هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4625 حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَصَابَنِي الجَهْدُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ ؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : ضَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ ، قَالَ : فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ العَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ ، فَفَعَلَتْ ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ - أَوْ ضَحِكَ - مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  أو ضحك من فلان وفلانة فأنزل الله عز وجل : { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4889] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ هُوَ الدَّوْرَقِيُّ .

     قَوْلُهُ  أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الرَّجُلُ هُوَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَعَ مُفَسَّرًا فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ وَقَدْ نَسَبْتُهُ فِي الْمَنَاقِبِ إِلَى تَخْرِيجِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ لَا يُوثَقُ بِهِ .

     قَوْلُهُ  أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ يُضَيِّفُ هَذَا رَحْمَةً بِالتَّنْوِينِ .

     قَوْلُهُ  فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَقَدَّمَ شَرْحُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ أَبُو طَلْحَةَ وَتَرَدَّدَ الْخَطِيبُ هَلْ هُوَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ الْمَشْهُورُ أَوْ صَحَابِيٌّ آخَرُ يُكَنَّى أَبَا طَلْحَةَ وَتَقَدَّمَ أَيْضًا قَوْلُ مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَلَكِنْ أَرَدْتُ التَّنْبِيهَ هُنَا عَلَى شَيْءٍ وَقَعَ لِلْقُرْطُبِيِّ الْمُفَسِّرِ وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَسْكَرٍ فِي ذَيْلِهِ عَلَى تَعْرِيفِ السُّهَيْلِيِّ فَإِنَّهُمَا نَقَلَا عَنِ النَّحَّاسِ وَالْمَهْدَوِيِّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أبي المتَوَكل زَاد بن عَسْكَرٍ النَّاجِيِّ وَأَنَّ الضَّيْفَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَقِيلَ إِنَّ فَاعِلَهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ حَكَاهُ يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ انْتَهَى وَهُوَ غَلَطٌ بَيِّنٌ فَإِنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْقِصَّةِ ذِكْرٌ إِلَّا أَنَّهُ رَوَاهَا مُرْسَلَةً أَخْرَجَهَا مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي كَمَا تقدم هُنَاكَ وَكَذَا بن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب قرى الضَّيْف وبن الْمُنْذِرِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ السُّورَةِ كُلِّهُمْ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَكَثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا يَجِدُ شَيْئًا يُفْطِرُ عَلَيْهِ حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ثَابِتُ بن قيس الحَدِيث وَقد تبع بن عَسْكَرٍ جَمَاعَةٌ مِنَ الشَّارِحِينَ سَاكِتِينَ عَنْ وَهْمِهِ فَلهَذَا نبهت عَلَيْهِ وتفطن شَيخنَا بن الملقن لقَوْل بن عَسْكَرٍ إِنَّهُ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ فَقَالَ هَذَا وَهْمٌ لِأَنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ تَابِعِيٌّ إِجْمَاعًا انْتَهَى فَكَأَنَّهُ جَوَّزَ أَنَّهُ صَحَابِيٌّ يُكَنَّى أَبَا الْمُتَوَكِّلِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ .

     قَوْلُهُ  وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ فِي حَدِيث أنس عِنْد بن أَبِي الدُّنْيَا فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ وَتَتَلَمَّظُ هِيَ حَتَّى رَأَى الضَّيْفُ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ .

     قَوْلُهُ  ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ .

     قَوْلُهُ  لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ ضَحِكَ كَذَا هُنَا بِالشَّكِّ وَذَكَرَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ جَرِيرٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ بِلَفْظِ عجب بِغَيْر شكّ وَعند بن أَبِي الدُّنْيَا فِي حَدِيثِ أَنَسٍ ضَحِكَ بِغَيْرِ شَكٍّ.

     وَقَالَ  الْخَطَّابِيُّ إِطْلَاقُ الْعَجَبِ عَلَى اللَّهِ مُحَالٌ وَمَعْنَاهُ الرِّضَا فَكَأَنَّهُ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ الصَّنِيعَ حَلَّ مِنَ الرِّضَا عِنْدَ اللَّهِ حُلُولُ الْعَجَبِ عِنْدَكُمْ قَالَ وَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ بِالْعَجَبِ هُنَا أَنَّ اللَّهَ يُعْجِبُ مَلَائِكَتَهُ مِنْ صَنِيعِهِمَا لِنُدُورِ مَا وَقَعَ مِنْهُمَا فِي الْعَادَةِ قَالَ.

     وَقَالَ  أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَعْنَى الضَّحِكِ هُنَا الرَّحْمَةُ.

.

قُلْتُ وَلَمْ أَرَ ذَلِكَ فِي النُّسَخِ الَّتِي وَقَعَتْ لَنَا مِنَ الْبُخَارِيِّ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَتَأْوِيلُ الضَّحِكِ بِالرِّضَا أَقْرَبُ مِنْ تَأْوِيلِهِ بِالرَّحْمَةِلِأَنَّ الضَّحِكَ مِنَ الْكِرَامِ يَدُلُّ عَلَى الرِّضَا فَإِنَّهُمْ يُوصَفُونَ بِالْبِشْرِ عِنْدَ السُّؤَالِ.

.

قُلْتُ الرِّضَا مِنَ اللَّهِ يَسْتَلْزِمُ الرَّحْمَةَ وَهُوَ لَازِمُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ تَقَدَّمَ سَائِرُ شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَنَاقِب الْأَنْصَار ( .

     قَوْلُهُ  سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةِ)
سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِجَمِيعِهِمْ وَالْمَشْهُورُ فِي هَذِهِ التَّسْمِيَةِ فَتْحُ الْحَاءِ وَقَدْ تُكْسَرُ وَبِهِ جَزَمَ السُّهَيْلِيُّ فَعَلَى الْأَوَّلِ هِيَ صِفَةُ الْمَرْأَةِ الَّتِي نَزَلَتِ السُّورَةُ بِسَبَبِهَا وَالْمَشْهُورُ فِيهَا أَنَّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَقِيلَ سَعِيدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَقِيلَ أُمَيْمَةُ بِنْتُ بِشْرٍ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمُعْتَمَدُ كَمَا سَيَأْتِي إِيضَاحُهُ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ وَمَنْ كَسَرَ جَعَلَهَا صِفَةً لِلسُّورَةِ كَمَا قِيلَ لِبَرَاءَةٌ الْفَاضِحَةُ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِد لاتجعلنا فتْنَة للَّذين كفرُوا لَا تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ إِلَخْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ وَرْقَاء عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْهُ بِلَفْظِهِ وَزَادَ وَلَا بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكَ وَزَادَ فِي آخِرِهِ مَا أَصَابَهُمْ مِثْلُ هَذَا وَكَذَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ شَبَابَةَ عَنْ وَرْقَاءَ عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْهُ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَن وَرْقَاء عَن عِيسَى عَن بن أَبِي نَجِيحٍ كَذَلِكَ فَاتَّفَقُوا كُلُّهُمْ عَلَى أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِثْلَ هَذَا مِنْ طَرِيقِ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ وَرْقَاء فَزَاد فِيهِ بن عَبَّاسٍ.

     وَقَالَ  صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَمَا أَظن زِيَادَة بن عَبَّاسٍ فِيهِ إِلَّا وَهْمًا لِاتِّفَاقِ أَصْحَابِ وَرْقَاءَ عَلَى عَدَمِ ذِكْرِهِ وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لَا تُسَلِّطْهُمْ عَلَيْنَا فَيَفْتِنُونَا وَهَذَا بِخِلَافِ تَفْسِيرِ مُجَاهِدٍ وَفِيهِ تَقْوِيَةٌ لِمَا قُلْتُهُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ لَا تجعلنا فتْنَة للَّذين كفرُوا قَالَ لَا تُظْهِرْهُمْ عَلَيْنَا فَيَفْتِنُونَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ إِنَّمَا ظَهَرُوا عَلَيْنَا بِحَقِّهِمْ وَهَذَا يُشْبِهُ تَأْوِيلَ مُجَاهِدٍ .

     قَوْلُهُ  بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ أُمِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِرَاقِ نِسَائِهِمْ كُنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ أَيْضًا وَلَفْظُهُ أُمِرَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَلَاقِ نِسَائِهِمْ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ قَعَدْنَ مَعَ الْكُفَّارِ وَلِسَعِيدِ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ نَزَلَتْ فِي الْمَرْأَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَلْحَقُ بِالْمُشْرِكِينَ فَتَكْفُرُ فَلَا يُمْسِكُ زَوْجُهَا بِعِصْمَتِهَا قَدْ بَرِئَ مِنْهَا انْتَهَى وَالْكَوَافِرُ جَمْعُ كَافِرَةٍ وَالْعِصَمُ جَمْعُ عِصْمَةٍ.

