جِمَاعُ أَبْوَابِ الصَّلَاةِ قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ الْمُسَافِرِ يُدْرِكُ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ التَّشَهُّدَ وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُسَافِرِ يُدْرِكُ مَعَ الْإِمَامِ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ التَّشَهُّدَ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يُصَلِّي أَرْبَعًا ، كَذَلِكَ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيُشْبِهُ ذَلِكَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، كَذَلِكَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ .

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

مَسْأَلَةٌ وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ عَلَيْهِ مِنْهَا سَجْدَةً ، فَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ : يَسْجُدُ سَجْدَةً ، وَيَأْتِي بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ .
وَفِي قَوْلِ أَحْمَدَ : يَسْجُدُ سَجْدَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ أَخَذَ فِي عَمَلِ الثَّانِيَةِ ، ثُمَّ يُضِيفُ إِلَيْهَا رَكْعَةً أُخْرَى

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ الْقَوْمِ تَفُوتُهُمُ الْجُمُعَةُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ نَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ مَنْ فَاتَتْهُ الْجُمُعَةُ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا .
وَاخْتَلَفُوا فِي الْقَوْمِ تَفُوتُهُمُ الْجُمُعَةُ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يُصَلُّونَ جَمَاعَةً ، رُوِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَفَعَلَهُ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَزِرٌّ ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ : رُبَّمَا فَعَلْتُهُ أَنَا ، وَالْأَعْمَشُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1810 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : صَلَّيْتُ أَنَا وَزِرٌّ ، فَأَمَّنِي وَفَاتَتْنَا الْجُمُعَةُ ، فَسَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ : فَعَلَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلْقَمَةَ ، وَالْأَسْوَدُ ، قَالَ سُفْيَانُ : رُبَّمَا فَعَلْتُهُ أَنَا ، وَالْأَعْمَشُ وَبِهِ قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ : لَا أَكْرَهُ جَمْعَهَا إِلَّا أَنْ يَجْمَعَهَا اسْتِخْفَافًا بِالْجُمُعَةِ ، أَوْ رَغْبَةً عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ ، وَآمُرُ أَهْلَ السِّجْنِ ، وَأَهْلَ الصِّنَاعَاتِ مِنَ الْعَبِيدِ أَنْ يُجَمِّعُوا ، وَكَانَ إِسْحَاقُ يَرَى الْقَوْمَ يَفُوتُهُمُ الْجُمُعَةُ ، أَنْ يُصَلُّوا جَمَاعَةً . وَقَالَ إِسْحَاقُ ، وَأَبُو ثَوْرٍ فِيمَنْ حُبِسَ ، وَالْمَرْضَى : لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ جَمَاعَةً الظُّهْرَ ، وَكَانَ مَالِكٌ يُرَخِّصُ لِأَهْلِ السِّجْنِ ، وَالْمُسَافِرِ ، وَالْمَرْضَى أَنْ يُجَمِّعُوا ، وَاخْتَلَفَ قَوْلُهُ فِي الْقَوْمِ تَفُوتُهُمُ الْجُمُعَةُ ، فَحَكَى بِشْرُ بْنُ عُمَرَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : إِنْ شَاءُوا صَلَّوْا فُرَادَى ، وَإِنْ شَاءُوا جَمَاعَةً ، وَحَكَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : لَا يُصَلُّونَ إِلَّا أَفْذَاذًا . وَكَرِهَتْ طَائِفَةٌ أَنْ يُصَلِّيَ مَنْ فَاتَتْهُ الْجُمُعَةُ جَمَاعَةً ، وَمِمَّنْ رُوِيَ أَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ الْحَسَنُ ، وَأَبُو قِلَابَةَ ، وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ ، وَالنُّعْمَانِ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَا مَعْنَى لِكَرَاهِيَةِ مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ بَلْ يُسْتَحَبُّ ذَلِكَ ، وَيُرْجَى لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِمَّنْ لَهُ عُذْرٌ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْجُمُعَةِ ، فَضْلُ الْجَمَاعَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1811 أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ جُزْءً

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ الرَّجُلِ يُصَلِّي الظُّهْرَ ، وَعَلَيْهِ فَرْضُ الْجُمُعَةِ قَبْلَ صَلَاةَ الْإِمَامِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الَّذِي لَا عُذْرَ لَهُ يُصَلِّي الظُّهْرَ قَبْلَ صَلَاةِ الْإِمَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : لَا يُجْزِيِهِ ، وَعَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَأْتِ الْجُمُعَةَ أَنْ يُعِيدَهَا ظُهْرًا ، هَذَا قَوْلُ الثَّوْرِيِّ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : آمُرُهُ يُعِيدُ ، وَالْفَرْضُ الَّذِي صَلَّى فِي بَيْتِهِ إِذَا كَانَ إِمَامٌ يُؤَخِّرُ الْجُمُعَةَ ، فَأَمَّا إِذَا كَانَ الْإِمَامُ يُعَجِّلُ الْجُمُعَةَ ، فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَأْتِيَ الْجُمُعَةَ ، وَكَذَلِكَ قَالَ إِسْحَاقُ .
وَحُكِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ : يُصَلِّي مَعَ الْإِمَامِ ، وَلَا يَعْتَدُّ بِتِلْكَ ، وَكَانَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ يَقُولُ فِيمَنْ صَلَّى الْمَكْتُوبَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، ثُمَّ انْتَهَى الْإِمَامُ ، فَوَجَدَهُمْ لَمْ يُصَلُّوا ، أَوْ هُمْ فِي الصَّلَاةِ ، قَالَ : يُصَلِّي مَعَهُمْ ، يَصْنَعُ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ .
وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ : قَالَهُ النُّعْمَانُ ، قَالَ فِي الرَّجُلِ يُصَلِّي الظُّهْرَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ يُرِيدُ الْجُمُعَةَ ، قَالَ : قَدِ انْتَقَضَتْ جُمُعَةُ الظُّهْرِ .
وَقَالَ مُحَمَّدٌ ، وَيَعْقُوبِ : لَا تِنْتَقَضُ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ فِي الْجُمُعَةِ .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَقَوْلُ مُحَمَّدٍ ، وَيَعْقُوبَ قَوْلٌ رَابِعٌ .
وَفِيهِ قَوْلٌ خَامِسٌ : قَالَهُ أَبُو ثَوْرٍ ، قَالَ : إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الظُّهْرَ بَعْدَ الزَّوَالِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ أَدْرَكَ الْجُمُعَةَ صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ ، وَكَانَتْ لَهُ نَافِلَةً ، وَحُكِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنِ الشَّافِعِيِّ .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَقَدْ كَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ إِذْ هُوَ بِالْعِرَاقِ ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ إِلَى مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَوْلُ الشَّافِعِيِّ آخِرُ قَوْلَيْهِ صَحِيحٌ ؛ لِأَنَّ الَّذِي صَلَّى الظُّهْرَ صَلَّى مَا لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ؛ لِأَنَّ الْمَفْرُوضَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ الْجُمُعَةُ ، لَا الظُّهْرُ ، فَإِذَا صَلَّى الظُّهْرَ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، فَإِذَا فَاتَتْهُ الْجُمُعَةُ صَلَّى حِينَئِذٍ صَلَاةَ الظُّهْرِ ، وَكُلُّ مَنْ صَلَّى الظُّهْرَ مِنَ الْمَرْضَى ، وَالْمُسَافِرِينَ ، وَالنِّسَاءِ ، وَالْعَبِيدِ الَّذِينَ لَيْسَ عَلَيْهِمْ فَرْضُ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الزَّوَالِ ، فَقَدْ أَدَّى مَا عَلَيْهِ ، وَإِنْ حَضَرَ بَعْدَ ذَلِكَ الْإِمَامُ ، وَصَلَّى مَعَهُ ، فَهِيَ لَهُ تَطَوُّعٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ الْإِمَامِ يَفْتَتِحُ بِالْجَمَاعَةِ الْجُمُعَةَ ، ثُمَّ يَفْتَرِقُونَ عَنْهُ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْإِمَامِ يَفْتَتِحُ بِالْجَمَاعَةِ الْجُمُعَةَ ، ثُمَّ يَفْتَرِقُونَ عَنْهُ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : إِذَا خَطَبَ الْإِمَامُ ، ثُمَّ نَزَلَ فَكَبَّرَ فَفَزِعَ النَّاسُ خَلْفَهُ ، فَذَهَبُوا إِلَّا رَجُلَيْنِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، وَإِنْ بَقِيَ مَعَهُ رَجُلٌ وَاحِدٌ صَلَّى أَرْبَعًا ، هَكَذَا قَالَ الثَّوْرِيُّ .
وَفِيهِ قَوْلٌ ثَانٍ : وَهُوَ أَنْ يُصَلِّيَ بِهِمْ إِذَا كَانَ بَقِيَ مَعَهُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا ، هَكَذَا قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1812 وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ جَابِرٍ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حدثنا عَفَّانُ ، قَالَ : حدثنا خَالِدٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَقْبَلَتْ عِيرٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْفَتَلَ النَّاسُ ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا } الْآيَةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى إِخْبَارِهِ أَنْ تُصَلَّى الْجُمُعَةُ بِأَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ : وَهُوَ أَنْ يُصَلِّيَ إِذَا خَطَبَ بِهِمْ ، ثُمَّ دَخَلَ الصَّلَاةَ ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنْهُ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا وَاحِدٌ ، أَوْ كَانَ وَحْدَهُ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ ، وَهِيَ لَهُ وَلَهُمْ جُمُعَةٌ ، هَذَا قَوْلُ أَبِي ثَوْرٍ ، قَالَ : وَإِنِ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدَ الْخُطْبَةِ ، فَإِنْ بَقِيَ مَعَهُ مَا يَكُونُ عَلَيْهِمْ جَمَاعَةٌ ، وَذَلِكَ اثْنَانِ فَصَاعِدًا صَلَّى الْجُمُعَةَ . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : إِذَا خَطَبَ بِأَرْبَعِينَ ، ثُمَّ كَبَّرَ ، ثُمَّ انْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ ، فَفِيهَا قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا إِنْ بَقِيَ مَعَهُ اثْنَانِ ، فَصَلَّى الْجُمُعَةَ أَجْزَأَتْهُ ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي : لَا يُجْزِيهِ بِحَالٍ ، حَتَّى يَكُونَ مَعَهُ أَرْبَعُونَ حِينَ يَدْخُلُ ، وَحِينَ يُكْمِلُ الصَّلَاةَ . وَحَكَى أَبُو ثَوْرٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ صَلَّى الْجُمُعَةَ ، وَإِنْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ ، وَفِي كِتَابِ الْبُوَيْطِيِّ ، وَإِنِ انْفَضُّوا عَنْهُ إِلَّا رَجُلَيْنِ ، وَهُوَ الثَّالِثُ أَجْزَأَهُ ، وَإِنْ كَانَ هُوَ وَآخَرُ لَمْ يُجْزِهِ . وَكَانَ الْمُزَنِيُّ يَقُولُ : وَالَّذِي هُوَ أَشْبَهُ بِهِ عِنْدِي إِنْ كَانَ صَلَّى رَكْعَةً ، ثُمَّ انْفَضُّوا عَنْهُ صَلَّى أُخْرَى مُنْفَرِدًا ، قَالَ : وَمِمَّا يَدُلُّ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ : إِنَّهُ صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً ، ثُمَّ أَحْدَثَ ، بَنَوْا وُحْدَانًا رَكْعَةً ، وَأَجْزَأَتْهُمْ . وَقَالَ النُّعْمَانُ فِي الْإِمَامِ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ ، فَنَفَرَ النَّاسُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ وَيَسْجُدَ ، قَالَ : يَسْتَقْبِلُ الظُّهْرَ ، وَإِنْ نَفَرَ النَّاسُ عَنْهُ بَعْدَمَا رَكَعَ ، وَسَجَدَ سَجْدَةً بَنَى عَلَى الْجُمُعَةِ ، وَقَالَ يَعْقُوبُ ، وَمُحَمَّدٌ : إِذَا افْتَتَحَ الْجُمُعَةَ ، وَهُمْ مَعَهُ ، ثُمَّ نَفَرَ النَّاسُ وَذَهَبُوا صَلَّى الْجُمُعَةَ عَلَى حَالِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ أَهْلِ الْقَرْيَةِ لَا يَحْضُرُهُمْ ، أَوْ غَابَ الْأَمِيرُ ، أَوِ اسْتُقْبِلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ ، فَصَلَّوَا الْجُمُعَةَ بِغَيْرِ أَمِيرٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : مَضَتِ السُّنَّةُ بِأَنَّ الَّذِي يُقِيمُ الْجُمُعَةَ السُّلْطَانُ ، أَوْ مَنْ قَامَ بِهَا بِأَمْرِ السُّلْطَانِ .
وَاخْتَلَفُوا فِي الْجُمُعَةِ تَحْضُرُ ، وَلَيْسَ بِحَضْرَتِهِمْ وَالٍ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يُصَلُّونَ ظُهْرًا أَرْبَعًا هَذَا قَوْلُ الْأَوْزَاعِيِّ ، وَبِهِ قَالَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ يَقُولُ : لَا يُقِيمُ الْجُمُعَةَ إِلَّا مَنْ أَقَامَ الْحُدُودَ ، وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : أَرْبَعٌ إِلَى السُّلْطَانِ الْحُدُودُ ، وَالْجُمُعَةُ ، وَالزَّكَاةُ ، وَنَسِيَ الرَّاوِيُّ الْحَدِيثَ الرَّابِعَ ، وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ : لَا تَكُونُ الْجُمُعَةُ إِلَّا بِأَمِيرٍ وَخُطْبَةٍ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يُصَلِّي بِهِمْ بَعْضُهُمْ ، وَتُجْزِيهِمْ جُمُعَتُهُمْ هَذَا قَوْلُ مَالِكٍ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ ، وَأَبِي ثَوْرٍ ، وَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ : وَقَدْ صَلَّى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ بِالنَّاسِ حِينَ أَخْرَجُوا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، وَصَلَّى ابْنُ مَسْعُودٍ بِالنَّاسِ لَمَّا أَبْطَأَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ الْخُرُوجَ ، وَصَلَّى عَلِيٌّ ، وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ ، وَأَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدٌ حِينَ قُتِلَ الْأُمَرَاءُ ، وَلَمْ يَكُنْ أَمِيرًا يَقُومُ لِلنَّاسِ بِأَمْرِهِمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ وُجُوبِ حُضُورِ الْجُمُعَةِ مَعَ الْأَئِمَّةِ الْجَوَرَةِ ، وَالصَّلَاةِ خَلْفَهُمْ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ الْآيَةَ .
فَظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ تُوجِبُ السَّعْيَ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَزَمَانٍ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَسْتَثْنِيَ وَقْتًا دُونَ وَقْتٍ ، وَلَا إِمَامًا دُونَ إِمَامٍ إِلَّا بِحُجَّةٍ ، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ : إِنَّ الصَّلَاةَ مِنْ أَحْسَنِ مَا عَمِلَ النَّاسُ ، فَإِذَا أَحْسَنُوا ، فَأَحْسِنْ ، وَإِذَا أَسَاءُوا ، فَلَا تُسِئْ ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ ، وَاعْتَزَلَ ابْنُ عُمَرَ مِنًى فِي قِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَصَلَّى مَعَ الْحُجَّاجِ ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : الصَّلَاةُ حَسَنَةٌ لَا أُبَالِي مَنْ يُشَارِكُنِي فِيهَا ، وَالْأَخْبَارُ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَنِ التَّابِعِينَ فِي هَذَا الْبَابِ تَكْثُرُ ، غَيْرَ أَنَّهَا لَا تَخْتَلِفُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ كُلِّ إِمَامٍ فِي كُلِّ وَقْتٍ ، بَرًّا كَانَ ، أَوْ فَاجِرًا ، مَا دَامُوا يُصَلُّونَهَا لِوَقْتِهَا ، فَإِنْ أَخَّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا صَلَّيْتَ لِوَقْتِهَا ، وَكَانَتِ الصَّلَاةُ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا ، وَقَدْ حُكِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجُمُعَةِ مَعَ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْنَا الْجُمُعَةَ ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَنْ يُصَلِّي بِنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ : إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ الْآيَةَ ، فَنَحْنُ نَسْعَى كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،