هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4468 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ قَالَ : أَلا تُصَلِّيَانِ { رَجْمًا بِالْغَيْبِ } : لَمْ يَسْتَبِنْ ، { فُرُطًا } : يُقَالُ نَدَمًا ، { سُرَادِقُهَا } : مِثْلُ السُّرَادِقِ ، وَالحُجْرَةِ الَّتِي تُطِيفُ بِالفَسَاطِيطِ . { يُحَاوِرُهُ } : مِنَ المُحَاوَرَةِ ، { لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي } : أَيْ لَكِنْ أَنَا ، هُوَ اللَّهُ رَبِّي ، ثُمَّ حَذَفَ الأَلِفَ وَأَدْغَمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الأُخْرَى ، { وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا } : يَقُولُ : بَيْنَهُمَا ، { زَلَقًا } : لا يَثْبُتُ فِيهِ قَدَمٌ ، { هُنَالِكَ الوَلايَةُ } : مَصْدَرُ الوَلِيِّ ، { عُقْبًا } : عَاقِبَةً وَعُقْبَى وَعُقْبَةً وَاحِدٌ ، وَهِيَ الآخِرَةُ ، { قِبَلًا } : وَقُبُلًا وَقَبَلًا اسْتِئْنَافًا ، { لِيُدْحِضُوا } : لِيُزِيلُوا الدَّحْضُ : الزَّلَقُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4468 حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني علي بن حسين ، أن حسين بن علي ، أخبره عن علي رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة قال : ألا تصليان { رجما بالغيب } : لم يستبن ، { فرطا } : يقال ندما ، { سرادقها } : مثل السرادق ، والحجرة التي تطيف بالفساطيط . { يحاوره } : من المحاورة ، { لكنا هو الله ربي } : أي لكن أنا ، هو الله ربي ، ثم حذف الألف وأدغم إحدى النونين في الأخرى ، { وفجرنا خلالهما نهرا } : يقول : بينهما ، { زلقا } : لا يثبت فيه قدم ، { هنالك الولاية } : مصدر الولي ، { عقبا } : عاقبة وعقبى وعقبة واحد ، وهي الآخرة ، { قبلا } : وقبلا وقبلا استئنافا ، { ليدحضوا } : ليزيلوا الدحض : الزلق
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4724] .

     قَوْلُهُ  رَجْمًا بِالْغَيْبِ لَمْ يَسْتَبِنْ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ هُنَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَلِقَتَادَةَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ رَجْمًا بِالْغَيْبِ قَالَ قَذْفًا بِالظَّنِّ .

     قَوْلُهُ  فُرُطًا نَدَمًا وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ فِي قَوْلِهِ فُرُطًا قَالَ نَدَامَةً.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا أَيْ تَضْيِيعًا وَإِسْرَافًا وَلِلطَّبَرِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ ضيَاعًا وَعَن السّديّ قَالَ إهلاكا وَعَن بن جُرَيْجٍ نَزَلَتْ فِي عُيَيْنَةَ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ .

     قَوْلُهُ  سُرَادِقُهَا مِثْلُ السُّرَادِقِ وَالْحُجْرَةِ الَّتِي تُطِيفُ بِالْفَسَاطِيطِ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ لَكِنَّهُ تَصَرَّفَ فِيهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَحَاطَ بهم سرادقها كَسُرَادِقِ الْفُسْطَاطِ وَهِيَ الْحُجْرَةُ الَّتِي تَطُوفُ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ الشَّاعِرُ سُرَادِقُ الْمَجْدِ عَلَيْكَ مَمْدُودٌ وَرَوَى الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ قَالَ سُرَادِقُهَا حَائِطٌ مِنْ نَارٍ .

     قَوْلُهُ  يُحَاوِرُهُ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُحَاوِرُهُ أَيْ يُكَلِّمُهُ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ أَيِ الْمُرَاجَعَة قَوْله لَكنا هُوَ الله رَبِّي أَيْ لَكِنْ أَنَا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ثُمَّ حُذِفَ الْأَلِفُ وَأُدْغِمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الْأُخْرَى هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ.

     وَقَالَ  الْفَرَّاءُ تَرْكَ الْأَلِفَ مِنْ أَنَا كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ ثُمَّ أُدْغِمَتْ نُونُ أَنَا فِي نُونِ لَكِنْ وَأَنْشَدَ وَتَرْمُقُنِي بِالطَّرْفِ أَيْ أَنْتَ مُذْنِبٌ وَتَقْلِينَنِي لَكِنْ إِيَّاكِ لَا أَقْلِي أَيْ لَكِنْ أَنَا إِيَّاكِ لَا أَقْلِي قَالَ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُشْبِعُ أَلِفَ أَنَا فَجَاءَتِ الْقِرَاءَةُ عَلَى تِلْكَ اللُّغَةِ قَوْله وفجرنا خلالهما نَهرا تَقُولُ بَيْنَهُمَا ثَبَتَ لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِالتَّشْدِيدِ وَيَعْقُوبَ وَعِيسَى بْنِ عُمَرَ بِالتَّخْفِيفِ .

     قَوْلُهُ  هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ مَصْدَرُ وَلِيَ الْوَلِيُّ وَلَاءً كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِلْبَاقِينَ مَصْدَرُ الْوَلْيِ وَهُوَ أَصْوَبُ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْأَخَوَانِ بِكَسْرِهَا وَأَنْكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو وَالْأَصْمَعِيُّ لِأَنَّ الَّذِي بِالْكَسْرِ الْإِمَارَةُ وَلَا مَعْنَى لَهُ هُنَا.

     وَقَالَ  غَيْرُهُمَا الْكَسْرُ لُغَةٌ بِمَعْنَى الْفَتْحِ كَالدَّلَالَةِ بِفَتْحِ دَالِهَا وَكَسْرِهَا بِمَعْنًى تَنْبِيهٌ يَأْتِي .

     قَوْلُهُ  خَيْرٌ عُقْبًا فِي الدَّعَوَاتِ .

