هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
سُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَوْزَارَهَا } : آثَامَهَا ، حَتَّى لاَ يَبْقَى إِلَّا مُسْلِمٌ ، { عَرَّفَهَا } : بَيَّنَهَا وَقَالَ مُجَاهِدٌ : { مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا } : وَلِيُّهُمْ . فَإِذَا { عَزَمَ الأَمْرُ } : أَيْ جَدَّ الأَمْرُ ، { فَلاَ تَهِنُوا } : لاَ تَضْعُفُوا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : { أَضْغَانَهُمْ } : حَسَدَهُمْ ، { آسِنٍ } : مُتَغَيِّرٍ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
سورة محمد صلى الله عليه وسلم { أوزارها } : آثامها ، حتى لا يبقى إلا مسلم ، { عرفها } : بينها وقال مجاهد : { مولى الذين آمنوا } : وليهم . فإذا { عزم الأمر } : أي جد الأمر ، { فلا تهنوا } : لا تضعفوا وقال ابن عباس : { أضغانهم } : حسدهم ، { آسن } : متغير
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شرح الحديث من عمدة القاري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   
[ قــ :87134 ... غــ :87135 ]
- ( { سُورَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} )

أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض سُورَة مُحَمَّد، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي بعض النّسخ: سور { الَّذين كفرُوا} ( مُحَمَّد: 3) قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: ذكر عَن الحكم عَن السّديّ أَنه قَالَ: هِيَ مَكِّيَّة، ثمَّ وجدنَا عَامَّة من بلغنَا عَنْهُم تَفْسِير هَذِه السُّورَة مُجْمِعِينَ على أَنَّهَا مَدِينَة،.

     وَقَالَ  الضَّحَّاك وَالسُّديّ: مَكِّيَّة، وَفِي تَفْسِير ابْن النَّقِيب: حُكيَ عَن ابْن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، أَن قَوْله عز وَجل: { وكأين من قَرْيَة} ( مُحَمَّد: 31) نزلت بعد حجَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين خرج من مَكَّة شرفها الله تَعَالَى، وَهِي أَلفَانِ وثلاثمائة وَتِسْعَة وَأَرْبَعُونَ حرفا، وَخَمْسمِائة وتسع وَثَلَاثُونَ كلمة، وثمان وَثَلَاثُونَ آيَة.

( بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
كَذَا سُورَة مُحَمَّد بِسم الله الرحمان الرَّحِيم لأبي ذَر، وَلغيره { الَّذين كفرُوا} فَحسب.

أوْزَارَها آثَامَها حَتَّى لَا يَبْقَى إلاَّ مُسُلَمٌ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { فَأَما منا بعد وَإِمَّا فدَاء حَتَّى تضع الْحَرْب أَوزَارهَا} ( مُحَمَّد: 4) وَفسّر: ( أَوزَارهَا) بقوله: ( آثامها) فعلى تَفْسِيره الأوزار جمع وزر والآثام جمع أَثم،.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: لم يقل هَذَا أحد غير البُخَارِيّ، وَالْمَعْرُوف أَن المُرَاد بأوزارها الأسلحة.
قلت: فعلى هَذَا الأوزار جمع وزر الَّذِي هُوَ السِّلَاح، وَفِي ( الْمغرب) الْوَزْن بِالْكَسْرِ الْحمل الثقيل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: { وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى} ( الْأَنْعَام: 461) أَي: حملهَا من الْإِثْم وَقَوْلهمْ: وضعت الْحَرْب أَوزَارهَا عبارَة عَن انْقِضَائِهَا لِأَن أَهلهَا يضعون أسلحتهم حِينَئِذٍ، وسمى السِّلَاح وزرا لِأَنَّهُ يثقل على لابسه قَالَ الْأَعْشَى:
( واعددت للحرب أَوزَارهَا ... رماحا طوَالًا وخيلاً طوَالًا)

وَهَذَا كُله يُقَوي كَلَام ابْن التِّين لَا مثل مَا قَالَه بَعضهم: إِن لكَلَام ابْن التِّين احْتِمَالا ويعضد كَلَام البُخَارِيّ مَا قَالَه الثَّعْلَبِيّ: آثامها وأجرامها، فيرتفع وَيَنْقَطِع الْحَرْب لِأَن الْحَرْب لَا يَخْلُو من الْإِثْم فِي أحد الْجَانِبَيْنِ والفريقين، ثمَّ قَالَ: وَقيل: حَتَّى تضع الْحَرْب آلتها وعدتها، وآلتهم وأسلحتهم فيمسكوا عَن الْحَرْب، وَالْحَرب الْقَوْم المحاربون كالركب، وَقيل: مَعْنَاهُ حَتَّى يضع الْقَوْم المحاربون أَوزَارهَا وآثامها بِأَن يتوبوا من كفرهم ويؤمنوا بِاللَّه وَرَسُوله انْتهى.
فَعرفت من هَذَا أَن لكل من كَلَام البُخَارِيّ.
وَكَلَام ابْن التِّين وَجها.

عَرَّفَها بَيْنَها
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { ويدخلهم الْجنَّة عرفهَا لَهُم} ( مُحَمَّد: 6) وَفسّر: ( عرفهَا) بقوله: ( بَينهَا) .

     وَقَالَ  الثَّعْلَبِيّ: أَي بَين لَهُم مَنَازِلهمْ فِيهَا حَتَّى يهتدوا إِلَيْهَا ودرجاتهم الَّتِي قسم الله لَا يخطئون وَلَا يستدلون عَلَيْهَا أحدا كَأَنَّهُمْ سكانها مُنْذُ خلقُوا.
وَقَالَ مُجاهِدٌ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَلِيُّهُمْ
أَي: قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله عز وَجل: { ذَلِك بِأَن الله مولى الَّذين آمنُوا وَأَن الْكَافرين لَا مولى لَهُم} ( مُحَمَّد: 11) وَفسّر: الْمولى بالولي، وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد نَحوه، وَهَذَا لم يثبت لأبي ذَر.

عَزَمَ الأَمْرُ: جدَّ الأمْرُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { فَإِذا عزم الْأَمر فَلَو صدقُوا الله لَكَانَ خيرا لَهُم} وَفَسرهُ بقوله: ( جد الْأَمر) وَفِي بعض النّسخ.
قَالَ مُجَاهِد: فَإِذا عزم الْأَمر، رَوَاهُ أَبُو مُحَمَّد عَن حجاج حَدثنَا شَبابَُة عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد.

فَلا تَهِنُوا لَا تَضْعُفُوا
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { فَلَا تهنوا وَتَدعُوا إِلَى السّلم وَأَنْتُم الأعلون} ( مُحَمَّد: 53) الْآيَة، وَفسّر قَوْله: ( فَلَا تهنوا) بقوله: ( لَا تضعفوا) وَهَكَذَا فسره مُجَاهِد أَيْضا.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ أضْغَانَهُمْ حَسَدَهُمْ
أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: { أم حسب الَّذين فِي قُلُوبهم مرض أَن لن يخرج الله أضغانهم} ( مُحَمَّد: 92) وَفسّر الأضغان بِالْحَسَدِ، وَهُوَ جمع ضغن وَهُوَ الحقد والحسد، وَالضَّمِير فِي: قُلُوبهم يرجع إِلَى الْمُنَافِقين.

آسِنِ مُتَغَيِّر

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { أَنهَار من مَاء غير آسن} ( مُحَمَّد: 51) أَي: غير متغير، وَلم يثبت هَذَا لأبي ذَر.