هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
سُورَةُ كهيعص قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ } اللَّهُ يَقُولُهُ ، وَهُمُ اليَوْمَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يُبْصِرُونَ ، { فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ } : يَعْنِي قَوْلَهُ : { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ } : الكُفَّارُ يَوْمَئِذٍ أَسْمَعُ شَيْءٍ وَأَبْصَرُهُ ، { لَأَرْجُمَنَّكَ } : لَأَشْتِمَنَّكَ ، { وَرِئْيًا } : مَنْظَرًا وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ : عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ ، حَتَّى قَالَتْ : { إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا } وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : { تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } : تُزْعِجُهُمْ إِلَى المَعَاصِي إِزْعَاجًا وَقَالَ مُجَاهِدٌ : { إِدًّا } عِوَجًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : { وِرْدًا } : عِطَاشًا ، { أَثَاثًا } : مَالًا ، { إِدًّا } : قَوْلًا عَظِيمًا ، { رِكْزًا } : صَوْتًا غَيًّا خُسْرَانًا وَقَالَ مُجَاهِدٌ : { فَلْيَمْدُدْ } : فَلْيَدَعْهُ وَقَالَ غَيْرُهُ : { بُكِيًّا } : جَمَاعَةُ بَاكٍ { صِلِيًّا } : صَلِيَ يَصْلَى ، { نَدِيًّا } : وَالنَّادِي وَاحِدٌ مَجْلِسًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
سورة كهيعص قال ابن عباس : { أسمع بهم وأبصر } الله يقوله ، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون ، { في ضلال مبين } : يعني قوله : { أسمع بهم وأبصر } : الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره ، { لأرجمنك } : لأشتمنك ، { ورئيا } : منظرا وقال أبو وائل : علمت مريم أن التقي ذو نهية ، حتى قالت : { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا } وقال ابن عيينة : { تؤزهم أزا } : تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا وقال مجاهد : { إدا } عوجا قال ابن عباس : { وردا } : عطاشا ، { أثاثا } : مالا ، { إدا } : قولا عظيما ، { ركزا } : صوتا غيا خسرانا وقال مجاهد : { فليمدد } : فليدعه وقال غيره : { بكيا } : جماعة باك { صليا } : صلي يصلى ، { نديا } : والنادي واحد مجلسا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شرح الحديث من عمدة القاري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ( سورَة كَهيعص)
أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض سُورَة كهيعس، قَالَ الثَّعْلَبِيّ: مَكِّيَّة،.

     وَقَالَ  مقَاتل: مَكِّيَّة كلهَا إِلَّا سجدتها فَإِنَّهَا مَدَنِيَّة، وَعَن الْقُرْطُبِيّ عَنهُ: نزلت بعد المهاجرة إِلَى أَرض الْحَبَشَة، وَهِي ثَمَان وَتسْعُونَ آيَة، وتسع مائَة وإثنان وَسِتُّونَ كلمة، وَثَلَاثَة آلَاف وَثَمَانمِائَة حرف وحرفان.
وَاخْتلفُوا فِي مَعْنَاهَا: فَعَن ابْن عَبَّاس إسم من أَسمَاء الله تَعَالَى، وَقيل: إسم الله الْأَعْظَم، وَعَن قَتَادَة هُوَ إسم من أَسمَاء الْقُرْآن، وَقيل: إسم السُّورَة، وَعَن ابْن عَبَّاس أَيْضا: هُوَ قسم أقسم الله تَعَالَى بِهِ، وَعَن الْكَلْبِيّ: هُوَ ثَنَاء أثنى الله بِهِ على نَفسه، وَعَن ابْن عَبَّاس أَيْضا: الْكَاف من كريم، وَالْهَاء من هاد، وَالْيَاء من رَحِيم، وَالْعين من عليم وعظيم، وَالصَّاد من صَادِق، رَوَاهُ الْحَاكِم من طَرِيق عَطاء بن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس.
قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ أسْمِعْ بِهِمْ وأبْصِرْ الله يَقُولُهُ وهُمُ اليومَ لَا يَسْمَعُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ يَعْنِي قَوْلَهُ أسْمِعْ بِهِمْ وأبْصِرْ الكُفَّارُ يَوْمَئِذٍ أسْمَعُ شَيْءٍ وأبْصَرُهُ.
أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس: فِي قَوْله تَعَالَى: { أسمع بهم وَأبْصر يَوْم يأتوننا لَكِن الظَّالِمُونَ الْيَوْم فِي ضلال مُبين} ( مَرْيَم: 83) .
قَوْله: أسمع بهم وَأبْصر لَفظه لفظ الْأَمر وَمَعْنَاهُ الْخَبَر، أَي: مَا اسمعهم وأبصرهم يَوْم الْقِيَامَة حِين لَا يَنْفَعهُمْ ذَلِك، وَقيل: سمع بِحَدِيثِهِمْ وَأبْصر كَيفَ يسمع بهم يَوْم يأتوننا، يَعْنِي: يَوْم الْقِيَامَة.
قَوْله: ( الله يَقُوله) ، جملَة إسمية.
قَوْله: ( وهم) أَي: الْكفَّار الْيَوْم لَا يسمعُونَ وَلَا يبصرون، وَالْيَوْم نصب على الظّرْف.
قَوْله: ( الْكفَّار يومئذٍ أسمع شَيْء وأبصره لكِنهمْ الْيَوْم) ، يَعْنِي فِي الدُّنْيَا فِي ضلال مُبين لَا يسمعُونَ وَلَا يبصرون، ثمَّ تَعْلِيق ابْن عَبَّاس هَذَا وَصله ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس.
قَوْله: لأرْجُمَنَّكَ لأشْتَمِنَّكَ أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { يَا إِبْرَاهِيم لَئِن لم تَنْتَهِ لأرجمتك واهجرني مَلِيًّا} ( مَرْيَم: 64) وَفسّر قَوْله: ( لأرجمنك) بقوله: ( لأشتمنك) وَكَذَا فسره مقَاتل وَالضَّحَّاك والكلبي، وَعَن ابْن عَبَّاس: مَعْنَاهُ لأضربنك، وَقيل: لأظهرن أَمرك.
قَوْله: ( مَلِيًّا) أَي: دهراً، قَالَه سعيد بن جُبَير، وَعَن مُجَاهِد وَعِكْرِمَة: حينا، وَعَن قَتَادَة وَالْحسن وَعَطَاء: ( سالما) .
ورِئْياً مَنْظَراً أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثاً ورئياً} ( مَرْيَم: 47) وَفسّر: ( ورئياً) بقوله: ( منْظرًا) ، وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ ابْن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس بِهِ،.

     وَقَالَ  الثَّعْلَبِيّ: وقرىء بالزاي، وَهُوَ الْهَيْئَة.
وَقَالَ أبُو وائِلٍ علِمَتْ مَرْيَمُ أنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ حَتَّى قالَتْ: { إنِّي أعُوذُ بالرَّحْمانِ مِنْكَ إنْ كُنْتَ تَقيًّا} ( مَرْيَم: 81) .

     وَقَالَ  ابنُ عُيَيْنَةَ تَؤُزُّهُمْ أزًّا تُزْعِجُهُمْ إِلَى المَعاصِي إزْعاجاً.
أَي: قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي قَوْله، عز وَجل: { ألم تَرَ أَنا أرسلنَا الشَّيَاطِين على الْكَافرين تؤزهم أزًّا} ( مَرْيَم: 38) أَي: تزعجهم إِلَى الْمعاصِي إزعاجاً وَكَذَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا، وَعَن الضَّحَّاك: تَأْمُرهُمْ بِالْمَعَاصِي أمرا.
وَعَن سعيد بن جُبَير: تغريهم إغراء، وَعَن مُجَاهِد: تشليهم أشلاءً.
وَعَن الْأَخْفَش: توهجهم، وَعَن المؤرج: تحركهم فِي الأَصْل: الصَّوْت.
وَقَالَ مُجاهِدٌ: لُدًّا عُوَجاً أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { لتبشر بِهِ الْمُتَّقِينَ وتنذر بِهِ قوما لدا} ( مَرْيَم: 79) وَفسّر: ( لدا) بقوله: ( عوجا) بِضَم الْعين جمع أَعْوَج، واللد، جمع أَلد، يُقَال: رجل أَلد إِذا كَانَ من عَادَته مخاصمة النَّاس، وَعَن مُجَاهِد: ألالد الظَّالِم الَّذِي لَا يَسْتَقِيم، وَعَن أبي عُبَيْدَة: ألالد الَّذِي لَا يقبل الْحق وَيَدعِي الْبَاطِل، وَتَعْلِيق مُجَاهِد رَوَاهُ ابْن الْمُنْذر عَن عَليّ بن أبي طَلْحَة: حَدثنَا زيد حَدثنَا ابْن ثَوْر عَن ابْن جريج عَن مُجَاهِد.
قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ وِرْداً عِطاشاً أَي: قَالَ عبد الله بن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: { ونسوق الْمُجْرمين إِلَى جَهَنَّم وردا} ( مَرْيَم: 68) وَفسّر: ( وردا) بقوله: ( عطاشاً) ، والورد جمَاعَة يردون المَاء إسم على لفظ الْمصدر،.

     وَقَالَ  الثَّعْلَبِيّ: عطاشاً مشَاة على أَرجُلهم قد تقطعت أَعْنَاقهم من الْعَطش.
أثاثاً مَالا أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { هم أحسن أثاثاً ورئياً} ( مَرْيَم: 47) وَفسّر: ( أثاثاً) بقوله: ( مَالا) وَعَن ابْن عَبَّاس: هَيْئَة، وَعَن مقَاتل: ثيابًا، وَقيل: مَتَاعا.
إداً قَوْلاً عَظِيماً أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَقَالُوا اتخذ الرَّحْمَن ولدا لقد جئْتُمْ شَيْئا إداً} ( مَرْيَم: 98) وَفسّر: ( إداً) ، بقوله: ( قولا عَظِيما) ، وَهُوَ اتخاذهم لله ولدا، وَرُوِيَ هَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس، رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس.
رِكْزاً صَوْتاً أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { أَو تسمع لَهُم ركزاً} ( مَرْيَم: 89) وَفسّر: ( ركزاً) بقوله: ( صَوتا) ، وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، وَكَذَا روى عبد الرَّزَّاق عَن قَتَادَة مثله، قَالَ الطَّبَرِيّ: الركز فِي كَلَام الْعَرَب الصَّوْت الْخَفي.
غَيًّا خُسْرَاناً أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَاتبعُوا الشَّهَوَات فَسَوف يلقون غيا} .
وَفسّر ( غياً) بقوله: ( خسراناً) لم يثبت هَذَا لأبي ذَر، وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس مثله، وَعَن ابْن مَسْعُود: الغي وادٍ فِي جَهَنَّم بعيد القعر، أخرجه الْحَاكِم، وَعنهُ: الغي نهر فِي جَهَنَّم، وَعَن عَطاء: الغي وَاد فِي جَهَنَّم يسيل قَيْحا ودماً، وَعَن كَعْب: هُوَ وَاد فِي جَهَنَّم أبعدها قعراً وأشدها حرا فِيهِ بِئْر يُسمى الهيم، كلما خبت جَهَنَّم فتح الله تِلْكَ الْبِئْر فتسعر بهَا جَهَنَّم.
بُكيا جَماعَةُ باكٍ أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { خروا سجدا وبُكياً} ( مَرْيَم: 85) .

     وَقَالَ : ( بكيا) جمع ( باك) وَكَذَا قَالَه أَبُو عُبَيْدَة قلت: أَصله بكوى، على وزن فعول كقعود جمع قَاعد اجْتمعت الْوَاو وَالْيَاء وسبقت إِحْدَاهمَا بِالسُّكُونِ فقلبت يَاء ثمَّ أدغمت الْيَاء فِي الْيَاء ثمَّ أبدلت ضمة الْكَاف كسرة لأجل الْيَاء، فَافْهَم.
.

     وَقَالَ  الثَّعْلَبِيّ: هَذِه الْآيَة نزلت فِي مؤمني أهل الْكتاب عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه.
صُلِّيا صَلِيَ يَصْلَى أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { ثمَّ لنَحْنُ أعلم بالذين هم أولى بهَا صلياً} ( مَرْيَم: 07) وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول: صلياً.
مصدر صلى يُصَلِّي من بَاب: علم يعلم، كلقى يلقى لقيا، يُقَال: صلى فلَان النَّار أَي: دَخلهَا وَاحْتَرَقَ.
نَدِيًّا والنَّادِي واحِدٌ مَجْلِساً أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { أَي الْفَرِيقَيْنِ خير مقَاما وَأحسن ندياً} ( مَرْيَم: 37) وَأَن ندياً والنادي وَاحِد، ثمَّ فسر ( ندياً) بقوله: ( مَجْلِسا) ،.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَة: الندي والنادي وَاحِد، وَالْجمع أندية، وَفسّر قَوْله تَعَالَى: ندياً، أَي: مَجْلِسا، والندي مجْلِس الْقَوْم ومجتمعهم، وَقيل: أَخذ من الندى وَهُوَ الْكَرم لِأَن الكرماء يَجْتَمعُونَ فِيهِ.