هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4912 حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ ، فَأَتَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ : حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ الْغِفَارِيُّ ، فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ : وَكَيْفَ يَشْقَى رَجُلٌ بِغَيْرِ عَمَلٍ ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : أَتَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً ، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكًا ، فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَجَلُهُ ، فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ رِزْقُهُ ، فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ ، فَلَا يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : وَسَاقَ الْحَدِيثَ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4912 حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي الزبير المكي ، أن عامر بن واثلة ، حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود ، يقول : الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره ، فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له : حذيفة بن أسيد الغفاري ، فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال : وكيف يشقى رجل بغير عمل ؟ فقال له الرجل : أتعجب من ذلك ؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ، بعث الله إليها ملكا ، فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ، ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء ، ويكتب الملك ، ثم يقول : يا رب أجله ، فيقول ربك ما شاء ، ويكتب الملك ، ثم يقول : يا رب رزقه ، فيقضي ربك ما شاء ، ويكتب الملك ، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده ، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص ، حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي ، أخبرنا أبو عاصم ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أن أبا الطفيل ، أخبره أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول : وساق الحديث ، بمثل حديث عمرو بن الحارث
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

'Abdullah b. Mas'ud reported:

Evil one is he who is evil in the womb of his mother and the good one is he who takes a lesson from the (fate of) others. The narrator came to a person from amongst the Companions of Allah's Messenger (ﷺ) who was called Hudhaifa b. Usaid Ghifari and said: How can a person be an evil one without (committing an evil) deed? Thereupon the person said to him: You are surprised at this, whereas I have heard Allah's Messenger (ﷺ) as saving: When forty nights pass after the semen gets into the womb, Allah sends the angel and gives him shape. Then he creates his sense of hearing, sense of sight, his skin, his flesh, his bones, and then says: My Lord, would he be male or female? And your Lord decides as He desires and the angel then puts down that also and then says: My Lord, what about his age? And your Lord decides as He likes it and the angel puts it down. Then he says: My Lord, what about his livelihood? And then the Lord decides as He likes and the angel writes it down, and then the angel gets out with his scroll of destiny in his hand and nothing is added to it and nothing is subtracted from it.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال وكيف يشقى رجل بغير عمل فقال له الرجل أتعجب من ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص.


المعنى العام

يقول الله تعالى { { إنا كل شيء خلقناه بقدر } } [القمر 49] { { وربك يخلق ما يشاء ويختار } } [القصص 68] وينبه القرآن الكريم على هذه القضية العامة بقضية خلق الإنسان نفسه فآدم من تراب من طين من صلصال من حمأ مسنون وذريته من نطفة من ماء مهين حفظت في قرار مكين أربعين يوما تتحول فيها إلى دم متجمد يلتصق بجدار الرحم علقة ثم تتحول هذه العلقة في أربعين يوما أخر إلى مضغة قطعة لحم لا يتجاوز حجمها التمرة تبدأ هذه المضغة غير مخلقة ثم تصبح في الأربعين يوما مخلقة تتميز بعض أعضائها وترتبط بالأم للغذاء عن طريق سرتها

وللرحم ملك موكل به { { وما يعلم جنود ربك إلا هو } } [المدثر 31] يرى النطفة وقد استقرت في الرحم فيقول يا رب هذه نطفة هل ستبقى إلى أن تكون علقة فلما تصبح علقة يقول يا رب هذه علقة فهل ستبقى لتصبح مضغة فلما تصير مضغة يؤمر بنفخ الروح فيها بعد مائة وعشرين يوما فيقول يا رب أذكر أم أنثى فيجاب فما أجلها فيجاب وما عملها في حياتها دنيويا وأخرويا فيجاب وهل هي شقية أم سعيدة فيجاب فيكتب كل ذلك في جبينها وفي صحيفتها ثم يطوي الصحيفة لا يزاد فيها ولا ينقص منها

هذه المعلومات وهذه الكتابة مبنية على سبق علم الله تعالى بما سيكون فعلمه تعالى بما سيكون كعلمه تعالى بما كان فقد أحاط بكل شيء علما وما يعلمه سبحانه وتعالى مما سيكون لا يتخلف أبدا وإلا كان علمه جهلا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

وقد أثارت هذه القضية شبهة في رءوس الصحابة إذا كان كل شيء قد كتب علينا ونحن في بطون أمهاتنا وإذا كنا لا محيد لنا عن تحقيق وإيقاع ما كتب فنحن على هذا مرغمون لا مختارون وإذا كانت السعادة أو الشقاء قد كتب وتحدد فما فائدة عملنا أفلا نترك العمل وسنصل حتما إلى النتيجة المحتومة المكتوبة أفلا نتكل على ما قدر لنا وكتب في صحيفتنا

وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله بين لنا هذه القضية بيانا شافيا افترض أن عقولنا خالية من المعلومات الدينية تماما ووضحها لنا من ألفها إلى يائها هل العمل الذي نعمله الآن من صلاة وصيام وطاعة أو من معصية كتب علينا قبل أن نولد وجفت به الأقلام وجرت به المقادير وتحدد لكل منا مصيره وهو في بطن أمه إن كان من أهل الجنة أو كان من أهل النار وإن كان من أهل السعادة أو من أهل الشقاوة أو هو شيء نستقبله ونتحرى فيه شريعة ربنا وسنة نبينا فنتحرك باختيارنا ودون إلزام لنا فتثبت بذلك مسئوليتنا وتقوم بذلك الحجة علينا وكان الجواب بل شيء قضى عليكم ومضى فيكم وتصديق ذلك قوله تعالى { { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها } } [الشمس 7] قالوا يا رسول الله ففيم يعمل العاملون ويكدح الكادحون قال صلى الله عليه وسلم اعملوا الخير وآمنوا بأن الله هو الذي يسره لكم واجتنبوا الشر والفواحش وآمنوا بأن الله هو الذي يسر لكم اجتنابها فكل ميسر لما خلق له أهل السعادة سيعملون بطاعة الله ليكونوا من أهل السعادة وأهل الشقاوة سيعملون عمل الأشقياء فيكونون من الأشقياء لقد خفي عليكم ما كتبه الله فاجتهدوا في الخير وتسابقوا إليه واعلموا إن فعلتم ذلك أنكم ميسرون له من الله فالله تعالى يقول { { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } } [الليل 5-10]

المباحث العربية

(وهو الصادق المصدوق) الصادق المخبر بالقول الحق ويطلق على فعله المطابق للحق فيقال صادق في فعله وصادق في قوله أي يقول الأقوال الحقة ويفعل الأفعال الحقة أما المصدوق فهو الذي يقول له الآخرون القول الحق لا يكذبون عليه ويكون المراد به ما ينبغي أن يكون لا ما هو كائن أي الذي يجب أن يصدقه الناس إذا أخبروه بخبر يقال صدقته الحديث بتخفيف الدال إذا أخبرته به إخبارا جازما مطابقا للواقع فأنا صادق وهو مصدوق وقيل معناه الذي صدق الله وعده بتخفيف الدال أي أنجز له ما وعده به كقوله تعالى { { ولقد صدقكم الله وعده } } [آل عمران 152] وقال النووي الصادق في قوله المصدوق فيما يأتي به من الوحي الكريم

وجملة وهو الصادق المصدوق يحتمل أن تكون حالية من فاعل حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن تكون اعتراضية وهو أولى لتعم الأحوال كلها وأن ذلك من دأبه وعادته بخلاف ما لو كانت حالا إذ يصير المعنى وهو الصادق المصدوق في هذا الحديث إذ الحال وصف للصاحب قيد في العامل

وعن فائدة ذكر هذه الجملة قال الكرماني لما كان مضمون الخبر أمرا مخالفا لما عليه الأطباء أشار بذلك إلى بطلان ما ادعوه ويحتمل أنه قال ذلك تلذذا به وتبركا وافتخارا ويؤيده وقوع هذا اللفظ بعينه في حديث أنس سمعت الصادق المصدوق يقول لا تنزع الرحمة إلا من شقي وليس فيه إشارة إلى بطلان شيء يخالف ما ذكر أخرجه أبو داود

(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما) في ملحق الرواية إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة قال الحافظ ابن حجر خلق أحدكم يجمع فيه تعبير بالمصدر عن الجثة وحمل على أنه بمعنى المفعول أي إن المخلوق من أحدكم أو على حذف مضاف أي ما يقوم به خلق أحدكم أو أطلق المصدر مبالغة كقولهم هي إقبال وإدبار جعلها نفس الإقبال والإدبار لكثرة الوقوع وفي الرواية الرابعة إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة وإن بكسر الهمزة على حكاية اللفظ وفي المراد من قوله يجمع خلقه في بطن أمه قال ابن الأثير في النهاية يجوز أن يريد بالجمع مكث النطفة في الرحم أربعين يوما تخمر فيه حتى تتهيأ للتصوير ثم تخلق بعد ذلك اهـ فالمراد من الجمع المكث وقال القرطبي في المفهم المراد أن المني يقع في الرحم حين انزعاجه بالقوة الشهوانية الدافعة مبثوثا متفرقا فيجمعه الله في محل الولادة من الرحم اهـ وقيل إن في رحم المرأة قوتين قوة انبساط عند ورود مني الرجل حتى ينتشر في جسد المرأة وقوة انقباض بحيث لا يسيل من فرجها مع كونه منكوسا ومع كون المني ثقيلا بطبعه وفي مني الرجل قوة الفعل وفي مني المرأة قوة الانفعال فعند الامتزاج يصير مني الرجل كالأنفحة للبن اهـ فالمراد من الجمع التجمع بعد الانتشار والتماسك والامتزاج والتفاعل وقيل إن ابن مسعود فسره بأن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق منها بشرا طارت في جسد المرأة تحت كل ظفر وشعر ثم تمكث أربعين يوما ثم تنزل دما في الرحم فذلك جمعها اهـ وقد رجح الطيبي هذا التفسير وقال الصحابي أعلم بتفسير ما سمع وتأويله أولى بالقبول وأكثر احتياطا في ذلك من غيره اهـ

وظاهر تفسير ابن مسعود أن ابتداء الجمع من ابتداء الأربعين وظاهر التوجيهات الأخرى أن ابتداء الجمع من حين اختلاط ماء الرجل بماء المرأة

ولا يضر التعبير في بعض الروايات باليوم وبعضها بالليلة فالمراد أربعون ليلة بأيامها أو أربعون يوم بلياليها ولا يضر التعبير في بعض الروايات بالبطن كما في روايتنا الأولى وفي بعضها بالرحم كما في روايتنا الثانية والرابعة فإن المقصود حقيقة في الرحم والرحم في البطن والمظروف في المظروف في شيء مظروف في ذلك الشيء ولكن المشكل ما جاء في بعض الروايات من زيادات على الأربعين كروايتنا الثانية ولفظها بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة وروايتنا الثالثة إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة وملحق روايتنا الرابعة لبضع وأربعين ليلة فالبعض جزم بالأربعين والبعض زاد ثنتين أو ثلاثا أو خمسا أو بضعا ثم منهم من جزم ومنهم من تردد وقد جمع بينها القاضي عياض بأنه ليس في رواية ابن مسعود بأن ذلك يقع عند انتهاء الأربعين الأولى وابتداء الأربعين الثانية بل أطلق الأربعين فاحتمل أن ذلك يقع في أوائل الأربعين الثانية قال ويحتمل أن يجمع الاختلاف في العدد الزائد على أنه بحسب اختلاف الأجنة قال الحافظ ابن حجر وهو جيد لو كانت مخارج الحديث مختلفة لكنها متحدة وراجعة إلى أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد فدل على أنه لم يضبط القدر الزائد على الأربعين والخطب فيه سهل اهـ أي مادام المخرج واحدا كان نطق الرسول صلى الله عليه وسلم بالعدد واحدا والاختلاف من الرواة

(ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك) أي ثم يكون في الرحم علقة أربعين يوما وفي رواية للبخاري ثم علقة مثل ذلك والعلقة قطعة دم جامد تتعلق بجدار الرحم ولفظ يكون معناه يصير

(ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك) والمضغة قطعة اللحم الصغيرة سميت بذلك لأنها قدر ما يمضغ الماضغ والمعنى أن النطفة تكون في نهاية الأربعين الأولى علقة ثم تنقلب إلى صفة المضغة في نهاية الأربعين الثانية ولا شك أن انقلابها من صفة إلى صفة لا يكون فجأة بل شيئا فشيئا فيخالط الدم النطفة في الأربعين الأولى بعد انعقادها وامتدادها وتجري في أجزائها شيئا فشيئا حتى تتكامل علقة في الأربعين الثانية ثم يخالطها اللحم شيئا فشيئا إلى أن تشتد فتصير مضغة ولا تسمى علقة مادامت نطفة ولا تسمى مضغة مادامت علقة قال الحافظ ابن حجر وأما ما أخرجه أحمد إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوما على حالها لا تتغير ففي سنده انقطاع وعلى فرض صحته فيحمل على نفي التغيير الكامل التام

(ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح) قال الحافظ ابن حجر واتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر اهـ والنفخ في الأصل إخراج ريح من جوف النافخ ليدخل في المنفوخ فيه

ويرسل بالبناء للمجهول وأل في الملك للعهد والمراد به ملك من جنس الملائكة الموكلين بالأرحام وظاهر هذه الرواية أن الملك إنما يرسل بعد أربعة أشهر لكن الرواية الثانية يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة ... والرواية الثالثة إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا ... والرواية الرابعة إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك ... قال النووي هكذا هو في جميع نسخ بلادنا يتصور بالصاد وذكر القاضي يتسور بالسين قال والمراد بيتسور ينزل وهو استعارة من تسورت الدار إذا نزلت فيها من أعلاها ولا يكون التسور إلا من فوق فيحتمل أن تكون الصاد الواقعة في نسخ بلادنا مبدلة من السين اهـ

أقول هذه الروايات ظاهرها أن الكتب يكون بعد الأربعين الأولى مما يتعارض وروايتنا الأولى ويجمع العلماء بأن ملائكة الله الذين يقومون بذلك أكثر من ملك فهناك ملك موكل بالرحم كما تنص على ذلك روايتنا الخامسة ولفظها إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا هذا الملك يدخل على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيسأل ربه سوي أم غير سوي ذكر أم أنثى شقي أم سعيد ما أجله ما عمله ما رزقه ما أثره الذي يتركه بعد موته أشقي أم سعيد فيجيبه ربه فيكتب الملك الموكل بالرحم الجواب في كتاب عنده

وعندما تتحول النطفة إلى علقة والعلقة إلى مضغة ويحين تخليقها يرسل الله تعالى ملكا آخر يحضر تخليقها يخلق الله سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها وصورتها فالمضغة في أيامها الأولى غير مخلقة وفي أواخر أيامها تكون مخلقة وهذا الملك يسأل عند التخليق ويجاب ويكتب ولا تعارض بين سؤال الأول وسؤال الثاني ما داما في وقتين مختلفين وما دام الثاني لا يعلم الجواب الذي أجيب به الأول ولا تعارض بين كتابة كل منهما ولا أن يكتب الأمر الواحد في بضعة كتب تسجيلا وتأكيدا لعدم تغيره وهو قبل هذا وذاك مكتوب في اللوح المحفوظ

وعلى هذا التوجيه فقوله في الرواية الأولى ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح مراد به الملك الثاني والنافخ هو الله بقوله كن فيكون أو الملك في الصورة بأمر الله

(ويؤمر بأربع كلمات ...) أي بكتابة أربع كلمات والعدد لا مفهوم له

وقوله في الرواية الثالثة إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها ... المراد به الملك الثاني أيضا وفي الكلام محذوف وطي تقديره إذا مر ثنتان وأربعون ليلة تحولت النطفة إلى علقة فإذا مر على العلقة أربعون ليلة تحولت العلقة إلى مضغة فإذا شاء الله أن يخلق المضغة بعث إليها ملكا ... إلخ وخلق بفتح الخاء وتشديد اللام المفتوحة والفاعل يعود على الله أو على الملك بأمر الله

ومثل هذا يقال في الرواية الرابعة وتقدير المطوي فيها إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم تتحول إلى علقة ثم تتحول إلى مضغة ثم يتصور عليها الملك الذي يخلقها ... إلخ

ويحاول النووي توجيه الروايات والجمع بينها على أساس الملك الواحد حتى في الرواية الخامسة فيجعل في الكلام طيا وحذفا في بعضها كما ذكرنا عن الملك الثاني ويجعله هو الوحيد وجمع بعضهم بأن الكتابة تقع مرتين إحداهما في صحيفة والأخرى على جبين المولود ويحاول القاضي عياض توجيه الروايات على أساس الملك الواحد لكنه ينحو نحوا آخر فيقول عن الرواية الرابعة ليس الكلام على ظاهره ولا يصح حمله على ظاهره بل المراد بتصويرها وخلق سمعها ... إلى آخره أنه يكتب ذلك ثم يفعله في وقت آخر لأن التصوير عقب الأربعين الأولى غير موجود في العادة وإنما يقع في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة كما قال الله تعالى { { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما } } [المؤمنون 12- 14] ثم يكون للملك فيه تصوير آخر وهو وقت نفخ الروح عقب الأربعين الثالثة حين يكمل له أربعة أشهر ولا تنفخ الروح إلا بعد تمام التصوير

هذا كلام القاضي وتبعه النووي وغيره ويرد عليه تعدد سؤال الملك عن أشياء قد أجيب عنها كما يرد عليه خروجه بالصحيفة والتعبير بيرسل ويبعث مع أنه موكل بالرحم والله أعلم

(ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد) يكتب رزقه بالياء في أوله على البدل من أربع بإعادة حرف الجر وضبط يكتب بياء المضارع وقوله شقي أو سعيد مرفوع خبر مبتدأ محذوف أي وهو شقي أو سعيد والذي يكتب أحد الأمرين فالأوامر أربعة لا خمسة والعدد لا مفهوم له ففي بعض الروايات ما يزيد الكلمات المكتوبات عن أربع ففي الرواية الثانية أذكر أو أنثى فيكتبان ويكتب عمله وأثره وقد يحمل الأثر على الشقاوة أو السعادة وفي الرواية الرابعة أسوي أو غير سوي وفيها ما خلقه بضم الخاء واللام والمراد بالكلمات القضايا المقدرة وكل قضية تسمى كلمة وفي رواية للبخاري فيؤمر بأربعة بحذف المعدود

والمراد من كتابة الرزق تقديره قليلا أو كثيرا وصفته حراما أو حلالا زاد في الرواية الثانية ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص وفي الرواية الثالثة ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر به ولا ينقص

(فوالذي لا إله غيره) في رواية للبخاري فوالله وعند ابن ماجه فوالذي نفسي بيده وفي رواية فوالله الذي لا إله غيره

(إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) في الرواية الحادية عشرة إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار وفي الرواية الثانية عشرة إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار فقوله في روايتنا بعمل الباء زائدة والأصل ليعمل عمل فعمل مفعول به أو مفعول مطلق وكلاهما مستغن عن الباء فكان زيادة الباء للتأكيد أو ضمن يعمل معنى يتلبس في عمله بعمل أهل الجنة والمراد من عمل أهل الجنة الطاعات الاعتقادية والقولية والفعلية ويحتمل أن الحفظة تكتب ذلك ويقبل بعضها ويرد بعضها ويحتمل أن تقع الكتابة ثم تمحي وأما القبول فيتوقف على الخاتمة وظاهره أنه يعمل بذلك حقيقة ويختم له بعكسه وقيل هذا في المنافق والمرائي لقوله في روايتنا الحادية عشرة فيما يبدو للناس

والتعبير بالذراع تمثيل بقرب حاله من الموت

قال الحافظ ابن حجر وقد ذكر في هذا الحديث أهل الخير صرفا وأهل الشر صرفا إلى الموت ولم يذكر الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وماتوا على الإسلام لأنه لم يقصد في الحديث تعميم أحوال المكلفين وإنما قصد بيان أن الاعتبار بالخاتمة

وحتى في قوله حتى ما يكون ناصبة وما نافية والفعل منصوب بحتى وأجاز بعضهم أن تكون حتى ابتدائية والفعل مرفوع

والمراد من الكتاب في فيسبق عليه الكتاب المكتوب والمراد بسبقه سبق ما تضمنه فالكلام على حذف مضاف أو المراد أنه يتعارض عمله في اقتضاء السعادة والمكتوب في اقتضاء الشقاوة فيتحقق مقتضى المكتوب فعبر عن ذلك بالسبق

(الشقي من شقي في بطن أمه) معناه أن الشقي مقدر شقاوته وهو في بطن أمه

(كنا في جنازة في بقيع الغرقد) هو مدفن المدينة

(فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة) بكسر الميم وسكون الخاء وهي ما أخذه الإنسان بيده واختصره وأسند به خصره كالعصا

(فنكس) بفتح النون وتشديد الكاف المفتوحة وبتخفيفها لغتان فصيحتان أي خفض رأسه إلى الأرض على هيئة المهموم

(فجعل ينكت بمخصرته) بفتح الياء وضم الكاف أي يخط بها خطا يسيرا مرة بعد مرة

(ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار) يقال نفست المرأة بكسر الفاء تنفس بفتحها نفاسا ولدت فالمنفوسة المولودة وجملة ما من نفس منفوسة بدل من التي قبلها وفي الرواية السابعة إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار أي قبل ولادتها

(وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة) وهي في بطن أمها

(فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل) في الرواية السابعة يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل وفي الرواية الثامنة ففيم العمل وفي الرواية التاسعة ففيم يعمل العاملون وفي الرواية الثامنة جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن أي بيانا شافيا غير معتمد على معلومات سابقة فيما العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل قال لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال ففيم العمل وجفاف الأقلام

وفي الرواية العاشرة قال عمران بن الحصين لأبي الأسود الدؤلي أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم قال أبو الأسود بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم فقال عمران أفلا يكون ظلما ففزع أبو الأسود من عبارة عمران فزعا شديدا وقال لعمران لا ظلم فكل شيء خلق الله وكل شيء ملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال عمران يرحمك الله يا أبا الأسود لقد ظننت أني أعترض ولست كذلك ولكني أردت أن أحرز عقلك أي أمتحن عقلك وفهمك يقال حرز الرجل الشيء بفتح الحاء والزاي بعدها راء يحرزه بضمها حرزا بسكون الزاي قدره بالتخمين ثم أخذ عمران يسوق قصة رجلين من مزينة سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤال نفسه فأجاب الجواب نفسه مؤكدا له بقوله تعالى { { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها } } [الشمس 7، 8]

(فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة اعملوا فكل ميسر أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ { { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } } [الليل 5- 10]

فقه الحديث

يؤخذ من الأحاديث

1- قال النووي عن أحاديث الكتابة فيها تصريح بإثبات القدر

2- وأن التوبة تهدم الذنوب قبلها اهـ أي لأنه إذا هدم الله الذنوب لمن عمل بعمل أهل النار حتى لم يكن بينه وبين النار إلا قليل بدون توبة هدم الذنوب بالتوبة من باب أولى

3- قال وأن من مات على شيء حكم له به من خير أو شر إلا أن أصحاب المعاصي غير الكفر في المشيئة

4- وأن العبرة بالخاتمة فقد تغاير واقع العمل في طول الحياة قال وهذا قد يقع في نادر الناس لا أنه غالب فيهم ثم إنه من لطف الله تعالى وسعة رحمته انقلاب الناس من الشر إلى الخير في كثرة وأما انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندور ونهاية القلة وهو نحو قوله تعالى إن رحمتي سبقت غضبي قال ويدخل في هذا من انقلب إلى عمل النار بكفر أو معصية لكن يختلفان في التخليد وعدمه فالكافر يخلد في النار والعاصي الذي مات موحدا لا يخلد فيها

5- ثم قال وفي هذه الأحاديث دلالات ظاهرة لمذهب أهل السنة في أن جميع المواقعات بقضاء الله وقدره خيرها وشرها نفعها وضرها وأن مصير الأمور في العاقبة إلى ما سبق به القضاء وجرى به القدر في الابتداء وقد سبق في أول الكتاب في كتاب الإيمان قطعة صالحة من هذا عند الكلام على حديث سؤال جبريل وتعريف الإيمان والإسلام وسبق هناك الرد على القدرية

6- وفيه أن الأعمال حسنها وسيئها أمارات وليست بموجبات

7- وفيه القسم على الخبر الصادق تأكيدا في نفس السامع

8- وفيه الإشارة إلى علم المبدأ والمعاد وما يتعلق ببدن الإنسان وحاله في الشقاوة والسعادة

9- وفيه أن عموم مثل قوله تعالى { { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم... } } [النحل 97] مخصوص بمن مات على ذلك

10- قال الحافظ ابن حجر وفيه أن من عمل السعادة وختم له بالشقاوة فهو في طول عمره عند الله شقي وبالعكس قال وقد اشتهر الخلاف في ذلك بين الأشعرية والحنفية وتمسك الأشاعرة بمثل هذا الحديث وتمسك الحنفية بمثل قوله تعالى { { يمحوا الله ما يشاء ويثبت } } [الرعد 39] وأكثر كل من الفريقين الاحتجاج لقوله والحق أن النزاع لفظي وأن الذي سبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل وأن الذي يجوز عليه التغيير والتبديل ما يبدو للناس من عمل العامل ولا يبعد أن يتعلق ذلك بما في علم الحفظة والموكلين بالآدمي فيقع فيه المحو والإثبات كالزيادة في العمر والنقص وأما ما في علم الله فلا محو فيه ولا إثبات والعلم عند الله

11- وفي الأحاديث التنبيه على صدق البعث بعد الموت لأن من قدر على خلق الشخص من ماء مهين ثم نقله إلى علقة ثم مضغة ثم نفخ فيه الروح قادر على نفخ الروح بعد أن يصير ترابا ويجمع أجزاءه بعد أن يفرقها

12- وفيه أن مقادير الخلائق تكتب وهم في بطون أمهاتهم وأما ما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة فهو محمول على كتابة ذلك في اللوح المحفوظ على وفق ما في علم الله تعالى

13- واستدل به على أن السقط بعد الأربعة أشهر يصلى عليه لأنه وقت نفخ الروح فيه قال الحافظ ابن حجر وهو منقول عن القديم للشافعي والمشهور عن أحمد وإسحاق وعن أحمد إذا بلغ أربعة أشهر وعشرا ففي تلك العشر ينفخ فيه الروح ويصلى عليه قال والراجح عند الشافعية أنه لا بد من وجود الروح وهو الجديد قالوا وإذا بلغ مائة وعشرين يوما غسل وكفن ودفن بغير صلاة وما قبل ذلك لا يشرع له غسل ولا غيره

14- وفيه الحث القوي على القناعة والزجر الشديد عن الحرص لأن الرزق إذا كان قد سبق تقديره لم يغن التعني في طلبه وإنما شرع الاكتساب لأنه من جملة الأسباب التي اقتضتها الحكمة في دار الدنيا كذا قال الحافظ ابن حجر وفيه نظر فعدم العلم بما كتب يحتم على المسلم السعي بكل ما يستطيع إلى زيادة رزقه وبناء حياته والحرص على كل ما ينفعه احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز والقناعة والرضا إنما تكون بعد بذل الجهد الكامل والطلب المستطاع وهذا معنى وإن فاتك شيء فلا تقل لو فعلت كذا لكان كذا وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان فالمسلم القوي ولو في أمور الدنيا في الحدود الشرعية خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف

15- وفيه أن الأعمال سبب دخول الجنة أو النار ولا يعارض ذلك حديث لن يدخل أحدا عمله الجنة فالأعمال سبب مرتبط بمشيئة الله تعالى

16- وفيه الحث على الاستعاذة من سوء الخاتمة

17- واستدل به المعتزلة على أن من عمل عمل أهل النار وجب أن يدخلها لترتب دخولها في الحديث على العمل وترتب الحكم على الشيء يشعر بعليته وأجيب بأنه علامة لا علة والعلامة قد تتخلف

18- قال الحافظ ابن حجر وفيه أن الأقدار غالبة والعاقبة غائبة فلا ينبغي لأحد أن يغتر بظاهر حاله ومن هنا شرع الدعاء بالثبات على الدين وبحسن الخاتمة نسأله ذلك بفضله وكرمه ومنه إنه سميع مجيب

والله أعلم