هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3770 بَابٌ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الكَرِيمِ ، أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَارِثِ ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : { لاَ يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ } عَنْ بَدْرٍ ، وَالخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3770 باب : حدثني إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام ، أن ابن جريج ، أخبرهم قال : أخبرني عبد الكريم ، أنه سمع مقسما ، مولى عبد الله بن الحارث ، يحدث عن ابن عباس ، أنه سمعه يقول : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } عن بدر ، والخارجون إلى بدر
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Ibn `Abbas:

The believers who failed to join the Ghazwa of Badr and those who took part in it are not equal (in reward).

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3954] .

     قَوْلُهُ  أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ هُوَ الْجَزَرِيُّ بَيَّنَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيِّ عَن بن جُرَيْجٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ انْتَهَى وَفِي طَبَقَتِهِ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْ مِقْسَمٍ وَيَرْوِي عَنهُ بن جُرَيْجٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ شَيْئًا مُسْنَدًا وَمِقْسَمٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ مَوْلَى بن عَبَّاسٍ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ مَوْلَى بن عَبَّاس لشدَّة لُزُومه لَهُ وَمَاله فِي البُخَارِيّ إِلَّا هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى( قَولُهُ بَابُ عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْرٍ) أَيِ الَّذِينَ شَهِدُوا الْوَقْعَةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ أُلْحِقَ بِهِمْ .

     قَوْلُهُ  اسْتُصْغِرْتُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَمُرَادُ الْبَرَاءِ أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ عِنْدَ حُضُورِ الْقِتَالِ فَعُرِضَ مَنْ يُقَاتِلُ فَرُدَّ مَنْ لَمْ يَبْلُغْ وَكَانَتْ تِلْكَ عَادَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوَاطِنِ .

     قَوْلُهُ  أَنَا وبن عمر قَالَ عِيَاض هَذَا يردهُ قَول بن عُمَرَ اسْتُصْغِرْتُ يَوْمَ أُحُدٍ وَكَذَا اعْتَرَضَ بِهِ بن التِّين وَزَاد بِأَن إِخْبَار بن عُمَرَ عَنْ نَفْسِهِ أَوْلَى مِنْ إِخْبَارِ الْبَرَاءِ عَنْهُ انْتَهَى وَهُوَ اعْتِرَاضٌ مَرْدُودٌ إِذْ لَا تَنَافِيَ بَيْنَ الْإِخْبَارَيْنِ فَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ اسْتُصْغِرَ بِبَدْرٍ ثُمَّ اسْتُصْغِرَ بِأُحُدٍ بَلْ جَاءَ ذَلِكَ صَرِيحًا عَن بن عُمَرَ نَفْسِهِ وَأَنَّهُ عُرِضَ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ بن ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَاسْتُصْغِرَ وَعُرِضَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ بن أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَاسْتُصْغِرَ وَسَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ثُمَّ وَجَدْتُ فِي بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ مِثْلَ حَدِيثِ الْبَابِ وَزَادَ آخِرَهُ وَشَهِدْنَا أُحُدًا فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ إِنْ حُمِلَتْ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ وَشَهِدْنَا أُحُدًا نَفْسَهُ وَحده دون بن عُمَرَ وَإِلَّا فَمَا فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ .

     قَوْلُهُ  وحَدثني مَحْمُود هُوَ بن غيلَان ووهب هُوَ بن جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ .

     قَوْلُهُ  عَنِ الْبَرَاءِ فِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ بِسَنَدِهِ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ .

     قَوْلُهُ  وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا عَلَى سِتِّينَ كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْكَلَامِ عَلَى هَذِهِ الْغَزْوَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا ثَمَانِينَ أَوْ زِيَادَةً وَيَأْتِي وَجْهُ التَّوْفِيقِ بَيْنَهُمَا هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

.
وَأَمَّا مَا وَقَعَ عِنْدَ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ مِنْ مُرْسَلِ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ أَنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا سَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ فَلَيْسَ بِثَابِتٍ وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ الْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَسْرِيِّ عَنْ شُعْبَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَانُوا نَيِّفًا وَثَمَانِينَ وَهُوَ خَطَأٌ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ لِإِطْبَاقِ أَصْحَابِ شُعْبَةَ عَلَى مَا وَقَعَ فِي الْبُخَارِيِّ .

     قَوْلُهُ  وَالْأَنْصَارُ نَيِّفٌ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ النَّيِّفُ بِفَتْحِ النُّونِ وَتَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ وَقَدْ تُخَفَّفُ وَهُوَ مَا بَيْنَ الْعِقْدَيْنِ.

     وَقَالَ  فِي الْأَوَّلِ نَيِّفًا بِنَصْبِهِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ.

     وَقَالَ  فِي الثَّانِي نَيِّفٌ بِرَفْعِهِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ بِالنَّصْبِ فِيهِمَا وَهُوَ وَاضِحٌ وَهُوَ الَّذِي وَقَعَ فِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَنْ تَفْصِيلِ عَدَدِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ يُوَافِقُ جُمْلَتُهُ مَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ وَإِسْرَائِيلَ وَسُفْيَانَ أَنَّهُمْ كَانُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ لَكِنَّ الزِّيَادَةَ عَلَى الْعَشْرِ مُبْهَمَةٌ وَقَدْ سَبَقَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ أَنَّ فِي حَدِيثِ عُمَرَ عِنْدَ مُسْلِمٍ أَنَّهَا تِسْعَة عشر لَكِن أخرجه أَبُو عوَانَة وبن حِبَّانَ بِإِسْنَادِ مُسْلِمٍ بِلَفْظِ بِضْعَةَ عَشَرَ وَلِلْبَزَّارِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى ثَلَاثُمِائَةٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ وَلأَحْمَد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ كَانَ أَهْلُ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ وَكَذَلِكَ أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ رِوَايَةِ عُبَيْدَةَ بْنِ عُمَرَ وَالسَّلْمَانِيِّ أَحَدِ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَمِنْهُمْ مَنْ وَصَلَهُ بِذِكْرِ عَلِيٍّ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ بن إِسْحَاقَ وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَغَازِي وَيُقَالُ عَنِ بن إِسْحَاقَ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ مُرْسَلِ أَبِي الْيَمَانِ عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ وَوَصَلَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ تَعَادُّوا فَوَجَدَهُمْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا ثُمَّ قَالَ لَهُمْ تَعَادُّوا فَتَعَادَّوْا مَرَّتَيْنِ فَأَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ لَهُ ضَعِيفٍ وَهُمْ يَتَعَادُّونَ فَتَمَّتِ الْعدةتَرْتَعُ بِمُثَنَّاةٍ فَوْقُ بَعْدَ الرَّاءِ وَمَعْنَاهُ بِالْمُوَحَّدَةِ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ الَّذِي كَانَتْ مُلُوكُ الْجَاهِلِيَّةِ تَأْخُذُهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَهُوَ رُبْعُهَا يُقَالُ رَبَعْتُهُمْ أَيْ أَخَذْتُ رُبْعَ أَمْوَالِهِمْ وَمَعْنَاهُ أَلَمْ أَجْعَلْكَ رَئِيسًا مُطَاعًا.

     وَقَالَ  الْقَاضِي بَعْدَ حِكَايَتِهِ نَحْوَ مَا ذكرته عندى ان معناه تركتك مستريحا لاتحتاج إِلَى مَشَقَّةٍ وَتَعَبٍ مِنْ قَوْلِهِمْ أَرْبِعْ عَلَى نَفْسِكِ أَيِ ارْفُقْ بِهَا وَمَعْنَاهُ بِالْمُثَنَّاةِ تَتَنَعَّمُ وَقِيلَ تَأْكُلُ وَقِيلَ تَلْهُو وَقِيلَ تَعِيشُ فِي سَعَةٍ .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى ( فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي) أَيْ أَمْنَعَكَ الرَّحْمَةَ كَمَا امْتَنَعْتَ مِنْ طَاعَتِي قوله ( فيقول ها هنا اذا) معناه

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( .

     قَوْلُهُ  بَابٌ كَذَا)

لِلْجَمِيعِ بِغَيْرِ تَرْجَمَةٍ وَوَقع فِي شرح شَيخنَا بن الْمُلَقِّنِ بَابُ فَضْلِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَتَبِعَ فِي ذَلِكَ بَعْضَ النُّسَخِ وَهُوَ خَطَأٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ بِعَيْنِهَا سَتَأْتِي فِيمَا بَعْدُ فَلَا مَعْنَى لِتَكَرُّرِهَا

[ قــ :3770 ... غــ :3954] .

     قَوْلُهُ  أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ هُوَ الْجَزَرِيُّ بَيَّنَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيِّ عَن بن جُرَيْجٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ انْتَهَى وَفِي طَبَقَتِهِ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْ مِقْسَمٍ وَيَرْوِي عَنهُ بن جُرَيْجٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ شَيْئًا مُسْنَدًا وَمِقْسَمٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ مَوْلَى بن عَبَّاسٍ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ مَوْلَى بن عَبَّاس لشدَّة لُزُومه لَهُ وَمَاله فِي البُخَارِيّ إِلَّا هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب
هذا ( باب) بالتنوين من غير ترجمة.


[ قــ :3770 ... غــ : 3954 ]
- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ؛ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: { لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] عَنْ بَدْرٍ وَالْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إبراهيم بن موسى) الفراء الصغير قال: ( أخبرنا هشام) هو ابن يوسف ( أن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( أخبرهم قال: أخبرني) بالإفراد ( عبد الكريم) بن مالك أبو أمية الجزري ( أنه سمع مقسمًا) بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين المهملة أبا القاسم ( مولى عبد الله بن الحارث) بن نوفل الهاشمي، ويقال له مولى ابن عباس -رضي الله عنهما- لشدة ملازمته ( يحدث عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- ( أنه سمعه يقول: { لا يستوي القاعدون} ) عن الجهاد ( { من المؤمنين} عن) غزوة ( بدر والخارجون إلى بدر) في الثواب والأجر.
كذا أورده المؤلّف مختصرًا وانفرد بإخراجه دون مسلم وقد رواه الترمذي من طريق حجاج عن ابن جريج عن عبد الكريم عن مقسم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} عن بدر، والحاضرون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم الأعميان: يا رسول الله هل لنا رخصة فنزلت: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى} [النساء: 95] قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه فقوله تعالى: { ولا يستوي القاعدون من المؤمنين} كان
مطلقًا فلما نزل بوحي: { غير أولي الضرر} [النساء: 95] صار ذلك مخرجًا لذوي الأعذار المبيحة لترك الجهاد من العمى والعرج والمرض عن مساواتهم المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم.

وحديث الباب أخرجه المؤلّف أيضًا في التفسير وكذا الترمذي كما ترى.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابٌُ)

قد مر غير مرّة أَن لفظ: بابُُ، إِذا وَقع مُجَردا يكون كالفصل لما قبله وَهَذَا هَكَذَا وَقع بِغَيْر تَرْجَمَة عِنْد الْجَمِيع، وَوَقع فِي نُسْخَة صَاحب ( التَّوْضِيح) : بابُُ فضل من شهد بَدْرًا، وَهَذَا غير صَوَاب، لِأَن هَذِه التَّرْجَمَة بِعَينهَا ستأتي فِيمَا بعد، إِن شَاءَ الله تَعَالَى.



[ قــ :3770 ... غــ :3954 ]
- حدَّثني إبْرَاهِيمُ بنُ مُوساى أخبرَنَا هِشَامٌ أنَّ ابنَ جُرَيْجٍ أخْبرَهُمْ قَالَ أخبرَنِي عَبْدُ الكَرِيمِ أنَّهُ سَمِعَ مِقْسَماً مَوْلَى عَبْدِ الله بنِ الحَارِثِ يُحَدَّثُ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ سَمِعَهُ يقُولُ لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ عنْ بَدْرٍ والْخَارِجُونَ إلاى بَدْرٍ.
( الحَدِيث 3954 طرفه فِي: 4595) .


مطابقته لما قبله من حَيْثُ إِن فِيهِ بَيَان أَنه: لَا مُسَاوَاة بَين من حضر غَزْوَة بدر وَبَين من غَابَ عَنْهَا، وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى هُوَ أَبُو إِسْحَاق الْفراء الْمَعْرُوف بالصغير، وَهِشَام هُوَ ابْن يُوسُف، وَابْن جريج هُوَ عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج.
وَعبد الْكَرِيم هُوَ ابْن مَالك الْجَزرِي أَبُو أُميَّة، مقسم بِكَسْر الْمِيم أَبُو الْقَاسِم مولى ابْن عَبَّاس، وَهُوَ فِي الأَصْل مولى عبد الله ابْن الْحَارِث الْهَاشِمِي، وَإِنَّمَا قيل لَهُ: مولى ابْن عَبَّاس، لشدَّة ملازمته لَهُ، وَمَا لَهُ فِي البُخَارِيّ إلاَّ هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى وَعَن إِسْحَاق عَن عبد الرَّزَّاق، وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن الْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي،.

     وَقَالَ : حسن غَرِيب.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابُُ عِدَّةِ أصْحابِ بَدْرٍ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان عدد أَصْحَاب غَزْوَة بدر الَّذين شهدُوا الْوَقْعَة وَمن ألحق بهم.



[ قــ :3770 ... غــ :3956 ]
- وحدَّثني مَحْمُودٌ حدَّثنا وَهْبٌ عنْ أبِي إسْحَاقَ عنِ البَرَاءِ قَالَ اسْتُصْغِرْتُ أنَا وابنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ وكانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفاً على سِتِّينَ والأنصَارُ نَيِّفَاً وأرْبَعِينَ ومِائَتَيْنِ.
( انْظُر الحَدِيث 3955) .


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَأَبُو إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي، والبراء هُوَ ابْن عَازِب الْأنْصَارِيّ، ومحمود هُوَ ابْن غيلَان، ووهب هُوَ ابْن جرير.

قَوْله: ( استصغرت) ، على صِيغَة الْمَجْهُول.
قَوْله: ( يَوْم بدر) ، يَعْنِي يَوْم عرض النَّاس يَوْم بدر، وَاعْترض عِيَاض وَابْن التِّين بِأَن هَذَا يردهُ قَول ابْن عمر: استصغرت يَوْم أحد، ورد عَلَيْهِمَا بِأَنَّهُ لَا مُنَافَاة بَين الإخبارين، فَيحمل على أَنه استصغر يَوْم بدر ثمَّ استصغر يَوْم أحد، بل جَاءَ ذَلِك صَرِيحًا عَن ابْن عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، نَفسه وَأَنه عرض يَوْم بدر وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة فاستصغر، وَعرض يَوْم أحد وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة فاستصغر، يُقَال: استصغره أَي: عده صَغِيرا.
قَوْله: ( نيفاً) ، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف، يُقَال: عشرَة ونيف، وكل مَا زَاد على العقد فَهُوَ نَيف حَتَّى يبلغ العقد الثَّانِي، ونيف فلَان على السّبْعين أَي زَاد عَلَيْهَا، وَقيل: النيف كالبضع بَين الثَّلَاث إِلَى التسع، وَقيل: من الْوَاحِد إِلَى الثَّلَاث، والبضع مَا بَين الثَّلَاث وَالتسع، قيل: مَا دون نصف العقد أَي مَا دون الْخَمْسَة، وَقيل: مَا دون الْعشْرَة،.

     وَقَالَ  قَتَادَة: أَكثر من ثَلَاثَة إِلَى عشرَة، وَقيل: مَا بَين ثَلَاثَة وَخَمْسَة، ذكره أَبُو عبيد.
قَوْله: ( نيفاً على سِتِّينَ) مَنْصُوب لِأَنَّهُ خبر: كَانَ، وَيجوز فِي: نيفاً، الثَّانِي النصب وَالرَّفْع، أما النصب فعلى تَقْدِير، وَكَانَ الْأَنْصَار نيفاً، وَقَوله: ( وَأَرْبَعين) عطف عَلَيْهِ، وَقَوله: ( وَمِائَتَيْنِ) عطف على أَرْبَعِينَ، وَأما الرّفْع فعلى أَنه خبر لقَوْله: ( وَالْأَنْصَار) لكَونه مُبْتَدأ، أَو يقْرَأ على هَذَا: وَأَرْبَعُونَ ومائتان، لِأَنَّهُمَا حِينَئِذٍ معطوفان على الْمَرْفُوع.

وَاخْتلفُوا فِي عدد من حضر يَوْم بدر لِلْقِتَالِ، فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ جَمِيعهم ثَلَاثمِائَة رجل وَأَرْبَعَة عشر رجلا، من الْمُهَاجِرين ثَلَاثَة وَثَمَانُونَ، وَمن الْأَوْس أحد وَسِتُّونَ رجلا، وَمن الْخَزْرَج مائَة وَسَبْعُونَ رجلا مِنْهُم رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهَذَا مُخَالف لما ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث الْبابُُ، وَوَقع فِي رِوَايَة مُسلم من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، قَالَ: لما كَانَ يَوْم بدر نظر رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمُشْركين وهم ألف وَأَصْحَابه ثَلَاثمِائَة وَتِسْعَة عشر ... الحَدِيث،.

     وَقَالَ  ابْن سعد: خرج رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهَا فِي ثَلَاثمِائَة رجل وَخَمْسَة نفر، كَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُم أَرْبَعَة وَسبعين وسائرهم من الْأَنْصَار وَثَمَانِية تخلفوا لعِلَّة ضرب رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسهامهم وأجرهم، وهم: عُثْمَان بن عَفَّان تخلف على امْرَأَته رقية، وَطَلْحَة بن عبيد الله، وَسَعِيد بن زيد بعثهما، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، يتجسسان خبر العير، وَأَبُو لبابَُُة خَلفه على الْمَدِينَة، وَعَاصِم بن عدي خَلفه على أهل الْعَالِيَة، والْحَارث ابْن حَاطِب رده من الروحاء إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف لشَيْء بلغه عَنْهُم، والْحَارث بن الصمَّة، كسر بِالرَّوْحَاءِ، وخوات بن جُبَير، كسر أَيْضا فَهَؤُلَاءِ ثَمَانِيَة لَا اخْتِلَاف فيهم عندنَا.
وَفِي ( الإكليل) : كَانُوا ثَلَاثمِائَة رجل وَخَمْسَة عشر رجلا، كَمَا خرج طالوت.
وَفِي ( الْأَوَائِل) العسكري: حضر بَدْرًا ثَلَاثَة وَثَمَانُونَ مهاجرياً وَأحد وَسِتُّونَ أويسياً وَمِائَة وَسَبْعُونَ خزرجياً، وَعند ابْن عقبَة: وَسِتَّة عشر، وَعند الْبَزَّار من حَدِيث أبي مُوسَى: ثَلَاثمِائَة وَسَبْعَة عشر، وَوَقع فِي رِوَايَة زُهَيْر وَإِسْرَائِيل وسُفْيَان، على مَا يَجِيء عَن قريب فِي هَذَا الْبابُُ: كَانُوا ثَلَاثمِائَة وَبضْعَة عشر.
فَإِن قلت: مَا وَجه هَذَا الِاخْتِلَاف؟ قلت: الَّذين شهدُوا مِنْهُم فِي الْحَقِيقَة ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة أَو سِتَّة، نَص على السِّتَّة ابْن جرير من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَنَصّ على الْخَمْسَة ابْن سعد، وَالَّذِي زَاد على هَذَا ضم إِلَيْهِم من استصغر وَلم يُؤذن لَهُ فِي الْقِتَال يَوْمئِذٍ: كالبراء وَابْن عمر، وَكَذَلِكَ أنس، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَقد روى أَحْمد بِسَنَد صَحِيح عَنهُ أَنه سُئِلَ: هَل شهِدت بَدْرًا؟ فَقَالَ: وَأَيْنَ أغيب عَن بدر؟ وَكَأَنَّهُ كَانَ فِي خدمَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كَمَا ثَبت عَنهُ أَنه خدمه عشر سِنِين، وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَن ابْتِدَاء خدمته لَهُ حِين قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة، فَكَأَنَّهُ خرج مَعَه إِلَى بدر أَو خرج مَعَ عَمه زوج أمه أبي طَلْحَة، وَكَذَلِكَ جَابر ابْن عبد الله، فقد روى أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح، عَنهُ أَنه قَالَ: كنت أمنح المَاء لِأَصْحَابِي يَوْم بدر، وَذكر بَعضهم سعد بن مَالك السَّاعِدِيّ وَالِد سهل وَأَنه مَاتَ فِي الطَّرِيق، وَاخْتلف فِي سعد بن عبَادَة هَل شَهِدَهَا أَو رد لحَاجَة؟ فَإِذا وَقع التَّحْرِير فِي هَذَا يظْهر وَجه الِاخْتِلَاف فِي الْعدَد.