     قَوْلُهُ  قِبَلًا وَقُبُلًا وَقَبَلًا اسْتِئْنَافًا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا أَيْ أَوَّلًا فَإِنْ فَتَحُوا أَوَّلُهَا فَالْمَعْنَى اسْتِئْنَافًا وغفل بن التِّينِ فَقَالَ لَا أَعْرِفُ لِلِاسْتِئْنَافِ هُنَا مَعْنًى وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِقْبَالًا وَهُوَ يَعُودُ عَلَى قَبْلًا بِفَتْحِ الْقَافِ انْتَهَى وَالْمُؤْتَنَفُ قَرِيبٌ مِنَ الْمُقْبِلِ فَلَا مَعْنَى لِادِّعَاءِ تَفْسِيرِهِ .

     قَوْلُهُ  لِيُدْحِضُوا لِيُزِيلُوا الدَّحْضُ الزَّلَقُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ ليدحضوا بِهِ الْحق أَيْ لِيُزِيلُوا يُقَالُ مَكَانٌ دَحَضٌ أَيْ مُزِلٌّ مُزْلِقٌ لَا يَثْبُتُ فِيهِ خُفٌّ وَلَا حَافِرٌ ( قَولُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَح حَتَّى أبلغ مجمع الْبَحْرين) اخْتُلِفَ فِي مَكَانِ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ فَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ بَحْرُ فَارِسٍ وَالرُّومِ وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلُهُ أخرجه عبد بن حميد وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ هُمَا الْكَرُّ وَالرَّسُّ حَيْثُ يَصُبَّانِ فِي الْبَحْرِ قَالَ بن عَطِيَّةَ مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ ذِرَاعٌ فِي أَرْضِ فَارِسٍ مِنْ جِهَةِ أَذْرَبِيجَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ الْمُحِيطِ مِنْ شِمَالَيْهِ إِلَى جَنُوبَيْهِ وَطَرَفَيْهِ مِمَّا يَلِي بَرَّ الشَّامِ وَقِيلَ هُمَا بَحْرُ الْأُرْدُنِّ وَالْقَلْزَمِ.

     وَقَالَ  مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ بطنجة وَعَن بن الْمُبَارَكِ قَالَ قَالَ بَعْضُهُمْ بَحْرُ أَرْمِينِيَّةَ وَعَنْ أبي بن كَعْب قَالَ بإفريقية أخرجهُمَا بن أَبِي حَاتِمٍ لَكِنِ السَّنَدَ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ضَعِيفٌ وَهَذَا اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ وَأَغْرَبُ مِنْ ذَلِك مَا نَقله الْقُرْطُبِيّ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الْمُرَادُ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ اجْتِمَاعُ مُوسَى وَالْخَضِرِ لِأَنَّهُمَا بَحْرَا عِلْمٍ وَهَذَا غَيْرُ ثَابِتٍ وَلَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظُ وَإِنَّمَا يَحْسُنُ أَنْ يُذْكَرَ فِي مُنَاسَبَةِ اجْتِمَاعِهِمَا بِهَذَا الْمَكَانِ الْمَخْصُوصِ كَمَا قَالَ السُّهَيْلِيُّ اجْتَمَعَ الْبَحْرَانِ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ .

     قَوْلُهُ  أَو أمضى حقبا زَمَانًا وَجَمْعُهُ أَحْقَابٌ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ وَيُقَالُ فِيهِ أَيْضًا حِقْبَةٌ أَيْ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَالْجَمْعُ حِقَبٌ.

     وَقَالَ  عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الحقب الزَّمَان وَعَن بن عَبَّاسٍ الْحِقَبُ الدَّهْرُ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الحقب الْحِين أخرجهُمَا بن الْمُنْذر وَجَاء تَقْدِيره عَن غَيرهم فروى بن الْمُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ سَبْعُونَ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ قِصَّةَ مُوسَى وَالْخَضِرِ وَسَأَذْكُرُ شَرْحَ ذَلِكَ فِي الْبَاب الَّذِي يَلِيهِ( قَولُهُ بَابُ قَوْلِهِ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نسيا حوتهما) وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ فَلَمَّا بَلَغَ مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمُوَافِقُ لِلتِّلَاوَةِ .

     قَوْلُهُ  فَاتَّخَذَ سَبيله فِي الْبَحْر سَرَبًا مَذْهَبًا يَسْرَبُ يَسْلُكُ وَمِنْهُ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَاتَّخَذَ سَبيله فِي الْبَحْر سربا أَيْ مَسْلَكًا وَمَذْهَبًا يَسْرَبُ فِيهِ وَفِي آيَةٍ أُخْرَى وسارب بِالنَّهَارِ.

     وَقَالَ  أَيْضًا فِي قَوْلِهِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ سَالِكٌ فِي سَرَبِهِ أَيْ مَذْهَبِهِ وَمِنْهُ أَصْبَحَ فُلَانٌ آمِنًا فِي سِرْبِهِ وَمِنْهُ انْسَرَبَ فُلَانٌ إِذَا مَضَى

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا)
ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ عَلِيٍّ مُخْتَصَرًا وَلَمْ يَذْكُرْ مَقْصُودَ الْبَابِ عَلَى عَادَتِهِ فِي التَّعْمِيَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَفِيهِ ذِكْرُ الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ وَقَولُهُ فِي آخِرِهِ أَلَا تُصَلِّيَانِ زَادَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَالْآيَة إِلَى قَوْله أَكثر بِشَيْء جَدَلًا

[ قــ :4468 ... غــ :4724] .

     قَوْلُهُ  رَجْمًا بِالْغَيْبِ لَمْ يَسْتَبِنْ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ هُنَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَلِقَتَادَةَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ رَجْمًا بِالْغَيْبِ قَالَ قَذْفًا بِالظَّنِّ .

     قَوْلُهُ  فُرُطًا نَدَمًا وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ فِي قَوْلِهِ فُرُطًا قَالَ نَدَامَةً.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا أَيْ تَضْيِيعًا وَإِسْرَافًا وَلِلطَّبَرِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ ضيَاعًا وَعَن السّديّ قَالَ إهلاكا وَعَن بن جُرَيْجٍ نَزَلَتْ فِي عُيَيْنَةَ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ .

     قَوْلُهُ  سُرَادِقُهَا مِثْلُ السُّرَادِقِ وَالْحُجْرَةِ الَّتِي تُطِيفُ بِالْفَسَاطِيطِ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ لَكِنَّهُ تَصَرَّفَ فِيهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَحَاطَ بهم سرادقها كَسُرَادِقِ الْفُسْطَاطِ وَهِيَ الْحُجْرَةُ الَّتِي تَطُوفُ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ الشَّاعِرُ سُرَادِقُ الْمَجْدِ عَلَيْكَ مَمْدُودٌ وَرَوَى الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ قَالَ سُرَادِقُهَا حَائِطٌ مِنْ نَارٍ .

     قَوْلُهُ  يُحَاوِرُهُ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُحَاوِرُهُ أَيْ يُكَلِّمُهُ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ أَيِ الْمُرَاجَعَة قَوْله لَكنا هُوَ الله رَبِّي أَيْ لَكِنْ أَنَا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ثُمَّ حُذِفَ الْأَلِفُ وَأُدْغِمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الْأُخْرَى هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ.

     وَقَالَ  الْفَرَّاءُ تَرْكَ الْأَلِفَ مِنْ أَنَا كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ ثُمَّ أُدْغِمَتْ نُونُ أَنَا فِي نُونِ لَكِنْ وَأَنْشَدَ وَتَرْمُقُنِي بِالطَّرْفِ أَيْ أَنْتَ مُذْنِبٌ وَتَقْلِينَنِي لَكِنْ إِيَّاكِ لَا أَقْلِي أَيْ لَكِنْ أَنَا إِيَّاكِ لَا أَقْلِي قَالَ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُشْبِعُ أَلِفَ أَنَا فَجَاءَتِ الْقِرَاءَةُ عَلَى تِلْكَ اللُّغَةِ قَوْله وفجرنا خلالهما نَهرا تَقُولُ بَيْنَهُمَا ثَبَتَ لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِالتَّشْدِيدِ وَيَعْقُوبَ وَعِيسَى بْنِ عُمَرَ بِالتَّخْفِيفِ .

     قَوْلُهُ  هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ مَصْدَرُ وَلِيَ الْوَلِيُّ وَلَاءً كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِلْبَاقِينَ مَصْدَرُ الْوَلْيِ وَهُوَ أَصْوَبُ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْأَخَوَانِ بِكَسْرِهَا وَأَنْكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو وَالْأَصْمَعِيُّ لِأَنَّ الَّذِي بِالْكَسْرِ الْإِمَارَةُ وَلَا مَعْنَى لَهُ هُنَا.

     وَقَالَ  غَيْرُهُمَا الْكَسْرُ لُغَةٌ بِمَعْنَى الْفَتْحِ كَالدَّلَالَةِ بِفَتْحِ دَالِهَا وَكَسْرِهَا بِمَعْنًى تَنْبِيهٌ يَأْتِي .

     قَوْلُهُ  خَيْرٌ عُقْبًا فِي الدَّعَوَاتِ .

     قَوْلُهُ  قِبَلًا وَقُبُلًا وَقَبَلًا اسْتِئْنَافًا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا أَيْ أَوَّلًا فَإِنْ فَتَحُوا أَوَّلُهَا فَالْمَعْنَى اسْتِئْنَافًا وغفل بن التِّينِ فَقَالَ لَا أَعْرِفُ لِلِاسْتِئْنَافِ هُنَا مَعْنًى وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِقْبَالًا وَهُوَ يَعُودُ عَلَى قَبْلًا بِفَتْحِ الْقَافِ انْتَهَى وَالْمُؤْتَنَفُ قَرِيبٌ مِنَ الْمُقْبِلِ فَلَا مَعْنَى لِادِّعَاءِ تَفْسِيرِهِ .

     قَوْلُهُ  لِيُدْحِضُوا لِيُزِيلُوا الدَّحْضُ الزَّلَقُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ ليدحضوا بِهِ الْحق أَيْ لِيُزِيلُوا يُقَالُ مَكَانٌ دَحَضٌ أَيْ مُزِلٌّ مُزْلِقٌ لَا يَثْبُتُ فِيهِ خُفٌّ وَلَا حَافِرٌ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قَوْلِهِ: { وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}
( باب قوله) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله تعالى: ( { وكان الإنسان} ) يريد الجنس أو النضر بن الحارث أو أبي بن خلف ( { أكثر شيء} ) يتأتى منه الجدل ( { جدلًا} ) [الكهف: 54] خصومة ومماراة بالباطل وانتصابه على التمييز يعني أن جدل الإنسان أكثر من جدل كل شيء ونحوه { فإذا هو خصيم مبين} [يس: 77] وفي حديث مرفوع "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل".


[ قــ :4468 ... غــ : 4724 ]
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ قَالَ: «أَلاَ تُصَلِّيَانِ؟» رَجْمًا بِالْغَيْبِ لَمْ يَسْتَبِنْ فُرُطًا: نَدَمًا.
سُرَادِقُهَا مِثْلُ السُّرَادِقِ وَالْحُجْرَةِ الَّتِي تُطِيفُ بِالْفَسَاطِيطِ.
يُحَاوِرُهُ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ، لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي أَيْ لَكِنْ أَنَا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ثُمَّ حَذَفَ الأَلِفَ وَأَدْغَمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الأُخْرَى، وَفَجَّرْنَا خِلاَلَهُمَا نَهَرًا يَقُولُ: زَلَقًا: لاَ يَثْبُتُ فِيهِ قَدَمٌ، هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ: مَصْدَرُ الْوَلِيِّ عُقُبًا: عَاقِبَةٌ وَعُقْبَى وَعُقْبَةٌ وَاحِدٌ وَهْيَ الآخِرَةُ، قِبَلًا وَقُبُلًا وَقَبَلًا اسْتِئْنَافًا.
لِيُدْحِضُوا لِيُزِيلُوا الدَّحْضُ الزَّلَقُ.

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد) بسكون العين ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: ( حدّثنا أبي) إبراهيم ( عن صالح) هو ابن كيسان ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( علي بن حسين) بضم الحاء هو زين العابدين ( أن) أباه ( حسين بن علي أخبره عن) أبيه ( علي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طرقه وفاطمة) أي أتاهما ليلًا ( قال) ولأبي ذر وقال أي لهما حثًّا وتحريضًا ( ألا تصليان) كذا ساقه مختصرًا ولم يذكر المقصود منه هنا جريًا على عادته في التعمية وتشحيذ الأذهان فأشار بطرفه إلى بقيته وهو قول علي فقلت: يا رسول الله أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إليّ شيئًا ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول { وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا} وهذا يدل على أن المراد بالإنسان الجنس ففيه ردّ على من قال المراد بالإنسان هنا الكافر لكن في الآية مع قوله: ويجادل الذين كفروا بالباطل إشعار بالتخصيص لأن ذلك صفة ذم ولا يستحقه إلا من هو له أهل وهم الكفار.

وهذا الحديث قد مر في التهجد من أواخر كتاب الصلاة.

( { رجمًا بالغيب} ) في قوله: { ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب} [الكهف: 22] أي ( لم يستبن) لهم فهو قول بلا علم وقد حكي ثلاثة أقوال في اختلاف الناس
في عددهم، فمنهم من قال ثلاثة رابعهم كلبهم قيل وهو قول اليهود، وقيل هو قول السيد من نصارى نجران وكان يعقوبيًا.
وقال النصارى أو العاقب منهم خمسة سادسهم كلبهم وقد أتبع هذين القولين بقوله رجمًا بالغيب، وقال المسلمون بأخبار الرسول سبعة وثامنهم كلبهم ورجمًا يجوز كونه مفعولًا من أجله وكونه في موضع الحال أي ظانين وقوله رجمًا الخ ساقط لأبي ذر.

( يقال { فرطًا} ) يريد قوله تعالى: { وكان أمره فرطًا} [الكهف: 28] أي ( ندمًا) وهذا وصله الطبري من طريق داود بن أبي هند بلفظ ندامة وقال أبو عبيدة تضييعًا وإسرافًا وسقط قوله يقال لغير أبي ذر.

( { سرادقها} ) في قوله: { إنّا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها} [الكهف: 29] والضمير يرجع إلى النار والمعنى أن سرادق النار ( مثل السرادق والحجرة) بالراء ( التي تطيف بالفساطيط) أي تحيط بها والفساطيط جمع فسطاط وهي الخيمة العظيمة والسرداق الذي يمدّ فوق صحن الدار ويطيف به وقيل سرادقها دخانها وقيل حائط من نار.

( { يحاوره} ) في قوله تعالى: { قال له صاحبه وهو يحاوره} [الكهف: 37] هو ( من المحاورة) وهي المراجعة.

( { لكنا هو الله ربي} أي لكن أنا هو الله ربي) كما كتبت في مصحف أبي بإثبات أنا ( ثم حذف الألف) التي هي صورة الهمزة والهمزة ( وأدغم إحدى النونين في الأخرى) عند التقاء المثلين وقوله ثم حذف الألف يحتمل أن يكون بنقل حركة الهمزة لنون لكن أو حذفت من غير نقل على غير قياس قال في الدور الأول: أحسن الوجهين.
وقال في المصابيح: قول بعضهم نقلت حركة الهمزة إلى النون ثم حذفت على القياس في التخفيف ثم سكنت النون وأدغمت مردود لأن المحذوف لعلة بمنزلة الثابت ولهذا تقول هذا قاض بالكسر لا بالرفع لأن حذف الياء للساكنين فهي مقدرة الثبوت فيمتنع الإدغام لأن الهمزة فاصلة في التقدير.

( { وفجرنا خلالهما نهرًا} ) [الكهف: 33] ( يقول بينهما نهرًا) وهذه ساقطة لغير أبي ذر.

( { زلقًا} ) في قوله تعالى: { فتصبح صعيدًا زلقًا} [الكهف: 40] ( لا يثبت فيه قدم) لكونها أرضًا ملساء بل يزلق عليها وهذه ساقطة لأبي ذر أيضًا.

( { هنالك الولاية} ) بكسر الواو ولأبي ذر الولاية بفتحها لغتان بمعنى أو الكسر من الإمارة والفتح من النصرة وبالكسر قرأ حمزة والكسائي وهي ( مصدر الولي) ولأبي ذر مصدر ولي بغير ألف ولام وفي رواية مصدر ولي الولي ولاء قال في الفتح والأول أصوب والمعنى النصرة في ذلك المقام لله وحده لا يقدر عليها غيره.

( { عقبًا} ) في قوله: { هو خير ثوابًا وخير عقبًا} [الكهف: 44] أي ( عاقبة وعقبى وعقبة واحد وهي الآخرة) وقرأ عاصم وحمزة عقبًا بسكون القاف والباقون بضمها فقيل هما لغتان
كالقدس والقدس أو الضم الأصل والسكون تخفيف منه وكلاهما بمعنى العاقبة وهذا ساقط لأبي ذر.

( قبلًا) بكسر القاف وفتح الموحدة ( { وقبلًا} ) بضمهما وبه قرأ الكوفيون وبالأول الباقون ( وقبلًا) بفتحهما ( استئنافًا) قال أبو عبيدة قوله أو يأتيهم العذاب قبلًا أي أوّلًا فإن فتحوا أوّلها فالمعنى استئنافًا، فقول السفاقسي لا أعرف هذا التفسير إنما هو استقبالًا وهو عود على قبلًا بفتح القاف يقال عليه قد عرفه أبو عبيدة ومن عرف حجة على من لم يعرف وفسر الجمهور الأول بمعنى عيان والضم بأنه جمع قبيل بمعنى أنواع وانتصابه على الحال من الضمير أو العذاب.

( { ليدحضوا} ) أي ( ليزيلوا) بالجدال الحق عن موضعه ويبطلوه ( الدحض) بفتح الحاء هو ( الزلق) الذي لا يثبت فيه خف ولا حافر وسقط لأبي ذر الدحض الزلق.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (سُورَةُ الكَهْفِ)
أَي: هَذَا فِي بَيَان بعض تَفْسِير سُورَة الْكَهْف، ذكر ابْن مرديه أَن ابْن عَبَّاس، وَعبد الله بن الزبير رَضِي الله عَنْهُم، قَالَا: إِنَّهَا مَكِّيَّة، وَعَن الْقُرْطُبِيّ عَن ابْن عَبَّاس: مَكِّيَّة إلاَّ قَوْله: { واصبر نَفسك} (الْكَهْف: 82) فَإِنَّهَا مَدَنِيَّة، وَفِي: { مقامات التَّنْزِيل} : فِيهَا ثَلَاث آيَات مدنيات: قَوْله: { واصبر نَفسك} ، وَقَوله: { ويسألونك عَن ذِي القرنين} (الْكَهْف: 38) ، وَهِي سِتَّة آلَاف وثلاثمائة وَسِتُّونَ حرفا، وَألف وَخَمْسمِائة وَسبع وَسَبْعُونَ كلمة، وَمِائَة وَعشر آيَات.

{ بِسم الله الرحمان الرَّحِيم}

ثبتَتْ الْبَسْمَلَة للأكثرين إلاَّ لأبي ذَر فَإِنَّهَا لم تثبت.

وَقَالَ مُجاهِدٌ تَقْرِضُهُمْ تَتْرُكُهُمْ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله: (وَإِذا غربت تقرضهم ذَات الشمَال) (الْكَهْف: 71) وَفسّر مُجَاهِد: (تقرضهم) بقوله: (تتركهم) هَذَا التَّعْلِيق رَوَاهُ الْحَنْظَلِي عَن حجاج بن حَمْزَة: حَدثنَا شَبابَُة حَدثنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد، فَذكره.
وَعَن ابْن عَبَّاس: تقرضهم تَدعهُمْ، وَعَن مقَاتل: تتجاوزهم أصل الْقَرْض الْقطع.

{ وكانَ لَهُ ثُمُرٌ ذَهَبٌ وفِضَّةٌ}
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وفجرنا خلالهما نَهرا وَكَانَ لَهُ ثَمَر} (الْكَهْف: 33) الْآيَة، وَفسّر الثَّمر، بِضَم الثَّاء: بِالذَّهَب وَالْفِضَّة، وَهَذَا من تَتِمَّة قَول مُجَاهِد، وَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة فِي تَفْسِيره عَن ابْن جريج عَنهُ.
وَأخرج الْفراء من وَجه آخر عَن مُجَاهِد، قَالَ: مَا كَانَ فِي الْقُرْآن ثَمَر بِالضَّمِّ فَهُوَ المَال، وَمَا كَانَ بِالْفَتْح فَهُوَ النَّبَات.

{.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ جَماعَةُ الثَّمَر}

قَالَ بَعضهم: كَأَنَّهُ عَنى بِهِ قَتَادَة.
قلت: الَّذِي قَالَه صَاحب (التَّلْوِيح) جمَاعَة هُوَ الصَّوَاب.
قَوْله: (جمَاعَة) أَي: جُمُعَة، أَي جمع الثَّمر، بِالْفَتْح الثَّمر بِضَمَّتَيْنِ، وَقيل: إِن الثَّمَرَة تجمع على ثمار، وَالثِّمَار تجمع على ثَمَر، فَيكون الثَّمر جمع الْجمع.

{ باخِعٌ مُهْلِكٌ}
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله عز وَجل: { فلعلك باخع نَفسك على آثَارهم} (الْكَهْف: 6) الْآيَة.
وَفسّر باخع، بقوله: مهلك، وَبِه فسر أَبُو عُبَيْدَة.

{ أسَفاً نَدَماً}
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { إِن لم يُؤمنُوا بِهَذَا الحَدِيث أسفا} (الْكَهْف: 6) ، وَفسّر: أسفا بقوله: (ندماً) ، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، وَعَن قَتَادَة: أسفا حزنا، وَأَرَادَ بِالْحَدِيثِ الْقُرْآن.

{ الكَهْفُ الفَتْحُ فِي الجَبَلِ} أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { أم حسبت أَن أَصْحَاب الْكَهْف والرقيم} (الْكَهْف: 9) وَفسّر (الْكَهْف) بقوله: (الْفَتْح فِي الْجَبَل) ، وَيُقَال: الْكَهْف الْغَار فِي الْجَبَل.

{ والرَّقيمُ الكِتابُ مَرْقُومٌ مَكْتُوبٌ مِنَ الرَّقْمِ}

اخْتلف الْمُفَسِّرُونَ فِي الرقيم، فَقيل: هُوَ الطاق فِي الْجَبَل، وَعَن ابْن عَبَّاس: هُوَ وَاد بَين أَيْلَة وَعُسْفَان، وأيلة دون فلسطين وَهُوَ الْوَادي الَّذِي فِيهِ أَصْحَاب الْكَهْف،.

     وَقَالَ  كَعْب: هُوَ قريتهم، فعلى هَذَا التَّأْوِيل من رقمة الْوَادي، وَهُوَ مَوضِع المَاء مِنْهُ، وَعَن سعيد بن جُبَير: الرقيم لوح من حِجَارَة، وَقيل: من رصاص كتبُوا فِيهِ أَسمَاء أَصْحَاب الْكَهْف وقصصهم ثمَّ وضعوه على بابُُ الْكَهْف، فعلى هَذَا الرقيم بِمَعْنى المرقوم، أَي: الْمَكْتُوب، والرقم الْخط والعلامة، والرقم الْكِتَابَة.

{ رَبَطْنا عَلَى قُلُوبِهِمْ ألْهَمْناهُمْ صَبْراً}

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وربطنا على قُلُوبهم إِذْ قَامُوا} وَفسّر: ربطنا قَوْله: ألهمناهم صبرا.
وَفِي التَّفْسِير: شددنا على قُلُوبهم بِالصبرِ وألهمناهم ذَلِك وقويناهم بِنور الْإِيمَان حَتَّى صَبَرُوا على هجران دَار قَومهمْ وفراق مَا كَانُوا فِيهِ من خفض الْعَيْش.
{ لَوْلاَ أنْ رَبَطْنا عَلَى قَلْبِها}

هَذَا فِي تَفْسِير سشورة الْقَصَص، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: { وَأصْبح فؤاد أم مُوسَى فَارغًا إِن كَادَت لتبدي بِهِ لَوْلَا أَن ربطنا على قَلبهَا لتَكون من الْمُؤمنِينَ} (الْقَصَص: 01) ذكره هُنَا اسْتِطْرَادًا لِأَنَّهُ من مَادَّة: ربطنا على قُلُوبهم، وروى عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة: لَوْلَا أَن ربطنا على قَلبهَا بِالْإِيمَان.

{ شَطَطاً: إفْرَاطاً}
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { لن نَدْعُو من دونه إل هَا لقد قُلْنَا إِذا شططا} (الْكَهْف: 41) ، وَفسّر: (شططاً) بقوله: (إفراطاً) وَعَن ابْن عَبَّاس وَمُقَاتِل: جوراً وَعَن قَتَادَة: كذبا وأصل الشطط مُجَاوزَة الْقدر والإفراط.

