هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3904 حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا حُفِرَ الخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمَصًا شَدِيدًا ، فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي ، فَقُلْتُ : هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمَصًا شَدِيدًا ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ فَذَبَحْتُهَا ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ ، فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي ، وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا ، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : لاَ تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَنْ مَعَهُ ، فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا وَطَحَنَّا صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا ، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ ، فَصَاحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَهْلَ الخَنْدَقِ ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا ، فَحَيَّ هَلًا بِهَلّكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ ، وَلاَ تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ . فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي ، فَقَالَتْ : بِكَ وَبِكَ ، فَقُلْتُ : قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ ، فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ وَبَارَكَ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي ، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلاَ تُنْزِلُوهَا وَهُمْ أَلْفٌ ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا ، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3904 حدثني عمرو بن علي ، حدثنا أبو عاصم ، أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان ، أخبرنا سعيد بن ميناء ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهما قال : لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا ، فانكفأت إلى امرأتي ، فقلت : هل عندك شيء ؟ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا ، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ، ولنا بهيمة داجن فذبحتها ، وطحنت الشعير ، ففرغت إلى فراغي ، وقطعتها في برمتها ، ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه ، فجئته فساررته ، فقلت : يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا ، فتعال أنت ونفر معك ، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أهل الخندق ، إن جابرا قد صنع سورا ، فحي هلا بهلكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تنزلن برمتكم ، ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء . فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي ، فقالت : بك وبك ، فقلت : قد فعلت الذي قلت ، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ، ثم قال : ادع خابزة فلتخبز معي ، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف ، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا ، وإن برمتنا لتغط كما هي ، وإن عجيننا ليخبز كما هو
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Jabir bin `Abdullah:

When the Trench was dug, I saw the Prophet (ﷺ) in the state of severe hunger. So I returned to my wife and said, Have you got anything (to eat), for I have seen Allah's Messenger (ﷺ) in a state of severe hunger. She brought out for me, a bag containing one Sa of barley, and we had a domestic she animal (i.e. a kid) which I slaughtered then, and my wife ground the barley and she finished at the time I finished my job (i.e. slaughtering the kid). Then I cut the meat into pieces and put it in an earthenware (cooking) pot, and returned to Allah's Messenger (ﷺ) . My wife said, Do not disgrace me in front of Allah's Apostle and those who are with him. So I went to him and said to him secretly, O Allah's Messenger (ﷺ)! I have slaughtered a she-animal (i.e. kid) of ours, and we have ground a Sa of barley which was with us. So please come, you and another person along with you. The Prophet (ﷺ) raised his voice and said, O people of Trench ! Jabir has prepared a meal so let us go. Allah's Messenger (ﷺ) said to me, Don't put down your earthenware meat pot (from the fireplace) or bake your dough till I come. So I came (to my house) and Allah's Messenger (ﷺ) too, came, proceeding before the people. When I came to my wife, she said, May Allah do so-and-so to you. I said, I have told the Prophet (ﷺ) of what you said. Then she brought out to him (i.e. the Prophet (ﷺ) the dough, and he spat in it and invoked for Allah's Blessings in it. Then he proceeded towards our earthenware meat-pot and spat in it and invoked for Allah's Blessings in it. Then he said (to my wife). Call a lady-baker to bake along with you and keep on taking out scoops from your earthenware meat-pot, and do not put it down from its fireplace. They were onethousand (who took their meals), and by Allah they all ate, and when they left the food and went away, our earthenware pot was still bubbling (full of meat) as if it had not decreased, and our dough was still being baked as if nothing had been taken from it.

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4102] واقدحي من برمتكم أَيِ اغْرِفِي وَالْمِقْدَحَةُ الْمِغْرَفَةُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ وَأَقْعَدَهُمْ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَكَلُوا .

     قَوْلُهُ  وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ فِي رِوَايَةِ سَعِيدٍ فَأَقْسَمَ بِاللَّهِ لَأَكَلُوا أَيْ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءِ أَيْ رَجَعُوا وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ فَمَا زَالَ يُقَرِّبُ إِلَى النَّاسِ حَتَّى شَبِعُوا أَجْمَعُونَ وَيَعُودُ التَّنُّورُ وَالْقِدْرُ أَمْلَأَ مَا كَانَا .

     قَوْلُهُ  كُلِي هَذَا وَأَهْدِي بِهَمْزَةِ قَطْعٍ فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمَرْأَةِ مِنَ الْهَدِيَّةِ ثُمَّ بَيَّنَ سَبَبَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ كُلِي وَأَهْدِي فَلَمْ نَزَلْ نَأْكُلُ وَنُهْدِي يَوْمَنَا أَجْمَعَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ فَأَكَلْنَا نَحْنُ وَأَهْدَيْنَا لِجِيرَانِنَا فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ ذَلِكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي تَكْثِيرِ الطَّعَامِ الْقَلِيلِ أَيْضًا فِي قِصَّةٍ أُخْرَى بِمَا يُغنيعَنِ الْإِعَادَةِ الْحَدِيثُ الْخَامِسُ حَدِيثُ جَابِرٍ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  أَبُو عَاصِمٍ هُوَ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ هُنَا بِوَاسِطَةٍ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِهِ فَكَأَنَّ هَذَا فَاتَهُ سَمَاعُهُ مِنْهُ كَغَيْرِهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِيهَا وَاسِطَةٌ .

     قَوْلُهُ  خَمَصًا بِمُعْجَمَةٍ وَمِيمٍ مَفْتُوحَتَيْنِ وَصَادٍ مُهْمَلَةٍ وَقَدْ تُسَكَّنُ الْمِيمُ وَهُوَ خُمُوصُ الْبَطْنِ .

     قَوْلُهُ  فَانْكَفَيْتُ بِفَاءٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ أَيِ انْقَلَبْتُ وَأَصْلُهُ انْكَفَأْتُ بِهَمْزَةٍ وَكَأَنَّهُ سَهَّلَهَا .

     قَوْلُهُ  إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بِغَيْرِ هَمْزٍ هُوَ هُنَا الصَّنِيعُ بِالْحَبَشِيَّةِ وَقِيلَ الْعُرْسُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَى الْبِنَاءِ الَّذِي يُحِيطُ بِالْمَدِينَةِ.

.
وَأَمَّا الَّذِي بِالْهَمْزِ فَهُوَ الْبَقِيَّةُ .

     قَوْلُهُ  فَحَيَّهَلا بِكُمْ هِيَ كَلِمَةُ اسْتِدْعَاءٍ فِيهَا حَثٌّ أَيْ هَلُمُّوا مُسْرِعِينَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْقَابِسِيِّ أَهْلًا بِكُمْ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَالصَّوَابُ حَذْفُهَا .

     قَوْلُهُ  وَهُمْ أَلْفٌ أَيِ الَّذِينَ أَكَلُوا وَفِي رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُمْ كَانُوا تِسْعَمِائَةٍ أَوْ ثَمَانِمِائَةٍ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ كَانُوا ثَمَانَمِائَةٍ أَوْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ كَانُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَالْحُكْمُ لِلزَّائِدِ لِمَزِيدِ عِلْمِهِ لِأَنَّ الْقِصَّةَ مُتَّحِدَةٌ .

     قَوْلُهُ  وَانْحَرَفُوا أَيْ مَالُوا عَنِ الطَّعَامِ .

     قَوْلُهُ  لَتَغِطُّ بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الطَّاء الْمُهْملَة أَن تغلي وتفور

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [ قــ :3904 ... غــ :4102] واقدحي من برمتكم أَيِ اغْرِفِي وَالْمِقْدَحَةُ الْمِغْرَفَةُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ وَأَقْعَدَهُمْ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَكَلُوا .

     قَوْلُهُ  وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ فِي رِوَايَةِ سَعِيدٍ فَأَقْسَمَ بِاللَّهِ لَأَكَلُوا أَيْ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءِ أَيْ رَجَعُوا وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ فَمَا زَالَ يُقَرِّبُ إِلَى النَّاسِ حَتَّى شَبِعُوا أَجْمَعُونَ وَيَعُودُ التَّنُّورُ وَالْقِدْرُ أَمْلَأَ مَا كَانَا .

     قَوْلُهُ  كُلِي هَذَا وَأَهْدِي بِهَمْزَةِ قَطْعٍ فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمَرْأَةِ مِنَ الْهَدِيَّةِ ثُمَّ بَيَّنَ سَبَبَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ كُلِي وَأَهْدِي فَلَمْ نَزَلْ نَأْكُلُ وَنُهْدِي يَوْمَنَا أَجْمَعَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ فَأَكَلْنَا نَحْنُ وَأَهْدَيْنَا لِجِيرَانِنَا فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ ذَلِكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي تَكْثِيرِ الطَّعَامِ الْقَلِيلِ أَيْضًا فِي قِصَّةٍ أُخْرَى بِمَا يُغني عَنِ الْإِعَادَةِ الْحَدِيثُ الْخَامِسُ حَدِيثُ جَابِرٍ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  أَبُو عَاصِمٍ هُوَ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ هُنَا بِوَاسِطَةٍ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِهِ فَكَأَنَّ هَذَا فَاتَهُ سَمَاعُهُ مِنْهُ كَغَيْرِهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِيهَا وَاسِطَةٌ .

     قَوْلُهُ  خَمَصًا بِمُعْجَمَةٍ وَمِيمٍ مَفْتُوحَتَيْنِ وَصَادٍ مُهْمَلَةٍ وَقَدْ تُسَكَّنُ الْمِيمُ وَهُوَ خُمُوصُ الْبَطْنِ .

     قَوْلُهُ  فَانْكَفَيْتُ بِفَاءٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ أَيِ انْقَلَبْتُ وَأَصْلُهُ انْكَفَأْتُ بِهَمْزَةٍ وَكَأَنَّهُ سَهَّلَهَا .

     قَوْلُهُ  إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بِغَيْرِ هَمْزٍ هُوَ هُنَا الصَّنِيعُ بِالْحَبَشِيَّةِ وَقِيلَ الْعُرْسُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَى الْبِنَاءِ الَّذِي يُحِيطُ بِالْمَدِينَةِ.

.
وَأَمَّا الَّذِي بِالْهَمْزِ فَهُوَ الْبَقِيَّةُ .

     قَوْلُهُ  فَحَيَّهَلا بِكُمْ هِيَ كَلِمَةُ اسْتِدْعَاءٍ فِيهَا حَثٌّ أَيْ هَلُمُّوا مُسْرِعِينَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْقَابِسِيِّ أَهْلًا بِكُمْ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَالصَّوَابُ حَذْفُهَا .

     قَوْلُهُ  وَهُمْ أَلْفٌ أَيِ الَّذِينَ أَكَلُوا وَفِي رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُمْ كَانُوا تِسْعَمِائَةٍ أَوْ ثَمَانِمِائَةٍ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ كَانُوا ثَمَانَمِائَةٍ أَوْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ كَانُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَالْحُكْمُ لِلزَّائِدِ لِمَزِيدِ عِلْمِهِ لِأَنَّ الْقِصَّةَ مُتَّحِدَةٌ .

     قَوْلُهُ  وَانْحَرَفُوا أَيْ مَالُوا عَنِ الطَّعَامِ .

     قَوْلُهُ  لَتَغِطُّ بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الطَّاء الْمُهْملَة أَن تغلي وتفور

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3904 ... غــ : 4102 ]
- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَمَصًا شَدِيدًا فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَىْءٌ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: لاَ تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِمَنْ مَعَهُ، فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا وَطَحَنَّا صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ فَصَاحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لاَ تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ وَلاَ تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ» فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ فَقُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ وَبَارَكَ ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ
مَعِي وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلاَ تُنْزِلُوهَا» وَهُمْ أَلْفٌ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( عمرو بن علي) بفتح العين وسكون الميم ابن بحر الصيرفي البصري قال: ( حدّثنا أبو عاصم) الضحاك بن مخلد شيخ المؤلّف أيضًا قال: ( أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان) بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي المكي قال: ( أخبرنا سعيد بن مينا) بكسر العين ومينا بكسر الميم وسكون التحتية وبعد النون ألف ممدود ومقصور ( قال: سمعت جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- قال: لما حفر الخندق) بضم الحاء مبنيًا للمفعول وتاليه نائب الفاعل ( رأيت بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خمصًا شديدًا) بفتح الخاء المعجمة والميم وبالصاد المهملة ضمور البطن من الجوع ( فانكفأت) بالهمزة وقد تبدل ياء لكن قال الحافظ أبو ذر: صوابه فانكفأت بالهمزة، وقال في التنقيح: أصله الهمزة من كفأت الإناء ويسهل.
قال في المصابيح: لكن ليس القياس في تسهيل مثله إبدال الهمزة ياء أي انقلبت ( إلى امرأتي) سهيلة ( فقلت) لها ( هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خمصًا شديدًا فأخرجت إليّ) بتشديد التحتية ( جرابًا) بكسر الجيم ( فيه صاع من شعير ولنا بهيمة) بضم الموحدة وفتح الهاء مصغر بهمة وهي الصغير من أولاد الغنم ( داجن) بكسر الجيم من الغنم ما يربى في البيوت ولا يخرج إلى المرعى من الدجن وهو الإقامة بالمكان ولا تدخله التاء لأنه صار اسمًا للشاة وخرج عن الوصفية ( فذبحتها) أنا بسكون الحاء وضم التاء ( وطحنت) امرأتي ( الشعير) وسقط الشعير لأبي ذر وابن عساكر ( ففرغت) من طحن الشعير ( إلى) أي مع ( فراغي) من ذبح البهيمة ( وقطعتها في برمتها ثم وليت) أي رجعت ( إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت) سهيلة عقب رجوعي إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( لا تفضحني) بفتح الفوقية والضاد المعجمة بينهما فاء ساكنة ( برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبمن معه فجئته) ولأبي ذر عن الكشميهني: ومن معه فجئت بحذف الموحدة من قوله: وبمن والضمير من فجئته ( فساررته فقلت) له سرًا ( يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا) ولأبي ذر وابن عساكر: وطحنت أي امرأته ( صاعًا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك) دون العشرة من الرجال ( فصاح النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال) :
( يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سؤرًا) بضم السين المهملة وبعد الهمزة الساكنة راء كذا في الفرع بالهمزة وفي اليونينية وغيرها بتركها الطعام الذي يدعى إليه أو الطعام مطلقًا وهي لفظة فارسية.
قال الطيبي: وقد تظاهرت أحاديث صحيحة بأن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تكلم بالألفاظ الفارسية أي كقوله للحسن - رضي الله تعالى عنه - "كخ" ولعبد الرحمن "مهيم" أي ما هذا؟ ولأم خالد "سنا سنا" يعني حسنة وهو يدل على جوازه، وأما سؤر بالهمزة فهو البقية ( فحيّ هلا بكم) بالحاء المهملة وتشديد التحتية وهلا بفتح الها واللام المنونة مخففة كلمة استدعاء فيها حث أي: هلموا مسرعين ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) لجابر: ( لا تنزلن) بضم الفوقية وكسر الزاي وضم اللام ( برمتكم) نصب على المفعولية ولأبي ذر: لا تنزلن بفتح الزاي واللام مبنيًا للمفعول برمتكم رفع مفعول ناب
عن فاعله ( ولا تخبزن) بفتح الفوقية وكسر الموحدة وضم الزاي وتشديد النون ( عجينكم) نصب، ولأبي ذر: ولا يخبزن بضم التحتية وفتح الموحدة والزاي عجينكم رفع ( حتى أجيء) إلى منزلكم.

قال جابر: ( فجئت وجاء رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقدم الناس) بضم الدال ( حتى جئت امرأتي فقالت) لما رأت كثرة الناس وقلة الطعام: ( بك وبك) أي فعل الله بك كذا وفعل بك كذا فالباء تتعلق بمحذوف ( فقلت) لها: ( قد فعلت الذي قلت) من إخباره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بقلة الطعام وقولك لا تفضحني ( فأخرجت) أي المرأة ( له) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( عجينًا فبصق فيه) بالصاد ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر: فبسق بالسين ويقال بالزاي أيضًا، لكن قال النووي بالصاد في أكثر الأصول وفي بعضها بالسين المهملة وهي لغة قليلة، وفي القاموس البصاق كغراب والبساق والبزاق ماء الفم إذا خرج منه وما دام فيه فريق ( وبارك) في العجين أي دعا فيه بالبركة ( ثم عمد) بفتح الميم قصد ( إلى برمتنا فبصق) بالصاد ولأبي ذر عن الحموي والمستملي فيه أي في الطعام، ولأبي ذر عن الكشميهني فيها أي في البرمة ( وبارك) في الطعام ( ثم قال) عليه الصلاة والسلام: ( ادع خابزة) كذا في اليونينية وغيرها وفي الفرع: ادع لي خابزة ( فلتخبز معي) بسكون اللام ( واقدحي) بسكون القاف وفتح الدال وكسر الحاء المهملتين أي اغرفي ( من برمتكم) والمغرفة تسمى المقدحة وقدح من المرق غرف منه ( ولا تنزلوها) بضم الفوقية وكسر الزاي أي البرمة من فوق الأثافي ( وهم) أي والحال أن القوم الذين كانوا ( ألف) والحكم للزائد لمزيد علمه فلا يقدح ما روي أنهم كانوا تسعمائة أو ثلاثمائة.

قال جابر: ( فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا) أي مالوا عن الطعام ( وإن برمتنا لتغط) بكسر الغين المعجمة وتشديد الطاء المهملة أي ممتلئة تفور بحيث يسمع لها غطيط ( كما هي وإنّ عجيننا ليخبز كما هو) أي لم ينقص من ذلك شيء وما في "كما" كافة وهي مصححة لدخول الكاف على الجملة وهي مبتدأ والخبر محذوف أي كما هي قبل ذلك وهذا علم من أعلام نبوته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

والحديث قد سبق مختصرًا في الجهاد.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3904 ... غــ :4102 ]
- حدَّثني عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ حدَّثنا أبُو عاصِمٍ أخبرَنا حَنْظَلَةُ بنُ أبِي سُفْيَانَ أخْبرَنَا سَعِيدُ ابنُ مِينَاءَ قَالَ سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قَالَ لَمَّا حُفِرَ الخَنْدَقُ رأيْتُ بالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَمَصَاً شَدِيدَاً افانْكَفَأتُ إِلَى امْرَأتِي فقُلْتُ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ فإنِّي رأيْتُ بِرَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَمَصَاً شَدِيدَاً فأخْرَجتُ إلَيَّ جِرَابَاً فِيهِ صاعٌ مِنْ شَعِيرٍ ولَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ فذَبَحْتُهَا وطَحَنَتِ الشَّعِيرَ ففَرَغَتْ إلَى فَرَاغِي وقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا ثُمَّ وَلَّيْتُ إلَى رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقالَتْ لاَ تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبِمَنْ معَهُ فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ يَا رسُولَ الله ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا وطَحنَّا صَاعا مِنْ شَعِيرٍ كانَ عِنْدَنَا فتَعَالَ أنْتَ ونفَرٌ مَعَكَ فَصاحَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا أهل الخَنْدَق إِن جَابر قد صنع سورا فحيَّ هلا بكم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لاَ تُنْزِلُنَّ بِرُمَتَكُمْ ولاَ تُخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أجِىءَ فَجِئْتُ وجَاءَ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأتِي فقالَتْ بِكَ وبِكَ فقُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قلْتِ فأخْرَجَتْ لَهُ عَجِينَاً فبَصَقَ فِيهِ وبارَكَ ثُمَّ عَمَدَ إلَى بُرْمَتَيْنَا فبَصَقَ وبارَكَ ثُمَّ قَالَ ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعَكِ واقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلاَ تُنْزِلُوهَا وهُمْ ألْفٌ فأُقُسِمُ بِاللَّه لَقَدْ أكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وانْحَرَفُوا وإنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كمَا هِيَ وإنَّ عَجِينَنَا لَيُخبَزُ كَما هُوَ.
.


حَتَّى ص 181
هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث جَابر الْمَذْكُور أخرجه عَن عَمْرو بن عَليّ بن بَحر الْبَصْرِيّ الصَّيْرَفِي عَن أبي عَاصِم الضَّحَّاك بن مخلد وَهُوَ شيخ البُخَارِيّ أَيْضا، روى عَنهُ هُنَا بالواسطة، وَسَعِيد بن ميناء، بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالنون مَقْصُورا وممدوداً.

والْحَدِيث مضى فِي الْجِهَاد مُخْتَصرا بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد فِي: بابُُ من تكلم بِالْفَارِسِيَّةِ والرطانة.

قَوْله: ( خمصاً) بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْمِيم وَقد تسكن وبالصاد الْمُهْملَة: وَهُوَ الْجُوع.
قَوْله: ( فَانْكَفَأت) أَي: انقلبت وَأَصله بِالْهَمْزَةِ وَفِي بعض النّسخ، فانكفيت، بِدُونِ الْهمزَة.
قَوْله: ( بَهِيمَة) بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة تَصْغِير بهمة وَهِي الصَّغِيرَة من أَوْلَاد الْغنم.
قَوْله: ( دَاجِن) بِكَسْر الْجِيم: وَهُوَ من أَوْلَاد الْغنم يربى فِي الْبيُوت وَلَا يخرج إِلَى المرعى، واشتقاقه من الدجن وَهُوَ الْإِقَامَة بِالْمَكَانِ، وَلم تدخل التَّاء فِيهِ لِأَنَّهُ صَار إسماً للشاة.
قَوْله: ( وطحنت) أَي: امْرَأَة جَابر.
قَوْله: ( ففرغت إِلَى فراغي) أَي: فرغت امْرَأَتي من طحن الشّعير مَعَ فراغي من ذبح الْبَهِيمَة، والفراغ بِفَتْح الْفَاء مصدر فرغت من الشّغل فروغاً وفراغاً، قَوْله: ( ثمَّ وليت) أَي: رجعت.
قَوْله: ( فَقَالَت) أَي: عقيب رجوعي إِلَى رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَت امْرَأَتي: لَا تفضحني.
قَوْله: ( فساررته) أَي: قلت لَهُ سرا.
قَوْله: ( فتعال) بِفَتْح اللَّام: أَمر من تَعَالَى يتعالى تعالياً، وَهُوَ الِارْتفَاع.
قَوْله: ( سوراً) بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو بِغَيْر همز وَمَعْنَاهُ: الصَّنِيع، بالحبشية، وَقيل: مَعْنَاهُ الْعرس بِالْفَارِسِيَّةِ، وَيُطلق أَيْضا على الْبناء الَّذِي يُحِيط بِالْمَدِينَةِ، وَأما السؤر بِالْهَمْزَةِ وَهُوَ الْبَقِيَّة وَالَّذِي يحفظ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مِمَّا تكلم بِهِ الأعجمية هَذِه اللَّفْظَة.
وَقَوله لِلْحسنِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: كخ، ولعَبْد الرَّحْمَن: مَهيم، أَي: مَا هَذَا ولأم خَالِد: سنا سنا، يَعْنِي: حسنه، وَذكر ابْن فَارس أَن معنى: معِين.
مَا حالك وَمَا شَأْنك؟ وَلم يذكر أَنَّهَا أَعْجَمِيَّة،.

     وَقَالَ  الْهَرَوِيّ: إِنَّهَا كلمة يَمَانِية.
قَوْله: ( فحي هلا بكم) هِيَ كلمة استدعاء فِيهَا حث.
أَي: هلموا مُسْرِعين، وَمِنْه: حَيّ على الصَّلَاة، بِمَعْنى: هلموا، وفيهَا لُغَات.
يُقَال: حيهل بفلان، وحيهلا بِزِيَادَة الْألف، وحيهلا بِالتَّنْوِينِ للتنكير، وحيهلا بتَخْفِيف الْيَاء وروى: حيهل بِالتَّشْدِيدِ وَسُكُون الْهَاء.
قَوْله: ( يقدم النَّاس) بِضَم الدَّال.
قَوْله: ( فَقَالَت: بك وَبِك) الْبَاء فِيهِ تتَعَلَّق بِمَحْذُوف تَقْدِيره: فعل الله بك كَذَا وَكَذَا حَيْثُ أتيت بناس كثير وَالطَّعَام قَلِيل.
وَذَلِكَ مُوجب للخجلة.
قَوْله: ( فبصق) وَجَاء فِيهِ: بزق وبسق بِالسِّين وَالزَّاي.
قَوْله: ( ثمَّ عمد) بِكَسْر الْمِيم أَي: قصد.
قَوْله: ( وَبَارك) أَي: دَعَا بِالْبركَةِ.
قَوْله: ( واقدحي) أَي: اغرفي، يُقَال: قدح الْقدر إِذا غرف مَا فِيهَا، والقدحة الغرفة.
قَوْله: ( وهم ألف) أَي: وَالْحَال أَن الْقَوْم ألف، وَفِي رِوَايَة أبي نعيم فِي ( الْمُسْتَخْرج) : إِنَّهُم كَانُوا سَبْعمِائة أَو ثَمَانمِائَة، وَالْحكم للزائد لزِيَادَة عمله.
قَوْله: ( وانحرفوا) أَي: مالوا عَن الطَّعَام.
قَوْله: ( لتغط) بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الطَّاء الْمُهْملَة أَي: تغلي وتفور من الامتلاء فَيسمع غطيطها، وَهُوَ من معجزات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.