هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
636 حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْفَسَوِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ الرَّازِيُّ ، ثَنَا عُبَيْدٌ الْمُكَتِّبُ ، حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ ، حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ جَيٍّ ، وَكَانَ أَهْلُ قَرْيَتِي يَعْبُدُونَ الْخَيْلَ الْبُلْقَ ، فَكُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ، فَقِيلَ لِي : إِنَّ الدِّينَ الَّذِي تَطْلُبُ إِنَّمَا هُوَ قِبَلَ الْمَغْرِبِ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أَدَانِيَ أَرْضِ الْمَوْصِلِ ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِهَا فَدُلِلْتُ عَلَى رَجُلٍ فِي قُبَّةٍ - أَوْ فِي صَوْمَعَةٍ - فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَشْرِقِ ، وَقَدْ جِئْتُ فِي طَلَبِ الْخَيْرِ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَصْحَبَكَ وَأَخْدُمَكَ وَتُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَصَحِبْتُهُ ، فَأَجْرَى عَلَيَّ مِثْلَ الَّذِي يَجْرِي عَلَيْهِ مِنَ الْحُبُوبِ وَالْخَلِّ وَالزَّيْتِ ، فَصَحِبْتُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَصْحَبَهُ ، ثُمَّ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ جَلَسْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ أَبْكِي ، قَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قُلْتُ : انْقَطَعْتُ مِنْ بِلَادِي فِي طَلَبِ الْخَيْرِ فَرَزَقَنِي اللَّهُ تَعَالَى صُحْبَتَكَ ، فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتِي وَعَلَّمْتَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ ، وَقَدْ نَزَلَ بِكَ الْمَوْتُ فَلَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ ؟ قَالَ : إِلَى أَخٌ لِي بِمَكَانٍ كَذَا وَكَذَا ، فَائْتِهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي أَوْصَيْتُ بِكَ إِلَيْهِ ، وَاصْحَبْهُ فَإِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ ، فَلَمَّا هَلَكَ الرَّجُلُ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الَّذِي وَصَفَ لِي قُلْتُ : إِنَّ أَخَاكَ فُلَانًا يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، قَالَ : وَعَلَيْهِ السَّلَامُ ، مَا فَعَلَ ؟ قُلْتُ : هَلَكَ ، وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّتِي ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ أَمَرَنِي بِصُحْبَتِهِ ، فَقَبِلَنِي وَأَحْسَنَ صُحْبَتِي وَأَجْرَى عَلَيَّ مِثْلَ مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيَّ عِنْدَ الْآخَرِ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ جَلَسْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ أَبْكِيهِ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ فَقُلْتُ : أَقْبَلْتُ مِنْ بِلَادِي فَرَزَقَنِي اللَّهُ تَعَالَى صُحْبَةَ فُلَانٍ فَأَحْسَنَ صُحْبَتِي وَعَلَّمَنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ أَوْصَى بِي إِلَيْكَ ، فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتِي وَعَلَّمْتَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ ، وَقَدْ نَزَلَ بِكَ الْمَوْتُ فَلَا أَدْرِي أَيْنَ أَتَوَجَّهُ ؟ قَالَ : إِلَى أَخٍ لِي عَلَى دَرْبِ الرُّومِ ، ائْتِهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي أَمَرْتُكَ بِصُحْبَتِهِ ، فَاصْحَبْهُ فَإِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ ، فَلَمَّا هَلَكَ الرَّجُلُ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الَّذِي وَصَفَ لِي فَقُلْتُ : إِنَّ أَخَاكَ فُلَانًا يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، قَالَ : وَعَلَيْهِ السَّلَامُ ، مَا فَعَلَ ؟ قُلْتُ : هَلَكَ ، وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّتِي وَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ أَمَرَنِي بِصُحْبَتِكَ ، فَقَبِلَنِي وَأَحْسَنَ صُحْبَتِي وَعَلَّمَنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ جَلَسْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ أَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّتِي ثُمَّ قُلْتُ : رَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صُحْبَتَكَ وَقَدْ نَزَلَ بِكَ الْمَوْتُ ، فَلَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ ، قَالَ : لَا أَيْنَ ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ عَلَى دَيْنِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَعْرِفُهُ ، وَلَكِنْ هَذَا أَوَانُ - أَوْ إِبَّانُ - نَبِيٍّ يَخْرُجُ ، أَوْ قَدْ خَرَجَ ، بِأَرْضِ تِهَامَةَ ، فَالْزَمْ قُبَّتِي وَسَلْ مَنْ مَرَّ بِكَ مِنَ التُّجَّارِ - وَكَانَ مَمَرُّ تُجَّارِ أَهْلِ الْحِجَازِ عَلَيْهِ إِذَا دَخَلُوا الرُّومَ - وَسَلْ مَنْ قَدِمَ عَلَيْكَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ : هَلْ خَرَجَ فِيكُمْ أَحَدٌ يَتَنَبَّأُ ؟ فَإِذَا أَخْبَرُوكَ أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ فِيهِمْ رَجُلٌ فَأْتِهِ فَإِنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَآيَتُهُ أَنَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ ، وَأَنَّهُ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ، قَالَ : فَقُبِضَ الرَّجُلُ وَلَزِمْتُ مَكَانِي لَا يَمُرُّ بِي أَحَدٌ إِلَّا سَأَلْتُهُ : مِنْ أَيِّ بِلَادٍ أَنْتُمْ ؟ حَتَّى مَرَّ بِي نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَسَأَلْتُهُمْ : مِنْ أَيِّ بِلَادٍ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : مِنَ الْحِجَازِ ، فَقُلْتُ : هَلْ خَرَجَ فِيكُمْ أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قُلْتُ : هَلْ لَكُمْ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا لِبَعْضِكُمْ عَلَى أَنْ يَحْمِلَنِي عَقِبَهُ ، وَيُطْعِمَنِي الْكِسْرَةَ حَتَّى يَقْدُمَ بِي مَكَّةَ ، فَإِذَا قَدِمَ بِي مَكَّةَ فَإِنْ شَاءَ بَاعَ وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَ ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا ، فَصِرْتُ عَبْدًا لَهُ ، فَجَعَلَ يَحْمِلُنِي عَقِبَهُ وَيُطْعِمُنِي مِنَ الْكِسْرَةِ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ مَكَّةَ جَعَلَنِي فِي بُسْتَانٍ لَهُ مَعَ حُبْشَانَ ، فَخَرَجْتُ خَرْجَةً فَطُفْتُ مَكَّةَ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ بِلَادِي فَسَأَلْتُهَا وَكَلَّمْتُهَا ، فَإِذَا مَوَالِيهَا وَأَهْلُ بَيْتِهَا قَدْ أَسْلَمُوا كُلُّهُمْ ، وَسَأَلْتُهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَجْلِسُ فِي الْحِجْرِ - إِذَا صَاحَ عُصْفُورُ مَكَّةَ - مَعَ أَصْحَابِهِ ، حَتَّى إِذَا أَضَاءَ لَهُ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ لَيْلَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ يَفْتَقِدَنِي أَصْحَابِي ، قَالُوا : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : أَشْتَكِي بَطْنِي ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي أَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ يَجْلِسُ فِيهَا ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ مُحْتَبٍ فِي الْحِجْرِ وَأَصْحَابُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَجِئْتُهُ مِنْ خَلْفِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ فَأَرْسَلَ حَبْوَتَهُ فَسَقَطَتْ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، قُلْتُ فِي نَفْسِي : اللَّهُ أَكْبَرُ هَذِهِ وَاحِدَةٌ ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ صَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ، لَا يُنْكِرُنِي أَصْحَابِي ، فَجَمَعْتُ شَيْئًا مِنْ تَمْرٍ ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي يَجْلِسُ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَيْتُهُ فَوَضَعْتُ التَّمْرَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : صَدَقَةٌ ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ : كُلُوا ، وَلَمْ يَمُدَّ يَدَيْهِ ، قَالَ : قُلْتُ فِي نَفْسِي : اللَّهُ أَكْبَرُ هَذِهِ ثِنْتَانِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ جَمَعْتُ شَيْئًا مِنْ تَمْرٍ ثُمَّ جِئْتُ فِي السَّاعَةِ الَّتِي يَجْلِسُ فِيهَا فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : هَدِيَّةٌ ، فَأَكَلَ وَأَكَلَ الْقَوْمُ ، قَالَ : قُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَسَأَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قِصَّتِي فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْطَلِقْ فَاشْتَرِ نَفْسَكَ ، فَأَتَيْتُ صَاحِبِي فَقُلْتُ : بِعْنِي نَفْسِي ، قَالَ : نَعَمْ ، أَبِيعُكَ نَفْسَكَ بِأَنْ تَغْرِسَ لِي مِائَةَ نَخْلَةٍ ، إِذَا أَثْبَتَتْ وَتَبَيَّنَ ثَبَاتُهَا - أَوْ نَبَتَتْ وَتَبَيَّنَ نَبَاتُهَا - جِئْتَنِي بِوَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ . فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ ، قَالَ : فَأَعْطِهِ الَّذِي سَأَلَكَ ، وَجِئْنِي بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ الْبِئْرِ الَّذِي يُسْقَى - أَوْ تَسْقِي بِهِ - ذَلِكَ النَّخْلُ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ إِلَى الرَّجُلِ فَابْتَعْتُ مِنْهُ نَفْسِي ، فَشَرَطْتُ لَهُ الَّذِي سَأَلَنِي ، وَجِئْتُ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ الْبِئْرِ الَّذِي يُسْقَى بِهِ ذَلِكَ النَّخْلُ ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ ، فَانْطَلَقْتُ فَغَرَسْتُ بِهِ ذَلِكَ النَّخْلَ ، فَوَاللَّهِ مَا غَدَرَتْ مِنْهُ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ ثَبَاتُ النَّخْلِ - أَوْ نَبَاتُ النَّخْلِ - أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ قَدْ تَبَيَّنَ ثَبَاتُ النَّخْلِ - أَوْ نَبَاتُهُ - فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَأَعْطَانِيهَا ، فَذَهَبْتُ بِهَا إِلَى الرَّجُلِ فَوَضَعْتُهَا فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ ، وَوَضَعَ لَهُ نَوَاةً فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ ، فَوَاللَّهِ مَا قِلْتُ مِنَ الْأَرْضِ ، فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : لَوْ كُنْتَ شَرَطْتَ لَهُ وَزْنَ كَذَا وَكَذَا لَرَجَحَتْ تِلْكَ الْقِطْعَةُ عَلَيْهِ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ مَعَهَ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكَتِّبِ مُخْتَصَرًا وَرَوَاهُ السَّلَمُ بْنُ الصَّلْتِ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ مُطَوَّلًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  أو في صومعة فأتيته فقلت : إني رجل من المشرق ، وقد جئت في طلب الخير ، فإن رأيت أن أصحبك وأخدمك وتعلمني مما علمك الله ، قال : نعم ، فصحبته ، فأجرى علي مثل الذي يجري عليه من الحبوب والخل والزيت ، فصحبته ما شاء الله أن أصحبه ، ثم نزل به الموت ، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي ، قال : ما يبكيك ؟ قلت : انقطعت من بلادي في طلب الخير فرزقني الله تعالى صحبتك ، فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله ، وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب ؟ قال : إلى أخ لي بمكان كذا وكذا ، فائته فأقرئه مني السلام ، وأخبره أني أوصيت بك إليه ، واصحبه فإنه على الحق ، فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي قلت : إن أخاك فلانا يقرئك السلام ، قال : وعليه السلام ، ما فعل ؟ قلت : هلك ، وقصصت عليه قصتي ثم أخبرته أنه أمرني بصحبته ، فقبلني وأحسن صحبتي وأجرى علي مثل ما كان يجري علي عند الآخر ، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكيه ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : أقبلت من بلادي فرزقني الله تعالى صحبة فلان فأحسن صحبتي وعلمني مما علمه الله ، فلما نزل به الموت أوصى بي إليك ، فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله ، وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه ؟ قال : إلى أخ لي على درب الروم ، ائته فأقرئه مني السلام ، وأخبره أني أمرتك بصحبته ، فاصحبه فإنه على الحق ، فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي فقلت : إن أخاك فلانا يقرئك السلام ، قال : وعليه السلام ، ما فعل ؟ قلت : هلك ، وقصصت عليه قصتي وأخبرته أنه أمرني بصحبتك ، فقبلني وأحسن صحبتي وعلمني مما علمه الله عز وجل ، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ فقصصت عليه قصتي ثم قلت : رزقني الله عز وجل صحبتك وقد نزل بك الموت ، فلا أدري أين أذهب ، قال : لا أين ، إنه لم يبق على دين عيسى ابن مريم عليه السلام أحد من الناس أعرفه ، ولكن هذا أوان أو إبان نبي يخرج ، أو قد خرج ، بأرض تهامة ، فالزم قبتي وسل من مر بك من التجار وكان ممر تجار أهل الحجاز عليه إذا دخلوا الروم وسل من قدم عليك من أهل الحجاز : هل خرج فيكم أحد يتنبأ ؟ فإذا أخبروك أنه قد خرج فيهم رجل فأته فإنه الذي بشر به عيسى عليه السلام ، وآيته أن بين كتفيه خاتم النبوة ، وأنه يأكل الهدية ، ولا يأكل الصدقة ، قال : فقبض الرجل ولزمت مكاني لا يمر بي أحد إلا سألته : من أي بلاد أنتم ؟ حتى مر بي ناس من أهل مكة ، فسألتهم : من أي بلاد أنتم ؟ قالوا : من الحجاز ، فقلت : هل خرج فيكم أحد يزعم أنه نبي ؟ قالوا : نعم ، قلت : هل لكم أن أكون عبدا لبعضكم على أن يحملني عقبه ، ويطعمني الكسرة حتى يقدم بي مكة ، فإذا قدم بي مكة فإن شاء باع وإن شاء أمسك ، قال رجل من القوم : أنا ، فصرت عبدا له ، فجعل يحملني عقبه ويطعمني من الكسرة حتى قدمت مكة ، فلما قدمت مكة جعلني في بستان له مع حبشان ، فخرجت خرجة فطفت مكة فإذا امرأة من أهل بلادي فسألتها وكلمتها ، فإذا مواليها وأهل بيتها قد أسلموا كلهم ، وسألتها عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يجلس في الحجر إذا صاح عصفور مكة
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،