هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1335 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ هِلاَلٍ هُوَ الوَزَّانُ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ : لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ، لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ - أَوْ خُشِيَ - أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا وَعَنْ هِلاَلٍ ، قَالَ : كَنَّانِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُولَدْ لِي
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  أو خشي أن يتخذ مسجدا وعن هلال ، قال : كناني عروة بن الزبير ولم يولد لي
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ : لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ، لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ - أَوْ خُشِيَ - أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا وَعَنْ هِلاَلٍ ، قَالَ : كَنَّانِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُولَدْ لِي .

Narrated `Aisha:

Allah's Messenger (ﷺ) in his fatal illness said, Allah cursed the Jews and the Christians, for they built the places of worship at the graves of their prophets. And if that had not been the case, then the Prophet's grave would have been made prominent before the people. So (the Prophet (ﷺ) ) was afraid, or the people were afraid that his grave might be taken as a place for worship.

A'icha () rapporte que le Messager d'Allah () avait dit lors de sa maladie dont il ne se releva pas: «Allah maudit les juifs et les chrétiens qui ont pris pour lieu de prière les tombes de leurs prophètes.» Si ce n'était ces paroles, sa tombe aurait été objet aux regards du public. Mais il avait craint — où l'on avait craint — que sa tombe servirait de lieu de prière. Hilâl dit: «'Urwa ben azZubayr m'a donné un surnom (3). Pourtant je n'ai pas eu d'enfant.» Directement de Muhammad ben Muqâtil, directement de 'AbdulLâh, directement d'Abû Bakr ben Ayâch, directement de Sufyân atTammâr qui rapporte avoir vu la tombe du Prophète () bombée. Directement de Farwa, directement de Ali, de Hichâm ben 'Urwa, de son père: Lorsque, du temps d'alWalîd ben 'AbdalMalik, le mur... s'écroula, on entreprit de le reconstruire. Lors des travaux, les ouvriers virent un pied humain, ce qui les effraya; ils pensèrent que ce pouvait être celui du Prophète (). Ils n'avaient trouvé personne qui puisse les renseigner à ce sujet, et ce jusqu'au moment où 'Urwa leur avait dit: «Non, par Allah! ce n'est pas le pied du Prophète (). Ce ne peut être que celui de 'Umar ().»

":"ہم سے موسیٰ بن اسماعیل نے بیان کیا ‘ انہوں نے کہا کہ ہم سے ابوعوانہ نے بیان کیا ‘ ان سے ہلال بن حمیدنے ‘ ان سے عروہ نے اور ان سے ام المؤمنین حضرت عائشہ رضی اللہ عنہا نے کہنبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے اپنے اس مرض کے موقع پر فرمایا تھا جس سے آپ صلی اللہ علیہ وسلم جانبر نہ ہو سکے تھے کہ اللہ تعالیٰ کی یہود و نصاریٰ پر لعنت ہو ۔ انہوں نے اپنے انبیاء کی قبروں کو مساجد بنا لیا ۔ اگر یہ ڈر نہ ہوتا تو آپ صلی اللہ علیہ وسلم کی قبر بھی کھلی رہنے دی جاتی ۔ لیکن ڈر اس کا ہے کہ کہیں اسے بھی لوگ سجدہ گاہ نہ بنا لیں ۔ اور ہلال سے روایت ہے کہ عروہ بن زبیر نے میری کنیت ( ابوعوانہ یعنی عوانہ کے والد ) رکھ دی تھی ورنہ میرے کوئی اولاد نہ تھی ۔

A'icha () rapporte que le Messager d'Allah () avait dit lors de sa maladie dont il ne se releva pas: «Allah maudit les juifs et les chrétiens qui ont pris pour lieu de prière les tombes de leurs prophètes.» Si ce n'était ces paroles, sa tombe aurait été objet aux regards du public. Mais il avait craint — où l'on avait craint — que sa tombe servirait de lieu de prière. Hilâl dit: «'Urwa ben azZubayr m'a donné un surnom (3). Pourtant je n'ai pas eu d'enfant.» Directement de Muhammad ben Muqâtil, directement de 'AbdulLâh, directement d'Abû Bakr ben Ayâch, directement de Sufyân atTammâr qui rapporte avoir vu la tombe du Prophète () bombée. Directement de Farwa, directement de Ali, de Hichâm ben 'Urwa, de son père: Lorsque, du temps d'alWalîd ben 'AbdalMalik, le mur... s'écroula, on entreprit de le reconstruire. Lors des travaux, les ouvriers virent un pied humain, ce qui les effraya; ils pensèrent que ce pouvait être celui du Prophète (). Ils n'avaient trouvé personne qui puisse les renseigner à ce sujet, et ce jusqu'au moment où 'Urwa leur avait dit: «Non, par Allah! ce n'est pas le pied du Prophète (). Ce ne peut être que celui de 'Umar ().»

شرح الحديث من عمدة القاري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   
[ قــ :1335 ... غــ :1390 ]
- حدَّثنا مُوسى بنُ إسْمَاعِيلَ قَالَ حدَّثنا أبُو عَوَانَةَ عنْ هِلالٍ عنْ عُرْوَةَ عنْ عائِشَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قالَتْ قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ لَعَنَ الله اليَهُودَ والنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ لَوْلاَ ذالِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أنَّهُ خَشِيَ أوْ خُشِيَ أنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدا وعنْ هِلالٍ قَالَ كَنَّانِي عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ ولَمْ يُولَدْ لِي.

.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (أبرز قَبره) ، ومُوسَى بن إِسْمَاعِيل أَبُو سَلمَة الْمنْقري، تكَرر ذكره، وَأَبُو عوَانَة، بِفَتْح الْعين: الوضاح بن عبد الله الْيَشْكُرِي، وهلال بن حميد، وَيُقَال ابْن أبي حميد، وَيُقَال ابْن عبد الله الجهيني الْوزان، بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الزَّاي وبالنون، مر فِي: بابُُ مَا يكره من اتِّخَاذ الْمَسَاجِد، مَعَ الحَدِيث فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ: عَن عبيد الله بن مُوسَى عَن شَيبَان عَن هِلَال الْوزان عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
وَقد ذكرنَا هُنَاكَ مَا فِيهِ الْكِفَايَة.

قَوْله: (لَوْلَا ذَلِك) من كَلَام عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
قَوْله: (أبرز) ، على صِيغَة الْمَجْهُول أَي: أظهر.
قَوْله: (خشِي) ، على صِيغَة الْمَعْلُوم، أَي: خشِي رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
قَوْله: (أَو خشِي) على صِيغَة الْمَجْهُول، فالخاشي الصَّحَابَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، أَو عَائِشَة، أَو رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
قَوْله: (وَعَن هِلَال) يَعْنِي: بلإسناد الْمَذْكُور.
قَوْله: (كناني: عُرْوَة) أَي: ابْن الزبير بن الْعَوام الَّذِي روى عَنهُ هَذَا الحَدِيث، وَاخْتلفُوا فِي كنية هِلَال، فَقيل: أَبُو أُميَّة، وَقيل: أَبُو الجهم، وَقيل: أَبُو عَمْرو وَهُوَ الْمَشْهُور، وَمعنى: كناني أَي: جعلني ذَا كنية ونسبني إِلَيْهَا.
وَلَعَلَّ غَرَض البُخَارِيّ بإيراد هَذَا الْكَلَام التَّنْبِيه على لِقَاء هِلَال عُرْوَة.
قَوْله: (وَلم يُولد لي) جملَة حَالية أَي: كناني بكنية وَالْحَال لم يُولد لي ولد، لِأَن الْغَالِب لَا يكنى الشَّخْص إلاَّ باسم أول أَوْلَاده، وَهَذَا كناه وَلَا جَاءَ لَهُ ولد.

وَفِيه: جَوَاز التكنية سَوَاء جَاءَ للمكني ولد أَو لَا، وَقد كنى الشَّارِع عَائِشَة بِابْن أُخْتهَا، عبد الله بن الزبير.

حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ قَالَ أخبرنَا عَبْدُ الله قَالَ أخبرنَا أبُو بَكْرِ بنِ عَيَّاشٍ عنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ أنَّهُ حدَّثَهُ أنَّهُ رَأى قَبْرَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُسَنَّما
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.

ذكر رِجَاله: وهم أَرْبَعَة: الأول: مُحَمَّد بن مقَاتل أَبُو الْحسن الْمروزِي المجاور بِمَكَّة.
الثَّانِي: عبد الله بن الْمُبَارك الْمروزِي.
الثَّالِث: أَبُو بكر بن عَيَّاش، بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف الْمُشَدّدَة وَفِي آخِره شين مُعْجمَة: الْكُوفِي المقرىء الْمُحدث، مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة.
الرَّابِع: سُفْيَان بن دِينَار الْكُوفِي التمار، بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَتَشْديد الْمِيم: وَهُوَ من كبار أَتبَاع التَّابِعين، وَقد لحق عصر الصَّحَابَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم وَلم تعرف لَهُ رِوَايَة عَن صَحَابِيّ.
وَفِي (تَارِيخ البُخَارِيّ: سُفْيَان بن زِيَاد، وَيُقَال: ابْن دِينَار التمار الْعُصْفُرِي، وَزعم الْبَاجِيّ: أَن بَعضهم فرق بَين ابْن زِيَاد وَبَين أبي دِينَار، وَزعم أَنه هُوَ الْمَذْكُور عِنْد البُخَارِيّ فِي (الصَّحِيح) ، وكل مِنْهُمَا كُوفِي عصفري، وَلم يروِ البُخَارِيّ عَن أبي دِينَار التمار إلاَّ قَوْله هَذَا، وَقد وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره، وروى ابْن أبي شيبَة هَذَا القَوْل، وَزَاد: (وقبر أبي بكر وَعمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، مسنمين) .
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي (الْمُسْتَخْرج) : وقبر أبي بكر وَعمر كَذَلِك،.

     وَقَالَ  إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ: أَخْبرنِي من رأى قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحبيه مسنمة نَاشِزَة من الأَرْض عَلَيْهَا مرمر أَبيض.
.

     وَقَالَ  الشّعبِيّ، رَحمَه الله تَعَالَى: رَأَيْت قُبُور شُهَدَاء أحد مسنمة، وَكَذَا فعل بِقَبْر عمر وَابْن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
.

     وَقَالَ  اللَّيْث: حَدثنِي يزِيد بن أبي حبيب أَنه يسْتَحبّ أَن تُسنم الْقُبُور وَلَا ترفع وَلَا يكون عَلَيْهَا تُرَاب كثير، وَهُوَ قَول الْكُوفِيّين وَالثَّوْري وَمَالك وَأحمد، وَاخْتَارَهُ جمَاعَة من الشَّافِعِيَّة مِنْهُم، الْمُزنِيّ: أَن الْقُبُور تُسنم لِأَنَّهَا أمنع من الْجُلُوس عَلَيْهَا،.

     وَقَالَ  أَشهب وَابْن حبيب: أحب إِلَى أَن يسنم الْقَبْر، وَإِن يرفع فَلَا بَأْس.
.

     وَقَالَ  طَاوُوس: كَانَ يعجبهم أَن يرفع الْقَبْر شَيْئا حَتَّى يعلم أَنه قبر، وَادّعى القَاضِي حُسَيْن اتِّفَاق أَصْحَاب الشَّافِعِي على التسنيم، ورد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ جمَاعَة من قدماء الشَّافِعِيَّة استحبوا التسطيح، كَمَا نَص عَلَيْهِ الشَّافِعِي، وَبِه جزم الْمَاوَرْدِيّ وَآخَرُونَ.
وَفِي (التَّوْضِيح) :.

     وَقَالَ  الشَّافِعِي: تسطح الْقُبُور وَلَا تبنى وَلَا ترفع وَتَكون على وَجه الأَرْض نَحوا من شبر.
قَالَ: وبلغنا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سطح قبر ابْنه إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السَّلَام، وَوضع عَلَيْهِ الْحَصْبَاء ورش عَلَيْهِ المَاء، وَأَن مَقْبرَة الْأَنْصَار والمهاجرين مسطحة قُبُورهم، وَرُوِيَ عَن مَالك مثله وَاحْتج الشَّافِعِي أَيْضا بِمَا روى التِّرْمِذِيّ عَن أبي الْهياج الْأَسدي، واسْمه: حَيَّان.
قَالَ لي عَليّ: أَلا أَبْعَثك على مَا بَلغنِي عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (أَن لَا أدع قبرا مشرفا إلاَّ سويته، وَلَا تمثالاً إلاَّ طمسته) .
وَبِمَا روى أَبُو دَاوُد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ: دخلت عَليّ عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، فَقلت: يَا أُمَّاهُ اكشفي لي قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكشفت لي عَن ثَلَاثَة قُبُور لَا مشرفة وَلَا لاطئة مبطوحة ببطحاء الْعَرَصَة الْحَمْرَاء، فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقدما، وَأَبا بكر رَأسه بَين كَتِفي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعمرا رَأسه عِنْد رجْلي النبيصلى الله عَلَيْهِ وَسلم) .
.

     وَقَالَ  صَاحب (الْهِدَايَة) : ويسنم الْقَبْر من التسنيم، وتسنيمه، رَفعه من الأَرْض، مِقْدَار شبر أَو أَكثر قَلِيلا.
وَفِي (ديوَان الْأَدَب) : يُقَال: قبر مسنم، أَي: غير مسطح، وَبِه قَالَ مُوسَى بن طَلْحَة وَيزِيد بن أبي حبيب، وَالثَّوْري وَاللَّيْث وَمَالك وَأحمد.
وَفِي (الْمُغنِي) : وَاخْتَارَ التسنيم أَبُو عَليّ الطَّبَرِيّ وَأَبُو عَليّ بن أبي هُرَيْرَة والجويني وَالْغَزالِيّ وَالرُّويَانِيّ والسرخسي، وَذكر القَاضِي حُسَيْن اتِّفَاقهم عَلَيْهِ، وخالفوا الشَّافِعِي فِي ذَلِك، وَالْجَوَاب عَمَّا رَوَاهُ الشَّافِعِي: أَنه ضَعِيف ومرسل وَهُوَ لَا يحْتَج بالمرسل، وَعَما رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ: أَن المُرَاد من المشرفة الْمَذْكُورَة فِيهِ هِيَ المبنية الَّتِي يطْلب بهَا المباهاة، وَعَما رَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَن رِوَايَة البُخَارِيّ تعارضها.
فَإِن قلت: قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَالْبَغوِيّ: وَرِوَايَة الْقَاسِم بن مُحَمَّد أصح، وَأولى أَن تكون مَحْفُوظَة، قلت: قَالَ صَاحب (اللّبابُُ) : هَذِه كبوة مِنْهُمَا بِمَا رفلا فِيهِ من ثِيَاب التعصب والعناد، وإلاَّ فَأَحْمَد يرجح رِوَايَة أبي دَاوُد على رِوَايَة البُخَارِيّ فِي (صَحِيحه) .
.

     وَقَالَ  صَاحب (الْمُغنِي) : رِوَايَة البُخَارِيّ أصح وَأولى.
.

     وَقَالَ  شمس الْأَئِمَّة السَّرخسِيّ: التربيع من شعار الرافضة،.

     وَقَالَ  ابْن قدامَة: التسطيح هُوَ شعار أهل الْبدع، فَكَانَ مَكْرُوها.
.

     وَقَالَ  الْمُزنِيّ فِي (كتاب الْجَنَائِز) : إِذا ثَبت أحد الْخَبَرَيْنِ المسطح أَو المسنم فَأشبه الْأَمريْنِ بِالْمَيتِ مَا لَا يشبه المصانع ليجلس عَلَيْهِ، والمسطح يشبه مَا يصنع للجلوس، وَلَيْسَ المسنم هُوَ مَوضِع الْجُلُوس، وَقد نهى عَن الْجُلُوس على الْقُبُور.
.

     وَقَالَ  الْمُزنِيّ؛ وَفِي التسنيم منع الْجُلُوس فَهُوَ أمنع من أَن يجلس عَلَيْهَا، وأشبه بِأَمْر الْآخِرَة، وَلَكِن لَا يُزَاد فِيهِ أَكثر من ترابه، وَيعلم ليعرف فيدعى لَهُ،.

     وَقَالَ  بَعضهم: وَقَول سُفْيَان التمار لَا حجَّة فِيهِ، كَمَا قَالَه الْبَيْهَقِيّ لاحْتِمَال أَن قَبره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن فِي الأول مسنما، ثمَّ ذكر مَا ذَكرْنَاهُ عَن أبي دَاوُد.
قلت: قد أبعد عَن مَنْهَج الصَّوَاب من يحْتَج بالإحتمال، مَعَ أَن هَذَا الْقَائِل لَا يقدم شَيْئا على رِوَايَة البُخَارِيّ، وَعند قيام التعصب يحيد عَن ذَلِك، ثمَّ قَالَ هَذَا الْقَائِل: ثمَّ الإختلاف فِي ذَلِك أَيهمَا أفضل لَا فِي أصل الْجَوَاز، ثمَّ قَالَ: ويرجح التسطيح مَا رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث فضَالة بن عبيد أَنه مر بِقَبْر فسوي، ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَأْمر بتسويتها قلت: إِنَّمَا أَمر بالتسوية لأجل الْبناء الَّذِي يبْنى عَلَيْهَا، وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ للمباهاة كَمَا ذكرنَا، وَذكر الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النجار فِي كِتَابه (الدرة الثمينة فِي أَخْبَار الْمَدِينَة) : أَن قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقبر صَاحِبيهِ فِي صفة بَيت عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
قَالَ: وَفِي الْبَيْت مَوضِع قبر فِي السهوة المشرفة، قَالَ سعيد بن الْمسيب: فِيهِ يدْفن عِيسَى ابْن مَرْيَم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.
وَعَن عبد الله بن سَلام، قَالَ: يدْفن عِيسَى مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيكون قَبره رَابِعا.
وَعَن عُثْمَان بن نسطاس، قَالَ: رَأَيْت قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما هَدمه عمر بن عبد الْعَزِيز، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، مرتفعا نَحْو أَرْبَعَة أَصَابِع، وَرَأَيْت قبر أبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَرَاء قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وقبر عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَسْفَل مِنْهُ، وَعَن عمْرَة عَن عَائِشَة، قَالَت: رَأس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِمَّا يَلِي الْمغرب، وَرَأس أبي بكر عِنْد رجلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعمر خلف ظهر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعَن نَافِع بن أبي نعيم قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمامهما إِلَى الْقبْلَة مقدما ثمَّ قبر أبي بكر حذاء مَنْكِبي رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وقبر عمر حذاء مَنْكِبي أبي بكر، وَعَن مُحَمَّد بن الْمُبَارك.
قَالَ: قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَكَذَا، وقبر أبي بكر خَلفه، وقبر عمر عِنْد رجْلي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
.

     وَقَالَ  ابْن عقيل: قبر أبي بكر عِنْد رجلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وقبر عمر عِنْد رجْلي أبي بكر.
.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: يُقَال: إِن أَبَا بكر خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد جَازَ ملحده ملحد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَرَأس عمر عِنْد رجْلي أبي بكر قد حازت رِجْلَاهُ رجْلي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقد ذكرت فِي صفة قُبُورهم أَقْوَال فالأكثر هَكَذَا.
وَقد استدلت جمَاعَة على فَضِيلَة الشَّيْخَيْنِ بمجاورتهما ملحده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولقرب طينهما من طينه، لما فِي حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي الحبشي الْمَذْكُور فِي أَوَائِل الْبابُُ، وَله شَوَاهِد أَكْثَرهَا صَحِيحَة.
مِنْهَا: حَدِيث جُنْدُب بن سُفْيَان يرفعهُ: (إِذا أَرَادَ الله قبض عبد بِأَرْض جعل لَهُ بهَا حَاجَة) .
وَحَدِيث ابْن مَسْعُود ومطرز بن مكامس وَعُرْوَة بن مُضرس بِنَحْوِهِ.
وَفِي (الْحِلْية) لأبي نعيم الْحَافِظ: عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (مَا من مَوْلُود إلاَّ وَقد ذَر عَلَيْهِ من تُرَاب حفرته) .
.

     وَقَالَ : هَذَا حَدِيث غَرِيب.
وَفِي (نَوَادِر الْأُصُول) للحكيم أبي عبد الله التِّرْمِذِيّ من حَدِيث مرّة الطّيب عَن عبد الله بن مَسْعُود (أَن الْملك الْمُوكل بالرحم يَأْخُذ النُّطْفَة فيعجنها بِالتُّرَابِ الَّذِي يدْفن فِي بقعته، فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم} (طه: 55) .
وَفِي (التَّمْهِيد) من حَدِيث عبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف: حَدثنَا أبي عَن دَاوُد بن أبي هِنْد حَدثنِي عَطاء الْخُرَاسَانِي: (أَن الْملك ينْطَلق فَيَأْخُذ من تُرَاب الْمَكَان الَّذِي يدْفن فِيهِ، فيذره على النُّطْفَة فتخلق من التُّرَاب، وَمن النُّطْفَة، فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم وَمِنْهَا نخرجكم تَارَة أُخْرَى} (طه: 55) .
وَعند التِّرْمِذِيّ أبي عبد الله، قَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين: لَو حَلَفت حَلَفت صَادِقا بارا غير شاكٍ وَلَا مستثن أَن الله تَعَالَى مَا خلق نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا أَبَا بكر وَلَا عمر إلاَّ من طِينَة وَاحِدَة، ثمَّ ردهم إِلَى تِلْكَ الطينة.


حدَّثنافَرْوَةُ قَالَ حدَّثنا علِيٌّ عنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عنْ أبِيهِ لَمَّا سَقَطَ عَلَيْهِمُ الحَائِطَ فِي زَمَانِ الوَلِيدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ أخَذُوا فِي بِنَائِهِ فَبَدَتْ لَهُمْ قَدَمٌ فَفَزِعُوا وظَنُّوا أنَّهَا قَدَمُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا وَجَدُوا أحَدا يَعْلَمُ ذالِكَ حَتَّى قَالَ لَهُمْ عُرْوَةُ لاَ وَالله مَا هِيَ قَدَمُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا هِيَ إلاَّ قَدَمُ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ.