الرئيسية
أخبار مكة للأزرقي
مسانيد فراس المكتب
الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي
الذرية الطاهرة للدولابي
سنن الدارقطني
جميع الكتب
التراجم
عن الموقع
اتصل بنا
البحث
أخبار مكة للأزرقي
ذِكْرُ صِفَةِ سَقْفِ الْمَسْجِدِ وَلِلْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سَقْفَانَ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ ، فَأَمَّا الْأَعْلَى مِنْهُمَا فَمُسْقَفٌ بِالدَّرْمِ الْيَمَانِيِّ ، وَأَمَّا الْأَسْفَلُ فَمُسْقَفٌ بِالسَّاجِ وَالسَّيْلَجِ الْجَيِّدِ ، وَبَيْنَ السَّقْفَيْنِ فُرْجَةٌ قَدْرُ ذِرَاعَيْنِ وَنِصْفٌ ، وَالسَّقْفُ السَّاجُ مُزَخْرَفٌ بِالذَّهَبِ ، مَكْتُوبٌ فِي دَوَارَاتٍ مِنْ خَشَبٍ ، فِيهِ قَوَارِعُ الْقُرْآنِ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَالدُّعَاءِ لِلْمَهْدِيِّ
ذِكْرُ الْأَبْوَابِ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْجَنَائِزِ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ ، مِنْهَا بَابُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَيُعْرَفُ بِبَنِي هَاشِمٍ ، فِيهِ مَوْضِعٌ قَدْ هُنْدِمَ لِلْجَنَائِزِ لِتُوضَعَ فِيهِ ، وَمِنْهَا بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ بَابُ بَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرُ ، وَمِنْهَا بَابُ الصَّفَا ، وَفِيهِ مَوْضِعٌ قَدْ هُنْدِمَ أَيْضًا فَوُضِعَ فِيهِ الْجَنَائِزُ ، وَعَلَى بَابِ الصَّفَا صُلِّيَ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ حِينَ مَاتَ ، فَهَذِهِ الْأَبْوَابُ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْجَنَائِزِ ، وَكَانَ النَّاسُ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ يُصَلُّونَ عَلَى الرَّجُلِ الْمَذْكُورِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
ذِكْرُ مَنَارَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَصِفَتِهَا وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَرْبَعُ مَنَارَاتٍ يُؤَذِّنُ فِيهَا مُؤَذِّنُو الْمَسْجِدِ ، وَهِيَ فِي زَوَايَا الْمَسْجِدِ عَلَى سَطْحِهِ يُرْتَقَى إِلَيْهَا بِدَرَجٍ ، وَعَلَى كُلِّ مَنَارَةٍ بَابٌ يُغْلَقُ عَلَيْهَا شَارِعٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَعَلَى رُءُوسِ الْمَنَارَاتِ شُرَفٌ ، فَأَوَّلُهَا الْمَنَارَةُ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ ، تُشْرِفُ عَلَى دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَفِيهَا يُؤَذِّنُ صَاحِبُ الْوَقْتِ بِمَكَّةَ ، وَالْمَنَارَةُ الثَّانِيَةُ تَلِي أَجْيَادًا تُشْرِفُ عَلَى الْحَزْوَرَةِ وَسُوقِ الْخَيَّاطِينَ ، وَفِيهَا يَسْحَرُ الْمُؤَذِّنُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَالْمَنَارَةُ الثَّالِثَةُ تُشْرِفُ عَلَى دَارِ ابْنِ عَبَّادٍ وَالسُّفَيَانِيِّينَ عَلَى سُوقِ اللَّيْلِ ، وَيُقَالُ لَهَا : مَنَارَةُ الْمَكِّيِّينَ ، وَالْمَنَارَةُ الرَّابِعَةُ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالشَّامِ وَهِيَ مُطِلَّةٌ عَلَى دَارِ الْإِمَارَةِ ، وَعَلَى الْحِذَائَيْنِ وَالرَّدْمِ ، وَفِيهَا يَتَعَبَّدُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ ، وَيَكُونُ فِيهَا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ فِيهَا وَلَا يَنْحَدِرُ مِنْهَا إِلَّا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا فِيمَا ذَكَرُوا
ذِكْرُ قَنَادِيلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَالثُّرَيَّاتِ الَّتِي فِيهِ وَتَفْسِيرِ أَمْرِهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَعَدَدُ قَنَادِيلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَرْبَعُمِائَةِ قِنْدِيلٍ ، وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ قِنْدِيلًا ، وَالثُّرَيَّاتُ الَّتِي يُسْتَصْبَحُ فِيهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي الْمَوْسِمِ ثَمَانُ ثُرَيَّاتٍ ، أَرْبَعٌ صِغَارٌ ، وَأَرْبَعٌ كِبَارٌ ، يُسْتَصْبَحُ فِي الْكِبَارِ مِنْهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي الْمَوَاسِمِ ، وَيَسْتَصْبِحُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ فِي سَائِرِ السَّنَةِ عَلَى بَابِ دَارِ الْإِمَارَةِ ، وَهَذِهِ الثُّرَيَّاتُ فِي مَعَالِيقَ مِنْ شِبْهٍ ، وَلَهَا قَصَبٌ مِنْ شِبْهٍ ، تَدْخُلُ هَذِهِ الْقَصَبَةُ فِي حَبْلٍ ، ثُمَّ تُجْعَلُ فِي جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ الْأَرْبَعَةِ ، فِي كُلِّ جَانِبٍ وَاحِدَةٌ يُسْتَصْبَحُ فِيهَا فِي رَمَضَانَ فَيَكُونُ لَهَا ضَوْءٌ كَثِيرٌ ، ثُمَّ تُرْفَعُ فِي سَائِرِ السَّنَةِ
ذِكْرُ ظُلَّةِ الْمُؤَذِّنِينَ الَّتِي يُؤَذِّنُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الظُّلَّةَ لِلْمُؤَذِّنِينَ الَّتِي عَلَى سَطْحِ الْمَسْجِدِ يُؤَذِّنُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الطَّلْحِيُّ ، وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ فِي خِلَافَةِ الرَّشِيدِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَكَانَ الْمُؤَذِّنُونَ يَجْلِسُونَ هُنَاكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الشَّمْسِ فِي الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ ، فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ الظُّلَّةُ عَلَى حَالِهَا ، حَتَّى عُمِّرَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ فِي خِلَافَةِ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، فَهُدِمَتْ تِلْكَ الظُّلَّةُ وَعُمِّرَتْ وَزِيدَ فِيهَا ، فَهِيَ قَائِمَةٌ إِلَى الْيَوْمِ
مَا جَاءَ فِي مِنْبَرِ مَكَّةَ
صِفَةُ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ زَمْزَمُ وَحُجْرَتُهَا وَحَوْضُهَا قَبْلَ أَنْ تُغَيَّرَ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ بِاللَّهِ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، وَذَلِكَ مِمَّا كَانَ عَمِلَ الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي خِلَافَتِهِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَكَانَ ذَرْعُ وَجْهِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّذِي فِيهِ بَابُهَا ، وَهُوَ مِمَّا يَلِي الْمَسْعَى ، اثْنَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَتِسْعَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ تِسْعَةَ أَذْرُعٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ وَالصَّفَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَلَاثَةَ أَصَابِعَ ، وَذَرْعُ طُولِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ مِنْ خَارِجٍ فِي السَّمَاءِ خَمْسَةَ أَذْرُعٍ ، مِنْ ذَلِكَ الْحِجَارَةُ ذِرَاعَانِ وَاثْنَا عَشَرَ إِصْبَعًا ، عَلَيْهَا الرُّخَامُ وَالسَّاجُ ذِرَاعَانِ وَاثْنَا عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَيَدُورُ فِي وَسَطِ الْجَدْرِ حَوْضٌ فِي جَوَانِبِ زَمْزَمَ كُلِّهَا ، طُولُ الْحَوْضِ فِي السَّمَاءِ تِسْعَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَعَرْضُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَطُولُ الْجَدْرِ مِنْ دَاخِلٍ ذِرَاعَانِ ، وَالْجَدْرُ الَّذِي دَاخِلَهُ وَخَارِجَهُ ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ وَجُدْرَانُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا ، وَعَرْضُ الْجَدْرِ ذِرَاعٌ وَأَرْبَعَُ أَصَابِعَ ، وَعَلَى الْجَدْرِ حُجْرَةُ سَاجٍ ، مِنْ ذَلِكَ سَقْفٌ عَلَى الْحَوْضِ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عِشْرُونَ إِصْبَعًا ، وَتَحْتَ السَّقْفِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ طَاقًا ، يُؤْخَذُ مِنْهَا الْمَاءُ مِنَ الْحَوْضِ ، وَيُتَوَضَّأٌ مِنْهَا ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ عِشْرُونَ إِصْبَعًا ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، مِنْهَا فِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ اثْنَا عَشَرَ طَاقًا ، وَمِنْهَا فِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ اثْنَا عَشَرَ طَاقًا ، وَفِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ اثْنَا عَشَرَ طَاقًا ، وَحُجْرَةُ السَّاجِ مُشَبَّكَةٌ ، وَذَرْعُ سَعَةِ بَابِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضُ الْبَابِ ذِرَاعَانِ ، وَهُوَ سَاجٌ مُشَبَّكٌ ، وَبَطْنُ حُجْرَةِ زَمْزَمَ مَفْرُوشٌ بِرُخَامٍ حَوْلَ الْبِئْرِ ، وَمِنْ حَدِّ الْبِئْرِ إِلَى عَتَبَةِ بَابِ الْحُجْرَةِ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ رَأْسِ الْبِئْرِ مِنْ خَارِجٍ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَتَدْوِيرُهَا مِنْ دَاخِلٍ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَعَلَى الْحُجْرَةِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ سَاجٍ ، عَلَيْهَا مِلْبَنُ سَاجٍ مُرَبَّعٌ ، فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ بَكَرَةً ، يُسْتَقَى عَلَيْهَا الْمَاءُ ، وَفِي حَدِّ مُؤَخَّرِهِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ كَنِيسَةُ سَاجٍ يَكُونُ فِيهَا الْقَيِّمُ ، وَيُقَالُ إِنَّهَا مَجْلِسُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَفَوْقَ الْمِلْبَنِ حُجْرَةُ سَاجٍ عَلَيْهَا قُبَّةٌ ، خَارِجُهَا أَخْضَرُ ، ثُمَّ غُيِّرَتْ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَدَاخِلُهَا أَصْفَرُ ، وَفِي حَدِّ حُجْرَةِ زَمْزَمَ أُسْطُوَانَةُ سَاجٍ مُسْتَقْبَلَ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ ، فَوْقَهَا قُبَّةٌ مِنْ شَبَهٍ ، يُسْرَجُ فِيهَا بِاللَّيْلِ لِأَهْلِ الطَّوَافِ ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مِصْبَاحُ زَمْزَمَ ، ثُمَّ نَحَّاهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَّجِيُّ عَنْ زَمْزَمَ حِينَ غُيِّرَتْ وَبُنِيَتْ ، فَلَمَّا بَعَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَاثِقُ بِاللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِعُمُدِ مَصَابِيحِ الشَّبَهِ ، رُمِيَ بِذَلِكَ الْعَمُودِ الَّذِي كَانَ يُسْرَجُ عَلَيْهِ ، وَأُخْرِجَ مِنَ الْمَسْجِدِ
ذِكْرُ مَا غُيِّرَ مِنْ عَمَلِ زَمْزَمَ فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمِ بِاللَّهِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَأَوَّلِ مَنْ عَمِلَ الرُّخَامَ عَلَيْهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ الرُّخَامَ عَلَى زَمْزَمَ وَالشُّبَّاكَ ، وَفَرَشَ أَرْضَهَا بِالرُّخَامِ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي خِلَافَتِهِ ، ثُمَّ عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ ، ثُمَّ عَمَّرَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَّجِيُّ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُعْتَصِمِ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَكَانَتْ مَكْشُوفَةً قَبْلَ ذَلِكَ ، إِلَّا قُبَّةً صَغِيرَةً عَلَى مَوْضِعِ الْبِئْرِ ، ثُمَّ غَيَّرَهَا عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ ، فَسَقَفَ زَمْزَمَ كُلَّهَا بِالسَّاجِ الْمُذَهَّبِ مِنْ دَاخِلٍ ، وَجَعَلَ فِي الْجَنَاحِ كَمَا يَدُورُ سَلَاسِلَ فِيهَا قَنَادِيلُ ، يُسْتَصْبَحُ فِيهَا فِي الْمَوْسِمِ ، وَجَعَلَ عَلَى الْقُبَّةِ الَّتِي بَيْنَ زَمْزَمَ وَبَيْتِ الشَّرَابِ الْفُسَيْفِسَاءَ ، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ تُزَوَّقُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ، عَمِلَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
صِفَةُ الْقُبَّةِ وَحَوْضِهَا وَذَرْعِهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَذَرْعُ مَا بَيْنَ حُجْرَةِ زَمْزَمَ إِلَى وَسَطِ جَدْرِ الْحَوْضِ الَّذِي قُدَّامَ السِّقَايَةِ الَّتِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ ، إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَذَرْعُ سَعَةِ الْحَوْضِ مِنْ وَسَطِهِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَتِسْعَةُ أَصَابِعَ فِي مِثْلِهِ ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ الْحَوْضِ مِنْ دَاخِلٍ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِهِ مِنْ خَارِجٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالرُّخَامِ ، وَجَدْرُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا ، حَتَّى غَيَّرَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَّجِيُّ ، فَجَعَلَ جِدَارَهُ بِحَجَرٍ مَفْجَرِيٍّ مَنْقُوشٍ ، وَفَرَشَ أَرْضَهُ بِالرُّخَامِ ، وَذَرْعُ طُولِ جَدْرِهِ مِنْ دَاخِلٍ فِي السَّمَاءِ عَشْرُ أَصَابِعَ ، وَعَرْضُهُ ثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، وَفِي وَسَطِهِ رُخَامَةٌ مَنْقُوشَةٌ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ فِي فَوَّارَةٍ تَخْرُجُ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ ، إِذَا دَخَلْتَ الْحُجْرَةَ عَلَى يَمِينِكَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ فِي قَنَاةِ رَصَاصٍ حَتَّى يَخْرُجَ فِي وَسَطِ الْحَوْضِ مِنْ هَذِهِ الْفَوَّارَةِ ، وَهُوَ الْحَوْضُ الَّذِي كَانَ يُسْقَى فِيهِ النَّبِيذُ ، وَبَيْنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ إِلَى هَذَا الْحَوْضِ الْكَبِيرِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَحَوْلَ هَذَا الْحَوْضِ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةَ سَاجٍ ، طُولُ كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَمَا بَيْنَ حَدِّ الْأَسَاطِينِ وَوَجْهِ زَمْزَمَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفَوْقَ الْأَسَاطِينِ حُجْرَةُ سَاجٍ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ ، وَعَلَى الْحُجْرَةِ قُبَّةُ سَاجٍ خَارِجُهَا أَخْضَرُ ، وَدَاخِلُهَا أَصْفَرُ ، طُولُ الْقُبَّةِ مِنْ وَسَطِهَا مِنْ دَاخِلٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، عَمِلَهَا أَبُو بَحْرٍ الْمَجُوسِيُّ النَّجَّارُ ، الَّذِي كَانَ جَاءَ بِهِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْعِرَاقِ يَعْمَلُ أَبْوَابَ دَارِهِ الَّتِي عَلَى الْمَرْوَةِ يُقَالُ لَهَا دَارُ مَخْرَمَةَ ، وَيَعْمَلُ سُقُوفَهَا فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ جَدِّي ، وَكَانَتْ تُزَوَّقُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، حَتَّى أَمَرَ بِهَا عُمَرُ بْنُ الْفَرَجِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، فَجَعَلَ عَلَيْهَا الْفُسَيْفِسَاءَ ، فَثَقُلَتْ وَدُقَّتْ أَسَاطِينُهَا السَّاجُ عَنْهَا ، فَقَلَعَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، نَزَعَ أُسْطُوَانَةً أُسْطُوَانَةً ، وَيَدْعَمُ مَا فَوْقَهَا ، فَبُدِّلَتْ أَسَاطِينَ جِلَالًا ، أَجَلَّ مِنَ الْأَسَاطِينِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ سَاجٍ ، وَجَعَلَ الْأَسَاطِينَ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ ، دَفَنَهَا حَتَّى لَا يَأْكُلَ الْمَاءُ الْخَشَبَ إِذَا دُفِنَ فِي الْأَرْضِ ، وَسَكَبَ بَيْنَ الْخَشَبِ وَبَيْنَ الْحِجَارَةِ الرَّصَاصَ ، وَفِي جَدْرِ الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ حَجَرٌ بِحِيَالِ السِّقَايَةِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فِيهِ قَنَاةٌ مِنْ رَصَاصٍ إِلَى الْحَوْضِ الدَّاخِلِ فِي السِّقَايَةِ ، يُصَبُّ فِيهِ النَّبِيذُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي فِيهِ الْقُبَّةُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَأَيَّامَ الْحَجِّ ، وَبَيْنَ الْحَوْضَيْنِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : فَلَمَّا كَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ ، قَدِمَ خَادِمٌ عَلَى عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ يُقَالُ لَهُ بُسْرٌ ، فَغَيَّرَ أَرْضَ هَذِهِ الْقُبَّةِ ، نَقَضَ رُخَامَهَا ، ثُمَّ كَبَسَهَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَرْضُهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا بِرْكَةً صَغِيرَةً يَخْرُجُ فِيهَا الْمَاءُ مِنَ الْفَوَّارَةِ الَّتِي فِي بَطْنِهَا ، وَجَعَلَ عَلَيْهَا شُبَّاكًا مِنْ خَشَبٍ بِأَبْوَابٍ تُغْلَقُ ، وَكَانَ أَوَّلَ عَمَلِ الصَّحْفَةِ الْمَكْشُوفَةِ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُصَلِّي فِيهَا النَّاسُ وَيَنَامُونَ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي زَوَايَا هَذِهِ الْقُبَّةِ أَرْبَعُ قِبَابٍ صِغَارٍ ، فِي كُلِّ رُكْنٍ قُبَّةٌ ، فَقُلِعْنَ فِي أَيَّامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَمِنَ الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَسَعَةُ الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ مِنْ وَسَطِهِ بَيْنَ يَدَيْ بَيْتِ الشَّرَابِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا فِي مِثْلِهِ ، وَتَدْوِيرُهُ مِنْ دَاخِلٍ ثَمَانِيَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَتَدْوِيرُهُ مِنْ خَارِجٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَطُولُ جَدْرِ الْحَوْضِ مِنْ دَاخِلٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُ جَدْرِهِ ثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، وَتَدْوِيرٌ حَوْلَ الْحَوْضِ خَمْسُونَ حَجَرًا ، كُلُّ حَجَرٍ طُولُهُ أَطْوَلُ مِنْ جَدْرِ الْحَوْضِ ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ مَفْرُوشٌ بِحِجَارَةٍ ، ثُمَّ فُرِشَ بَعْدُ بِرُخَامٍ ، وَفِي وَسَطِ الْحَوْضِ حَجَرٌ مَثْقُوبٌ ، يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ زَمْزَمَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ ، عَنْ يَسَارِكَ إِذَا دَخَلْتَ ، وَبَيْنَهَمَا خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، يُصَبُّ الْمَاءُ فِيهِ أَيَّامَ الْحَجِّ لِلْوُضُوءِ ، وَيُصَبُّ النَّبِيذُ مِنَ السِّقَايَةِ فِي الْحَوْضِ الَّذِي تَحْتَ الْقُبَّةِ ، ثُمَّ تُرِكَ ذَلِكَ ، فَصَارَ يَكُونُ الْوُضُوءُ فِي حَوْضٍ آخَرَ مِنَ الْقُبَّةِ ، وَعَلَيْهِ شُبَّاكٌ يُتَوَضَّأُ مِنْهُ مِنْ كُوَاءٍ فِي الشُّبَّاكِ ، وَجُعِلَ فِي الْحَوْضِ الْآخَرِ سَرَبٌ يُتَوَضَّأُ فِيهِ ، وَيَصِيرُ مَاؤُهُ مِنَ السَّرَبِ الَّذِي يَذْهَبُ فِيهِ مَاءُ وُضُوءِ زَمْزَمَ إِلَى الْوَادِي
صِفَةُ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا فِيهَا وَذَرْعِهَا إِلَى أَنْ غُيِّرَتْ فِي خِلَافَةِ الْوَاثِقِ بِاللَّهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَذَرْعُ طُولِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا فِي تِسْعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفِيهَا مِنَ الْأَسَاطِينِ فِي جُدْرَانِهَا أَرْبَعٌ ، وَفِي وَسَطِ جَدْرِ وَجْهِهَا أُسْطُوَانَةٌ ، وَفِي جَدْرِهَا فِي وَسَطِهِ مِنْ مُؤَخَّرِهَا أُسْطُوَانَةٌ ، وَمَا بَيْنَ الْأَسَاطِينِ أَلْوَاحُ سَاجٍ ، وَطُولُ جُدُرَاتِهَا فِي السَّمَاءِ ثَمَانِيَةُ أَذْرُعٍ ، السَّاجُ مِنْ ذَلِكَ سِتَّةُ أَذْرُعٍ وَثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، وَعَلَى الْأَسَاطِينِ جَوَائِزُ ، عَلَيْهَا بِنَاءُ ذِرَاعٍ ، وَسِتَّةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَعَلَى جُدُرَاتِ السِّقَايَةِ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ شُرَّافَةً ، مِنْهَا عَلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ شُرَّافَةً ، وَمِنْهَا عَلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى ثَلَاثَ عَشْرَةَ ، وَمِنْهَا عَلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ عَشْرٌ ، وَمِنْهَا عَلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ عَشْرٌ ، وَكَانَ ذَلِكَ عَمَلَ الْمَهْدِيِّ ، غَيَّرَهُ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْعَلَوِيُّ سَنَةَ مِائَتَيْنِ فِي الْفِتْنَةِ ، وَهَدَمَ شُرَّافَهَا ، وَنَقَصَ مِنْ سَمْكِهَا ، وَفَتَحَ الْأَبْوَابَ وَالْأَلْوَاحَ السَّاجَ الَّتِي بَيْنَ الْأَسَاطِينِ وَسُقُفِهَا ، وَبَطَحَهَا بِالْبَطْحَاءِ ، فَكَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ فِيهَا ، وَقَالَ : إِذَا كَانَ الْمَوْسِمُ جُعِلَتْ عَلَيْهَا الْأَبْوَابُ وَهَكَذَا كَانَتْ تَكُونُ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا أَنْ جَاءَ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ ، رَدَّ الْأَلْوَاحَ السَّاجَ فِي مَكَانِهَا ، وَأَغْلَقَهَا وَأَخْرَجَ الْبَطْحَاءَ مِنْهَا ، وَكَانَ فِي السِّقَايَةِ بَابَانِ : بَابٌ حِيَالَ الْكَعْبَةِ ، وَفِيهِ مِصْرَاعَانِ طُولُهُمَا أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا ، وَعَرْضُهُمَا ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا ، وَالْبَابُ الثَّانِي فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ طُولُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَأَرْبَعَةُ أَصَابِعَ ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ ، وَكَانَ فِي السِّقَايَةِ سِتَّةُ أَحْوَاضٍ ، مِنْهَا ثَلَاثَةٌ طُولُ كُلِّ حَوْضٍ مِنْهَا خَمْسَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَعَرْضُ كُلِّ حَوْضٍ مِنْهَا ذِرَاعَانِ ، وَطُولُ كُلِّ حَوْضٍ مِنْهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ ، وَثَلَاثَةُ أَحْوَاضٍ ، طُولُ كُلِّ حَوْضٍ مِنْهَا ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ فِي السَّمَاءِ ، وَالْحِيَاضُ سَاجٌ ، فِي كُلِّ حَوْضٍ مِنْهَا حَوْضٌ مِنْ أَدَمٍ يُنْبَذُ فِيهِ نَبِيذٌ لِلْحَاجِّ ، وَيُصَبُّ فِي الْحِيَاضِ مَا يَجْرِي فِي قَنَاةٍ مِنْ رَصَاصٍ ، وَالْقَنَاةُ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى يَسَارِكَ تَحْتَ الْكَنِيسَةِ ، عَلَيْهَا حَوْضٌ مِنْ سَاجٍ ، ذِرَاعٌ عَرْضًا فِي ذِرَاعٍ ، وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَطُولُ قَصَبَةِ الْقَنَاةِ الرَّصَاصِ مِنْ بَطْنِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَطُولُ قَصَبَةِ الرَّصَاصِ مِنْ بَطْنِ السِّقَايَةِ إِلَى أَعْلَى الْحَوْضِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَا عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَمِنَ الْحِيَاضِ الَّتِي فِيهَا النَّبِيذُ إِلَى طَرَفِ الْقَنَاةِ وَهِيَ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ اثْنَانِ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنْ حَدِّ مُؤَخَّرِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّتِي تَلِي الْمَقَامَ إِلَى حَدِّ السِّقَايَةِ ، وَبَيْنَهُمَا الْحَوْضُ الَّذِي عَلَيْهِ قُبَّةُ زَمْزَمَ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَمِنْ حَدِّ مُؤَخَّرِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّذِي فِيهِ الْكَنِيسَةُ إِلَى حَدِّ السِّقَايَةِ ، وَبَيْنَهُمَا الْحَوْضُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ ، تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَتِسْعَةُ أَصَابِعَ ، فَلَمْ يَزَلْ هَذَا بِنَاءَ الصُّفَّةِ - صُفَّةِ زَمْزَمَ - وَهُوَ بَيْتُ الشَّرَابِ - حَتَّى هَدَمَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَّجِيُّ ، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَبَنَاهُ ، فَبَنَى أَسْفَلَهُ بِحِجَارَةٍ بِيضٍ مَنْقُوشَةٍ ، مُدَاخَلَةً عَلَى عَمَلِ الْأَجْنِحَةِ الرُّومِيَّةِ ، وَبَنَى أَعْلَاهُ بِآجُرٍ ، وَأَلْبَسَهُ رُخَامًا ، وَجَعَلَ بَيْنَهُ كُوَاءً عَلَيْهَا شُبَّاكٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَبْوَابٌ ، وَجَعَلَهَا مُكَنَّسَةً ، وَفَوْقَ الْكَنِيسَةِ ثَلَاثُ قِبَابٍ صِغَارٍ ، وَأْلَبَسَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِالْفُسَيْفِسَاءِ ، وَجَعَلَ فِي بَطْنِهَا حَوْضًا كَبِيرًا مِنْ سَاجٍ فِي بَطْنِ الْحَوْضِ ، حَوْضٌ مِنْ أَدَمٍ يُنْبَذُ فِيهِ الشَّرَابُ لِلْحَاجِّ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ
ذِكْرُ مَا عُمِلَ فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الْبِرَكِ وَالسِّقَايَاتِ
مَا ذُكِرَ مِنْ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ دَارَ النَّدْوَةِ وَأُضِيفَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْكَبِيرِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ نَافِعٍ الْخُزَاعِيُّ : فَكَانَتْ دَارُ النَّدْوَةِ - عَلَى مَا ذَكَرَ الْأَزْرَقِيُّ فِي كِتَابِهِ - لَاصِقَةً بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فِي الْوَجْهِ الشَّامِيِّ مِنَ الْكَعْبَةِ ، وَهِيَ دَارُ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ لَتُبَرِّكُهَا بِأَمْرِ قُصَيٍّ ، تَجْتَمِعُ فِيهَا لِلْمَشُورَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلِإِبْرَامِ الْأُمُورِ ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ دَارَ النَّدْوَةِ ؛ لِاجْتِمَاعِ النَّدِيِّ فِيهَا ، فَكَانَتْ حِينَ قَسَمَ قُصَيٌّ الْأُمُورَ السِّتَّةَ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا الشَّرَفُ وَالذِّكْرُ ، وَهِيَ الْحِجَابَةُ ، وَالسِّقَايَةُ ، وَالرِّفَادَةُ ، وَالْقِيَادَةُ ، وَاللِّوَاءُ ، وَالنَّدْوَةُ ، بَيْنَ ابْنَيْهِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَعَبْدِ الدَّارِ ، مِمَّا صُيِّرَ إِلَى عَبْدِ الدَّارِ مَعَ الْحِجَابَةِ وَاللِّوَاءِ ، وَكَانَتِ السِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ وَالْقِيَادَةُ مِمَّا صُيِّرَ إِلَى عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، فَأَمَّا عَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ ، فَجَعَلَ السِّقَايَةَ - وَهِيَ زَمْزَمُ - وَسِقَايَةَ الْعَبَّاسِ وَالرِّفَادَةَ - وَهِيَ إِطْعَامُ الْحَاجِّ - فِي كُلِّ مَوْسِمٍ وَشَرَابُهُمْ ، إِلَى ابْنِهِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، فَهِيَ فِي وَلَدِهِ إِلَى الْيَوْمِ ، وَجَعَلَ الْقِيَادَةَ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، فَهِيَ فِي وَلَدِهِ إِلَى الْيَوْمِ ، وَأَمَّا عَبْدُ الدَّارِ فَجَعَلَ الْحِجَابَةَ إِلَى ابْنِهِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ ، وَجَعَلَ النَّدْوَةَ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ ، وَجَعَلَ اللِّوَاءَ لِوَلَدِهِ جَمِيعًا ، فَكَانُوا يَلُونَهُ حَتَّى كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ، فَقُتِلَ عَلَيْهِ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ ، وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ ، حَتَّى قُتِلَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ كَانَتِ النَّدْوَةُ بَعْدُ إِلَى هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ ، ثُمَّ إِلَى ابْنَيْهِ عُمَيْرٍ أَبِي مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَعَامِرٍ ابْنَيْ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ ، ثُمَّ ابْتَاعَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فِي خِلَافَتِهِ مِنِ ابْنِ الرَّهِينِ الْعَبْدَرِيِّ ، وَهُوَ مِنْ وَلَدِ عَامِرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ ، فَطَلَبَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ مِنْ مُعَاوِيَةَ الشُّفْعَةَ فِيهَا ، فَأَبَى عَلَيْهِ ، فَعَمَّرَهَا مُعَاوِيَةُ ، وَكَانَ يَنْزِلُ فِيهَا إِذَا حَجَّ ، وَيَنْزِلُهَا مَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ إِذَا حَجُّوا ، وَقَدْ دَخَلَ بَعْضُهَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي زِيَادَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ ، ثُمَّ دَخَلَ بَعْضُهَا أَيْضًا فِي زِيَادَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فِي الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ كَانَتْ خُلَفَاءُ بَنِي الْعَبَّاسِ يَنْزِلُونَهَا بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا حَجُّوا ، أَبُو الْعَبَّاسِ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ، وَالْمَهْدِيُّ ، وَمُوسَى الْهَادِي ، وَهَارُونُ الرَّشِيدُ ، إِلَى أَنِ ابْتَاعَ هَارُونُ الرَّشِيدُ دَارَ الْإِمَارَةِ مِنْ بَنِي خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّينَ وَبَنَاهَا ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَنْزِلُهَا ، فَلَمْ تَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرِبَتْ وَتَهَدَّمَتْ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : وَرَأَيْتُهَا عَلَى أَحْوَالٍ شَتَّى ، كَانَتْ مَقَاصِيرُهَا الَّتِي لِلنِّسَاءِ تُكْرَى مِنَ الْغُرَبَاءِ وَالْمُجَاوِرِينَ ، وَيَكُونُ فِي مَقْصُورَةِ الرِّجَالِ دَوَابُّ عُمَّالِ مَكَّةَ ، ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ يَنْزِلُهَا عَبِيدُ الْعُمَّالِ بِمَكَّةَ مِنَ السُّودَانِ وَغَيْرِهِمْ ، فَيَعْبَثُونَ فِيهَا وَيُؤْذُونَ جِيرَانَهَا ، ثُمَّ كَانَتْ تُلْقَى فِيهَا الْقَمَايِمُ ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا الْحَاجُّ ، وَصَارَتْ ضَرَرًا عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي سَنَةِ أَحَدٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، اسْتُعْمِلَ عَلَى بَرِيدِ مَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِهَا مِنْ جِيرَانِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لَهُ عِلْمٌ وَمَعْرِفَةٌ ، وَحِسْبَةٌ وَفِطْنَةٌ بِمَصَالِحِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْبَلَدِ ، فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى الْوَزِيرِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَهْبٍ ، يَذْكُرُ أَنَّ دَارَ النَّدْوَةِ قَدْ عَظُمَ خَرَابُهَا وَتَهَدَّمَتْ ، وَكَثُرَ مَا يُلْقَى فِيهَا مِنَ الْقَمَايِمِ حَتَّى صَارَتْ ضَرَرًا عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَجِيرَانِهِ ، وَإِذَا جَاءَ الْمَطَرُ سَالَ الْمَاءُ مِنْهَا حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنْ بَابِهَا لِلشَّارِعِ فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَأَنَّهَا لَوْ أُخْرِجَ مَا فِيهَا مِنَ الْقَمَايِمِ وَهُدِمَّتْ وَعُدِّلَتْ وَبُنِيَتْ مَسْجِدًا يُوصَلُ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، أَوْ جُعِلَتْ رَحَبَةً لَهُ يُصَلِّي النَّاسُ فِيهَا ، وَيَتَّسِعُ فِيهَا الْحَاجُّ ، كَانَتْ مَكْرُمَةً لَمْ يَتَهَيَّأْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ الْمَهْدِيِّ ، وَشَرَفًا وَأَجْرًا بَاقِيًا مَعَ الْأَبَدِ وَذَكَرَ أَنَّ فِيَ الْمَسْجِدِ خَرَابًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ سَقْفَهُ يُكَفُّ إِذَا جَاءَ الْمَطَرُ ، وَأَنَّ وَادِيَ مَكَّةَ قَدِ انْكَبَسَ بِالتُّرَابِ ، حَتَّى صَارَ السَّيْلُ إِذَا جَاءَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ ، وَشَرَحَ ذَلِكَ لِلْأَمِيرِ بِمَكَّةَ عَجِّ بْنِ حَاجٍّ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْقَاضِي بِهَا مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقَدَّمِيِّ ، وَسَأَلَهُمَا أَنْ يَكْتُبَا بِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَرَغِبَا فِي الْأَجْرِ وَجَمِيلِ الذِّكْرِ ، وَكَتَبَا إِلَى الْوَزِيرِ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَلَمَّا وَصَلَتِ الْكُتُبُ عُرِضَتْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُعْتَضِدِ بِاللَّهِ ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ النَّاصِرِ لِدِينِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ ، وَرَفَعَ وَفْدَ الْحَجَبَةِ إِلَى بَغْدَادَ ، يَذْكُرُونَ أَنَّ فِي جِدَارِ بَطْنِ الْكَعْبَةِ رُخَامًا قَدِ اخْتَلَفَ وَتَشَعَّبَ ، فِي أَرْضِهَا رُخَامًا قَدْ تَكَسَّرَ ، وَأَنَّ بَعْضَ عُمَّالِ مَكَّةَ كَانَ قَدْ قَلَعَ مَا عَلَى عِضَادَتَيْ بَابِ الْكَعْبَةِ مِنَ الذَّهَبِ ، فَضَرَبَهُ دَنَانِيرَ ، وَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَى حَرْبٍ وَأُمُورٍ كَانَتْ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْعَلَوِيِّ الْخَارِجِيِّ ، الَّذِي كَانَ بِهَا سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ ، فَكَانُوا يَسْتُرُونَ الْعِضَادَتَيْنِ بِالدِّيبَاجِ ، وَأَنَّ بَعْضَ الْعُمَّالِ بَعْدَهُ قَلَعَ مِقْدَارَ الرُّبُعِ مِنْ أَسْفَلِ ذَهَبِ بَابَيِ الْكَعْبَةِ وَمَا عَلَى الْأَنْفِ ، وَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَى فِتْنَةٍ بَيْنَ الْحَنَّاطِينَ وَالْجَزَّارِينَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَجَعَلَ ذَلِكَ فِضَّةً مَضْرُوبَةً مُمَوَّهَةً بِالذَّهَبِ ، عَلَى مِثَالِ مَا كَانَ عَلَيْهَا ، فَإِذَا تَمَسَّحَ الْحَاجُّ بِهِ فِي أَيَّامِ الْحَجِّ بَدَتِ الْفِضَّةُ ، حَتَّى تُجَدِّدَ تَمْوِيهَهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَأَنَّ رُخَامَ الْحَجَرِ قَدْ رَثَّ فَهُوَ يَحْتَاجُ إِلَى تَجْدِيدٍ ، وَأَنَّ بَلَاطًا مِنْ حِجَارَةٍ حَوْلَ الْكَعْبَةِ لَمْ يَكُنْ تَامًّا ، يَحْتَاجُ أَنْ تَتِمَّ جَوَانِبُهَا كُلُّهَا ، وَسَأَلُوا الْأَمِيرَ بِعَمَلِ ذَلِكَ ، فَأَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَاتِبَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ وَهْبٍ وَغُلَامَهُ بَدْرًا الْمُؤَمَّرَ بِالْحَضْرَةِ بِعَمَلِ مَا يُرْفَعُ إِلَيْهِ مِنْ عَمَلِ الْكَعْبَةِ وَالْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ ، وَبِعِمَارَةِ دَارِ النَّدْوَةِ مَسْجِدًا يُوصَلُ بِالْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ ، وَيُعْزَقُ الْوَادِي كُلُّهُ وَالْمَسْعَى وَمَا حَوْلَ الْمَسْجِدِ وَأَخْرَجَ لِذَلِكَ مَالًا كَثِيرًا ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الْقَاضِيَ بِبَغْدَادَ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ ، وَحَمَلَ الْمَالَ إِلَيْهِ فَأَنْفَذَ بَعْضَهُ سَفَاتِجَ ، وَأَنْفَذَ بَعْضَهُ فِي أَيَّامِ الْحَجِّ مَعَ ابْنِهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ ، وَكَانَ يَقْدَمُ فِي كُلِّ سَنَةٍ عَلَى حَوَايِجِ الْخَلِيفَةِ وَمَصَالِحِ الطَّرِيقِ وَعِمَارَتِهَا ، فَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ فِي وَقْتِ الْحَجِّ ، وَقَدِمَ مَعَهُ بِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْهَيَّاجِ عُمَيْرُ بْنُ حَيَّانَ الْأَسَدِيُّ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، لَهُ أَمَانَةٌ وَنِيَّةٌ حَسَنَةٌ ، فَوَكَّلَهُ بِالْعَمَلِ ، وَخَلَّفَ مَعَهُ عُمَّالًا وَأَعْوَانًا لِذَلِكَ ، فَعَمِلَ وَعَزَقَ الْوَادِيَ عَزْقًا جَيِّدًا حَتَّى ظَهَرَتْ مِنْ دَرَجِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الشَّارِعَةِ عَلَى الْوَادِي اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَإِنَّمَا كَانَ الظَّاهِرُ مِنْهَا خَمْسُ دَرَجَاتٍ ، ثُمَّ أَخْرَجَ الْقَمَايِمَ مِنْ دَارِ النَّدْوَةِ ، وَهُدِمَتْ ثُمَّ أُنْشِيَتْ مِنْ أَسَاسِهَا ، فَجُعِلَتْ مَسْجِدًا بِأَسَاطِينَ وَطَاقَاتٍ وَأَرْوِقَةٍ مُسَقَّفَةٍ بِالسَّاجِ الْمُذْهَبِ الْمُزَخْرَفِ ، ثُمَّ فُتِحَتْ لَهَا فِي جِدَارِ الْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ اثْنَا عَشَرَ بَابًا ، سِتَّةٌ كِبَارٌ سَعَةُ كُلِّ بَابٍ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَارْتِفَاعُهَا فِي السَّمَاءِ أَحَدَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَجُعِلَ بَيْنَ السِّتَّةِ الْأَبْوَابِ الْكِبَارِ سِتَّةُ أَبْوَابٍ صِغَارٍ سَعَةُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ ، وَارْتِفَاعُهُ فِي السَّمَاءِ ثَمَانِيَةُ أَذْرُعٍ وَثُلُثَا ذِرَاعٍ ، حَتَّى اخْتَلَطَتْ بِالْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْخُزَاعِيُّ : قَدْ كَانَ هَذَا الْجِدَارُ مَعْمُولًا عَلَى مَا ذَكَرَهُ عَمُّ أَبِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ إِلَى أَيَّامِ الْخَلِيفَةِ جَعْفَرٍ الْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ ، ثُمَّ غَيَّرَهُ الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، وَإِلَيْهِ أَمْرُ الْبَلَدِ يَوْمَئِذٍ ، وَجَعَلَهُ بِأَسَاطِينَ حِجَارَةٍ مُدَوَّرَةٍ عَلَيْهَا مَلَابِنُ سَاجٍ بِطَاقَاتٍ مَعْقُودَةٍ بِالْآجُرِّ الْأَبْيَضِ وَالْجِصِّ ، وَصَلَهُ بِالْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ وُصُولًا أَحْسَنَ مِنَ الْعَمَلِ الْأَوَّلِ ، حَتَّى صَارَ مَنْ فِي دَارِ النَّدْوَةِ مِنْ مُصَلٍّ أَوْ غَيْرِهِ يَسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةَ فَيَرَاهَا كُلَّهَا عَمِلَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَجَعَلَ لَهَا سِوَى ذَلِكَ أَبْوَابًا ثَلَاثَةً شَارِعَةً فِي الطَّرِيقِ الَّتِي حَوْلَهَا ، مِنْهَا بَابٌ بِطَاقَيْنِ عَلَى أُسْطُوَانَةٍ بِالْقُرْبِ مِنْ بَابِ الطَّبَرِيِّ مُقَابِلَ دَارِ صَاحِبِ الْبَرِيدِ سَعَتُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَرُبُعُ ذِرَاعٍ ، وَارْتِفَاعُهُ فِي السَّمَاءِ أَحَدَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثُلُثَا ذِرَاعٍ ، وَبَابٌ فِي أَعْلَى هَذَا الطَّرِيقِ طَاقٌ وَاحِدٌ سَعَتُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَارْتِفَاعُهُ فِي السَّمَاءِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَبَابٌ بَيْنَ دُورِ الْخُزَاعِيِّينَ وَلَدِ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بِطَاقَيْنِ عَلَى أُسْطُوَانَةٍ يَسْتَقْبِلُ مَنْ أَقْبَلَ مِنَ السُّوَيْقَةِ وَقُعَيْقِعَانِ ، سَعَتُهُ أَحَدَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَارْتِفَاعُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَرُبُعُ ذِرَاعٍ ، وَسَوَّى جِدَارَهَا وَسُقُوفَهَا وَشُرَفَهَا بِالْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ ، وَفَرَغَ مِنْهَا فِي ثَلَاثِ سِنِينَ ، فَصَلَّى النَّاسُ فِيهَا وَاتَّسَعُوا بِهَا ، وَجَعَلَ مَنَارَةً وَخِزَانَةً فِي زَاوِيَتَيْ مُؤَخَّرِهَا ، فَكَانَ ذَرْعُ طُولِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ وَجْهِهِ مِنْ جِدَارِ الْمَسْجِدِ الْكَبِيرِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ بِالْأَرْوِقَةِ أَرْبَعَةٌ وَثَمَانُونَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُهُ بِالْأَرْوِقَةِ سِتَّةٌ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَسَعَةُ صَحْنِهِ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَعَدَدُ مَا فِيهِ مِنَ الْأَسَاطِينِ سِوَى مَا عَلَى الْأَبْوَابِ اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ ، وَعَدَدُ الطَّاقَاتِ سِوَى الْأَبْوَابِ سَبْعٌ وَسِتُّونَ أُسْطُوَانَةً ، عَلَى الْأَبْوَابِ اثْنَتَانِ ، وَعَدَدُ الطَّاقَاتِ سِوَى الْأَبْوَابِ إِحْدَى وَسَبْعُونَ طَاقًا ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ خَمْسُ طَاقَاتٍ ، وَعَدَدُ الشُّرَفِ الَّتِي تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ ثَمَانٍ وَسِتُّونَ شُرَّافَةً ، وَعَدَدُ السَّلَاسِلِ الَّتِي لِلْقَنَادِيلِ سَبْعٌ وَسِتُّونَ سِلْسِلَةً فِيهَا قَنَادِيلُهَا آخِرُ خَبَرِ دَارِ النَّدْوَةِ بِكَمَالِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ
الرَّمَلُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَمَوْضِعُ الْقِيَامِ عَلَيْهِمَا ، وَمَخْرَجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّفَا
بَابُ أَيْنَ يُوقَفُ مِنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَحَدِّ الْمَسْعَى
مَا جَاءَ فِي مَوْقِفِ مَنْ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَاكِبًا
ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الصَّفَا وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الصَّفَا مِائَتَا ذِرَاعٍ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْمَقَامِ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُخْرَجُ مِنْهُ إِلَى الصَّفَا مِائَةُ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُخْرَجُ مِنْهُ إِلَى الصَّفَا إِلَى وَسَطِ الصَّفَا مِائَةُ ذِرَاعٍ وَاثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَعَلَى الصَّفَا اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً مِنْ حِجَارَةٍ ، وَمِنْ وَسَطِ الصَّفَا إِلَى عَلَمِ الْمَسْعَى الَّذِي فِي حَدِّ الْمَنَارَةِ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَالْعَلَمُ أُسْطُوَانَةٌ طُولُهَا ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ ، وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ فِي حَدِّ الْمَنَارَةِ ، وَهِيَ مِنَ الْأَرْضِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ ، وَهِيَ مُلَبَّسَةٌ بِفُسَيْفِسَاءَ ، وَفَوْقَهَا لَوْحٌ طُولُهُ ذِرَاعٌ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ ، مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالذَّهَبِ ، وَفَوْقَهُ طَاقُ سَاجٍ ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْعَلَمِ الَّذِي فِي حَدِّ الْمَنَارَةِ إِلَى الْعَلَمِ الْأَخْضَرِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ - وَهُوَ الْمَسْعَى - مِائَةُ ذِرَاعٍ وَاثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الْعَلَمَيْنِ ، وَطُولُ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، مِنْهُ أُسْطُوَانَةٌ مُبَيَّضَةٌ سِتَّةُ أَذْرُعٍ ، وَفَوْقَهَا أُسْطُوَانَةٌ طُولُهَا ذِرَاعَانِ وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا ، وَهِيَ مُلْبَسَةٌ فُسَيْفِسَاءَ أَخْضَرَ ، وَفَوْقَهَا لَوْحٌ طُولُهُ ذِرَاعٌ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا ، وَاللَّوْحُ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالذَّهَبِ ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ إِلَى الْمَرْوَةِ خَمْسُمِائَةُ ذِرَاعٍ وَنِصْفُ ذِرَاعٍ ، وَعَلَى الْمَرْوَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ دَرَجَةً ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ إِلَى الْعَلَمِ الَّذِي بِحِذَائِهِ عَلَى بَابِ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَهُمَا عَرْضُ الْمَسْعَى خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ دَارِ الْعَبَّاسِ إِلَى الْعَلَمِ الَّذِي عِنْدَ دَارِ ابْنِ عَبَّادٍ الَّذِي بِحِذَاءِ الْعَلَمِ الَّذِي فِي حَدِّ الْمَنَارَةِ ، وَبَيْنَهُمَا الْوَادِي ، مِائَةُ ذِرَاعٍ وَأَحَدٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا
بَابُ ذَرْعِ طَوَافِ سَبْعٍ بِالْكَعْبَةِ ذَرْعُ طَوَافِ سَبْعٍ بِالْكَعْبَةِ ثَمَانِمِائَةِ ذِرَاعٍ وَسِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الصَّفَا مِائَتَا ذِرَاعٍ وَسَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَمِنَ الصَّفَا إِلَى الْمَرْوَةِ طَوَافٌ وَاحِدٌ سَبْعُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، يَكُونُ سَبْعٌ بَيْنَهُمَا خَمْسَةُ آلَافٍ وَثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَخَمْسَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الْمَقَامِ ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الصَّفَا ، وَمِنَ الصَّفَا إِلَى الْمَرْوَةِ سَبْعٌ ، سِتَّةُ آلَافِ ذِرَاعٍ وَخَمْسُمِائَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَسَبْعَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا
ذِكْرُ بِنَاءِ دَرَجِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
تَحْرِيمُ الْحَرَمِ وَحُدُودُهُ ، وَمَنْ نَصَبَ أَنْصَابَهُ وَأَسْمَاءُ مَكَّةَ ، وَصِفَةُ الْحَرَمِ
ذِكْرُ الْحَرَمِ كَيْفَ حُرِّمَ
ذِكْرُ حُدُودِ الْحَرَمِ الشَّرِيفِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : مِنْ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ دُونَ التَّنْعِيمِ عِنْدَ بُيُوتِ غِفَارٍ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ الْيَمَنِ طَرَفَ أَضَاءَةِ لِبْنٍ فِي ثَنِيَّةِ لَبَنٍ ، عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ جُدَّةَ مُنْقَطَعَ الْأَعْشَاشِ عَلَى عَشْرِ أَمْيَالٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ الطَّائِفِ عَلَى طَرِيقِ عَرَفَةَ مِنْ بَطْنِ نَمِرَةَ ، عَلَى أَحَدَ عَشَرَ مِيلًا ، وَمِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ عَلَى ثَنِيَّةِ خَلٍّ بِالْمُقَطَّعِ ، عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ الْجِعْرَانَةِ فِي شِعْبِ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ عَلَى تِسْعَةِ أَمْيَالٍ
تَعْظِيمُ الْحَرَمِ وَتَعْظِيمُ الذَّنْبِ فِيهِ وَالْإِلْحَادِ فِيهِ
مَا جَاءَ فِي الْقَاتِلِ يَدْخُلُ الْحَرَمَ
مَا يُؤْكَلُ مِنَ الصَّيْدِ فِي الْحَرَمِ ، وَمَا دَخَلَ فِيهِ حَيًّا مَأْسُورًا
كَفَّارَةُ قَتْلِ الصَّيْدِ فِي الْحَرَمِ
مَا ذُكِرَ فِي قَطْعِ شَجَرِ الْحَرَمِ
الْأَكْلُ مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْحَرَمِ وَمَا يُنْزَعُ مِنْهُ
مَا جَاءَ فِي تَعْظِيمِ الصَّيْدِ فِي الْحَرَمِ
مَقَامُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ
مَا يُقْتَلُ مِنْ دَوَابِّ الْحَرَمِ ، وَمَا رُخِّصَ فِيهِ
<<
<
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
>
>>