أوَّلُ الكِتَابِ
41 وَحُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ : الرَّجُلُ تُحَبَّبُ إِلَيْهِ الصَّلَاةُ ، وَآخَرُ يُحَبَّبُ إِلَيْهِ الصِّيَامُ ، وَآخَرُ يُحَبَّبُ إِلَيْهِ الْجِهَادُ ، وَعَدَّدَ خِصَالًا مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ، فَقَالَ : هَذِهِ كُلُّهَا طُرُقٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ أَنْ تُعْمَرَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَلْيَغْتَنِمْ مُغْتَنِمٌ بَقِيَّةَ أَيَّامِ مُهْلَتِهِ ، وَلْيُنَافِسْ فِيمَا لَهُ فِيهِ الْحَظُّ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ قَبْلَ انْقِضَاءِ مُدَّتِهِ ، وَالْحُلُولِ بِعَقْوَتِهِ ، وَلْيَحْذَرْ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ بِكُرْهِ الْمَوْتِ وَحَسْرَةِ الْفَوْتِ ، وَمَا التَّوْفِيقُ إِلَّا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ |
42 قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَبَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا قَالَ : لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ مُسْتَوْحِشًا ، كَمْ مِنْ خُلُقٍ كَرِيمٍ ، وَفِعْلٍ جَمِيلٍ ، قَدْ دَرَسَ تَحْتَ التُّرَابِ |
43 قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالَ : قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : كما أنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَعْمَلَانِ فِيكَ ، فَاعْمَلْ فِيهِمَا |
44 وَحَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ ، قَالَ : نا كَهْمَسُ بْنُ الْمِنْهَالِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُصُّ ، يَقُولُ لِصَاحِبٍ لَهُ : أَيْ أُخَيَّ ، إِنَّمَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ خِزَانَتَانِ مَنْ أَوْدَعَهُمَا شَيْئًا وَجَدَهُ فِيهِمَا |
46 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ خَالِدٍ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ ، مِنْ أَهْلِ نَجْرَانِ الْيَمَنِ بِعَرَفَاتٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَصْلَتَانِ مِنْ أَخْلَاقِ الْعَرَبِ وَهُمَا مِنْ عَمُودِ الدِّينِ ، تُوشِكُونَ أَنْ تَدْعُوهُمَا . قِيلَ : وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْحَيَاءُ ، وَالْأَخْلَاقُ الْكَرِيمَةُ |
47 حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى الدَّبِيلِيُّ ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ أَبُو سَعِيدٍ ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْكُوفَةَ وَجَلَسْتُ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ، فَقَالَ : يَا أَخَا بَنِي عَدِيٍّ ، عَلَيْكَ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، فَكُنْ بِهَا عَامِلًا ، وَلَهَا صَاحِبًا ، وَاعْلَمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ ، لَمْ يَخْلُقْهَا ، وَلَمْ يَدُلَّ عَلَيْهَا ، حَتَّى أَحَبَّهَا وَحَبَّبَهَا إِلَى أَهْلِهَا |
48 وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْمَدِينِيُّ ، قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ الْمَكَارِمَ لَوْ كَانَتْ سَهْلَةً يَسِيرَةً لَسَابَقَكُمْ إِلَيْهَا اللِّئَامُ ، وَلَكِنَّهَا كَرِيهَةٌ مُرَّةٌ لَا يَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ عَرَفَ فَضْلَهَا ، وَرَجَا ثَوَابَهَا |
49 قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَأَنْشَدَنِي بَعْضُهُمْ : لَيْسَ دُنْيَا إِلَّا بِدِينٍ وَلَيْسَ الدِّ ينُ إِلَّا مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ |
50 وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ يَحْيَى أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ : إِنِّي لَأَدْعُو إِلَى طَعَامِي مَنْ لَوْ نَبَذْتُهُ إِلَى الْكَلْبِ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَهُ |