السنن الصغير للبيهقي

لما أتم المؤلف كتابه المعروف بالاعتقاد؛ أراد أن يصنع كتابًا متضمنًا للأحكام العملية حتى يكون بهذا قد يسر على المريد اتباع السنن في الاعتقاد والعمل، فجمع النصوص الفقهية من المرفوع والموقوف والمقطوع، والتي بلغت(4883) نصًا، ثم رتبها على الكتب، وأدرج تحت كل كتاب عددًا من الأبواب، ويمكن إجمال المنهج المتبع في سرد هذه النصوص في النقاط التالية: 1 - قدم بين يدي الكتاب بمقدمة صغيرة ضمنها ثلاثة أبواب؛ أولها: في إخلاص النية، وثانيها: في مراقبة الله (، وثالثها: في استعانة العبد بالله على حسن العبادة، مع العلم بأنه لا يمكن ذلك إلا بمعونته (. 2 - شرع في سرد كتاب الطهارة، فالصلاة، ففضائل القرآن، فكتاب الجنائز ،...الخ حتى ختم الكتاب بـ " كتاب المكاتب ". 3 - اشتمل الكتاب على الكثير من النصوص التي علقها المصنف ولم يذكر أسانيدها؛ وذلك لأنه قد ذكرها مسندة في كتابه السنن الكبير، بل ربما روى المؤلف بعض النصوص بالمعنى ،أو جمع أكثر من نصٍ في سياق واحد، كأن يقول، "...وهذا مروي عن ابن عباس وابن عمر وابن مسعود و..." فإذا رجعت للسنن الكبير رأيته قد خرج أثر كل واحد من هؤلاء على حدة، وساق سنده ومتنه. 4 - ومن البند السابق نستطيع أن نقول أن هذا الكتاب هو مختصر للسنن الكبير، لكن أضاف المؤلف هاهنا الكثير من كلام الإمام الشافعي، والذي كان المؤلف من ابرز من تمذهب بمذهبه الفقهي. 5 - ربما ساق المؤلف المتن ثم ساق إسناده بعده. 6 - عقب المؤلف على الكثير من النصوص ببيان دلالتها، وإظهار كنهها، والإفصاح عن مضمونها، مع بيان الغامض، وتفسير المبهم، وتقريب البعيد، وتوضيح المشكل، ورفع اللبس عما عساه أن يلتبس بغيره، في قدرة بالغة، وإمامة سابغة، وقدم في العلم راسخة. 7 - وليس هذا فحسب، بل إن المؤلف كعادته يضعف ويصحح، ويقارن ويرجح، ويعدل ويجرح، ويقدح ويمدح، بملكته التي أوفت به على تملك زمام الإمامة في هذا العلم الشريف. وبالجملة فالكتاب مرجع علمي رفيع المستوى لمن رام علم الحديث أو علم الفقه، ناهيك عما نثره المؤلف في ثنايا الكتاب من الفوائد في تفسير بعض الآي، وبيان الكثير من الأصول الحديثية والفقهية، والنكت العلمية والملح اللغوية، وبالله التوفيق . [التعريف بالكتاب ، نقلا عن موقع : جامع الحديث]

الاقسام