هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3261 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ القُرْآنُ ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ ، فَيَقْرَأُ القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ ، وَلاَ يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3261 حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال خفف على داود عليه السلام القرآن ، فكان يأمر بدوابه فتسرج ، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه ، ولا يأكل إلا من عمل يده رواه موسى بن عقبة ، عن صفوان ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Abu Huraira:

The Prophet (ﷺ) said, The reciting of the Zabur (i.e. Psalms) was made easy for David. He used to order that his riding animals be saddled, and would finish reciting the Zabur before they were saddled. And he would never eat except from the earnings of his manual work.

D'après Abu Hurayra, le Prophète () dit: «On avait rendu facile à David la récitation [de l'Ecriture]: il donnait l'ordre de seller sa monture et avant qu'elle ne fût sellée, il terminait la récitation de l'Ecriture. «De plus, il ne mangeait que du produit du travail de ses mains.»

":"ہم سے عبداللہ بن محمد نے بیان کیا ‘ کہا ہم سے عبدالرزاق نے بیان کیا ‘ انہیں معمر نے خبر دی ‘ انہیں ہمام نے اور انہیں حضرت ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے کہنبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا ‘ حضرت داؤد علیہ السلام کے لئے قرآن ( یعنی زبور ) کی قرآت بہت آسان کر دی گئی تھی ۔ چنانچہ وہ اپنی سواری پر زین کسنے کا حکم دیتے اور زین کسی جانے سے پہلے ہی پوری زبور پڑھ لیتے تھے اور آپ صرف اپنے ہاتھوں کی کمائی کھاتے تھے ۔ اس کی روایت موسیٰ بن عقبہ نے کی ‘ ان سے صفوان نے ‘ ان سے عطاء بن یسار نے ‘ ان سے حضرت ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے ، نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے روایت کیا ہے ۔

D'après Abu Hurayra, le Prophète () dit: «On avait rendu facile à David la récitation [de l'Ecriture]: il donnait l'ordre de seller sa monture et avant qu'elle ne fût sellée, il terminait la récitation de l'Ecriture. «De plus, il ne mangeait que du produit du travail de ses mains.»

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3417] .

     قَوْلُهُ  بِدَوَابِّهِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ الْآتِيَةِ بِدَابَّتِهِ بِالْإِفْرَادِ وَكَذَا هُوَ فِي التَّفْسِيرِ وَيُحْمَلُ الْإِفْرَادُ عَلَى الْجِنْسِ أَوِ الْمُرَادُ بِهَا مَا يَخْتَصُّ بِرُكُوبِهِ وَبِالْجَمْعِ مَا يُضَافُ إِلَيْهَا مِمَّا يَرْكَبُهُ أَتْبَاعُهُ .

     قَوْلُهُ  فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى فَلَا تُسْرَجُ حَتَّى يَقْرَأَ الْقُرْآنَ .

     قَوْلُهُ  وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي أَوَائِلِ الْبُيُوعِ وَأَنَّ فِيهِ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ أَفْضَلُ الْمَكَاسِبِ وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْإِجَارَةِ مِنْ جِهَةِ أَنَّ عَمَلَ الْيَدِ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِلْغَيْرِ أَوْ لِلنَّفْسِ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ دَاوُدُ بِيَدِهِ هُوَ نَسْجُ الدُّرُوعِ وَأَلَانَ اللَّهُ لَهُ الْحَدِيدَ فَكَانَ يَنْسِجُ الدُّرُوعَ وَيَبِيعُهَا وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ ثَمَنِ ذَلِكَ مَعَ كَوْنِهِ كَانَ مِنْ كِبَارِ الْمُلُوكِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَشَدَدْنَا ملكه وَفِي حَدِيثِ الْبَابِ أَيْضًا مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ وَأَنَّهُ مَعَ سَعَتِهِ بِحَيْثُ أَنَّهُ كَانَ لَهُ دَوَابٌّ تُسْرَجُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ وَيَتَوَلَّى خِدْمَتَهَا غَيْرُهُ وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ يَتَوَرَّعُ وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِمَّا يَعْمَلُ بِيَدِهِ .

     قَوْلُهُ  رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ إِلَخْ وَصَلَهُ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالثَّالِثُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي مُرَاجَعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ وَصِيَامِ النَّهَارِ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقَيْنِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالْغَرَضُ مِنْهُ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَآتَيْنَا دَاوُدَ زبورا)
هُوَ دَاوُدَ بْنُ إِيشَا بِكَسْرِ الْهَمْزِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا مُعْجمَة بن عوبد بِوَزْن جَعْفَر بِمُهْملَة وموحدة بن باعر بموحدة ومهملة مَفْتُوحَة بن سَلمُون بن يَا رب بتحتانية وَآخره مُوَحدَة بن رام بن حضرون بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة بن فارص بفاء وَآخره مُهْملَة بن يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ .

     قَوْلُهُ  الزُّبُرُ الْكُتُبُ وَاحِدُهَا زَبُورٌ زَبَرْتُ كَتَبْتُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي زبر الْأَوَّلين أَيْ كُتُبِ الْأَوَّلِينَ وَاحِدُهَا زَبُورٌ.

     وَقَالَ  الْكِسَائِيُّ زَبُورٌ بِمَعْنَى مَزْبُورٍ تَقُولُ زَبَرْتُهُ فَهُوَ مَزْبُورٌ مِثْلُ كَتَبْتُهُ فَهُوَ مَكْتُوبٌ وَقُرِئَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَهُوَ جَمْعُ زُبُرٍ.

.

قُلْتُ الضَّمُّ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ .

     قَوْلُهُ  أَوِّبِي مَعَهُ قَالَ مُجَاهِدٌ سَبِّحِي مَعَهُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ وَعَنِ الضَّحَاكِ هُوَ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ.

     وَقَالَ  قَتَادَةَ مَعْنَى أوبى سيرى قَوْله أَن اعْمَلْ سابغات الدُّرُوعُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَنِ اعْمَلْ سابغات أَيْ دُرُوعًا وَاسِعَةً طَوِيلَةً .

     قَوْلُهُ  وَقَدِّرْ فِي السرد الْمَسَامِيرَ وَالْحِلَقَ وَلَا تُرِقَّ الْمِسْمَارَ فَيَسْلَسَ وَلَا تُعَظِّمْ فَيَنْفَصِمَ كَذَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَلِغَيْرِهِ لَا تَدُقَّ بِالدَّالِ بَدَلَ الرَّاءِ وَعِنْدَهُمْ فَيَتَسَلْسَلَ وَفِي آخِرِهِ فَيَفْصِمَ بِغَيْرِ نُونٍ وَوَافَقَهُ الْأَصِيلِيُّ فِي قَوْلِهِ فَيَسْلَسَ وَهُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَمَعْنَاهُ فَيَخْرُجَ مِنَ الثَّقْبِ بِرِفْقٍ أَوْ يَصِيرُ مُتَحَرِّكًا فَيَلِينُ عِنْدَ الْخُرُوجِ.

.
وَأَمَّا الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى فَيَتَسَلْسَلُ أَيْ يَصِيرُ كَالسِّلْسِلَةِ فِي اللِّينِ وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ وَالْفَصْمُ بِالْفَاءِ الْقَطْعُ مِنْ غَيْرِ إِبَانَةٍ وَهَذَا التَّفْسِيرُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَقدر فِي السرد أَيْ قَدِّرِ الْمَسَامِيرَ وَالْحِلَقَ وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْله وَقدر فِي السرد لَا ترق المسامير فيسلس وَلَا تفظله فَيَفْصِمَهَا.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ يُقَالُ دِرْعٌ مُسَرَّدَةٌ أَيْ مُسْتَدِيرَةُ الْحِلَقِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ وَعَلَيْهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا دَاوُدُ أَوْ صَنَعَ السَّوَابِغَ تُبَّعُ وَهُوَ مِثْلُ مِسْمَارِ السَّفِينَةِ .

     قَوْلُهُ  أُفْرِغَ أُنْزِلَ لَمْ أَعْرِفِ الْمُرَادَ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ هُنَا وَاسْتَقْرَيْتُ قِصَّةَ دَاوُدَ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي ذُكِرَتْ فِيهَا فَلَمْ أَجِدْهَا وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَالَّتِي بَعْدَهَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَحْدَهُ .

     قَوْلُهُ  بَسْطَةً زِيَادَةً وَفَضْلًا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَزَادَهُ بسطة فِي الْعلم والجسم أَيْ زِيَادَةً وَفَضْلًا وَكَثْرَةً وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ فِي قِصَّةِ طَالُوتَ وَكَأَنَّهُ ذَكَرَهَا لَمَّا كَانَ آخِرُهَا مُتَعَلِّقًا بِدَاوُدَ فَلَمَّحَ بِشَيْءٍ مِنْ قِصَّةِ طَالُوتَ وَقَدْ قَصَّهَا اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ ثُمَّ ذَكَرَ ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ الْأَوَّلُ حَدَيثُ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وخفف على دَاوُد الْقُرْآن فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ الْقِرَاءَةُ قِيلَ الْمُرَادُ بِالْقُرْآنِ الْقِرَاءَةُ وَالْأَصْلُ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ الْجَمْعُ وَكُلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَهُ فَقَدْ قَرَأْتَهُ وَقِيلَ الْمُرَادُ الزَّبُورُ وَقِيلَ التَّوْرَاةُ وَقِرَاءَةُ كُلِّ نَبِيٍّ تُطْلَقُ عَلَى كِتَابِهِ الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْهِ وَإِنَّمَا سَمَّاهُ قُرْآنًا لِلْإِشَارَةِ إِلَى وُقُوعِ الْمُعْجِزَةِ بِهِ كَوُقُوعِ الْمُعْجِزَةِ بِالْقُرْآنِ أَشَارَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الْمَصَابِيحِ وَالْأَوَّلُ أَقْرَبُ وَإِنَّمَا تَرَدَّدُوا بَيْنَ الزَّبُورِ وَالتَّوْرَاةِ لِأَنَّ الزَّبُورَ كُلَّهُ مَوَاعِظُ وَكَانُوا يَتَلَقَّوْنَ الْأَحْكَامَ مِنَ التَّوْرَاةِ قَالَ قَتَادَةُ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الزَّبُورَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ سُورَةً كُلُّهَا مَوَاعِظُ وَثَنَاءٌ لَيْسَ فِيهِ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ وَلَا فَرَائِضُ وَلَا حُدُودٌ بَلْ كَانَ اعْتِمَادُهُ عَلَى التَّوْرَاة أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْبَرَكَةَ قَدْ تَقَعُ فِي الزَّمَنِ الْيَسِيرِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ الْعَمَلُ الْكَثِيرُ قَالَ النَّوَوِيُّ أَكْثَرُ مَا بَلَغَنَا مِنْ ذَلِكَ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ أَرْبَعَ خَتَمَاتٍ بِاللَّيْلِ وَأَرْبَعًا بِالنَّهَارِ وَقَدْ بَالَغَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ فِي ذَلِكَ فَادَّعَى شَيْئًا مُفْرِطًا وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ

[ قــ :3261 ... غــ :3417] .

     قَوْلُهُ  بِدَوَابِّهِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ الْآتِيَةِ بِدَابَّتِهِ بِالْإِفْرَادِ وَكَذَا هُوَ فِي التَّفْسِيرِ وَيُحْمَلُ الْإِفْرَادُ عَلَى الْجِنْسِ أَوِ الْمُرَادُ بِهَا مَا يَخْتَصُّ بِرُكُوبِهِ وَبِالْجَمْعِ مَا يُضَافُ إِلَيْهَا مِمَّا يَرْكَبُهُ أَتْبَاعُهُ .

     قَوْلُهُ  فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى فَلَا تُسْرَجُ حَتَّى يَقْرَأَ الْقُرْآنَ .

     قَوْلُهُ  وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي أَوَائِلِ الْبُيُوعِ وَأَنَّ فِيهِ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ أَفْضَلُ الْمَكَاسِبِ وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْإِجَارَةِ مِنْ جِهَةِ أَنَّ عَمَلَ الْيَدِ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِلْغَيْرِ أَوْ لِلنَّفْسِ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ دَاوُدُ بِيَدِهِ هُوَ نَسْجُ الدُّرُوعِ وَأَلَانَ اللَّهُ لَهُ الْحَدِيدَ فَكَانَ يَنْسِجُ الدُّرُوعَ وَيَبِيعُهَا وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ ثَمَنِ ذَلِكَ مَعَ كَوْنِهِ كَانَ مِنْ كِبَارِ الْمُلُوكِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَشَدَدْنَا ملكه وَفِي حَدِيثِ الْبَابِ أَيْضًا مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ وَأَنَّهُ مَعَ سَعَتِهِ بِحَيْثُ أَنَّهُ كَانَ لَهُ دَوَابٌّ تُسْرَجُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ وَيَتَوَلَّى خِدْمَتَهَا غَيْرُهُ وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ يَتَوَرَّعُ وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِمَّا يَعْمَلُ بِيَدِهِ .