     وَقَالَ  أَبُو عَلِيِّ الْفَارِسِيِّ قَالَ لِي الْكَرْخِيُّ الْكَوَافِرُ فِي الْآيَةِ يَشْمَلُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ النُّحَاةُ لَا يُجِيزُونَ هَذَا إِلَّا فِي الْنِّسَاءِ جَمْعُ كَافِرَةٍ قَالَ أَلَيْسَ يُقَالُ طَائِفَةٌ كَافِرَةٌ انْتَهَى وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ كَافِرَةٌ وَصْفًا لِلرِّجَالِ إِلَّا مَعَ ذِكْرِ الْمَوْصُوفِ فَتَعَيَّنَ الْأَوَّلُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ( قَولُهُ بَابُ لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) سَقَطَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَالْعَدُوُّ لَمَّا كَانَ بِزِنَةِ الْمَصَادِرِ وَقَعَ عَلَى الْوَاحِدِ فَمَا فَوْقه وَقَوله تلقونَ إِلَيْهِم بالمودة تَفْسِيرٌ لِلْمُوَالَاةِ الْمَذْكُورَةِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ حَالًا أَوْ صِفَةً وَفِيهِ شَيْءٌ لِأَنَّهُمْ نُهُوا عَنِ اتِّخَاذِهِمْ أَوْلِيَاءَ مُطْلَقًا وَالتَّقْيِيدُ بِالصِّفَةِ أَوِ الْحَالِ يُوهِمُ الْجَوَازَ عِنْدَ انْتِفَائِهِمَا لَكِنْ عُلِمَ بِالْقَوَاعِدِ الْمَنْعُ مُطْلَقًا فَلَا مَفْهُومَ لَهُمَا وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْوِلَايَةُ تَسْتَلْزِمُ الْمَوَدَّةَ فَلَا تَتِمُّ الْوِلَايَةُ بِدُونِ الْمَوَدَّةِ فَهِيَ حَالٌ لَازِمَةٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ)
أَيِ اسْتَوْطَنُوا الْمَدِينَةَ وَقِيلَ نَزَلُوا فَعَلَى الْأَوَّلِ يَخْتَصُّ بِالْأَنْصَارِ وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْلِ عُمَرَ وَعَلَى الثَّانِي يَشْمَلُهُمْ وَيَشْمَلُ الْمُهَاجِرِينَ السَّابِقِينَ ذَكَرَ فِيهِ طَرَفًا مِنْ قِصَّةِ عُمَرَ عِنْدَ مَقْتَلِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي المناقب قَوْله بَاب قَوْله ويؤثرون على أنفسهم الْآيَة الْخَصَاصَة فاقة وَلِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ الْفَاقَةُ وَهُوَ قَوْلُ مقَاتل بن حَيَّان أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِهِ .

     قَوْلُهُ  الْمُفْلِحُونَ الْفَائِزُونَ بِالْخُلُودِ وَالْفَلَاحُ الْبَقَاءُ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ لَبِيدٌ نَحُلُّ بِلَادًا كُلَّهَا حُلَّ قَبْلَنَا وَنَرْجُو فَلَاحًا بَعْدَ عَادٍ وَحِمْيَرَ وَهُوَ أَيْضًا بِمَعْنَى إِدْرَاكِ الطَّلَبِ قَالَ لَبِيدٌ أَيْضًا وَلَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ كَانَ عَقَلَ أَيْ أَدْرَكَ مَا طَلَبَ .

     قَوْلُهُ  حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ عَجِّلْ هُوَ تَفْسِيرُ حَيَّ أَيْ مَعْنَى حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ أَيْ عجل إِلَى الْفَلاح قَالَ بن التِّينِ لَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ وَإِنَّمَا قَالُوا مَعْنَاهُ هَلُمَّ وَأَقْبِلْ.

.

قُلْتُ وَهُوَ كَمَا قَالَ لَكِنْ فِيهِ إِشْعَارٌ بِطَلَبِ الْإِعْجَالِ فَالْمَعْنَى أَقْبِلْ مُسْرِعًا .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  الْحَسَنُ حَاجَةً حَسَدًا وَصَلَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْهُ بِهَذَا وَرَوَيْنَاهُ فِي الْجُزْءِ الثَّامِنِ مِنْ أَمَالِي الْمَحَامِلِيِّ بِعُلُوٍّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورهمْ حَاجَة قَالَ الْحَسَدُ

[ قــ :4625 ... غــ :4889] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ هُوَ الدَّوْرَقِيُّ .

     قَوْلُهُ  أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الرَّجُلُ هُوَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَعَ مُفَسَّرًا فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ وَقَدْ نَسَبْتُهُ فِي الْمَنَاقِبِ إِلَى تَخْرِيجِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ لَا يُوثَقُ بِهِ .

     قَوْلُهُ  أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ يُضَيِّفُ هَذَا رَحْمَةً بِالتَّنْوِينِ .

     قَوْلُهُ  فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَقَدَّمَ شَرْحُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ أَبُو طَلْحَةَ وَتَرَدَّدَ الْخَطِيبُ هَلْ هُوَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ الْمَشْهُورُ أَوْ صَحَابِيٌّ آخَرُ يُكَنَّى أَبَا طَلْحَةَ وَتَقَدَّمَ أَيْضًا قَوْلُ مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَلَكِنْ أَرَدْتُ التَّنْبِيهَ هُنَا عَلَى شَيْءٍ وَقَعَ لِلْقُرْطُبِيِّ الْمُفَسِّرِ وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَسْكَرٍ فِي ذَيْلِهِ عَلَى تَعْرِيفِ السُّهَيْلِيِّ فَإِنَّهُمَا نَقَلَا عَنِ النَّحَّاسِ وَالْمَهْدَوِيِّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أبي المتَوَكل زَاد بن عَسْكَرٍ النَّاجِيِّ وَأَنَّ الضَّيْفَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَقِيلَ إِنَّ فَاعِلَهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ حَكَاهُ يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ انْتَهَى وَهُوَ غَلَطٌ بَيِّنٌ فَإِنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْقِصَّةِ ذِكْرٌ إِلَّا أَنَّهُ رَوَاهَا مُرْسَلَةً أَخْرَجَهَا مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي كَمَا تقدم هُنَاكَ وَكَذَا بن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب قرى الضَّيْف وبن الْمُنْذِرِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ السُّورَةِ كُلِّهُمْ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَكَثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا يَجِدُ شَيْئًا يُفْطِرُ عَلَيْهِ حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ثَابِتُ بن قيس الحَدِيث وَقد تبع بن عَسْكَرٍ جَمَاعَةٌ مِنَ الشَّارِحِينَ سَاكِتِينَ عَنْ وَهْمِهِ فَلهَذَا نبهت عَلَيْهِ وتفطن شَيخنَا بن الملقن لقَوْل بن عَسْكَرٍ إِنَّهُ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ فَقَالَ هَذَا وَهْمٌ لِأَنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ تَابِعِيٌّ إِجْمَاعًا انْتَهَى فَكَأَنَّهُ جَوَّزَ أَنَّهُ صَحَابِيٌّ يُكَنَّى أَبَا الْمُتَوَكِّلِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ .

     قَوْلُهُ  وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ فِي حَدِيث أنس عِنْد بن أَبِي الدُّنْيَا فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ وَتَتَلَمَّظُ هِيَ حَتَّى رَأَى الضَّيْفُ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ .

     قَوْلُهُ  ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ .

     قَوْلُهُ  لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ ضَحِكَ كَذَا هُنَا بِالشَّكِّ وَذَكَرَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ جَرِيرٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ بِلَفْظِ عجب بِغَيْر شكّ وَعند بن أَبِي الدُّنْيَا فِي حَدِيثِ أَنَسٍ ضَحِكَ بِغَيْرِ شَكٍّ.

     وَقَالَ  الْخَطَّابِيُّ إِطْلَاقُ الْعَجَبِ عَلَى اللَّهِ مُحَالٌ وَمَعْنَاهُ الرِّضَا فَكَأَنَّهُ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ الصَّنِيعَ حَلَّ مِنَ الرِّضَا عِنْدَ اللَّهِ حُلُولُ الْعَجَبِ عِنْدَكُمْ قَالَ وَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ بِالْعَجَبِ هُنَا أَنَّ اللَّهَ يُعْجِبُ مَلَائِكَتَهُ مِنْ صَنِيعِهِمَا لِنُدُورِ مَا وَقَعَ مِنْهُمَا فِي الْعَادَةِ قَالَ.

     وَقَالَ  أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَعْنَى الضَّحِكِ هُنَا الرَّحْمَةُ.

.

قُلْتُ وَلَمْ أَرَ ذَلِكَ فِي النُّسَخِ الَّتِي وَقَعَتْ لَنَا مِنَ الْبُخَارِيِّ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَتَأْوِيلُ الضَّحِكِ بِالرِّضَا أَقْرَبُ مِنْ تَأْوِيلِهِ بِالرَّحْمَةِ لِأَنَّ الضَّحِكَ مِنَ الْكِرَامِ يَدُلُّ عَلَى الرِّضَا فَإِنَّهُمْ يُوصَفُونَ بِالْبِشْرِ عِنْدَ السُّؤَالِ.

.

قُلْتُ الرِّضَا مِنَ اللَّهِ يَسْتَلْزِمُ الرَّحْمَةَ وَهُوَ لَازِمُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ تَقَدَّمَ سَائِرُ شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَنَاقِب الْأَنْصَار

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قَوْلِهِ: { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآيَةَ
الْخَصَاصَةُ: الْفَاقَةُ.
{ الْمُفْلِحُونَ} : الْفَائِزُونَ بِالْخُلُودِ.
الْفَلاَحُ: الْبَقَاءُ.
حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ: عَجِّلْ..
     وَقَالَ  الْحَسَنُ { حَاجَةً} : حَسَدًا.

هذا ( باب) بالتنوين ( قوله) تعالى: ( { ويؤثرون على أنفسهم} الآية) وسقط باب لغير أبي ذر.

( الخصاصة) في قوله تعالى: { ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9] .

( الفاقة) ولأبي ذر: فاقة وقيل حاجة إلى ما يؤثرون به.

( { المفلحون} ) هم ( الفائزون بالخلود) قاله الفراء.

( الفلاح) ولأبي ذر: والفلاح ( البقاء) قال لبيد:
نحلّ بلادًا كلها حل قبلنا ... ونرجو فلاحًا بعد عاد وحمير
( حي على الفلاح) أي ( عجل) أي أقبل مسرعًا، وقال ابن التين: لم يقله أحد من أهل اللغة إنما قالوا معناه هلم وأقبل.

( وقال الحسن) البصري وسقطت الواو لأبي ذر ( { حاجة} ) في قولى: { ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا} [الحشر: 9] أي ( حسدّا) وصله عبد الرزاق عنه.
وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.


[ قــ :4625 ... غــ : 4889 ]
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ.
فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَلاَ رَجُلٌ يُضَيِّفُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ»؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ ضَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلاَّ قُوتُ الصِّبْيَةِ.
قَالَ: فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ.
فَفَعَلَتْ: ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ ضَحِكَ مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنَةَ.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر: حدّثنا ( يعقوب بن إبراهيم بن كثير) الدورقي قال: ( حدّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة قال: ( حدّثنا فضيل بن غزوان) بضم الفاء وفتح المعجمة مصغرًا وغزوان بغين مفتوحة فزاي ساكنة معجمتين قال: ( حدّثنا أبو حازم) بالحاء المهملة والزاي سلمان ( الأشجعي) بالمعجمة والجيم ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه ( قال: أتى رجل) هو أبو هريرة كما وقع مفسرًا في رواية الطبري ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله أصابني الجهد) المشقّة
والجوع ( فأرسل) عليه الصلاة والسلام ( إلى نسائه) أمهات المؤمنين يطلب منهن ما يضيفه به ( فلم يجد عندهن شيئًا فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( ألا) بتخفيف اللام للتحضيض ( رجل يضيف) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي يضيفه بزيادة الضمير والتحتية مضمومة والضاد المعجمة مفتوحة بعدها تحتية مشددة فيهما ( هذه الليلة يرحمه الله) بصيغة المضارع، ولأبي ذر عن الكشميهني رحمه الله ( فقام رجل من الأنصار) هو أبو طلحة وتردد الخطيب هل هو زيد بن سهل المشهور أو صحابي آخر يكنى أبا طلحة وليس هو أبا المتوكل الناجي لأنه تابعي إجماعًا ( فقال: أنا يا رسول الله) أضيفه ( فذهب إلى أهله فقال لامرأته) أم سليم: هذا ( ضيف رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا تدّخريه) بتشديد الدال المهملة أي لا تمسكي عنه ( شيئًا) من الطعام ( قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية) بكسر الصاد جمع صبي أنس وإخوته ( قال: فإذا أراد الصبية العَشاء) بفتح العين ( فنوّميهم) حتى لا يأكلوا، وقول البرماوي كالكرماني وهذا القدر كان فاضلًا عن قدر ضرورتهم وإلا فنفقة الأطفال واجبة والضيافة سُنّة فيه نظر لأنها صرّحت بقولها: والله ما عندي إلا قوت الصبية فلعلها علمت صبرهم لقلة جوعهم وهيأت لهم ذلك ليأكلوه على عادة الصبيان للطلب من غير جوع يضر ( وتعالي) بفتح اللام وسكون الياء ( فأطفئي السراج) بهمزة قطع ( ونطوي بطوننا الليلة) أي نجمعها لأن الجوع يطوي جلد البطن ( ففعلت) زوجته ذلك ( ثم غدا الرجل على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال) عليه الصلاة والسلام: ( لقد عجب الله عز وجل أو ضحك) بالشك من الراوي أي رضي وقبل ( من فلان وفلانة) أبي طلحة وأم سليم أو غيرهما على الخلاف ( فأنزل الله عز وجل: { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} ) [الحشر: 9] .

وهذا الحديث ذكره في باب قول الله تعالى: { ويؤثرون على أنفسهم} من مناقب الأنصار.


[60] سورة الْمُمْتَحِنَةِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: { لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً} : لاَ تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ.
فَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ هَؤُلاَءِ عَلَى الْحَقِّ مَا أَصَابَهُمْ هَذَا.
{ بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} : أُمِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِفِرَاقِ نِسَائِهِمْ.
كُنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ.

( [60] سورة الْمُمْتَحِنَةِ)
قال السهيلي بكسر الحاء المختبرة أضيف إليها الفعل مجازًا كلما سميت سورة براءة الفاضحة لكشفها عن عيوب المنافقين، ومن قال الممتحنة بفتح الحاء فإنه أضافها إلى المرأة التي نزلت فيها، والمشهور أنها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط امرأة عبد الرحمن بن عوف وهي مدنية وآيها ثلاث عشرة، ولأبي ذر: سورة الممتحنة: بسم الله الرحمن الرحيم.

( وقال مجاهد) : فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ( { لا تجعلنا فتنة} ) [الممتحنة: 5] أي ( لا تعذبنا بأيديهم.
فيقولون لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا)
.
وزاد في رواية الفريابي: ولا بعذاب من عندك.

( { بعصم الكوافر} ) [الممتحنة: 10] جمع كافرة كضوارب في ضاربة قال مجاهد: ( أمر أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بضم الهمزة وكسر الميم مبنيًّا للمفعول ( بفراق نسائهم كن كوافر بمكة) لقطع إسلامهم بالنكاح.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابٌُ .

     قَوْلُهُ : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ} ( الْحَشْر: 9) الآيَةَ)


أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل فِي مدح الْأَنْصَار فَإِنَّهُم قاسموا الْمُهَاجِرين دِيَارهمْ وَأَمْوَالهمْ.

الخَصاصَةُ الْفَاقَةُ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة} وفسرها بالفاقة وَهِي الْفقر والاحتياج، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر، فاقة، بِدُونِ الْألف وَاللَّام، وَهَذَا قَول مقَاتل بن حَيَّان.

المُفْلِحُونَ: الْفَائِزُونَ بالخُلُودِ.
وَالفَلاحُ: البقاءُ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَمن يُوقَ شح نَفسه فَأُولَئِك هم المفلحون} ( الْحَشْر: 9) وَفسّر: المفلحون بالفائزين بالخلود، وَبِه فسر الْفراء.
قَوْله: ( والفلاح الْبَقَاء) يَعْنِي: يَأْتِي بِمَعْنى الْبَقَاء.
قَالَ الشَّاعِر:
( وَلَكِن لَيْسَ للدنيا فلاح)

أَي بَقَاء، وَفِي ( الْمغرب) : الْفَلاح الْفَوْز بالمطلوب، ومدار التَّرْكِيب على الشق وَالْقطع.

حَيَّ عَلَى الفَلاحِ: عَجِّلْ

مُرَاده معنى الْفَلاح هُنَا وَمعنى حَيّ: عجل: أَي على الْفَوْز بالمطلوب،.

     وَقَالَ  بَعضهم: حَيّ على الْفَلاح أَي: عجل، هُوَ تَفْسِير حَيّ: أَي: معنى حَيّ على الْفَلاح، عجل قلت: لَيْسَ مُرَاد البُخَارِيّ مَا ذكره، وَإِنَّمَا مُرَاده معنى: مَا ذكرنَا لِأَنَّهُ فِي صدد تَفْسِير الْفَلاح وَلَيْسَ فِي صدد تَفْسِير معنى حَيّ وَتَفْسِير حَيّ وَقع اسْتِطْرَادًا..
     وَقَالَ  ابْن التِّين: لم يذكرهُ أحد من أهل اللُّغَة إِنَّمَا قَالُوا: مَعْنَاهُ هَلُمَّ وَأَقْبل: قلت: يَعْنِي: لم يذكر أحد من أهل اللُّغَة أَن مَعْنَاهُ عجل، بل الَّذِي ذَكرُوهُ هَلُمَّ وَأَقْبل وَلَا يتَوَجَّه مَا ذكره لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي صدد تَفْسِير حَيّ.
كَمَا ذَكرْنَاهُ، وَإِنَّمَا وَقع استطراد.

     وَقَالَ  بَعضهم: هُوَ كَمَا قَالَ وَلَكِن فِيهِ إِشْعَار بِطَلَب الإعجال، فَالْمَعْنى: أقبل مسرعا.
قلت: الْحَال بِالْحَال لِأَن اعتذاره عَنهُ إِنَّمَا يجدي أَن لَو كَانَ هُوَ فِي صدد تَفْسِير: حَيّ، كَمَا ذكرنَا.

وَقَالَ الحَسَنُ: حَاجَةً حَسَدا

أَي: قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: { وَلَا يَجدونَ فِي صُدُورهمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا} ( الْحَشْر: 9) وَفسّر: ( حَاجَة) بقوله: ( حسدا) وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن الْحسن.



[ قــ :4625 ... غــ :4889 ]
- حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ بنِ كَثِيرٍ حدَّثنا أبُو أُسَامَةَ حدَّثنا فُضَيْلُ بنُ غَزْوَانَ حدَّثنا أبُو حَازِمٍ الأشْجَعِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنهُ قَالَ أَتَى رَجُلٌ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ الله أصابَنِي الجَهْدُ فَأرْسَلَ إلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئا فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَلا رَجُلٌ يُضَيِّفُ هاذا اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ الله فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَقَالَ أَنا يَا رَسُولَ الله فَذَهَبَ إلَى أهْلِهِ فَقَالَ لامْرَأَتِهِ ضَيْفُ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تَدَّخريهِ شَيْئا قَالَتْ وَالله مَا عِنْدِي إلاَّ قُوتُ الصِّبْيَةِ قَالَ فَإذَا أرَادَ الصِّبْيَةُ العَشَاءَ فَنَوْمِهِمْ وَتَعَالَى فَأطْفِئي السِّرَاجَ وَنَطْوى بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ فَفَعَلْتْ ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقالَ لَقَدْ عَجِبَ الله عَزَّ وَجَلَّ أوْ ضَحِكَ مِنْ فُلانٍ وَفُلانَةَ فَأنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ: { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ( الْحَشْر: 9) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن كثير ضد الْقَلِيل.
الدَّوْرَقِي وَأَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة، وَأَبُو حَازِم سلمَان الْأَشْجَعِيّ.

والْحَدِيث قد مر فِي فضل الْأَنْصَار فِي: بابُُ { ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة} فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن مُسَدّد عَن عبد الله بن دَاوُد عَن فُضَيْل بن غَزوَان إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: ( أَتَى رجل) ذكر الواحدي أَنه من أهل الصّفة وَفِي ( الْأَوْسَط) للطبراني: أَنه أَبُو هُرَيْرَة.
قَوْله: ( الْجهد) ، أَي: الْمَشَقَّة والجوع.
قَوْله: ( الأرجل) كلمة: لَا للتحضيض والحث على شَيْء يَفْعَله الرجل.
قَوْله: ( يضيف) بِضَم الْيَاء من الْإِضَافَة.
قَوْله: ( فَقَامَ رجل من الْأَنْصَار) قَالَ الْخَطِيب: وَأَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ..
     وَقَالَ  ابْن بشكوال: هُوَ زدي بن سهل وَأنْكرهُ النَّوَوِيّ: وَقيل: عبد الله بن رَوَاحَة.

     وَقَالَ  الْمَهْدَوِيّ والنحاس.
نزلت فِي أبي المتَوَكل وَأَن الضَّيْف ثَابت بن قيس.
قَوْلهمَا: نزلت فِي أبي المتَوَكل وَأَن الضَّيْف ثَابت بن قيس.
قَوْلهمَا: نزلت فِي أبي المتَوَكل: وهم فَاحش لِأَن أَبَا المتَوَكل النَّاجِي تَابِعِيّ إِجْمَاعًا قَوْله: ( هَذَا اللَّيْلَة) هَذَا إِشَارَة إِلَى الرجل فِي قَوْله: أَنِّي رجل ( وَاللَّيْلَة) نصب على الظّرْف، ويروى: هَذِه اللَّيْلَة فالإشارة فِيهِ إِلَى اللَّيْلَة قَوْله: ( يرحمه الله) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: يضيف هَذَا رَحْمَة: بِالتَّنْوِينِ قَوْله: ( ضيف رَسُول الله) أَي: هَذَا ضيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَوْله: ( لَا تدخر بِهِ شَيْئا) أَي: لَا تمسكي عَنهُ شَيْئا.
قَوْله: ( الصبية) بِكَسْر الصَّاد جمع صبي.
قَوْله: ( الْعشَاء) بِفَتْح الْعين.
قَوْله: ( فنوميهم) أَي: الصِبْية حَتَّى لَا يَأْكُلُوا شَيْئا وَهَذَا يحمل على أَن الصّبيان لم يَكُونُوا مُحْتَاجين إِلَى الْأكل وَإِنَّمَا تطلبه أنفسهم على عَادَة الصّبيان من غير جوع مُضر، فَإِنَّهُم لَو كَانُوا على حَاجَة بِحَيْثُ يضرهم ترك الْأكل لَكَانَ إطعامهم وَاجِبا يجب تَقْدِيمه على الضِّيَافَة،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: لَعَلَّ ذَلِك كَانَ فَاضلا عَن ضرورتهم.
قلت: فِيهِ نظر لِأَنَّهَا صرحت بقولِهَا: وَالله مَا عِنْدِي إلاَّ قوت الصبية وَالْأَحْسَن أَن يُقَال: إِنَّهَا كَانَت علمت صبرهم عَن عشائهم تِلْكَ اللَّيْلَة لِأَن الْإِنْسَان قد يصبر عَن الْأكل سَاعَة لَا يتَضَرَّر بِهِ.
قَوْله: ( ونطوي بطوننا اللَّيْلَة) ، أَي: نجمعها فَإِذا جَاع الرجل انطوى جلد بَطْنه.
قَوْله: ( عجب الله أَو ضحك) ، المُرَاد من الْعجب والضحك وَنَحْوهَا فِي حق الله عز وَجل لوازمها وغاياتها لِأَن التَّعَجُّب حَالَة تحصل عِنْد إِدْرَاك أَمر غَرِيب، والضحك ظُهُور الْأَسْنَان عِنْد أَمر عَجِيب وَكِلَاهُمَا محالان على الله تَعَالَى،.

     وَقَالَ  الْخطابِيّ: إِطْلَاق الْعجب لَا يجوز على الله، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الرِّضَا، وَحَقِيقَته أَن ذَلِك الصَّنِيع مِنْهُمَا حل من الرِّضَا عِنْد الله وَالْقَبُول بِهِ ومضاعفة الثَّوَاب عَلَيْهِ مَحل الْعجب عنْدكُمْ فِي الشَّيْء التافه إِذا رفع فَوق قدره وأعظى بِهِ الْأَضْعَاف من قِيمَته، قَالَ: وَقد يكون المُرَاد بالعجب هُنَا أَن الله تَعَالَى يعجب مَلَائكَته من صنيعهما لندور مَا وَقع مِنْهُمَا فِي الْعَادة.
قَالَ:.

     وَقَالَ  أَبُو عبد الله يَعْنِي البُخَارِيّ: الضحك هُنَا الرَّحْمَة، وَتَأْويل الضحك بِالرِّضَا أقرب من تَأْوِيله بِالرَّحْمَةِ لِأَن الضحك من الْكِرَام يدل على الرِّضَا فَإِنَّهُم يوصفون بالبشر عِنْد السُّؤَال.
انْتهى، وَلَيْسَ فِي النّسخ الَّتِي فِي أَيدي النَّاس مَا نسبه الْخطابِيّ إِلَى البُخَارِيّ بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور، وَالله أعلم.