هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3355 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الحَجِيجِ ، مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ ، - وَأَحْسِبُهُ - وَجُهَيْنَةَ - ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ - قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ ، وَغِفَارُ ، وَمُزَيْنَةُ ، - وَأَحْسِبُهُ - وَجُهَيْنَةُ ، خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، وَبَنِي عَامِرٍ ، وَأَسَدٍ ، وَغَطَفَانَ خَابُوا وَخَسِرُوا قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  وأحسبه وجهينة ابن أبي يعقوب شك قال النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن كان أسلم ، وغفار ، ومزينة ، وأحسبه وجهينة ، خيرا من بني تميم ، وبني عامر ، وأسد ، وغطفان خابوا وخسروا قال : نعم ، قال : والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Abu Bakra:

Al-Aqra' bin Habis said to the Prophet (ﷺ) Nobody gave you the pledge of allegiance but the robbers of the pilgrims (i.e. those who used to rob the pilgrims) from the tribes of Aslam, Ghifar, Muzaina. (Ibn Abi Ya'qub is in doubt whether Al-Aqra' added. 'And Juhaina.') The Prophet (ﷺ) said, Don't you think that the tribes of Aslam, Ghifar, Muzaina (and also perhaps) Juhaina are better than the tribes of Bani Tamim, Bani Amir, Asad, and Ghatafan? Somebody said, They were unsuccessful and losers! The Prophet said, Yes, by Him in Whose Hands my life is, they (i.e. the former) are better than they (i.e. the latter).

Ibn Abu Ya'qûb: J'ai entendu 'AbdurRahmân ibn Abu Bakra, qui se réfère à son père, rapporter qu'alAqra' ibn Hâbis dit au Prophète (): «Il n'y a que ceux qui volaient les pèlerins qui ont cru en toi: de 'Aslam, de Ghifâr, de Muzayna (je crois qu'il mentionna aussi Juhayna; le doute vient d'ibn Abu Ya'qûb). Que pensestu, répondit le Prophète (), si 'Aslam, Ghifâr, Muzayna (je crois qu'il mentionna aussi Juhayna) valent mieux que les Beni Tamîm, les Beni 'Âmir, les 'Asad et les Ghatafân; ces derniers ne serontils pas déçus et perdants? Certainement. Eh bien! par Celui qui tient mon âme dans Sa Main, ils valent mieux qu'eux.»

":"مجھ سے محمد بن بشار نے بیان کیا ، کہا ہم سے غندر نے بیان کیا ، ان سے شعبہ نے بیان کیا ، ان سے محمد بن ابی یعقوب نے بیان کیا ، انہوں نے عبدالرحمٰن بن ابی بکرہ سے سنا ، انہوں نے اپنے والد سے کہاقرع بن حابس رضی اللہ عنہ نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے عرض کیا کہ آپ سے ان لوگوں نے بیعت کی ہے کہ جو حاجیوں کا سامان چرایا کرتے تھے یعنی اسلم اور غفار اور مزینہ کے لوگ ، محمد بن ابی یعقوب نے کہا کہ میں سمجھتا ہوں عبدالرحمٰن نے جہینہ کا بھی ذکر کیا ، شعبہ نے کہا کہ یہ شک محمد بن ابی یعقوب کو ہوا ۔ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا : بتلاو اسلم ، غفار ، مزینہ ، اور میں سمجھتا ہوں کہ جہینہ کو بھی کہا یہ چاروں قبیلے بنی تمیم ، بنی عامر اور اسد اور غطفان سے بہتر نہیں ہیں ؟ کیا یہ ( مؤخرالذکر ) خراب اور برباد نہیں ہوئے ؟ اقرع نے کہا : ہاں ، آپ نے فرمایا : قسم ہے اس ذات کی جس کے ہاتھ میں میری جان ہے ! یہ ان سے بہتر ہیں ۔

Ibn Abu Ya'qûb: J'ai entendu 'AbdurRahmân ibn Abu Bakra, qui se réfère à son père, rapporter qu'alAqra' ibn Hâbis dit au Prophète (): «Il n'y a que ceux qui volaient les pèlerins qui ont cru en toi: de 'Aslam, de Ghifâr, de Muzayna (je crois qu'il mentionna aussi Juhayna; le doute vient d'ibn Abu Ya'qûb). Que pensestu, répondit le Prophète (), si 'Aslam, Ghifâr, Muzayna (je crois qu'il mentionna aussi Juhayna) valent mieux que les Beni Tamîm, les Beni 'Âmir, les 'Asad et les Ghatafân; ces derniers ne serontils pas déçus et perdants? Certainement. Eh bien! par Celui qui tient mon âme dans Sa Main, ils valent mieux qu'eux.»

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3516] .

     قَوْلُهُ  عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ وَهُوَ بَصْرِيٌّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ وَهُوَ سَيِّدُ بَنِي تَمِيمٍ وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ الْجَمِيعِ .

     قَوْلُهُ  إنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ بِمُهْمَلَةٍ وَمُوَحَّدَةٍ مَكْسُورَةٍ وَبَعْدَهَا سِينٌ مُهْمَلَةٌ .

     قَوْلُهُ  إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ بِالْمُوَحَّدَةِ وَبَعْدَ الْأَلِفِ تَحْتَانِيَّةٌ وَفِي رِوَايَةٍ بِالْمُثَنَّاةِ وَبعد الْألف مُوَحدَة قَوْله بن أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ هُوَ مَقُولُ شُعْبَةَ وَقَدْ ظَهَرَ مِنَ الرِّوَايَةِ الَّتِي قَبْلَهَا أَنْ لَا أَثَرَ لِشَكِّهِ وَأَنَّ ذَلِكَ ثَابِتٌ فِي الْخَبَرِ .

     قَوْلُهُ  لَأَخْيَرَ مِنْهُمْ كَذَا فِيهِ بِوَزْنِ أَفْعَلَ وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَالْمَشْهُورَةُ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ وَثَبَتَ كَذَلِكَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ وَإِنَّمَا كَانُوا خَيْرًا مِنْهُمْ لِأَنَّهُمْ سَبَقُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَالْمُرَادُ الْأَكْثَرُ الْأَغْلَبُ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [ قــ :3355 ... غــ :3516] .

