مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مُحَمَّدٌ الْأَكْبَرُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ الْحَنَفِيَّةُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , وَيُقَالُ بَلْ كَانَتْ أُمُّهُ مِنْ سَبْيِ الْيَمَامَةِ , فَصَارَتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5532 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَسِرْنَا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى أَيْلَةَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِزِيَادَةٍ عَلَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً . قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ كَتَبَ لِمُحَمَّدٍ عَهْدًا عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي أَرْضِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَصْطَلِحَ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ , فَإِذَا اصْطَلَحُوا عَلَى رَجُلٍ بِعَهْدٍ مِنَ اللَّهِ وَمِيثَاقٍ كَتَبَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , فَلَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدٌ الشَّامَ بَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ : إِمَّا أَنْ تُبَايِعَنِي , وَإِمَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَرْضِي , وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ مَعَهُ سَبْعَةُ آلَافٍ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَنْ تُؤَمِّنَ أَصْحَابِي , فَفَعَلَ , فَقَامَ مُحَمَّدٌ فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُ وَلِيُّ الْأُمُورِ كُلُّهَا وَحَاكِمُهَا . مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَا يَشَاءُ لَمْ يَكُنْ . كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ . عَجَّلْتُمْ بِالْأَمْرِ قَبْلَ نُزُولِهِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِي أَصْلَابِكُمْ لَمَنْ يُقَاتِلُ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا يَخْفَى عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ , وَأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَأْخَرٌ , وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَعُودَنَّ فِيكُمْ كَمَا بَدَأَ . الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَقَنَ دِمَاءَكُمْ , وَأَحْرَزَ دِينَكُمْ . مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَأْتِيَ مَأْمَنَهُ إِلَى بَلَدِهِ آمِنًا مَحْفُوظًا فَلْيَفْعَلْ , فَبَقِيَ مَعَهُ تِسْعُمِائَةِ رَجُلٍ , فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ , وَقَلَّدَ هَدْيًا , فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ , فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَدْخُلَ الْحَرَمَ تَلَقَّتْنَا خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَمَنَعَتْنَا أَنْ نَدْخُلَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ , لَقَدْ خَرَجْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ , وَرَجَعْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ . دَعْنَا , فَلْنَدْخُلْ , وَلْنَقْضِ نُسُكَنَا , ثُمَّ لَنَخْرُجُ عَنْكَ , فَأَبَى , وَمَعَنَا الْبُدْنُ قَدْ قَلَّدْنَاهَا , فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَكُنَّا بِهَا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ , فَقَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ , ثُمَّ سَارَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ , فَلَمَّا سَارَ مَضَيْنَا , فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا , وَقَدْ رَأَيْتُ الْقَمْلَ يَتَنَاثَرُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَكَثَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ تُوُفِّيَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5533 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ : مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عُنْوَانِ الصَّحِيفَةِ قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ , وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , الطُّلَقَاءُ وَلُعَنَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنَابِرِ النَّاسِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَأُمُورٌ لَمْ يَقِرَّ قَرَارُهَا قَالَ أَبُو الطُّفَيْلٍ : فَانْصَرَفْنَا رَاجِعِينَ , فَأَذِنَ لِلْمَوَالِي وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ , فَرَجَعُوا مِنْ مَدْيَنَ , وَمَضَيْنَا إِلَى مَكَّةَ حَتَّى نَزَلْنَا مَعَهُ الشِّعْبَ بِمِنًى , فَمَا مَكَثْنَا إِلَّا لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ أَشْخِصْ مِنْ هَذَا الْمَنْزِلِ , وَلَا تُجَاوِرْنَا فِيهِ . قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : اصْبِرْ , وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ , وَمَا هُوَ بِعَظِيمٍ مَنْ لَا يَصْبِرُ عَلَى مَا لَا يَجِدُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ بُدًّا حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ مَخْرَجًا , وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ السَّيْفَ وَلَوْ كُنْتُ أُرِيدُهُ مَا تَعَبَّثَ بِي ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَلَوْ كُنْتُ أَنَا وَحْدِي وَمَعَهُ جُمُوعُهُ الَّتِي مَعَهُ , وَلَكِنْ وَاللَّهِ , مَا أَرَدْتُ هَذَا , وَأَرَى ابْنَ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَقْصَرٍ عَنْ سُوءِ جِوَارِي فَسَأَتَحَوَّلُ عَنْهُ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُقِيمًا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ , فحاصرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَتَلَهُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ , وَحَجَّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ تِلْكَ السَّنَةَ مِنَ الطَّائِفِ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى شِعْبِهِ فَنَزَلَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5534 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا صَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الشِّعْبِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ لَمْ يُقْتَلْ , وَالْحَجَّاجُ مُحَاصِرُهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : قَدْ عَرَفْتُ مَقَامِي بِمَكَّةَ , وَشُخُوصِي إِلَى الطَّائِفِ وَإِلَى الشَّامِ كُلُّ هَذَا إِبَاءٌ مِنِّي أَنْ أُبَايِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَوْ عَبْدَ الْمَلِكِ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى أَحَدِهِمَا وَأَنَا رَجُلٌ لَيْسَ عِنْدِي خِلَافٌ لَمَّا رَأَيْتُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا اعْتَزَلْتُهُمْ حَتَّى يَجْتَمِعُوا فَأَوَيْتُ إِلَى أَعْظَمِ بِلَادِ اللَّهِ حُرْمَةً يَأْمَنُ فِيهِ الطَّيْرُ فَأَسَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جِوَارِي , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الشَّامِ فَكَرِهَ عَبْدُ الْمَلِكِ قُرْبِي , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الْحَرَمِ فَإِنْ يُقْتَلِ ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَيَجْتَمِعِ النَّاسُ عَلى عَبْدِ الْمَلِكِ أُبَايِعْكَ , فَأَبَى الْحَجَّاجُ أَنْ يَرْضَى بِذَلِكَ مِنْهُ حَتَّى يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَبَى ذَلِكَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَأَبَى الْحَجَّاجُ أَنْ يُقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ , فَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدٌ يُدَافِعُهُ حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5535 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْحَارِثِيُّ قَالَ : لَمَّا بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْحَجَّاجَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ : إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ سُلْطَانٌ . قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ يَتَوَعَّدُهُ , ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُمَكِّنَ اللَّهُ مِنْكَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ , وَيَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ سُلْطَانًا , فَأَفْعَلُ وَأَفْعَلُ , قَالَ : كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ , هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتِّينَ وَثَلَاثَمِائَةِ لَحْظَةٍ أَوْ نَفْحَةٍ ؟ فَأَرْجُو أَنْ يَرْزُقَنِي اللَّهُ بَعْضَ لَحَظَاتِهِ أَوْ نَفَحَاتِهِ , فَلَا يَجْعَلُ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانًا . قَالَ : فَكَتَبَ بِهَا الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَكَتَبَ بِهَا عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الرُّومِ : إِنَّ هَذِهِ وَاللَّهِ مَا هِيَ مِنْ كَنْزِكَ وَلَا كَنْزِ أَهْلِ بَيْتِكَ , وَلَكِنَّهَا مِنْ كَنْزِ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5536 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : لَمْ يُبَايِعْ أَبِي الْحَجَّاجَ لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَيْهِ فَجَاءَ , فَقَالَ : قَدْ قَتَلَ اللَّهُ عَدُوَّ اللَّهِ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : إِذَا بَايَعَ النَّاسُ بَايَعْتُ . قَالَ : وَاللَّهِ , لَأَقْتُلَنَّكَ . قَالَ : أَوَ لَا تَدْرِي أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ لَحْظَةً , فِي كُلِّ لَحْظَةٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ قَضِيَّةً , فَلَعَلَّهُ يَكْفِينَاكَ فِي قَضِيَّةٍ مِنْ قَضَايَاهُ . قَالَ فَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَتَاهُ كِتَابُهُ , فَأَعْجَبَهُ , وَكَتَبَ بِهِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الرُّومِ كَتَبَ إِلَيْهِ يُهَدِّدُهُ أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ لَهُ جُمُوعًا كَثِيرَةً , فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذَلِكَ الْكَلَامِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , وَكَتَبَ قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ عِنْدَهُ خِلَافٌ وَهُوَ يَأْتِيكَ وَيُبَايِعُكَ , فَارْفُقْ بِهِ . فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَبَايَعَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ : مَا بَقِيَ شَيْءٌ , فَبَايِعْ , فَكَتَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي لَمَّا رَأَيْتُ الْأُمَّةَ قَدِ اخْتَلَفَتِ اعْتَزَلْتُهُمْ , فَلَمَّا أَفْضَى هَذَا الْأَمْرُ إِلَيْكَ , وَبَايَعَكَ النَّاسُ كُنْتُ كَرَجُلٍ مِنْهُمْ أَدْخُلُ فِي صَالِحِ مَا دَخَلُوا فِيهِ , فَقَدْ بَايَعْتُكَ وَبَايَعْتُ الْحَجَّاجَ لَكَ , وَبَعَثْتُ إِلَيْكَ بِبَيْعَتِي , وَرَأَيْتُ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تُؤَمِّنَنَا وَتُعْطِينَا مِيثَاقًا عَلَى الْوَفَاءِ ؛ فَإِنَّ الْغَدْرَ لَا خَيْرَ فِيهِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ أَرْضَ اللَّهِ وَاسِعَةٌ , فَلَمَّا قَرَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكِتَابَ قَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ : مَا لَكَ عَلَيْهِ سَبِيلٌ وَلَوْ أَرَادَ فَتْقًا لَقَدِرَ عَلَيْهِ وَلَقَدْ سَلَّمَ وَبَايَعَ فَنَرَى أَنْ تَكْتُبَ إِلَيْهِ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ بِالْأَمَانِ لَهُ وَالْعَهْدِ لِأَصْحَابِهِ , فَفَعَلَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ : إِنَّكَ عِنْدَنَا مَحْمُودٌ , أَنْتَ أَحَبُّ وَأَقْرَبُ بِنَا رَحِمًا مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَلَكَ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ , وَذِمَّةُ رَسُولِهِ , أَنْ لَا تُهَاجَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ . ارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ , وَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ , وَلَسْتَ أَدْعُ صِلَتَكَ وَعَوْنَكَ مَا حَيِيتُ . وَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ يَأْمُرُهُ بِحُسْنِ جِوَارِهِ وَإِكْرَامِهِ فَرَجَعَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْمَدِينَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5537 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا صَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَبَنَى دَارَهُ بِالْبَقِيعِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْوفُودِ عَلَيْهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَأْذَنُ لَهُ فِي أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ , فَوَفَدَ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَدِمَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِدِمَشْقَ , فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ , فَأَذِنَ لَهُ وَأَمَرَ لَهُ بِمَنْزِلٍ قَرِيبٍ مِنْهُ , وَأَمَرَ أَنْ يُجْرَى عَلَيْهِ نُزْلٌ يَكْفِيهِ وَيَكْفِي مَنْ مَعَهُ , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فِي إِذْنِ الْعَامَّةِ إِذَا أَذِنَ عَبْدُ الْمَلِكِ بَدَأَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ , ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَسَلَّمَ فَمَرَّةً يَجْلِسُ وَمَرَّةً يَنْصَرِفُ , فَلَمَّا مَضَى مِنْ ذَلِكَ شَهْرٌ أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ كَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ خَالِيًا فَذَكَرَ قَرَابَتَهُ وَرَحِمَهُ وَذَكَرَ دَيْنًا عَلَيْهِ فَوَعَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ وَأَنْ يَصِلَ رَحِمَهُ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْفَعَ حَوَائِجَهُ , فَرَفَعَ مُحَمَّدٌ دَيْنَهُ , وَحَوَائِجَهُ , وَفَرَائِضَ لِوَلَدِهِ وَلِغَيْرِهِمْ مِنْ حَامَّتِهِ وَمَوَالِيهِ , فَأَجَابَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ , وَتَعَسَّرَ عَلَيْهِ فِي الْمَوَالِي أَنْ يَفْرِضَ لَهُمْ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ , فَفَرَضَ لَهُمْ فَقَصَّرَ بِهِمْ فَكَلَّمَهُ فَرَفَعَ فِي فَرَائِضِهِمْ , فَلَمْ يَبْقَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَّا قَضَاهَا , وَاسْتَأْذَنَهُ فِي الِانْصِرَافِ فَأَذِنَ لَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5538 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : وَفَدْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَضَى حَوَائِجِي وَوَدَّعْتُهُ , فَلَمَّا كِدْتُ أَنْ أَتَوَارَى مِنْ عَيْنَيْهِ نَادَانِي : أَبَا الْقَاسِمِ , أَبَا الْقَاسِمِ , فَكَرَرْتُ , فَقَالَ لِي : أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّكَ يَوْمَ تَصْنَعُ بِالشَّيْخِ مَا تَصْنَعُ ظَالِمٌ لَهُ يَعْنِي حِينَ أَخَذَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ يَوْمَ الدَّارِ فَدَعَثَهُ بِرِدَائِهِ . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلِي يَوْمَئِذٍ ذُؤَابَةٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5539 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : وَفَدْتُ مَعَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَعِنْدَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , فَدَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ بِسَيْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأُتِيَ بِهِ , وَدَعَا بِصَيْقَلٍ , فَنَظَرَ إِلَيْهِ , فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ حَدِيدَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْهَا . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : وَلَا وَاللَّهِ مَا أَرَى النَّاسُ مِثْلَ صَاحِبِهَا , يَا مُحَمَّدُ , هَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ : أَيُّنَا رَأَيْتَ أَحَقَّ بِهِ فَلْيَأْخُذْهُ . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : إِنْ كَانَ لَكَ قَرَابَةٌ فَلِكُلِّ قَرَابَةٍ حَقٌّ . قَالَ : فَأَعْطَاهُ مُحَمَّدٌ عَبْدَ الْمَلِكِ , وَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ هَذَا - يَعْنِي الْحَجَّاجَ وَهُوَ عِنْدَهُ قَدْ آذَانِي وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّي , وَلَوْ كَانَتْ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ أَرْسِلْ إِلَيَّ فِيهَا , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : لَا إِمْرَةَ لَكَ عَلَيْهِ , فَلَمَّا وَلَّى مُحَمَّدٌ . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَجَّاجِ : أَدْرِكْهُ , فَسُلَّ سَخِيمَتَهُ , فَأَدْرَكَهُ , فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ لِأَسُلَّ سَخِيمَتَكَ وَلَا مَرْحَبًا بِشَيْءٍ سَاءَكَ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ : وَيْحَكَ يَا حَجَّاجُ , اتَّقِ اللَّهَ , وَاحْذَرِ اللَّهَ مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُهُ الْعِبَادُ إِلَّا لِلَّهِ فِي كُلِّ عَبْدٍ مِنِ عِبَادِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ لَحْظَةً إِنْ أَخَذَ أَخَذَ بِمَقْدِرَةِ وَإِنْ عَفَا عَفَا بِحِلْمٍ , فَاحْذَرِ اللَّهَ , فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : لَا تَسْأَلْنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَهُ , فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ : وَتَفْعَلُ ؟ قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : نَعَمْ . قَالَ : فَإِنِّي أَسْأَلُكَ صَرْمَ الدَّهْرِ . قَالَ : فَذَكَرَ الْحَجَّاجُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتَ , فَذَكَرَ لَهُ الَّذِي قَالَ مُحَمَّدٌ , وَقَالَ : إِنَّ رَجُلًا مِنَّا ذَكَرَ حَدِيثًا مَا سَمِعْنَاهُ إِلَّا مِنْهُ , وَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ مُحَمَّدٍ , فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتَ : مَا خَرَجَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ إِلَّا مِنْ بَيْتِ نُبُوَّةٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5540 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ الْحَجَّاجَ أَرَادَ أَنْ يَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الْمَقَامِ , فَزَجَرَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَنَهَاهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5541 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ دَخَلَ الْكَعْبَةَ , فَصَلَّى فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،