أَخْبَارُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ
1741 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ قَالَ : كَتَبَ إِلَيْنَا ضَمْرَةُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ : كَانَ نَفَقَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَيْنِ |
1742 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : مَنْ لَمْ يُعِدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ |
1743 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ حَكِيمٍ قَالَ : قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : يَا مُغِيرَةُ ، إِنَّى أَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ مِنَ النَّاسِ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ صَلَاةً وَصَوْمًا مِنْ عُمَرَ ، فَإِمَّا أَنْ أَكُونَ رَأَيْتُ رَجُلًا أَشَدَّ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عُمَرَ فَإِنِّي لَمْ أَرَهُ ، كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أَلْقَى نَفْسَهُ فِي مَسْجِدِهِ فَيَدْعُو وَيَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ ، ثُمَّ يَنْتَبِهُ فَيَدْعُو وَيَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ فَهُوَ كَذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ |
1744 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ : أَرْسَلَنِي ابْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي حَوَائِجَ لَهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ يَكْتُبُ فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ ثُمَّ انْتَهَيْتُ فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَقَالَ : يَا ابْنَ زِيَادٍ إِنَّا لَسْنَا نُنْكِرُ الْأُولَى الَّتِي قُلْتَ ، وَالْكَاتِبُ يَقْرَأُ عَلَيْهِ مَظَالِمَ جَاءَتْ مِنَ الْبَصْرَةِ فَقَالَ لِي : اجْلِسْ فَجَلَسْتُ عَلَى أُسْكُفَّةِ الْبَابِ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ وَعُمَرُ يَتَنَفَّسُ الصَّعْدَاءَ فَلَمَّا فَرَغَ أَخْرَجَ مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ حَتَّى وَصِيفًا كَانَ فِيهِ ثُمَّ قَامَ يَمْشِي إِلَيَّ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيَّ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتِي ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ أَبِي زِيَادٍ اسْتَدْفَأْتَ فِي مِدْرَعَتِكَ هَذِهِ ؟ قَالَ : وَعَليَّ مِدْرَعَةٌ مِنْ صُوفٍ وَاسْتَرَحْتَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ ؟ ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ صُلَحَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رِجَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ فَمَا تَرَكَ مِنْهُمْ أَحَدًا إِلَّا سَأَلَنِي عَنْهُ وَسَأَلَنِي عَنْ أُمُورٍ كَانَ أَمَرَ بِهَا بِالْمَدِينَةِ فَأَخْبَرْتُهُ ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ أَبِي زِيَادٍ ، أَمَا تَرَى مَا وَقَعْتُ فِيهِ قَالَ : قُلْتُ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي لَأَرْجُو لَكَ خَيْرًا قَالَ : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ثُمَّ بَكَى حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَهُ قَالَ : قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، بَعْضُ مَا تَصْنَعُ فَإِنِّي أَرْجُو لَكَ خَيْرًا قَالَ : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، أَشْتِمُ وَلَا أُشْتَمُ وَأَضْرِبُ وَلَا أُضْرَبُ وَأُوذِي وَلَا أُوذَى قَالَ : ثُمَّ بَكَى حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَهُ فَأَقَمْتُ حَتَّى قَضَى حَوَائِجِي وَكَتَبَ إِلَى مَوْلَايَ يَسْأَلُهُ أَنْ يَبِيعَنِي مِنْهُ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ فِرَاشِهِ عِشْرِينَ دِينَارًا فَقَالَ : اسْتَعِنْ بِهَذِهِ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ لَكَ فِي الْفَيْءِ حَقٌّ أَعْطَيْنَاكَ إِنَّمَا عَبْدٌ ، فَأَبَيْتُ أَنْ آخُذَهَا فَقَالَ : إِنَّمَا هِيَ مِنْ نَفَقَتِي فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَخَذْتُهَا وَكَتَبَ إِلَى مَوْلَايَ يَسْأَلُهُ أَنْ يَبِيعَنِي مِنْهُ فَأَبَى وَأَعْتَقَنِي |
1745 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ |
1746 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِرَجُلٍ : مَنْ سَيِّدُ قَوْمِكَ ؟ قَالَ : أَنَا قَالَ : لَوْ كُنْتَ كَذَلِكَ لَمْ تَقُلْهُ |
1747 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ أَبُو عَمْرٍو ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ الْعُقَيْلِيُّ ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ : غَضِبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا عَلَى رَجُلٍ غَضَبًا شَدِيدًا فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَأَتَى بِهِ فَجَرَّدَهُ وَمَدَّهُ فِي الْحِبَالِ ثُمَّ دَعَا بِالسِّيَاطِ حَتَّى إِذَا قُلْنَا هُوَ ضَارِبُهُ قَالَ : خَلُّوا سَبِيلَهُ ، أَمَا أُتِيَ لَوْلَا أَنِّي غَضْبَانُ لِسَوْءَتِهِ قَالَ : وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } |
1748 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ لَهُ : يَا أَبَةِ ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَمْضِيَ لِمَا تُرِيدُ مِنَ الْعَدْلِ فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ أُبَالِي وَلَوْ غَلَتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ فِي ذَلِكَ قَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّمَا أَنَا أُرَوِّضُ النَّاسَ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ إِنَّى لَا أُرِيدُ أَنْ أُحْيِيَ الْأَمْرَ مِنَ الْعَدْلِ فَأُوَخِّرَهُ حَتَّى أَخْرُجَ مَعَهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا فَيَنْفِرُوا مِنْ هَذِهِ وَيَسْكُنُوا لِهَذِهِ |
1749 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيَّ قَالَ : قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ : مَا رَأَيْتُ ثَلَاثَةً فِي بَيْتٍ خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَوْلَاهُ مُزَاحِمٍ |
1750 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ ، أَنَّهُ شَهِدَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ دَفَنَ ابْنَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ قَالَ : لَمَّا دَفَنَهُ وَسَوَّى عَلَيْهِ التُّرَابَ وَسَوَّوْا قَبْرَهُ بِالْأَرْضِ وَوَضَعُوا عِنْدَهُ خَشَبَتَيْنِ مِنْ زَيْتُونٍ إِحْدَاهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَالْأُخْرَى عِنْدَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ جُعِلَ قَبْرُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ فَاسْتَوَى قَائِمًا وَأَحَاطَ بِهِ النَّاسُ فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا بُنَيَّ فَقَدْ كُنْتَ بَرًّا بِأَبِيكَ وَاللَّهِ مَا زِلْتُ مُنْذُ وَهَبَكَ اللَّهُ لِي مَسْرُورًا بِكَ وَلَا وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بِكَ وَلَا أَزْجَى لِحَظِّي مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِيكَ مُنْذُ وَضَعْتُكَ فِي هَذَا الْمَنْزِلِ الَّذِي صَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَيْهِ فَرَحِمَكَ اللَّهُ وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ وَجَزَاكَ بِأَحْسَنِ عَمَلِكَ وَرَحِمَ كُلَّ شَافِعٍ يَشْفَعُ لَكَ بِخَيْرٍ مِنْ شَاهِدٍ أَوْ غَائِبٍ رَضِينَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَسَلَّمْنَا لِأَمْرِهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ انْصَرَفَ |