاق بلفظ: فخرج سهمي عليهنّ فخرج بي معه، وأما ما ذكره الواقدي من خروج أم سلمة معه أيضًا في هذه الغزوة فضعيف.

قالت عائشة: ( فخرجت معه) عليه الصلاة والسلام ( بعدما أنزل الحجاب) أي الأمر به ( فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه) بضم الهمزة فيهما مبنيين للمفعول والهودج بهاء ودال مهملة مفتوحتين بينهما واو ساكنة آخره جيم محمل له قبلة تستر بالثياب ونحوها يوضع على ظهر البعير يركب فيه النساء ليكون أستر لهنّ ( فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من غزوته تلك وقفل) بقاف ففاء أي رجع من غزوته ( ودنونا) أي قربنا ( من المدينة آذن) بالمدّ والتخفيف ويجوز القصر والتشديد أي أعلم ( ليلة بالرحيل) وفي رواية ابن إسحاق عند أبي عوانة: فنزل منزلاً فبات به بعض الليل ثم آذن بالرحيل ( فقمت حين آذنوا بالرحيل) بالمد والقصر كما مرّ ( فمشيت) أي لقضاء حاجتي منفردة ( حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني) أي الذي توجهت له ( أقبلت إلى الرحل) إلى المنزل ( فلمست صدري فإذا عقد لي) بكسر العين قلادة ( من جزع أظفار) بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها عين مهملة مضاف لقوله أظفار بهمزة مفتوحة ومعجمة ساكنة والجزع خرز معروف في سواده بياض كالعروق، وقد قال التيفاشي: لا يتيمن بلبسه ومن تقلده كثرت همومه ورأى منامات رديئة، وإذا علق على طفل سال لعابه، وإذا لفّ على شعر المطلقة سهلت ولادتها، ولأبي ذر عن الكشميهني: ظفار بإسقاط الهمزة وفتح الظاء وتنوين الراء فيهما كما في الفرع وغيره.
قال ابن بطال: الرواية أظفار بألف وأهل اللغة لا يقرؤونه بألف ويقولون ظفار وقال الخطابي الصواب الحذف وكسر الراء مبني كحضار مدينة باليمن قالوا فدلّ على أن رواية زيادة الهمزة وهم وعلى تقدير صحة الرواية فيحتمل أنه كان من الظفر أحد أنواع القسط وهو طيب الرائحة يتبخر به فلعله عمل مثل الخرز فأطلقت عليه جزعًا تشبيهًا به ونظمته قلادة إما لحسن لونه أو لطيب ريحه، وفي رواية الواقدي كما في الفتح: فكان في عنقي عقد من جزع ظفار كانت أمي قد أدخلتني به على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( قد انقطع) وفي رواية ابن اسحاق عند أبي عوانة قد انسلّ من عنقي وأنا لا أدري ( فرجعت) أي إلى المكان الذي ذهبت إليه ( فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه) أي طلبه، وعند الواقدي وكنت أظن أن القوم لو لبثوا شهرًا لم يبعثوا بعيري حتى أكون في هودجي ( فأقبل الذين يرحلون لي) بفتح أوّله وسكون الراء مخففًا أي يشدون الرحل على بعيري ولم يسم أحد منهم نعم ذكر منهم الواقدي أبا مويهيبة، وقال البلاذري: إنه شهد غزوة المريسيع وكان يخدم بعير عائشة ولأبي ذر يرحلون بضم أوّله وفتح الراء مشددًا ( فاحتملوا هودجي فرحلوه) بالتخفيف، ولأبي ذر: فرحّلوه بالتشديد أي وضعوا هودجي ( على بعيري
الذي كنت أركب)
أي عليه، وفي قوله فرحلوه على بعيري تجوّز لأن الرجل هو الذي يوضع على ظهر البعير ثم يوضع الهودج فوقه ( وهم يحسبون أني فيه) في الهودج، ( وكان النساء إذ ذاك خفافًا لم يثقلن) بكثرة الأكل ( ولم يغشهن اللحم) لم يكثر عليهن ( وإنما يأكلن العلقة) بضم العين وسكون اللام وبالقاف أي القليل ( من الطعام فلم يستنكر القوم) بالرفع على الفاعلية ( حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه) وثقل بكسر المثلثة وفتح القاف الذي اعتادوه منه الحاصل فيه بسبب ما ركب منه من خشب وحبال وستور وغيرها، ولشدة نحافة عائشة لا يظهر بوجودها فيه زيادة ثقل، وفي تفسير سورة النور من طريق يونس خفّة الهودج وهذه أوضح لأن مرادها إقامة عذرهم في تحميل هودجها وهي ليست فيه فكأنها لخفّة جسمها بحيث إن الذين يحملون هودجها لا فرق عندهم بين وجدها فيه وعدمها، ولهذا أردفت ذلك بقولها: ( وكنت جارية حديثة السن) لم تكمل إذ ذاك خمس عشرة سنة ( فبعثوا الجمل) أي أثاروه ( وساروا فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش) أي ذهب ماضيًا وهو استفعل من مرّ ( فجئت منزلهم وليس فيه أحد) وفي التفسير فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجُيب ( فأممت) بالتخفيف فقصدت ( منزلي الذي كنت فيه فظننت) أي علمت ( أنهم سيفقدوني) بكسر القاف وحذف النون تخفيفًا، ولأبوي ذر والوقت: سيفقدونني ( فيرجعون إليّ فبينا) بغير ميم ( أنا جالسة) وجواب بينا قوله ( غلبتني عيناي فنمت) أي من شدة الغم الذي اعتراها، أو أن الله تعالى لطف بها فألقى عليها النوم لتستريح من وحشة الانفراد في البرية بالليل ( وكان صفوان بن المعطل) بفتح الطاء المشددة ( السلمي) بضم السين وفتح اللام ( ثم الذكواني) بالذال المعجمة منسوب إلى ذكوان بن ثعلبة وكان صحابيًّا فاضلاً ( من وراء الجيش) .
وفي حديث ابن عمر عند الطبراني أن صفوان كان سأل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يجعله على الساقة، فكان إذا رحل الناس قام يصلّي ثم اتبعهم فمن سقط له شيء أتاه به، وفي حديث أبي هريرة عند البزار: وكان صفوان يتخلّف عن الناس فيصيب القدح والجراب والإداوة، وفي مرسل مقاتل بن حيان في الإكليل: فيحمله فيقدم به فيعرّفه في أصحابه ( فأصبح عند منزلي) كأنه تأخر في مكانه حتى قرب الصبح فركب ليظهر له ما يسقط من الجيش مما يخفيه الليل أو كان تأخره مما جرت به عادته من غلبة النوم عليه ( فرأى سواد إنسان) أي شخص إنسان ( نائم) لا يدري أرجل أو امرأة ( فأتاني) زاد في التفسير فعرفني حين رآني ( وكان يراني قبل الحجاب) أي قبل نزوله ( فاستيقظت) من نومي ( باسترجاعه) أي بقوله: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ( حين أناخ راحلته) وكأنه شق عليه ما جرى لعائشة فلذا استرجع، ولأبي ذر عن الكشميهني: حتى أناخ راحلته ( فوطئ يدها) أي وطئ صفوان يد الراحلة ليسهل الركوب عليها فلا تحتاج إلى مساعد ( فركبتها فانطلق) صفوان حال كونه ( يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا) حال كونهم ( معرسين) بفتح العين المهملة وكسر الراء المشددة بعدها سين مهملة نازلين ( في نحر الظهيرة) حين بلغت الشمس منتهاها من الارتفاع وكأنها وصلت إلى النحر وهو أعلى المصدر أو أولها وهو وقت شدة الحر ( فهلك من هلك) زاد أبو صالح في شأني، وفي رواية أبي أويس عند الطبراني: فهنالك قال أهل الإفك فيّ وفيه ما قالوا ( وكان الذي تولى الإفك) أي تصدّى له وتقلده رأس المنافقين ( عبد الله بن أُبي بن سلول)
بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد المثناة وابن سلول يكتب بالألف والرفع لأن سلول بفتح السين غير منصرف علم لأم عبد الله فهو صفة لعبد الله لا لأبي وأتباعه مسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش.
وفي حديث ابن عمر فقال عبد الله بن أُبي: فجرَّبها وربّ الكعبة وأعانه على ذلك جماعة وشاع ذلك في العسكر ( فقدمنا المدينة فاشتكيت) مرضت ( بها شهرًا) زاد في التفسير حين قدمتها وزاد هنا بدل لها بها ( والناس يفيضون) بضم أوّله يشيعون ( من قول أصحاب الإفك) وسقط للحموي والمستملي قوله والناس ( ويريبني) بفتح أوّله من رابه ويجوز ضمه من أرابه أي يشككني ويوهمني ( في وجعي أني لا أرى من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللطف) بضم اللام وسكون الطاء عند ابن الخطيئة عن أبي ذر كذا في حاشية فرع اليونينية كهي وفي متنهما زيادة فتح اللام والطاء أي الرفق ( الذي كنت أرى منه حين أمرض) بفتح الهمزة والراء ( إنما يدخل) عليه الصلاة والسلام ( فيسلم ثم يقول) وللحموي والمستملي فيقول:
( كيف تيكم) ؟ بكسر المثناة الفوقية وهي في الإشارة للمؤنث مثل ذاكم في المذكر قال في التنقيح: وهي تدل على لطف من حيث سؤاله عنها وعلى نوع جفاء من قوله: "تيكم" ( لا أشعر بشيء من ذلك) الذي يقوله أهل الإفك ( حتى نقهت) بفتح النون والقاف وقد تكسر أي أفقت من مرضي ولم تتكامل لي الصحة ( فخرجت أنا وأم مسطح) بكسر الميم وسكون السين وفتح الطاء المهملتين آخره حاء مهملة ( قبل المناصع) بكسر القاف وفتح الموحدة والمناصع بالصاد والعين المهملتين موضع خارج المدينة ( متبرزنا) بفتح الراء المشددة وبالرفع أي وهو متبرزنا أي موضع قضاء حاجتنا، ولغير أبي ذر: متبرزنا بالجر بدلاً من المناصع ( لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف) بضم الكاف والنون جمع كنيف وهو الساتر والمراد به هنا المكان المتخذ لقضاء الحاجة ( قريبًا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول) بضم الهمزة وتخفيف الواو وكسر اللام في الفرع وغيره نعت للعرب، وفي نسخة الأوّل بفتح الهمزة وتشديد الواو وضم اللام نعت للأمر.
قال النووي: وكلاهما صحيح، وقد ضبطه ابن الحاجب بفتح الهمزة، وصرّح بمنع وصف الجمع بالضم ثم خرّجه على تقدير ثبوته على أن العرب اسم جمع تحته جموع فيصير مفردًا بهذا التقرير قال: والرواية الأولى أشهر وأقعد انتهى.

أي: لم يتخلقوا بأخلاق أهل الحاضرة والعجم في التبرّز ( في البرية) بفتح الموحدة وتشديد الراء والمثناة التحتية خارج المدينة ( أو في التنزه) بمثناة فوقية فنون ثم زاي مشددة طلب النزاهة والمراد البعد عن البيوت والشك من الراوي ( فأقبلت أنا وأم مسطح) سلمى ( بنت أبي رهم) حال كوننا ( نمشي) أي ماشين، ورهم بضم الراء وسكون الهاء واسمه أنيس ( فعثرت) بالعين المهملة والمثلثة والراء المفتوحات أي أم مسطح ( في مرطها) بكسر الميم كساء من صوف أو خرز أو كتان قاله الخليل ( فقالت: تعس مسطح) بكسر العين المهملة وفتح الفوقية قبلها آخره سين مهملة وقد تفتح العين وبه قيد الجوهري أي كب لوجهه أو هلك أو لزمه الشر ( فقلت لها: بئسما قلت أتسبين رجلاً شهد بدرًا) .
وعند الطبراني: أتسبين ابنك وهو من المهاجرين الأوّلين؟ ( فقالت: يا هنتاه) بفتح الهاء
وسكون النون وقد تفتح وبعد المثناة الفوقية ألف ثم هاء ساكنة في الفرع كأصله وقد تضم أي يا هذه نداء للبعيد فخاطبتها خطاب البعيد لكونها نسبتها للبله وقلة المعرفة بمكائد النساء ( ألم تسمعي ما قالوا فأخبرتني بقول الإفك) وللكشميهني أهل الإفك ( فازددت مرضًا إلى) أي مع ولأبوي ذر والوقت: على ( مرضي) قال في الفتح: وعند سعيد بن منصور من مرسل أبي صالح فقالت: وما تدرين ما قال؟ قالت: لا والله فأخبرتها بما خاض فيه الناس فأخذتها الحمى، وعند الطبراني بإسناد صحيح عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: لما بلغني ما تكلموا به هممت أن آتي قليبًا فأطرح نفسي فيه.

( فلما رجعت إلى بيتي دخل عليّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسلم فقال) : ( كيف تيكم) ؟ ( فقلت ائذن لي) أن آتي ( إلى أبوي قالت وأنا حيينذٍ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما) بكسر القاف وفتح الموحدة أي من جهتهما ( فأذن لي رسول الله) في ذلك ( فأتيت أبوي فقلت لأمي) أم رومان زاد في التفسير يا أمتاه ( ما يتحدّث به الناس) بفتح المثناة التحتية من يتحدث، ولأبي ذر: ما يتحدث الناس به بتقديم الناس على الجار والمجرور.
( فقالت: يا بنية هوّني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قطّ وضيئة) بالرفع صفة لامرأة أو بالنصب على الحال واللام في لقل للتأكيد، وقلَّ: فعل ماضي دخلت عليه ما للتأكيد والوضيئة المعجمة والهمزة والمد على وزن عظيمة من الوضاءة وهي الحسن والجمال، وكانت عائشة -رضي الله عنها- كذلك.
ولمسلم من رواية ابن ماهان حظية من الحظوة أي وجيهة رفيعة المنزلة ( عند رجل يحبها ولها ضرائر) جمع ضرّة وزوّجات الرجل ضرائر لأن كل واحدة يحصل لها الضرر من الأخرى بالغيرة ( إلاّ أكثرن) أي نساء ذلك الزمان ( عليها) القول في عيبها ونقصها فالاستثناء منقطع أو بعض أتباع ضرائرها كحمنة بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين فالاستثناء متصل والأول هو الراجح لأن أمهات المؤمنين لم يعبنها.

سلمنا أنه متصل لكن المراد بعض أتباع الضرائر كقوله تعالى: { حتى إذا استيأس الرسل} [يوسف: 110] فأطلق الأياس على الرسل، والمراد بعض أتباعهم وأرادت أمها بذلك أن تهوّن عليها بعض ما سمعت فإن الإنسان يتأسى بغيره فيما يقع له، وطيبت خاطرها بإشارتها بما يشعر بأنها فائقة الجمال والحظوة عنده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

( فقلت: سبحان الله!) تعجبًّا من وقوع مثل ذلك في حقها مع براءتها المحققة عندها وقد نطق القرآن الكريم بما تلفظت به فقال تعالى عند ذكر ذلك: { سبحانك هذا بهتان عظيم} [النور: 16] ( ولقد يتحدّث الناس بهذا) بالمضارع المفتوح الأول، ولأبي ذر: تحدّث الناس بالماضي، وفي رواية هشام بن عروة عند البخاري فاستعبرت فبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فقال لأمي: ما شأنها؟ قالت بلغها الذي ذكر من شأنها ففاضت عيناه، فقال: أقسمت عليك يا بنية إلا رجعت إلى بيتك فرجعت.

