4334 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ |
4334 حدثني عبد الله بن محمد ، حدثنا سفيان ، عن عبيد الله ، قال : سمعت ابن عباس ، قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين من الرجال والنساء |
شرح الحديث من فتح الباري لابن حجر
( قَولُهُ بَابُ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ)
ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ عَائِشَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي الْوَفَاةِ النَّبَوِيَّةِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَقَولُهُ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ الَّتِي قبض فِيهَا قَولُهُ بَابُ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَى الظَّالِم أَهلهَا وَلأبي ذَر وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الرِّجَال وَالنِّسَاء الْآيَةَ وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مَجْرُورٌ بِالْعَطْفِ عَلَى اسْمِ اللَّهِ أَيْ وَفِي سَبِيلِ الْمُسْتَضْعَفِينَ أَوْ عَلَى سَبِيلِ اللَّهِ أَيْ وَفِي خَلَاصِ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَجَوَّزَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا عَلَى الِاخْتِصَاصِ
[ قــ :4334 ... غــ :4587] قَوْله عَن عبيد الله هُوَ بن أَبِي يَزِيدَ وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ .
قَوْلُهُ كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ زَادَ أَبُو ذَرٍّ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ وَأَرَادَ حِكَايَةَ الْآيَةِ وَإِلَّا فَهُوَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأُمُّهُ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَلَمْ يَذْكُرْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الرِّجَالِ أَحَدًا وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى عَن بن عُيَيْنَةَ بِلَفْظِ كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ أَنَا مِنَ الْوِلْدَانِ وَأُمِّي مِنَ النِّسَاءِ .
قَوْلُهُ فِي الطَّرِيق الْأُخْرَى أَن بن عَبَّاس تَلا فِي رِوَايَة المستملى عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَلَا .
قَوْلُهُ كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ أَيْ فِي الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ.
قُلْتُ وَاسْمُ أُمِّهِ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ أُمُّ الْفَضْلِ أُخْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدَّاوُدِيُّ فِيهِ دَلِيلٌ لِمَنْ قَالَ إِنَّ الْوَلَدَ يَتْبَعُ الْمُسْلِمَ مِنْ أَبَوَيْهِ .
قَوْلُهُ وَيُذْكَرُ عَن بن عَبَّاس حصرت ضَاقَتْ وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى حصرت صُدُورهمْ قَالَ ضَاقَتْ وَعَن الْحسن أَنه قَرَأَ حصرت صُدُورُهُمْ بِالرَّفْعِ حَكَاهُ الْفَرَّاءُ وَهُوَ عَلَى هَذَا خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ.
وَقَالَ الْمُبَرِّدُ هُوَ عَلَى الدُّعَاءِ أَيْ أَحْصَرَ اللَّهُ صُدُورَهُمْ كَذَا قَالَ وَالْأول أولى وَقد روى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي هِلَالِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الْأَسْلَمِيِّ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَهْدٌ وَقَصَدَهُ نَاسٌ مِنْ قَوْمِهِ فَكَرِهَ أَنْ يُقَاتِلَ الْمُسْلِمِينَ وَكَرِهَ أَنْ يُقَاتِلَ قَوْمَهُ .
قَوْلُهُ تَلْوُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِالشَّهَادَةِ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تعرضوا قَالَ تَلْوُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِشَهَادَةٍ أَوْ تُعْرِضُوا عَنْهَا وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ أَنْ تُدَخِلَ فِي شَهَادَتِكِ مَا يُبْطِلُهَا أَوْ تُعْرِضَ عَنْهَا فَلَا تَشْهَدُهَا وَقَرَأَ حَمْزَةُ وبن عَامِرٍ وَأَنْ تَلُوا بِوَاوٍ وَاحِدَةٍ سَاكِنَةٍ وَصَوَّبَ أَبُو عبيد قِرَاءَة البَاقِينَ وَاحْتج بتفسير بن عَبَّاسٍ الْمَذْكُورِ.
وَقَالَ لَيْسَ لِلْوِلَايَةِ هُنَا مَعْنًى وَأَجَابَ الْفَرَّاءُ بِأَنَّهَا بِمَعْنَى اللَّيِّ كَقِرَاءَةِ الْجَمَاعَةِ إِلَّا أَنَّ الْوَاوَ الْمَضْمُومَةَ قُلِبَتْ هَمْزَةً ثُمَّ سُهِّلَتْ وَأَجَابَ الْفَارِسِيُّ بِأَنَّهَا عَلَى بَابِهَا مِنَ الْوِلَايَةِ وَالْمُرَادُ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ إِقَامَةَ الشَّهَادَةَ .
قَوْلُهُ وقَال غَيْرُهُ الْمُرَاغِمُ الْمُهَاجَرُ رَاغَمْتُ هَاجَرْتُ قَوْمِي قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمِنَ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مراغما كثيرا وسعة والمراغم المُهَاجر وَاحِدٌ تَقُولُ هَاجَرْتُ قَوْمِي وَرَاغَمْتُ قَوْمِي قَالَ الْجَعْدِيُّ عَزِيزُ الْمُرَاغَمِ وَالْمَهْرَبِ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ مُرَاغَمًا قَالَ متحولا وَكَذَا أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ .
قَوْلُهُ مَوْقُوتًا مُوَقَّتًا وَقَّتَهُ عَلَيْهِمْ لَمْ يَقَعْ هَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا أَي موقتا وقته الله عَلَيْهِم وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله موقوتا قَالَ مَفْرُوضًا