4428 حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، قَالَ : قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : { أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ، أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } - وَقَالَ غَيْرُهُ : عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - { يَسْتَغْشُونَ } : يُغَطُّونَ رُءُوسَهُمْ { سِيءَ بِهِمْ } : سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ ، { وَضَاقَ بِهِمْ } : بِأَضْيَافِهِ . { بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ } : بِسَوَادٍ وَقَالَ مُجَاهِدٌ : { إِلَيْهِ أُنِيبُ } : أَرْجِعُ |
شرح الحديث من فتح الباري لابن حجر
[ قــ :4428 ... غــ :4683] قَوْله فِي رِوَايَة عَمْرو هُوَ بن دِينَار قَالَ قَرَأَ بن عَبَّاس إِلَّا إِنَّهُم يثنون صُدُورهمْ ضَبْطَ أَوَّلِهِ بِالْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ وَبِنُونِ آخِرِهِ وَصُدُورَهُمْ بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ وَهِيَ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِأَبِي ذَرٍّ كَالَّذِي قَبْلَهُ وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُور عَن بن عُيَيْنَةَ يَثْنُونِي أَوَّلُهُ تَحْتَانِيَّةٌ وَآخِرُهُ تَحْتَانِيَّةٌ أَيْضًا وَزَادَ وَعَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ .
قَوْلُهُ وقَال غَيْرُهُ أَيْ عَن بن عَبَّاس يستغشون يغطون رؤوسهم الضَّمِيرُ فِي غَيْرِهِ يَعُودُ عَلَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَقَدْ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَتَفْسِيرُ التَّغَشِّي بِالتَّغْطِيَةِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَتَخْصِيصُ ذَلِكَ بِالرَّأْسِ يَحْتَاجُ إِلَى تَوْقِيفٍ وَهَذَا مَقْبُولٌ من مثل بن عَبَّاسٍ يُقَالُ مِنْهُ اسْتَغْشَى بِثَوْبِهِ وَتَغَشَّاهُ.
وَقَالَ الشَّاعِرُ وَتَارَةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمَارِي .
قَوْلُهُ سِيءَ بِهِمْ سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ وَضَاقَ بِهِمْ بِأَضْيَافِهِ هُوَ تَفْسِير بن عَبَّاسٍ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَلَمَّا جَاءَت رسلنَا لوطا سَاءَ ظَنًّا بِقَوْمِهِ وَضَاقَ ذَرْعًا بِأَضْيَافِهِ وَيَلْزَمُ مِنْهُ اخْتِلَافُ الضَّمِيرَيْنِ وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى اتِّحَادِهِمَا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ قَالَ سَاءَهُ مَكَانُهُمْ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْجَمَالِ .
قَوْلُهُ بِقطع من اللَّيْل بسواد وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْنَاهُ بِبَعْضٍ مِنَ اللَّيْلِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ بِطَائِفَةٍ مِنَ اللَّيْلِ .
قَوْلُهُ وقَال مُجَاهِدٌ إِلَيْهِ أنيب ارْجع كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَسَقَطَ لِأَبِي ذَرٍّ نِسْبَتُهُ إِلَى مُجَاهِدٍ فأوهم أَنه عَن بن عَبَّاسٍ كَمَا قَبْلَهُ وَقَدْ وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ بن أبي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهَذَا وَوَقَعَ لِلْأَكْثَرِ قُبَيْلَ قَوْله بَاب وَكَانَ عَرْشه على المَاء