3391 وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَخَذَ أَبِي مِنَ الْخُمْسِ سَيْفًا ، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : هَبْ لِي هَذَا ، فَأَبَى ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ } |
3391 وحدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، قال : أخذ أبي من الخمس سيفا ، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : هب لي هذا ، فأبى ، فأنزل الله عز وجل : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول } |
شرح الحديث من شرح النووى على مسلم
باب الْأَنْفَالِ
[ سـ :3391 ... بـ :1748]
وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَخَذَ أَبِي مِنْ الْخُمْسِ سَيْفًا فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَبْ لِي هَذَا فَأَبَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَنْفَالِ قُلْ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
قَوْلُهُ : ( عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَخَذَ أَبِي مِنَ الْخُمُسِ سَيْفًا فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَبْ لِي هَذَا فَأَبَى ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَقَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَخَذَ أَبِي ) هُوَ مِنْ تَلْوِينِ الْخِطَابِ ، وَتَقْدِيرُهُ : عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ بِحَدِيثٍ قَالَ فِيهِ قَالَ أَبِي : أَخَذْتُ حُكْمَ الْغَنَائِمِ مِنَ الْخُمُسِ سَيْفًا إِلَى آخِرِهِ ، قَالَ الْقَاضِي : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ قَبْلَ نُزُولِ الْآيَةِ وَإِبَاحَتِهَا ، قَالَ : وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ الْحَدِيثُ ، وَقَدْ رُوِيَ فِي تَمَامِهِ مَا بَيَّنَهُ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدٍ بَعْدَ نُزُولِ الْآيَةِ : قَالَ : وَاخْتَلَفُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَقِيلَ : هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَأَنَّ مُقْتَضَى آيَةِ الْأَنْفَالِ وَالْمُرَادَ بِهَا أَنَّ الْغَنَائِمَ كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً كُلُّهَا ، ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسِهَا لِلْغَانِمِينَ بِالْآيَةِ الْأُخْرَى ، وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٍ ، وَقِيلَ : هِيَ مُحْكَمَةٌ ، وَأَنَّ التَّنْفِيلَ مِنَ الْخُمُسِ ، وَقِيلَ : هِيَ مُحْكَمَةٌ ، وَلِلْإِمَامِ أَنْ يُنْفِلَ مِنَ الْغَنَائِمِ مَا شَاءَ لِمَنْ شَاءَ بِحَسَبِ مَا يَرَاهُ ، وَقِيلَ : مُحْكَمَةٌ مَخْصُوصَةٌ ، وَالْمُرَادُ أَنْفَالُ السَّرَايَا .