( قالت) أي عائشة ( فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع) بالقاف والهمزة أي لا ينقطع ( ولا أكتحل بنوم) لأن الهموم موجبة للسهر وسيلان الدموع.

وفي المغازي عن مسروق عن أم رومان قالت عائشة: سمع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قالت: نعم.

قالت: وأبو بكر؟ قالت: نعم فخرّت مغشيًا عليها فما أفاقت إلاّ وعليها حمى بنافض فطرحت عليها ثيابها فغطتها.

( ثم أصبحت فدعا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- علي بن أبي طالب) رضي الله تعالى عنه ( وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي) حال كونه ( يستشيرها) لعلمه بأهليتهما للمشورة ( في فراق أهله) لم تقل في فراقي لكراهتها التصريح بإضافة الفراق إليها والوحي بالرفع في الفرع أي طال لبث نزوله.
وقال ابن العراقي: ضبطناه بالنصب على أنه مفعول لقوله استلبث أي استبطأ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الوحي، وكلام النووي يدل على الرفع ( فأما أسامة فأشار عليه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( بالذي يعلم في نفسه من الودّ لهم فقال أسامة) : هم ( أهلك) العفائف اللائقات بك وعبر بالجمع إشارة إلى تعميم أمهات المؤمنين بالوصف المذكور أو أراد تعظيم عائشة وليس المراد أنه تبرأ من الإشارة، ووكل الأمر في ذلك إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وإنما أشار وبرّأها.
وجوّز بعضهم النصب أي أمسك أهلك لكن الأولى الرفع لرواية معمر حيث قال: هم أهلك ( يا رسول الله ولا نعلم والله إلاّ خيرًا) إنما حلف ليقوي عنده عليه الصلاة والسلام براءتها ولا يشك وسقط لفظ والله لأبي ذر ( وأما علي بن أبي طالب) -رضي الله عنه- ( فقال: بل رسول الله لم يضيق الله عليك) وللحموي والمستملي: لم يضيق عليك بحذف الفاعل للعلم به وبناء الفعل للمفعول ( والنساء سواها كثير) بصيغة التذكير للكل على إرادة الجنس، وللواقدي قد أحلّ الله لك وأطاب طلّقها وانكح غيرها، وإنما قال لما رأى عنده عليه الصلاة والسلام من القلق والغمّ لأجل ذلك، وكان شديد الغيرة صلوات الله وسلامه عليه فرأى عليّ أن بفراقها يسكن ما عنده بسببها إلى أن يتحقق براءتها فيراجعها فبذل النصيحة لإراحته لا عداوة لعائشة.
وقال في بهجة النفوس مما قرأته فيها لم يجزم عليّ بالإشارة بفراقها لأنه عقب ذلك بقوله ( وسل الجارية) بريرة ( تصدقك) بالجزم على الجزاء ففوّض في الأمر في ذلك إلى نظره عليه الصلاة والسلام فكأنه قال: إن أردت تعجيل الراحة ففارقها، وإن أردت خلاف ذلك فابحث عن حقيقة الأمر إلى أن تطلع على براءتها لأنه كان يتحقق أن بريرة لا تخبره إلا بما علمته وهي لم تعلم من عائشة إلا البراءة المحضة.
( فدعا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بريرة) .

قال الزركشي: قيل إن هذا وهم فإن بريرة إنما اشترتها عائشة وأعتقتها قبل ذلك ثم قال: والمخلص من هذا الإشكال أن تفسير الجارية ببريرة مدرج في الحديث من بعض الرواة ظنًّا منه أنها هي.
قال في المصابيح: وهذا أي الذي قاله الزركشي ضيق عطن فإنه لم يرفع الإشكال إلا بنسبة الوهم إلى الراوي قال: والمخلص عندي من الإشكال الرافع لتوهيم الرواة وغيرهم أن يكون إطلاق
الجارية على بريرة وإن كانت معتقة إطلاقًا مجازيًّا باعتبار ما كانت عليه فاندفع الإشكال ولله الحمد انتهى.

وهذا الذي قاله: في المصابيح بناء على سبقية عتق بريرة وفيه نظر لأن قصتها إنما كانت بعد فتح مكة لأنها لما خيرت فاختارت نفسها كان زوجها يتبعها في سكك المدينة يبكي عليها فقال: رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للعباس: "يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة"؟ ففيه دلالة على أن قصة بريرة كانت متأخرة في السنة التاسعة أو العاشرة لأن العباس إنما سكن المدينة بعد رجوعهم من غزوة الطائف وكان ذلك في أواخر سنة ثمانٍ، ويؤيد ذلك قول ابن عباس أنه شاهد ذلك وهو إنما قدم المدينة مع أبويه، وأيضًا فقول عائشة إن شاء مواليك أن أعدّها لهم عدة واحدة فيه إشارة إلى وقوع ذلك في آخر الأمر لأنهم كانوا في أول الأمر في غاية الضيق ثم حصل لهم التوسع بعد الفتح، وقصة الإفك في المريسيع سنة ست أو سنة أربع وفي ذلك ردّ على من زعم قصتها كانت متقدمة قبل قصة الإفك، وحمله على ذلك قوله هنا فدعا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بريرة.

وأجيب: باحتمال أنها كانت تخدم عائشة قبل شراءها أو اشترتها وأخرت عتقها إلى بعد الفتح أو دام حزن زوجها عليها مدة طويلة أو كان حصل لها الفسخ وطلب أن يردّه بعقد جديد أو كانت لعائشة ثم باعتها ثم استعادتها بعد الكتابة ( فقال) عليه الصلاة والسلام: ( يا بريرة هل رأيت فيها شيئًا يريبك) ؟ بفتح أوّله يعني من جنس ما قيل فيها فأجابت على العموم ونفت عنها كل ما كان من النقائص من جنس ما أراد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السؤال عليه وغيره ( فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق إن رأيت) بكسر الهمزة أي ما رأيت ( منها أمرًا أغمصه) بهمزة مفتوحة فغين معجمة ساكنة فميم مكسورة فصاد مهملة أعيبه ( عليها) في كل أمورها، ولأبي ذر عن المستملي: قطّ ( أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين) لأن الحديث السن يغلبه النوم ويكثر عليه ( فتأتي الداجن فتأكله) بدال مهملة ثم جيم الشاة التي تألف البيوت ولا تخرج إلى المرعى، وفي رواية مقسم مولى ابن عباس عن عائشة عند الطبراني: ما رأيت منها شيئًا منذ كنت عندها إلا أني عجنت عجينًا لي فقلت: احفظي هذه العجينة حتى أقتبس نارًا لأخبزها فغفلت فجاءت الشاة فأكلتها وهو تفسير المراد بقولها فتأتي الداجن وهذا موضع الترجمة لأنه عليه الصلاة والسلام سأل بريرة عن حال عائشة وأجابت ببراءتها، واعتمد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على قولها حين خطب فاستعذر من ابن أُبي، لكن قال القاضي عياض: وهذا ليس ببيّن إذ لم تكن شهادة والمسألة المختلف فيها إنما هي في تعديلهن للشهادة فمنع من ذلك مالك والشافعي ومحمد بن الحسن وأجازه أبو حنيفة في المرأتين والرجل لشهادتهما في المال، واحتج الطحاوي لذلك بقول زينب في عائشة وقول عائشة في زينب فعصمها الله بالورع قال: ومن كانت بهذه الصفة جازت شهادتها، وتعقب بأن إمامه أبا حنيفة لا يجيز شهادة النساء إلاّ في مواضع مخصوصة فكيف يطلق جواز تزكيتهنّ.

( فقام رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من يومه) على المنبر خطيبًا ( فاستعذر) بالذال المعجمة ( من عبد الله بن أبي ابن سلول فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من يعذرني) بفتح حرف المضارعة وكسر الذال المعجمة من يقوم بعذري إن كافأته على قبيح فعله ولا يلومني أو من ينصرني ( من رجل بلغني أذاه في أهلى فوالله ما علمت في أهلي إلا خيرًا وقد ذكروا رجلاً) زاد الطبراني في روايته صالحًا ( ما علمت عليه إلا خيرًا وما كان يدخل على أهلي إلاّ معي) ( فقام سعد بن معاذ) وهو سيد الأوس، وسقط لأبوي ذر والوقت ابن معاذ.

واستشكل ذكر سعد بن معاذ هنا بأن حديث الإفك كان سنة ست في غزوة المريسيع كما ذكره ابن إسحاق وسعد بن معاذ مات سنة أربع من الرمية التي رميها بالخندق.
وأجيب: بأنه اختلف في المريسيع، وقد حكى البخاري عن موسى بن عقبة أنها كانت سنة أربع وكذلك الخندق فتكون المريسيع قبلها لأن ابن إسحاق جزم بأنها كانت في شعبان وأن الخندق كانت في شوّال فإن كانا في سنة استقام ذلك، لكن الصحيح في النقل عن موسى بن عقبة أن المريسيع سنة خمس فما في البخاري عنه من أنها سنة أربع سبق قلم والراجح أن الخندق أيضًا في سنة خمس خلافًا لابن إسحاق فيصح الجواب.

( فقال يا رسول الله أنا والله) ولأبي ذر عن المستملي: والله أنا ( أعذرك منه) بكسر الذال ( إن كان من الأوس) قبيلتنا ( ضربنا عنقه) وإنما قال ذلك لأنه كان سيدهم كما مرّ فجزم بأن حكمه فيهم نافذ ومن آذاه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجب قتله ( وإن كان من إخواننا من الخزرج) من الأولى تبعيضية والثانية بيانية، ولأبي ذر: من إخواننا الخزرج بإسقاط من البيانية ( أمرتنا ففعلنا فيه أمرك) وإنما قال ذلك لما كان بينهم من قبل فبقيت فيهم بعض أنفة أن يحكم بعضهم في بعض فإذا أمرهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأمر امتثلوا أمره.

( فقام سعد بن عبادة) شهد العقبة وكان أحد النقباء ودعا له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "اللهمَّ اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة" رواه أبو داود ( وهو سيد الخزرج) بعد أن فرغ سعد بن معاذ من مقالته ( وكان قبل ذلك رجلاً صالحًا) أي كاملاً في الصلاح، ( ولكن) لأبوي ذر والوقت: وكان ( احتملته) من مقالة سعد بن معاذ ( الحمية) أي أغضبته ( فقال) لابن معاذ ( كذبت) زاد في رواية أبي أسامة في التفسير أما والله لو كان من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم ( لعمر الله) بفتح العين أي وبقاء الله ( لا تقتله) ولأبي ذر عن المستملي والله لا تقتله قال في الفتح وفسر قوله بقوله ( ولا تقدر على ذلك) لأنّا نمنعك منه ولم يرد سعد بن عبادة الرضا بما نقل عن عبد الله بن أُبي ولم ترد عائشة -رضي الله عنها- أنه ناضل عن المنافقين، وأما قولها: وكان قبل ذلك رجلاً صالحًا أي لم يتقدم منه ما بتعلق بالوقوف مع أنفة الحمية ولم تغمصه في دينه، لكن كان بين الحيّين مشاحنة قبل الإسلام ثم زالت بالإسلام وبقي بعضها بحكم الأنفة فتكلم سعد بن عبادة بحكم الأنفة ونفى أن يحكم فيهم سعد بن معاذ.

وقد وقع في بعض الروايات بيان السبب الحامل لسعد بن عبادة على مقالته هذه لابن معاذ.

ففي رواية ابن إسحاق فقال: سعد بن عبادة: ما قلت هذه المقالة إلا أنك علمت أنه من الخزرج، وفي رواية يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عند الطبراني فقال سعد بن عبادة: يا ابن معاذ والله ما بك نصرة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولكنها قد كانت بيننا ضغائن في الجاهلية وإحَن لم تحلل لنا من صدوركم فقال ابن معاذ: الله أعلم بما أردت.

وقال في بهجة النفوس: إنما قال سعد بن عبادة لابن معاذ كذبت لا تقتله أي لا تجد لقتله من سبيل لمبادرتنا قبلك لقتله ولا تقدر على ذلك أي لو امتنعنا من النصرة فأنت لا تستطيع أن تأخذه من بين أيدينا لقوّتنا.
قال: وهذا في غاية النصرة إذ أنه يخبر أنه في القوة والتمكين بحيث لا يقدر له الأوس مع قوتهم وكثرتهم، ثم هم مع ذلك تحت السمع والطاعة للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فحملته الحمية مثل ما حملت الأول أو أكثر فلم يستطع أن يرى غيره قام في نصرته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو قادر عليها فقال لابن معاذ ما قال، وإنما قالت عائشة: ولكن احتملته الحميّة لتبين شدّة نصرته في القضية مع إخبارها بأنه صالح لأن الرجل الصالح أبدًا يعرف منه السكون والناموس لكنه زال عنه ذلك من شدة ما توالى عليه من الحمية لنبيّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- انتهى.
وهو محمل حسن ينفي ما في ظاهر اللفظ مما لا يخفى.

( فقام أسيد بن الحضير) بضم الهمزة من أسيد والحاء المهملة من الحضير مصغرين ولأبي ذر:
ابن حضير زاد في التفسير وهو ابن عمّ سعد بن معاذ أي من رهطه ( فقال) لابن عبادة: ( كذبت لعمر الله والله لنقتلنّه) أي ولو كان من الخزرج إذا أمرنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذلك وليست لكم قدرة على منعنا قابل قوله لابن معاذ كذبت لا تقتله بقوله كذبت لنقتلنّه ( فإنك منافق) قال له ذلك مبالغة في زجره عن القول الذي قاله أي إنك تصنع صنيع المنافقين وفسّره بقوله: ( تجادل عن المنافقين) .
قال المازري: لم يرد نفاق الكفر وإنما أراد أن يظهر الودّ للأوس ثم ظهر منه في هذه القضية ضدّ ذلك فأشبه حال المنافقين لأن حقيقته إظهار شيء وإخفاء غيره، وقال ابن أبي جمرة: وإنما صدر ذلك منهم لأجل قوة حال الحمية التي غطت على قلوبهم حين سمعوا ما قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلم يتمالك أحد منهم إلاّ قام في نصرته لأن الحال إذا ورد على القلب ملكه فلا يرى غير ما هو لسبيله، فلما غلبهم حال الحمية لم يراعوا الألفاظ فوقع منهم السباب والتشاجر لغيبتهم لشدة انزعاجهم في النصرة.

( فثار الحيّان الأوس والخزرج) بمثلثة والحيّان بمهملة فتحتية مشددة تثنية حيّ أي نهض بعضهم إلى بعض من الغضب ( حتى هموا) زاد في المغازي والتفسير: أن يقتتلوا ( ورسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت) عليه الصلاة والسلام.
( وبكيت يومي) بكسر الميم وتخفيف الياء ( لا يرقأ) بالهمزة لا يسكن ولا ينقطع ( لي دمع أكتحل بنوم) لأن الهم يوجب السهر وسيلان الدمع ( فأصبح عندي أبواي) أبو بكر الصديق وأم رومان أي جاءا إلى المكان الذي هي فيه من بيتهما ( قد) ولأبوي ذر والوقت: وقد ( بكيت ليلتين) بالتثنية ولأبي ذر عن الحموي والمستملي ليلتي بالإفراد
( ويومًا) ولأبي الوقت عن الكشميهني ويومي بكسر الميم وتخفيف الياء ونسبتهما إلى نفسها لما وقع لها فيهما.
وقال الحافظ ابن حجر في رواية الكشميهني: ليلتين ويومًا أي الليلة التي أخبرتها فيها أم مسطح الخبر واليوم الذي خطب فيه عليه الصلاة والسلام الناس والتي تليه ( حتى أظن أن البكاء فالق كبدي.
قالت: فبينما هما)
أي أبواها ( جالسان عندي وأنا أبكي) جملة حالية ( إذ استأذنت امرأة من الأنصار) لم تسم ( فأذنت لها فجلست تبكي معي) تفجّعًا لما نزل بعائشة وتحزّنًا عليها ( فبينا) بغير ميم ( نحن كذلك إذ دخل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ولأبي أسامة عن هشام في التفسير فأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل عليّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد صلّى العصر ثم دخل وقد اكتنفني أبواي عن يميني وشمالي ( فجلس) عليه الصلاة والسلام ( ولم يجلس عندي من يوم قيل فيّ) بتشديد الياء ولأبي ذر يوم بالتنوين ولأبوي ذر والوقت لي ( ما قيل قبلها وقد مكث شهرًاً لا يوحى إليه في شأني) أمري وحالي ( شيء) ليعلم المتكلم من غيره ولأبوي ذر والوقت عن الكشميهني بشيء.

( قالت) عائشة: ( فتشهد) عليه الصلاة والسلام وفي رواية هشام بن عروة فحمد الله وأثنى عليه ( ثم قال) : ( يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا) كناية عمّا رميت به من الإفك ( فإن كنت بريئة فسيبرئك الله) بوحي ينزله ( وإن كنت ألممت) زاد في رواية أبوي ذر والوقت عن الكشميهني بذنب أي وقع منك على خلاف العادة ( فاستنغري الله وتوبي إليه) وفي رواية أبي أويس عند الطبراني: "إنما أنت من بنات آدم إن كنت أخطأت فتوبي" ( فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب) أي منه إلى الله ( تاب الله عليه) ( فلما قضى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مقالته قلص دمعي) بفتح القاف واللام آخره صاد مهملة أي انقطع لأن الحزن والغضب إذا أخذا حدّهما فقد الدمع لفرط حرارة المصيبة ( حتى ما أحس) بضم الهمزة وكسر المهملة أي ما أجد ( منه قطرة وقلت لأبي: أجب عني رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فقلت لأمي: أجيبي عنّي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما قال.
قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قالت)
عائشة ( وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرًا في القرآن فقلت: إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدّث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إنّي بريئة والله يعلم إنّي بريئة) بكسر إني ( لا تصدقوني) ولأبي ذر لا تصدقونني ( بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني) بضم القاف وإدغام إحدى النونين في الأخرى ( والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف) يعقوب عليهما السلام ( إذ) أي حين ( قال: { فصبر جميل} ) أي فأمري صبر جميل لا جزع فيه على هذا الأمر وفي مرسل حبان بن أبي جبلة قال سئل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن قوله فصبر جميل فقال صبر لا شكوى فيه أي إلى الخلق قال صاحب المصابيح إنه رأى في بعض النسخ صبر بغير فاء مصححًا عليه كرواية ابن إسحاق في سيرته ( { والله المستعان على ما تصفون} ) [يوسف: 18] أي على ما تذكرون عني مما يعلم الله براءتي منه.

( ثم تحوّلت على فراشي) زاد ابن جرير في روايته ووليت وجهي نحو الجدار ( وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن) بتخفيف النون ( والله ما ظننت أن ينزل) الله بضم أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه
وحذف الفاعل للعلم به ( في شأني وحيًا) زاد في رواية يونس يتلى ( ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري) بضم ياء يتكلم.
وعند ابن إسحاق يقرأ في المساجد ويصلّى به، ( ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في النوم رؤيا يبرئني الله) بها، ولأبوي ذر والوقت: تبرئني بالمثناة الفوقية وحذف الفاعل ( فوالله ما رام) أي ما فارق -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت) أي الذين كانوا إذ ذاك حضورًا ( حتى أنزل عليه) زاده الله شرفًا لديه، ولأبي ذر عن الكشميهني حتى أنزل عليه الوحي ( فأخده) عليه الصلاة والسلام ( ما كان يأخذ من البرحاء) بضم الموحدة وفتح الراء ثم مهملة ممدودًا العرق من شدة ثقل الوحي ( حتى أنه ليتحدر) بتشديد الدال واللام للتأكيد أي ينزل ويقطر ( منه مثل الجمان) بكسر الميم وسكون المثلثة مرفوعًا والجمان بضم الجيم وتخفيف الميم أي مثل اللؤلؤ ( من العرق في يوم شاتٍ، فلما سري) بضم المهملة وتشديد الراء المكسورة أي كشف ( عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يضحك) سرورًا ( فكان أول كلمة تكلم بها) بنصب أول ( أن قال لي) : ( يا عائشة احمدي الله) وعند الترمذي البشرى يا عائشة احمدي الله ( فقد برأك الله) أي مما نسبه أهل الإفك إليك بما أنزل من القرآن: ( فقالت) ولأبي ذر: قالت ( لي أمي قومي إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) لأجل ما بشّرك به ( فقلت: لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله) الذي أنزل براءتي وأنعم عليّ بما لم أكن أتوقعه من أن يتكلم الله فيّ بقرآن يُتلى وقالت ذلك إدلالاً عليهم وعتبًا لكونهم شكّوا في حالها مع علمهم بحسن طرائقها وجميل أحوالها وارتفاعها عما نسب إليها مما لا حجة فيه ولا شبهة، ( فأنزل الله تعالى { إن الذين جاءوا بالأفك} ) بأبلغ ما يكون من الكذب ( { عصبة منكم} ) [النور: 11] جماعة من العشرة إلى الأربعين، والمراد عبد الله بن أبي وزيد بن رفاعة، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش ومن ساعدهم ( الأيات) في براءتها وتعظيم شأنها وتهويل الوعيد لمن تكلم فيها والثناء على من ظن فيها خيرًا.

( فلما أنزل الله) عز وجل ( هذا في براءتي) وطابت النفوس المؤمنة وتاب إلى الله تعالى من كان تكلم من المؤمنين في ذلك وأقيم الحدّ على من أقيم عليه ( قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة) بكسر الميم وسكون المهملة وأثاثة بضم الهمزة ومثلثتين بينهما ألف ( لقرابته) أي لأجل قرابته ( منه) وكان ابن خالة الصديق وكان مسكينًا لا مال له: ( والله لا أنفق على مسطح شيئًا) ولأبي ذر عن الكشميهني: بشيء ( أبدًا بعد ما قال لعائشة) أي عنها من الإفك ( فأنزل الله تعالى) يعطف الصديق عليه: ( { ولا يأتل} ) أي لا يحلف ( { أولو الفضل منكم} ) أي من الطول والإحسان والصدقة ( { والسعة} ) في المال ( إلى قوله: { غفور رحيم} ) [النور: 22] ولأبوي ذر والوقت { والسعة أن يؤتوا} إلى قوله: { غفور رحيم} أي فإن الجزاء من جنس العمل فكما تغفر لك وكما تصفح يصفح عنك.
( فقال أبو بكر الصديق) عند ذلك: ( بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع) بتخفيف الجيم ( إلى مسطح الذي كان يُجري عليه) من النفقة، ويجري بضم أوله.

( وكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسأل) ولأبي ذر وأبي الوقت سأل بلفظ الماضي ( زينب بنت جحش) أم
المؤمنين ( عن أمري فقال) : ( يا زينب ما علمت) على عائشة ( ما رأيت) منها؟ ( فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي) من أن أقول سمعت ولم أسمع ( وبصري) من أن أقول أبصرت ولم أبصر ( والله ما علمت عليها إلاّ خيرًا.
قالت)
أي عائشة ( وهي) أي زينب ( التي كانت تساميني) بضم التاء بالسين المهملة أي تضاهيني وتفاخرني بجمالها ومكانتها عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مفاعلة من السموّ وهو الارتفاع ( فعصمها الله) أي حفظها الله ومنعها ( بالورع) أي بالمحافظة على دينها أن تقول بقول أهل الإفك.

( قال) أبو الربيع سليمان بن داود شيخ المؤلّف: ( وحدّثنا فليح) هو ابن سليمان المذكور ( عن هشام بن عروة) بن الزبير ( عن) أبيه ( عروة عن عائشة) -رضي الله عنها- ( وعبد الله بن الزبير مثله) أي مثل حديث فليح عن الزهري عن عروة.
( نال) أي أبو الربيع أيضًا ( وحدّثنا فليح) المذكور ( عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن) شيخ مالك الإمام ( ويحيى بن سعيد) الأنصاري ( عن القاسم بن محمد بن أبي بكر) الصديق ( مثله) : والحاصل أن فليحًا روى الحديث عن هؤلاء الأربعة.

( لطيفة) .

قال الصلاح الصفدي: رأيت بخط ابن خلكان أن مسلمًا ناظر نصرانيًّا فقال له النصراني في خلال كلامه محتقنًا في خطابه بقبيح آثامه: يا مسلم كيف كان وجه زوجة نبيّكم عائشة في تخلّفها عن الركب عند نبيّكم معتذرة بضياع عقدها؟ فقال له المسلم: يا نصراني كان وجهها كوجه بنت عمران لما أتت بعيسى تحمله من غير زوج فمهما اعتقدت في دينك من براءة مريم أعتقدنا مثله في ديننا من براءة زوج نبيّنا، فانقطع النصراني ولم يحِرْ جوابًا.

وقد أخرج المؤلّف الحديث في المغازي والتفسير والأيمان والنذور والجهاد والتوحيد والشهادات أيضًا ومسلم في التوبة والنسائي في عشرة النساء والتفسير وبقية ما فيه من المباحث والفوائد تأتي إن شاء الله تعالى والله الموفق والمعين.