ذكر خاتم الحسن والحسين والخضاب
6944 قال : أخبرنا محمد بن عبيد قال : حدثني صدقة بن المثنى ، عن جده رياح بن الحارث ؛ أن الحسن بن علي قام بعد وفاة علي رضي الله عنهما فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن كل ما هو آت قريب ، وإن أمر الله واقع وإن كره الناس ، وإني والله ما أحببت أن ألي من أمر أمة محمد ما يزن مثقال حبة من خردل يُهراق فيه محجمة من دم ، قد علمت ما يضرني مما ينفعني ، فألحقوا بطيَّتِكِم.
{ لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} وأشار بيده إلى معاوية . قال : فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عييّة فاحشة ثم نزل . وقال له : ما أردت بقولك : { فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} . قال : أردت بها ما أراد الله بها. قال هوذة : قال عوف : وحدثني غير محمد ، أنه بعدما شهد شهادة الحق قال : أما بعد : فإن عليًا لم يسبقه أحدٌ من هذه الأمة من أولها بعد نبيها ، ولن يلحق به أحد من الآخرين منهم ، ثم وصله بقوله الأول.
6951 قال : أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا عوف ، عن محمد ، قال : لما كان زمن وَرَدَ معاوية الكوفة ، واجتمع الناس عليه ، وبايعه الحسن بن علي ، قال : قال أصحاب معاوية لمعاوية : عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وأمثالهما من أصحابه : إن الحسن بن علي مرتفع في أنفس الناس لقرابته من رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وإنه حديث السن عَييٌّ ، فمرهُ فليخطب فإنه سَيعيَى في الخطبة فيسقط من أنفس الناس ، فأبَى عليهم ، فلم يزالوا به حتى أمره ، فقام الحسن بن علي على المنبر دون معاوية ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : والله لو ابتغيتم بين جَابَلْق وجابرس رجلا جده نبيّ غيري وغير أخي لم تجدوه ، وإنا قد أعطينا بيعتنا معاوية ، ورأينا أن ما حقن دماء المسلمين خير مما هراقها ، والله ما أدري
6959 قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن ابن عون ، عن عُمير بن إسحاق قال : دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي نعوده فقال لصاحبي : يا فلان ! سَلني . قال : ما أنا بسائلك شيئا ، ثم قال من عندنا فدخل كنيفا له . ثم خرج فقال : أي فلان سلني قبل أن لا تسألني ، فإني والله لقد لفظتُ طائفة من كبدي قَبلُ ، قلبتها بعود كان معي وإني قد سُقيت السمّ مرارًا فلم أُسق مثل هذا قط , فسلني ، فقال : ما أنا بسائلك شيئا ، يعافيك الله إن شاء الله ، ثم خرجنا فلما كان الغد أتيته وهو يسوق ، فجاء الحسين فقعد عند رأسه فقال : أي أخي أنبئني من سقاك ؟ قال : لِمَ ؟ أَتقتله ؟ قال : نعم ، قال : ما أنا بمحدثك شيئا إن يَك صاحبي الذي أظن ، فالله أشد نقمةً ، وإلا فوالله لا يُقتل بي برئ.