الوَصِيدُ الفِناءُ جَمْعُهُ وصائِدُ ووُصُدُ ويُقالُ الوَصِيدُ البابُُ مُؤْصَدَة مُطْبَقَةٌ آصَدَ البابَُ وأوْصَدَ.


أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وكلبهم باسط ذِرَاعَيْهِ بالوصيد} (الْكَهْف: 81) وَفَسرهُ (بالفناء) بِكَسْر الْفَاء وَهُوَ سَعَة أَمَام الْبيُوت، وَقيل: مَا امْتَدَّ من جوانبها.
قَوْله: (وَيُقَال الوصيد الْبابُُ) ، وَرُوِيَ كَذَلِك عَن ابْن عَبَّاس،.

     وَقَالَ هُ السّديّ أَيْضا، وَعَن عَطاء: الوصيد عتبَة الْبابُُ.
قَوْله: (مؤصدة: مطبقة) ذكره اسْتِطْرَادًا، وَهُوَ فِي قَوْله تَعَالَى: { إِنَّهَا عَلَيْهِم مؤصدة} (الْهمزَة: 8) يَعْنِي: إِن النَّار عَلَيْهِم أَي على الْكَافرين مؤصدة، أَي مطبقة، قَالَه الْكَلْبِيّ، واشتقاقه من آصد يوصد أَشَارَ إِلَيْهِ بقوله: (آصد الْبابُُ) بِمد الْهمزَة أَي: أطبقه، وَكَذَلِكَ (أوصد) .

{ بَعَثْناهُمْ أحْيَيْناهُمْ}
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { ثمَّ بعثناهم لنعلم أَي الحزبين أحصى لما لَبِثُوا أمداً} (الْكَهْف: 21) وَإِلَى قَوْله تَعَالَى أَيْضا: { وَكَذَلِكَ بعثناهم ليتساءلوا} (الْكَهْف: 91) الْآيَة، وَفِي التَّفْسِير قَوْله: (ثمَّ بعثناهم) يَعْنِي: من نومهم، وَذَلِكَ حِين تنَازع الْمُسلمُونَ الْأَولونَ أَصْحَاب الْكَهْف والمسلمون الْآخرُونَ الَّذين أَسْلمُوا حِين رَأَوْا أَصْحَاب الْكَهْف فِي قدر مُدَّة لبثهم فِي الْكَهْف، فَقَالَ الْمُسلمُونَ الْأَولونَ: مَكَثُوا فِي الْكَهْف ثَلَاثمِائَة وتسع سِنِين،.

     وَقَالَ  الْمُسلمُونَ الْآخرُونَ: بل مَكَثُوا كَذَا وَكَذَا،.

     وَقَالَ  الْآخرُونَ: الله أعلم بِمَا لَبِثُوا، فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: { ثمَّ بعثناهم لنعلم} قَوْله: (أحصى) أَي: أحفظ فِي الْعد.
قَوْله: (لما لَبِثُوا) أَي: لما مَكَثُوا فِي كهفهم نياماً.
قَوْله: (أمداً) أَي: غَايَة، وَعَن مُجَاهِد عددا، وَكَذَلِكَ بعثناهم يَعْنِي: كَمَا امتناهم فِي الْكَهْف ومنعناهم من الْوُصُول إِلَيْهِم وحفظنا أجسامهم من البلى على طول الزَّمَان وثيابهم من العفن، كَذَلِك بعثناهم من النومة الَّتِي تشبه الْمَوْت.

أزْكَى أكْثَرُ ويُقالُ أحَلُّ ويُقالُ أكثَرُ رَيْعاً: قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ أكْلَها

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { فَلْينْظر أَيهَا أزكى طَعَاما} (الْكَهْف: 91) وَفسّر أزكى بقوله: أَكثر، وَكَذَا فسره عِكْرِمَة، وَأَصله من الزَّكَاة وَهِي الزِّيَادَة والنماء.
قَوْله: (وَيُقَال: أحل) ، أَي: أحل ذَبِيحَة، قَالَه ابْن عَبَّاس وَسَعِيد بن جُبَير لِأَن عامتهم كَانُوا مجوساً وَفِيه قوم مُؤمنُونَ يخفون إِيمَانهم.
قَوْله: (وَيُقَال: أَكثر ريعاً) أَي: معنى أزكى أَكثر ريعاً، والريع الزِّيَادَة والنماء على الأَصْل، قَالَه ابْن الْأَثِير.
قَوْله: (وَقَالَ ابْن عَبَّاس: أكلهَا) أَي: أزكى أكلهَا، أَي: أطيب أكلهَا، والمعاني الْمَذْكُورَة مُتَقَارِبَة.

ولَمْ تَظْلِمْ لَمْ تَنْقُصْ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { كلتا الجنتين آتت أكلهَا وَلم تظلم مِنْهُ شَيْئا} (الْكَهْف: 33) وَفسّر قَوْله: (لم تظلم) بقوله: (لم تنقص) وَهَذَا من تَفْسِير ابْن عَبَّاس رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى حَدثنَا هِشَام بن يُوسُف عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس.

وَقَالَ سَعِيدٌ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ الرَّقِيمُ اللَّوْحُ مِنْ رصاصٍ كَتَبَ عامِلُهُمْ أسْماءَهُمْ ثمَّ طَرَحَهُ فِي خِزانَتِهِ

لَا يُوجد هَذَا فِي كثير من النّسخ وَمَعَ هَذَا لَو كَانَ ذكر عِنْد قَوْله: (والرقيم) الْكتاب مرقوم مَكْتُوب من الرقم لَكَانَ أوجه وَأقرب، وَسَعِيد هُوَ ابْن جُبَير، وروى هَذَا التَّعْلِيق ابْن الْمُنْذر عَن عَليّ عَن أبي عبيد: حَدثنَا سُفْيَان بن حُسَيْن عَن يعلى بن مُسلم عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ إِن الْفتية طلبُوا فَلم يجدوهم، فَرفع ذَلِك إِلَى الْملك فَقَالَ: لَيَكُونن لهَؤُلَاء شَأْن، فدعى بلوح من رصاص فَكتب أَسْمَاءَهُم فِيهِ وَطَرحه فِي خزانته، قَالَ: فالرقيم هُوَ اللَّوْح الَّذِي كتبُوا فِيهِ.
{ فَضرب الله على آذانهم فَنَامُوا} هَذِه إشاءة إِلَى قَوْله تَعَالَى: { فضربنا على آذانهم فِي الْكَهْف سِنِين عددا} (الْكَهْف: 11) هَذَا من فصيحات الْقُرْآن الَّتِي أقرَّت الْعَرَب بالقصور عَن الْإِتْيَان بِمثلِهِ، وَمَعْنَاهُ: أنمناهم وسلطنا عَلَيْهِم النّوم، كَمَا يُقَال: ضرب الله فلَانا بالفالج، أَي: ابتلاه بِهِ وأرسله عَلَيْهِ، وَقيل: مَعْنَاهُ حجبناهم عَن السّمع وسددها نُفُوذ الصَّوْت إِلَى مسامعهم، وَهَذَا وصف الْأَمْوَات والنيام.

وَقَالَ غَيْرُهُ وألَتْ تَثِلُ تَنْجُو:.

     وَقَالَ  مُجاهِدٌ مَوْئلاً مَحْرِزاً

أَي:.

     وَقَالَ  غير ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: { بل لَهُم موعد لن يَجدوا من دونه موئلاً} (الْكَهْف: 85) أَرَادَ أَن لفظ موئلاً مُشْتَقّ من: (وألت تئل) من بابُُ فعل يفعل بِفَتْح الْعين فِي الْمَاضِي وَكسرهَا فِي الْمُسْتَقْبل، وَمعنى: (تئل تنجو).

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: وأل إِلَيْهِ يئل وَألا ووؤلاً على فعول، أَي: لَجأ، والموئل الملجأ.
قَوْله: (وَقَالَ مُجَاهِد موئلاً محرزا) يَعْنِي مَعْنَاهُ: محرزا، وَعَن قَتَادَة مَعْنَاهُ ملْجأ وَرجح ابْن قُتَيْبَة هَذَا الْمَعْنى.

لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً لاَ يَعْقِلُونَ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { الَّذين كَانَت أَعينهم فِي غطاء عَن ذكري وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سمعا} وَفسّر قَوْله: (لَا يَسْتَطِيعُونَ سمعا) بقوله: (لَا يعْقلُونَ) وَفِي التَّفْسِير وصف الله الْكَافرين بقوله: الَّذين كَانَت أَعينهم فِي غطاء.
أَي: غشاء وغفلة عَن ذكري، أَي: عَن الْإِيمَان وَالْقُرْآن لَا يَسْتَطِيعُونَ أَي: لَا يُطِيقُونَ أَن يسمعوا كتاب الله عز وَجل ويتدبرونه ويؤمنون بِهِ لغَلَبَة الشَّقَاء عَلَيْهِم، وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم.


(بابُُ قوْلِهِ عَزّ وجَلَّ: { وكانَ الإنْسانُ أكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} (الْكَهْف: 45)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { وَكَانَ الْإِنْسَان أَكثر شَيْء جدلاً} أَي: خُصُومَة فِي الْبَاطِل، نزلت فِي النَّضر بن الْحَارِث وَكَانَ جداله فِي الْقُرْآن، قَالَه ابْن عَبَّاس، وَقيل: فِي أبي بن خلف وَكَانَ جداله فِي الْبَعْث.



[ قــ :4468 ... غــ :4724 ]
- حدَّثنا عليُّ بن عبْدِ الله حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ بن سَعْدٍ حدَّثنا أبي عنْ صالِحٍ عنِ ابنِ شِهابٍ قَالَ أخبرَني عليُّ بنُ حُسَيْنٍ أنَّ حُسَيْنَ بنَ علِيّ أخبرَهُ عنْ عليّ رَضِي الله عنهُ أنَّ رسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَرَقَهُ وفاطِمَةَ قَالَ ألاَ تُصَلِّيانِ.

هَذَا الحَدِيث ذكره هُنَا مُخْتَصرا.
وَقد مضى بأتم مِنْهُ فِي الصَّلَاة فِي: بابُُ تحريض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قيام اللَّيْل، وَفِي آخِره: { وَكَانَ الْإِنْسَان أَكثر شَيْء جدلاً} وَهَذَا هُوَ وَجه الْمُطَابقَة بَين الحَدِيث والترجمة وَإِن لم يذكر صَرِيحًا.

وَعلي بن عبد الله هُوَ الْمَدِينِيّ، وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.
وَصَالح هُوَ ابْن كيسَان، وَابْن شهَاب هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ، وَعلي بن حُسَيْن هُوَ عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب، سمع أَبَاهُ وَمضى الْكَلَام فِي الحَدِيث هُنَاكَ، قَوْله: (طرقه) أَي: أَتَاهُ لَيْلًا.

رَجْماً بالغَيْبِ لَمْ يَسْتَبِنْ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَيَقُولُونَ خَمْسَة سادسهم كلبهم رجماً بِالْغَيْبِ} (الْكَهْف: 22) وَفَسرهُ بقوله: (لم يستبن) وَقيل: قذفا بِالظَّنِّ من غير يَقِين وَهَذَا لم يثبت فِي رِوَايَة أبي ذَر.

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَاتبع هَوَاهُ وَكَانَ أمره فرطا} (الْكَهْف: 82) نزلت فِي عُيَيْنَة بن حُصَيْن بن بدر الْفَزارِيّ قبل أَن يسلم، قَالَه ابْن جريج، وَفسّر قَوْله: فرطا بقوله: ندماً وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق دَاوُد بن أبي هِنْد فِي قَوْله: (فرطا) أَي: ندامة، وَعَن أبي عُبَيْدَة تضييعاً وإسرافاً، وَعَن مُجَاهِد: ضيَاعًا، وَعَن السّديّ إهلاكاً.

سُرَادِقُها مِثْلُ السُّرَادِقِ والحُجْرَةِ الَّتي تُطِيفُ بالْفَساطِيطِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { إِنَّا اعتدنا للظالمين نَارا أحَاط بهم سرادقها} (الْكَهْف: 92) وَالضَّمِير فِي سرادقها يرجع إِلَى النَّار، وَالْمعْنَى أَن سرادق النَّار مثل السرادق، والحجرة الَّتِي تطيف أَي تحيط بالفساطيط وَهُوَ جمع فسطاط وَهِي الْخَيْمَة الْعَظِيمَة، والسرادق هُوَ الَّذِي يمد فَوق صحن الدَّار ويطيف بِهِ ويقاربه.
وَفِي التَّفْسِير عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: سرادق النَّار أَربع جدر كتف كل وَاحِدَة مسيرَة أَرْبَعِينَ سنة.
وَعَن ابْن عَبَّاس: السرادق حَائِط من نَار، وَعَن الْكَلْبِيّ: هُوَ عنق يخرج من النَّار فيحيط بالكفار كالحظيرة، وَعَن القتبي: السرادق الْحُجْرَة الَّتِي تكون حول الْفسْطَاط، وَهُوَ هُنَا دُخان مُحِيط بالكفار يَوْم الْقِيَامَة.

يُحاوِرُهُ مِنَ المُحاوَرَةِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَكَانَ لَهُ ثَمَر فَقَالَ لصَاحبه وَهُوَ يحاوره} (الْكَهْف: 43) الْآيَة قَوْله: (من المحاورة) يَعْنِي: لفظ (يحاوره) مُشْتَقّ من المحاورة وَهِي الْمُرَاجَعَة، وَفِي التَّفْسِير: يحاوره، أَي: يجاوبه.

لاكِنّا هُوَ الله رَبِّي أيْ لَكِنْ أَنا هُوَ الله رَبِّي ثُمَّ حَذَفَ الألِفَ وأدْغَمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الأخْرَى
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { لكنَّا هُوَ الله رَبِّي وَلَا أشرك بربي أحدا} (الْكَهْف: 83) هَذَا الَّذِي ذكره هُوَ تصرف عَامَّة النَّحْوِيين، وَهُوَ حذف همزَة، أَنا طلبا للخفة لِكَثْرَة اسْتِعْمَاله وإدغام إِحْدَى النونين فِي الْأُخْرَى، وَعَن الْكسَائي: فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير مجازه، لَكِن هُوَ الله رَبِّي.

{ وفَجَّرْنا خلالَهُما نَهَراً يَقُولُ بَيْنَهُما}
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { كلتا الجنتين آتت أكلهَا وَلم تظلم مِنْهُ شَيْئا وفجرنا خلالهما نَهرا وَكَانَ لَهُ ثَمَر} (الْكَهْف: 33 43) الْآيَة، وَفسّر قَوْله: (خلالهما) بقوله: (بَينهمَا) وَفِي التَّفْسِير: وفجرنا خلالهما، يَعْنِي: شققنا وسطهما نَهرا، وَفِي بعض النّسخ: وَقع هَذَا مقدما، وَثَبت لأبي ذَر.

زَلَقاً لَا يَثْبُتُ فِيهِ قَدَمٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { فَتُصْبِح صَعِيدا زلقاً} (الْكَهْف: 04) وَفَسرهُ بقوله: لَا تثبت فِيهِ قدم.
وَفِي التَّفْسِير { صَعِيدا زلقاً} يَعْنِي: صَعِيدا أملس لَا نَبَات عَلَيْهِ، وَعَن مُجَاهِد: رملاً هائلاً وتراباً.

هُنالِكَ الوَلايَةُ مَصْدَرُ الوَلِيِّ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَمَا كَانَ منتصراً هُنَالك الْولَايَة لله الْحق} الْآيَة.
قَوْله: (الْولَايَة) ، بِفَتْح الْوَاو فِي قِرَاءَة الْجُمْهُور،.

     وَقَالَ  الزَّمَخْشَرِيّ: الْولَايَة بِالْفَتْح النُّصْرَة، والتولي، وبالكسر: السُّلْطَان وَالْملك، وَقد قرىء بهما.
قَوْله: (مصدر الْوَلِيّ) ، ويروى: مصدر ولي بِدُونِ الْألف وَاللَّام، وَهَكَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر مصدر ولي الْمولى.
وَلَاء وَالْأول هُوَ الأصوب.
قَوْله: (هُنَالك) أَي: يَوْم الْقِيَامَة، وَفِي التَّفْسِير: هُنَالك يتولون الله تَعَالَى ويتبرؤون مِمَّا كَانُوا يعبدونه.

عُقُباً عاقِبَةٌ وعقبى وعُقْبَةٌ واحِدٌ وهْيَ الآخِرَةُ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { هُوَ خير ثَوابًا وَخير عقباً} (الْكَهْف: 44) وَفسّر بقوله: (عَاقِبَة) ، ثمَّ قَالَ: (الْعَاقِبَة وعقبى وَعقبَة) بِمَعْنى وَاحِد، يُقَال: هَذَا عقب أَمر كَذَا وعقباه وعاقبته، أَي: آخِره،.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: عَاقِبَة كل شَيْء آخِره.

قِبِلاً وقُبُلاً وقَبَلاً اسْتِئْنافاً

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { أَو يَأْتِيهم الْعَذَاب قُبُلاً} (الْكَهْف: 55) وقبلاً وقبلاً.
الأول: بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء، الثَّانِي: بِضَمَّتَيْنِ، وَالثَّالِث: بِفتْحَتَيْنِ، وَفسّر ذَلِك كُله بقوله: استئنافاً يَعْنِي اسْتِقْبَالًا، وَفِي التَّفْسِير: أَي عيَانًا، قَالَه ابْن عَبَّاس،.

     وَقَالَ  الثَّعْلَبِيّ: قَالَ الْكَلْبِيّ: هُوَ السَّيْف يَوْم بدر،.

     وَقَالَ  مقَاتل: فَجْأَة، وَمن قَرَأَ بِضَمَّتَيْنِ أَرَادَ أَصْنَاف الْعَذَاب.

لِيُدْحِضُوا لِيُزِيلوا الدَّحَضُ الزَّلَقُ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { ويجادل الَّذين كفرُوا بِالْبَاطِلِ ليدحضوا بِهِ الْحق} (الْكَهْف: 65) وَفسّر: ليدحضوا بقوله: (ليزيلوا) من الدخض وَهُوَ الزلق، يُقَال: دحضت رجله إِذا زلقت، وَعَن السّديّ: مَعْنَاهُ ليفسدوا، وَقيل: ليبطلوا بِهِ الْحق.
<