أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني

لقد أفصح الحافظ أبو نعيم عن مقصده من هذا الكتاب، ومنهجه فيه، والداعي إلى تأليفه بقوله: "..فإن بعض الإخوان رعاهم الله سأل الاحتذاء بمن تقدمنا من السلف ورواة الحديث في نظم كتاب يشتمل على أسامي الرواة والمحدثين من أهل بلدنا بلد إصبهان ممن حدث بها ويضاف إلى ذكرهم ممن حدث بها ويضاف إلى ذكرهم من قدمها من القضاة والفقهاء مقدمًا طرفًا من ذكر بدئها وبنائها وفتحها وخصائصها وابتغى أن يكون ذلك مرتبًا على ترتيب حروف المعجم ليسهل الوقوف عليه فأجبته إلى ذلك.. فبدأت أولًا بذكر أحاديث رويت في فضيلة الفرس والعجم والموالي، وإنهم المبشرون بمنال الإيمان والتحقيق به وإن كان عند الثريا فقدمتها..". وقد سار المؤلف على النهج الذي وصفه؛ فهو يبدأ في الترجمة بذكر اسم المترجم وكنيته ونسبه ، كما يذكر سنة قدومه أصبهان إن كان من غير أهلها، ويذكر شيوخه وما طلبه من العلم وما تركه من المؤلفات ومن سمع منه من التلاميذ، ورحلاته وتاريخ وفاته...إلخ حسبما توفر لديه عن المترجم. ثم يختم الترجمة بذكر عينة من مرويات المترجم يسوقها المؤلف بسنده مرورًا بصاحب الترجمة، والمؤلف في هذا يوثق ويجرح ويفيد من حفظه الواسع الكثير، مع عزوه ما ينقل عن غيره إلى قائله. وأما في المقدمة التي جمعها عن بلده ـ قبل الشروع في التراجم ـ فهو يخرج الأحاديث من الكتب المشهورة فيروي الحديث ثم يقول: متفق عليه مثلًا، وينظر في الأسانيد بنظره الثاقب، فيجمع الطرق ويصحح ويضعف ويعل بعض المرويات ببعض ويفصح عن الراجح من المرجوح.

الاقسام