     قَوْلُهُ  رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ إِلَخْ وَصَلَهُ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالثَّالِثُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي مُرَاجَعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ وَصِيَامِ النَّهَارِ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقَيْنِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالْغَرَضُ مِنْهُ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} [النساء: 162، الإسراء: 55] {الزُّبُرُ}: الْكُتُبُ وَاحِدُهَا زَبُورٌ.
زَبَرْتُ: كَتَبْتُ.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} [سبأ: 10 - 11] : قَالَ مُجَاهِدٌ سَبِّحِي مَعَهُ.
{وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}: الدُّرُوعَ.
{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}: الْمَسَامِيرِ وَالْحَلَقِ، وَلاَ يُدِقَّ الْمِسْمَارَ فَيَتَسَلْسَلَ، وَلاَ تُعَظِّمْ فَيَفْصِمَ.
{أفرِغْ}: أنزِلْ.
{بسطةً}: زيادةً وفضلاً.
{وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.

( باب قول الله تعالى: {وآتينا داود}) هو ابن إيشا بهمزة مكسورة وتحتية ساكنة بعدها شين معجمة ابن عوبد بعين مهملة ثم موحدة بينهما واو ساكنة آخره دال مهملة بوزن جعفر بن باعر بموحدة فألف فعين مهملة مفتوحة فراء ابن سلمون بن رياب بتحتية آخره موحدة ابن رام بن حضرون بمهملة مفتوحة فمعجمة ابن فارص بفاء فألف فراء فصاد مهملة ابن يهوذا بن يعقوب ( {زبورًا}) [النساء: 163] .
( الزبر) هي ( الكتب واحدها زبور زبرت) أي ( كتبت) وهذا ثابت للكشميهني والمستملي، وكان فيها التحميد والتمجيد والثناء على الله عز وجل.
وقال القرطبي: كان فيه مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، وإنما هي حكم ومواعظ.

وكان داود حسن الصوت إذا أخذ في قراءة الزبور اجتمع عليه الإنس والجن والوحش والطير لحسن صوته ( {ولقد آتينا داود منا فضلاً}) نبوة وكتابًا أو ملكًا أو جميع ما أوتي من حسن الصوت بحيث إنه كان إذا سبح تسبح معه الجبال الراسيات الصم الشامخات وتقف له الطيور السارحات والغاديات والرائحات وتجاوبه بأنواع اللغات وتليين الحديد وغير ذلك مما خص به ( {يا جبال}) محكي بقول مضمر، ثم إن شئت قدرته مصدرًا ويكون بدلاً من فضلاً على جهة تفسيره به كأنه قيل آتيناه فضلاً قولنا يا جبال وإن شئت قدرته فعلاً، وحينئذ لك وجهان إن شئت جعلته بدلاً من آتيناه معناه آتينا قلنا يا جبال وإن شئت جعلته مستأنفًا وثبت للمستملي والكشميهني قوله: {ولقد آتينا داود} الخ .. ( {أوّبي معه}) .

( قال مجاهد) : فيما وصله الفريابي أي ( سبحي معه) وعن الضحاك هو التسبيح بلغة الحبشة.

قال ابن كثير: وفي هذا انظر فإن التأويب في اللغة هو الترجيع، وقال ابن وهب: نوحي معه وذلك إما بخلق صوت مثل صوته فيها، أو بحملها إياه على التسبيح إذا تأمل ما فيها، وقيل: سيري معه حيث سار والتضعيف للتكثير.

( {والطير}) نصب في قراءة العامة عطفًا على محل جبال لأنه منصوب تقديرًا ويجوز الرفع به قرأ روح عطفًا على جبال وفي هذا من الفخامة والدلالة على عظمة داود وكبرياء سلطانه ما فيه حيث جعل الجبال والطيور كالعقلاء المنقادين لأمره وليس التأويب منحصرًا في الطير والجبال،
ولكن ذكر الجبال لأن الصخور للجمود والطيور للنفور وكلاهما تستبعد منه الموافقة فإذا وافقته هذه الأشياء فغيرها أولى، وروي أنه كان إذا نادى بالنياحة أجابته الجبال بصداها وعكفت عليه الطيور فصدى الجبال الذي يسمعه الناس اليوم من ذلك، وقيل: كان إذا تخلل الجبال فسبّح الله جعلت الجبال تجاوبه بالتسبيح نحو ما يسبح، وقيل: كان إذا لحقه فتور أسمعه الله تسبيح الجبال تنشيطًا له، وثبت للكشميهني والمستملي سبحي معه.

