:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
|
2074 أنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ : نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ الْقَزْوِينِيُّ ، قَالَ : نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، قَالَ : نا حُصَيْنٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : جِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَوْ شِئْتُ لَأَضْعَفْتُ الْأَرْضَ . قَالَ عُثْمَانُ : حَمَّلْتُ أَرْضِي أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ ، وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ . فَقَالَ عُمَرُ : انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ . ثُمَّ قَالَ : لَإِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي أَبَدًا . قَالَ : فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ فَقَالَ : اسْتَوُوا . فَإِذَا اسْتَوُوا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ ، فَلَمَّا كَبَّرَ طُعِنَ فِي مَكَانِهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَتَلَنِي الْكَلْبُ ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ ، فَمَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ . قَالَ : وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ ، وَكَانَ الْعِلْجُ فِي يَدَيْهِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ ، لَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَشِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ ، حَتَّى أَصَابَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لِيَأْخُذَهُ ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ يَأْخُذُهُ نَحَرَ نَفْسَهُ ، فَصَلَّوُا الْفَجْرَ صَلَاةً خَفِيفَةً ، فَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا ، قَالَ عُمَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : مَنْ قَاتِلِي ؟ فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الصَّنَّاعُ ، وَكَانَ نَجَّارًا ، فَقَالَ عُمَرُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِرَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ ، قَاتَلَهُ اللَّهُ ، لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ مَعْرُوفًا . ثُمَّ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ . وَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَاهُمْ . فَقَالَ : بَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِكُمْ ، وَصَلَّوْا بِصَلَاتِكُمْ ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ . فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ . فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ أَحْمَرَ ، وَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ احْسِبْهُ . فَحَسَبَهُ فَإِذَا هُوَ سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا ، فَقَالَ : إِنْ وَفَّى بِهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَإِنْ لَمْ تَفِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، فَسَلْ قُرَيْشًا ، وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، فَأَدِّهَا عَنِّي ، ثُمَّ ائْتِ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَسَلِّمْ وَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ وَلَا تَقُلْ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَسْتُ الْيَوْمَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ . فَأَتَاهَا ابْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي ، فَسَلَّمَ وَقَالَ : اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ . فَقَالَتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ، وَلَأُوثِرَنَّهُ عَلَى نَفْسِي . فَلَمَّا جَاءَ قَالُوا : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ ، قَالَ : ارْفَعَانِي ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَدَيْكَ ؟ قَالَ : قَدْ أُذِنَ . قَالَ : مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ ، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ، ثُمَّ اسْتَأْذِنْ ، فَإِنْ أَذِنَتْ فَأَدْخِلْنِي ، وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدَّنِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ . فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُمِلَ ، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلَّا يَوْمَئِذٍ ، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ، فَقَالَ : اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَأَذِنَتْ لَهُ حَيْثُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ مَعَ رَسُولِهِ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالُوا لَهُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ : لَا أَحَدَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، أَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدِي . فَسَمَّى عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا وَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ ، فَإِنِّي لَمْ أَنْزِعْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ . وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ، فَلَمَّا خَلَوْا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْكُمْ . فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ ، وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ ، وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَائْتَمَرَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ حِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلْآخَرِينَ : أَيُّكُمَا يَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرِ إِلَيَّ عَلَى أَلَّا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَكُمْ ؟ فَسَكَتَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ ، أَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا ، فَوَاللَّهِ لَا آلُو عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَهُمْ . فَقَالَا : نَعَمْ . فَخَلَا بِعَلِيٍّ ، فَقَالَ : إِنَّ لَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقِدَمِ وَلِلَّهِ عَلَيْكَ لَإِنِ اسْتَخْلَفْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ ، وَإِنِ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لَتَسْمَعَنَّ وَتُطِيعَنَّ ؟ ثُمَّ خَلَى بِعُثْمَانَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ ، فَبَايَعَهُ ، ثُمَّ بَايَعَهُ عَلِيٌّ ، ثُمَّ بَايَعَهُ النَّاسُ . قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَبِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْلَمَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا { الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ } أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا ، فَهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ ، وَجُبَاةُ الْمَالِ ، لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ ، وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ ، فَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفَّى بِعَهْدِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ بِطُولِهِ
|
|
:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
|
2074 أنا عمر بن عبد الله بن زاذان القزويني قال : نا إسحاق بن محمد بن إسحاق الكيساني القزويني ، قال : نا علي بن حرب قال : نا محمد بن فضيل ، قال : نا حصين ، عن عمرو بن ميمون ، قال : جئت فإذا عمر واقف على حذيفة وعثمان بن حنيف ، وهو يقول : تخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق ؟ فقال حذيفة : لو شئت لأضعفت الأرض . قال عثمان : حملت أرضي أمرا هي له مطيقة ، وما فيها كبير فضل . فقال عمر : انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق . ثم قال : لإن سلمني الله لأدعن أرامل أهل الأرض لا يحتجن إلى أحد بعدي أبدا . قال : فما أتت عليه رابعة حتى أصيب ، وكان إذا دخل المسجد قام بين الصفوف فقال : استووا . فإذا استووا تقدم فكبر ، فلما كبر طعن في مكانه ، فسمعته يقول : قتلني الكلب ، أو أكلني الكلب ، فما أدري أيهما قال . قال : وما بيني وبينه إلا ابن عباس ، فأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه ، وكان العلج في يديه سكين ذات طرفين ، لا يمر برجل يمينا وشمالا إلا طعنه ، حتى أصاب ثلاثة عشر رجلا مات منهم تسعة ، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا ليأخذه ، فلما ظن أنه يأخذه نحر نفسه ، فصلوا الفجر صلاة خفيفة ، فأما نواحي المسجد فلا يدرون ما الأمر ، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر ، وهم يقولون : سبحان الله ، فلما انصرفوا ، قال عمر لابن عباس : من قاتلي ؟ فجال ساعة ثم جاء فقال : غلام المغيرة بن شعبة الصناع ، وكان نجارا ، فقال عمر : الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي برجل يدعي الإسلام ، قاتله الله ، لقد كنت أمرت معروفا . ثم قال لابن عباس : لقد كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة . وقال له ابن عباس : إن شئت قتلناهم . فقال : بعدما تكلموا بكلامكم ، وصلوا بصلاتكم ، وحجوا حجكم . فقال له الناس : ليس عليك بأس . فدعا بنبيذ فشربه ، فخرج من جرحه أحمر ، ودعا بلبن فشربه ، فخرج من جرحه ، فعرف أنه الموت ، فقال : يا عبد الله بن عمر انظر ما علي من الدين احسبه . فحسبه فإذا هو ستة وثمانون ألفا ، فقال : إن وفى بها مال آل عمر فأدها ، وإلا فسل في بني عدي بن كعب ، فإن لم تف من أموالهم ، فسل قريشا ، ولا تعدهم إلى غيرهم ، فأدها عني ، ثم ائت عائشة أم المؤمنين وسلم وقل : يستأذن عمر ولا تقل : أمير المؤمنين ، فلست اليوم بأمير المؤمنين ، أن يدفن مع صاحبيه . فأتاها ابن عمر فوجدها قاعدة تبكي ، فسلم وقال : استأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه . فقالت : كنت أريده لنفسي ، ولأوثرنه على نفسي . فلما جاء قالوا : هذا عبد الله بن عمر قد جاء ، قال : ارفعاني ، فأسنده رجل إليه ، فقال : ما لديك ؟ قال : قد أذن . قال : ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع ، فإذا قبضت فاحملوني ، ثم استأذن ، فإن أذنت فأدخلني ، وإن ردتني فردني إلى مقابر المسلمين . فلما توفي حمل ، فكأن الناس لم تصبهم مصيبة إلا يومئذ ، فسلم عبد الله ، فقال : استأذن عمر بن الخطاب ، فأذنت له حيث أكرمه الله مع رسوله ومع أبي بكر ، فقالوا له حين حضره الموت ، فقال : لا أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، أيهم استخلف فهو الخليفة بعدي . فسمى عليا ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، فإن أصابت سعدا وأيهم استخلف فليستعن به ، فإني لم أنزعه من عجز ولا خيانة . وجعل عبد الله بن عمر يشاورونه ، وليس له من الأمر من شيء ، فلما خلوا قال عبد الرحمن : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر منكم . فجعل الزبير أمره إلى علي ، وجعل طلحة أمره إلى عثمان ، وجعل سعد أمره إلى عبد الرحمن ، فائتمر أولئك الثلاثة حين جعل الأمر إليهم ، فقال عبد الرحمن للآخرين : أيكما يبرأ من الأمر إلي على ألا آلو عن أفضل المسلمين وأفضله لكم ؟ فسكت علي وعثمان رضي الله عنهما ، فقال عبد الرحمن : أتجعلونه إلي ، أنا أخرج منها ، فوالله لا آلو عن أفضلكم وخيركم للمسلمين وأفضله لهم . فقالا : نعم . فخلا بعلي ، فقال : إن لك من القرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم ولله عليك لإن استخلفتك لتعدلن ، وإن استخلف عثمان لتسمعن وتطيعن ؟ ثم خلى بعثمان ففعل مثل ذلك ، ثم قال : ارفع يدك يا عثمان ، فبايعه ، ثم بايعه علي ، ثم بايعه الناس . قال عمر رضي الله عنه : أوصي الخليفة بعدي بتقوى الله ، وبالمهاجرين الأولين أن يعلم لهم حقهم ، ويحفظ لهم حرمتهم ، وأوصيه بالأنصار خيرا { الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم } أن يقبل من محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم ، وأوصيه بالأنصار خيرا ، فهم ردء الإسلام ، وغيظ العدو ، وجباة المال ، لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضى منهم ، وأوصيه بالأعراب ، فإنهم أصل العرب ، ومادة الإسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم ، فيرد على فقرائهم ، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله أن يوفى بعهدهم ، وأن يقاتل من ورائهم ، وأن لا يكلفوا إلا طاقتهم أخرجه البخاري في الصحيح بطوله
|
|
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،