هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3677 حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ : أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ المُشْرِكُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي حِجْرِ الكَعْبَةِ ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ ، فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ ، وَدَفَعَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : { أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ } الآيَةَ ، تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، قُلْتُ : لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَقَالَ : عَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ العَاصِ ، وَقَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ العَاصِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3677 حدثنا عياش بن الوليد ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثني الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، قال : حدثني عروة بن الزبير ، قال : سألت ابن عمرو بن العاص : أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قال : بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة ، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط ، فوضع ثوبه في عنقه ، فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ، ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } الآية ، تابعه ابن إسحاق ، حدثني يحيى بن عروة ، عن عروة ، قلت : لعبد الله بن عمرو ، وقال : عبدة ، عن هشام ، عن أبيه ، قيل لعمرو بن العاص ، وقال : محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، حدثني عمرو بن العاص
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated `Urwa bin Az-Zubair:

I asked Ibn `Amr bin Al-As, Tell me of the worst thing which the pagans did to the Prophet. He said, While the Prophet (ﷺ) was praying in the Hijr of the Ka`ba; `Uqba bin Abi Mu'ait came and put his garment around the Prophet's neck and throttled him violently. Abu Bakr came and caught him by his shoulder and pushed him away from the Prophet (ﷺ) and said, Do you want to kill a man just because he says, 'My Lord is Allah?'

'Urwa ibn azZubayr dit: «J'interrogeai ['Abd Allâh] ibn 'Amru ibn al 'Âs au sujet de la pire des choses commises par les Polythéistes contre le Messager d'Allah () et il me répondit: J'ai vu 'Uqba ibn Abu Ma'ît s'approchant du Prophète () au moment où celuici était en train de prier dans le Hijr de la Ka'ba. Il mit son manteau autour du cou du Prophète () et l'étrangla fortement. Soudain, arriva Abu Bakr qui retint 'Uqba par les épaules et le repoussa avant de dire: Allezvous tuer un homme parce qu'il proclame

":"ہم سے عیاش بن ولید نے بیان کیا ، کہا ہم سے ولید بن مسلم نے بیان کیا ، کہا مجھ سے اوزاعی نے بیان کیا ، ان سے یحییٰ بن ابی کثیر نے بیان کیا ، ان سے محمد بن ابراہیم تیمی نے بیان کیا کہ مجھ سے عروہ بن زبیر نے بیان کیا کہ میں نے عبداللہ بن عمرو بن عاص رضی اللہ عنہما سے پوچھاکہمجھے مشرکیں کے سب سے سخت ظلم کے متعلق بتاؤ جو مشرکین نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے ساتھ کیا تھا ۔ انہوں نے کہا کہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم حطیم میں نماز پڑھ رہے تھے کہ عقبہ بن ابی معیط آیا اور ظالم اپنا کپڑا حضور اکرم صلی اللہ علیہ وسلم کی گردن مبارک میں پھنسا کر زور سے آپ صلی اللہ علیہ وسلم کا گلا گھونٹنے لگا اتنے میں حضرت ابوبکر صدیق رضی اللہ عنہ آ گئے اور انہوں نے اس بدبخت کا کندھا پکڑ کر آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم کے پاس سے اسے ہٹا دیا اور کہا کہ تم لوگ ایک شخص کو صرف اس لئے مار ڈالنا چاہتے ہو کہ وہ کہتا ہے کہ میرا رب اللہ ہے الآیۃ عیاش بن ولید کے ساتھ اس روایت کی متابعت ابن اسحاق نے کی ( اور بیان کیا کہ ) مجھ سے یحییٰ بن عروہ نے بیان کیا اور ان سے عروہ نے کہ میں نے حضرت عبداللہ بن عمرو رضی اللہ عنہما سے پوچھا اور عبدہ نے بیان کیا ، ان سے ہشام نے ، ان سے ان کے والد نے کہ حضرت عمرو بن عاص رضی اللہ عنہ سے کہا گیا اور محمد بن عمرو نے بیان کیا ، ان سے ابوسلمہ نے ، اس میں یوں ہے کہ مجھ سے حضرت عمرو بن عاص رضی اللہ عنہ نے بیان کیا ۔

'Urwa ibn azZubayr dit: «J'interrogeai ['Abd Allâh] ibn 'Amru ibn al 'Âs au sujet de la pire des choses commises par les Polythéistes contre le Messager d'Allah () et il me répondit: J'ai vu 'Uqba ibn Abu Ma'ît s'approchant du Prophète () au moment où celuici était en train de prier dans le Hijr de la Ka'ba. Il mit son manteau autour du cou du Prophète () et l'étrangla fortement. Soudain, arriva Abu Bakr qui retint 'Uqba par les épaules et le repoussa avant de dire: Allezvous tuer un homme parce qu'il proclame

شرح الحديث من فتح الباري لابن حجر

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    [ قــ :3677 ... غــ :3856] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَيَّاشٌ شَيْخُهُ بِالتَّحْتَانِيَّةِ وَالْمُعْجَمَةِ هُوَ الرَّقَّامُ وَلَهُ شَيْخٌ آخَرُ لَا يَنْسُبُهُ فِي غَالِبِ مَا يُخَرِّجُ عَنْهُ قَالَ الْجَيَّانِيُّ وَقَعَ هُنَا عِنْدَ الْأَصِيلِيِّ غَيْرَ مُقَيَّدٍ وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مِرْبَدٍ وَهُوَ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْمُهْمَلَةِ ثُمَّ نقل عَن أبي زفر أَنَّ الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا مَا أَخْرَجَا لِابْنِ مِرْبَدٍ شَيْئًا قَالَ وَلَا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي رِوَايَة عَليّ بن الْمَدِينِيِّ الْآتِيَةِ فِي تَفْسِيرِ غَافِرٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنِي عُرْوَةُ كَذَا قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَخَالَفَهُ أَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ فَقَالَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ.

قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَقَوْلُ الْوَلِيد أرجح قَوْله سَأَلت بن عَمْرٍو فِي رِوَايَةِ عَلِيٍّ الْمَذْكُورَةِ.

قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو .

     قَوْلُهُ  بِأَشَدَّ شَيْءٍ صَنَعَهُ إِلَخْ هَذَا الَّذِي أَجَابَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بن عَمْرو يُخَالف مَا تَقَدَّمَ فِي ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ مِنْ حَدِيثَ عَائِشَةَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا وَكَانَ أَشد مالقيت مِنْ قَوْمِكِ فَذَكَرَ قِصَّتَهُ بِالطَّائِفِ مَعَ ثَقِيفٍ وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو اسْتَنَدَ إِلَى مَا رَوَاهُ وَلَمْ يَكُنْ حَاضِرًا لِلْقِصَّةِ الَّتِي وَقَعَتْ بِالطَّائِفِ وَقَدْ رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ قَالَ أَكْثَرُ مَا نَالَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَوْمًا قَالَ وَذَرَفَتْ عَيْنَا عُثْمَانَ فَذَكَرَ قِصَّةً يُخَالِفُ سِيَاقُهَا حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو هَذَا فَهَذَا الِاخْتِلَافُ ثَابِتٌ عَلَى عُرْوَةَ فِي السَّنَدِ لَكِنَّ سَنَدَهُ ضَعِيفٌ فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا حُمِلَ عَلَى التَّعَدُّدِ وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ لِمَا سَأُبَيِّنُهُ .

     قَوْلُهُ  يُصَلِّي فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ الْمَذْكُورِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيَدُهُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ وَفِي الْحِجْرِ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَأَبُو جَهْلٍ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْمَعُوهُ بَعْضَ مَا يَكْرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا كَانَ فِي الشَّوْطِ الرَّابِعِ نَاهَضُوهُ وَأَرَادَ أَبُو جَهْلٍ أَنْ يَأْخُذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ فَدَفَعْتُهُ وَدَفَعَ أَبُو بَكْرٍ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُقْبَةَ فَهَذَا السِّيَاقُ مُغَايِرٌ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ أَمَا وَاللَّهِ لَا تَنْتَهُونَ حَتَّى يَحِلَّ بِكُمُ الْعِقَابُ عَاجِلًا فَأَخَذَتْهُمُ الرِّعْدَةُ الْحَدِيثَ وَهَذَا يُقَوِّي التَّعَدُّدَ .

     قَوْلُهُ  تَابَعَهُ بن إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ إِلَخْ وَصَلَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ وَالْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ كِلَاهُمَا عَن بن إِسْحَاقَ بِهَذَا السَّنَدِ وَفِي أَوَّلِ سِيَاقِهِ مِنَ الزِّيَادَةِ قَالَ حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ فِي الْحِجْرِ فَذَكَرُوا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا مَا رَأَيْنَا مِثْلَ صَبْرِنَا عَلَيْهِ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا وَشَتَمَ آبَاءَنَا وَغَيَّرَ دِينَنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا فَبَيْنَمَا هُمْ فِي ذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَلَمَّا مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ وَذَكَرَ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ فِي الثَّالِثَةِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ وَأَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا كُنْتَ جَاهِلًا فَانْصَرِفْ رَاشِدًا فَانْصَرَفَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعُوا فَقَالُوا ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَتَاكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ فَقَالُوا قُومُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ قَالَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجَامِعِ ثِيَابِهِ وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ دُونَهُ وَهُوَ يَبْكِي فَقَالَ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ .

     قَوْلُهُ  وقَال عَبْدَةُ عَنْ هِشَام أَي بن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ هَكَذَا خَالَفَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَخَاهُ يَحْيَى بْنَ عُرْوَةَ فِي الصَّحَابِيِّ فَقَالَ يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو.

     وَقَالَ  هِشَامٌ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَيُرَجِّحُ رِوَايَةَ يَحْيَى مُوَافَقَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَلَى أَنَّ قَوْلَ هِشَامٍ غَيْرُ مَدْفُوعٍ لِأَنَّ لَهُ أَصْلًا مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِدَلِيلِ رِوَايَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمْرٍو الْآتِيَةِ عَقِبَ هَذَا فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عُرْوَةُ سَأَلَهُ مَرَّةً وَسَأَلَ أَبَاهُ أُخْرَى وَيُؤَيِّدُهُ اخْتِلَافُ السِّيَاقَيْنِ وَقَدْ ذَكَرْتُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ رَوَاهُ عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ عُثْمَانَ فَلَا مَانِعَ مِنَ التَّعَدُّدِ نَعَمْ لَمْ تَتَّفِقِ الرُّوَاةُ عَنْ هِشَامٍ عَلَى قَوْلِهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَإِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ وَافَقَ عَبْدَةَ عَلَى ذَلِكَ وَخَالَفَهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ فَقَالَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيُّ .

     قَوْلُهُ  وقَال مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَصَلَهُ الْبُخَارِيُّ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ مِنْ طَرِيقِهِ وَأخرجه أَبُو يعلى وبن حِبَّانَ عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو وَلَفْظُهُ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا أَرَادُوا قَتْلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا يَوْمًا أُغْرُوا بِهِ وَهُمْ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ جُلُوسٌ وَهُوَ يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ فَقَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ فَجَعَلَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ ثُمَّ جذبه حَتَّى وَجب لِرُكْبَتَيْهِ وَتَصَايَحَ النَّاسُ وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ يَشْتَدُّ حَتَّى أَخَذَ بِضَبْعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ وَرَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ أَتَقْتُلُونَ رجلا ان يَقُول رَبِّي الله ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ مَرَّ بِهِمْ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ إِلَّا بِالذَّبْحِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ يَا مُحَمَّدُ مَا كُنْتَ جَهُولًا فَقَالَ أَنْتَ مِنْهُمْ وَيَدُلُّ عَلَى التَّعَدُّدِ أَيْضًا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل من حَدِيث بن عَبَّاسٍ عَنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ قَالَتْ اجْتَمَعَ الْمُشْرِكُونَ فِي الْحِجْرِ فَقَالُوا إِذَا مَرَّ مُحَمَّدٌ ضَرَبَهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ضَرْبَةً فَسَمِعْتُ ذَلِكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ اسْكُتِي يَا بُنَيَّةُ ثُمَّ خَرَجَ فَدخل عَلَيْهِم فَرفعُوا رؤوسهم ثُمَّ نَكَسُوا قَالَتْ فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَرَمَى بِهَا نَحْوَهُمْ ثُمَّ قَالَ شَاهَتِ الْوُجُوهُ فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ لَقَدْ ضَرَبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ يُنَادِي وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رجلا ان يَقُول رَبِّي الله فَتَرَكُوهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهَذَا مِنْ مَرَاسِيلِ الصَّحَابَةِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مُطَوَّلًا مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُمْ قَالُوا لَهَا مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْو سِيَاق بن إِسْحَاقَ الْمُتَقَدِّمِ قَرِيبًا وَفِيهِ فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أبي بكر فَقَالَ أدْرك صَاحبك قَالَت فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا وَلَهُ غَدَائِرُ أَرْبَعُ وَهُوَ يَقُولُ وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله فَلَهَوْا عَنْهُ وَأَقْبَلُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ لَا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلَّا رَجَعَ مَعَهُ وَلِقِصَّةِ أَبِي بَكْرٍ هَذِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ مَنْ أَشْجَعُ النَّاسِ فَقَالُوا أَنْتَ قَالَ أَمَا إِنِّي مَا بَارَزَنِي أَحَدٌ إِلَّا أَنْصَفْتُ مِنْهُ وَلَكِنَّهُ أَبُو بَكْرٍ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْهُ قُرَيْشٌ فَهَذَا يَجَؤُهُ وَهَذَا يَتَلَقَّاهُ وَيَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ تَجْعَلُ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا فَوَاللَّهِ مَا دَنَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ يَضْرِبُ هَذَا وَيَدْفَعُ هَذَا وَيَقُولُ وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ بَكَى عَلِيٌّ ثُمَّ قَالَ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَمُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ أَفْضَلُ أَمْ أَبُو بَكْرٍ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ عَلِيٌّ وَاللَّهِ لَسَاعَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْهُ ذَاكَ رَجُلٌ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ وَهَذَا يعلن بايمانه

(.

     قَوْلُهُ  سُورَةُ الْقِيَامَةِ)
تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى لَا أُقْسِمُ فِي آخِرِ سُورَةِ الْحِجْرِ وَأَنَّ الْجُمْهُورَ عَلَى أَنَّ لَا زَائِدَةٌ وَالتَّقْدِيرُ أُقْسِمُ وَقِيلَ هِيَ حَرْفُ تَنْبِيهٍ مِثْلُ أَلَا وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ لَا وَأَبِيكِ ابْنَةَ الْعَامِرِيِّ لَا يَدَّعِي الْقَوْمَ أَنِّي أَفِرُّ وَقَولُهُ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لسَانك لتعجل بِهِ لَمْ يَخْتَلِفِ السَّلَفُ أَنَّ الْمُخَاطَبَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ نُزُولِ الْوَحْيِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ الْبَابِ وَحَكَى الْفَخْرُ الرَّازِيُّ أَنَّ الْقَفَّالَ جَوَّزَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْإِنْسَانِ الْمَذْكُورِ قَبْلَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ قَالَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيُقَالُ اقْرَأْ كِتَابَكَ فَإِذَا أَخَذَ فِي الْقِرَاءَةِ تَلَجْلَجَ خَوْفًا فَأَسْرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ فَيُقَالُ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لتعجل بِهِ إِن علينا جمعه أَيْ أَنْ يُجْمَعَ عَمَلُكَ وَأَنْ يُقْرَأَ عَلَيْكَ فَإِذا قرأناه عَلَيْك فَاتبع قرآنه بِالْإِقْرَارِ بِأَنَّكَ فَعَلْتَ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَ أَمْرِ الْإِنْسَانِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِعُقُوبَتِهِ قَالَ وَهَذَا وَجْهٌ حَسَنٌ لَيْسَ فِي الْعَقْلِ مَا يَدْفَعُهُ وَإِنْ كَانَتِ الْآثَارُ غَيْرُ وَارِدَةٍ فِيهِ وَالْحَامِلُ عَلَى ذَلِكَ عُسْرُ بَيَانِ الْمُنَاسَبَةِ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَمَا قَبْلَهَا مِنْ أَحْوَالِ الْقِيَامَةِ حَتَّى زعم بعض الرافضة أَنه سقط من السُّور شَيْءٌ وَهِيَ مِنْ جُمْلَةِ دَعَاوِيهِمُ الْبَاطِلَةِ وَقَدْ ذَكَرَ الْأَئِمَّةُ لَهَا مُنَاسَبَاتٌ مِنْهَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ الْقِيَامَةَ وَكَانَ مِنْ شَأْنِ مَنْ يُقَصِّرُ عَنِ الْعَمَلِ لَهَا حُبُّ الْعَاجِلَةِ وَكَانَ مِنْ أَصْلِ الدِّينِ أَنَّ الْمُبَادَرَةَ إِلَى أَفْعَالِ الْخَيْرِ مَطْلُوبَةٌ فَنَبَّهَ عَلَى أَنَّهُ قَدْ يُعْتَرَضُ عَلَى هَذَا الْمَطْلُوبِ مَا هُوَ أَجَلُّ مِنْهُ وَهُوَ الْإِصْغَاءُ إِلَى الْوَحْيِ وَتَفَهُّمِ مَا يرد مِنْهُ وَالتَّشَاغُلُ بِالْحِفْظِ قَدْ يَصُدُّ عَنْ ذَلِكَ فَأُمِرَ أَنْ لَا يُبَادِرَ إِلَى التَّحَفُّظِ لِأَنَّ تَحْفِيظَهُ مَضْمُونٌ عَلَى رَبِّهِ وَلْيُصْغِ إِلَى مَا يَرِدُ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يَنْقَضِيَ فَيَتَّبِعَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ لَمَّا انْقَضَتِ الْجُمْلَةُ الْمُعْتَرِضَةُ رَجَعَ الْكَلَامُ إِلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِالْإِنْسَانِ الْمُبْدَأِ بِذِكْرِهِ وَمَنْ هُوَ مِنْ جِنْسِهِ فَقَالَ كَلَّا وَهِيَ كَلِمَةُ رَدْعٍ كَأَنَّهُ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَا بَنِي آدَمَ لِكَوْنِكُمْ خُلِقْتُمْ مِنْ عَجَلٍ تَعْجَلُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَمِنْ ثَمَّ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ تُحِبُّونَ بِالْمُثَنَّاةِ وَهِيَ قِرَاءَة الْجُمْهُور وَقَرَأَ بن كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِيَاءِ الْغِيبَةِ حَمْلًا عَلَى لَفْظِ الْإِنْسَانِ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْجِنْسُ وَمِنْهَا أَنَّ عَادَةَ الْقُرْآنِ إِذَا ذُكِرَ الْكِتَابُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى عَمَلِ الْعَبْدِ حَيْثُ يُعْرَضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَرْدَفَهُ بِذِكْرِ الْكِتَابِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى الْأَحْكَامِ الدِّينِيَّةِ فِي الدُّنْيَا الَّتِي تَنْشَأُ عَنْهَا الْمُحَاسَبَةُ عَمَلًا وَتَرْكًا كَمَا قَالَ فِي الْكَهْفِ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فترى الْمُجْرمين مشفقين مِمَّا فِيهِ إِلَى أَنْ قَالَ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآن مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جدلا.

     وَقَالَ  تَعَالَى فِي سُبْحَانَ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِك يقرؤون كِتَابهمْ إِلَى أَنْ قَالَ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآن الْآيَةَ.

     وَقَالَ  فِي طه يَوْمَ يُنْفَخُ فِي السُّور ونحشر الْمُجْرمين يَوْمئِذٍ زرقا إِلَى أَنْ قَالَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْك وحيه وَقل رب زِدْنِي علما وَمِنْهَا أَنَّ أَوَّلَ السُّورَةِ لَمَّا نَزَلَ إِلَى قَوْله وَلَو ألْقى معاذيره صَادَفَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ بَادَرَ إِلَى تَحَفُّظِ الَّذِي نَزَلَ وَحَرَّكَ بِهِ لِسَانَهُ مِنْ عَجَلَتِهِ خَشْيَةً مِنْ تفلته فَنزلت لَا تحرّك بِهِ لسَانك إِلَى قَوْله ثمَّ إِن علينا بَيَانه ثُمَّ عَادَ الْكَلَامُ إِلَى تَكْمِلَةِ مَا ابْتُدِأَ بِهِ قَالَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ وَنَحْوُهُ مَا لَوْ ألْقى الْمدرس عَلَى الطَّالِبِ مَثَلًا مَسْأَلَةً فَتَشَاغَلَ الطَّالِبُ بِشَيْءٍ عَرَضَ لَهُ فَقَالَ لَهُ أَلْقِ بَالَكَ وَتَفَهَّمْ مَا أَقُولُ ثُمَّ كَمِّلِ الْمَسْأَلَةَ فَمَنْ لَا يَعْرِفُ السَّبَبَ يَقُولُ لَيْسَ هَذَا الْكَلَامُ مُنَاسِبًا لِلْمَسْأَلَةِ بِخِلَافِ مَنْ عَرَفَ ذَلِكَ وَمِنْهَا أَنَّ النَّفْسَ لَمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي أَوَّلِ السُّورَةِ عَدَلَ إِلَى ذِكْرِ نَفْسِ الْمُصْطَفَى كَأَنَّهُ قِيلَ هَذَا شَأْنُ النُّفُوسِ وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ نَفْسُكَ أَشْرَفُ النُّفُوسِ فَلْتَأْخُذْ بِأَكْمَلِ الْأَحْوَالِ وَمِنْهَا مُنَاسَبَاتٌ أُخْرَى ذَكَرَهَا الْفَخْرُ الرَّازِيُّ لَا طَائِلَ فِيهَا مَعَ أَنَّهَا لَا تَخْلُو عَنْ تَعَسُّفٍ .

     قَوْلُهُ  وقَال بن عَبَّاس ليفجر أَمَامه سَوْفَ أَتُوبُ سَوْفَ أَعْمَلُ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ امامه يَعْنِي الْأَمَلَ يَقُولُ أَعْمَلُ ثُمَّ أَتُوبُ وَوَصَلَهُ الْفرْيَابِيّ وَالْحَاكِم وبن جُبَيْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ يَقُولُ سَوْفَ أَتُوبُ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ هُوَ الْكَافِرُ يُكَذِّبُ بِالْحِسَابِ وَيَفْجُرُ أَمَامَهُ أَيْ يَدُومُ عَلَى فُجُورِهِ بِغَيْرِ تَوْبَةٍ .

     قَوْلُهُ  لَا وَزَرَ لَا حِصْنَ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ لَكِنْ قَالَ حِرْزٌ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا زَايٌ وَمِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَا حِصْنَ وَلَا مَلْجَأَ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي سعيد عَن بن مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ لَا وَزَرَ قَالَ لَا حِصْنَ وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي مَاشِيَتِهِ فَتَأْتِيهِ الْخَيْلُ بَغْتَةً فَيَقُولُ لَهُ صَاحِبُهُ الْوَزَرَ الْوَزَرَ أَيِ اقْصِدِ الْجَبَلَ فَتَحَصَّنْ بِهِ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ الْوَزَرُ الْمَلْجَأُ .

     قَوْلُهُ  سُدًى هَمَلًا وَقَعَ هَذَا مُقَدَّمًا عَلَى مَا قَبْلَهُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ بِهِ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ سُدًى أَيْ لَا يُنْهَى وَلَا يُؤْمَرُ قَالُوا أَسْدَيْتُ حَاجَتِي أَيْ أَهْمَلْتُهَا

[ قــ :3677 ... غــ :3856] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ وَكَانَ ثِقَةً هُوَ مَقُولُ بن عُيَيْنَةَ وَهُوَ تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ كُوفِيٌّ مِنْ مَوَالِي آلِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ يُكَنَّى أَبَا الْحَسَنِ وَاسْمُ أَبِيهِ لَا يُعْرَفُ وَمَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَيْهِ وَقَدْ تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَهُوَ من رِوَايَة بن عُيَيْنَة أَيْضا عَنهُ فَمن أَصْحَاب بن عُيَيْنَة من وَصله بِذكر بن عَبَّاسٍ فِيهِ مِنْهُمْ أَبُو كُرَيْبٍ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ مِنْهُمْ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَوْله لَا تحرّك بِهِ لسَانك وَوَصَفَ سُفْيَانُ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَحَرَّكَ سُفْيَانُ شَفَتَيْهِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ تَعَجَّلَ يُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَزَلَتْ .

     قَوْلُهُ  فَأَنْزَلَ اللَّهُ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لتعجل بِهِ إِلَى هُنَا رِوَايَةُ أَبِي ذَرٍّ وَزَادَ غَيْرُهُ الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا وَزَادَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي رِوَايَتِهِ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ وَكَانَ لَا يَعْرِفُ خَتْمَ السُّورَةِ حَتَّى تَنْزِلَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَن الرَّحِيم
(