جَزَاءُ امْرَأَةٍ مِنَ الصَّالِحَاتِ
149 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثني إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثني عَمَّارٌ الرَّاهِبُ ، وَكَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْعَامِلِينَ لِلَّهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا قَالَ : رَأَيْتُ مِسْكِينَةَ الطَّفَاوِيَّةَ فِي مَنَامِي , وَكَانَتْ مِنَ الْمُوَاظِبَاتِ عَلَى حَلَقِ الذِّكْرِ فَقُلْتُ : مَرْحَبًا يَا مِسْكِينَةُ , مَرْحَبًا , فَقَالَتْ : هَيْهَاتَ يَا عَمَّارُ ذَهَبَتِ الْمَسْكَنَةُ وَجَاءَ الْغِنَى الْأَكْبَرُ قُلْتُ : هِيهِ , قَالَتْ : مَا تَسْأَلُ عَمَّنْ أُبِيحَ الْجَنَّةَ بِحَذَافِيرِهَا يُطِلُّ مِنْهَا حَيْثُ شَاءَ , قَالَ : قُلْتُ : وَبِمَ ذَاكَ يَرْحَمُكِ اللَّهُ ؟ قَالَتْ : بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْحَقِّ , قَالَ عَمَّارٌ : وَكَانَتْ تَحْضُرُ مَعَنَا مَجْلِسَ عِيسَى بْنِ زَاذَانَ بِالْأَبَلَةِ تَنْحَدِرُ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى تَأْتِيَهُ قَاصِدَةً , قَالَ عَمَّارٌ : قُلْتُ : يَا مِسْكِينَةُ مَا فَعَلَ عِيسَى ؟ فَضَحِكَتْ ثُمَّ قَالَتْ : كُسِيَ الْبَهَاءَ وَأَطَافَتْ بِأَبَارِيقَ حَوْلَهُ الْخُدَّامُ حُلِيَّ وَقِيلَ يَا قَارِئُ ارْقَ فَلَعَمْرِي لَقَدْ بَرَّأَكَ الصِّيَامُ وَكَانَ عِيسَى قَدْ صَامَ حَتَّى انْحَنَى وَانْقَطَعَ صَوْتُهُ |
150 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، ثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثني أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ ، قَالَ : رَأَيْتُ كَأَنِّيَ دَخَلْتُ الْمَقَابِرَ فَإِذَا أَهْلُ الْقُبُورِ جُلُوسٌ عَلَى قُبُورِهِمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمُ الرَّيْحَانُ , وَإِذَا أَنَا بِمَعْرُوفِ بْنِ أَبِي مَحْفُوظٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ يَذْهَبُ وَيَجِيءُ , فَقُلْتُ : أَبَا مَحْفُوظٍ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ أَلَسْتَ قَدْ مُتَّ ؟ قَالَ : بَلَى , ثُمَّ قَالَ : مَوْتُ التَّقِيِّ حَيَاةٌ لَا نَفَادَ لَهَا قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَحْيَاءُ |
151 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : قَالَ مُحَمَّدٌ ، : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ ، ثني زَيْدُ بْنُ سَعْدٍ الْمُجَاشِعِيُّ ، ثتني امْرَأَةٌ ، مِنْ أَهْلِي قَالَتْ : أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي وَكَانَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ تُطِيلُ الدُّعَاءَ جِدًّا قَالَتْ : قَالَ لِي : قُولِي يَا جَمِيلَ الْفِعَالِ أَنْتَ وَلِيِّي ، يَا كَرِيمَ الصَّنِيعِ أَنْتَ الْقَرِيبُ قَالَتْ فَمَا دَعَوْتُ بِهَا فِي كَرْبٍ قَطُّ إِلَّا كَشَفَهُ اللَّهُ عَنِّي |
152 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : قَالَ مُحَمَّدٌ ، : وَثني مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ ، ثني يَحْيَى بْنُ عُمَرَ الْحَنَفِيُّ ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ تَعَبَّدَ وَكَانَ ذَا يَسَارٍ كَثِيرٍ فَأَنْفَقَ مَالَهُ فِي أَنْوَاعِ الْبِرِّ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَزُهْدًا فِي الدُّنْيَا قَالَ : فَاشْتَدَّتْ بِهِ الْحَالَةُ حَتَّى جَعَلَ يَجُوعُ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ قَالَ : فَبَاتَ لَيْلَةً طَاوِيًا فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا ؟ قَالَ : أَلَا إِنِّي ذَكَرْتُ مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ الْحَالِ وَمَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ قَالَ : فَكَلَحَ فِي وَجْهِي ثُمَّ قَالَ : وَهُوَ مُوَلٍّ مُعْرِضٌ : لَا سُرُورَ يَدُومُ فِيهَا لِعَبْدٍ عَرَفَ الرَّبَّ ذَا الْجَلَالِ الْقَرِيبَا قَالَ الرَّجُلُ : فَاسْتَيْقَظْتُ وَاللَّهِ وَكَأَنَّ قَلْبِي مُلِئَ غِنًى |
153 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، نا مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ ، يَقُولُ : وَرِثَ فَتًى مِنَ الْحَيِّ دَارًا عَنْ آبَائِهِ وَأَجْدَادِهِ فَهَدَمَهَا ثُمَّ ابْتَنَاهَا فَشَيَّدَهَا فَأُرِيَ فِي مَنَامِهِ : إِنْ كُنْتَ تَطْمُحُ فِي الْحَيَاةِ فَقَدْ تَرَى أَرْبَابَ دَارِكَ سَاكِنُو الْأَمْوَاتِ أَنَّى يُحِسَّ مِنَ الْمَكَارِمِ ذِكْرُهُمْ خَلَتِ الدِّيَارُ وَبَادِتِ الْأَصْوَاتُ قَالَ : فَأَصْبَحَ وَاللَّهِ الْفَتَى مُتَّعِظًا فَقَصَرَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا كَانَ يَصْنَعُ وَأَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ |
154 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، ثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثني بَعْضُ أَصْحَابِنَا , عَنْ رَجُلٍ ، قَدْ سَمَّاهُ قَالَ : دُفِعَتْ إِلَى جَدِّي رُقْعَةٌ فِي مَنَامِهِ قَالَ : وَكَانَ جَدِّي مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ وَكَانَ يُخْتَمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ , فَإِذَا فِي الرُّقْعَةِ مَكْتُوبٌ : فَإِنَّكَ لَا تَرْتَابُ أَنَّكَ مَيِّتٌ وَلَسْتَ لِبَعْدِ الْمَوْتِ مَا أَنْتَ تَعْمَلُ فَعُمْرُكَ مَا يُغْنِي وَأَنْتَ مُفَرِّطٌ وَاسْمُكَ فِي الْمَوْتَى مُعَدٌّ مُحْصَلُ |
155 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الصَّهْبَاءِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ ، أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو , وَكَانَ يُكْثِرُ مِنَ الشَّرَابِ , فَعَادَ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى مَنْزِلِهِ وَهُوَ شَارِبٌ , فَرَأَى كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لَهُ : جَدَّ بِكَ الْأَمْرُ أَبَا عَمْرٍو وَأَنْتَ مَعْكُوفٌ عَلَى الْخَمْرِ تَشْرَبُ صَهْبَاءَ صَرَاحِيَةً سَالَ بِكَ السَّيْلُ وَلَا تَدْرِي فَأَصْبَحَ أَبُو عَمْرٍو مَيِّتًا |
156 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثني زَيْدُ الْحِمْيَرِيُّ ، عَنِ امْرَأَةٍ عَابِدَةٍ كَانَتْ تَحْضُرُ الْمَجَالِسَ قَالَتْ : أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ لِي : . . . . . . ذِي الْعَرْشِ هَلْ مِنْ خَيْرِ رَحْمَتِهِ , فَقُلْتُ : أَيْ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ , قَالَ : إِنَّ كَالْمَحْفُوفِ بِالْأَحْلَامِ قَالَ زَيْدٌ : وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْقَانِي كَثِيرًا وَهِيَ تَبْكِي , وَمَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُهَا إِلَّا وَهِيَ تَبْكِي وَتَرَدَّدَ هَذَا |
157 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، ثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثني زَيْدُ الْحِمْيَرِيُّ ، ثني سَلَمَةُ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : رَأَيْتُ بَزِيعَ بْنَ مِسْوَرٍ الْعَابِدَ فِي مَنَامِي وَكَانَ كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلْمَوْتِ طَوِيلَ الِاجْتِهَادِ قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ رَأَيْتَ مَوْضِعَكَ ؟ قَالَ : وَلَيْسَ يَعْلَمُ مَا فِي الْقَبْرِ دَاخِلَهُ إِلَّا الْإِلَهُ وَسَاكِنُ الْأَجْدَاثِ ثُمَّ وَلَّى وَتَرَكَنِي |