     قَوْلُهُ  عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ وَهُوَ بَصْرِيٌّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ وَهُوَ سَيِّدُ بَنِي تَمِيمٍ وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ الْجَمِيعِ .

     قَوْلُهُ  إنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ بِمُهْمَلَةٍ وَمُوَحَّدَةٍ مَكْسُورَةٍ وَبَعْدَهَا سِينٌ مُهْمَلَةٌ .

     قَوْلُهُ  إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ بِالْمُوَحَّدَةِ وَبَعْدَ الْأَلِفِ تَحْتَانِيَّةٌ وَفِي رِوَايَةٍ بِالْمُثَنَّاةِ وَبعد الْألف مُوَحدَة قَوْله بن أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ هُوَ مَقُولُ شُعْبَةَ وَقَدْ ظَهَرَ مِنَ الرِّوَايَةِ الَّتِي قَبْلَهَا أَنْ لَا أَثَرَ لِشَكِّهِ وَأَنَّ ذَلِكَ ثَابِتٌ فِي الْخَبَرِ .

     قَوْلُهُ  لَأَخْيَرَ مِنْهُمْ كَذَا فِيهِ بِوَزْنِ أَفْعَلَ وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَالْمَشْهُورَةُ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ وَثَبَتَ كَذَلِكَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ وَإِنَّمَا كَانُوا خَيْرًا مِنْهُمْ لِأَنَّهُمْ سَبَقُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَالْمُرَادُ الْأَكْثَرُ الْأَغْلَبُ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3355 ... غــ : 3516 ]
- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ -وَأَحْسِبُهُ وَجُهَيْنَةَ، ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ- قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ -وَأَحْسِبُهُ وَجُهَيْنَةُ- خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي عَامِرٍ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ خَابُوا وَخَسِرُوا؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَأخَيْرٌ مِنْهُمْ».

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( محمد بن بشار) بندار العبدي قال ( حدّثنا غندر) هو محمد بن جعفر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن محمد بن أبي يعقوب) البصري ونسبه إلى جدّه واسم أبيه عبد الله من بني تميم أنه ( قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) أبي بكرة نفيع -رضي الله عنه- ( أن الأقرع بن حابس) بحاء مهملة بعدها ألف فموحدة مكسورة فسين مهملة والأقرع بالقاف التميمي ( قال للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنما تابعك) بالمثناة الفوقية وبعد الألف موحدة كذا لأبي الوقت ولغيره بايعك بالموحدة والتحتية ( سراق الحجيج) بضم السين وتشديد الراء المفتوحة ( من أسلم وغفار ومزينة وأحسبه) قال ( و) من ( جهينة) قال شعبة بن الحجاج ( ابن أبي يعقوب) محمد الراوي هو الذي ( شك) في قوله وجهينة والجزم في الأولى ينفي الشك ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) للأقرع:
( أرأيت) أخبرني ( إن كان أسلم وغفار ومزينة وأحسبه) قال ( وجهينة خيرًا من بني تميم ومن بني عامر وأسد وغطفان) وخبر إن قوله: ( خابوا) بالموحدة ( وخسروا) أي أخابوا كرواية مسلم فحذف همزة الاستفهام ( قال) : الأقرع ( نعم) خابوا وخسروا ( قال) : رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( والذي نفسي بيده إنهم) أي أسلم وغفار ومزينة وجهينة ( لخير منهم) بلام التأكيد، ولأبي ذر: لأخير بزيادة همزة بوزن أفعل وهي لغة قليلة في خير وشر، والكثير خير وشر دون نقله إلى أفعل التفضيل.
وفي رواية الترمذي لخير كالرواية الأولى، وفي الحديث السابق كرواية مسلم خير بدون لام ولا همزة.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3355 ... غــ : 3517 ]
- حَدَّثَنَا سُليمانُ بن حربِ عن حَمّادٍ عن أيوبَ عن محمدٍ عَن أبِي هُريرةَ -رضيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: "قال: أسلم وغِفار وشيءٌ من مُزَينةَ وجهَينةَ، أو قَالَ: شَيءٌ مِن جُهينةَ أو مزَينة
-خيرٌ عِندَ الله- أو قال: يوم القِيامةِ -من أسدِ وتميمٍ وهَوَازِنَ وَغَطفانَ".

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي الأزدي البصري قاضي مكة ( عن حماد) هو ابن زيد ولأبوي ذر والوقت: حدّثنا حماد ( عن أيوب) السختياني ( عن محمد) هو ابن سيرين ( عن أبي هريرة رضي الله عنه) أنه ( قال: قال) :
( أسلم وغفار) بحذف فاعل قال الثاني وهو النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو اصطلاح لمحمد بن سيرين إذا قال قال أبو هريرة ولم يسم قائلاً كما نبه عليه الخطيب البغدادي، وتبعه ابن الصلاح فالحديث مرفوع، وقد أخرجه مسلم من طريق زهير بن حرب عن ابن علية عن أيوب والإمام أحمد من طريق معمر عن أيوب كلاهما قال فيه قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( وشيء) أي بعض ( من مرينة وجهينة أو قال شيء من جهينة أو مزينة) شك من الراوي جمع بينهما أو اقتصر على أحدهما وفي قوله شيء تقييد لما أطلق في حديث أبي بكرة السابق ( خير عند الله أو قال يوم القيامة) بالشك أيضًا تقييد لما أطلق في الحديث السابق لأن ظهور الخيرية إنما يكون في ذلك الوقت ( من أسد وتميم وهوازن وغطفان) وقد ذكر في هذا الحديث هوازن بدل بني عامر بن صعصعة وبنو عامر بن صعصعة من بني هوازن من غير عكس، فذكر هوازن أشمل من ذكر بني عامر.