( {وألنا}) عطف على آتينا ( {له الحديد}) حتى كان في يده كالشمع والعجين يعمل منه ما يشاء من غير نار ولا ضرب مطرقة بل كان يفتله بيده مثل الخيوط وذلك في قدرة الله يسير وسقط لأبي ذر: والطير إلى الحديد ( {أن اعمل}) بأن اعمل ( {سابغات) أي ( الدروع) الكوامل الواسعات الطوال تسحب في الأرض وذكر الصفة ويعلم منها الموصوف ( {وقدر في السرد}) [سبأ: 10، 11] .
أي ( المسامير والحلق) أي قدر المسامير وحلق الدروع ( ولا تدق) بضم الفوقية وسكر الدال المهملة ولأبي ذر عن الكشميهني: ولا ترق بالراء بدل الدال ( المسمار) أي لا تجعل مسمار الدرع دقيقًا أو لا تجعله رقيقًا ( فيتسلسل) يقال تسلسل الماء أي جرى، ولأبي ذر عن الكشميهني فيسلس أي فلا يستمسك ( ولا تعظم) بضم أوله وكسر ثالثه مشددًا أي المسمار ( فيفصم) أي يكسر الخلق اجعله على قدر الحاجة، ولأبي ذر عن الكشميهني فينفصم بزيادة نون ساكنة قبل الفاء، وهذا فيه نظر لأن دروعه لم تكن مسمرة، ويؤيده قوله {وألنا له الحديد} والمعنى قدر في السرد أي في نسجها بحيث يتناسب حلقها.
قال قتادة: وهو أول من عملها من الحلق، وإنما كانت قبل صفائح.
وعند ابن أبي حاتم أنه كان يرفع كل يوم درعًا فيبيعها بستة آلاف درهم ألفين له ولأهله وأربعة آلاف يطعم بها بني إسرائيل خبز الحواري، وقوله: الزبر إلى هنا ثابت في رواية المستملي والكشميهني.

( {أفرغ}) بفتح الهمزة وكسر الراء والفاء ساكنة يريد قوله: {ربنا أفرغ علينا صبرًا} [الأعراف: 126] .
أي ( أي أنزل {بسطة}) في قوله: {إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة} [الأعراف: 69] .
أي ( زيادة وفضلاً) وكلتا الكلمتين في قصة طالوت وهذا ثابت في رواية أبي ذر عن الكشميهني والوجه إسقاطه كما لا يخفى.
( {واعملوا}) داود وأهله ( {صالحًا}) في الذي أعطاكم من النعم ( {إني بما تعملون بصير}) [المؤمنون: 51] .
مراقب لكم بصير بأعمالكم وأقوالكم.


[ قــ :3261 ... غــ : 3417 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - الْقُرْآنُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلاَ يَأْكُلُ إِلاَّ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».
رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا عبد الرزاق) بن همام قال: ( أخبرنا معمر) هو ابن راشد ( عن همام) هو ابن منبه ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه قال:
( خفف على داود عليه السلام القرآن) قال التوربشتي: أي الزبور وإنما قال القرآن لأنه قصد به إعجازه من طريق القراءة، وقال غيره: قرآن كل نبي يطلق على كتابه الذي أوحي إليه، وقد دل الحديث على أن الله تعالى يطوي الزمان لمن شاء من عباده كما يطوي المكان لهم.
قال النووي: إن بعضهم كان يقرأ أربع ختمات بالليل وأربعًا بالنهار.
ولقد رأيت أبا الطاهر بالقدس الشريف سنة سبع وستين وثمانمائة وسمعت عنه إذ ذاك أنه يقرأ فيهما أكثر من عشر ختمات، بل قال لي شيخ الإسلام البرهان بن أبي شريف أدام الله النفع بعلومه عنه: أنه كان يقرأ خمس عشرة في اليوم والليلة، وهذا باب لا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الرباني، ولأبي ذر عن الكشميهني: القراءة بدل القرآن.
( فكان يأمر بدوابه) التي كان يركبها ومن معه من أتباعه ( فتسرج فيقرأ القرآن) الزبور ( قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل إلا من عمل يده) من ثمن ما كان يعمل من الدروع ولأبوي ذر والوقت: يديه بالتثنية.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في التفسير.
( رواه) أي حديث الباب ( موسى بن عقبة) فيما وصله المؤلّف في خلق أفعال العباد.
( عن صفوان) بن سليم ( عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابُُ قَوْلِ الله تَعَالَى { وآتَيْنَا داوُدَ زَبُورَاً} (النِّسَاء: 261، الْإِسْرَاء: 55) .

