هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3446 حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، جَمِيعًا عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ زُهَيْرٌ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاتَلْتُ مَعَهُ وَأَبْلَيْتُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : أَنْتَ كُنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ ، وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ ، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ، فَقَالَ : قُمْ يَا حُذَيْفَةُ ، فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ ، قَالَ : اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ ، فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ ، فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ ، وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، وَفَرَغْتُ قُرِرْتُ ، فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا ، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ : قُمْ يَا نَوْمَانُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3446 حدثنا زهير بن حرب ، وإسحاق بن إبراهيم ، جميعا عن جرير ، قال زهير : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال : كنا عند حذيفة ، فقال رجل : لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت ، فقال حذيفة : أنت كنت تفعل ذلك ؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب ، وأخذتنا ريح شديدة وقر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة ؟ فسكتنا فلم يجبه منا أحد ، ثم قال : ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة ؟ فسكتنا فلم يجبه منا أحد ، ثم قال : ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة ؟ ، فسكتنا فلم يجبه منا أحد ، فقال : قم يا حذيفة ، فأتنا بخبر القوم ، فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم ، قال : اذهب فأتني بخبر القوم ، ولا تذعرهم علي ، فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم ، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار ، فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه ، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا تذعرهم علي ، ولو رميته لأصبته فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام ، فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم ، وفرغت قررت ، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها ، فلم أزل نائما حتى أصبحت ، فلما أصبحت قال : قم يا نومان
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

It has been narrated by Ibrahim al-Taimi on the authority of his father who said:

We were sitting in the company of Hudhaifa. A man said: If I were in the time of the Messenger of Allah (ﷺ), I would have fought by his side and would have striven hard for his causes. Hudhaifa said: You might have done that, (but you should not make a flourish of your enthusiasm). I was with the Messenger of Allah (ﷺ) on the night of the Battle of Abzib and we were gripped by a violent wind and severe cold. The Messenger of Allah (may peace be him) said: Hark, the man who (goes reconnoitring and) brings me the news of the enemy shall be ranked with me on the Day of Judgment by Allah (the Glorious and Exalted). We all kept quiet and none of us responed to him. (Again) he said: Hark, a man who (goes reconnoitring and) brings me the news of the enemy shall be ranked with me on the Day of Judgment by Allah (the Glorious and Exalted). We kept quiet and none of us responded to him. He again said: Hark, a man who (goes reconnoitring and) brings me the news of the enemy shall be ranked with me on the Day of Judgtuent by Allah (the Glorious and Exalted) Then he said: Get up Hudhaifa, bring me the news of the enemy. When he called me by name I had no alternative but to get up. He said: Go and bring me information about the enemy, and do nothing that may provoke them against me. When I left him, I felt warm as if I were walking in a heated bath untill I reached them. I saw Abu Sufyan warming his back against fire I put an arrow in the middle of the bow. intending to shoot at him, when I recalled the words of the Messenger of Allah (ﷺ) Do not provoke them against me. Had I shot at him, I would have hit him. But I returned and (felt warm as if) I were walking in a heated bath (hammam). Presenting myself before him, I gave him information about the enemy. When I had done so, I began to feel cold, so the Messenger of Allah (ﷺ) wrapped me in a blanket that he had in excess to his own requirement and with which he used to cover himself while saying his prayers. So I continued to sleep until it was morning. When it was morning he said: Get up, O heavy sleeper.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت.
فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد.
ثم قال ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد فقال قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم قال اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تذعرهم علي ولو رميته لأصبته.
فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت قررت فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت فلما أصبحت قال قم يا نومان.



المعنى العام

حارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا في غزوة بدر في السنة الثانية ونصره الله عليهم وحاربته قريش في غزوة أحد في السنة الثالثة ولم يكتب للمسلمين النصر عليهم وتوعدته قريش للعام القادم ولم تحاربه في السنة الرابعة وأخذت تعبئ لحربه قبائل العرب واليهود وتجمع الكفار وتحزب وتناسى الكل ما بينه وبين بعضه من عداوات وتناسى اليهود ما بينهم وبين محمد صلى الله عليه وسلم من عهود ومواثيق.

وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا التحزب فاستشار أصحابه هل يخرج إليهم في العراء والمسلمون ثلاثة آلاف والأحزاب -كما بلغه- يزيدون على عشرة آلاف؟ أم يعسكر في المدينة فإذا جاءوا حاربوهم من حي إلى حي؟ ومن شارع إلى شارع؟ ومن بيت إلى بيت؟ وأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة يحول بين المهاجمين وبين دخولهم المدينة خندق مكشوف أشبه بترعة لا ماء فيها عريض عميق لا يسهل على الخيل ولا على المشاة اختراقه وراقت الفكرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بحفره وحدد لكل عشرة من المسلمين عشرة أذرع وشارك فيه بنفسه تارة بالمعول وتارة بحمل التراب على كتفه صلى الله عليه وسلم ونقله من العمق إلى الشاطئ.

عشرون يوما وليلة قضاها المسلمون في عمل شاق مجهد وهم قليلو الزاد يشتد بهم الجوع ويربط الواحد منهم الحجر على بطنه لئلا يتقوس ظهره وليخفف ألم الجوع وعلى رأسهم مثلهم الأعلى في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وما إن فرغ المسلمون من حفر الخندق حتى جاء الأحزاب فعسكروا في جانب والمسلمون في الجانب الآخر وظهرهم إلى المدينة واشتد الحصار بالمسلمين وطال عشرون يوما أو تزيد لا يستطيعون مغادرة الموقع ولم يكونوا يملكون من المؤن وضرورات الحياة ما يكفي لطول حصار وتفلت المنافقون ومرضى القلوب من الميدان يستأذن فريق منهم النبي صلى الله عليه وسلم يقولون إن بيوتنا عورة ونخشى أن يهاجمها الكفار فاسمح لنا بحراستها والذهاب إلى المدينة ولم يكن بد من الإذن لهم فذهابهم وحالتهم هذه خير من بقائهم ولم يبق مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الميدان سوى ثلاثمائة مسلم في مقابل عشرة آلاف زاغت أبصارهم وبلغت قلوبهم حناجرهم ولم يعد عندهم أمل في النصر أو السلامة إلا أن ينقذهم الله فلجئوا إليه بالدعاء فتدخلت عناية الله ففتح على الأحزاب فتحة من ريح وبرد لم تتجاوز خيامهم فقلعتها وألقتها بعيدا يمسكون بها فتجرهم وراءها وتفرقت خيلهم وإبلهم فلم يعودوا يسيطرون عليها وتناثرت قدورهم وأمتعتهم فانشغلوا بجمعها ولم يكن أمامهم إلا الرحيل.

المسلمون في حاجة لمعرفة ما يجري في معسكر الأحزاب فمن الفدائي الذي يخاطر بنفسه؟ قال صلى الله عليه وسلم أمام أبطال المسلمين: من يتطوع ويتخفى ويصل إلى معسكر القوم فيأتينا بأخبارهم؟ وله أن يكون معي وفي صحبتي يوم القيامة؟ ولم يجب أحد فالمهمة خطيرة جدا أعادها صلى الله عليه وسلم فلم يجبه أحد أعادها الثالثة فلم يجبه أحد قال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: حذيفة شجاع وذو حيلة فمر حذيفة فقال صلى الله عليه وسلم قم يا حذيفة فائتنا بخبر القوم واقترب منهم برفق واستعمل الخدعة والمسالمة ولا تهيجهم علينا ودعا له صلى الله عليه وسلم بأن يعينه الله على مهمته وأن يحفظه ويرجعه سالما كيف يخرج حذيفة من خيمته والليلة شاتية باردة تكاد الأطراف تتجمد من برودتها لكن الأمر قد صدر والاسم قد تعين ولا اعتذار فليستعن بالله عجبا لقد تحول عنه البرد إن جسمه يحس بالدفء إنه يمشي في جو دافئ كأنه يمشي في حمام ساخن لقد وصل إلى عسكرهم وها هو يرى أبا سفيان وقد أوقد نارا وعرض للنار ظهره يدفئه من شدة البرد إنه يستطيع أن يصوب سهما من كنانته إلى ظهر أبي سفيان فيرديه قتيلا فليخرج سهما من كنانته وليثبته في قوسه استعدادا لإطلاقه لكنه في تلك اللحظة تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تهيجهم وأي تهييج أعظم من إصابة زعيمهم في ظهره؟ أعاد السهم إلى الكنانة وتلمس التعرف على أحوالهم إنهم يجمعون أمتعتهم ويحملونها على إبلهم ويحلون خيامهم إنهم يستعدون للرحيل بل قد رحل كثير منهم وعاد حذيفة وهو لا يحس بالبرد كأنما يمشي في جو يوم دافئ حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بخبر القوم وانتهت المهمة التي وكلت إليه.

