بَابُ ذِكْرِ مَا تَأَدَّى إِلَيْنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ رَدِّهِمَا عَلَى الْقَدَرِيَّةِ , وَإِنْكَارِهِمَا عَلَيْهِمْ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

435 وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ مَعْنٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ : مَا كَانَ كُفْرٌ بَعْدَ نُبُوَّةٍ إِلَّا كَانَ مَعَهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

436 وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ قَالَ : نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقُ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ : لَمَّا تَكَلَّمَ مَعْبَدُ الْجُهَنِيُّ بِمَا تَكَلَّمَ فِيهِ فِي شَأْنِ الْقَدَرِ ، فَأَنْكَرْنَا مَا جَاءَ بِهِ ، فَحَجَجْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَجَّةً ، فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا قَالَ : أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ : مِلْ بِنَا إِلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ ، أَوْ لَوْ مِلْتَ بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ؟ فَلَقِينَا بِهَا مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلْنَاهُمْ عَمَّا جَاءَ بِهِ مَعْبَدٌ ، فَمِلْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ وَنَحْنُ نَؤُمُّ أَبَا سَعِيدٍ أَوِ ابْنَ عُمَرَ ، فَإِذَا ابْنُ عُمَرَ قَاعِدٌ ، فَاكْتَنَفْنَاهُ ، فَقَدَّمَنِي حُمَيْدٌ لِلْمَسْأَلَةِ ، وَكُنْتُ أَجْرَأُ عَلَى الْمِنْطَقِ مِنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّ قَوْمًا قَدْ نَشَأُوا بِالْعِرَاقِ ، وَقَرَءُوا الْقُرْآنَ وَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ يَقُولُونَ : لَا قَدَرَ قَالَ : فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ : إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَهُمْ مِنِّي بُرَآءُ ، لَوْ أَنْفَقُوا مَا فِي الْأَرْضِ ذَهَبًا مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ، حَتَّى يُؤْمِنُوا بِالْقَدَرِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ قَالَ : نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مِثْلَهُ وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ : نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرٍ قَالَ الْفِرْيَابِيُّ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ كَهْمَسًا ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَا جَمِيعًا : كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي هَذَا الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدُ الْجُهَنِيُّ ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرِينَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

437 وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : نا أَبِي قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، فَحَمِدْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَذَكَرْنَاهُ ، فَقُلْتُ : لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ ، فَقَالَ ثَبَّتَكَ اللَّهُ ، كُنَّا عِنْدَ سَلْمَانَ فَحَمِدْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَذَكَرْنَاهُ فَقُلْتُ لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ فَقَالَ سَلْمَانُ : ثَبَّتَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَأَخْرَجْ مِنْهُ مَا هُوَ ذَارِيءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَخَلَقَ الذِّكْرَ وَالْأُنْثَى ، وَالشَّقَاوَةَ وَالسَّعَادَةَ ، وَالْأَرْزَاقَ وَالْآجَالَ وَالْأَلْوَانَ ، فَمَنْ عِلْمَ السَّعَادَةَ فَعَلَ الْخَيْرَ ، وَمَجَالِسَ الْخَيْرِ ، وَمَنْ عِلْمَ الشَّقَاوَةَ فَعَلَ الشَّرَّ ، وَمَجَالِسَ الشَّرِّ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

438 وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : نا أَبُو عُثْمَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ ، أَوْ سَلْمَانَ وَلَا أَرَاهُ إِلَّا سَلْمَانَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَمَرَ طِينَةَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ فِيهِ ، فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ ، وَكُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى ، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا قَالَ : فَمِنْ ثَمَّ يَخْرُجُ الْحَيُّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَالْمَيِّتُ مِنَ الْحَيِّ أَوْ كَمَا قَالَ وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ : نَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَمَرَ طِينَةَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ فِيهِ : عَنْ سَلْمَانَ وَحْدَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

439 وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ : نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ : نَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْأَزْدِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِسَلْمَانَ : مَا قَوْلُ النَّاسِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ؟ قَالَ : حِينَ تُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ ، تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَلَا تَقُولُ : لَوْ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا لَكَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَوْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا ، لَمْ يَكُنْ كَذَا وَكَذَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

440 وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ يومَ الْأَحَدِ وَالْإِثْنَيْنِ ، وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَخَلَقَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْم الْجُمُعَةِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى عَجَلٍ ، ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ : تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَعْضِهِ الرُّوحُ ذَهَبَ لِيَجْلِسَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } فَلَمَّا تَتَابَعَ فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ : اللَّهُ تَعَالَى : رَحِمَكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، فَفَعَلَ فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ فَأَخْرَجَ فِيهِمَا مَنْ هُوَ خَالِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَبَضَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اخْتَرْ يَا آدَمُ ، فَقَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَكَ يَا رَبِّ ، وَكِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينُ ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا ذُرِّيَّتُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمْ مَنْ قَضَيْتُ أَنْ أَخْلُقَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَإِذَا فِيهِمْ مَنْ لَهُ وَبِيصٌ فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمُ الْأَنْبِيَاءُ قَالَ : فَمَنْ هَذَا الَّذِي كَانَ لَهُ وَبِيصٌ ؟ قَالَ : هُوَ ابْنُكَ دَاوُدُ قَالَ : فَكَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً قَالَ : فَكَمْ عُمْرِي ؟ قَالَ : أَلْفُ سَنَةٍ قَالَ فَزِدْهُ يَا رَبِّ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ : إِنْ شِئْتَ قَالَ : فَقَدْ شِئْتُ ، إِذًا تَكْتُبُ وَتَخْتِمُ ، وَلَا يُبَدَّلُ ، ثُمَّ رَأَى فِي آخِرِ كَفِّ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُمْ آخِرُهُمْ لَهُ فَضْلُ وَبِيصٍ قَالَ : فَمَنْ هَذَا يَا رَبُّ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، هُوَ آخِرُهُمْ وَأَوَّلُهُمْ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، فَلَمَّا أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ قَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ : أَوَ لَمْ تَكُنْ وَهَبْتُهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَنَسِيَ آدَمُ ، فَنَسِيتَ ذُرِّيَّتُهُ ، وَعَصَى آدَمُ فَعَصَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُمِرَ بِالشُّهُودِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

441 وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ قَالَ : نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أَبِي بْنِ كَعْبٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ } إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ { أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } قَالَ : جَمَعَهُمْ لَهُ يَوْمَئِذٍ جَمِيعًا مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَزْوَاجًا ، ثُمَّ صَوَّرَهُمْ وَاسْتَنْطَقَهُمْ وَتَكَلَّمُوا ، وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ : { وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ، أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ ، أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، فَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا ، فَإِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلِي يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي , وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كُتُبِي ، فَقَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا ، لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ ، وَلَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ ، وَرُفِعَ لَهُمْ أَبُوهُمْ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ ، وَحَسَنَ الصُّورَةِ وَدُونَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ لَوْ شِئْتَ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَشْكُرَ ، وَرَأَى فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخِرَ فِي الرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ، وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ } الْآيَةَ وَهُوَ قَوْلُهُ : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } وَذَلِكَ قَوْلُهُ : { هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى } وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ ، وَكُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى ، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ، فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ } فَكَانَ فِي عِلْمِهِ تَعَالَى يَوْمَ أَقَرُّوا بِهِ مَنْ يُكَذِّبُ بِهِ وَمَنْ يُصَدِّقُ بِهِ ، فَكَانَ رُوحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي تِلْكَ الْأَرْوَاحِ الَّتِي أَخَذَ عَلَيْهَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ فِي زَمَنِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَأَرْسَلَ ذَلِكَ الرُّوحَ إِلَى مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ حِينَ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا : { فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا } إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا فَحَمَلَتْهُ } قَالَ : فَحَمَلَتِ الَّتِي خَاطَبَهَا وَهُوَ رُوحُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ إِسْحَاقُ : قَالَ حَكَّامٌ : نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : دَخَلَ مِنْ فِيهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

442 أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : نا الزُّبَيْدِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : أَنَّهُ غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فاضَ مِنْهَا ، حَتَّى قُمْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا ، وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ عُقْبَةَ امْرَأَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى الْمَسْجِدِ ، تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ، فَلَبِثُوا سَاعَةً ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي غَشْيَتِهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ كَبَّرَ وَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَمَنْ يَلِيهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَغُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : صَدَقْتُمْ ، فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي ، رَجُلَانِ أَجِدُ مِنْهُمَا شِدَّةً وَغَلْظَةً : فَقَالَا : انْطَلِقْ بِنَا نُحَاكِمُكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ فَانْطَلَقَا بِي ، حَتَّى لَقِينَا رَجُلًا ، فَقَالَ : أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا ؟ قَالَا : نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ قَالَ : فَارْجِعَا فَإِنَّهُ مِمَّنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ وَالْمَغْفَرَةَ ، وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ ، وَإِنَّهُ يَسْتَمْتِعُ بِهِ بَنَوْهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ : فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ : غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ ، وَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَبْلَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

443 أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : نَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ أَبَاهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ لَمَّا احْتُضِرَ سَأَلَهُ ابْنُهُ فَقَالَ : يَا أَبَتِ أَوْصِنِي قَالَ : أَجْلِسُونِي ، فَلَمَّا أَجْلَسُوهُ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، اتَّقِ اللَّهَ ، وَلَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَلَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَتَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، سَمِعْتُ النَّبَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْقَدَرُ عَلَى هَذَا مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلَ النَّارَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

444 وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ : نَا بَقِيَّةُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : سَأَلْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ إِيَّاكَ ، حِينَ حَضْرَهُ الْمَوْتُ ؟ قَالَ : دَعَانِي فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَلَنْ تُطْعَمَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ الْعِلْمَ ، حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَتِ ، وَكَيْفَ لِي أَنْ أُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ : خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ؟ قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ , أَيْ بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ قَالَ : اكْتُبْ قَالَ : مَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ قَالَ : فَجَرَى الْقَلَمُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،