هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4387 وحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ يَسَارِهِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ ، يُقَاتِلَانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4387 وحدثني إسحاق بن منصور ، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، حدثنا سعد ، عن أبيه ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : لقد رأيت يوم أحد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض ، يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Sa'd reported that on the Day of Ubud I saw on the right side of Allah's Messenger (ﷺ) and on his left side two persons dressed in white clothes and whom I did not see before nor after that, and they were Gabriel and Michael (Allah be pleased with both of them).

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن سعد رضي الله عنه قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله، يوم أحد، رجلين عليهما ثياب بياض.
ما رأيتهما قبل ولا بعد.
يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام.


المعنى العام

يقول الله تعالى { { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين * وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم * ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين } } [آل عمران: 123- 127]

إن كفار قريش في غزوة بدر لم يكونوا يتجاوزون الألف، ولم تكن هزيمتهم في حاجة إلى مثل هذا العدد من الآدميين، فضلا عن الملائكة، ولكنه التكريم، وزف البشرى للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وزيادة اطمئنان لهم بالنصر منذ الضربة الأولى، وليعلم المؤمنون أن النصر من عند الله.

لكن تكريما آخر من نوع جديد، ليس له مثيل في تاريخ البشرية، ينهزم جيش المسلمين في أحد، ويولون الأدبار، وقد أعلن أعداء الإسلام أن محمدا قتل، فر بعضهم حتى وصل إلى المدينة، وفر بعضهم في شعاب الجبال، لينجو بنفسه، ويقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معه، أو حوله سوى سبعة من الأنصار، وسبعة من قريش، أربعة عشر أمام جيش الكفر، كل أمنيتهم أن يقتلوا محمدا، كيف لم يصلوا إليه؟ كيف لم يقتلوه؟ أين رماتهم؟ ونبالهم؟ وسيوفهم؟ ورماحهم؟ لقد روى عبد الرزاق أنهم ضربوا وجه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بالسيف سبعين ضربة كيف طاشت هذه الضربات؟ أو من الذي حماه منها؟ جواب كل ذلك في هذا الحديث.

يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لقد رأيت يوم أحد، عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن يساره رجلين، عليهما ثياب بيض، يقاتلان عنه، كأشد القتال، ما رأيتهما قبل هذا اليوم، وما رأيتهما بعد انتهاء المعركة.

إنهما جنديان من جنود الله { { وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر } } [المدثر:31] وأي تكريم لمحمد صلى الله عليه وسلم يفوق هذا التكريم؟ وأي حماية تعلو هذه الحماية؟ وصدق الله العظيم إذ يقول { { والله يعصمك من الناس } } [المائدة:67] صلى الله وسلم وبارك عليه.

المباحث العربية

( رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن شماله يوم أحد رجلين) الكلام على التوزيع، أي عن يمينه رجل، أي ملك في صورة رجل، وعن شماله رجل، أو كانا يتبادلان المواقع، فكل منهما عن يمينه وشماله والظاهر الأول.

( ما رأيتهما قبل ولا بعد) كناية عن كونهما غريبين، وجبريل وميكائيل بالنسبة له كذلك.

( يقاتلان عنه، كأشد قتال) فرق بين يقاتلان عنه أي يدافعان عنه، ويصدان ضربات الكفار الموجهة إليه، ويحميانه ويعصمانه، وبين يقاتلان معه، أي يضربان الكفار، ويحاربونهم معه ومع أصحابه، وقوله كأشد قتال صفة لمصدر محذوف، أي قتالا مشبها أشد القتال.

فقه الحديث

ترجم النووي - رحمه الله - لهذا الحديث بباب إكرامه صلى الله عليه وسلم بقتال الملائكة معه صلى الله عليه وسلم، ولا يؤخذ هذا من الحديث، إذ لفظه يقاتلان عنه وفرق بين اللفظين، كما ذكرنا في المباحث العربية.

وقتال الملائكة أو نزول الملائكة في المعارك ثابت بنص القرآن الكريم، إذ يقول { { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين * وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم * ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين } } [آل عمران: 123- 127] قال الحافظ ابن حجر: اختلف أهل التأويل في متعلق قوله { { إذ تقول للمؤمنين } } فمنهم من قال: هي متعلقة بقوله { { ولقد نصركم الله ببدر } } فهي في قصة بدر، وعليه عمل البخاري، وهو في قول الأكثر، وبه جزم الداودي، وقيل: هي متعلق بقوله: { { وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال } } [آل عمران: 121] فعلى هذا هي متعلقة بغزوة أحد، وهو قول عكرمة وطائفة.
اهـ.

وعلى كل.
هل قاتلت الملائكة؟ أو نزلت للتثبيت والمدد وتكثير العدد؟ فقيل: إنها لم تقاتل أصلا، إذ لو قاتلت ما كانت هناك موازنة بين جيش المسلمين والكفار، ولما حصلت الهزيمة في أحد، ولما كان للمجاهدين فضل، بل كان يكفي قتال ملك واحد، فجبريل عليه السلام قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه، وقيل: قاتلت قتالا يحفظ التوازن في الصورة، ليكون الفعل في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقيل: قاتلت في بدر، وكانت مددا في أحد، وقد روى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب قال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث وهم من وجهين، أحدهما أن هذا الحديث تقدم بسنده ومتنه في باب شهود الملائكة بدرا، ولهذا لم يذكره هنا أبو ذر ولا غيره من متقني رواة البخاري، ولا استخرجه الإسماعيلي ولا أبو نعيم، ثانيهما أن المعروف في هذا المتن يوم بدر لا يوم أحد.

قال القرطبي في تفسيره: فإن قيل: قد ثبت عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، رجلين عليهما ثياب بيض، يقاتلان عنه أشد القتال، ما رأيتهما من قبل ولا بعد قيل: لعل هذا مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وخصه بملكين يقاتلان عنه، لا يقاتلان عن الصحابة، اهـ.

وقيل: إن في حديث سعد بن أبي وقاص وهما، ففي بعض النسخ يوم بدر لا يوم أحد، على أن الغرض من نزول هذين الملكين في أحد حماية الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفار، كما أوضحنا، والله أعلم.

ويؤخذ من الحديث

1- فضيلة الثياب البيض.

2- وأن رؤية الملائكة لا تختص بالأنبياء.

3- ومنقبة لسعد بن أبي وقاص، الذي رأى الملائكة.

4- وفيه كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم على الله تعالى، وإكرامه إياه بإنزال الملائكة تقاتل عنه.

5- وبيان أن الملائكة تقاتل.

6- وأن الملائكة تنزل في صورة الرجال.

والله أعلم