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان قَوْله تَعَالَى: { وآتينا دَاوُد زبوراً} (الْأَعْرَاف: 361 761) .
وَقَبله: { إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك كَمَا أَوْحَينَا إِلَى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب والأسباط وَعِيسَى وَأَيوب وَيُونُس وَهَارُون وَسليمَان وآتينا دَاوُد زبوراً} (النِّسَاء: 261، والأسراء: 55) .
وَدَاوُد اسْم أعجمي، وَعَن ابْن عَبَّاس: هُوَ بالعبرانية الْقصير الْعُمر، وَيُقَال: سمي بِهِ لِأَنَّهُ داوى جراحات الْقُلُوب،.

     وَقَالَ  مقَاتل: ذكره الله فِي الْقُرْآن فِي اثْنَي عشر موضعا، وَهُوَ دَاوُد بن إيشا، بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالشين الْمُعْجَمَة: ابْن عوبد، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة، على وزن جَعْفَر: ابْن باعر، بباء مُوَحدَة وَعين مُهْملَة مَفْتُوحَة: ابْن سَلمُون بن يارب، بياء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره بَاء مُوَحدَة: ابْن رام بن حضرون، بحاء مُهْملَة وضاد مُعْجمَة: ابْن فارص، بفاء وَفِي آخِره صَاد مُهْملَة ابْن يهوذا بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام.
وَمِنْهُم من زَاد بعد سَلمُون: يحشون بن عمينا ابْن دَاب بن رام، وَقيل: ارْمِ.
قَوْله: (زبورا) ، هواسم الْكتاب الَّذِي أنزل الله عَلَيْهِ، وروى أَبُو صَالح عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: أنزل الله الزبُور على دَاوُد، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، مائَة وَخمسين سُورَة بالعبرانية، فِي خمسين مِنْهَا مَا يلقونه من بخت نصر، وَفِي خمسين مَا يلقونه من الرّوم، وَفِي خمسين مواعظ وَحكم، وَلم يكن فِيهِ حَلَال وَلَا حرَام وَلَا حُدُود وَلَا أَحْكَام، وروى: أَنه نزل عَلَيْهِ فِي شهر رَمَضَان.

الزُّبُرُ الْكُتُبُ واحِدُها زَبُورٌ.
زَبَرْتُ كَتَبْتُ
الزبر، بِضَم الزَّاي وَالْبَاء: جمع زبور، قَالَ الْكسَائي: يَعْنِي الْمَزْبُور، يَعْنِي: الْمَكْتُوب، يُقَال: زبرت الْوَرق فَهُوَ مزبور أَي: كتبته، فَهُوَ مَكْتُوب، وَقَرَأَ حَمْزَة: زبور، بِضَم الزَّاي وَغَيره من الْقُرَّاء بِفَتْحِهَا.

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبالُ أوِّبِي مَعَهُ} (سبأ: 01 11) .

فضلا أَي: نبوة وكتاباً هُوَ الزبُور وصوتاً بديعاً وَقُوَّة وقدرة وتسخير الْجبَال وَالطير، قَوْله: (يَا جبال) ، بدل من قَوْله: (فضلا) بِتَقْدِير قَوْلنَا: يَا جبال، أَو هُوَ بدل من قَوْله تَعَالَى: آتَيْنَا، بِتَقْدِير: قُلْنَا يَا جبال.

قَالَ مُجَاهِدٌ سَبِّحِي مَعَهُ
هُوَ تَفْسِير قَوْله تَعَالَى أوِّبي مَعَه، يَعْنِي: يَا جبال سبحي مَعَ دَاوُد، وأوِّبي أَمر من التأويب أَي: رَجْعِيّ مَعَه التَّسْبِيح أَو رَجْعِيّ مَعَه فِي التَّسْبِيح كلما رَجَعَ فِيهِ لِأَنَّهُ إِذا رجعه فقد رَجَعَ، وَقيل: سبحي مَعَه إِذا سبح، وَقيل: هِيَ بِلِسَان الْحَبَشَة، وَقيل: نواحي مَعَه وَالطير تساعدك على ذَلِك، وَكَانَ إِذا نَادَى بالنياحة أَجَابَتْهُ الْجبَال بصداها وعكفت عَلَيْهِ الطير من فَوْقه، فصدى الْجبَال الَّذِي يسمعهُ النَّاس من ذَلِك الْيَوْم.

والطيْرَ
هُوَ مَنْصُوب بالْعَطْف على مَحل الْجبَال، وَقيل: مَنْصُوب على أَنه مفعول مَعَه، وَقيل: مَنْصُوب بالْعَطْف على: فضلا، يَعْنِي: وسخرنا لَهُ الطيرَ.

وألَنَّا لَهُ الحَدِيدَ
أَي: ألنَّا لداود الْحَدِيد فَصَارَ فِي يَده مثل الشمع، وَكَانَ سَأَلَ الله أَن يسبب لَهُ سَببا يَسْتَغْنِي بِهِ عَن بَيت المَال فيتقوت مِنْهُ وَيطْعم عِيَاله، فألان الله لَهُ الْحَدِيد.

أنِ اعْمَلْ سابِغَاتٍ الدُّرُوعَ
كلمة: أَن، هَذِه مفسرة بِمَنْزِلَة: أَي، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فأوحينا إِلَيْهِ أَن اصْنَع الْفلك} (الْمُؤْمِنُونَ: 72) .
وسابغات، مَنْصُوب بقوله: اعْمَلْ، وَفَسرهُ بقوله: الدروع، وَكَذَا فسر أَبُو عُبَيْدَة السابغات بالدروع،.

     وَقَالَ  أهل التَّفْسِير: أَي كوامل واسعات، وقرىء: صابغات، بالصَّاد.

وقَدِّرْ فِي السَّرْدِ المَسَامِيرِ والحَلَقِ وَلَا تُدِقَّ المِسْمَارَ فيَتَسَلْسَلَ ولاَ تُعَظِّمُ فَيَفْصِمَ
فسر السرد بقوله: المسامير وَالْحلق، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ معنى قَوْله: { وَقدر فِي السرد} (سبإ: 11) .
أَي: لَا تجْعَل المسامير دقاقاً، وَلَا غلاظاً، وَأَشَارَ البُخَارِيّ إِلَى ذَلِك بقوله: وَلَا تدق بِالدَّال الْمُهْملَة، من التدقيق، وَيدل عَلَيْهِ مَا روى إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي (غَرِيب الحَدِيث) : من طَرِيق مُجَاهِد فِي قَوْله: { وَقدر فِي السرد} (سبإ: 11) .
لَا تدق المسامير، فيتسلل وَلَا تغلظها فيفصمها، وَقيل: وَلَا ترق، بالراء من الرقة وَهُوَ أَيْضا يُؤَدِّي ذَلِك الْمَعْنى.
قَوْله: (فيتسلسل) ، ويروى: فيتسلل، ويروى: فيسلس، وَالْكل يرجع إِلَى معنى واحدِ، يُقَال: شَيْء سَلس، أَي: سهل، وَرجل سَلس أَي: لين منقاد بَين السلس والسلاسة.
قَوْله: (وَلَا تعظم) أَي: المسمار، فَيفْصم، من الفصم: وَهُوَ الْقطع.

أفْرِغْ أنْزِلْ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { رَبنَا أفرغ علينا صبرا} (الْبَقَرَة: 052) .
وَفسّر أفرغ بقوله: أنزل من الْإِنْزَال، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ، معنى قَوْله: { أفرغ علينا صبرا} أَي: أنزل علينا صبرا من عنْدك، وَهَذَا فِي قصَّة طالوت، وفيهَا قَضِيَّة دَاوُد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَكَأَنَّهُ ذكر هَهُنَا لِأَن قضيتهما وَاحِدَة،.

     وَقَالَ  بَعضهم: أفرغ أنزل لم أعرف المُرَاد من هَذِه الْكَلِمَة هُنَا! قلت: لَيْسَ هَذَا الْموضع من الْمَوَاضِع الَّتِي يدعى فِيهَا الْعَجز، وَالْوَجْه فِيهِ من الْمَعْنى والمناسبة مَا ذَكرْنَاهُ.

