هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4890 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ ، أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ : اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا ، وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4890 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا علي بن مسهر ، وحفص بن غياث ، عن بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا أتاه طالب حاجة ، أقبل على جلسائه فقال : اشفعوا فلتؤجروا ، وليقض الله على لسان نبيه ما أحب
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Abu Musa reported that when any needy (person) came to Allah's Messenger (ﷺ) with a need he commanded him to his Companions, saying:

Make a recommendation for him, and you would get the reward. Allah, however, gives the verdict through the tongue of His Apostle what He likes most.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب.



المعنى العام

يقول الله تعالى { { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا } } [النساء 85] الشفاعة وهي طلب الخير للغير من الغير دعت إليها ظروف المجتمعات الحضارية إذ ليس كل أحد يستطيع الوصول إلى الرئيس وليس كل أحد يتمكن من الدخول عليه ليوضح له مراده وليعرف حاله على حقيقته ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحتجب عن الناس وكان بوسع كل مسلم أن يدخل عليه إلا أنه كمشرع من عند الله يبني أحكامه جل شأنه على أساس صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ولكل حاكم حاشية وبطانة وجلساء إن كانوا محسنين أسهموا في إحسان الحاكم بما ينصحون وإن كانوا مسيئين أسهموا في إساءة الحاكم بما يزينون له من ظلم أو سوء وهذا الحديث توجيه للحاشية أن يكونوا ألسنة خير ومعروف ومساعدة لا أن يكونوا ألسنة شر وأعوانا للشياطين اشفعوا تؤجروا إذا عرضت قضية أمامكم فحاولوا جبر العثرات واقترحوا على الحاكم العفو وتخفيف العقوبات يكن لكم أجركم من الله قبلت شفاعتكم أو لم تقبل وما شفاعتكم إلا نصيحة ودعوة إلى الخير وسيقضي الحاكم بما يشاء الله حكمه وكان الله على كل شيء قديرا

المباحث العربية

( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه) هذا الأسلوب يفيد التكرار والعادة ولعل ذلك من الجمع بين الفعل الماضي والفعل المضارع وفي رواية البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا إذ جاءه رجل يسأل أو طالب حاجة أقبل علينا بوجهه قال الحافظ ابن حجر هكذا وقع في النسخ وفي تركيبه قلق ولعله كان في الأصل كان إذا كان جالسا إذا جاءه رجل ... إلخ فحذف اختصارا أو سقط على الراوي لفظ إذا كان ولفظ مسلم لا إشكال فيه

وأخرجه الإسماعيلي بلفظ إني أوتي فأسأل أو تطلب إلى الحاجة وأنتم عندي فاشفعوا ... الحديث

( فقال اشفعوا فلتؤجروا) قال القرطبي وقع في أصل مسلم اشفعوا تؤجروا بالجزم على جواب الأمر المتضمن معنى الشرط وهو واضح وجاء بلفظ فلتؤجروا وينبغي أن تكون هذه اللام مكسورة لتكون لام كي وتكون الفاء زائدة كما زيدت في حديث قوموا فلأصلي لكم ويكون معنى الحديث اشفعوا كي تؤجروا قال ويحتمل أن تكون لام الأمر ويجوز تسكينها تخفيفا لأجل الحركة التي قبلها اهـ قال الحافظ ابن حجر ووقع في رواية أبي داود اشفعوا لتؤجروا وهو يقوي أن اللام للتعليل وجوز الكرماني أن تكون الفاء سببية واللام بالكسر وهي لام كي وقال جاز اجتماعهما أي اجتماع أداتي سبب وتعليل لأنهما لأمر واحد ويحتمل أن تكون جزائية جوابا للأمر ويحتمل أن تكون زائدة على رأي أو عاطفة على اشفعوا واللام لام الأمر أو على مقدر أي اشفعوا لتؤجروا فلتؤجروا

وقال الطيبي الفاء واللام زائدتان للتأكيد لأنه لو قيل اشفعوا تؤجروا صح أي إذا عرض المحتاج حاجته علي فاشفعوا له إلي ، فإنكم إن شفعتم حصل لكم الأجر سواء قبلت شفاعتكم أم لا

( وليقض الله على لسان نبيه ما أحب) كذا ثبت في هذه الرواية وليقض وفي رواية ويقضي بغير لام قال القرطبي لا يصح أن تكون هذه اللام لام الأمر لأن الله لا يؤمر ولا لام كي لأنه ثبت في الرواية وليقض بغير ياء مد ثم قال يحتمل أن تكون بمعنى الدعاء أو الأمر هنا بمعنى الخبر

فقه الحديث

قال النووي في الحديث استحباب الشفاعة لأصحاب الحوائج المباحة سواء كانت الشفاعة إلى سلطان ووال ونحوهما أم إلى واحد من الناس وسواء كانت الشفاعة إلى سلطان في كف ظلم أو إسقاط تعزير أو في تخليص عطاء لمحتاج أو نحو ذلك

قال وأما الشفاعة في الحدود فحرام وكذا الشفاعة في تتميم باطل أو إبطال حق ونحو ذلك فهي حرام اهـ

وفي الحديث الحض على الخير بالفعل وبالتسبب إليه بكل وجه

وقال عياض ولا يستثنى من الوجوه التي تستحب فيها الشفاعة إلا الحدود

وقد ترجم البخاري بباب كراهة الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان والجمهور على تحريمها أما قبل أن يرفع إلى السلطان فهي على استحبابها فعند أحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجه والحاكم في قصة الذي سرق رداؤه ثم أراد أن يقطع السارق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هلا قبل أن تأتيني به وفي حديث آخر في قصة رجل سرق فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطعه فلما قطع رأوا منه أسفا عليه فقالوا يا رسول الله كأنك كرهت قطعه فقال وما يمنعني لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم

قال العلماء عن استحبابها قبل وصول الأمر إلى الحاكم ولا سيما إذا وقعت الحادثة من أهل العفاف وأما المصرون على فسادهم المشتهرون في باطلهم فلا يشفع لهم لينزجرواعن ذلك

والله أعلم.