هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3742 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ ، فَقَدِمَ بِلاَلٌ وَسَعْدٌ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى جَعَلَ الإِمَاءُ يَقُلْنَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ : سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ المُفَصَّلِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3742 حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما ، قال : أول من قدم علينا مصعب بن عمير ، وابن أم مكتوم وكانا يقرئان الناس ، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى جعل الإماء يقلن : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما قدم حتى قرأت : سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Al-Bara bin Azib:

The first people who came to us (in Medina) were Mus`ab bin `Umar and Ibn Um Maktum who were teaching Qur'an to the people. Then their came Bilal. Sa`d and `Ammar bin Yasir. After that `Umar bin Al-Khattab came along with twenty other companions of the Prophet. Later on the Prophet (ﷺ) himself (to Medina) and I had never seen the people of Medina so joyful as they were on the arrival of Allah's Apostle, for even the slave girls were saying, Allah's Messenger (ﷺ) has arrived! And before his arrival I had read the Sura starting with:-- Glorify the Name of your Lord, the Most High (87.1) together with other Suras of Al-Mufassal.

D'après Chu'ba, Abu 'Ishâq dit avoir entendu AIBarâ' ibn 'Âzib () dire: «Les premiers qui arrivèrent chez nous furent Musab ibn 'Umayr et ibn Um Maktûm. Ils [étaient chargés] d'enseigner la récitation du Coran aux gens. [Après eux], arrivèrent Bilâl, Sa'd et 'Ammâr ibn Yâsir, puis 'Umar ibn AIKhattâb qui faisait partie de vingt Compagnons du Prophète (). Enfin, le Prophète () arriva. Jamais je n'ai vu les habitants de Médine aussi joyeux à l'occasion de l'accueil réservé au Messager d'Allah(). Ce fut au point que toutes les femmes criaient: Le Messager d'Allah est arrivé! Le Messager d'Allah() n'arriva pas avant que j'eusse récité la sourate de: Exalte la transcendance de ton Seigneur, le Très Haut...15.81] ainsi que quelques sourates de la partie dite La Séparée.»

":"ہم سے محمد بن بشار نے بیان کیا ، کہا ہم سے غندر نے بیان کیا ، کہا ہم سے شعبہ نے بیان کیا ، ان سے ابواسحاق نے بیان کیا اور انہوں نے براء بن عازب رضی اللہ عنہما سے سنا ، انہوں نے بیان کیا کہسب سے پہلے ہمارے یہاں مصعب بن عمیر رضی اللہ عنہ اور ابن ام مکتوم رضی اللہ عنہ ( نابینا ) آئے یہ دونوں ( مدینہ کے ) مسلمانوں کو قرآن پڑھنا سکھاتے تھے ۔ اس کے بعد بلال ، سعداور عمار بن یاسر رضی اللہ عنہم آئے ۔ پھر عمربن خطاب رضی اللہ عنہ حضور صلی اللہ علیہ وسلم کے بیس صحابہ کو ساتھ لے کر آئے اور نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم ( حضرت ابوبکر رضی اللہ عنہ اور عامر بن فہیرہ کو ساتھ لے کر ) تشریف لائے ، مدینہ کے لوگوں کو جتنی خوشی اور مسرت حضور صلی اللہ علیہ وسلم کی تشریف آوری سے ہوئی میں نے کبھی انہیں کسی بات پر اس قدر خوش نہیں دیکھا ۔ لونڈیاں بھی ( خوشی میں ) کہنے لگیں کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم آ گئے حضور صلی اللہ علیہ وسلم جب تشریف لائے تو اس سے پہلے میں مفصل کی دوسری کئی سورتوں کے ساتھ سبح اسم ربک الاعلی بھی سیکھ چکا تھا ۔

D'après Chu'ba, Abu 'Ishâq dit avoir entendu AIBarâ' ibn 'Âzib () dire: «Les premiers qui arrivèrent chez nous furent Musab ibn 'Umayr et ibn Um Maktûm. Ils [étaient chargés] d'enseigner la récitation du Coran aux gens. [Après eux], arrivèrent Bilâl, Sa'd et 'Ammâr ibn Yâsir, puis 'Umar ibn AIKhattâb qui faisait partie de vingt Compagnons du Prophète (). Enfin, le Prophète () arriva. Jamais je n'ai vu les habitants de Médine aussi joyeux à l'occasion de l'accueil réservé au Messager d'Allah(). Ce fut au point que toutes les femmes criaient: Le Messager d'Allah est arrivé! Le Messager d'Allah() n'arriva pas avant que j'eusse récité la sourate de: Exalte la transcendance de ton Seigneur, le Très Haut...15.81] ainsi que quelques sourates de la partie dite La Séparée.»

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3925] .

     قَوْلُهُ  فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ فِي عشْرين رَاكِبًا وَقد سمى بن إِسْحَاقَ مِنْهُمْ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَعَمْرَو بْنَ سُرَاقَةَ وَأَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ وَوَاقِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَخَالِدًا وَإِيَاسًا وَعَامِرًا وَعَاقِلًا بَنِي الْبُكَيْرِ وَخُنَيْسَ بْنَ حُذَافَةَ بِمُعْجَمَةٍ وَنُونٍ ثُمَّ سِينٍ مُصَغَّرٌ وَعَيَّاشَ بْنَ رَبِيعَةَ وَخَوْلِيَّ بْنَ أَبِي خَوْلِيٍّ وَأَخَاهُ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ مِنْ أَقَارِبِ عُمَرَ وَحُلَفَائِهِمْ قَالُوا فَنَزَلُوا جَمِيعًا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ يَعْنِي بِقُبَاءَ.

.

قُلْتُ فَلَعَلَّ بَقِيَّةُ الْعِشْرِينَ كَانُوا من أتباعهم وروى بن عَائِذ فِي الْمَغَازِي بِإِسْنَاد لَهُ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ خَرَجَ عُمَرُ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَعُثْمَانُ وَعَيَّاشُ بْنُ رَبِيعَةَ فِي طَائِفَةٍ فَتَوَجَّهَ عُثْمَانُ وَطَلْحَةُ إِلَى الشَّامِ اه فَهَؤُلَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ من ذكر بن إِسْحَاقَ وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَنَّ أَكْثَرَ الْمُهَاجِرِينَ نَزَلُوا عَلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ إِلَّا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَهُوَ خَزْرَجِيٌّ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ كَانَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ مِنْهُمْ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ .

     قَوْلُهُ  حَتَّى جَعَلَ الْإِمَاءُ يَقُلْنَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ فَخَرَجَ النَّاسُ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي الطُّرُقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ وَالْغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ جَاءَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ اللَّهُ أَكْبَرُ جَاءَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ فَخَرَجَتْ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَهُنَّ يَقُلْنَ نَحْنُ جَوَارِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ يَا حَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَارِ وَأَخْرَجَ أَبُو سَعِيدٍ فِي شَرَفِ الْمُصْطَفَى وَرُوِّينَاهُ فِي فَوَائِدِ الْخُلَعِيِّ مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ الله بن عَائِشَةَ مُنْقَطِعًا لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ جَعَلَ الْوَلَائِدُ يَقُلْنَ طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا مَا دَعَا لِلَّهِ دَاعِوَهُوَ سَنَدٌ مُعْضَلٌ وَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ فِي قُدُومِهِ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ .

     قَوْلُهُ  فَمَا قَدِمَ حَتَّى حَفِظْتُ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ أَيْ مَعَ سُوَرٍ وَفِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ بُنْدَارَ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ وَسُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى مَكِّيَّة وَفِيه نظر لِأَن بن أَبِي حَاتِمٍ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ حَيْدَةَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فصلى نَزَلَتْ فِي صَلَاةِ الْعِيدِ وَزَكَاةِ الْفِطْرِ وَسَنَدُهُ حَسَنٌ وَكُلٌّ مِنْهُمَا شُرِعَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ نُزُولُ هَاتَيْنِ مِنْهَا وَقَعَ بِالْمَدِينَةِ وَأَقْوَى مِنْهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ نُزُولُ السُّورَةِ كلهَا بِمَكَّة ثمَّ بَيَّنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمُرَادَ بصلى صَلَاة الْعِيد وبتزكي زَكَاةُ الْفِطْرِ فَإِنَّ تَأْخِيرَ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ جَائِزٌ وَالْجَوَابُ عَنِ الْإِشْكَالِ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا احْتِمَالُ أَنْ تَكُونَ السُّورَةُ مَكِّيَّةً إِلَّا هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ وَثَانِيهِمَا وَهُوَ أَصَحُّهُمَا فِيهِ يَجُوزُ نُزُولُهَا كُلُّهَا بِمَكَّةَ ثُمَّ بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فصلى صَلَاةَ الْعِيدِ وَزَكَاةَ الْفِطْرِ فَلَيْسَ مِنَ الْآيَةِ إِلَّا التَّرْغِيبُ فِي الذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ مِنْ غَيْرِ بَيَانٍ لِلْمُرَادِ فَبَيَّنَتْهُ السُّنَّةُ بَعْدَ ذَلِكَ ( الْحَدِيثُ الثَّانِيَ حَدِيثُ عَائِشَةَ)

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ الْمَدِينَةَ)
تَقَدَّمَ بَيَانُ الِاخْتِلَافِ فِيهِ فِي آخِرِ شَرْحِ حَدِيثِ عَائِشَةَ الطَّوِيلِ فِي شَأْنِ الْهِجْرَةِ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ شَامِيَّةٌ فَمَرَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَوَقَفَ عَلَيْهِ لِيَدْعُوَهُ إِلَى النُّزُولِ عِنْدَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ انْظُرْ أَصْحَابَكَ الَّذِينَ دَعَوْكَ فَانْزِلْ عَلَيْهِمْ فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بن خَيْثَمَة قَالَ الْحَاكِم الأول أرجح وبن شِهَابٍ أَعْرَفُ بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِهِ.

.

قُلْتُ وَيُقَوِّي قَول بن شِهَابٍ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو سَعِيدٍ فِي شَرَفِ الْمُصْطَفَى مِنْ طَرِيقِ الْحَاكِم من طَرِيق بن مُجَمِّعٍ لَمَّا نَزَلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهَدَمِ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ قَالَ كُلْثُومٌ يَا نَجِيحُ لِمَوْلًى لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْجَحْتَ وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ فِي أَخْبَارِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ وَيُؤَيِّدُ قَوْلَ التَّيْمِيِّ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَيْضًا وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبَاءَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَجَمَعَ بَيْنَ الْخَبَرَيْنِ بِأَنَّهُ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومٍ وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَ أَصْحَابِهِ عِنْدَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ لِأَنَّهُ كَانَ أعزب وان ثَبت قَول بن زَبَالَةَ فَكَأَنَّ مَنْزِلَ كُلْثُومٍ يَخْتَصُّ بِالْمَبِيتِ وَسَائِرُ إِقَامَتِهِ عِنْدَ سَعْدٍ لِكَوْنِهِ كَانَ أَسْلَمَ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِيهِ ثَمَانِيَةَ أَحَادِيثَ الْأَوَّلَ حَدِيثَ الْبَرَاءِ .

     قَوْلُهُ  فِي الطَّرِيقِ الْأَوَّلِ أَبُو إِسْحَاقَ سَمِعَ الْبَرَاءَ حَذَفَ قَوْلَهُ إِنَّهُ كَمَا حَذَفَ قَالَ مِنَ الطَّرِيقِ الثَّانِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَكَانَ شُعْبَةُ يَرَى أَنَّ أَنْبَأَنَا وَأَخْبَرَنَا وَحَدَّثَنَا وَاحِدٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْبَحْثُ فِيهِ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ .

     قَوْلُهُ  أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبٌ فِي رِوَايَةٍ عَنْ شُعْبَةَ عِنْدَ الْحَاكِمِ فِي الْإِكْلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ فِي رِوَايَتِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ .

     قَوْلُهُ  مُصْعَبُ بن عُمَيْر زَاد بن أَبِي شَيْبَةَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ زَادَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قَصِيٍّ وَالِدُهُ عُمَيْر هُوَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ زَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ فَقُلْنَا لَهُ مَا فَعَلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هُوَ مَكَانَهُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى حَبِيبِ بْنِ عَدِيٍّ وَذكر بن إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ مُصْعَبًا مَعَ أَهْلِ الْعَقَبَةِ يُعَلِّمُهُمْ .

     قَوْلُهُ  وبن أُمِّ مَكْتُومٍ هُوَ عَمْرُو وَيُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَة بن أبي شيبَة ثمَّ أَتَانَا بعده عَمْرو بن أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى أَخُو بَنِي فِهْرٍ فَقُلْنَا مَا فَعَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ قَالَ هُمْ عَلَى أَثَرِي وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ مَنْ وَرَاءَكَ زَادَ فِي رِوَايَةِ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ ثُمَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ وَهِيَ أَوَّلُ مُهَاجِرَةٍ وَقِيلَ بَلْ أَوَّلُ مُهَاجِرَةٍ أُمُّ سَلَمَةَ لِقَوْلِهَا لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ وَيُجْمَعُ بِأَنَّ أَوَّلِيَّةَ أُمِّ سَلَمَةَ بِقَيْدِ الْبَيْتِ وَهُوَ ظَاهِرٌ مِنْ إِطْلَاقِهَا .

     قَوْلُهُ  ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَبِلَالٌ فِي رِوَايَةِ غُنْدَرٍ فَقَدِمَ وَقَدْ تَقَدَّمَ الِاخْتِلَافُ فِي عَمَّارٍ هَلْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ أَمْ لَا فَإِنْ يَكُنْ فَقَدْ كَانَ مِمَّنْ تَقَدَّمَهُمَا إِلَى مَكَّةَ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ.

.
وَأَمَّا بِلَالٌ فَكَانَ لَا يُفَارِقُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ لَكِنْ تَقَدَّمَهُمَا بِإِذْنٍ وَتَأَخَّرَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ .

     قَوْلُهُ  فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ وَكَانُوا يُقْرِئُونَ النَّاسَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَكَرِيمَةَ فَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ وَهُوَ أَوْجَهٌ وَيُوَجَّهُ الْأَوَّلَ إِمَّا عَلَى أَنَّ أَقَلَّ الْجَمْعِ اثْنَانِ وَإِمَّا عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ يُقْرِئَانِهِ كَانَ يَقْرَأُ مَعَهُمَا أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  وَسَعْدٌ زَادَ فِي رِوَايَة الْحَاكِم بن مَالك وَهُوَ بن أَبِي وَقَّاصٍ وَرَوَى الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بن عقبَة عَن بن شِهَابٍ قَالَ وَزَعَمُوا أَنَّ مِنْ آخِرِ مَنْ قَدِمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي عَشْرَةٍ فَنَزَلُوا عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْهِجْرَةِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَامْرَأَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ وَأَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فَيُجْمَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بِحَمْلِ الْأَوَّلِيَّةِ فِي أَحَدِهِمَا عَلَى صِفَةٍ خَاصَّةٍ فقد جزم بن عُقْبَةَ بِأَنَّ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُطْلَقًا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَكَانَ رَجَعَ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى مَكَّةَ فَأُوذِيَ بِمَكَّةَ فَبَلَغَهُ مَا وَقَعَ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى فَتَوَجَّهَ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي أَثْنَاءِ السَّنَةِ فَيُجْمَعُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ مَا وَقَعَ هُنَا بِأَنَّ أَبَا سَلَمَةَ خَرَجَ لَا لِقَصْدِ الْإِقَامَةِ بِالْمَدِينَةِ بَلْ فِرَارًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِخِلَافِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ فَإِنَّهُ خَرَجَ إِلَيْهَا لِلْإِقَامَةِ بِهَا وَتَعْلِيمِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلِكُلٍّ أَوَّلِيَّةٌ مِنْ جِهَةٍ

[ قــ :3742 ... غــ :3925] .

     قَوْلُهُ  فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ فِي عشْرين رَاكِبًا وَقد سمى بن إِسْحَاقَ مِنْهُمْ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَعَمْرَو بْنَ سُرَاقَةَ وَأَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ وَوَاقِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَخَالِدًا وَإِيَاسًا وَعَامِرًا وَعَاقِلًا بَنِي الْبُكَيْرِ وَخُنَيْسَ بْنَ حُذَافَةَ بِمُعْجَمَةٍ وَنُونٍ ثُمَّ سِينٍ مُصَغَّرٌ وَعَيَّاشَ بْنَ رَبِيعَةَ وَخَوْلِيَّ بْنَ أَبِي خَوْلِيٍّ وَأَخَاهُ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ مِنْ أَقَارِبِ عُمَرَ وَحُلَفَائِهِمْ قَالُوا فَنَزَلُوا جَمِيعًا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ يَعْنِي بِقُبَاءَ.

.

قُلْتُ فَلَعَلَّ بَقِيَّةُ الْعِشْرِينَ كَانُوا من أتباعهم وروى بن عَائِذ فِي الْمَغَازِي بِإِسْنَاد لَهُ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ خَرَجَ عُمَرُ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَعُثْمَانُ وَعَيَّاشُ بْنُ رَبِيعَةَ فِي طَائِفَةٍ فَتَوَجَّهَ عُثْمَانُ وَطَلْحَةُ إِلَى الشَّامِ اه فَهَؤُلَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ من ذكر بن إِسْحَاقَ وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَنَّ أَكْثَرَ الْمُهَاجِرِينَ نَزَلُوا عَلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ إِلَّا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَهُوَ خَزْرَجِيٌّ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ كَانَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ مِنْهُمْ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ .

     قَوْلُهُ  حَتَّى جَعَلَ الْإِمَاءُ يَقُلْنَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ فَخَرَجَ النَّاسُ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي الطُّرُقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ وَالْغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ جَاءَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ اللَّهُ أَكْبَرُ جَاءَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ فَخَرَجَتْ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَهُنَّ يَقُلْنَ نَحْنُ جَوَارِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ يَا حَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَارِ وَأَخْرَجَ أَبُو سَعِيدٍ فِي شَرَفِ الْمُصْطَفَى وَرُوِّينَاهُ فِي فَوَائِدِ الْخُلَعِيِّ مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ الله بن عَائِشَةَ مُنْقَطِعًا لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ جَعَلَ الْوَلَائِدُ يَقُلْنَ طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا مَا دَعَا لِلَّهِ دَاعِ وَهُوَ سَنَدٌ مُعْضَلٌ وَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ فِي قُدُومِهِ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ .

     قَوْلُهُ  فَمَا قَدِمَ حَتَّى حَفِظْتُ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ أَيْ مَعَ سُوَرٍ وَفِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ بُنْدَارَ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ وَسُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى مَكِّيَّة وَفِيه نظر لِأَن بن أَبِي حَاتِمٍ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ حَيْدَةَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فصلى نَزَلَتْ فِي صَلَاةِ الْعِيدِ وَزَكَاةِ الْفِطْرِ وَسَنَدُهُ حَسَنٌ وَكُلٌّ مِنْهُمَا شُرِعَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ نُزُولُ هَاتَيْنِ مِنْهَا وَقَعَ بِالْمَدِينَةِ وَأَقْوَى مِنْهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ نُزُولُ السُّورَةِ كلهَا بِمَكَّة ثمَّ بَيَّنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمُرَادَ بصلى صَلَاة الْعِيد وبتزكي زَكَاةُ الْفِطْرِ فَإِنَّ تَأْخِيرَ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ جَائِزٌ وَالْجَوَابُ عَنِ الْإِشْكَالِ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا احْتِمَالُ أَنْ تَكُونَ السُّورَةُ مَكِّيَّةً إِلَّا هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ وَثَانِيهِمَا وَهُوَ أَصَحُّهُمَا فِيهِ يَجُوزُ نُزُولُهَا كُلُّهَا بِمَكَّةَ ثُمَّ بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فصلى صَلَاةَ الْعِيدِ وَزَكَاةَ الْفِطْرِ فَلَيْسَ مِنَ الْآيَةِ إِلَّا التَّرْغِيبُ فِي الذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ مِنْ غَيْرِ بَيَانٍ لِلْمُرَادِ فَبَيَّنَتْهُ السُّنَّةُ بَعْدَ ذَلِكَ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3742 ... غــ : 3925 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانوا يُقْرِئونَ النَّاسَ، فَقَدِمَ بِلاَلٌ وَسَعْدٌ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ.
ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَىْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَتَّى جَعَلَ الإِمَاءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ".

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد ( محمد بن بشار) بندار العبدي قال: ( حدّثنا غندر) محمد بن جعفر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي إسحاق) عمرو السبيعي أنه ( قال: سمعت البراء بن عازب -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: أول من قدم علينا) من المهاجرين المدينة ( مصعب بن عمير و) بعده ( ابن أم مكتوم) عمرو المؤذن واسم أمه عاتكة ( وكانا يقرئان الناس) القرآن بالتثنية فيهما، ولأبي ذر كانوا يقرؤون الناس بلفظ الجمع فيهما بعد ذكر اثنين ( فقدم بلال) ْالمؤذن ابن رباح وأمه حمامة مولى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ( وسعد) بسكون العين ابن أبي وقاص -رضي الله عنه- أحد العشرة ( وعمار بن ياسر، وقدم عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- ( في عشرين من أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وسمى منهم ابن إسحاق فيما قرأته في عيون الأثر: زيد بن الخطاب، وعمرًا وعبد الله ابني سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وخنيس بن حذاقة السهمي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وواقد بن عبد الله التميمي حليف لهم، وخولي بن أبي خولي، ومالك بن أبي خولي، واسم أبي خولي عمرو بن زهير وبني البكير أربعتهم اياسًا وعاقلاً وعامرًا وخالدًا حلفاؤهم من بني سعد بن ليث، وعياش بن أبي ربيعة، ونزل هؤلاء الثلاثة عشر على رفاعة بن عبد المنذر بن زهير في بني عمرو بن عوف بقباء قال في الفتح: فلعل بقية العشرين كانوا من أتباعهم، وزاد ابن عائذ في مغازيه الزبير.

( ثم قدم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وأبو بكر وعامر بن فهيرة ونزلوا على كلثوم بن الهدم فيما قاله ابن شهاب فيما حكاه الحاكم ورجحه.
( فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم) أي كفرحهم فالنصب على نزع الخافض ( برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى جعل الإماء) جمع أمة ( يقلن: قدم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .
وعند الحاكم عن أنس -رضي الله عنه-: فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدف وهن يقلن:
نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار
( فما قدم) عليه الصلاة والسلام ( حتى قرأت) سورة ( سبح اسم ربك الأعلى في سور) أخرى معها ( من المفصل) وأوله: الحجرات كما صححه النووي في دقائق منهاجه وغيرها، وجزم
ابن كثير أن سورة { سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: 1] مكية كلها لحديث الباب.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3742 ... غــ :3925 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ حدَّثنا غُنْدَرٌ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ أبِي إسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ البَرَاءَ ابنَ عَازِبٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قَالَ أوَّلُ مَنْ قَدِمَ علَيْنَا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وابنُ مَكْتُومٍ وَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ فَقَدِمَ بِلالٌ وسعْدٌ وعَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثُمَّ قَدِمَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا رأيْتُ أهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيءٍ فرَحَهُمْ بِرَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى جَعَلَ الإمَاءُ يَقُلْنَ قَدِمَ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا قَدِمَ حتَّى قَرَأتُ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وغندر بِضَم الْغَيْن مُحَمَّد بن جَعْفَر وَأَبُو إِسْحَاق قد مر الْآن.
فَإِن قلت: جزم مُوسَى بن عقبَة بِأَن أول من قدم الْمَدِينَة من الْمُهَاجِرين مُطلقًا أَبُو سَلمَة بن عبد الْأسد، وَهنا أول من قدم مُصعب.
قلت: قد يجمع بَينهمَا بِأَن أَبَا سَلمَة خرج لَا لقصد الْإِقَامَة بِالْمَدِينَةِ، بل فِرَارًا من الْمُشْركين، بِخِلَاف مُصعب بن عُمَيْر فَإِنَّهُ خرج إِلَيْهَا للإقامة بهَا وَتَعْلِيم من أسلم من أَهلهَا بِأَمْر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلِكُل مِنْهُمَا أولية من جِهَة.

قَوْله: ( وَكَانَ يقرئان النَّاس) أَي: مُصعب وَابْن أم مَكْتُوم، وَفِي أَكثر النّسخ: وَكَانُوا يقرئون النَّاس بِصِيغَة الْجمع بعد ذكر اثْنَيْنِ، وَفِي رِوَايَة الْحَاكِم: وَكَانُوا يقرئوننا.
قَوْله: ( وَسعد) هُوَ ابْن أبي وَقاص أحد الْعشْرَة المبشرة.
قَوْله: ( ثمَّ قدم عمر بن الْخطاب فِي عشْرين من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذكر ابْن إِسْحَاق مِنْهُم زيد بن الْخطاب وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو وَعبد الله ابْني سراقَة، وخنيس بن حذافة وواقد بن عبد الله وخولي بن أبي خولي، وَمَالك بن أبي خولي وأخاه هِلَال وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة وخالداً وإياساً وعامراً وعاقلاً من بني البكير، قَالَ فنزلوا جَمِيعًا، أَي: هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة عشر على رِفَاعَة بن الْمُنْذر وروى ابْن عَائِذ فِي الْمَغَازِي بِإِسْنَاد لَهُ عَن ابْن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عنهُما، قَالَ: خرج عمر وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَعُثْمَان وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة فِي طَائِفَة فَتوجه عُثْمَان وَطَلْحَة إِلَى الشَّام ... انْتهى، وَذكر مُوسَى بن عقبَة أَن أَكثر الْمُهَاجِرين نزلُوا على بني عَمْرو بن عَوْف بقباء إلاَّ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَإِنَّهُ نزل على سعد بن الرّبيع وَهُوَ خزرجي.
قَوْله: ( فَرَحهمْ) مَنْصُوب بِنَزْع الْخَافِض أَي: كفرحهم.
قَوْله: ( حَتَّى جعل الْإِمَاء) جمع أمة وَفِي رِوَايَة الْحَاكِم من طَرِيق إِسْحَاق بن أبي طَلْحَة عَن أنس، فَخرجت جوَار من بني النجار يضربن بالدف وَهن يقلن:
نَحن جوَار من بني النجار
يَا حبذا مُحَمَّدًا من جَار
وَفِي ( شرف الْمُصْطَفى) : لما دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، جعل الولائد يقلن:
( طلع الْبَدْر علينا ... من ثنيات الْوَدَاع)

( وَجب الشُّكْر علينا ... مَا دَعَا لله دَاع) قَوْله: ( فِي سور من الْمفصل) أَي: مَعَ سور من الْمفصل، وَهُوَ السَّبع الْأَخير من الْقُرْآن.
فَإِن قلت: قَوْله حَتَّى قَرَأت { سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} ( الْأَعْلَى: 1) .
يدل على أَنَّهَا نزلت بِمَكَّة، وَذكروا أَن قَوْله تَعَالَى: { قد أَفْلح من تزكّى وَذكر اسْم ربه فصلى} ( الْأَعْلَى: 9 10) .
نزلت فِي صَلَاة الْعِيد وَصدقَة الْفطر فِي السّنة الثَّانِيَة من الْهِجْرَة.
قلت: لَا يبعد أَن تكون السُّورَة مَكِّيَّة وَتَكون الْآيَتَانِ مدنيتان، وَجَوَاب آخر، وَهُوَ الْأَوْجه: أَن نزُول السُّورَة كلهَا كَانَ بِمَكَّة، وَلَكِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَّن أَن المُرَاد من الْآيَتَيْنِ صَلَاة الْعِيد وَصدقَة الْفطر، وَلَا شكّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مُبين للشرائع وَالْأَحْكَام.