هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3650 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوَحْيُ ، فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةٌ ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ : إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ ، وَلاَ آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ ، وَيَقُولُ : الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ المَاءَ ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الأَرْضِ ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ ، إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3650 حدثني محمد بن أبي بكر ، حدثنا فضيل بن سليمان ، حدثنا موسى بن عقبة ، حدثنا سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح ، قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة ، فأبى أن يأكل منها ، ثم قال زيد : إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه ، وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ، ويقول : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء الماء ، وأنبت لها من الأرض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله ، إنكارا لذلك وإعظاما له
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated 'Abdullah bin 'Umar:

The Prophet (ﷺ) met Zaid bin 'Amr bin Nufail in the bottom of (the valley of) Baldah before any Divine Inspiration came to the Prophet. A meal was presented to the Prophet (ﷺ) but he refused to eat from it. (Then it was presented to Zaid) who said, I do not eat anything which you slaughter in the name of your stone idols. I eat none but those things on which Allah's Name has been mentioned at the time of slaughtering. Zaid bin 'Amr used to criticize the way Quraish used to slaughter their animals, and used to say, Allah has created the sheep and He has sent the water for it from the sky, and He has grown the grass for it from the earth; yet you slaughter it in other than the Name of Allah. He used to say so, for he rejected that practice and considered it as something abominable.

Mûsa ibn 'Uqba, en se référant à Sâlim ibn 'Abd Allâh, dit: «D'après 'Abd Allâh ibn 'Umar (), avant de recevoir la Révélation, le Prophète () rencontra une fois Zayd ibn 'Amru ibn Nufayl au bas de Balda~. On présenta quelque viatique au Prophète () mais celuici refusa d'en manger.

":"مجھ سے محمدبن ابی بکر نے بیان کیا ، کہا ہم سے فضیل بن سلیمان نے بیان کیا ، ان سے موسیٰ نے بیان کیا ، ان سے سالم بن عبداللہ نے بیان کیا اور ان سے حضرت عبداللہ بن عمر رضی اللہ عنہما نے کہنبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی زیدبن عمرو بن نفیل رضی اللہ عنہ سے ( وادی ) بلدح کے نشیبی علاقہ میں ملاقات ہوئی ، یہ قصہ نزول وحی سے پہلے کا ہے ، پھرآنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم کے سامنے ایک دسترخوان بچھایا گیا تو زید بن عمرو بن نفیل نے کھانے سے انکارکر دیا اور جن لوگوں نے دسترخوان بچھایا تھا ان سے کہا کہ اپنے بتوں کے نام پر جو تم ذبیحہ کرتے ہو میں اسے نہیں کھاتا میں تو بس وہی ذبیحہ کھایا کرتا ہوں جس پر صرف اللہ کا نام لیا گیا ہو ، زید بن عمرو قریش پر ان کے ذبیحے کے بارے میں عیب لگایا کرتے اور کہتے تھے کہ بکری کو پیدا تو کیا اللہ تعالیٰ نے ، ا سی نے اس کے لیے آسمان سے پانی برسایا ہے اسی نے اس کے لیے زمین سے گھاس اگائی ، پھر تم لوگ اللہ کے سوا دوسرے ( بتوں کے ) ناموں پر اسے ذبح کرتے ہو ۔ زید نے یہ کلمات ان کے ان کاموں پر اعتراض کرتے ہوئے اور ان کے اس عمل کو بہت بڑی غلطی قرار دیتے ہوئے کہے تھے ۔

Mûsa ibn 'Uqba, en se référant à Sâlim ibn 'Abd Allâh, dit: «D'après 'Abd Allâh ibn 'Umar (), avant de recevoir la Révélation, le Prophète () rencontra une fois Zayd ibn 'Amru ibn Nufayl au bas de Balda~. On présenta quelque viatique au Prophète () mais celuici refusa d'en manger.

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3826] .

     قَوْلُهُ  بِأَسْفَلَ بَلْدَحَ هُوَ مَكَانٌ فِي طَرِيقِ التَّنْعِيمِ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْمُهْمَلَةِ بَيْنَهُمَا لَامٌ سَاكِنَةٌ وَآخِرُهُ مُهْمَلَةٌ وَيُقَالُ هُوَ وَادٍ .

     قَوْلُهُ  فَقُدِّمَتْ بِضَمِّ الْقَافِ .

     قَوْلُهُ  إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَفِي رِوَايَةِ الْجُرْجَانِيِّ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً قَالَ عِيَاضٌ الصَّوَابُ الْأَوَّلُ.

.

قُلْتُ رِوَايَةُ الْإِسْمَاعِيلِيِّ تُوَافِقُ رِوَايَةَ الْجُرْجَانِيِّ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَالْفَاكِهِيُّ وَغَيْرُهُمَا.

     وَقَالَ  بن بَطَّالٍ كَانَتِ السُّفْرَةُ لِقُرَيْشٍ قَدَّمُوهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبِي أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا فَقَدَّمَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.

     وَقَالَ  مُخَاطِبًا لِقُرَيْشٍ الَّذِينَ قَدَّمُوهَا أَوَّلًا إِنَّا لَا نَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ انْتَهَى وَمَا قَالَهُ مُحْتَمَلٌ لَكِنْ لَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ لَهُ الْجَزْمُ بِذَلِكَ فَإِنِّي لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ فِي رِوَايَة أحد وَقد تبعه بن الْمُنِيرِ فِي ذَلِكَ وَفِيهِ مَا فِيهِ .

     قَوْلُهُ  عَلَى أَنْصَابِكُمْ بِالْمُهْمَلَةِ جَمْعُ نُصُبٍ بِضَمَّتَيْنِ وَهِيَ أَحْجَارٌ كَانَتْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ يَذْبَحُونَ عَلَيْهَا لِلْأَصْنَامِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُلُ مِمَّا يَذْبَحُونَ عَلَيْهَا لِلْأَصْنَامِ وياكل مَا عدا ذَلِك وان كَانُوا لايذكرون اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ لِأَنَّ الشَّرْعَ لَمْ يَكُنْ نَزَلَ بَعْدُ بَلْ لَمْ يَنْزِلِ الشَّرْعُ بِمَنْعِ أَكْلِ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَّا بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ.

.

قُلْتُ وَهَذَا الْجَواب أولى مِمَّا ارْتَكَبهُ بن بطال وعَلى تَقْدِير ان يكون زيد بن حَارِثَة ذبح على الْحجر الْمَذْكُورَة فَإِنَّمَا يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا ذَبَحَ عَلَيْهِ لِغَيْرِ الْأَصْنَامِ.

.
وَأَمَّا .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى وَمَا ذُبِحَ على النصب فَالْمُرَادُ بِهِ مَا ذُبِحَ عَلَيْهَا لِلْأَصْنَامِ ثُمَّ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَقِيلَ لَمْ يَنْزِلْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَحْرِيمِ ذَلِكَ شَيْءٌ.

.

قُلْتُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ فَهُوَ مِنْ تَحْصِيلِ الْحَاصِلِ وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ الَّذِي قَدَّمْتُهُ وَهُوَ عِنْد احْمَد وَكَانَ بنزَيْدٍ يَقُولُ عُذْتُ بِمَا عَاذَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ يَخِرُّ سَاجِدًا لِلْكَعْبَةِ قَالَ فَمَرَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَهُمَا يَأْكُلَانِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا فَدَعَيَاهُ فَقَالَ يَا بن أخي لااكل مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ قَالَ فَمَا رُؤِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى وَالْبَزَّارِ وَغَيْرِهِمَا قَالَ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي فَذَبَحْنَا شَاةً عَلَى بَعْضِ الْأَنْصَابِ فَأَنْضَجْنَاهَا فَلَقِينَا زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُطَوَّلًا وَفِيهِ فَقَالَ زَيْدٌ إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا لِمَ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ الدَّاوُدِيُّ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ يُجَانِبُ الْمُشْرِكِينَ فِي عَادَاتِهِمْ لَكِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ الذَّبْحِ وَكَانَ زَيْدٌ قَدْ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ لَقِيَهُمْ.

     وَقَالَ  السُّهَيْلِيُّ فَإِنْ قِيلَ فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوْلَى مِنْ زَيْدٍ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْهَا وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ أَكَلَ فَزَيْدٌ إِنَّمَا كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِرَأْيٍ يَرَاهُ لَا بِشَرْعٍ بَلَغَهُ وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَقَايَا مِنْ دَيْنِ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ فِي شَرْعِ إِبْرَاهِيمَ تَحْرِيمُ الْمَيْتَةِ لَا تَحْرِيمُ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا نَزَلَ تَحْرِيمُ ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ وَالْأَصَحُّ أَنَّ الْأَشْيَاءَ قَبْلَ الشَّرْعِ لَا تُوصَفُ بِحِلٍّ وَلَا بِحُرْمَةٍ مَعَ أَنَّ الذَّبَائِحَ لَهَا أَصْلٌ فِي تَحْلِيلِ الشَّرْعِ وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إِلَى نُزُولِ الْقُرْآنِ وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّ أَحَدًا بَعْدَ الْمَبْعَثِ كَفَّ عَنِ الذَّبَائِحِ حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ.

.

قُلْتُ وَقَولُهُ إِنَّ زَيْدًا فَعَلَ ذَلِكَ بِرَأْيِهِ أَوْلَى مِنْ قَوْلِ الدَّاوُدِيِّ إِنَّهُ تَلَقَّاهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَإِنَّ حَدِيثَ الْبَابِ بَيَّنَ فِيمَا قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَإِنَّ ذَلِك قَالَه زيد بِاجْتِهَادِهِ لَا بِنَقْلٍ عَنْ غَيْرِهِ وَلَا سِيَّمَا وَزَيْدٌ يُصَرِّحُ عَنْ نَفْسِهِ بِأَنَّهُ لَمْ يَتَّبِعْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ وَقَدْ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الْمِلَّةِ الْمَشْهُورَةِ فِي عِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ إِنَّهَا كَالْمُمْتَنِعِ لِأَنَّ النَّوَاهِيَ إِنَّمَا تَكُونُ بَعْدَ تَقْرِيرِ الشَّرْعِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ مُتَعَبِّدًا قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ بِشَرْعِ مَنْ قَبْلَهُ عَلَى الصَّحِيحِ فَعَلَى هَذَا فَالنَّوَاهِي إِذَا لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً فَهِيَ مُعْتَبَرَةٌ فِي حَقِّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنْ فَرَّعْنَا عَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ فَالْجَوَابُ عَنْ قَوْلِهِ ذَبَحْنَا شَاةً عَلَى بَعْضِ الْأَنْصَابِ يَعْنِي الْحِجَارَةَ الَّتِي لَيست باصنام وَلَا معبودة وانما هِيَ مِنْ آلَاتِ الْجَزَّارِ الَّتِي يَذْبَحُ عَلَيْهَا لِأَنَّ النُّصُبَ فِي الْأَصْلِ حَجَرٌ كَبِيرٌ فَمِنْهَا مايكون عِنْدَهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الْأَصْنَامِ فَيَذْبَحُونَ لَهُ وَعَلَى اسْمِهِ وَمِنْهَا مَا لَا يُعْبَدُ بَلْ يَكُونُ مِنْ آلَاتِ الذَّبْحِ فَيَذْبَحُ الذَّابِحُ عَلَيْهِ لَا لِلصَّنَمِ أَوْ كَانَ امْتِنَاعُ زَيْدٍ مِنْهَا حَسْمًا لِلْمَادَّةِ .

     قَوْلُهُ  فَإِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو هُوَ مَوْصُولٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  قَوْله بَاب حَدِيث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل)
هُوَ بن عَمِّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ نَسَبُهُ فِي تَرْجَمَتِهِ وَهُوَ وَالِدُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَحَدِ الْعَشَرَةِ وَكَانَ مِمَّنْ طَلَبَ التَّوْحِيدَ وَخَلَعَ الْأَوْثَانَ وَجَانَبَ الشِّرْكَ لَكِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَالْفَاكِهِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو إِنِّي خَالَفْتُ قَوْمِي وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَمَا كَانَا يَعْبُدَانِ وَكَانَا يُصَلِّيَانِ إِلَى هَذِهِ الْقِبْلَةِ وَأَنَا أَنْتَظِرُ نَبِيًّا مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ يُبْعَثُ وَلَا أَرَانِي أُدْرِكُهُ وَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَإِنْ طَالَتْ بك حَيَاة فاقره مِنِّي السَّلَامَ قَالَ عَامِرٌ فَلَمَّا أَسْلَمْتُ أَعْلَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَبَرِهِ قَالَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ قَالَ وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ يَسْحَبُ ذُيُولًا وَرَوَى الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ خَرَجَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَوَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَطْلُبَانِ الدِّينَ حَتَّى أَتَيَا الشَّامَ فَتَنَصَّرَ وَرَقَةُ وَامْتَنَعَ زَيْدٌ فَأَتَى الْمُوصِلَ فَلَقِيَ رَاهِبًا فَعَرَضَ عَلَيْهِ النَّصْرَانِيَّةَ فَامْتَنَعَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ حَدِيثِ بن عُمَرَ الْآتِي فِي تَرْجَمَتِهِ وَفِيهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَسَأَلْتُ أَنَا وَعُمَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زَيْدٍ فَقَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَرَحِمَهُ فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ زَيْدًا كَانَ بِالشَّامِ فَبَلَغَهُ مَخْرَجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ يُرِيدُهُ فَقُتِلَ بِمَضْيَعَةٍ من ارْض البلقاء.

     وَقَالَ  بن إِسْحَاقَ لَمَّا تَوَسَّطَ بِلَادَ لَخْمٍ قَتَلُوهُ وَقِيلَ إِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ بِخَمْسِ سِنِينَ عِنْدَ بِنَاءِ قُرَيْشٍ الْكَعْبَةَ

[ قــ :3650 ... غــ :3826] .

     قَوْلُهُ  بِأَسْفَلَ بَلْدَحَ هُوَ مَكَانٌ فِي طَرِيقِ التَّنْعِيمِ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْمُهْمَلَةِ بَيْنَهُمَا لَامٌ سَاكِنَةٌ وَآخِرُهُ مُهْمَلَةٌ وَيُقَالُ هُوَ وَادٍ .

     قَوْلُهُ  فَقُدِّمَتْ بِضَمِّ الْقَافِ .

     قَوْلُهُ  إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَفِي رِوَايَةِ الْجُرْجَانِيِّ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً قَالَ عِيَاضٌ الصَّوَابُ الْأَوَّلُ.

.

قُلْتُ رِوَايَةُ الْإِسْمَاعِيلِيِّ تُوَافِقُ رِوَايَةَ الْجُرْجَانِيِّ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَالْفَاكِهِيُّ وَغَيْرُهُمَا.

     وَقَالَ  بن بَطَّالٍ كَانَتِ السُّفْرَةُ لِقُرَيْشٍ قَدَّمُوهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبِي أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا فَقَدَّمَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.

     وَقَالَ  مُخَاطِبًا لِقُرَيْشٍ الَّذِينَ قَدَّمُوهَا أَوَّلًا إِنَّا لَا نَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ انْتَهَى وَمَا قَالَهُ مُحْتَمَلٌ لَكِنْ لَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ لَهُ الْجَزْمُ بِذَلِكَ فَإِنِّي لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ فِي رِوَايَة أحد وَقد تبعه بن الْمُنِيرِ فِي ذَلِكَ وَفِيهِ مَا فِيهِ .

     قَوْلُهُ  عَلَى أَنْصَابِكُمْ بِالْمُهْمَلَةِ جَمْعُ نُصُبٍ بِضَمَّتَيْنِ وَهِيَ أَحْجَارٌ كَانَتْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ يَذْبَحُونَ عَلَيْهَا لِلْأَصْنَامِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُلُ مِمَّا يَذْبَحُونَ عَلَيْهَا لِلْأَصْنَامِ وياكل مَا عدا ذَلِك وان كَانُوا لايذكرون اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ لِأَنَّ الشَّرْعَ لَمْ يَكُنْ نَزَلَ بَعْدُ بَلْ لَمْ يَنْزِلِ الشَّرْعُ بِمَنْعِ أَكْلِ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَّا بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ.

.

قُلْتُ وَهَذَا الْجَواب أولى مِمَّا ارْتَكَبهُ بن بطال وعَلى تَقْدِير ان يكون زيد بن حَارِثَة ذبح على الْحجر الْمَذْكُورَة فَإِنَّمَا يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا ذَبَحَ عَلَيْهِ لِغَيْرِ الْأَصْنَامِ.

.
وَأَمَّا .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى وَمَا ذُبِحَ على النصب فَالْمُرَادُ بِهِ مَا ذُبِحَ عَلَيْهَا لِلْأَصْنَامِ ثُمَّ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَقِيلَ لَمْ يَنْزِلْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَحْرِيمِ ذَلِكَ شَيْءٌ.

.

قُلْتُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ فَهُوَ مِنْ تَحْصِيلِ الْحَاصِلِ وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ الَّذِي قَدَّمْتُهُ وَهُوَ عِنْد احْمَد وَكَانَ بن زَيْدٍ يَقُولُ عُذْتُ بِمَا عَاذَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ يَخِرُّ سَاجِدًا لِلْكَعْبَةِ قَالَ فَمَرَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَهُمَا يَأْكُلَانِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا فَدَعَيَاهُ فَقَالَ يَا بن أخي لااكل مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ قَالَ فَمَا رُؤِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى وَالْبَزَّارِ وَغَيْرِهِمَا قَالَ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي فَذَبَحْنَا شَاةً عَلَى بَعْضِ الْأَنْصَابِ فَأَنْضَجْنَاهَا فَلَقِينَا زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُطَوَّلًا وَفِيهِ فَقَالَ زَيْدٌ إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا لِمَ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ الدَّاوُدِيُّ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ يُجَانِبُ الْمُشْرِكِينَ فِي عَادَاتِهِمْ لَكِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ الذَّبْحِ وَكَانَ زَيْدٌ قَدْ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ لَقِيَهُمْ.

     وَقَالَ  السُّهَيْلِيُّ فَإِنْ قِيلَ فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوْلَى مِنْ زَيْدٍ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْهَا وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ أَكَلَ فَزَيْدٌ إِنَّمَا كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِرَأْيٍ يَرَاهُ لَا بِشَرْعٍ بَلَغَهُ وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَقَايَا مِنْ دَيْنِ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ فِي شَرْعِ إِبْرَاهِيمَ تَحْرِيمُ الْمَيْتَةِ لَا تَحْرِيمُ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا نَزَلَ تَحْرِيمُ ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ وَالْأَصَحُّ أَنَّ الْأَشْيَاءَ قَبْلَ الشَّرْعِ لَا تُوصَفُ بِحِلٍّ وَلَا بِحُرْمَةٍ مَعَ أَنَّ الذَّبَائِحَ لَهَا أَصْلٌ فِي تَحْلِيلِ الشَّرْعِ وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إِلَى نُزُولِ الْقُرْآنِ وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّ أَحَدًا بَعْدَ الْمَبْعَثِ كَفَّ عَنِ الذَّبَائِحِ حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ.

.

قُلْتُ وَقَولُهُ إِنَّ زَيْدًا فَعَلَ ذَلِكَ بِرَأْيِهِ أَوْلَى مِنْ قَوْلِ الدَّاوُدِيِّ إِنَّهُ تَلَقَّاهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَإِنَّ حَدِيثَ الْبَابِ بَيَّنَ فِيمَا قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَإِنَّ ذَلِك قَالَه زيد بِاجْتِهَادِهِ لَا بِنَقْلٍ عَنْ غَيْرِهِ وَلَا سِيَّمَا وَزَيْدٌ يُصَرِّحُ عَنْ نَفْسِهِ بِأَنَّهُ لَمْ يَتَّبِعْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ وَقَدْ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الْمِلَّةِ الْمَشْهُورَةِ فِي عِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ إِنَّهَا كَالْمُمْتَنِعِ لِأَنَّ النَّوَاهِيَ إِنَّمَا تَكُونُ بَعْدَ تَقْرِيرِ الشَّرْعِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ مُتَعَبِّدًا قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ بِشَرْعِ مَنْ قَبْلَهُ عَلَى الصَّحِيحِ فَعَلَى هَذَا فَالنَّوَاهِي إِذَا لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً فَهِيَ مُعْتَبَرَةٌ فِي حَقِّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنْ فَرَّعْنَا عَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ فَالْجَوَابُ عَنْ قَوْلِهِ ذَبَحْنَا شَاةً عَلَى بَعْضِ الْأَنْصَابِ يَعْنِي الْحِجَارَةَ الَّتِي لَيست باصنام وَلَا معبودة وانما هِيَ مِنْ آلَاتِ الْجَزَّارِ الَّتِي يَذْبَحُ عَلَيْهَا لِأَنَّ النُّصُبَ فِي الْأَصْلِ حَجَرٌ كَبِيرٌ فَمِنْهَا مايكون عِنْدَهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الْأَصْنَامِ فَيَذْبَحُونَ لَهُ وَعَلَى اسْمِهِ وَمِنْهَا مَا لَا يُعْبَدُ بَلْ يَكُونُ مِنْ آلَاتِ الذَّبْحِ فَيَذْبَحُ الذَّابِحُ عَلَيْهِ لَا لِلصَّنَمِ أَوْ كَانَ امْتِنَاعُ زَيْدٍ مِنْهَا حَسْمًا لِلْمَادَّةِ .

     قَوْلُهُ  فَإِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو هُوَ مَوْصُولٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ
( باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل) بفتح العين وسكون الميم ونفيل بضم النون وفتح الفاء ابن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي العدوي والد سعيد بن زيد، أحد العشرة وابن عم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يجتمع هو وعمر في نفيل -رضي الله عنه- وسقط لفظ باب لأبي ذر.


[ قــ :3650 ... غــ : 3826 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بن عُقبةَ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صُفْرَةٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.
ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ: إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلاَ آكُلُ إِلاَّ مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ الْمَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ، إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ".

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( محمد بن أبي بكر) المقدمي قال: ( حدّثنا فضيل بن سليمان) النميري قال: ( حدّثنا موسى) ولأبي ذر ابن عقبة قال: ( حدّثنا سالم بن عبد الله عن) أبيه ( عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح) بفتح
الموحدة وسكون اللام وفتح الدال وآخره حاء مهملتين وادٍ قبل مكة من جهة المغرب مكان في طريق التنعيم وقيل واد وفيه الصرف وعدمه ( قبل أن ينزل) بفتح أوله ولأبي ذر ينزل بضمه ( على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الوحي فقُدمت) بضم القاف ( إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سفرة) بضم السين مرفوع نائب عن الفاعل.

قال ابن الأثير: السفرة طعام يتخذه المسافر وأكثر ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزادة راوية وغير ذلك من الأسماء المنقولة.
قال ابن بطال وكانت هذه السفرة لقريش ( فأبى) زيد بن عمرو بن نفيل ( أن يأكل منها.
ثم قال زيد)
مخاطبًا للذين قدموا السفرة ( إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم) جمع نصب بالمهملة وضمتين وهي أحجار كانت حول الكعبة يذبحون عليها للأصنام ( ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه) .

واستشكل بأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان أولى بذلك من زيد.
وأجيب: بأنه ليس في الحديث أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكل منها، وعلى تقدير كونه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكل منها فزيد إنما فعل ذلك برأي رآه لا بشرع بلغه، وإنما كان عند أهل الجاهلية بقايا من دين إبراهيم، وكان في شرع إبراهيم تحريم الميتة لا تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه، وتحريم ما لم يذكر اسم الله عليه وإنما نزل في الإسلام، والأصح أن الأشياء قبل الشرع لا توصف بحل ولا حرمة قاله السهيلي.

وقول ابن بطال: وكانت السفرة لقريش فقدموها للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأبى أن يأكل منها فقدمها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لزيد بن عمرو فأبى أن يأكل منها تعقبه في الفتح فقال: هو محتمل لكن لا أدري من أين له هذا الجزم بذلك فإني لم أقف عليه في رواية أحد.

وقال الخطابي: كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يأكل مما يذبحون للأصنام ويأكل مما عدا ذلك وإن كانوا لا يذكرون اسم الله عليه، وإنما فعل ذلك زيد برأي رآه لا بشرع بلغه قاله السهيلي.
واستضعف بأن الظاهر أنه كان فى شرع إبراهيم عليه الصلاة والسلام تحريم ما ذبح لغير الله لأنه كان عدو الأصنام.

وهذا الحديث يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الصيد.

( وأن) بفتح الهمزة ولأبي ذر فإن ( زيد بن عمرو) المذكور ( كان يعيب) بفتح أوله ( على ٌقريش ذبائحهم) التي يذبحونها لغير الله ( ويقول) لهم: ( الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء) لتشربه ( وأنبت لها من الأرض) الكلأ لتأكله ( ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارًا لذلك) الفعل ( وإعظامًا له) ونصب إنكارًا على التعليل وإعظامًا عطف عليه.
وقوله: وأن زيدًا موصول بالإسناد المذكور.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الذبائح والنسائي في المناقب.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابُُ حَدِيثِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان حَدِيث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل بن عبد الْعُزَّى بن رَبَاح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كَعْب بن لؤَي بن غَالب بن فهر الْعَدوي، وَهُوَ وَالِد سعيد بن زيد أحد الْعشْرَة المبشرة، وَابْن عَم عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لِأَن عمر هُوَ ابْن الْخطاب بن نفَيْل بن عبد الْعُزَّى وَعَمْرو الَّذِي هُوَ وَالِد زيد أَخُو خطاب وَالِد عمر بن الْخطاب، فَيكون زيد هَذَا ابْن عَم عمر بن الْخطاب، وَكَانَ زيد هَذَا مِمَّن طلب التَّوْحِيد، وخلع الْأَوْثَان وجانب الشّرك وَلكنه مَاتَ قبل مبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،.

     وَقَالَ  سعيد بن الْمسيب: مَاتَ وقريش تبني الْكَعْبَة قبل نزُول الْوَحْي على رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بِخمْس سِنِين، وَعَن زَكَرِيَّا السَّعْدِيّ: أَنه لما مَاتَ دفن بِأَصْل حراء، وَعند ابْن إِسْحَاق: أَنه لما توَسط بِلَاد لحم عدوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَعند الزبير: بلغنَا أَن زيدا كَانَ بِالشَّام فَلَمَّا بلغه خُرُوج سيدنَا رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أقبل يُريدهُ فَقتله أهل ميفعة..
     وَقَالَ  الْبكْرِيّ، وَهِي قَرْيَة من أَرض البلقاء بِالشَّام، وَيُقَال: كَانَ زيد سكن حراء وَكَانَ يدْخل مَكَّة سرَّاً ثمَّ سَار إِلَى الشَّام يسْأَل عَن الدّين فَسَمتْهُ النَّصَارَى فَمَاتَ.
فَإِن قلت: مَا حكمه من جِهَة الدّين؟ قلت: ذكره الذَّهَبِيّ فِي ( تَجْرِيد الصَّحَابَة) .

     وَقَالَ : قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يبْعَث أمة وَحده، وَعَن جَابر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، عَن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل أَنه كَانَ يسْتَقْبل الْقبْلَة فِي الْجَاهِلِيَّة، وَيَقُول: إل هِي إل هـ إِبْرَاهِيم وديني دين إِبْرَاهِيم وَيسْجد، فَقَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يحْشر ذَاك أمه وَحده بيني وَبَين عِيسَى ابْن مَرْيَم، عَلَيْهِمَا السَّلَام، رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة، وروى مُحَمَّد بن سعد من حَدِيث عَامر بن ربيعَة حَلِيف بني عدي بن كَعْب، قَالَ: قَالَ لي زيد بن عَمْرو: إِنِّي خَالَفت قومِي وَاتَّبَعت مِلَّة إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل، وَمَا كَانَا يعبدان، وَإِن كَانَا يصليان إِلَى هَذِه الْقبْلَة وَأَنا أنْتَظر نَبيا من بني إِسْمَاعِيل يبْعَث، وَلَا أَرَانِي أدْركهُ وَأَنا أومن بِهِ وأصدقه وَأشْهد أَنه نَبِي، وَإِن طَالَتْ بك حَيَاة فأقرئه مني السَّلَام.
قَالَ عَامر فَلَمَّا أسلمت أعلمت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَبَرِهِ، قَالَ: فَرد عَلَيْهِ السَّلَام، وترحم عَلَيْهِ،.

     وَقَالَ : لقد رَأَيْته فِي الْجنَّة يسحب ذيولاً، وروى الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث سعيد بن زيد، وَفِيه قَالَ: سَأَلت أَنا وَعمر، رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن زيد، فَقَالَ: غفر الله لَهُ، ورحمه.
فَإِنَّهُ مَاتَ على دين إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام..
     وَقَالَ  الباغندي عَن أبي سعيد الْأَشَج عَن أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، قَالَت: قَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ( دخلت الْجنَّة فَرَأَيْت لزيد بن عَمْرو بن نفَيْل دوحتين) ،.

     وَقَالَ  ابْن كثير: وَهَذَا إِسْنَاد جيد وَلَيْسَ فِي شَيْء من الْكتب.
فَإِن قلت: لم ذكر البُخَارِيّ هَذَا الْبابُُ فِي كِتَابه؟ قلت: أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقِيه قبل أَن يبْعَث، وَذكر فِي شَأْنه مَا ذكره حَتَّى إِن الذَّهَبِيّ وَغَيره ذَكرُوهُ فِي الصَّحَابَة،.

     وَقَالَ  صَاحب ( التَّوْضِيح) ميل البُخَارِيّ إِلَيْهِ، قلت: فَلذَلِك ذكره بَين ذكر الصَّحَابَة.



[ قــ :3650 ... غــ :3826 ]
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ أبِي بَكْرٍ حدَّثنا فُضَيْلُ بنُ سُلَيْمَانَ حدَّثنا مُوساى حدَّثنا سالِمُ بنُ عَبْدِ الله عنْ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَقِيَ زَيْدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ بأسْفَلِ بلْدَحَ قَبْلَ أنْ يَنْزِلَ علَى النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقُدَّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُفْرَةٌ فأبَى أنْ يأكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ إنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تذْبَحُونَ علَى أنْصَابِكُمْ ولاَ آكُلُ إِلاَّ مَا ذُكِرَ اسْمُ الله علَيْهِ وأنَّ زَيْدَ بنَ عَمْرٍ وكانَ يَعِيبُ علَى قُرَيْشٍ ذَبائِحَهُمْ ويَقُولُ الشَّاةُ خَلَقَهَا الله وأنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّماءِ المَاءَ وأنْبَتَ لَهَا مِنَ الأرْضِ ثُمَّ تَذْبَحُونَها علَى غيْرِ اسْمِ الله إنْكَارَاً لِذَلِكَ وإعْظَاماً لَهُ.
( الحَدِيث 6283 طرفه فِي: 9945) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة لِأَن فِيهِ حَدِيث زيد الْمَذْكُور.
وَمُحَمّد بن أبي بكر بن عَليّ بن عَطاء بن مقدم أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بالمقدمي الْبَصْرِيّ، يروي عَن فُضَيْل بن سُلَيْمَان النميري الْبَصْرِيّ، يروي عَن مُوسَى بن عقبَة بن أبي عَيَّاش الْأَسدي الْمَدِينِيّ عَن سَالم بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب عَن أَبِيه عبد الله.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الذَّبَائِح عَن مُعلى بن أَسد.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي المناقب عَن أَحْمد بن سُلَيْمَان.

قَوْله: ( يلدح) بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون اللَّام وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَفِي آخِره حاء مُهْملَة، قَالَ الْبكْرِيّ: هُوَ مَوضِع فِي ديار بني فَزَارَة، وَهُوَ وَاد فِي طَرِيق التَّنْعِيم إِلَى مَكَّة.
قَوْله: ( فَقدمت) على صِيغَة الْمَجْهُول: قَوْله: ( سفرة) قَالَ ابْن الْأَثِير: السفرة طَعَام يَتَّخِذهُ الْمُسَافِر وَأكْثر مَا يحمل فِي جلد مستدير فَنقل اسْم الطَّعَام إِلَى الْجلد وَسمي بِهِ، كَمَا سميت المزادة راوية، وَغير ذَلِك من الْأَسْمَاء المنقولة.
قَوْله: ( فَأبى) أَي: أَبى زيد، أَي: امْتنع أَن يَأْكُل مِنْهَا..
     وَقَالَ  ابْن بطال: كَانَت السفرة لقريش فقدموها للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأبى أَن يَأْكُل مِنْهَا، فَقَدمهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لزيد بن عَمْرو فَأبى أَن يَأْكُل مِنْهَا..
     وَقَالَ  مُخَاطبا لقريش الَّذين قدموها أَولا: إِنَّا لَا نَأْكُل كل مَا ذبح على أنصابكم.
انْتهى.
والأنصاب جمع النصب، قَالَ الْكرْمَانِي: وَهُوَ مَا نصب فعبد من دون الله، عز وَجل.
قلت: هِيَ أَحْجَار كَانَت حول الْكَعْبَة يذبحون عَلَيْهَا للأصنام..
     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: هَل أكل رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا؟ قلت: جعله فِي سفرة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يدل على أَنه كَانَ يَأْكُلهُ، وَكم شَيْء يوضع فِي سفرة الْمُسَافِر مِمَّا لَا يَأْكُلهُ هُوَ بل يَأْكُل مَن مَعَه، وَإِنَّمَا لم ينْه الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَعَه عَن أكله لِأَنَّهُ لم يُوح إِلَيْهِ إِذْ ذَاك وَلم يُؤمر بتبليغ شَيْء تَحْرِيمًا وتحليلاً حِينَئِذٍ.
انْتهى.
قلت: لَو اطلع الْكرْمَانِي على كَلَام الْقَوْم لما احْتَاجَ إِلَى هَذَا السُّؤَال، وَالْجَوَاب، وَقد ذكرنَا الْآن عَن ابْن بطال مَا يُغني عَن ذَلِك.
وَقَوله أَيْضا: فِي سفرة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، غير صَحِيح، لِأَن السفرة كَانَت لقريش كَمَا مر الْآن،.

     وَقَالَ  السُّهيْلي: إِن قلت: كَيفَ وفْق زيد إِلَى ترك أكل ذَلِك وَسَيِّدنَا أولى بالفضيلة فِي الْجَاهِلِيَّة لما ثَبت من عصمته؟ قلت: عَنهُ جوابان: أَحدهمَا: أَنه لَيْسَ فِي الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكل مِنْهَا، وَإِنَّمَا فِيهِ: أَن زيدا لما قدمت إِلَيْهِ أَبى.
ثَانِيهمَا: أَن زيدا إِنَّمَا فعل ذَلِك بِرَأْي رَآهُ لَا بشرع مُتَقَدم، وَإِنَّمَا تقدم شرع إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السَّلَام، بِتَحْرِيم الْميتَة لَا بِتَحْرِيم مَا ذبح لغير الله، وَإِنَّمَا نزل تَحْرِيم ذَلِك فِي الْإِسْلَام..
     وَقَالَ  الْخطابِيّ: امْتنَاع زيد من أكل مَا فِي السفرة إِنَّمَا هُوَ من أجل خَوفه أَن يكون اللَّحْم الَّذِي فيهمَا مِمَّا ذبح على الأنصاب، وَقد كَانَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيْضا لَا يَأْكُل من ذَبَائِحهم الَّتِي كَانُوا يذبحونها لأصنامهم، فَأَما ذَبَائِحهم لمأكلهم فَلم نجد فِي الحَدِيث أَنه كَانَ يتنزه عَنْهَا، وَقد كَانَ بَين ظهرانيهم مُقيما، وَلم يذكر أَنه كَانَ يتَمَيَّز عَنْهُم إلاَّ فِي أكل الْميتَة، لِأَن قُريْشًا كَانُوا يتنزهون أَيْضا فِي الْجَاهِلِيَّة عَن الْميتَة مَعَ أَنه أَبَاحَ الله لنا طَعَام أهل الْكتاب وَالنَّصَارَى يذبحون ويشركون فِي ذَلِك الله تَعَالَى.
قَوْله: ( وَإِن كَانَ زيد بن عَمْرو) هُوَ مَوْصُول بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور قَوْله: ( كَانَ يعيب) بِفَتْح الْيَاء.
قَوْله: ( إنكاراً) ، نصب على التَّعْلِيل ( وإعظاماً) عطف عَلَيْهِ.