ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَرَى الصَّوْمَ فِي السَّفَرِ وَالْمَرَضِ إِذَا كَانَ يُسْرًا



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2144 حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ ظُلِّلَ عَلِيهِ , فَقَالُوا : هَذَا رَجُلٌ صَائِمٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ أَنْ تَصُومُوا فِي السَّفَرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2145 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَفَلْنَا مَرَّةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَدْ دَخَلَ تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ وَهُوَ يُسْطَحُ كَهَيْئَةِ الْوَجِعِ ، فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا لِصَاحِبِكُمْ ؟ أَيُّ وَجَعٍ بِهِ ؟ قَالُوا : لَيْسَ بِهِ وَجَعٌ ، وَلَكِنَّهُ صَائِمٌ ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ : لَيْسَ الْبِرُّ أَنْ تَصُومُوا فِي السَّفَرِ ، عَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللَّهِ الَّتِي رَخَّصَ لَكُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2146 حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَافَرَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ ، فَرَأَى النَّاسَ مَجْهُودِينَ ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ، يُرِيَهُمْ أَنَّهُ مُفْطِرٌ فَكَانَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ ، وَقَوْلُهُ : الصَّائِمُ فِي السَّفَرِ كَالْمُفْطِرِ فِي الْحَضَرِ ، لِمَنْ كَانَ بِمِثْلِ الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ جَابِرٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِيهَا ، وَذَلِكَ الْحَالُ الَّتِي قَدْ بَلَغَ مِنْهُ الْعَطَشُ أَوِ الضَّعْفُ فِيهَا مَا قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ ، وَرَاحِلَتُهُ تَهِيمُ بِهِ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى صَرْفِهَا ، وَلَا يَمْلِكُ رَأْسَهَا ، لِمَا بِهِ مِنَ الْجَهْدِ بِصَوْمِهِ فِي سَفَرِهِ ، وَصَارَ إِلَى حَالٍ يَحْتَاجُ أَنْ يُعَلَّلَ فِيهَا بِرَشِّ الْمَاءِ عَلَيْهِ لِئَلَّا تَتْلَفَ نَفْسُهُ . وَلَا شَكَّ أَنَّ مَنْ كَانَ قَدْ بَلَغَ بِهِ الصَّوْمُ فِي سَفَرِهِ إِلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ أَنَّ الْإِفْطَارَ أَوْلَى بِهِ مِنَ الصَّوْمِ ، وَلَا بِرَّ فِي صَوْمِهِ وَهُوَ كَذَلِكَ ، بَلِ الْبِرُّ فِي الْإِفْطَارِ لِيُحْيِيَ بِهِ نَفْسَهُ ، بَلْ هُوَ إِنْ صَامَ وَهُوَ كَذَلِكَ فِي سَفَرِهِ ، فِي الْإِثْمِ كَالْمُفْطِرِ فِي الْحَضَرِ ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَأَمَّا إِذَا كَانَ لِلصَّوْمِ مُطِيقًا وَعَلَيْهِ قَوِيًّا ، وَعَلَى نَفْسِهِ بِالصَّوْمِ غَيْرَ خَائِفٌ مَكْرُوهًا ، وَلَا عَلَى مَنْ هُوَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ مُدْخِلٌ بِصَوْمِهِ ضَرًّا ، فَالصَّوْمُ لَا شَكَّ لَهُ أَفْضَلُ ، وَذَلِكَ أَنَّ :

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2147 الْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ ، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ ، وَمَا مِنَّا صَائِمٌ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

2148 حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الدِّمَشْقِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ ، قَالَتْ : أَخْبَرَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ الْحَرِّ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ ، وَمَا فِي الْقَوْمِ صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ : لَوْ أَنَّا صُمْنَا بَقِيَّةَ شَهْرِنَا فَإِنَّ الشَّهْرَ قَدْ تَسَعْسَعَ ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ : قَدْ تَسَعْسَعَ قَدْ أَدْبَرَ وَمَضَى أَكْثَرُهُ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيلُ .
وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِكُلِّ مَا وَلِي وَأَدْبَرَ وَدَنَا فَنَاؤُهُ : قَدْ تَسَعْسَعَ ، وَمِنْهُ قِيلَ : لِلَّيْلِ إِذَا أَدْبَرَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا الْيَسِيرُ : قَدْ سَعْسَعَ ، وَتَسَعْسَعَ ، وَعَسْعَسَ ، وَمِنْ قَوْلِهِمْ تَسَعْسَعَ قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا
وَلَوْ رَجَا تَبْعَ الصِّبَا تَتَبَّعَا
وَذَلِكَ مِنْ لُغَةِ مَنْ قَالَ : سَعْسَعَ اللَّيْلُ وَالْإِنْسَانُ ، إِذَا أَدْبَرَ كِبَرًا ، وَدَنَا انْقِضَاءُ أَيَّامِهِ ، وَذَلِكَ عَنِيَ رُؤْبَةُ بِقَوْلِهِ : يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا ، يَقُولُ : مَا أَسْرَعَ مَا أَدْبَرَ وَدَنَا مِنَ الْفَنَاءِ .
وَأَمَّا مِنْ لُغَةِ مَنْ قَالَ : عَسْعَسَ ، فَقَوْلُ عِلْقَةَ بْنِ قُرْطٍ :
حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ لَهُ تَنَفَّسَا
وَانْجَابَ عَنْهَا لَيْلُهَا وَعَسْعَسَا
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : عَسْعَسَ : أَدْبَرَ ، وَبِهَذِهِ اللُّغَةِ نَزَلَ الْقُرْآنُ وَذَلِكَ قَوْلُهُ : { وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } ، وَأَمَّا قَوْلُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ : رَأَيْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَصُومُ فِي السَّفَرِ حَتَّى أَذْلَقَهَا أَوْ قَالَ : أَذْرَقَهَا السَّمُومُ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : أَذْلَقَهَا هَزَلَهَا ، وَجَهَدَهَا ، مِنْ قَوْلِهِمْ : سَهْمٌ مُذَلَّقٌ ، إِذَا كَانَ مُحَدَّدًا ، يُقَالُ مِنْهُ : ذَلَّقْتُ السَّهْمَ ، وَأَذْلَقْتُهُ إِذَا حَدَدْتُهُ ، وَذَلَقَ السَّهْمُ يَذْلُقُ ذَلْقًا ، إِذَا صَارَ حَدِيدًا ، وَمِنْ قَوْلِهِمْ : ذَلَقَ السَّهْمُ ، قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
حَجَرِيَّةٍ كَالْجَمْرِ مِنْ سَنِّ الذَّلَقْ

يُكْسِينَ أَرْيَاشًا مِنَ الطَّيْرِ الْعُتُقْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،