((بسطة زِيَادَة وفضلا))
أإشاربه إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى إِن الله اصطفاه عَلَيْكُم وزاده بسطة فِي الْعلم والجسم وَهَذَا أَيْضا فِي قصَّة الْمَوْت وَالْوَجْه فِيهِ مَا ذَكرْنَاهُ وَقد فسر البُخَارِيّ بسطة بقوله زِيَادَة وفضلا أَي زِيَادَة فِي الْقُوَّة وفضلا فِي المَال وَفِي علم الحروب وَهَذَا وَالَّذِي قبله لم يقعا إِلَّا فِي رِوَايَة الْكشميهني وَحده { واعْمَلُوا صالِحَاً إنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سبإ: 11) .

فأجازيكم عَلَيْهِ أحسن جَزَاء وأتمه.



[ قــ :3261 ... غــ :3417 ]
- حدَّثنا عبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عنْ هَمَّامٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ خُفِّفَ علَى دَاودَ السَّلاَمُ القُرْآنُ فكانَ يأمُرُ بِدَوَابِهِ فَتُسْرَجُ فَيَقْرَأُ القُرْآنَ قَبْلَ أنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ ولاَ يأكُلُ إلاَّ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَرِجَاله قد ذكرُوا غير مرّة.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن إِسْحَاق ابْن نصر.

قَوْله: (خفف) ، على صِيغَة الْمَجْهُول من التَّخْفِيف.
قَوْله: (الْقُرْآن) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: الْقِرَاءَة،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: الْقُرْآن أَي التَّوْرَاة أَو الزبُور،.

     وَقَالَ  التوربشتي: وَإِنَّمَا أطلق الْقُرْآن لِأَنَّهُ قصد بِهِ إعجازه من طَرِيق الْقِرَاءَة..
     وَقَالَ  صَاحب (النِّهَايَة) : الأَصْل فِي هَذِه اللَّفْظَة الْجمع، وكل شَيْء جمعته فقد قرأته، وسمى الْقُرْآن قُرْآنًا لِأَنَّهُ جمع الْأَمر وَالنَّهْي وَغَيرهمَا، وَقد يُطلق الْقُرْآن على الْقِرَاءَة، وَقُرْآن كل نَبِي يُطلق على كِتَابه الَّذِي أوحى إِلَيْهِ، قَوْله: (فَكَأَن) أَي: دَاوُد يَأْمر بدوابه، وَفِي رِوَايَته فِي التَّفْسِير: بدابته بِالْإِفْرَادِ، وَيحمل الْإِفْرَاد على مركوبه خَاصَّة، وبالجمع مركوبه ومراكيب أَتْبَاعه.
قَوْله: (قبل أَن تسرج) ، وَفِي رِوَايَة مُوسَى: فَلَا تسرج حَتَّى يقْرَأ الْقُرْآن، وَالْأول أبلغ.
وَفِيه: الدّلَالَة على أَن الله تَعَالَى يطوي الزَّمَان لمن يَشَاء من عباده كَمَا يطوي الْمَكَان، وَهَذَا لَا سَبِيل إِلَى إِدْرَاكه إلاَّ بالفيض الرباني، وَجَاء فِي الحَدِيث: إِن الْبركَة قد تقع فِي الزَّمن الْيَسِير حَتَّى يَقع فِيهِ الْعَمَل الْكثير،.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ: أَكثر مَا بلغنَا من ذَلِك من كَانَ يقْرَأ أَربع ختمات بِاللَّيْلِ وأربعاً بِالنَّهَارِ.
انْتهى، وَلَقَد رَأَيْت رجلا حَافِظًا قَرَأَ ثَلَاث ختمات فِي الْوتر فِي كل رَكْعَة ختمة فِي لَيْلَة الْقدر.
قَوْله: (وَلَا يَأْكُل إلاَّ من عمل يَده) ، وَهُوَ من ثمن مَا كَانَ يعْمل من الدروع من الْحَدِيد بِلَا نَار وَلَا مطرقة وَلَا سندان، وَهُوَ أول من عمل الدروع من زرد، وَكَانَت قبل ذَلِك صَفَائِح.

رَوَاهُ مُوسَى بنُ عُقْبَةَ عنْ صَفْوانَ عنْ عطَاءِ بنِ يَسَارٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ

أَي: روى الحَدِيث الْمَذْكُور مُوسَى بن عقبَة عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَوَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن مُوسَى بن عقبَة، وَوَصله البُخَارِيّ أَيْضا فِي كتاب خلق أَفعَال الْعباد عَن أَحْمد بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه، وَهُوَ حَفْص بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن مُوسَى بن عقبَة.