الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي

كانت علوم مصطلح الحديث وأصوله مفرقة في ثنايا الكتب، وبطون الأسفار، فجاء الخطيب البغدادي فجمع شتاتها، ونسق بينها, وميز معالمها, ورتب قضاياها، وصنف في ذلك عدة كتب، فهو بحق صاحب الأيادي البيضاء، على أهل الحديث خاصة، وعلى المسلمين عامة, في رسم معالم هذا العلم، وبيان حدوده. وهذا الكتاب واحد من هذه الكتب التي ألفها الخطيب في هذا المقصد ، بل هو واحد من أهم هذه الكتب ـ إن لم يكن أهمها على الإطلاق ـ عرض فيه الخطيب لغالب مباحث هذا العلم. وقد رتب مادة الكتاب ـ والتي ساقها بأسانيده ـ في عدة أبواب وتحت عدد من التراجم, بدأها بباب في التسوية بين الكتاب والسنة في العمل والتكليف، وختمها بباب في الترجيح بين الأخبار. وقد تمثلت هذه المادة في(1316) نصًا مسندًا، وقع في ثناياها إفادات الخطيب وتقريراته ، وما يوضحه من الأسس ، وما يؤصله من القواعد المستنبطة من هذه النصوص.

الاقسام