يا سبحان الله ما إن انتهى من الحديث حتى أحس بالبرد الذي يحس به كان أصحابه لقد ذهب الدفء الذي لازمه مدة البعثة إنه يرتعش ويرتجف وفي حاجة إلى غطاء ورآه رسول الله صلى الله عليه وسلم كعصفور ينتفض من البرد فضمه صلى الله عليه وسلم إليه وبسط طرف عباءة كانت عليه صلى الله عليه وسلم فغطى به حذيفة وحصلت بركة عباءة رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة فعاد إليه الدفء ونام.

نام مستغرقا حتى أذن الفجر بل ظل مستغرقا حتى أيقظه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة وداعبه عند إيقاظه بقوله: قم يا نومان قم يا كثير النوم فالوقت ليس وقت نوم بل وقت جهاد في سبيل الله.

المباحث العربية

( فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت) يقال: أبلى في الأمر إذا اجتهد فيه وبالغ وعند البيهقي في الدلائل أن رجلا قال لحذيفة: أدركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ندركه.
فقال حذيفة يا ابن أخي والله لا تدري لو أدركته كيف تكون؟ لقد رأيتنا..إلخ قال النووي: فهم حذيفة من الرجل أنه لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم لبالغ في نصرته ولزاد على الصحابة رضي الله عنهم فأخبره بخبره في الأحزاب وقصد زجره عن ظنه أنه يفعل أكثر مما فعل الصحابة.

( أنت كنت تفعل ذلك؟) استفهام إنكاري بمعنى النفي.
أي ما كنت تفعل أكثر مما فعل الصحابة.

( لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب) رأيتنا بضم التاء للمتكلم حذيفة ونا ضمير المتكلمين مفعول أي لقد رأيت نفسي وأصحابي المسلمين.

وليلة الأحزاب أي ليلة غزوة الأحزاب وهي لم تكن ليلة بل كانت أكثر من عشرين ليلة ولكنه يقصد ليلة من لياليها وغزوة الأحزاب هي غزوة الخندق وسميت بالخندق لأجل الخندق الذي حفر حول المدينة وسميت الأحزاب لاجتماع طوائف من المشركين على حرب المسلمين وهم قريش وغطفان واليهود ومن تبعهم ونزل في هذه القصة صدر سورة الأحزاب والأحزاب جمع حزب وهو الطائفة.

( وأخذتنا ريح شديدة وقر) الجملة حالية بتقدير قد عند من يشترطها وقر بضم القاف وتشديد الراء وهو البرد يقال: قر اليوم يقر -بكسر القاف وفتحها في المضارع قرا بفتحها برد والقر بالفتح اليوم البارد ويقال: قر الرجل بضم القاف أي أصابه القر وفي آخر الحديث فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت -أي من الإخبار- قررت بضم القاف وكسر الراء أي بردت أي أنه أثناء المهمة لم يكن يحس بالبرد فلما انتهى منها أحس به وفي رواية البيهقي في ليلة باردة مطيرة.

( ألا رجل يأتيني بخبر القوم؟) طلب رقيق عن طريق العرض والتحضيض.

( جعله الله معي يوم القيامة) معية شرف وتنعم وصحبة وقد جاءت هذه العبارة هنا ثلاث مرات بنفسها وفي رواية البيهقي جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة في المرة الأولى.

( فقال: قم يا حذيفة) في رواية البيهقي فقال أبو بكر: ابعث حذيفة فقال اذهب فقلت: أخشى أن أؤسر؟ قال: إنك لن تؤسر.

( فلم أجد بدا -إذ دعاني باسمي- أن أقوم) أي لم أجد مندوحة ولا عوضا ولا مفرا من القيام وقت أن ناداني باسمي.

( ولا تذعرهم علي) بفتح التاء وسكون الذال أي لا تفزعهم ولا تحركهم علي ولا تنفرهم ولا تثرهم على نفسك لأنهم إن أخذوك أو آذوك كان ذلك ضررا علي لأنك رسولي وصاحبي.

( فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام) الحمام من الحميم وهو الماء الحار يقال: حم الماء حمما بفتح الميم سخن يعني أنه لم يجد البرد الذي يجده الناس ولم يجد من تلك الريح الشديدة شيئا بل عافاه الله منه ببركة إجابته للنبي صلى الله عليه وسلم وذهابه فيما وجهه له واستمر ذلك اللطف به حتى عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص ما حصل ثم عاد إليه البرد الذي يجده الناس وفي رواية الحاكم فدعا لي فأذهب الله عني القر والفزع.

( حتى أتيتهم) أي حتى أتيت منزل الكفار وفي رواية الحاكم فدخلت عسكرهم فإذا الريح لا تجاوزه شبرا.

( فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار) يصلي بفتح الياء وسكون الصاد وكسر اللام أي يدفئ ظهره بتعريضه لحرارة النار وفي كتب اللغة: صلى الشيء -بفتح اللام مخففة- يصليه -بفتح الياء وسكون الصاد- صليا -بسكون اللام- ألقاه في النار وصلى النار وبها -بفتح الصاد وكسر اللام وفتح الياء- يصلى -بفتح الياء وسكون الصاد وفتح اللام- احترق وفي القرآن الكريم { { لا يصلاها إلا الأشقى } } [الليل: 15] وأصلاه النار وصلاه النار وبها وفيها وعليها شواه.

( فوضعت سهما في كبد القوس) أريد أن أرميه بسهم وكبد كل شيء وسطه.

( فأخبرته بخبر القوم) عددهم وأسلحتهم وطوائفهم وأمتعتهم إلخ.

( فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها) أي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا فيه من البرد فغطاني بطرف عباءة كانت عليه.

( فلما أصبحت) أي دخلت في الصباح بطلوع الفجر.

( قم يا نومان) بفتح النون وسكون الواو وهو كثير النوم وأكثر ما يستعمل في النداء.

فقه الحديث

ذكر البخاري تحت باب غزوة الخندق مجموعة من الأحاديث نذكر منها:

1- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهم يحفرون ونحن ننقل التراب على أكتافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
فاغفر للمهاجرين والأنصار

وهذا الحديث سيأتي في مسلم بعد باب قتل كعب بن الأشرف.

2- عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال:

اللهم إن العيش عيش الآخرة
فاغفر للأنصار والمهاجرة

فقالوا مجيبين له:

نحن الذين بايعوا محمدا
على الإسلام ما بقينا أبدا

قال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم: اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فبارك في الأنصار والمهاجرة قال: يؤتون بملء كفي من الشعير -أي يؤتي جيش المسلمين بملء كف أنس من الشعير- فيصنع لهم الشعير ويطبخ بقليل من الدهن المتغير طعما ولونا ولها ريح منتن توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهذا الحديث سيأتي جزؤه في مسلم بعد باب قتل كعب بن الأشرف.

3- عن جابر رضي الله عنه قال: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة -قطعة كبيرة صلبة من الحجر لم يستطعوا تفتيتها -فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق فقال: أنا نازل -إليها- ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية فعاد كثيبا أهيل فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت أي فأذن لي فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا أي جوعا جعله يشد الحجر على بطنه ما كان في ذلك صبر فعندك شيء من طعام نطعم به النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: عندي شعير وعناق في رواية صاع من شعير والعناق بفتح العين الأنثى من المعز فذبحت العناق وطحنت امرأتي الشعير وجعلنا اللحم بالبرمة ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر وقارب أن يختمر والبرمة قد كادت أن تنضج فقلت: يا رسول الله طعيم فقم أنت ونفر معك رجل أو رجلان فقال: كم هو؟ ما مقدار الطعام فذكرت له عنز صغير وصاع من شعير فقال: كثير طيب.
قال: قل لها: لا تنزع البرمة عن النار ولا الخبز من التنور حتى آتى فقال لأصحابه قوموا فصاح النبي صلى الله عليه وسلم: يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع لنا طعاما فأهلا بكم فقام المهاجرون والأنصار قال: فدخلت على امرأتي فقلت: ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم جاءك بالخندق أجمعين نحو ألف رجل قال: ولقيت من الحياء مالا يعلمه إلا الله عز وجل قالت: هل سألك كم طعامك؟ فقلت: نعم فقالت: الله ورسوله أعلم ونحن قد أخبرناه بما عندنا فكشفت عني غما شديدا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس فأخرجت له عجينا فباركه ثم عمد إلى برمتنا فباركها ثم قال: ادع خابزة فلتخبز وجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع حتى شبعوا وبقيت بقية قال: كلي هذا وأهدي.
قال جابر: فأقسم بالله لقد أكلوا -وهم ألف- حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو.

4- عن البراء رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه وفي رواية رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني التراب جلدة بطنه -وكان كثير الشعر- وكان يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التراب يقول:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الأولى قد بغوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا

وهذا الحديث سيأتي في مسلم بعد باب قتل كعب بن الأشرف.

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده.

تاريخ غزوة الخندق: قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع وتابعه على ذلك مالك وقال ابن إسحق: كانت في شوال سنة خمس قال الحافظ ابن حجر: ويؤيد قول ابن إسحق أن أبا سفيان قال للمسلمين لما رجع من أحد: موعدكم العام المقبل ببدر فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من السنة المقبلة إلى بدر فتأخر مجيء أبي سفيان تلك السنة للجدب الذي كان حينئذ وقال لقومه: إنما يصلح الغزو سنة الخصب فرجعوا بعد أن وصلوا إلى عسفان أو دونها ذكر ذلك ابن إسحق وغيره من أهل المغازي وقد بين البيهقي سبب هذا الاختلاف وهو أن جماعة من السلف كانوا يعدون التاريخ من المحرم الذي وقع بعد الهجرة ويلغون الأشهر التي قبل ذلك إلى ربيع الأول وعلى ذلك جرى يعقوب بن سفيان في تاريخه فذكر أن غزوة بدر الكبرى كانت في السنة الأولى وأن غزوة أحد كانت في السنة الثانية وأن الخندق كانت في الرابعة وهذا عمل صحيح على ذلك البناء لكنه بناء واه مخالف لما عليه الجمهور من جعل التاريخ من المحرم سنة الهجرة وعلى ذلك تكون بدر في الثانية وأحد في الثالثة والخندق في الخامسة وهو المعتمد.

سبب الغزوة ووقائعها: ذكر موسى بن عقبة في المغازي قال: خرج حيي بن أخطب بعد قتل بني النضير إلى مكة يحرض قريشا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق يسعى في بني غطفان ويحضهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لهم نصف تمر خيبر فأجابه عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري إلى ذلك وكتبوا إلى حلفائهم بني أسد فأقبل إليهم طلحة بن خويلد فيمن أطاعه وخرج أبو سفيان بن حرب بقريش فأنزلوا بمر الظهران فجاءهم من أجابهم من بني سليم مددا لهم فصاروا في جمع عظيم فهم الذين سماهم الله تعالى الأحزاب.

وذكر ابن إسحق أن عدتهم كانت عشرة آلاف وكان المسلمون ثلاثة آلاف.

واستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه هل يخرج إليهم في العراء وسيأتون من الشرق والغرب؟ أو يبقى هو والمسلمون بالمدينة؟ فإذا دخلوا عليهم حاربوهم في الدروب؟ قال سلمان الفارسي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق حول المدينة وعمل فيه بنفسه ترغيبا للمسلمين في العمل فيه وخط صلى الله عليه وسلم لكل عشرة أناس عشرة أذرع وتسابق المسلمون في الحفر مستعجلين يبادرون قدوم العدو فأقاموا في عمله قريبا من عشرين ليلة وقيل: أربعا وعشرين ليلة وقيل: نحو شهر.

وجاء الكفار نزلت قريش بمجتمع السيول -يقول ابن إسحق: في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بني كنانة وتهامة ونزل عيينة بن حصن في غطفان ومن معهم من أهل نجد إلى جانب أحد بباب نعمان وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف والخندق بينه وبين القوم وتوجه حيي بن أخطب إلى بني قريظة فلم يزل بهم حتى غدروا وبلغ المسلمين غدرهم فاشتد بهم البلاء فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطي عيينة بن حصن ومن معه ثلث ثمار المدينة على أن يرجعوا فمنعه من ذلك سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقالا: كنا نحن وهم على الشرك لا يطمعون منا في شيء من ذلك فكيف نفعله بعد أن أكرمنا الله عز وجل بالإسلام وأعزنا بك؟ نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة ولا نعطيهم إلا السيف فاشتد بالمسلمين الحصار حتى حاول المنافقون التهرب من الميدان وفيهم يقول الله تعالى { { وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا } } [الأحزاب : 12] { { وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا } } [الأحزاب: 13] وفي هذا الموقف الصعب يقول جل شأنه { { إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون* هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا } } [الأحزاب: 10 ، 11] وكان الذين جاءوهم من فوقهم بني قريظة ومن أسفل منهم قريشا وغطفان.

