ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَسْلِيمًا
301 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَلَمَّا مَاتَ دَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَيْ رَسُولَ اللهِ ، هَذَا الَّذِي تَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ ، مَتَى يَرَكَ الْمُسْلِمُونَ تَبْكِي يَبْكُوا قَالَ : فَلَمَّا شُرِيَتْ عَنْهُ عَبْرَتُهُ قَالَ : إِنَّمَا هَذَا رُحْمٌ ، وَإِنَّ مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ ، إِنَّمَا نَنْهَى النَّاسَ عَنِ النِّيَاحَةِ ، وَأَنْ يُنْدَبَ الرَّجُلُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْلاَ أَنَّهُ وَعْدٌ جَامِعٌ وَسَبِيلٌ مِئْتَاءٌ ، وَأَنَّ آخِرَنَا لاَحِقٌ بِأَوَّلِنَا ، لَوَجِدْنَا عَلَيْهِ وَجْدًا غَيْرَ هَذَا ، وَإِنَّا عَلَيْهِ لَمَحْزُونُونَ تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلاَ نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ وَفَضْلُ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ.
300 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، مِثْلَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قَالَتْ : مَنْ سُقِيَ أَلْبَانَ الضَّأْنِ سَمِنَ وَابْيَضَّ. قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قِطْعَةُ غَنَمٍ تَرُوحُ عَلَيْهِ وَلَبَنُ لِقَاحٍ لَهُ ، فَكَانَ جِسْمُهُ وَجِسْمُ أُمِّهِ مَارِيَةَ حَسَنًا.
299 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيَّ فَقَالَ : انْظُرِي إِلَى شَبَهِهِ بِي فَقُلْتُ : مَا أَرَى شَبَهًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ تَرَيْنَ إِلَى بَيَاضِهِ وَلَحْمِهِ ؟ فَقُلْتُ : إِنَّهُ مَنْ قُصِرَ عَلَيْهِ اللِّقَاحُ ابْيَضَّ وَسَمِنَ.
298 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضَعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ يَأْتِيهِ ونَجِيءُ مَعَهُ ، فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَخِّنُ قَالَ : وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ.
295 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ إِبْرَاهِيمَ أَعْتَقَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ وَلَدُهَا.
296 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ : لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ تَنَافَسَتْ فِيهِ نِسَاءُ الأَنْصَارِ أَيَّتُهُنَّ تُرْضِعُهُ فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى أُمِّ بُرْدَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ، وَزَوْجُهَا الْبَرَاءُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَكَانَتْ تُرْضِعُهُ ، وَكَانَ يَكُونُ عِنْدَ أَبَوَيْهِ فِي بَنِي النَّجَّارِ وَيَأْتِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُمَّ بُرْدَةَ فَيَقِيلُ عِنْدَهَا وَيُؤْتَى بِإِبْرَاهِيمَ.
297 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلاَمٌ فَسَمَّيْتُهُ بِأَبِي إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ : أَبُو سَيْفٍ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَتَبِعْتُهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ وَقَدِ امْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا فَأَسْرَعْتُ فِي الْمَشْيِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَيْفٍ أَمْسِكْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَمْسَكَ وَدَعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ.
290 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُعْجَبُ بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعْدَةً جَمِيلَةً فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأُخْتَهَا عَلَى أُمِّ سُلَيْمِ بِنْتِ مِلْحَانَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الإِسْلاَمَ فَأَسْلَمَتَا ، فَوَطِئَ مَارِيَةَ بِالْمِلْكِ وَحَوَّلَهَا إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْعَالِيَةِ ، كَانَ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ ، فَكَانَتْ فِيهِ فِي الصَّيْفِ وَفِي خُرَافَةِ النَّخْلِ ، فَكَانَ يَأْتِيهَا هُنَاكَ ، وَكَانَتْ حَسَنَةَ الدِّينِ ، وَوَهَبَ أُخْتَهَا سِيرِينَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ . وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غُلاَمًا فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمُ ، وَعَقَّ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِشَاةٍ يَوْمَ سَابِعِهِ ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ فَتَصَدَّقَ بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضَّةً عَلَى الْمَسَاكِينِ ، وَأَمَرَ بِشَعَرِهِ فَدُفِنَ فِي الأَرْضِ ، وَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ ، وَكَانَتْ قَابِلَتُهَا سَلْمَى مَوْلاَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَخَرَجَتْ إِلَى زَوْجِهَا أَبِي رَافِعٍ فَأَخْبَرَتْهُ بِأَنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ غُلاَمًا ، فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَبَشَّرَهُ فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا ، وَغَارَ نِسَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاشْتَدَّ عَلَيْهِنَّ حِينَ رُزِقَ مِنْهَا الْوَلَدَ.
288 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ بَعَثَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُقَوْقِسِ الْقِبْطِيِّ صَاحِبِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الإِسْلاَمِ ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ قَالَ خَيْرًا ، وَأَخَذَ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مَخْتُومًا فَجَعَلَهُ فِي حُقٍّ مِنْ عَاجٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ ، وَدَفَعَهُ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ ، وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَوَابَ كِتَابِهِ وَلَمْ يُسْلِمْ ، وَأَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةَ وَأُخْتَهَا سِيرِينَ وَحِمَارَهُ يَعْفُورَ وَبَغْلَتَهُ دُلْدُلَ ، وَكَانَتْ بَيْضَاءَ وَلَمْ يَكُ فِي الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهَا.