حذيفة بن اليمان وهو ابن حُسيل بن جابر بن ربيعة بن عَمْرو بن جِرْوَة
5479 أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا يوسف بن صهيب ، عن موسى بن أبي المختار ، عن بلال بن يحيى ، عن حذيفة ؛ أن الناس تفرقوا عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا قال : فأتاني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يا ابن اليمان ، فقمت إليه ، فقال : يا ابن اليمان ، انطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر ما حالهم ، قال : قلت : يا رسول الله ، برد الحرّة ، قال : يا ابن اليمان ، إنه لا بأس من حر ولا برد حتى ترجع إليّ ، قال : فانطلقت حتى أتيت عسكر القوم فأجدُ الخبيث أبا سفيان يوقد النار وعصابة حوله قد تفرق الناس عنه وذهبوا إلا هذه العصابة حتى جلست فيهم ، قال : فحسّ الخبيث أنه قد أتاه عينٌ ، فقال لتلك العصابة : ليأخذ كل رجل بيد جليسه ، قال : فضربت بيميني وشمالي على هذا وعلى هذا ، فقلت : من أنتما؟ قال : فرقدوا وسُبِتوا ، قال : فأقوم عند ذلك فآتي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فأجده قائمًا يصلي ، فأومأ إليّ بيده فدنوت ، ثم أومأ إلى أن اضطجع فاضطجعت إلى جنبه وهو قائم يصلي ، فأرسل عَلَيّ طرف الثوب الذي كان عليه ليدفئني به فلما فرغ من صلاته قال : يا ابن اليمان ، اجلس ، ما الخبر؟ قال : قلت : يا رسول الله تفرق عسكر الأحزاب فلم يبق مع الخبيث إلا عصابة حوله قد صب الله عليهم من البرد مثل الذي صَبّ علينا إلا أنا نرجوا من الله ما لا يرجون.
5483 أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا سُوَيد اليمامي ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن أبيه ، أو عن جده ، أن حذيفة بن اليمان لما أن احتضر أتاه أناس من الأنصار فقالوا : يا حذيفة لا نراك إلا مقبوضًا ، فقال لهم : غِب مسرور وحبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، اللهم ! إني لم أشارك غادرًا في غدرته فأعوذ بك اليوم من صاحب السوء ! كان الناس يسألون رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عن الخير وكنت أسأله عن الشر ، فقلت له : يا رسول الله ، إنا كنا في شر فجاءنا الله بالخير ، فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم ، قلت : هل وراء الشر من خير ؟ قال : نعم ، قلت : هل وراء ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ، قلت : كيف يكون ؟ قال : سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم رجال قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنسان ، فقلت : كيف أصنع إن أدركني ذلك؟ قال : اسمع للأمير الأعظم ، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك.
5478 أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، عن حذيفة ؛ أنه أقبل هو وأبوه إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فلقيهم أبو جهل والمشركون ، فقالوا لهما : أين تريدان ؟ فقالا : نريد حاجة لنا ، قالوا لهما : ما جئتما إلا لتَمُدَّا محمدًا وأصحابه ، فأخذوا عليهما موثقًا ألا يُكَثِّرا عليهم ، ثم أرسلوهما فأتيا النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبراه الخبر ، وقال : إن أمرتنا أن نقاتل قاتلنا ، قال : لا ، بل نستعين الله عليهم بأن نَفِي لهم ونستنصر الله عليهم. قال محمد بن عمر : فلم يشهد حذيفة بدرًا ، وشَهِد أُحُدًا والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
5514 أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ، وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ، قالا : أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ؛ أنه قال عند موته : ابتاعوا لي كفنًا فجاؤُوا بِحُلَّةٍ ثمن ثلاث مِئة ، فقال : لا حاجة لي فيها ، اشتروا لي ثوبين أبيضين فإنهما لن يُتركا عليّ إلا قليلاَّ حتى أُبَدَّلَ بهما خيرًا أو شرًّا منهما.
(به) ، وسترني ، فقلت : لا تسترني ، قال : بلى ، لأسترنّك كما سترتني.
5480 قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا زهير ، عن جابر ، عن سعد بن عبيدة ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ، قال : قمت مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ليلة في شهر رمضان فقام يغتسل وسترته ففضلت منه فضلة في الإناء ، قال : إن شئت فأرقه وإن شئت فصب عليه ، قلت : يا رسول الله ، هذه الفضلة أحب إلي مما أصب عليه ، فاغتسلت
5484 أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا علي بن زيد ، عن اليشكري ، عن حذيفة ، قال : كان أصحاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، يسألونه عن الخير وأنا أسأله عن الشر ، علمت أنه إن كان خيرًا أصبته ، وإن كان شرًا اتقيته ، فقلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال : يا حذيفة اقرأ كتاب الله واعمل بما فيه ، فأعدت عليه ، فقال : اقرأ كتاب الله وعمل بما فيه ، فقلت : يا رسول الله ، هل بعد ذاك الشر خير؟ قال : هُدنَةٌ على دخن وجماعةٌ على أقذاء فيها ، قلت : يا رسول الله فهل بعد ذلك شر؟ قال : نعم ، فتنة عمياء صماء ودعاةُ ضلالةٍ على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها.