بَابُ الْجُودِ وَإِعْطَاءِ السَّائِلِ
400 حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، نا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، نا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتِ : اسْتَأْذَنَ الْأَسْوَدُ بْنُ وَهْبٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَسَطَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِدَاءَهُ ، فَقَالَ : اجْلِسْ يَا خَالُ ، فَإِنَّ الْخَالَ وَالِدٌ قَالَتْ : وَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ بِاسْمِهِ إِلَّا يَا خَالُ |
401 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَيُّوبَ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ شَهِدَ مَعَهُ حُنَيْنًا قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لَأَسِيرُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ لِي ، وَفِي رِجْلِي نَعْلٌ لِي غَلِيظَةٌ إِذْ زَحَمَتْ نَاقَتِي نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَقَعُ حَرْفُ نَعْلِي عَلَى سَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْجَعَهُ . قَالَ : فَقَرَعَ قَدَمِي بِالسَّوْطِ ، وَقَالَ : أَوْجَعْتَنِي فَأَخِّرْ عَنِّي قَالَ : فَانْصَرَفْتُ . فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَمِسُنِي . قَالَ : قُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ لِمَا كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ رِجْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَمْسِ . قَالَ : فَجِئْتُهُ وَأَنَا أَتَوَقَّعُ ، فَقَالَ لِي : إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ أَصَبْتَ رِجْلِي أَمْسِ بِنَعْلِكَ فَأَوْجَعَتْنِي ، فَقَرَعْتُ قَدَمَكَ بِالسَّوْطِ ، فَدَعَوْتُكَ لِأُعَوِّضَكَ قَالَ : فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِينَ نَعْجَةً بِالضَّرْبَةِ الَّتِي ضَرَبَنِي |
402 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَفْدِ هَوَازِنَ : مَا فَعَلَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ ؟ قَالُوا : هُوَ بِالطَّائِفِ مَعَ ثَقِيفٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَخْبِرُوا مَالِكًا أَنَّهُ إِنْ أَتَانِي مُسْلِمَا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ ، وَأَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَأَتَى مَالِكٌ بِذَلِكَ فَخَرَجَ مِنْ الطَّائِفِ فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَدْرَكَهُ بِالْجِعْرَانَةِ أَوْ بِمَكَّةَ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ ، وَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ وَأَسْلَمَ ، فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ . فَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ : مَا إِنْ رَأَيْتُ وَلَا سَمِعْتُ بِوَاحِدٍ فِي النَّاسِ كُلِّهِمْ بِمِثْلِ مُحَمَّدِ أَوْفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيلِ إِذَا اجْتُدِي وَمَتَى تَشَأْ يُخْبِرْكَ عَمَّا فِي غَدِ وَإِذَا الْكَتِيبَةُ عَرَّدَتْ أَبْنَاؤُهَا بِالْمِشْرَفِيِّ وَضَرْبِ كُلِّ مُهَنَّدِ فَكَأَنَّهُ لَيْثٌ عَلَى أَشْبَالِهِ وَسْطَ الْهَبَاءَةِ خَادِرٌ فِي مَرْصَدِ |
403 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ قَوْمًا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ حَاجَةً ، فَلَمَّا رَآهُمْ وَأَحَسَّ بِهِمْ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ قَامَ لِيَدْخُلَ ، فَلَحِقَهُ لَاحِقٌ مِنْهُمْ ، فَتَعَلَّقَ بِثَوْبِهِ فَشَقَّهُ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ أَتَوْهُ وَقَدْ جَاءَهُ شَيْءٌ فَسَأَلُوهُ فَأَمَرَ لَهُمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْنَا فِي حِلٍّ مِنْ تَخْرِيقِ ثَوْبِكَ ، قَالَ : هُوَ بِفَزَّتِي مِنْكُمْ |
404 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا سُفْيَانُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ نَفَرًا مِنَ الْبَادِيَةِ جَاءُوا ، فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ طَلِعُوا مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ بَادَرَهُمْ لِيَدْخُلَ ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ ، فَلَحِقَهُ بَعْضُهُمْ فَجَبَذَهُ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ فَأَعْطَاهُمْ ، فَأَتَوْهُ ، فَقَالُوا لَهُ : اقْتَصَّ مِنَّا ، قَالَ : هِيَ بِفَزَّتِي مِنْكُمْ |
405 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : أَرْسَلَتِ امْرَأَةٌ ابْنَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : ايْتِهِ فَأَقْرِهِ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ : إِنَّ أَمِّي تَقُولُ لَكَ : اكْسُنِي ، فَإِنْ قَالَ لَكَ : حَتَّى يَأْتِيَنَا شَيْءٌ ، فَقُلْ لَهُ : إِنَّهَا تَقُولُ لَكَ اكْسُنِي قَمِيصَكَ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ : حَتَّى يَأْتِيَنَا شَيْءٌ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّهَا تَقُولُ لَكَ : اكْسُنِي قَمِيصَكَ ، فَنَزَعَ قَمِيصَهُ فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ } |
406 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ ، نا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ نَدَبَةَ ، نا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَسْأَلُهُ فَمَنَعَنِي ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ أَسْأَلُهُ فَمَنَعَنِي ، فَقُلْتُ : إِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي ، وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : وَأَيُّ دَاءٍ شَرٌّ مِنَ الْبُخْلِ ؟ مَا مِنْ مَرَّةٍ تَسْأَلُنِي إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ أَلْفًا ، فَعَدَّ لِي ثَلَاثَةَ آلَافٍ |
407 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَرَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبِلَالٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ ، وَكَانَتْ دَارُ أَبِي بَكْرٍ فِي بَنِي جُمَحٍ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ : أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا الْمِسْكِينِ ؟ حَتَّى مَتَّى ؟ قَالَ : أَنْتَ أَفْسَدْتَهُ فَأَنْقِذْهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَفْعَلُ ، عِنْدِي غُلَامٌ أَسْوَدُ أَجْلَدُ مِنْهُ وَأَقْوَى ، عَلَى دِينِكَ ، أُعْطِيكَهُ بِهِ ، قَالَ : قَبِلْتُ ، قَالَ : هُوَ لَكَ . فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غُلَامَهُ ذَلِكَ ، وَأَخَذَ بِلَالًا فَأَعْتَقَهُ . ثُمَّ أَعْتَقَ مَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ مِنْ مَكَّةَ سِتَّ رِقَابٍ ، بِلَالٌ سَابِعُهُمْ : عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا ، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا ، وَأُمُّ عُبَيْسٍ ، وَزِنِّيرَةُ ، وَالنَّهْدِيَّةُ وَابْنَتُهَا ، وَجَارِيَةٌ مِنْ بَنِي مُؤَمَّلٍ ، حَيٍّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ |
408 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا بُنَيَّ ، إِنِّي أَرَاكَ تَعْتِقُ رِقَابًا ضِعَافًا ، فَلَوْ أَنَّكَ إِذْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ أَعْتَقْتَ رِجَالًا جُلَدَاءَ يَمْنَعُونَكَ وَيَقُومُونَ دُونَكَ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا أَبَهْ ، إِنَّمَا أُرِيدُ مَا أُرِيدُ ، قَالَ : فَيُتَحَدَّثُ أَنَّهُ مَا نَزَلَتْ هَؤُلَاءِ الْآيَاتُ إِلَّا فِيهِ وَفِيمَا قَالَ لِأَبِيهِ : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } إِلَى آخِرِ السُّورَةِ |
409 حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ نا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، نا أَيُّوبُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : نُبِّئْتُ أَنَّ رَجُلًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَرَابَةٌ ، سَأَلَهُ فَزَبَرَهُ وَأَخْرَجَهُ ، فَكُلِّمَ فِيهِ ، فَقِيلَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فُلَانٌ سَأَلَكَ فَزَبَرْتَهُ وَأَخْرَجْتَهُ ، قَالَ : إِنَّهُ سَأَلَنِي مِنْ مَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَا مَعْذِرَتِي إِنْ لَقِيتُهُ مَلِكًا خَائِنًا ؟ فَلَوْلَا سَأَلَنِي مِنْ مَالِي ؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِعَشَرَةِ آلَافٍ |