هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4121 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا بُنَيَّ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4121 حدثنا محمد بن عبيد الغبري ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي عثمان ، عن أنس بن مالك ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Anas b Malik reported that Allah's Messenger (ﷺ) addressed me:

O My Son.

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [2151] ( يابنى ولِلْمُغِيرَةِ أَيْ بُنَيَّ) هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ وَكَسْرِهَا وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعِ الْأَكْثَرُونَ بِالْكَسْرِ وَبَعْضُهُمْ بِإِسْكَانِهَا وَفِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ جَوَازُ قَوْلِ الْإِنْسَانِ لِغَيْرِ ابْنِهِ مِمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ سِنًّا منه يا ابنى ويا بني مصغرا وياولدى وَمَعْنَاهُ تَلَطَّفْ وَإِنَّكَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ وَلَدِي فِي الشَّفَقَةِ وَكَذَا يُقَالُ لَهُ وَلِمَنْ هُوَ فِي مثل سن المتكلم ياأخى لِلْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَإِذَا قَصَدَ التَّلَطُّفَ كَانَ مُسْتَحَبًّا كَمَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

     قَوْلُهُ  صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّجَّالِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني.

المعنى العام

كان العرب وغيرهم من الأمم يهتمون بمولودهم الذكر، يفرحون بقدومه، ويتسابقون إلى تسميته بأعز ما يحبون من الأسماء، ويختارون له المرضعة والحاضنة، بل والبيئة التي يعيش فيها فترة رضاعته، ليترعرع نجيباً شجاعاً وعلى أحسن ما يطمحون من صفات عالية، وأخلاق راقية، وكانوا يذبحون عند ولادته وينحرون، ويقيمون الولائم، ويكرمون المبشرين به.

أما الأنثى عند العرب فلم يكن لها شيء من هذا التكريم، بل كان يصاحب قدومها العبوس والانقباض، حتى قالت أمها يوم ولادتها:

ما لأبي حمزة لا يأتينا
يظل في البيت الذي يلينا

غضبان أن لا نلد البنينا
والله ما ذلك في أيدينا

ونحن كالأرض لزارعينا

وحتى وصل بعض العرب إلى وأد البنت، ودفنها حية، مخافة العار والحاجة.

وجاء الإسلام، فلم ينتزع منهم حبهم للذكر، ولا الاحتفاء بقدومه، فكل ما كانوا يفعلونه من أجله فضيلة والفضائل من شعائر الإسلام، ولو كانت جاهلية، أما الرذائل التي كانت توجه للطفلة البريئة فقد حاربها الإسلام بقوة، ويكفي في ذلك قوله تعالى: { { وإذا الموءودة سئلت* بأي ذنب قتلت } } [التكوير: 8، 9] ؟ وقوله تعالى { { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهم كظيم* يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون } } [النحل: 58، 59] .

ولم يقف الإسلام عند رفع المذلة والإهانة عن الطفلة البريئة والصبية والمرأة، بل أعطاها حقوقاً كثيرة كريمة، فعن الطفلة اختار لها الأسماء الحسنة، كما يختار للذكر، وقد مر بنا أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم ابنة لعمر رضي الله عنه من اسم عاصية إلى اسم جميلة.

وشرع العقيقة والذبيحة للبنت عند قدومها، فقد أخرج أصحاب السنن من حديث أم كرز أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن العقيقة؟ فقال: عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة وروى البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اليهود كانت تعق عن الغلام كبشاً، ولا تعق عن الجارية، فعقوا عن الغلام كبشين، وعن الجارية كبشاً وعند أحمد العقيقة حق، عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة بل ذهب الإمام مالك إلى أن عقيقة الأنثى كعقيقة الذكر، فيعق عن كل منهما شاة.

نعم.
أبقى الإسلام ميزات الطفل الذكر وحب الناس له، بل زادها بتبريكه عند الرجل الصالح، وليس هناك من هو أصلح، وترجى بركته من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان، فيدعو لهم بالبركة ويمضغ تمرة بفمه، ثم ينقلها إلى فم الطفل، ليكون ريقه صلى الله عليه وسلم من أول الأشياء التي تدخل جوف الصبي، فتحل فيه بركته صلى الله عليه وسلم، وتسابقت الوالدات في الحصول على هذه البركة لأطفالهن، وها هي أم سليم، زوج أبي طلحة الأنصاري، أم أنس رضي الله عنه تلد غلاماً.
فتقول لابنها أنس: احمل هذا الطفل، واذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وخذ معك تمرات، ليمضغها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيلقيها في فمه، حتى يكون أول شيء يدخل جوف الصبي ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل أنس، وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مضغ التمرات، وفتح فم الصبي، فوضعها في فمه، فأخذ الطفل يلعب بلسانه، لتدخل جوفه، ثم أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه في فم الصبي، وأخذ يديره في حلقه مع عجينة التمر، يحنكه بها، وهو يدعو له بالبركة، وسماه عبد الله، فكان أن ولد لعبد الله هذا عشرة ذكور، كلهم يحفظون القرآن.

وهذه أسماء بنت أبي بكر زوج الزبير بن العوام، تهاجر إلى المدينة مع أختها عائشة، ومع فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، تهاجر وهي حامل في شهرها الأخير، فتلد في قباء، فتحمل ابنها إلى المدينة، وإلى بيت أبيها أبي بكر، وتبحث عائشة في البيت عن تمرة، فلا تجد تمرة في البيت إلا بعد جهد جهيد، فتأخذ الطفل والتمرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمضغ التمرة، ويحنك بها الطفل، ويدعو له، ويباركه، ويسميه عبد الله، وكان عبد الله هذا أول مولود يولد للمهاجرين بالمدينة، فقد مكثوا شهوراً دون أن يولد لهم، حتى قيل: إن اليهود سحرتهم، فلا يولد لهم، فلما علم المسلمون بمولد عبد الله بن الزبير، فرحوا وكبروا تكبيرة ارتجت لها المدينة.

وهذا أبو أسيد، تلد زوجته، فيحمل الطفل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركه، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنذر.

فما أعظم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وما أشد تواضعه، يحمل الأطفال، ويضعها في حجره، ويحنكها ويباركها، ويدعو لها، أما الأطفال الذين هم فوق سن الرضاعة فكان يمازحهم، ويتبسط معهم ويكنيهم، ويداعبهم، ويدعوهم بقوله: يا بني.

فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المباحث العربية

( تحنيك المولود) أي مضغ الشيء ووضعه في فم الطفل، ودلك حنكه به، يضع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل، ويقوى عليه.

( ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد) في الرواية الثانية عن أنس قال: إن أم سليم ولدت غلاماً، فقال لي أبو طلحة: احمله، حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثت معه بتمرات ليحنكه بها، وكانت تعلم استحباب التحنيك، وفي الكلام التفات من المتكلم إلى الغيبة، وكان الأصل أن يقول: فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثت معي بتمرات، وفي رواية البخاري فولدت غلاماً، فقال لي أبو طلحة: احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسلت معه بتمرات فالآمر لأنس زوج أمه، أبو طلحة، وقد سبق في باب وسم الحيوان قال أنس: لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام، فلا يصيبن شيئاً حتى تغدون به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يحنكه، قال: فغدوت...
فالآمر لأنس أمه، أم سليم.
ولا تعارض حيث يمكن أن يكون الأمر منهما معاً، أو أنه من أحدهما، ونسب إلى الآخر لموافقته.

( ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عباءة) قال النووي: العباءة معروفة، ويقال فيها عباية بالياء، وجمع العباءة العباء.
اهـ وعند مسلم في باب وسم الحيوان فغدوت فإذا هو في الحائط، وعليه خميصة جونية.

( يهنأ بعيراً له) أي يطليه بالقطران، والمصدر الهناء، بكسر الهاء، يقال: هنأت البعير، أهنأه، وعند مسلم في باب وسم الحيوان وهو يسم الظهر الذي قدم عليه في الفتح وفي رواية أخرى لمسلم وهو يسم غنماً ولعله كان في المربد يفعل الأمور الثلاثة.

( فقال: هل معك تمر؟ فقلت: نعم، فناولته تمرات) في الرواية الثانية فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أمعه شيء حلو أحنكه به؟ قالوا أي قال أنس ومن معه من أهله نعم.
تمرات مبتدأ، والخبر محذوف، أي معه تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم.

( فألقاهن في فيه) أي ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم التمرات في فم نفسه.

( فلاكهن) أي مضغهن، وفي الرواية الثانية فمضغها قال أهل اللغة: اللوك مختص بمضغ الشيء الصلب.

( ثم فغر فا الصبي، فمجه في فيه) أي مج الممضوغ، وفغر بفتح الفاء والغين، أي فتح فم الصبي وطرح فيه ما مضغه، وفي الرواية الثانية فمضغها ثم أخذها من فيه أي بيده فجعلها في في الصبي.

( فجعل الصبي يتلمظه) أي يتلمظ هذا الممضوغ، أي يحرك لسانه، ليتتبع ما في فمه من آثار التمر، والتلمظ واللمظ فعل ذلك باللسان، يقصد به فاعله تنقية الفم من بقايا الطعام، وكذلك ما على الشفتين، وأكثر ما يفعل ذلك في شيء يستطيبه، ويقال: تلمظ يتلمظ تلمظاً، ولمظ يلمظ، بضم الميم، لمظاً، بإسكانها، ويقال لذلك الشيء الباقي في الفم: لماظة، بضم اللام، زاد في الرواية الثانية ثم حنكه أي دلك حنكه بإصبعه.

( حب الأنصار التمر) قال النووي: روي بضم الحاء وكسرها، فالكسر بمعنى المحبوب، كالذبح بمعنى المذبوح، مبتدأ وخبر، أي محبوب الأنصار التمر، قال: وأما من ضم الحاء فهو مصدر، منصوب على الأشهر، مفعول لفعل محذوف، والتمر منصوب، مفعول حب والتقدير: انظروا حب الأنصار التمر، وقد يكون مرفوعاً، والتمر منصوب أيضاً، فيكون مبتدأ خبره محذوف، أي حب الأنصار التمر لازم ومشهور.

( وسماه عبد الله) فعبد الله هذا هو خلف الصبي الذي مات، وذكرت قصته الرواية الثانية، وقد صرحت روايات بأن الصبي الذي مات هو أبو عمير، المذكور في الرواية التاسعة.

( هو أسكن مما كان) أسلوب تورية، وهو اختيار كلام له معنيان، قريب، وبعيد، يراد من المتكلم المعنى البعيد، ويفهم منه المخاطب المعنى القريب، فقولها: هو أسكن مما كان فهمه الزوج أن مرضه قد هان وسهل، وهو حي تحسنت حاله، وهي تريد أن سكن سكوناً لا حركة بعده.

( ثم أصاب منها) أي عشته وتعشت، ثم تصنعت له وتجملت، وتعرضت له، ليجامعها، فجامعها.

( فلما فرغ قالت: واروا الصبي) أي فلما فرغ من جماعها، قالت له: واروا الصبي، أي ادفنوه، فقد مات، وقيل: إنها أخفت موته في أول الليل، ولم تخبر زوجها إلا في آخر الليل، ليبيت مستريحاً بلا حزن.

( أعرستم الليلة) قال النووي: هو بإسكان العين، وهو كناية عن الجماع، قال الأصمعي والجمهور: يقال: أعرس الرجل، إذا دخل بامرأته، قالوا: ولا يقال فيه: عرس، بالتشديد، قال صاحب التحرير: روي أيضاً أعرستم بفتح العين وتشديد الراء، قال: وهي لغة، يقال: عرس بمعنى أعرس، قال: لكن قال أهل اللغة: أعرس أفصح من عرس في هذا.

قال النووي: وهذا السؤال للتعجب من صنيعها، وصبرها، وسروراً بحسن رضاها بقضاء الله تعالى، ثم دعا صلى الله عليه وسلم لهما بالبركة في ليلتها، فاستجاب الله تعالى ذلك الدعاء، وحملت بعبد الله بن أبي طلحة، وجاء من أولاد عبد الله إسحق وإخوته التسعة صالحين علماء.

( خرجت أسماء بنت أبي بكر، حين هاجرت، وهي حبلى بعبد الله بن الزبير) أخت عائشة لأبيها، وأمها قتيلة بنت عبد العزى، قرشية من بني عامر بن لؤي، ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، أسلمت قديماً، قيل: بعد سبعة عشر، وتزوجها الزبير بن العوام، وهي المعروفة بذات النطاقين، وفي الصحيح عنها، قالت: تزوجني الزبير، وما له في الأرض مال، ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسومه، وأدق النوى لناضحه، وكنت أنقل النوى على رأسي من أرض الزبير.... خرج الزبير إلى الشام قبيل هجرتها، وهي حبلى بعبد الله بن الزبير، تقول في الرواية الخامسة حملت بعبد الله بن الزبير بمكة، فخرجت وأنا متم أي وأنا متممة فترة الحمل، تسعة أشهر، وكانت هجرتها في السنة الأولى.

( فقدمت قباء، فنفست بعبد الله بقباء) في الرواية الخامسة فأتيت المدينة، فنزلت بقباء أي فقاربت المدينة، وأشرفت عليها، ونفست بضم النون وكسر الفاء وسكون السين، أي أصابني النفاس والوضع.

( ثم خرجت حين نفست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليحنكه) في ملحق الرواية الخامسة أنها هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي حبلى بعبد الله بن الزبير أي بدأت الهجرة من مكة، وهي حبلى، ووضعت في قباء، وتوجهت إلى المدينة، فنزلت هي وأختها عائشة وغيرهما ممن هاجر معهما من آل الصديق، فقد ذكر ابن إسحق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة بعث زيد بن حارثة، فأحضر زوجته سودة بنت زمعة وبنته فاطمة وأم كلثوم وأم أيمن، زوج زيد بن حارثة، وابنها أسامة وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر، ومعه أمه أم رومان، وأختاه عائشة وأسماء، فقدموا والنبي صلى الله عليه وسلم يبني مسجده على أبيها أبي بكر، والظاهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي انتقل إلى بيت أبي بكر، فالمراد من خروجها إليه خروجها من حجرتها إلى حجرته، لأن البحث عن تمرة كان في بيت أبي بكر، لأن عائشة لم تكن تزوجت بعد وما كان لها أن تبحث عن تمرة في بيت سودة وفي رواية البخاري فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره وفي رواية أخرى له أتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أن يكون مع أمه آخرون.

( ثم دعا بتمرة، قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها) أي لعدم وجود التمر، بسبب شدة الحاجة.

( فمضغها، ثم بصقها في فيه) في الرواية الخامسة فمضغها، ثم تفل في فيه أي تفل وبصق على إصبعه بالتمرة، ثم أدخلها في فم الطفل، ويحتمل أنه وضع فمه صلى الله عليه وسلم على فم الطفل، ثم دفع التمرة الممضوغة.

( ثم مسحه، وصلى عليه) أي مسح بيده على جسم الطفل، ودعا له، وفي الرواية الخامسة ثم دعا له، وبرك عليه بفتح الباء وتشديد الراء المفتوحة، أي قال: بارك الله فيه.

( وكان أول مولود ولد في الإسلام) قال النووي: يعني أول من ولد في الإسلام بالمدينة، من أولاد المهاجرين.
اهـ ولا بد من هذه القيود، فقد ولد قبله في غير المدينة للمهاجرين عبد الله بن جعفر، ولد في الحبشة، وولد بالمدينة للأنصار قبله بعد الهجرة النعمان بن بشير، روي أن المهاجرين فرحوا بمولده فرحاً شديداً، لأن اليهود كانوا يقولون: سحرناهم، حتى لا يولد لهم، روى ابن سعد لما قدم المهاجرون المدينة أقاموا لا يولد لهم فقالوا: سحرتنا اليهود، حتى كثرت في ذلك القالة، فلما ولد عبد الله بن الزبير كبروا تكبيرة واحدة، حتى ارتجت المدينة تكبيراً.

( ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان، ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم) قال النووي: هذه بيعة تبريك وتشريف، لا بيعة تكليف.
اهـ

( فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه) قال النووي: هذه اللفظة رويت على وجهين: أحدهما: فلها، بفتح الفاء واللام والهاء، والثانية فلهي بكسر الهاء والياء، والأولى لغة طي، والثانية لغة الأكثرين، ومعناه اشتغل بشيء بين يديه، وأما لها من اللهو فبفتح الهاء لا غير، ومضارعها يلهو، والأشهر في الرواية هنا كسر الهاء، وهي لغة أكثر العرب، واتفق أهل الغريب والشراح على أن معناه اشتغل.

( فأمر أبو أسيد بابنه) قال النووي: المشهور في أبي أسيد ضم الهمزة وفتح السين، ولم يذكر الجماهير غيره، قال القاضي: وحكي أنه بفتح الهمزة، قال أحمد بن حنبل: وبالضم قال عبد الرزاق ووكيع، وهو الصواب، واسمه مالك بن أبي ربيعة.

( فأقلبوه) أي ردوه وصرفوه، قال النووي: في جميع نسخ صحيح مسلم فأقلبوه بالألف، وأنكره جمهور أهل اللغة والغريب وشراح الحديث، وقالوا: صوابه قلبوه بحذف الألف، قالوا: يقال: قلبت الصبي والشيء، أي صرفته ورددته، ولا يقال: أقلبته، وذكر صاحب التحرير أن أقلبوه بالألف لغة قليلة، فأثبتها لغة.

( فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي انتبه من شغله وفكره الذي كان فيه.

( فسماه يومئذ المنذر) قال النووي: قالوا: وسبب تسمية النبي صلى الله عليه وسلم هذا المولود المنذر لأن ابن عم أبيه، المنذر بن عمرو كان قد استشهد ببئر معونة، وكان أميرهم، فأراد التفاؤل بأن يكون خلفاً له.

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً) قاله أنس توطئة لما يريد أن يذكره من قصة الصبي، وفي رواية إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا وعند أحمد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور أم سليم وفي رواية قال أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اختلط بنا أهل البيت يعني بيت أبي طلحة وأم سليم، وعند أبي يعلى كان النبي صلى الله عليه وسلم يغشانا ويخالطنا وعند النسائي عن أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي أبا طلحة كثيراً وعند أبي يعلى عن أنس قال: كان يأتي أم سليم، وينام على فراشها ولابن سعد كان يزور أم سليم، فتتحفه بالشيء، تصنعه له.

( وكان لي أخ يقال له: أبو عمير) بالتصغير، وعند أحمد أخ صغير وهو أخو أنس بن مالك من أمه، وعند أحمد وكان لها من أبي طلحة ابن يكنى أبا عمير.

( قال: أحسبه قال: كان فطيماً) عند البخاري قال: أحسبه فطيماً قال الحافظ ابن حجر: في بعض النسخ فطيم بغير ألف، وهو محمول على طريقة من يكتب المنصوب المنون بلا ألف، والأصل فطيم بالرفع، لأنه صفة أخ، وهو مرفوع، لكن تخلل بين الصفة والموصوف أحسبه والفطيم بمعنى مفطوم، أي انتهى إرضاعه.

( فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه قال: أبا عمير، ما فعل النغير؟) في رواية فكان إذا جاء لأم سليم يمازحه وعند أحمد يضاحكه وفي رواية يهازله وعند أبي عوانة يفاكهه زاد في رواية فجاء يوماً وقد مات نغيره، الذي كان يلعب به زاد في رواية فوجده حزيناً وفي رواية فسأل عنه، فأخبرته وفي رواية فقال: ما شأن أبي عمير حزيناً وفي رواية فقالت أم سليم: ماتت صعوته التي كان يلعب بها، فقال: أي أبا عمير.
مات النغير؟ وفي رواية فجعل يمسح رأسه ويقول: أبا عمير.
ما فعل النغير والنغير مصغر، وهو طير صغير معروف، يشبه العصفور، له منقار أحمر، واحده نغرة وجمعه نغران.

( وما ينصبك منه؟) أي ماذا يتعبك منه؟ والرواية هنا بضم الياء، مضارع أنصب بمعنى نصب يقال: نصب الشيء فلاناً بفتح الصاد، ينصبه بكسرها نصباً بسكونها، ونصب الأمر فلاناً، بكسر الصاد، ينصبه بفتحها، نصباً بفتحها، أتعبه وأعياه.

( هو أهون على الله من ذلك) أي من أن يجري على يديه مثل هذه العجائب والخوارق تكريماً، ولكن يقع ذلك على طريق الابتلاء والاختبار، مع الهوان له، فهو من قبيل: لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء، ومن قبيل { { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون } } [الزخرف: 33] وحمله السنوسي على أن هذا القول صدر منه قبل أن يوحي إليه بما في أحاديث خوارق الدجال.

فقه الحديث

قال النووي: اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر، فإن تعذر فما في معناه، وقريب منه، كالرطب، وإلا فشيء حلو، وعسل النحل أولى من غيره، ما لم تمسه النار، فيمضغ المحنك التمرة، حتى تصير مائعة، بحيث تبتلع، ثم يفتح فم المولود، ويضعها فيه، ليدخل شيء منها جوفه.

ويستحب أن يكون المحنك من الصالحين، وممن يتبرك به، رجلاً كان أو امرأة، فإن لم يكن حاضراً عند المولود حمل المولود إليه.

ويؤخذ من الأحاديث

1- من الرواية الأولى جواز لبس العباءة.

2- التبرك بآثار الصالحين وريقهم، وكل شيء منهم.
قاله النووي.

3- تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعاطيه أشغاله.

4- وأن ذلك لا ينقص الكبير، ولا يخل من مروءته.

5- واستحباب التسمية بعبد الله.

6- واستحباب تفويض تسمية المولود إلى صالح، فيختار له اسماً يرتضيه.

7- وجواز التسمية يوم ولادة الطفل، وأن التسمية لا تختص بالسابع.

8- ومن الرواية الثانية مناقب لأم سليم -رضي الله عنها- من عظيم صبرها، وحسن رضاها بقضاء الله تعالى، وجزالة عقلها في إخفائها موت الطفل على أبيه.

9- وفيه استعمال المعاريض عند الحاجة.
قال النووي: وشرط المعاريض المباحة أن لا يضيع بها حق أحد.

10- ومن الرواية الثالثة جواز التسمية بأسماء الأنبياء -عليهم السلام.

11- ومن الرواية الرابعة استحباب مسح المولود باليد.

12- والدعاء له، والتبريك، وأن البيعة قد تكون للتبريك، لا للتكليف.

13- وفيه منقبة لعبد الله بن الزبير، إذ كان أول شيء دخل جوفه ريقه صلى الله عليه وسلم، وأنه أول من ولد للمهاجرين بالمدينة.

14- ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في أول الأمر، من ضيق الحال، حيث لم يجدوا في البيت تمرة واحدة، وطعامهم التمر.

15- وتسمية المولود، ولو لم يعق عنه، والأولى لمن أراد أن يعق أن يؤخر التسمية إلى اليوم السابع.

16- ومن الرواية الثامنة أن قوله صلى الله عليه وسلم أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن لا يمنع من التسمية بغيرهما، فقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي أسيد بالمنذر.

17- ومن الرواية التاسعة [حديث أنس عن أبي عمير] الكنية للصبي، ومن لم يولد له، قال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلاً بأنه سيعيش، حتى يولد له، وللأمن من التقليب، لأن الغالب أن من يذكر شخصاً فيعظمه أن لا يذكر باسمه الخاص به، فإذا كانت له كنية أمن من تلقيبه، قاله الحافظ ابن حجر: ثم قال: ولهذا قال قائلهم: بادروا أبناءكم بالكنى، قبل أن تغلب عليها الألقاب، وقالوا: الكنية للعرب كاللقب للعجم، ومن ثم كره للشخص أن يكني نفسه، إلا إن قصد التعريف.

18- وجواز زيارة الرجل للمرأة الأجنبية، إذا لم تكن شابة، وأمنت الفتنة.

19- وتخصيص الإمام بعض الرعية بالزيارة، ومخالطة بعض الرعية دون بعض.

20- ومشي الحاكم وحده.

21- وأن كثرة الزيارة قد لا تنقص المودة، وأن قوله زر غباً تزدد حباً مخصوص بمن يزور للطمع، وأن النهي عن كثرة مخالطة الناس مخصوص بمن يخشى الفتنة أو الضرر.

22- وفيه جواز الممازحة، وتكرير المزح، وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائزة.

23- وفيه الحكم على ما يظهر من الأمارات في الوجه، من الحزن وغيره، والاستدلال بالعين على حال صاحبها، إذ استدل صلى الله عليه وسلم بالحزن الظاهر على الحزن الكامن، حتى حكم بأنه حزين، فسأل أمه عن حزنه.

24- وفيه التلطف بالصغير، والسؤال عن حاله.

25- وجواز لعب الصغير بالطير، وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح اللعب به.

26- وجواز إنفاق المال فيما يتلهى الصغير به من المباحات.

27- وجواز إمساك الطير في القفص ونحوه، وقص جناح الطير، إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما، وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم.

28- وفيه جواز تصغير الاسم، ولو كان لحيوان.

29- وجواز مخاطبة الصغير بما لا يفهم، خلافاً لمن قال: الحكيم لا يواجه بالخطاب إلا من يعقل ويفهم، والصواب الجواز، حيث لا يكون هناك طلب جواب، ولهذا لم يخاطبه بالسؤال عن حال، بل سأل أمه.

30- واستدل به بعض المالكية والخطابي من الشافعية على أن صيد المدينة لا يحرم، وتعقب باحتمال أنه صيد في الحل، ثم أدخل الحرم.

31- وفيه جواز السجع في الكلام، إذا لم يكن متكلفاً.

32- وفيه جواز سؤال العالم بما يسأل عنه، لقوله ما فعل النغير؟ بعد علمه بأنه مات.

33- ومن الرواية العاشرة جواز قول الإنسان لغير ابنه، ممن هو أصغر سناً منه: يا ابني، ويا بني -مصغراً- ويا ولدي، ومعناه تلطف، وإنك عندي بمنزلة ولدي في الشفقة، وكذا يقال له ولمن هو في مثل سن المتكلم: يا أخي.
للمعنى الذي ذكرناه، وإذا قصد التلطف كان مستحباً، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.

34- ومن الإخبار بأن الدجال لن يضر المغيرة معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

( إضافة) يستحب التأذين في أذن الطفل، فقد روى أبو داود والترمذي عن أبي رافع رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي، حين ولدته فاطمة، بالصلاة قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

والله أعلم

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب جَوَازِ قَوْلِهِ لِغَيْرِ ابْنِهِ يَا بُنَيَّ وَاسْتِحْبَابِهِ لِلْمُلَاطَفَةِ
[ سـ :4121 ... بـ :2151]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بُنَيَّ
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَسٍ : ( يَا بُنَيَّ ) ولِلْمُغِيرَةِ ( أَيْ بُنَيَّ ) هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ وَكَسْرِهَا ، وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعِ ، الْأَكْثَرُونَ بِالْكَسْرِ ، وَبَعْضُهُمْ بِإِسْكَانِهَا .

وَفِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ جَوَازُ قَوْلِ الْإِنْسَانِ لِغَيْرِ ابْنِهِ مِمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ سِنًّا مِنْهُ يَا ابْنِي ، وَيَا بُنَيَّ مُصَغَّرًا ، وَيَا وَلَدِي ، وَمَعْنَاهُ تَلَطَّفْ ، وَإِنَّكَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ وَلَدِي فِي الشَّفَقَةِ ، وَكَذَا يُقَالُ لَهُ وَلِمَنْ هُوَ فِي مِثْلِ سِنِّ الْمُتَكَلِّمِ : يَا أَخِي لِلْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، وَإِذَا قَصَدَ التَّلَطُّفَ كَانَ مُسْتَحَبًّا كَمَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّجَّالِ : ( وَمَا يُنْصِبُكَ مِنْهُ ) هُوَ مِنَ النَّصَبِ ، وَهُوَ التَّعَبُ وَالْمَشَقَّةُ ، أَيْ مَا يَشُقُّ عَلَيْكَ وَيُتْعِبُكَ مِنْهُ ؟ .

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُ لَنْ يَضُرَّكَ ) هُوَ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ ، وَسَيَأْتِي شَرْحُ أَحَادِيثِ الدَّجَّالِ مُسْتَوْعَبًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ ذَكَرَهَا مُسْلِمٌ فِي أَوَاخِرِ الْكِتَابِ .
وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .