ذِكْرُ وَصِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ
3555 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : حَضَرْتُ دَفْنَ أَبِي بَكْرٍ ، فَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْزِلَ ، فَقَالَ عُمَرُ : كُفِيتَ.
3556 أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ أَقَامَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةُ النَّوْحَ فَبَلَغَ عُمَرَ فَجَاءَ فَنَهَاهُنَّ عَنِ النَّوْحِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَنْتَهِينَ ، فَقَالَ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ : أَخْرِجْ إِلَيَّ ابْنَةَ أَبِي قُحَافَةَ ، فَعَلاَهَا بِالدِّرَّةِ ضَرَبَاتٍ ، فَتَفَرَّقَ النَّوَائِحِ حِينَ سَمِعْنَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : تُرِدْنَ أَنْ يُعَذَّبَ أَبُو بَكْرٍ بِبُكَائِكُنَّ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ.
3560 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ : جُعِلَ قَبْرُ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُسَطَّحًا ، وَرُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ.
{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} .
3494 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ سُمَيَّةَ ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ : مَنْ لاَ يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا ... لاَبُدَّ يَوْمًا أَنَّهُ يُهْرَاقُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ :
3472 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ : إِنِّي لاَ أَعْلَمُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ اللِّقْحَةِ ، وَغَيْرَ هَذَا الْغُلاَمِ الصَّيْقَلِ كَانَ يَعْمَلُ سُيُوفَ الْمُسْلِمِينَ وَيَخْدُمُنَا ، فَإِذَا مُتُّ فَادْفَعِيهِ إِلَى عُمَرَ ، فَلَمَّا دَفَعْتُهُ إِلَى عُمَرَ قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، لَقَدْ أَتَعْبَ مَنْ بَعْدَهُ.
3473 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : أَطَفْنَا بِغُرْفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي مَرْضَتِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا ، قَالَ : فَقُلْنَا : كَيْفَ أَصْبَحَ أَوْ كَيْفَ أَمْسَى خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا اطّلاَعَةً ، فَقَالَ : أَلَسْتُمْ تَرْضَوْنَ بِمَا أَصْنَعُ ؟ قُلْنَا : بَلَى قَدْ رَضِينَا . قَالَ : وَكَانَتْ عَائِشَةُ هِيَ تُمَرِّضُهُ قَالَ : فَقَالَ : أَمَا إِنِّي قَدْ كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أُوَفِّرَ لِلْمُسْلِمِينَ فَيْئَهُمْ مَعَ أَنِّي قَدْ أَصَبْتُ مِنَ اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ ، فَانْظُرُوا إِذَا رَجَعْتُمْ مِنِّي فَانْظُرُوا مَا كَانَ عِنْدَنَا ، فَأَبْلِغُوهُ عُمَرَ قَالَ : فَذَاكَ حَيْثُ عَرَفُوا أَنَّهُ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ قَالَ : وَمَا كَانَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ مَا كَانَ إِلاَّ خَادِمٌ وَلَقْحَةٌ وَمِحْلَبٌ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ يُحْمَلُ إِلَيْهِ قَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ.
3474 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعَلَيْهِ سِتَّةُ آلاَفٍ كَانَ أَخَذَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ : إِنَّ عُمَرَ لَمْ يَدَعْنِي حَتَّى أَصَبْتُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ سِتَّةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ ، وَإِنَّ حَائِطِيَ الَّذِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فِيهَا ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَقَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، لَقَدْ أَحَبَّ أَنْ لاَ يَدَعَ لأَحَدٍ بَعْدَهُ مَقَالاَّ ، وَأَنَا وَالِي الأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَقَدْ رَدَدْتُهَا عَلَيْكُمْ.