هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  346 وعن يزيد بن حيَّانَ قَالَ: انْطلَقْتُ أَنا وحُصيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وعمْرُو بن مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرقمَ رضي اللَّه عنهم، فلَمَّا جَلسْنا إِلَيهِ قَالَ لَهُ حُصيْنٌ: لَقَد لَقِيتَ يَا زيْدُ خَيْراً كَثِيراً، رَأَيْتَ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وسمِعْتَ حَدِيثَهُ، وغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيتَ خَلْفَهُ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سمِعْتَ مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي، وقَدُم عهْدي، ونسِيتُ بعْضَ الَّذِي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ، فَاقبَلُوا، وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قَالَ: قام رَسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْماً فِينَا خطِيباً بِمَاءٍ يُدْعي خُمّا بَيْنَ مكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّه، وَأَثْنى عَليْه، ووعَظَ،وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بعْدُ: أَلا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ ربِّي فَأُجيبَ، وأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلهُما كِتابُ اللَّهِ، فِيهِ الهُدى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتابِ اللَّه، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ"فَحثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّه، ورغَّبَ فِيهِ. ثمَّ قَالَ"وأَهْلُ بَيْتِي، أُذكِّركم اللَّه في أهلِ بيْتي، أذكِّرُكم اللَّه في أهل بيتي" فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: ومَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَا زيْدُ؟ أَلَيْسَ نساؤُه مِنْ أهلِ بيتهِ؟ قَالَ: نساؤُه منْ أهلِ بيتِهِ وَلَكِن أَهْلُ بيْتِهِ منْ حُرِم الصَّدقَة بعْدَهُ، قَال: ومَنْ هُم؟ قَالَ: هُمْ آلُ عليٍّ، وآلُ عَقِيلٍ، وآلُ جَعْفَر، وَآلُ عبَّاسٍ، قَالَ: كُلُّ هُؤلاءِ حُرِمَ الصَّدقَةَ؟ قَالَ: نعَمْ. رواه مسلم. وفي روايةٍ: "أَلا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقْلَيْن: أَحدُهَما كِتَابُ اللَّه وَهُو حبْلُ اللَّه، منِ اتَّبَعه كَانَ عَلَى الهُدى، ومَنْ تَرَكَهُ كانَ عَلَى ضَلالَةٍ".
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  346 وعن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله عنهم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم، فاقبلوا، ومالا فلا تكلفونيه ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ،وذكر، ثم قال: "أما بعد: ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به"فحث على كتاب الله، ورغب فيه. ثم قال"وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. رواه مسلم. وفي رواية: "ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله وهو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة".
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Hadith 346 - Bab 43 (Showing reverence to the Family of Allah's Messenger (pbuh))
Chapter 1 (The Book of Miscellany)

Yazid bin Haiyan reported: I went along with Husain bin Sabrah and 'Amr bin Muslim to Zaid bin Arqam (May Allah be pleased with them) and, as we sat by his side, Husain said to him, "Zaid, you acquired great merits, you saw Messenger of Allah (Peace be upon him), listened to him talking, fought by his side in (different) battles, and offered Salat (prayer) behind him. Zaid, you have indeed earned great merits. Could you narrate to us what you heard from Messenger of Allah (Peace be upon him)?" Zaid said, "By Allah! I have grown old and have almost spent up my age and I have forgotten some of the things which I remembered in connection with Messenger of Allah (Peace be upon him), so accept what I narrate to you, do not compel me to narrate what I fail to narrate". He then said, "One day Messenger of Allah (Peace be upon him) stood up to deliver a Khutbah at a watering place known as Khumm between Makkah and Al-Madinah. He praised Allah, extolled Him, and exhorted (us) and said, 'Amma Ba'du. O people, I am a human being. I am about to receive a messenger (the angel of death) from my Rubb and I will respond to Allah's Call, but I am leaving with you two weighty things: the first is the Book of Allah, in which there is right guidance and light, so hold fast to the Book of Allah and adhere to it.' He exhorted (us to hold fast) to the Book of Allah and then said, 'The second is the members of my household, I remind you (to be kind) to the members of my family. I remind you (to be kind) to the members of my family. Husain said to Zaid, "Who are the members of his household, O Zaid? Aren't his wives the members of his family?" Thereupon Zaid said, "His wives are the members of his family. (But here) the members of his family are those for whom Zakat is forbidden". He asked, "Who are they?" Zaid said, "Ali and the offspring of 'Ali, 'Aqil and the offspring of 'Aqil and the offspring of Ja'far and the offspring of 'Abbas." Husain asked, "For all of them the acceptance of Zakat is forbidden?" Zaid (May Allah be pleased with him) said, "Yes".

[Muslim].

Another narration is: Messenger of Allah (Peace be upon him) said, "I am leaving behind me two weighty things. One of them is the Book of Allah; that is the strong rope of Allah. Whosoever holds firmly to it, will be the guided, and whosoever leaves it goes astray".

1、众信士的领袖欧麦尔·本·汉塔卜的传述:他说:我听安拉的使者(愿主慈悯他) 说:一切善功唯凭举意,每个人将得到自己所举意的。凡为安拉和使者而迁徙者,则他 的迁徙只是为了安拉和使者;凡为得到今世的享受或为某一个女人而迁徙者,则他的迁

شرح الحديث من دليل الفالحـــين

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ( وعن يزيد) بفتح التحتية أوله وبعد الزاي تحتية ساكنة آخره دال مهملة ( ابن حيان) بفتح المهملة وتشديد التحتية آخره نون: هو التيمي: الكوفي.
قال الحافظ: ثقة من الرابعة من أواسط التابعين، روى عنه مسلم وأبو داود والنسائي ( قال: انطلقت أنا وحصين) بضم المهملة الأولى وفتح الثانية وسكون التحتية آخره نون ( ابن سبرة) بفتح المهملة وسكون الموحدة ( وعمرو بن مسلم) بصيغة الفاعل من الإسلام ( إلى) أبي عمرو، وقيل أبو عامر، وقيل أبو سعد وقيل أبو سعيد، وقيل أبو حمزة، وقيل أبو نسيئة ( زيد بن أرقم) بالقاف ابن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب الخزرج بن الخزرج بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي ( رضي الله عنه) غزا مع النبي سبع عشرة غزوة واستصغره يوم أحد، وكان يتيماً في حجر عبد الله بن رواحة وسار معه في غزوة ومؤتة، روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعون حديثاً، اتفقا على أربعة، وللبخاري حديثان، ولمسلم ستة، روى عنه أنس بن مالك وخلائق من التابعين، نزل الكوفة وتوفي بها سنة ست وخمسين، وقال محمد بن سعد وآخرون: سنة ثمان وستين، وله مناقب كثيرة ( فلما جلسنا) منتهين ( إليه فقال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً) هذا إجمال لأنواعه بين أشرفها بقوله: ( رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمعت حديثه) أي من فيه والحديث رواية: هو ما أضيف إلى النبيّ أو من دونه ولو من التابعين قولاً أو فعلاً ( وغزوت معه) أي جاهدت في سبيلالله، وفيه شرف العمل مع الصلحاء، ولذا شرعت الجماعة في الصلوات لتعود بركة الصالحين على المقصرين فيقبل الجميع فضلاً ( وصليت خلفه) أي معه جماعة.
ولما كان تفصيل ما حواه من الخير يعسرقال مؤكداً للجملة الأولى المجملة ( لقد أوتيت خيراً كثيراً) وهذا تذكير منه لنعمة الله عليه وتحريض على أداء شكرها قدر طاقته وأن لا يغفل عنه، وهو محمول على أنهم أمنوا الفتنة عليه لما علموه عنده من كمال الإيمان ومزيد العرفان المانعين من الافتتان، وقوله: ( حدثنا يا زيد) فيه طلب العلو في الإسناد وأخذ العلم من أهله وفيما ذكر قبله تقديم الوسائل إلى المطالب، وفيه ما ذكره المحدثون من استحباب الثناء على المحدث بالأوصاف اللائقة به والدعاء له قبل طلب التحديث منه ( ما سمعت) أي بما سمعت ( من رسول الله) أي شفاهاً، واحتمال تقدير مضاف مجرور: أي من حديثه ولو بالواسطة بعيد ( قال: يا ابن أخي) خاطبه بذلك لصغره بالنسبة إليه ( وا لقد كبرت) بكسر الموحدة ( سني) أي لقد كبرت.
قال ابن طريف في كتاب الأفعال: كبر الأمر والذنب كبراً: عظم، والكبر الإثم، وفي القرآن { كبر مقتاً عند ا} ( غافر: 35) وكبر الصبي كبراً ومكبراً، وفي القرآن { بداراً أن يكبروا} ( النساء: 6) اهـ.
وظاهر أن ما نحن فيه من الثاني ( ونسيت بعض الذي كنت أعي) أي أحفظ.
قال في «المصباح» : وعيت الحديث وعياً من باب وعد: حفظته وتدبرته وقوله: ( من رسول الله) متعلق بأعي وفيه أن الكبر مظنة النسيان وضعف القوة الحافظة، وهو كذلك، ومن ثم كره التحديث بعد الثمانين خوفاً من الاختلاط من حيث عدم الشعور كما وقع من جماعة لم يتنبه لهم إلا بعد الوقوع في ذلك، وفرّع على ما ذكر قوله ( ما حدثتكم) العائد محذوف: أي حدثتكموه ( فاقبلوا) أي فاقبلوه والضمير لربط الجملة بالمبتدأ وكأنه حذفه فيهما تخفيفاً ( وما لا فلا تكلفونيه) وعلى ما تضمنه قوله هنا من نهيه عن تكليفه لتحديث ما لم يحدث به يحمل ما أخرجه ابن ماجه في باب التوقي في حديث النبيّ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «قلنا لزيد بن أرقم حدثنا عن رسول الله، قال: كبرنا ونسينا، والحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شديد» ويؤيده أن الدميري في «الديباحة» حمله على الإكثار فقال: كره الإكثار من التحديث كثير من السلف مخافة ما فيه من الزلل، روي عن عمر قال: «أقلوا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا شريككم» وكان مالك يقول: وأنا أيضاً أقلّ الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اهـ.
( ثم قال) محدثاً لنا ( قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً فينا خطيباً بماء) أي عنده ( يدعى) أيالوادي الذي فيه الماء ( خماً) بضم المعجمة وتشديد الميم كما سمى بدر باسم البئر التي به ولذا قال في «النهاية» : وهو موضع بين مكة والمدينة تصبّ فيه عين هناك وبينهما مسجد النبيّ اهـ.
ولعل المسجد موضع قيامه حال خطبته.
وقال المصنف في شرح مسلم: خم اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الجحفة عندها غدير مشهور يضاف إلى الغيضة فيقال غدير خم اهـ.
وقوله ( بين مكة والمدينة) حال من ثاني مفعولي يدعى ( فحمد الله) أي وصفه بنعوت الكمال ( وأثنى عليه) بتنزيهه عن سائر ما لا يليق به، وما حملناه عليه مما تصير به الجملتان مؤسستين أولى من جعلهما بمعنى والثانية مؤكدة للأولى ( ووعظ) أي أمر بالطاعة ووصى بها، يقال وعظه يعظه وعظاً وعظة ومنه قوله تعالى: { إنما أعظكم بواحدة} ( سبأ: 46) أي آمركم وأوصيكم ( وذكر) بتشديد الكاف: أي ذكرهم ما قد غفلوا عنه بمزاولة الأهل والعيال من التوجه للخدمة وأداء حق العبودية ( ثم قال: أما بعد) بضم الدال لحذف المضاف إليه لفظاً ونية معناه، وكان النبيّ يأتى بها في خطبه كثيراً حتى قال الحافظ في أبواب الجمعة من «فتح الباري» : إن الحافظ عبد القادر الرهاوي بضم الراء أخرجها من قوله عن أربعين صحابياً، وهي للانتقال من أسلوب كالثناء على الله سبحانه هنا إلى أسلوب آخر أي مما ذكر بعدها ( ألا أيها الناس) بحذف حرف النداء إيجازاً تنبهوا ( فإنما أنا بشر) والقصر فيه لردّ ما قد يتوهمه قاصر عند ظهور الخوارق على يده صلوات الله وسلامه عليه من كونه إلهاً أو كونه ملكاً، لا لقصر صفاته على ذلك، وأيضاً أتى به ليبني عليه ما يناسبه من الانتقال الذي هو شأن هذا النوع، ويسمى الإنسان بشراً لظهور بشرته: أي ظاهر جلده يطلق على الواحد والجمع وتثنيه العرب قال تعالى: { قالوا أنؤمن لبشرين مثلنا} ( المؤمنون: 47) ( يوشك) بضم التحتية وكسر الشين المعجمة مضارع أوشك من أفعال المقاربة: أي يقرب.
وقال الفارابي: الإيشاك الإسراع، قال الأزهري في «التهذيب» : قال النحاة: استعمال المضارع أكثر من استعمال الماضي واستعمال اسم الفاعل منها أقل، كذا في «المصباح» .
وقوله ( أن يأتي رسول ربي) في تأويل مصدر اسم يوشك: أي يقرب إتيان رسول ربي يعني ملك الموت داعياً إلى النقلة إلى الله سبحانه مخيراً بينها وبين البقاء في الدنيا فإنه لا يموت النبي حتى يخير بينهما ( فأجيبه) بالنصب عطفاً على يأتي، ويجوز قراءته بالرفع بإضمار مبتدأ، ما لم تمنعه رواية ( وأنا تارك فيكم ثقلين) بفتح المثلثةوالقاف.
قال المصنف: قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما زاد في «النهاية» ، ويقال لكل خطير نفيس ثقل، فسماهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما اهـ ( أولهما كتاب ا) يعني القرآن ( فيه الهدى) هو كقوله تعالى: { فيه هدى} ( البقرة: 2) على الوقف على قوله { لا ريب} ( سبأ: 24) والابتداء بقوله { فيه هدى} فيكون التقدير كما قال البيضاوي: لا ريب فيه فيه هدى، ففيه خبر مقدم وهدى مبتدأ مؤخر، والهدى في الأصل مصدر كالسرى.
ومعناه الدلالة، وقيل الدلالة على البغية لأنه حصل مقابل الضلال في قوله تعالى: { لعلى هدى أو في ضلال} ولم يقيد الهدى بالمتقين كما في آية البقرة إيماء إلى عموم هدايته أي دلالته لكل مسلم وكافر كما قال في الآية الأخرى { هدى للناس} والتقييد بالمتقين في آية البقرة لأنهم المهتدون المنتفعون بنصبه ثم، في قوله فيه الهدى تجريد كقوله تعالى: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} ( الأحزاب: 21) والتجريد أن ينتزع من متصف بصفة آخر مثله لأجل البالغة في كمالها فيه ويكون بالباء الموحدة نحو: لئن لقيت زيداً لتلقين به بحراً، وبمن نحو: لتلقين منه أسداً.
وبفي كالآية والحديث ( والنور) أي الإشراق والإضاءة ( فخذوا بكتاب ا) الباء فيه مزيدة للتأكيد نبه عليه في «المصباح» ، فقال أخذ الخطام وأخذ بالخطام على الزيادة أمسكه ( واستمسكوا به) اطلبوا من أنفسكم الإمساك به، شبه تمسك الخلق به بالتمسك بالحبل الوثيق في الاعتصام وعدم الانفصام ( فحث) بتشديد المثلثة من باب قتل: أي حرض ( على كتاب ا) أي على الأخذ به والتمسك بحبله ( ورغب) بتشديد المعجمة: أي زاد العباد رغبة ( فيه ثم قال: وأهل بيتي) بالرفع: أي وثاني المتروك فيكم المدعى حرمته أهل بيتي ( أذكركم ا) بتشديد الكاف من التذكير، وهو الوعظ: أي آمركم بطاعة الله وبالقيام ( في أهل بيتي) ثم كرر ذلك ثانياً تأكيداً فقال: ( أذكركم الله في أهل بيتي) وفيه تأكيد الوصاية بهم وطلب العناية بشأنهم فيكون من قبيل الواجب المؤكد المطلوب على طريق الحثّ عليه وناهيك به، ثم هو هكذا في النسخ التي رأيت مكرراً مرتين.
وفي الشفاء في حديث الباب لكن من غير طريق مسلم قال: قال رسول الله: «أنشدكم الله وأهل بيتي ثلاثاً» قلت: وهذا الأنسب خصوصاً، وفيالحديث «كان إذا تكلم تكلم ثلاثاً» وحينئذٍ فعدم ذكر الثالثة إما من الناسخ أو من الرواة اختصاراً، أو منه لعروض ما هو أهم من التكرار ثالثة والله أعلم.
( فقال له حصين) في «الشفاء» «فقلنا له» وهو محتمل لتواردهم عليه، ويحتمل صدوره من حصين وأسنده إليهم في تلك الرواية لكونه مراداً لهم ( ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس) استفهام تقريري وهو حمل المخاطب على الإقرار بمضمونه أي أما تقر بمضمون قولنا أليس ( نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته) أعاده بلفظه ليحصل كمال المناسبة بين السؤال والجواب وخير الجواب ما كان من لفظ السؤال كما ذكره البيضاوي في التفسير، ولو راعى زيد الاختصال لقال بلى، قال المصنف: قال في هذه الرواية نساؤه من أهل بيته، وقال في الرواية الأخرى: أي لمسلم «فقلت من أهل بيته؟ قال نساؤه لا» فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال: «نساؤه ليس من أهل بيته» فتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنونه ويعولهم وأمرنا باحترامهم وإكرامهم وسماهم ثقلاً ووعظ في حفظ حقوقهم، فنساؤه داخلات في ذلك ولا يدخلن فيمن حرم عليهم الصدقة، وقد أشار إلى هذا بقوله: «نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته» الخ فاتفقت الروايتان.
قال: وفي قوله في الرواية الأخرى من أهل بيته نساؤه دليل لإبطال قول من قال: هم قريش كلها لأن بعض أزواجه قرشيات اهـ ( ولكن أهل بيته) أي المرادون عند الإطلاق كما في الآية والخبر ( من حرم عليهم الصدقة) أي الواجبة ( بعده) قال ابن أقبرس: هو أحد الأقوال وتعارضه الأدلة الدالة على دخول نسائه في أهل بيته كما تقدم في الكلام على الآية ( قال: ومن هم؟) أي الذين تحرم عليهم الصدقة ( قال: هم آل عليّ وآل عقيل) بفتح المهملة وكسر القاف ( وآل جعفر) أولاد أبي طالب ( وآل عباس) وبقي عليه باقي أولاد بني هاشم من آل حمزة وأولاد أبي لهب، وكونه آله مؤمني بني هاشم فقط قول الحنفية وهو أحد قولي الإمام مالك، والثاني وهو مذهب إمامنا الشافعي أنهم مؤمنو بني هاشم والمطلب، ويدل له قوله: «نحن وبنو المطلب كشيء واحد» ( قال) أي حصين ( كل هؤلاء حرم الصدقة) بالنصب أي منع الصدقة: أي الواجبة من زكاة ونذر وكفارة ( قال نعم.
رواه مسلم)
في الفضائل، ورواه النسائي في المناقب.
( وفيرواية) هي لمسلم، قال مسلم بعد إيراد الطريق الأولى وإسناد الطريقة الثانية إلى يزيد بن حيان ما لفظه: وساق الحديث بنحو حديث ابن حيان: أي الراوي في الأولى عن يزيد أنه قال ( ألا) أداة استفتاح يؤتى بها لتنبيه السامع لما بعدها اهتماماً: أي ألا أنبهك ( وإني تارك فيكم ثقلين) وفي نسخة «الثقلين» ( أحدهما كتابالله، وهو حبل ا) قال: المصنف قيل المراد بحبل الله عهده، وقيل السبب الموصل إلى رضاه ورحمته، وقيل نوره الذي يهدى به.
قلت: وهو على هذه الوجوه استعارة مصرحة، شبه ما ذكر في الأقوال الثلاثة بالحبل بجامع الوصل فأطلق عليه اسمه ( من اتبعه) مؤتمراً بأوامره منتهياً عن نواهيه ( كان على الهدى) الذي هو ضد الضلالة ( ومن تركه) فأعرض عن أمره ونهيه ( كان على الضلالة) وفيه «فقلنا من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها وترجع إلى أبيها وقومها.
أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده» اهـ.
وتقدم عن المصنف الجمع بين قوله في حديث الباب في نسائه «إنهن من أهل بيته» ونفى ذلك في هذه الرواية، وقوله في هذه «وعصبته» إن أراد الأدنين اختص ببني هاشم، وإن أراد مطلقاً دخل الجميع وخرج ما عدا بني هاشم والمطلب لما يدل عليه فيكون عليه مخصوصاً، والله أعلم.