يقول ابن إسحق: إن نعيم بن مسعود الأشجعي أتى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعلم به قومه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: خذل عنا الكفار فمضى إلى بني قريظة -وكان نديما لهم- فقال: عرفتم محبتي لكم؟ قالوا: نعم فقال: إن قريشا وغطفان ليست هذه بلادهم وإنهم إن رأوا فرصة انتهزوها وإلا رجعوا إلى بلادهم وتركوكم في البلاء مع محمد ولا طاقة لكم به قالوا: فما ترى؟ قال: لا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا رهنا منهم فقبلوا رأيه فتوجه إلى قريش فقال لهم: إن اليهود ندموا على الغدر بمحمد فراسلوه في الرجوع إليه فراسلهم بأنا لا نرضى حتى تبعثوا إلى قريش فتأخذوا منهم رهنا فتقتلوهم ثم جاء غطفان بنحو ذلك فلما أصبح أبو سفيان بعث عكرمة بن أبي جهل إلى بني قريظة بأنا قد ضاق بنا المنزل ولم نجد مرعى فاخرجوا بنا حتى نناجز محمدا فأجابوهم: إن اليوم يوم السبت ولا نعمل فيه شيئا ولا بد لنا من الرهن منكم لئلا تغدروا بنا فقالت قريش لبعضها: هذا ما حذركم نعيم فراسلوهم ثانيا أن لا نعطيكم رهنا فإن شئتم أن تخرجوا فافعلوا فقالت قريظة: هذا ما أخبرنا نعيم.
فكان ذلك من أسباب خذلانهم ورحيلهم.

وأخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله هل من شيء نقوله؟ قد بلغت القلوب الحناجر.
قال: نعم اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا قال: فضرب الله وجوه أعدائنا بالريح فهزمهم الله عز وجل بالريح قال تعالى { { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا } } [الأحزاب: 9] قال مجاهد: سلط الله عليهم الريح فكفأت قدورهم ونزعت خيامهم حتى أظعنتهم وعند البيهقي في الدلائل بعث الله عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا إناء إلا أكفأته وحملت قريش أمتعتها وإن الريح لتغلبهم على بعض أمتعتهم.

وكانت مدة الحصار عشرين يوما ولم يكن بينهم قتال إلا مراماة بالنبال والحجارة وأصيب منها سعد بن معاذ بسهم فكان سبب موته وقال ابن إسحق في رواية لم يكن بينهم حرب إلا مراماة بالنبل لكن كان عمرو بن عبد ود العامري قد اقتحم الخندق هو ونفر معه بخيولهم من ناحية ضيقة حتى صاروا بالسبخة فبارزه على فقتله وبرز نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي فبارزه الزبير فقتله ويقال قتله علي ورجعت بقية الخيول منهزمة.

ويؤخذ من الحديث فوق ما تقدم

1- منقبة لحذيفة وفضيلة له وتكريم النبي صلى الله عليه وسلم له حيث غطاه بطرف عباءته حتى دفئ هذا وقد روى البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا ثم قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير أنا ثم قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا ثم قال: إن لكل نبي حواريا وإن حواريي الزبير.

قال الحافظ ابن حجر: إن القصة التي ذهب الزبير لكشفها غير القصة التي ذهب حذيفة لكشفها فقصة الزبير كانت لكشف خبر بني قريظة هل نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين؟ ووافقوا قريشا على محاربة المسلمين؟ وقصة حذيفة كانت لما اشتد الحصار على المسلمين بالخندق ووقع الاختلاف بين الأحزاب وأرسل الله تعالى عليهم الريح واشتد البرد تلك الليلة فانتدب النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيه بخبر قريش فانتدب له حذيفة بعد تكراره طلب ذلك.

2- وفيه أنه ينبغي للإمام وأمير الجيش بعث الجواسيس والطلائع لكشف خبر العدو.

3- قال النووي: وفيه جواز الصلاة في الصوف وهو جائز بإجماع من يعتد به وسواء الصلاة عليه وفيه ولا كراهة في ذلك قال العبدري من أصحابنا: وقالت الشيعة: لا تجوز الصلاة على الصوف وتجوز فيه وقال مالك: يكره كراهة تنزيه اهـ.
وفي استدلال النووي على هذا الحكم بهذا الحديث نظر فإن قوله من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها ليس فيه أن العباءة كانت من صوف.

4- أخذ من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة وعدم شعوره بالبرد في ذهابه وإيابه للمهمة معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قاله النووي.

5- تضحيات الصحابة وجهادهم في سبيل الله.

6- جواز ذكر المرء لبطولاته أمام من يدعي البطولة ما لم يكن عن عجب وفخر.

7- ومن قوله صلى الله عليه وسلم جعله الله معي يوم القيامة قرن الطلب بالترغيب الذي يشجع عليه وبخاصة إذا كان مهما وخطيرا.

والله أعلم.