ذِكْرُ ذَلِكَ
67 حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ شَيْئًا ، فَقَالَ : لَا أَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ أُعْطِيكَهُ . قَالَ : فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَوَضَعَ فِي يَدِهِ شَيْئًا ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ : وَعِزَّةِ رَبِّي ، إِنَّهَا لَثَلَاثُ أَيْدٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ : الْمُعْطِي يَضَعُهَا فِي يَدِ اللَّهِ ، وَيَدُ اللَّهِ الْعُلْيَا ، وَيَدُ الْآخِذِ أَسْفَلَ ذَلِكَ . قَالَ رَبِّي : بِعِزَّتِي ، عَبْدِي ، لَأَنْفُسَنَّكَ بِمَا رَحِمْتَ عَبْدِي ، وبِعِزَّتِي ، عَبْدِي ، لَأَجْزِيَنَّكَ بِمَا رَحِمْتَ عَبْدِي ، وبِعِزَّتِي ، عَبْدِي ، لَأُخْلِفَنَّ بِهَا عَلَيْكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِي |
68 حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ صَفْوَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى |
ذِكْرُ مَا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْفِقْهِ فَمِمَّا فِي ذَلِكَ مِنْهُ : تَحْرِيمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْأَلَةَ ، ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْمَسْأَلَةِ الَّتِي حَرَّمَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي صِفَةِ السَّائِلِ الَّذِي حُرِّمَ ذَلِكَ عَلَيْهِ . فَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْمَسْأَلَةُ الَّتِي حَرَّمَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ حَرَّمَهَا عَلَيْهِ ، هِيَ الْمَسْأَلَةُ الَّتِي يَسْأَلُهَا السَّائِلُ عَنْ غِنًى مِنْهُ عَنْهَا ، بِوُجُودِهِ مَا فِيهِ لَهُ الْكِفَايَةُ لِمَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ ، مِنْ غِذَاءٍ مِنْ مَطْعَمٍ وَمَشْرَبٍ ، وَمَلْبَسٍ وَمَسْكَنٍ ، مُنْمِيًا بِذَلِكَ مَالَهُ ، طَالِبًا بِهِ تَكْثِيرَهُ ، ثُمَّ حَدَّ فِي مَبْلَغِ قَدْرِ ذَلِكَ مِقْدَارًا بِوَزْنٍ وَكَيْلٍ وَقِيمَةٍ . وَأَنْكَرَ آخَرُونَ مِنْهُمْ تَحْدِيدَ ذَلِكَ بِمِقْدَارٍ مِنَ الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ وَالْقِيمَةِ ، إِلَّا بِالْبَيَانِ عَنْهُ فِي تَحْدِيدِهِ بِالْكِفَايَةِ وَالْغِنَى ، وَالْمَعْرُوفِ مَعْنَاهُ عِنْدَ عَوَامِّ النَّاسِ . وَأَنْكَرَ آخَرُونَ مِنْهُمْ تَحْدِيدَ ذَلِكَ ، إِلَّا بِوُجُودِ الْمَرْءِ قُوتَ يَوْمِهِ لِغَدَائِهِ وَعَشَائِهِ . وَأَنْكَرَهُ آخَرُونَ إِلَّا بِوُجُودِ قُوتِ سَاعَتِهِ . وَأَنْكَرَ آخَرُونَ ذَلِكَ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ الْحَالَّةِ بِهِ ، وَأَحَلُّوا ذَلِكَ مَحَلَّ الْمَيْتَةِ لِلْمُضْطَرِّ . وَأَنْكَرَ آخَرُونَ الْمَسْأَلَةَ بِكُلِّ حَالٍ ، وَقَالُوا : الْأَخْبَارُ الَّتِي وَرَدَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحْرِيمِهَا عَامٌّ فِي الْمَسَائِلِ كُلِّهَا |