وسياق هذا الحديث هنا ثابت في رواية أبي ذر لأنه من تمام باب: ذكر أسلم وغفار في آخر الباب، ويليه ذكر قحطان وما ينهى من دعوى الجاهلية وقصة خزاعة وقصة إسلام أبي ذر، وباب قصة زمزم، ويليه باب من انتسب إلى غير أبيه، ويليه باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم ولغير أبي ذر بعد ذكر حديث أبي بكرة باب ابن أخت القوم منهم، ويليه قصة إسلام أبي ذر وباب قصة زمزم وفي آخره حديث أبي هريرة هذا، ويليه باب ذر قحطان، ويليه باب ما ينهى من دعوى الجاهلية، ويليه باب قصة خزاعة، ويليه باب قصة زمزم وجهل العرب، ويليه باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية.
وهذا الترتيب الأخير هو الذي في الفرع وأصله ونبه في هامش الفرع على ما ذكرته، وإذا تقرر هذا فلنذكره على ترتيب الفرع وأصله ولا يضرنا تقديم حديث أبي هريرة بل هو أوجه من تأخيره كما لا يخفى.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب ذِكْرِ قَحْطَانَ
( باب ذكر قحطان) بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الطاء المهملتين وإليه تنتهي أنساب اليمن من حمير وكندة وهمدان وغيرهم.


[ قــ :3355 ... غــ : 3518 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ».
[الحديث 3518 - طرفه في: 7117] .

وبه قال: ( حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله) الأويسي ( قال: حدّثني) بالإفراد ( سليمان بن بلال) المدني ( عن ثور بن زيد) بالمثلثة الديلي المدني وقول العيني ابن يزيد من الزيادة الديلي سهو فإن الذي من الزيادة حمصي رمي بالقدر ( عن أبي الغيث) بالمعجمة والمثلثة بينهما تحتية ساكنة واسمه سالم مولى عبد الله بن مطيع بن الأسود ( عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) : ( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان) قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسمه، وجوّز القرطبي أنه جهجاه المذكور في مسلم.
( يسوق الناس بعصاه) كالراعي الذي يسوق غنمه كناية عن الملك، وخروجه يكون بعد المهدي ويسير على سيرته.
رواه أبو نعيم بن حماد في الفتن.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الفتن.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب مَا يُنْهَى مِنْ دَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ
( باب ما ينهى من دعوى الجاهلية) وفي نسخة: من دعوة الجاهلية.


[ قــ :3355 ... غــ : 3519 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا -رضي الله عنه- يَقُولُ: «غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا،.

     وَقَالَ  الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ،.

     وَقَالَ  الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ.
فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ ثُمَّ قَالَ: مَا شَأْنُهُمْ؟ فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ.
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ..
     وَقَالَ  عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا؟ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ.
فَقَالَ عُمَرُ: أَلاَ نَقْتُلُ يَا نبي اللَّهِ هَذَا الْخَبِيثَ؟، لِعَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ».
[الحديث 3518 - طرفاه في: 4905، 4907] .

وبه قال: ( حدّثنا محمد) غير منسوب وهو ابن سلام كما جزم به أبو نعيم في مستخرجه والدمياطي وغيرهما قال: ( أخبرنا مخلد بن يزيد) بفتح الميم وسكون المعجمة ويزيد من الزيادة الحراني الجزري قال: ( أخبرنا ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز المكي ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عمرو بن دينار) القرشي المكي ( أنه سمع جابرًا) هو ابن عبد الله الأنصاري ( -رضي الله عنه- يقول: غزونا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) غزوة المريسيع سنة ست ( وقد ثاب) بالمثلثة والموحدة بينهما ألف اجتمع أو رجع ( معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل) هو جهجاه بن قيس الغفاري ( لعاب) بلام مفتوحة فعين مهملة مشددة وبعد الألف موحدة أي مزاح بصيغة المبالغة من اللعب، وقيل: كان يلعب بالحراب كالحبشة ( فكسع) بفتح الكاف والمهملتين ضرب ( أنصاريًّا) هو سنان بن وبرة حليف بني سالم الخزرجي على دبره ( فغضب الأنصاري غضبًا شديدًا حتى تداعوا) بسكون الواو بعد فتح العين كذا في الفرع بصيغة الجمع أي أتوا بالقبائل يستنصرون
بهم على عادة الجاهلية وقال في الفتح وفي بعض النسخ عن أبي ذر تداعوا بفتح العين والواو بالتثنية والمشهور في هذا تداعيا بالياء عوض الواو ( وقال الأنصاري: يا للأنصار) ولأبي ذر: يال الأنصار بفصل اللام ( وقال المهاجري: يا للمهاجرين) ولأبي ذر: يال المهاجرين بالفصل أيضًا ( فخرج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) عليهم ( فقال) :
( ما بال دعوى أهل الجاهلية، ثم نال ما شأنهم؟) ( فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري قال) جابر ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دعوها) يعني دعوة الجاهلية ( فإنها خبيثة) قبيحة منكرة مؤذية لأنها تؤدي إلى الغضب والتقاتل في غير الحق وتؤول إلى النار ( وقال عبد الله بن أبي) بالتنوين ( ابن سلول) بالرفع صفة لعبد الله وفتح اللام وسلول أمه رأس المنافقين ( أقد) بهمزة الاستفهام ( تداعوا علينا) بفتح العين وسكون الواو أي استغاث المهاجرون علينا ( لأن) بألف مهموزة بعد اللام المفتوحة ولأبي ذر لئن بياء تحتية بدل الألف ( رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز) يريد نفسه ( منها الأذل) يريد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه ( فقال عمر) : -رضي الله عنه- ( ألا) بالتخفيف ( تقتل) بالمثناة الفوقية في الفرع، وزاد في الفتح فقال وبالنون وهو الذي في اليونينية ( يا رسول الله) ولأبوي الوقت وذر يا نبي الله ( هذا الخبيث لعبد الله) بن أبي واللام متعلق بقوله قال عمر أي قال لأجل عبد الله أو للبيان نحو: { هيت لك} [يوسف: 23] وقال الكرماني وفي بعضها يعني عبد الله ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ( لا) تقتل ( يتحدث الناس) استئناف لا تعلق له بقوله لا ( أنه) يريد نفسه الشريفة -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( كان يقتل أصحابه) إذ في ذلك كما قال أبو سليمان تنفير الناس عن الدخول في الدين بأن يقولوا لإخوانهم: ما يؤمنكم إذا دخلتم في دينه أن يدعي عليكم كفر الباطن فيستبيح بذلك دماءكم وأموالكم.

وهذا الحديث من أفراد البخاري.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3355 ... غــ : 3520 ]
- : حَدَّثَنا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَعَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ».

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( ثابت بن محمد) بالمثلثة والموحدة والفوقية ابن إسماعيل الكناني الكوفي العابد قال: ( حدّثنا سفيان) الثوري ( عن الأعمش) سليمان بن مهران ( عن عبد الله بن مرّة) بضم الميم وتشديد الراء الخارفي بخاء معجمة وراء وفاء الهمداني الكوفي ( عن مسروق) هو ابن الأجدع الهمداني الكوفي الوادعي ( عن عبد الله) هو ابن مسعود ( -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .

( وعن سفيان) الثوري بالسند السابق ( عن زبيد) بزاي مضمومة فموحدة مفتوحة فتحتية ساكنة فدال ابن الحرث بن عبد الكريم اليامي ( عن إبراهيم) النخعي ( عن مسروق عن
عبد الله)
بن مسعود ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( ليس منا) أي ليس مقتديًا بنا ولا مستنًا بسنتنا ( من ضرب الخدود) هو كقوله تعالى:
{ وأطراف النهار} [طه: 130] وقوله: شابت مفارقه وليس له إلا مفرق واحد ( وشق الجيوب) جمع جيب ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس للبسه ( ودعا بدعوى) أهل ( الجاهلية) وهي زمان الفترة قبل الإسلام بأن قال ما لا يجوز شرعًا، ولا ريب أنه يكفر باعتقاد حل ذلك فيكون قوله: ليس منا على ظاهره وحينئذٍ فلا تأويل.

وهذا الحديث سبق في باب: ليس منا من شق الجيوب من الجنائز.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قِصَّةُ خُزَاعَةَ
( باب قصة خزاعة) بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وبعد الألف عين مهملة.


[ قــ :3355 ... غــ : 3521 ]
- حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدِفَ أَبُو خُزَاعَةَ».

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولغير أبي ذر: حدّثني ( إسحق بن إبراهيم) بن راهويه قال: ( حدّثنا يحيى بن آدم) بن سليمان القرشي الكوفي صاحب الثوري قال: ( أخبرنا إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ( عن أبي حصين) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين عثمان بن عاصم الأسدي ( عن أبي صالح) ذكوان الزيات ( عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( عمرو بن لحي بن قمعة) عمرو بفتح العين وسكون الميم مبتدأ ولحي بضم اللام وفتح الحاء المهملة مصغرًا اسمه ربيعة وقمعة بفتح القاف وسكون الميم كذا لأبي ذر وبفتحها للأكثر مع تخفيف الميم، وللباجي عن ابن ماهان بكسر القاف وتشديد الميم وكسرها ( ابن خندف) بكسر الخاء المعجمة والدال المهملة بينهما نون ساكنة وآخره فاء غير مصروف لأنها أم القبيلة، وهي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، ولقبت بخندف لأن زوجها إلياس بن مضر والد قمعة لما مات حزنت عليه حزنًا شديدًا بحيث هجرت أهلها ودارها وساحت في الأرض حتى ماتت، فكان من رأى أولادها الصغار يقول: من هؤلاء؟ فيقال بنو خندف إشارة إلى أنها ضيعتهم واشتهر بنوها بالنسب إليها دون أبيهم قال قائلهم:
أمهتي خندف وإلياس أبي
وخبر المبتدأ هو قوله: ( أبو خزاعة) بضم الخاء وفتح الزاي المخففة وبالمهملة، وهذا يؤيد قول من قال: إن خزاعة من مضر، وقال الرشاطي: خزاعة هو عمرو بن ربيعة وربيعة هذا هو لحي بن حارثة بن عمرو مزيقيا بن عامر بن ماء السماء بن الغطريف بن امرئ القيس بن
ثعلبة بن مازن بن الأزد.
وهذا مذهب من يرى أن خزاعة من اليمن، وجمع بعضهم بين القولين فزعم أن حارثة بن عمرو لما مات قمعة بن خندف كانت امرأته حاملاً بلحي فولدته وهي عند حارثة فتبناه فنسب إليه، فعلى هذا هو من مضر بالولادة ومن اليمن بالتبتي.
وقال ابن الكلبي في سبب تسميته خزاعة: أن أهل سبأ لما تفرقوا بسبب سيل العرم نزل بنو مازن على ماء يقال له غسان فمن أقام به فهو غساني، وانخزعت منهم بنو عمرر بن لحي عن قومهم فنزلوا مكة وما حولها فسموا خزاعة، وتفرق سائر الأزد وفي ذلك يقول حسان:
ولما نزلت بطن مرّ تخزعت ... خزاعة منا في جموع كراكر
وهذا الحديث من أفراد البخاري.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3355 ... غــ : 3522 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: «الْبَحِيرَةُ الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ وَلاَ يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ.
وَالسَّائِبَةُ الَّتِي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لآلِهَتِهِمْ فَلاَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَىْءٌ».

قَالَ:.

     وَقَالَ  أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَىٍّ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ".
[الحديث 3522 - طرفه في: 4623] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم أنه ( قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: البحيرة) بفتح الموحدة وكسر المهملة فعيلة بمعنى مفعولة هي ( التي يمنع درّها) أي لبنها ( للطواغيت) بالمثناة الفوقية أي لأجل الطواغيت جمع طاغوت وهو الشيطان وكل رأس في الضلال والمراد هنا الأصنام ( ولا يحلبها أحد من الناس) تعظيمًا للطواغيت ( والسائبة) هي ( التي كانوا يسيبونها) يتركونها ( لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء) ولا تركب، وكان الرجل يجيء بها إلى السدنة فيتركها عندهم ( قال) سعيد بن المسيب بالاسناد السابق ( وقال أبو هريرة) -رضي الله عنه- ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي) وسقط لأبي ذر ابن لحي، وهذا مغاير لما سبق من نسب عمرو بن لحي إلى مضر، فإن عامرًا هو ابن ماء السماء بن سبأ وهو جدّ جدّ عمرو بن لحي عند من ينسبه إلى اليمن، ويحتمل أن يكون نسب إليه بطريق التبني كما سبق ( يجر قصبه) بضم القاف وسكون المهملة وبالموحدة أمعاءه ( في النار وكان) أي عمرو ( أول من سيب السوائب) أي أول من ابتاع هذا الرأي الخبيث وجعله دينًا.

وهذا الحديث يأتي إن شاء الله تعالى في تفسير سورة المائدة، وفي رواية أبي ذر هنا ذكر قصة إسلام أبي ذر، وباب قصة زمزم السابق قبل بابين، وهذا في الفرع ونصه هنا قصة إسلام أبي ذر، وباب قصة زمزم عنده يعني أبا ذر.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قِصَّةِ زَمْزَمَ
( باب قصة زمزم) ولأبي ذر: قصة إسلام أبي ذر -رضي الله عنه-، وعند العيني باب قصة زمزم وفيه إسلام أبي ذر.


[ قــ :3355 ... غــ : 3523 ]
- حَدَّثَنَا زَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَخْزَمَ قَالَ أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنِي مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَصِيرُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ قَالَ: «قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسِ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى.
قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ رَجُلاً مِنْ غِفَارٍ، فَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلاً قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقُلْتُ لأَخِي: انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، كَلِّمْهُ وَأْتِنِي بِخَبَرِهِ.
فَانْطَلَقَ فَلَقِيَهُ ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْتُ: مَا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ، وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ.
فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ تَشْفِنِي مِنَ الْخَبَرِ، فَأَخَذْتُ جِرَابًا وَعَصًا.
ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ فَجَعَلْتُ لاَ أَعْرِفُهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ.
قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لاَ يَسْأَلُنِي عَنْ شَىْءٍ وَلاَ أُخْبِرُهُ.
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ لأَسْأَلَ عَنْهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَىْءٍ.
قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ يَعْرِفُ مَنْزِلَهُ بَعْدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: انْطَلِقْ مَعِي، قَالَ: فَقَالَ: مَا أَمْرُكَ، وَمَا أَقْدَمَكَ هَذِهِ الْبَلْدَةَ؟ قَالَ:.

.

قُلْتُ لَهُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَىَّ أَخْبَرْتُكَ.
قَالَ: فَإِنِّي أَفْعَلُ.
قَالَ:.

.

قُلْتُ لَهُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ هَا هُنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيُكَلِّمَهُ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَشْفِنِي مِنَ الْخَبَرِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَاهُ.
فَقَالَ لَهُ: أَمَا إِنَّكَ قَدْ رَشَدْتَ، هَذَا وَجْهِي إِلَيْهِ، فَاتَّبِعْنِي، ادْخُلْ حَيْثُ أَدْخُلُ، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ أَحَدًا أَخَافُهُ عَلَيْكَ قُمْتُ إِلَى الْحَائِطِ كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي، وَامْضِ أَنْتَ.
فَمَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَىَّ الإِسْلاَمَ، فَعَرَضَهُ، فَأَسْلَمْتُ مَكَانِي، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا ذَرٍّ.
اكْتُمْ هَذَا الأَمْرَ، وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأَقْبِلْ.
فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ.
فَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيهِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَقَامُوا: فَضُرِبْتُ لأَمُوتَ، فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيَّ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: وَيْلَكُمْ, تَقْتُلُونَ رَجُلاً مِنْ غِفَارَ، وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفَارَ؟ فَأَقْلَعُوا عَنِّي.
فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ الْغَدَ رَجَعْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ مَا.

.

قُلْتُ بِالأَمْسِ.
فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَصُنِعَ بِي مِثْلَ مَا صُنِعَ بِالأَمْسِ، وَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيَّ.

     وَقَالَ  مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالأَمْسِ.
قَالَ: فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ إِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ».
[الحديث 3523 - طرفه في: 3861] .

وبه قال: ( حدّثنا زيد هو ابن أخزم) بفتح الهمزة وسكون الخاء وفتح الزاي المعجمتين آخره ميم الطائي الحافظ البصري وهو من أفراد البخاري وسقط هو ابن أخزم لأبي ذر ( قال أبو قتيبة) : بضم القاف مصغرًا، ولأبي ذر قال: حدّثنا أبو قتيبة ( سالم بن قتيبة) كذا في الفرع سالم بألف بعد السين والذي في اليونينية وفرعها وقف آقبغا آص وغيرهما من الأصول المعتمدة وذكر مصنفو أسماء الرجال سلم بغير ألف وسكون اللام بعد الفتح الشعيري بفتح الشين المعجمة وكسر العين المهملة الخراساني سكن البصرة قال: ( حدّثني) بالإفراد ( مثنى بن سعيد) ضد المفرد وسعيد بكسر العين ( القصير) بفتح القاف ضد الطويل القسام الضبعي ( قال: حدّثني) بالإفراد ( أبو جمرة) بالجيم والراء نصر بن عمران الضبعي ( قال، قال لنا ابن عباس) -رضي الله عنهما- ( ألا) بالتخفيف حرف تنبيه ( أخبركم بإسلام أبي ذر؟) الغفاري ( قال: قلنا بلى) أخبرنا ( قال قال أبو ذر كنت رجلاً من) حي ( غفار فبلغنا أن رجلاً) يعني النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( قد خرج) أي ظهر ( بمكة) حال كونه ( يزعم أنه نبي) يأتيه الخبر من السماء ( فقلت لأخي) أنيس: ( انطلق إلى هذا الرجل) الذي يزعم أنه نبي فإذا اجتمعت به ( كلمه) ولمسلم واسمع قوله ( وائتني بخبره فانطلق) أنيس حتى أتى مكة ( فلقيه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسمع قوله ( ثم رجع) إلى أخيه أبي ذر قال ( فقلت) : أي لأنيس ( ما عندك؟) من خبره عليه الصلاة والسلام ( فقال) :
( والله لقد رأيت رجلاً بأمر بالخبر وينهى عن الشر) ولمسلم رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلامًا ما هو بالشعر قال أبو ذر ( فقلت له: لم تشفني من الخبر) أي لم تجيء بجواب يشفيني من مرض الجهل ( فأخذت) بقصر الهمزة وتاء المتكلم ولأبي ذر عن الحموي والمستملي فآخذ بمد الهمزة وضم الخاء من غير تاء ( جرابًا) بكسر الجيم ( وعصا) ولمسلم أنه تزوّد وحمل شنة له فيها ماء قال ( ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه) بفتح الهمزة وسكون العين وكسر الراء ( وأكره أن أسأل عنه) قريبًا فيؤذوني ( أشرب من ماء زمزم) .
وعند مسلم من حديث عبد الله بن الصامت: وما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع أي رقة الجوع وضعفه وهزاله فإنه لكثرة سمنه انثنت عكن بطنه ( وأكون في المسجد) الحرام ( قال: فمرّ بي عليّ) هو ابن أبي طالب -رضي الله عنه- ( فقال) لي: ( كأن الرجل غريب قال) أبو ذر ( قلت) له: ( نعم) غريب ( قال: فانطلق) معي ( إلى المنزل.
قال: فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره)
عن شيء ( فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه) عليه الصلاة والسلام ( وليس أحد يخبرني عنه بشيء.
قال: فمرّ بي عليّ)
-رضي الله عنه- ( فقال: أما نال) بنون فألف أي أما آن ( للرجل يعرف منزله بعد؟) أي أما جاء الوقت الذي يعرف الرجل فيه منزله بأن يكون له منزل معين يسكنه أو أراد دعوته إلى بيته للضيافة وتكون إضافة المنزل إليه بملابسة إضافته له فيه، أو أراد إرشاده إلى ما قدم إليه وقصده أي أما جاء وقت إظهار المقصود من الاجتماع بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والدخول في منزله ( قال) : أبو ذر ( قلت) له ( لا) .
أي لا أقصد التوطن ثم أو لا أرب لي في الضيافة والمبيت بمنزلك بل أهم من ذلك وهو التفتيش على المقصود، أو لا أسأل قريبًا عنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ظاهرًا خوف الأذية ( قال) : علي ( انطلق) ولأبي ذر: فانطلق ( معي.
قال)
فانطلقت معه ( فقال) لي: ( ما أمرك؟) بسكون الميم ( وما أقدمك هذه البلدة؟ قال) : أبو ذر ( قلت له إن كتمت عليّ أخبرتك) بذلك.
ولمسلم كالمؤلّف في باب إسلام أبي ذر إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدني فعلت ( قال: فإني أفعل) ما ذكرته ( قال، قلت له بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه) ويأتيني بخبره ( فرجع) بعد أن أتاه وسمع قوله ( ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه فقال له) : علي وسقط له لأبي ذر ( أما) بالتخفيف ( إنك قد رشدت) بضم الراء وكسر المعجمة والذي في اليونينية فتح الراء ولأبي ذر رشدت بفتحهما ( هذا وجهي) أي توجهي ( إليه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فاتبعني) بتشديد الفوقية وكسر الموحدة ( ادخل) بضم الهمزة مجزوم بالأمر ( حيث أدخل) بفتح الهمزة مضارع ( فإني إن رأيت أحدًا أخافه عليك قمت) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فقمت ( إلى الحائط كأني أصلح نعلي) بسكون الياء ( وامض أنت) بهمزة وصل قال أبو ذر ( فمضى عليّ ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت له) : -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( اعرض عليّ الإسلام فعرضه) علي ( فأسلمت مكاني، فقال لي) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( يا أبا ذر اكتم هذا وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل) بهمزة قطع وكسر الموحدة مجزوم على الأمر ( فقلت) : له ( والذي بعثك بالحق لأصرخن) لأرفعن ( بها) بكلمة التوحيد صوتي ( بين أظهرهم) وإنما لم يمتثل الأمر لأنه علم بالقرائن أنه ليس للإيجاب ( فجاء) أبو ذر ( إلى المسجد وقريش) أي والحال أن قريشًا ( فيه فقال: بل معشر قريش) بسكون العين ولأبي الوقت يا معاشر قريش ( إني) ولأبي ذر أنا ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
فقالوا)
: يعني قريشًا ( قوموا إلى هذا الصابئ) بالهمزة أي الذي انتقل من دين إلى دين أو ارتكب الجهل ( فقاموا) إليه قال أبو ذر ( فضربت) بضم الضاد المعجمة مبنيًا للمفعول ( لأموت) لأن أموت يعني ضربوه ضرب الموت ( فأدركني العباس) بن عبد المطلب ( فأكبّ) بتشديد الموحدة رمى نفسه ( علي) ليمنعهم أن يضربوني ( ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون) ولأبي ذر: أتقتلون بهمزة الاستفهام ( رجلاً من غفار ومتجركم وممرّكم على غفار) بالصرف وعدمه ( فأقلعوا) بالقاف الساكنة أي فكفوا ( عني، فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس) من كلمة الإسلام ( فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ فصنع) بضم الصاد مبنيًا للمفعول وزاد أبو ذر والوقت بي ( مثل) بالرفع ( ما صنع) بي ( بالأمس) من الضرب ( وأدركني) بالواو ولأبي ذر: فأدركني ( العباس فأكبّ علي وقال مثل مقالته بالأمس.
قال)
ابن عباس ( فكان هذا) الذي ذكر ( أول إسلام أبي ذر رحمه الله) .

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في إسلام أبي ذر، ومسلم في الفضائل.
وفي رواية أبي ذر هنا باب قصة زمزم وجهل العرب، وساق في رواية غيره هنا حديث أبي هريرة حديث أسلم وغفار السابق كما ذكر، وهذا ثابت هنا بتمامه في اليونينية وفي هامشها مكتوب مقابله هذا الحديث عند أبي ذر تمام باب، ذكر أسلم إلى آخر ما ذكرته هنا فليعلم.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قِصَّةِ زَمْزَمَ وَجَهْلِ الْعَرَبِ
(باب قصة زمزم وجهل العرب).

قال في الفتح: كذا لأبي ذر ولغيره باب جهل العرب وهو أولى إذ لم يجر في حديث الباب لزمزم ذكر.


[ قــ :3355 ... غــ : 3524 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "إِذَا سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ جَهْلَ الْعَرَبِ فَاقْرَأْ مَا فَوْقَ الثَّلاَثِينَ وَمِائَةٍ من سُورَةِ الأَنْعَامِ: { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 140] -إِلَى قَوْلِهِ- { قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام: 140] .

وبه قال: (حدّثنا أبو النعمان) محمد بن الفضل السدوسي قال: (حدّثنا أبو عوانة) الوضاح اليشكري (عن أبي بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية واسمه إياس اليشكري (عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه (قال: إذا سرّك) بسين مهملة وتشديد الراء (أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة) من الآيات (في سورة الأنعام: { قد خسر الذين قتلوا أولادهم} [الأنعام: 140] ) بناتهم مخافة الفقر ({ سفهًا} ) نصب على الحال أي ذوي سفه ({ بغير علم} ) لأن الفقر وإن كان ضررًا إلا أن القتل أعظم منه، وأيضًا فالقتل ناجز وذلك الفقر موهوم فالتزام أعظم المضار على سبيل القطع حذرًا من ضرر موهوم لا ريب أنه سفاهة وهذه السفاهة إنما تولدت من عدم العلم بأن الله رازق أولادهم، ولا شك أن الجهل من أعظم المنكرات والقبائح (إلى قوله: { قد ضلوا} ) عن الحق ({ وما كانوا مهتدين} ) [الأنعام: 140] .
والفائدة في قوله: { وما كانوا مهتدين} بعد قوله: ({ قد ضلوا} الإشارة إلى أن الإنسان قد يضل عن الحق ويعود إلى الاهتداء، فبين أنهم قد ضلوا ولم يحصل لهم الاهتداء قط، وهذا نهاية المبالغة في الذم.
الآية نزلت في ربيعة ومضر وبعض العرب وهم غير كنانة.

والحديث من أفراد البخاري.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب مَنِ انْتَسَبَ إِلَى آبَائِهِ فِي الإِسْلاَمِ وَالْجَاهِلِيَّةِ
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ»..
     وَقَالَ  الْبَرَاءُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ».

( باب) جواز ( من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية) إذا كان على غير طريقة المفاخرة والمشاجرة خلافًا لمن كره ذلك مطلقًا وهو محجوج بما يأتي.

( وقال ابن عمر وأبو هريرة) مما سبق حديث كل منهما موصولاً في أحاديث الأنبياء ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) : ( إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله) فذكر نسب يوسف إلى آبائه من الشارع عليه الصلاة والسلام فيه دلالة على جوازه لغيره عليه الصلاة والسلام لغير يوسف، وفيه مطابقة للجزء الأول من الترجمة.

( وقال البراء) بن عازب مما وصله في الجهاد ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه قال: ( أنا ابن عبد المطلب) فانتسب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى جده، وهو مطابق للجزء الثاني من الترجمة، وسقط هذان التعليقان في بعض النسخ وكذا في اليونينية وفرعها رقم علامة السقوط من غير عزو.


[ قــ :3355 ... غــ : 3525 ]
- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ سُلَيْمَان قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُنَادِي: «يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ، لِبُطُونِ قُرَيْشٍ».

وبه قال: ( حدّثنا عمر بن حفص) بضم العين قال: ( حدّثنا أبي) حفص بن غياث النخعي قال: ( حدّثنا الأعمش) سليمان ( قال: حدّثنا عمرو بن مرة) الخارفي بالخاء المعجمة والراء والفاء ( عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: لما نزلت: { وأنذر عشيرتك الأقربين} ) [الشعراء: 214] ( جعل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينادي) :
( يا بني فهر) بكسر الفاء ابن مالك بن النضر ( يا بني عدي) بفتح العين المهملة وكسر الدال ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ( بطون قريش) بالموحدة، ولأبي ذر عن الكشميهني: لبطون قريش باللام بدل الموحدة، وقال البخاري:

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3355 ... غــ : 3526 ]
- وَقَالَ لَنَا قَبِيصَةُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُوهُمْ قَبَائِلَ قَبَائِلَ".

( وقال لنا قبيصة) : بفتح القاف ابن عقبة في المذاكرة.
( أخبرنا) ولأبي الوقت: حدّثنا ( سفيان) هو الثوري ( عن حبيب بن أبي ثابت) قيس بن دينار الكوفي ( عن سعيد بن جبير عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- أنه ( قال: لما نزلت: { وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] جعل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعوهم) أي عشيرته ( قبائل قبائل) يا بني فلان يا بني فلان كل قبيلة بما تعرف به.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3355 ... غــ : 3527 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ.
يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ.
يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ، لاَ أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا سَلاَنِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا».

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة قال:
( أخبرنا) ولأبي ذر: حدّثنا ( أبو الزناد) عبد الله بن ذكوان ( عن الأعرج) عبد الرحمن ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) : حين أنزل الله تعالى: { وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] :
( يا بني عبد مناف) بفتح الميم والنون المخففة ( اشتروا أنفسكم من الله) عز وجل أي باعتبار تخليصها من العذاب كأنه قال: أسلموا تسلموا من العذاب فيكون ذلك كالشراء كأنهم جعلوا الطاعة ثمن النجاة، وأما قوله تعالى: { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم} [التوبة: 111] فمعناه أن المؤمن بائع باعتبار تحصيل الثواب والثمن الجنة ( يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله) تعالى ( يا أم الزبير بن العوّام) صفية بنت عبد المطلب ( عمة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) عطف بيان ( يا فاطمة) الزهراء ( بنت محمد اشتريا أنفسكما من الله لا أملك لكما من الله شيئًا) لا أدفع أو لا أنفعكم قال تعالى: { فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء} [إبراهيم: 21] .
( سلاني من مالي ما شئتما) أعطكما.

وعند مسلم وأحمد من رواية موسى بن طلحة عن أبي هريرة دعا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قريشًا فعمّ وخصّ فقال: "يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار.
يا معشر بني كعب كذلك، يا معشر بني هاشم كذلك، يا معشر بني عبد المطلب كذلك" الحديث.

وعند الواقدي أنه قصر الدعوى على بني هاشم وبني المطلب وهم يومئذ خمسة وأربعون رجلاً.

وفي حديث علي عند ابن إسحاق من الزيادة أنه صنع لهم شاة على ثريد وقعب لبن وأن الجميع أكلوا من ذلك وشربوا وفضلت فضلة، وقد كان الواحد منهم يأتي على جميع ذلك.

تنبيه:
حديث ابن عباس وأبي هريرة من مراسيل الصحابة وبذلك جزم الإسماعيلي لأن أبا هريرة إنما أسلم بالمدينة، وهذه القصة كانت بمكة، وابن عباس كان حينئذ إما لم يولد وإما طفلاً، ويحتمل أن تكون القصة وقعت مرتين لكن الأصل خلاف ذلك.

وفي حديث أبي أمامة عند الطبراني قال: لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] جمع رسول الله بني هاشم ونساءه وأهله فقال: "يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم.
يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة" الحديث.
فهذا إن ثبت دلّ على تعدّد القصة لأن القصة الأولى وقعت بمكة لتصريحه في الحديث المسوق بسورة الشعراء أنه صعد الصفا ولم تكن عائشة وحفصة وأم سلمة عنده من أزواجه إلا بالمدينة، وحينئذ فيحتمل حضور أبي هريرة أو ابن عباس ويحمل قوله: لما نزلت جمع أي بعد ذلك لا أن الجمع وقع على الفور.
قاله في الفتح.

ووقع هنا في رواية أبي ذر باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم وقد سبق.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3355 ... غــ :3516 ]
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ حدَّثنا غُنْدَرٌ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ مُحَمَّدِ بنِ أبِي يَعْقُوبَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمانِ بنَ أبِي بَكْرَةَ عنْ أبِيهِ أنَّ الأقْرَعَ بنَ حابِسِ قَالَ لِ لنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنَّمَا بايَعَكَ سُرَّاقُ الحَجِيجِ مِنْ أسْلَمَ وغِفَارَ ومُزَيْنَةَ وأحْسِبُهُ وجُهَيْنَةَ: ابنُ أبِي يَعْقُوبَ شَكَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرَأيْتَ إنْ كانَ أسْلَمُ وغِفَارُ ومُزَيْنَةُ وأحْسِبُهُ وجُهَيْنَةُ خَيْرَاً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وبَنِي عامِرٍ وأسَدٍ وغَطَفَانَ خابُوا وخَسِرُوا قَالَ نَعَمْ قَالَ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُمْ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ.
( انْظُر الحَدِيث 5153 وطرفه) .


هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور عَن مُحَمَّد بن بشار عَن غنْدر وَهُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة عَن مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَعْقُوب، نسب إِلَى جده الضَّبِّيّ الْبَصْرِيّ من بني تَمِيم.

قَوْله: ( إِنَّمَا بَايَعَك) ، بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف يَاء آخر الْحُرُوف، ويروى: تابعك، بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة.
قَوْله: ( ابْن أبي يَعْقُوب شكّ) ، هُوَ مقول شُعْبَة، أَي: مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب الْمَذْكُور هُوَ الَّذِي شكّ فِي قَوْله: وجهينة، فَظهر من هَذَا أَن الرِّوَايَة الأولى بِلَا شكّ، وَأَن ذَلِك ثَابت فِي الْخَبَر.
قَوْله: ( أَرَأَيْت) ، أَي: أَخْبرنِي، وَالْخطاب للأقرع بن حَابِس.
قَوْله: ( إِن كَانَ أسلم) خبر: إِن، هُوَ قَوْله: خابوا وخسروا، وَلَكِن همزَة الِاسْتِفْهَام فِيهِ مقدرَة، تَقْدِيره: أخابوا وخسروا؟ كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة مُسلم بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام.
قَوْله: ( قَالَ: نعم) أَي: قَالَ الْأَقْرَع: نعم خابوا وخسروا.
قَوْله: ( قَالَ) ، أَي: النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ( وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم) أَي: إِن أسلم وغفار وَمُزَيْنَة وجهينة ( لخير مِنْهُم) أَي: من بني تَمِيم وَبني عَامر وَأسد وغَطَفَان.
قَوْله: ( لخير مِنْهُم) ، وَفِي رِوَايَة: لأخير مِنْهُم، على وزن أفعل التَّفْضِيل وَهِي لُغَة قَليلَة، وَالْمَشْهُور: الْخَيْر، وَكَذَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ، وَفِي رِوَايَة مُسلم: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم خير مِنْهُم، بِدُونِ لَام التَّأْكِيد، وَلَفظ: خير، على أَصله بِدُونِ نَقله إِلَى أفعل التَّفْضِيل، وَلم أرَ أحدا من شرَّاح البُخَارِيّ حرر هَذَا الْموضع كَمَا يَنْبَغِي، فَمنهمْ من ترك حل التَّرْكِيب أصلا وَطَاف من بعيد، وَمِنْهُم من كَاد أَن يخبط فَللَّه الْحَمد والْمنَّة على مَا اتَّضَح لنا مِنْهُ المُرَاد.